العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (26) ، (27) ]

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قطعًا من اللّيل (27)
[معاني القراءات وعللها: 2/42]
قرأ ابن كثير والكسائي والحضرمي (قطعًا) ساكنة الطاء، وقرأ الباقون (قطعًا) مثقلاً.
قال أبو منصور - من مقرأ (قطعًا من اللّيل) أراد: طائفة من الليل.
ومن قرأ (قطعًا) فهو جمع قطعة - فمن قرأ (قطعًا) جعل (مظلمًا) نعت القطع، ومن قرأ (قطعًا) جعل (مظلمًا) حالاً من الليل، المعنى: أغشيت وجوههم (قطعًا) من الليل في حاله إظلامه). [معاني القراءات وعللها: 2/43]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {كأنما أغشيت وجوههم قطعا} [27].
قرأ ابن كثير والكسائي {قطعا} بإسكان الطاء مثل قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} ومعناه بساعة من الليل تقول العرب: مضى هزيع من الليل، وطبيق من الليل، وهل من الليل، وقطع من الليل. ويجوز أن يكون أراد: قطعًا فأسكن كما تقول: نطع، والأصل نطع.
وقرأ الباقون: {قطعًا} جمع قطعة مثل كسرة وكسر وكسفة وكسف، وقال الفراء رضي الله عنه: {بقطع من الليل} جمع أقطاع، وقال الخليل رضي الله عنه: القطع طائفة من الليل وأنشد:
افتحي الباب فانظري في النجوم = كم علينا من قطع ليل بهيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/267]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الطاء وإسكانها من قوله [جل وعز]: قطعا من الليل [يونس/ 27].
فقرأ ابن كثير والكسائيّ: قطعا ساكنة الطاء، وقرأ الباقون: قطعا مفتوحة الطاء.
[الحجة للقراء السبعة: 4/268]
قال أبو عبيدة: قطعا من الليل مظلما جماعة قطعة من الليل، وهو بعض الليل، وأتيته بقطع: أي بساعة من الليل، وقطع وأقطاع.
قال أبو علي: القطع: الجزء من الليل الذي فيه ظلمة يدلّ على ذلك قوله تعالى: وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل [الصافات/ 138]، فقوله: وبالليل خلاف الإصباح الذي هو الوضح، فقوله: وبالليل يراد به الظلمة، والمعنيان في اللفظتين يتقاربان، وإن اختلفا، وذلك أن المراد وصف وجوههم بالسواد، كقوله سبحانه: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة [الزمر/ 60]. وقيل في قوله: يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام [الرحمن/ 41]: إنه سواد الوجوه، وزرقة الأعين في قوله: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا [طه/ 102]، فإذا أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل اسودّت وجوههم منه، كما أنها إذا أغشيت قