العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}

قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك: [حاشَا اللهِ] ابن مسعود وأبي بن كعب. وقرأ: [حاش الإِلَهِ] الحسن. وقرأ: [حَاشْ للهِ] جَزْم الحسن بخلاف.
قال أبو الفتح: أما [حاشا الله] فعلى أصل اللفظة، وهي حرف جر، قال:
حاشا أبي ثوبان إنَّ به ... ضِنًّا على الْمَلْحَاةِ والشَّتْمِ
وأما [حاش الإله] فمحذوف من حاشا تخفيفًا، وهو كقولك: حاشا الرب وحاشا المعبود، وليس "الإله" هكذا بالهمز هو الاسم العلم؛ إنما ذلك الله -كما ترى- المحذوف الهمزة، على هذا استعملوه علَمًا وإن كان لعمري أصله الإله مكان الله، فإنه كاستعمالهم في مكانه المعبود والرب.
ومنه قوله:
لعنَ الإلهُ وزوجَها معها ... هند الهنود طويلة الفَعل
وأما [حاشْ لله] بسكون الشين، فضعيف من موضعين:
أحدهما: التقاء الساكنين: الألف، والشين، وليست الشين مذعمة.
والآخر: إسكان الشين بعد حذف الألف، ولا موجب لذلك؛ وطريقه في الحذف أنه لما حذف الألف تخفيفًا أتبع ذلك حذف الفتحة إذ كانت كالعَرَض اللاحق مع الألف؛ فصارت كالتكرير في الراء، والتفشي في الشين، والصفير في الصاد والسين والزاي، والإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء، ونحو ذلك. فمتى حَذفت حرفًا من هذه الحروف ذهب معه
[المحتسب: 1/341]
ما يصحبه من التكرير في الراء، والصفير في حروفه، والإطباق في حروفه. وعليه قوله:
رهطُ مَرْجُومٍ ورهطُ ابن الْمُعَلْ
يريد: الْمُعَلَّى، فلما حذف الألف حذف معها فتحتها، فبقي المعلَّ، فلما وقف في القافية المقيدة على الحرف المشدد خففه على العبرة في مثله، كما خففه في نحو قول طرفة:
ففداءٌ لبني قيس على ... ما أصاب الناس من سُرٍّ وضُرْ
ما أَقَلَّتْ قَدَمِي إنهم ... نَعِمَ الساعون في الأمر الْمُبِرْ
فخفف ضُرْ ومُبِرْ، فكذلك خفف [المعَلَّ] فصار الْمُعَلْ. فهذا حديث حذف الفتحة من [حاشْ].
وأما التقاء الساكنين فعلى قراءة نافع [مَحْيَايْ]، وعلى ما حُكي عنهم من قولهم: التقت حَلْقَتَا البِطَان، بإثبات ألف [حلْقَتَا] مع سكون لام البطان؛ لكن السؤال من هذا عن إدغام لام الجر على "لله" وقبلها "حاشْ" و"حاشا" وهو حرف جر، وكيف جاز التقاء حرفي جر؟
فالقول أن "حاشْ" و"حاشا" هنا فعلان، فلذلك وقع حرف الجر بعدهما.
حكى أبو عثمان المازني عن أبي زيد قال: سمعت أعرابيًّا يقول: اللهم اغفر لي ولمن سمع حاشا الشيطان وأبا الأصبغ، فنصب بحاشا. وهذا دليل الفعلية، فعليه وقعت بعده لام الجر). [المحتسب: 1/342]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {حَاشَا للهِ} [آية/ 31 و51] بالألف في الحرفين:
قرأها أبو عمرو وحده، ووقف عليها بغير ألف.
والوجه في حاشا أنه فعلٌ على وزن فاعل، وهو مأخوذ من الحشا الذي هو الناحية، ومعناه جانب وباعد، كأنه صار في حشًا أي في ناحية، والمراد صار يوسف في ناحية ممات قُرف به، لله، أي لخوفه ومراقبته.
وقال بعضهم: حاشا لله وحاشا الله بمعنى معاذ الله، كما يُقال هيهات كذا وهيهات كذا، باللام وغير اللام، قال: وحاشا فعل في الأصل، ولكنه جُعل كالاسم أُضيف باللام مرة وبغير اللام أخرى، وأُريد به المجانبة، وإضافته إلى الله تعالى على معنى أنه لا يفعل ذلك.
والقول الأول أقوى.
وأما حذف أبي عمرو في الوقف؛ فلأن الوقف موضع حذف وتغيير.
وقرأ الباقون {حَاشَ} بغير ألف في الحالين.
والوجه أن الأفعال التي اعتلّت لاماتها قد يُحذف منها اللام تخفيفًا نحو قولك: لا أدْرِ، وكقولهم: أصاب الناس جُهدٌ ولو تر أهل مكة، وكقول الرؤية:
62- وصّاني العجاج فيما وصني
[الموضح: 678]
ويؤيد هذه القراءة أنهم زعموا أن الألف في المصحف محذوفٌ، وهذا الذي دعا أبا عمرو إلى أن قرأها في حال الوقف بغير ألف؛ لأن الكتابة مبنية على الوقف). [الموضح: 679] (م)

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}

قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلاّ ما رحم ربّي (53)
فتح الياء نافع وأبو عمرو، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {بِالسُّوِّ إِلَّا مَا رَحِمَ} [آية/ 53] بتشديد الواو من غير مدٍّ:
قرأها نافع ن-، وابن كثير برواية البزي.
والوجه أن الهمزة التي بعد الواو قُلبت واوًا للواو التي قبلها، وأُدغمت الواو في الواو، وكان أصله السوء بالهمز، فبقي السوِّ بالتشديد.
وروى ش- عن نافع، و-ل- عن ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتخفيف الثانية.
والوجه أن ذلك أقرب إلى القياس؛ لأنهم إنما يخففون الثانية لاجتماع الهمزتين، وتخفيف الثانية أولى؛ لأنها هي المتكررة، ولولاها لما استثقلت الأولى بانفرادها، ثم إن من المواضع ما يكون فيه الهمزة اولًا، فلو خُففت لأدى الأمر إلى الابتداء بالساكن؛ لأن تخفيفها تقريب لها من الساكن.
وأبو عمرو يخفف الأولى ويحقق الثانية.
والوجه في ذلك أن الهمزة الأولى ههنا آخر كلمة، والثانية أول كلمة أخرى، والتغيير إلى الأواخر أسبق منه إلى الأوائل، ثم إنه لو خفف الثانية لكان مقربًا لأول الكلمة من الساكن، فكان ذلك مؤديًا إلى الابتداء بالساكن.
وروى ح- عن يعقوب بتحقيق الهمزتين، وكذلك قرأ أهل الشام والكوفة.
[الموضح: 681]
والوجه أنه هو الأصل، وقد تقدم مثله فيما سبق). [الموضح: 682]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}

قوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {يتبوا منها حيث يشاء} [56].
قرأ ابن كثير {نشاء} بالنون الله تعالى يُخبر نفسه.
وقرأ الباقون بالياء {حيث يشاء} ومعناه: حيث يشاء يوسف، ويوسف لا مشيئة له؛ لأن الله تعالى قال: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} والمشيئة له بعد مشيئة الله وقضائه. وهذا كما تقول: أضل الله الكافرين فضلوا هم، وأمات الله زيدًا فمات هو، هذا إذا جعلت المشيئة بمعنى العلم والقضاء أي: علم الله أنهم يشاءون ذلك. ومعنى {يتبوا} ينزل، والمتبوأ: المَنزل. وقد شرحت ذلك في (يونس) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/312]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وحده: يتبوأ منها حيث نشاء [يوسف/ 56] بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو علي: يتبوأ منها حيث يشاء من قال: حيث يشاء، فيشاء مسند إلى فعل الغائب، كما كان يتبوأ كذلك.
ويقوي ذلك: وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر/ 74]. وكما أن قوله: حيث نشاء وفق فعل المتبوءين فكذلك قوله: حيث يشاء وفق لقوله: يتبوأ في إسناده إلى الغيبة.
وأما قراءة ابن كثير حيث نشاء فإنه على أحد وجهين:
إما يكون أسند المشيئة إليه، وهي ليوسف في المعنى، لأن مشيئته لما كانت بقوّته وإقداره عليها جاز أن ينسب إلى الله سبحانه، وإن كان في المعنى ليوسف، كما قال: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [الأنفال/ 17]، فأضيف الرمي إلى الله سبحانه لما كان بقوته، وإن كان الرمي للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
والآخر: أن يكون الموضع المتبوّأ مواضع نسك وقرب، أو مواضع يقام فيها الحقّ من أمر بمعروف أو نهي عن منكر،
[الحجة للقراء السبعة: 4/428]
فالتبوّؤ في نحو هذه الأماكن والمكث فيها قرب إلى الله سبحانه، فهو يشاؤه ويريده.
ويقوي النون أن الفعل المعطوف عليه كذلك، وهو: نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين [يوسف/ 56]، فأما اللام في قوله: مكنا ليوسف [يوسف/ 21]، وفي قوله: إنا مكنا له في الأرض [الكهف/ 84] فيجوز أن يكون على حدّ التي في قوله: ردف لكم [النمل/ 72] وللرؤيا تعبرون [يوسف/ 43]، يدلّ على ذلك قوله: ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه [الأحقاف/ 26]، وقوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم [الأنعام/ 6]. وتكون اللام في قوله: ما لم نمكن لكم على هذا أيضا.
وقوله: يتبوأ في موضع نصب على الحال تقديره مكّنّاه متبوّئا حيث يشاء، فأما قوله: حيث يشاء فيحتمل موضعه أمرين، أحدهما: أن يكون في موضع نصب بأنه ظرف، والآخر: أن يكون في موضع بأنه مفعول به، ويدل على جواز هذا الوجه قول الشمّاخ:
وحلّأها عن ذي الأراكة عامر... أخو الخضر يرمي حيث تكوى النّواحز). [الحجة للقراء السبعة: 4/429]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين}
قرأ ابن كثير {حيث نشاء} بالنّون الله أخبر عن نفسه وحجته ما بعده وهو {نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع}
وقرأ الباقون حيث يشاء أي يوسف كأنّه قال يتبوأ يوسف). [حجة القراءات: 360]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {حيث يشاء} قرأه ابن كثير بالنون، رده على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، لقوله قبل ذلك {كذلك مكناه}، فأخبر عن نفسه بالتمكين، إذ كل شيء بمشيئته يكون، ويقوى ذلك أن بعده {نُصيب برحمتنا من نشاء ولا نضير أجر} فجرى كله على الإخبار، فحمل {نشاء} على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه أولى لتطابق الكلام. وقرأ الباقون بالياء،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/11]
ردوه على لفظ {يوسف} لأنه أقرب إليه من لفظ الإخبار، ولفظه غائب ودل على ذلك قوله {يتبوأ منها} فأتى بلفظ الغائب وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {حَيْثُ نَشَاءُ} [آية/ 56] بالنون:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أن المعنى حيث نشاء نحن، على إسناد الفعل إلى الله سبحانه بلفظ الجمع على ما سبق في مثله، والمراد أن يوسف عليه السلام لم يكن لينزل من الأرض إلا حيث يشاء الله تعالى أن ينزل يوسف فيه.
ويجوز أن تكون المشيئة وإن كانت مسندة إلى الله تعالى فإن مشيئة يوسف مشيئة الله تعالى، كما قال سبحانه {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله}.
وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلفوا في {يَتَبَوَّأُ} أنها بالياء.
والوجه في الياء من {يَشَاءُ} أن الفعل فيه مسند إلى يوسف، كما أن في {يَتَبَوَّأُ} كذلك، والمعنى: ينزل يوسف من الأرض حيث يريده وهو يؤثر أن ينزل فيه، يصف بذلك تمكنه). [الموضح: 682]

قوله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (58) إلى الآية (62) ]

{ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }

قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله: (أنّي أوفي الكيل (59)
حرّك الياء نافع وحده، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/47]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}

قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}

قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): ( ...... للميرة، وبيع منا، وإلا فقد منعنا الكيل، ونرجع بلا طعام). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقال لفتيانه (62)
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي بألف ونون (لفتيانه).
وقرأ الباقون (لفتيته) بالتاء.
قال أبو منصور: الفتيان والفتية جمع الفتى، أراد: مماليكه وخدمه، كما يقال - صبيان وصبية، وإخوان وإخوة). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {وقال لفتيانه} [62].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {لفتيانه}.
وقرأ الباقون {لفتيته} وهما جمعان جميعًا غير أن فتية: جمع قليل نحو الغلمة والصبية. وفتيان: جمع كثير مثل غلمان وصبيان فينبغي أن يكون الاختيار: {وقال لفتيينه} لأنهم كانوا أكثر من عشرة. والجمع القليل لما بين الثلاثة إلى العشرة، ألم تسمع قوله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/312]
شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم}. يعني من الاثنى عشر، ثم قال: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} يعني في الأشهر الحرم تفضيلاً لها؛ لأنه لا يجوز الظلم في غير الأشهر الحرم.
فإن سأل سائل: فتى (فعل) مثل جمل، وفعل لا تجمع على فعلة؟.
فالجواب في ذلك أنه لما وافق غلمانًا في الجمع الكثير وفقوا بينهما في الجمع القليل، وهذا حسن جدًا فاعرفه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النون والتاء من قوله عزّ وجلّ: وقال لفتيانه [يوسف/ 62].
[الحجة للقراء السبعة: 4/429]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: لفتيته بالتاء.
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر عنه مثل أبي عمرو، وروى حفص عنه لفتيانه مثل حمزة بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي: لفتيانه بالنون.
الفتية جمع فتى في العدد القليل، والفتيان في الكثير، فمثل فتى وفتية، أخ وإخوة، وولد وولدة، ونار ونيرة، وقاع وقيعة، ومثل الفتيان: برق وبرقان، وخرب وخربان وجار وجيران وتاج وتيجان. وقد جاء فعله في العدد القليل، فيما زادت عدّته على ثلاثة أحرف: نحو: صبيّ وصبية، وغلام وغلمة، وعلي وعلية.
فوجه البناء الذي للعدد القليل: أن الذين يحيطون بما يجعلون بضاعتهم فيه من رحالهم يكفون من الكثير.
ووجه الجمع الكثير: أنه يجوز أن يقال ذلك للكثير، ويتولى الفعل منهم القليل. ويقوّي البناء الكثير قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم [يوسف/ 62]، فكما أن الرحال للعدد الكثير، لأن جمع القليل: أرحل: فكذلك المتولّون ذلك يكونون كثرة.
وقال أبو الحسن: كلام العرب: قل لفتيانك، وما فعل فتيانك؟ وإن كانوا في أدنى العدد، إلا أن يقولوا: ثلاثة
[الحجة للقراء السبعة: 4/430]
وأربعة، فإن قلت: هلّا كان فتية، أولى لقوله: إذ أوى الفتية إلى الكهف [الكهف/ 10]، ولقوله: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه [يوسف/ 76]، والأوعية للعدد القليل؟ قيل: لا دلالة على ما ذكرت من واحد من الأمرين، فأما قوله: الفتية في أصحاب الكهف، فزعموا أنهم كانوا أقل من عشرة، وأما قوله: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، فإنه وإن كان أفعلة لأدنى العدد، فإنه في هذا الباب يجوز أن يعنى به العدد الكثير، ألا ترى أنه لا يستعمل في هذا الباب البناء الذي لأكثر العدد، وهو فعل، فإذا رفضوا ذلك فيه، ولم يستعملوه، جاز أن يعنى به العدد الكثير، ألا ترى أن قولهم: رداء وكساء، ورشاء، وعباء، لا يقال في تكسيره إلّا: أعبية وأردية، وأرشية، وأكسية، ولم يجيء شيء منه على فعل، لأنه لو جاء على ذلك لم يخل من أن تخفف العين كما خفّف في رسل، ورسل، أو تثقّل كما ثقلت العين في رسل، فإن خففت العين في ذلك، لم يجز، لأن العين إذا خفّفت في هذا النحو كان في حكم التثقيل بدلالة قولهم: لقضو الرجل، ورضي، وغزي، فكما أن التخفيف في حكم التثقيل لتقريرهم حروف اللين على ما هي عليه، والحركة ثابتة غير محذوفة، كذلك في فعل، لو خفّف فقيل: رشي، كان في حكم التثقيل، ولم يثقل لما كان يلزم من القلب والإعلال، وقد يقوم البناء الذي للقليل مقام البناء الذي للكثير، وكذلك الكثير يقوم مقام القليل حيث لا قلب ولا إعلال، وذلك نحو: أرجل، وأقدام وأرسان، وفي الكثير قولهم: ثلاثة شسوع؛ فإذا فعل ذلك فيما لا إعلال فيه،
[الحجة للقراء السبعة: 4/431]
فأن يرفض فيما يؤدي إلى ما ذكرنا من الإعلال والقلب أولى.
فأما قولهم: ثن في جمع ثنيّ، فمن الشاذّ الذي لم يعدّ إلى غيره، ورفض فيما عداه). [الحجة للقراء السبعة: 4/432]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}
[حجة القراءات: 360]
وقرأ حمزة والكسائيّ وحفص {وقال لفتيانه} بالألف مثل جار وجيران وتاج وتيجان والفتيان للكثير من العدد وحجتهم قوله {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} فكما أن الرّحال للعدد الكثير فكذلك المتولون ذلك لأن الجمع القليل أرحل ويقوّي هذه قول النّبي صلى الله عليه وقد مر بقوم يربعون حجرا فقال
فتيان الله أشد من هؤلاء
وقرأ الباقون (لفتيته) جمع فتى في العدد القليل مثل أخ وإخوة وقاع وقيعة وحجتهم قوله جلّ وعز {إذ أوى الفتية إلى الكهف} وقوله {إنّهم فتية آمنوا بربهم} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه قال الكسائي هما لغتان مثل إخوان وإخوة وصبيان وصبية وغلمان وغلمة). [حجة القراءات: 361]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {لفتيانه} قرأ حفص وحمزة والكسائي {لفتيانه} على وزن «فعلان» جعلوه جمع فتى في أكثر العدد، ويقوي ذلك قوله: {في رحالهم} فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف، وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرحال بعضهم، وقرأ الباقون «لفتيته» على وزن «فعلة» جعلوه جمع فتى في أقل العدد؛ لأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم يكفي منهم أقلهم، وقد قال: {إذ أوى الفتية إلى الكهف} «الكهف 10» وقال: {إنهم فتية} «الكهف 13» وقد قال: {بأوعيتهم}، فأتى بجمع لأقل العدد، وهو الاختيار؛ لأن المعنى عليه، ولأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {لِفِتْيَانِهِ} [آية/ 62] بالألف والنون:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 682]
والوجه أنه جمع فتًى، وفتًى فعلٌ، وفعلٌ يُجمع على فعلان كخرب وخربان وبرقٍ وبرقان، وهو جمع الكثرة، وإنما اختير جمع الكثرة ههنا؛ لأن الرحال أيضًا في قوله {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} جمع الكثرة، فلما كانت الرحال كثيرة جُعل المتولون لتعبئة البضاعة فيها أيضًا كثيرة، كذا ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {لِفِتْيَتِهِ} بالتاء من غير ألف.
والوجه أنه جمع فتًى للقلة، وفعلٌ يُجمع في العدد القليل على فعلةٍ كأخٍ وإخوة وولدٍ وقاعٍ وقيعة). [الموضح: 683]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (63) إلى الآية (66) ]

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فارسل معنا أخانا نكتل} [63].
قرأ حمزة والكسائي بالياء، أي: يكتال هو، وذلك أن كل رجل يعطي بعيرًا وكيل بعير. والبعير هاهنا: حمار. كذا جاء في التفسير {ولمن جاء به حمل بعير} [72] أي: حمل حمار والبعير: الحمار، والبعير: الجمل، والبعير: الناقة. قال أعرابي: شربت البارحة لبن بعيري، أي: ناقتي.
ومن قرأ بالنون، أي: نكتال جميعًا، وهو يكتال معنا. يكتل ونكتل جميعًا مجزومان؛ لأنه جواب الأمر، وجواب الأمر إنما ينجزم لأنه في معنى الشرط والجزاء، أرسله معنا فإنك إن أرسلته معنا نكتل.
فإن سأل سائل فقال: ما وزنه من الفعل؟
فقل: يفتعل والأصل: يكتيل فاستثقلوا الكسرة على الياء فخزلت فانقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبها [فصارت] يكتال، فالتقى ساكنان الألف واللام فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وإنما ذكرت ذلك، لأن أبا عثمان المازني سأل يعقوب بن السكيت عن نكتل ما وزنه؟ فقال: نفعل فغلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله عزّ وجلّ: نكتل [يوسف/ 63].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
نكتل بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي: يكتل بالياء.
يدلّ على النون قوله: ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير [يوسف/ 65]، ألا ترى أنهم إنما يميرون أهلهم مما يكتالونه، فيكون نكتل مثل نمير، وأيضا فإذا قالوا: نكتل، جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم، وإذا قالوا: يكتل بالياء لم يدخلوا هم في هذه الجملة، وزعموا أن في قراءة عبد الله:
نكتل بالنون، وكان بالنون لقولهم: منع منّا الكيل لغيبة أخينا، فأرسله نكتل ما منعناه، لغيبته.
ووجه الياء كأنه يكتل هو حمله، كما نكتال نحن أحمالنا). [الحجة للقراء السبعة: 4/432]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون}
قرأ حمزة والكسائيّ (أخانا يكتل) بالياء أي أخونا يكتال قال الفراء من قال (يكتل) بالياء قال يصيبه كيل لنفسه فجعل الفعل له خاصّة لأنهم يزدادون بحضوره كيل بعير وحجتهما أنه قرب من الفعل فأسند إليه
وقرأ الباقون {نكتل} بالنّون وحجتهم قوله {منع منا الكيل} أي لغيبة أخينا فأرسله معنا نكتل ما منعنا لغيبته فإذا كان معنا اكتلنا
[حجة القراءات: 361]
نحن وهو والنّون أولى وذلك أنا إذا قرأنا {نكتل} بالنّون جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم وإذا كان (يكتل) بالياء لم يدخلهم في هذه الجملة). [حجة القراءات: 362]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {أخانا نكتل} قرأ حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن الأخ أنه أرسله معهم يكتل لنفسه زيادة بعير، على ما يكتالون هم لأنفسهم، لقولهم: {ونزداد كيل بعير} «65» وقرأ الباقون بالنون على الإخبار عنهم كلهم بالاكتيال، ويقوي ذلك أن الأخ داخل معهم إذا قرئ بالنون، وليس يدخلون هم معه إذا قرئ بالياء، فالنون أعم وأيضًا فإن بعده {ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير}، فكله أخبروا به عن أنفسهم، فحمل {نكتل} على ذلك أولى لتطابق الكلام، وأيضًا فإن قبله {منع منا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
الكيل} فأخبروا عن أنفسهم أنهم منعوا الكيل لغيبة أخيهم، فكذلك يجب أن يخبروا عن أنفسهم بإباحة الكيل لهم إذا حضر معهم أخوهم، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {يَكْتَلْ} [آية/ 63] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى الأخ في قوله تعالى {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} أي أرسله معنا يكتل حمله كما نكتال نحن أحمالنا، والاكتيال هو قبول الكيل وتسلمه، ويكتل: يفتعل من الكيل.
[الموضح: 683]
وقرأ الباقون {نَكْتَلْ} بالنون.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى جماعة المتكلمين، وهم إخوة يوسف الذين قالوا {نَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}، والمعنى أرسل أخانا معنا نكتل ما مُنعناه لغيبته، ألا ترى أنهم قالوا {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ}، وفي قوله {نَكْتَلْ} يجوز أن يكون أخوهم داخلًا فيهم). [الموضح: 684]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خيرٌ حافظًا.. (64)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (خيرٌ حافظًا)، وقرأ الباقون (حفظًا)
[معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو منصور: من قرأ (حفظًا) و(حافظا) فانتصابه على التمييز، و(حفظًا) مصدر، والحافظ على فاعل). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {فالله خير حافظا} [64].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {حافظًا}.
وقرأ الباقون {حفظًا}.
فمن قرأ {حفظًا} نصبه على التمييز كما تقول: هو أحسن منك وجهًا وأحسن منك رعاية.
ومن قرأ {حافظًا} نصبه على الحال وعلى التمييز جميعًا، واحتج بأن في حرف ابن مسعود {فالله خير الحافظين} جمع حافظ، كما قال: {وتذرون أحسن الخالقين}، والعرب تقول: هو خيرهم أبًا، ثم يحذفون الهاء والميم فيقولون: هو خير أبًا، وكذلك خيرهم حفظًا و{خير حافظًا} بمعنى.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/314]
فإن قال قائل: فما معنى قول العرب: زيد أفره عبدًا وأفره عبد؟
فالجواب في ذلك أنك إذا خفضته مدحته في نفسه، وكان هو العبد الفاره. وإذا نصبت فمعناه: أن عبيد زيد أفره من عبيد غيره، وتقول: الخليفة أفره عبدًا من غيره وأفره عبيدًا. وهذا المملوك أفره عبد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إسقاط الألف وإثباتها، وفتح الحاء وكسرها من قوله: خير حفظا [يوسف/ 64].
فقرأ ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: خير حفظا بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 4/438]
وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم حافظا بألف.
وجه من قال: خير حفظا أنه قد ثبت قوله: ونحفظ أخانا [يوسف/ 65] وقوله: وإنا له لحافظون [يوسف/ 12]، أنهم قد أضافوا إلى أنفسهم حفظا، فالمعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط في حفظهم ليوسف، كما أن قوله: أين شركائي [النحل/ 27 - القصص/ 62] لم يثبت لله تعالى شريكا، ولكن المعنى على الشركاء الذين نسبتموهم إليّ؛ فكذلك المعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط فإذا كان كذلك، كان معنى: الله خير حفظا من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم لقولكم: ونحفظ أخانا وإنا له لحافظون وإن كان منكم فيه تفريط، وإضافة خير إلى حفظ محال، ولكن تقول: حفظ الله خير من حفظكم، لأن الله حافظ، بدلالة قوله: حافظات للغيب بما حفظ الله [النساء/ 34].
وأما من قال: خير حافظا فينبغي أن يكون: حافظا منتصبا على التمييز دون الحال كما كان حفظا* كذلك، ولا تستحيل الإضافة في قوله: خير حافظا وخير الحافظين كما تستحيل في: خير حفظا فإن قلت: فهل كان ثمّ حافظ كما ثبت أنه قد كان حفظ بما قدّمه، فالقول فيه: إنه قد ثبت أنه كان ثمّ حافظ لقوله: وإنا له لحافظون، ولقوله: يحفظونه من
[الحجة للقراء السبعة: 4/439]
أمر الله [الرعد/ 11] فتقول: حافظ الله خير من حافظكم، كما قلت: حفظ الله خير من حفظكم، لأن لله سبحانه حفظة، كما أن له حفظا، فحافظه خير من حافظكم، كما كان
حفظه خيرا من حفظكم، وتقول: هو أحفظ حافظ، كما تقول: هو أرحم راحم، لأنه سبحانه من الحافظين، كما كان من الراحمين، ولا يكون حافظا في الآية منتصبا على الحال). [الحجة للقراء السبعة: 4/440]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فالله خير حافظًا وهو أرحم الرّاحمين} {ونحفظ أخانا} 64 و65
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {فالله خير حافظًا} بالألف وحجتهم قوله جلّ وعز حكاية عن إخوة يوسف {وإنّا له لحافظون} فقال يعقوب حين قالوا {وإنّا له لحافظون} {فالله خير حافظًا} وأخرى وهي أن في حرف عبد الله بن مسعود (فالله خير الحافظين) جمع حافظ
وقرأ الباقون (فالله خير حفظا) وحجتهم قوله {ونحفظ أخانا} فلمّا أضافوا إلى أنفسهم قال يعقوب (فالله خير حفظا) من حفظكم الّذي نسبتموه إلى أنفسكم قال الفراء (حفظا) تجعل ما بعد خير مصدرا وتنصب على التّفسير وتضمر بعد خير اسم المخاطبين فكأن تقديره فالله خيركم حفظا ويجرى مجرى قولك فلان أحسن وجها تريد أحسن النّاس وجها ثمّ تحذف القوم فكذلك خيركم حفظا ثمّ تحذف الكاف والميم
قال الزّجاج (حفظا) منصوب على التّمييز و{حافظًا} منصوب
[حجة القراءات: 362]
على الحال ويجوز أن يكون {حافظًا} على التّمييز أيضا). [حجة القراءات: 363]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {خيرٌ حافظًا} قرأ حفص وحمزة والكسائي {حافظًا} مثل «فاعل» وقرأ الباقون «حفظًا» على وزن «فعل».
وحجة من قرأ على وزن «فعل» أن أخوة يوسف لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم، في قوله: {ونحفظ أخانا} قال لهم أبوهم: {فالله خير حافظًا}، أي: خير من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم، وقيل: تقديره: فالله خير منكم حفظًا، فأتى بالمصدر الدال على الفعل، ونصبه على التفسير.
24- وحجة من قرأه على «فاعل» أنه أتى به على المبالغة على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، فنصبه على التفسير، ويقوي ذلك أنها في مصحف ابن مسعود {خير الحافظين} وأيضًا فإنهم لما قالوا: {وإنا له لحافظون} قيل لهم: {الله خير حافظًا}، وأيضًا فإن {خير حافظًا} مطابق لقوله: {أرحم الراحمين} في الإضافة، لأنك تقول: الله خير حافظًا والله أرحم راحم، ولو قلت: الله خير حفظ، لم يحسن، فمطابقة {خير حافظًا} مع {أرحم الراحمين} أبين من مطابقة «خير حفظًا» مع {أرحم الراحمين}؛ لأن الله جل ذكره هو الحافظ وليس هو الحفظ، إنما الحفظ فعل من أفعاله وكذلك هو الراحم وليس هو الرحمة إنما الرحمة فعل من أفعاله، وصفة من صفاته، وهذه القراءة أحب إلي، لصحة معناها، أعني حافظًا، لولا أن الأكثر على الأخرى، وقد تقدم ذكر {درجات} في الأنعام والحجة فيها.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
وكذلك ذكر {يعقلون} في الأنعام أيضًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/14]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {خَيْرٌ حَافِظًا} [آية/ 64] بالألف:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أن المعنى حافظ الله خيرٌ من الحافظ منكم فإن لله تعالى حفظةً، كما أن إخوة يوسف ادعوا أنهم حفظةٌ لأخيهم في قولهم {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَافِظًا} أي الحافظ من جملة حفظته خيرٌ من الحافظ منكم.
وقوله {حافظًا} منصوب على التمييز، كما يقال فلانٌ خيرٌ حسبًا وأكثر مالًا.
وقرأ الباقون {خيرٌ حِفْظًا} بغير ألف.
والوجه أنهم أضافوا إلى أنفسهم حفظًا بقولهم {نَحْفَظُ أَخَانَا}، فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَفْظًا} أي إن حفظه خير من حفظكم،
[الموضح: 684 ]
و{حِفْظًا} منصوبٌ على التمييز كما سبق). [الموضح: 685]

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ (65)
أراد بكيل بعير: كيله يحمل على بعير، أضاف (كيل) إلى (بعيرٍ)
وقوله: (ذلك كيلٌ يسيرٌ)، أي: يسهل على الذي يمضي إليه، وإنما قال: (كيل بعيرٍ) لأنه كان لكل رجل منهم وقر بعيرٍ - ولا اختلاف بين القراء في إضافة الأول وتنوين الثاني). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علقمة ويحيى: [رِدَّتْ إلينا] بكسر الراء.
قال أبو الفتح: فُعِل من ذوات الثلاثة إذا كان مضعفًا أو معتلًا عينه يجيء عنهم على ثلاثة أضرب: لغة فاشية، والأخرى تليها، والثالثة قليلة، إلا أن المضعَّف مخالف للمعتل العين فيما أذكره.
أما المضعف، فأكثره عنهم ضم أوله كشُدَّ ورُدَّ، ثم يليه الإشمام، وهو شُِدّ ورُِدّ بين ضم الأول وكسره، إلا أن الكسرة هنا داخلة على الضمة؛ لأن الأفشى في اللغة الضم. والثالث -وهو أقلها- شِدّ ورِدّ وحِلّ وبِلّ، بإخلاص الكسرة، فهذا المضعف.
وأما المعتل العين، فأقوى اللغات فيه كسر أوله، نحو: قِيلَ وبِيعَ وسِيرَ به، ثم يليه الإشمام؛ وهو أن تُدخل الضمة على الكسرة؛ لأن الكسر هنا هو الأفشى، فتقول: قُِيلَ وبُِيعَ وعُِيصَ، والثالث -وهو أقلها- أن تُخلص الضمة في الأول كما أخلصتَ الكسرة فيه مع التضعيف، نحو: رِدّ وحِلّ، فتصح الواو من بعدها؛ فتقول: قُولَ وبُوعَ، وروينا عن محمد بن الحسن، أظنه عن أحمد بن يحيى:
وابْتُذِلَتْ غَضْبَي وأُمُّ الرِّحالْ ... وقُولَ لا أهلَ له ولا مالْ
وقال ذو الرمة:
دنا البيْنُ من ميٍّ فَرِدَّتْ جِمَالُها ... وهاج الهوى تَقْوِيضُها واحتمالُها
[المحتسب: 1/345]
وهذه لغة لبني ضبة، وبعضهم يقول في الصحيح بكسر أوله: قد ضِرْب زيد، وقِتْل عمرو، وينقل كسرة العين على الفاء.
وحُكي عنهم فيما رويناه عن قطرب: بُوعَ متاعُه، وخُورَ له، واخْتُور عليه: أي اخْتِيرَ، وهو الأجود. ومَن أشَمَّ فقال: قُِيل قال: اختير عليه، ومَن قال: شُد قال: اشْتُدَّ عليه، ومن قال: شُِد فأشم أشم أيضًا فقال: اشتُد عليه، ومَن قال: شِدّ قال: اشْتِدَّ عليه.
وحكى الفراء أن بعضهم قرأ: [كشجرةٍ خَبِيثَةٌ اجْتِثَّتْ] بضم تنوين "خبيثة" وكسر تاء "اجتثت". ومن أبيات الكتاب قول الفرزدق:
وما حِل من جهل حُبَا حلمائنا ... ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنِّفُ
بإشمام ضمة الحاء كسرًا كما ترى). [المحتسب: 1/346]

قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (67) ، (68) ]

{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) }

قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (69) إلى الآية (75) ]

{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) }

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)}

قوله تعالى: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)}

قوله تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء بخلاف: [صَوْع الْمَلِكِ] بفتح الصاد. وقرأ: [صُوعَ] بضم الصاد بغير ألف عبد الله بن عون بن أبي أَرْطَبَان. وقرأ: [صَوْغَ الملِكِ] بفتح الصاد وبالغين معجمة يحيى بن يعمر. وقرأ: [صاعَ الملِكِ] أبو هريرة ومجاهد بخلاف، وقراءة الناس: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} .
قال أبو الفتح: الصَّاعُ والصُّواعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ واحد، وكلها مكيال. وقيل: الصُّواعُ: إناء للملِك يشرب فيه. وأما الصَّوْغُ فمصدر وُضع موضع اسم المفعول؛ يراد به الْمَصُوغُ، كالخلق في معنى المخلوق، والصيد في معنى الْمَصِيدِ، وقد تقدم ذكره). [المحتسب: 1/346]

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)}

قوله تعالى: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)}

قوله تعالى: {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (76) إلى الآية (79) ]

{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79) }

قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نرفع درجاتٍ من نشاء (76)
قرأ يعقوب وحده، (يرفع درجات من يشاء) بالياء فيهما، وإضافة (درجات)، وسائر القراء قرأوا بالنون فيهما، واتفقوا على التي في الأنعام أنها بالنون في الحرفين.
[معاني القراءات وعللها: 2/49]
قال أبو منصور: من قرأ (نرفع) و(يرفع) فالمعنى يرجع إلى شيء واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/50]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عَالِمٍ عَلِيمٌ].
[المحتسب: 1/346]
قال أبو الفتح: تحتمل هذه القراءة ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون من باب إضافة المسمى إلى الاسم؛ أي: وفوق كل شخص يسمى عالمًا عليم. وقد كثر عنهم إضافة المسمى إلى اسمه، منه قول الكميت:
إلَيكُم ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوَازِعُ من نَفْسِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ
أي: إليكم يا آل النبي؛ أي: يا أصحاب هذا الاسم الذي هو آل النبي، وعليه قول الأعشى:
فَكَذَّبُوهَا بما قالت فصبَّحهم ... ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجِي الموتَ والشِّرعَا
أي: صبحهم الجيش الذي يقال له: آل حسان. ومنه قول الآخر:
وحيّ بَكْرٍ طعنَّا طعنة بَحَرَا
أي: الإنسان الحي -الذي يسمى بقولهم: بكرٌ- طعنَّا. وقال الآخر:
أَلَا قَبَحَ الإلهُ بني زياد ... وحيّ أبيهم قَبْحَ الحِمَار
أي: وقبح أباهم الحيَّ الذي يقال له: أبوهم، وليس الحي هنا كقولنا: حيّ مُضَر ونحوه. وهو باب من العربية واسع قد تقصيناه في كتاب الخصائص.
والوجه الثاني: أن يكون "عالم" مصدرًا كالفالج والباطل فكأنه قال: وفوق كل ذي علم عليم.
والوجه الثالث: أن يكون على مذهب مَن يعتقد زيادة "ذي"؛ فكأنه قال: وفوق كل عالم عليم.
وقراءة الجماعة: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} قراءة حسنة محتاط فيها؛ وذلك أنه إذا قال القائل: وفوق كل ذي عالم عليم، كان لفظه لفظ العموم ومعناه الخصوص؛ وذلك لأن الله عز وجل عالم ولا عالم فوقه، وإذا قال: وفوق كل ذي علم عليم، فذلك مستقيم وسليم؛ لأن القديم تعالى خارج
[المحتسب: 1/347]
منه، ألا تراه -عز وعلا- عالمًا لنفسه بلا علم، والكلام ملاقٍ ظاهره لباطنه، وليس لفظه على شيء ومعناه على غيره). [المحتسب: 1/348]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وُعَاءِ أَخِيهِ] بضم الواو.
قال أبو الفتح: وقرأ سعيد بن جبير: [إِعاءِ أخيه] بهمزة، وأصله: وِعاء، فأبدلت الواو وإن كانت مكسورة همزة، كما قالوا في وِسَادة: إِسَادة، وفي وِجَاح، إِجَاح؛ وهو السِّتر. وهمز وُعاء بالضم أقيس من همز المكسور الواو؛ فعليه يحسن بل يقول أُعاء أخيه. ومثله: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}، وقالوا في وجوه: أُجُوه، وفي وُعِد: أُعِد، وقالوا: أُجْنَةَ، قال أبو حاتم: ولم يقولوا: وُجْنَة؛ بل ألزموها الهمز، وقد هُمزت الواو المفتوحة، قالوا: أَحَد، وأصله: وَحَد؛ أعني: أحد عشر ونحوها: من أحد وعشرين إلى فوق.
وأما قولهم: ما بالدار أحد، فقال شيخنا أبو علي: إن الهمزة فيه أصلية؛ لأنه للعموم لا للأَفراد. وقالوا في وَنَاة: أَنَاة، وفي وَجم: أَجم، وفي وَجٍّ للطائف: أَجٌّ، وقال أبو عبيدة: قالوا في وَبَلَةِ الطعام: أَبَلَة. وقال أبو بكر في أسماء اسم امرأة: أصلها وَسْمَاء، فَعْلَاءُ من الوَسامَة، كما قيل لها: حسناء). [المحتسب: 1/348]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({نرفع درجات من نشاء}
قرأ أهل الكوفة نرفع درجات من نشاء بالتّنوين المعنى نرفع من نشاء درجات
وقرأ الباقون {درجات} بغير تنوين وقد بيّنت الحجّة في سورة الأنعام). [حجة القراءات: 363]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {يَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ يَشَاءُ} [آية/ 76] بالياء من {يَرْفَعُ} و{يَشَاءُ}، وإضافة {درجاتِ} إلى {مَنْ}:
قرأها يعقوب وحده في هذه السورة.
والوجه يرفع الله درجات من يشاء.
وقرأ الباقون {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ نَشَاءُ} بالنون فيهما وإضافة درجات، غير الكوفيين، أي نرفع درجات من نريد رفع درجاته، والرافع هو الله تعالى.
وقرأ الكوفيون {دَرَجَاتٍ} بالتنوين.
والوجه أن التقدير: نرفع من نشاء درجاتٍ، فيكون الرفع لأصحاب الدرجات.
و {درجاتٍ} نصبٌ، إما على حذف الجار وإيصال الفعل بنفسه، والتقدير نرفع من نشاء إلى درجاتٍ، وإما على تقدير المصدر، كأنه قال نرفعه رفع درجاتٍ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه). [الموضح: 685]

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)}

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)}

قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]

{ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يأذن لي أبي)
فتح الياءين نافع وأبو عمرو، وفتح ابن كثير ياء (أبي)، وأرسل ياء (لي)، وسائر القراء أرسلوا الياءين). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلمّا استيئسوا منه (80)
قرأ ابن كثير فيما قرئ على أبي بكر" فلما استايسوا " " ولا تايسوا من روح الله " و(حتى إذا استايس الرسل) بغير همز - وكذلك روى عبيد ومحمد بن صالح عن شبل إنه غير مهموز.
[معاني القراءات وعللها: 2/48]
وقرأ الباقون (فلما استيأسوا) بالهمز، وكذلك (ولا تيأسوا) و(حتى إذا استيأس الرّسل).
قال أبو منصور: القراءة المختارة (استيأسوا) و(استيأس) و(لا تيأسوا)، وهو من يئس ييأس يأسًا، وهو يائس، ويئسٌ لغة، ولم يقرأ بها.
وأما: آيس يأيس فهي لغة ضعيفة.
قال القراء عن الكسائي: سمعت غير قبيلة يقول: أيس يايس بغير همز.
قال: وسمعت رجلا من بنى المنتفق يقول: لا تيس منه. بغير همز.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي: يئس ييأس، ويئس مثل حسب يحسب ويحسب.
قال: وقال أبو زيد: علياء مضر تقول: يحسب ويئس، وسفلاها بالفتح). [معاني القراءات وعللها: 2/49]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {فلما استيئسوا} [80] و{حتى إذا استيئس الرسل} [110].
روى شبل عن ابن كثير {استائس} بالألف {فلما استئياسوا} والأصل الهمز، لأنه استفعل من اليأس فالياء فاء الفعل والهمزة عينه والسين لامه، والمصدر منه استيأس يستيئس استيآسًا فهو مستيئس، وجعله شبل استفعل من أيس الهمزة قبل الياء والإياس: المصدر من هذا، استيأس يستأيس استيئياسًا فهو مستيئس. والعرب تقول: يئست من الشيء وأيست منه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/314] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: روى خلف والهيثم عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: فلما استأيسوا منه [يوسف/ 80] بغير همز.
[الحجة للقراء السبعة: 4/432]
ومحمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير مثله.
وقرأ الباقون: استيأسوا منه الهمزة بين السين والياء، وكذلك قرأت على قنبل عن ابن كثير: استيأسوا مثل حمزة ولا تيأسوا [يوسف/ 87].
وكلّهم قرأ في آخرها: استيأس الرسل [110] إلا ما ذكرت عن ابن كثير.
قولهم: يئس واستيأس مثل: عجب واستعجب، وسخر واستسخر، وفي التنزيل: وإذا رأوا آية يستسخرون [الصافات/ 14]، وقال أوس:
ومستعجب ممّا يرى من أناتنا... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ومن قال: استأيس الرسل قلب العين إلى موضع الفاء فصارت استعفل، ولفظه استأيس، ثم خفّف الهمزة وأبدلها ألفا لسكونها، وانفتاح ما قبلها فصار مثل راس وفاس، فإن قلت:
فلم لا يكون استيأس فأبدل من الياء الألف وإن كانت ساكنة كما قلب قوم نحو: يا تعد، ويا تزر، وياتيس؟ قيل: لو كان كذلك لكان: فلمّا استاأسوا، فكانت الهمزة التي هي عين مخففة، فإن خفّفها كانت بين بين كالتي في هاأة. والرواية عن ابن كثير: استأيسوا بالياء والهمزة لا تقلب ياء في هذا النحو
[الحجة للقراء السبعة: 4/433]
في التخفيف القياسيّ. وقد قلب هذا الحرف في غير هذا الموضع قالوا: أيس يأيس، وهذا مقلوب من يئس ييأس، وهو الأصل. يدلّك على ذلك، أن المصدر لا نعلمه جاء إلّا على تقديم الياء نحو قوله:
من يأسة اليائس أو حدادا ونحو ما أنشده أبو زيد:
بلا عزف تسلو ولكن يآسة... وأشفى لمطلول العلاقة لو يسلو
فأما قولهم: الإياس وتسميتهم الرجل إياسا فليس مصدر أيس، ولو كان كذلك لكان من باب جبذ وجذب في أنّ كلّ واحد منهما أصل على حدة، وليس أحدهما مقلوبا عن
صاحبه، ولكن إياسا مصدر أسته أؤوسه أوسا: إذا أعطيته، والإياس مثل القياس والقياد، وإنّما سمّي الرجل بإياس وأوس كما سمّي بعطاء وعطيّة، ومن ذلك قول النابغة الجعدي:
وكان الإله هو المستآسا
[الحجة للقراء السبعة: 4/434]
إنما هو مستفعل من العطاء، أي: يسأل أن يعطي، ومن فسره من أهل اللغة على غير هذا، فإنما هو تفسير على المعنى دون ما عليه اللفظ، فأمّا الأسو فهو من قولك: أسوت الجرح أأسوه أسوا، والفاعل آس كما ترى، والمفعول: مأسوّ وأسيّ.
وقول الحطيئة:
... الأطبّة والإساء الإساء: فعال، مثل صاحب وصحاب، وآم وإمام، ومنه: واجعلنا للمتقين إماما [الفرقان/ 74] في قول أبي الحسن، وقالوا: أسيّ فعيل مثل أسير، ومن ثم جمع على أساوى مثل أسارى. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/435]
كأنّهم أساوى إذا ما سار فيهم سوارها وقال:
أسيّ على أمّ الدّماغ حجيج فانقلبت الواو كما انقلبت في غزيّ، وأما أسيت آسى أسى في الحزن: وهو مثل: فرقت أفرق فرقا، فقالوا: أسيان، وأحسبني قد سمعت: أسوان، فإن لم يك كذلك، فأسيت مثل رضيت، أو يكون في الكلمة لغتان: الياء والواو، وقال: فلا تأس على القوم [المائدة/ 26]: فكيف آسى على قوم، [الأعراف/ 93]، ولكي لا تأسوا على ما فاتكم [الحديد/ 23]، وأما السّأو للهمّة فمصدر، وقوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/436]
بعيد السّأو مهيوم التقدير: بعيد المكان الذي يحنّ إليه ويهيم بلحاقه به، فوضع المصدر موضع الصفة، فهو من باب: ضرب الأمير، ونسج اليمن.
وقال أبو عبيدة في قوله: أفلم ييأس الذين آمنوا [الرعد/ 31]، ألم يتبيّن ويعلم، وأنشد لسحيم بن وثيل.
أقول لأهل الشّعب إذ ييسرونني... ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
يروى: ييسرونني: أي يقتسمونني، وبعضهم يقول:
يأسرونني من الأسر، وقال بعض البصريّين: أفلم ييأس الذين آمنوا أي: ألم يعلموا، قال: وهي لغة وهبيل من النّخع،
[الحجة للقراء السبعة: 4/437]
هكذا رواه أبو عبد الله اليزيدي، وأنشد بيتا آخر:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وينبغي أن تكون أن بعدها وهو قوله: أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا [الرعد/ 31] مخفّفة من الثقيلة، وفيه ضمير القصة والحديث، كما أنه في قوله: علم أن سيكون منكم مرضى [المزمل/ 20] أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا [طه/ 89]، على ذلك، وحسن وقوع الفعل بعدها لفصل الحرف، كما فصل في هذه المواضع الأخر.
ولا يجوز في: ييأس، هذا الذي بمعنى العلم الشذوذ الذي جاء في: حسب يحسب، ويئس ييأس، لأن ذلك إنما جاء في يئس الذي هو خلاف يرجو، والشذوذ حكمه أن يقصر على ما جاء فيه، ولا يتعدى إلى غيره، ويقوّي ذلك أنه يئس ييأس، إذا أريد به خلاف الرجاء مثل: علم يعلم، ويؤكد ذلك أيضا أن خلافه على هذا المثال وهو: جهل يجهل جهلا، ومصدره ينبغي أن يكون يأسا مثل: جهلا). [الحجة للقراء السبعة: 4/438]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَلَا تَيْأَسُوا} [آية/ 87] و{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا} [آية/ 80] بالهمز بعد الياء:
اتفق القراء عليه إلا ابن كثير في بعض الروايات.
[الموضح: 685]
والوجه أن يئس واستيأس بهمزة بين الياء والسين هو الأصل في الباب؛ لأن الكلمة مما فاؤه ياء، فالحرف الأول ياء والثاني همزة، واستيأس ويئس واحد، مثل استعجب وعَجب واستسخر وخسر، قال أوسٌ:
63- ومستعجبٍ مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وقرأ ابن كثير في رواية البزي {تَايَسُوا} و{اسْتَايَسُوا} بألف قبل الياء.
والوجه أنه قلب الكلمة فجعل العين في موضع الفاء والفاء في موضع العين فبقي تأيسوا واستأيسوا بالهمز قبل الياء، ثم خُففت الهمزة فصارت ألفًا، فبقي تايسوا واستايسوا بالألف، كما قالوا راس وفاس بالألف، والأصل: رأسٌ وفأسٌ بالهمز). [الموضح: 686] (م)

قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}

قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (84) إلى الآية (87) ]

{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) }


قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وحزني إلى اللّه (86)
فتح الياء أبو عمرو ونافع وابن عامر، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/49]

قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وقتادة وعمر بن عبد العزيز: [مِنْ رُوْحِ اللَّهِ].
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون -والله أعلم- من الرُّوح الذي من الله، ويعني به رُوح ابن آدم، وقد أضيف نحو ذلك إلى الله تعالى. قال لنا أبو علي في قولهم:
إذا رَضِيتْ عليَّ بنو قُشَيْر ... لعمر الله أعجبني رضاها
[المحتسب: 1/348]
أي: وحق العمر الذي وهبه الله لي. وكذلك من رُوح الله: أي من الروح الذي هو من عند الله وبِلُطفه ونعمته). [المحتسب: 1/349]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَلَا تَيْأَسُوا} [آية/ 87] و{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا} [آية/ 80] بالهمز بعد الياء:
اتفق القراء عليه إلا ابن كثير في بعض الروايات.
[الموضح: 685]
والوجه أن يئس واستيأس بهمزة بين الياء والسين هو الأصل في الباب؛ لأن الكلمة مما فاؤه ياء، فالحرف الأول ياء والثاني همزة، واستيأس ويئس واحد، مثل استعجب وعَجب واستسخر وخسر، قال أوسٌ:
63- ومستعجبٍ مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وقرأ ابن كثير في رواية البزي {تَايَسُوا} و{اسْتَايَسُوا} بألف قبل الياء.
والوجه أنه قلب الكلمة فجعل العين في موضع الفاء والفاء في موضع العين فبقي تأيسوا واستأيسوا بالهمز قبل الياء، ثم خُففت الهمزة فصارت ألفًا، فبقي تايسوا واستايسوا بالألف، كما قالوا راس وفاس بالألف، والأصل: رأسٌ وفأسٌ بالهمز). [الموضح: 686] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة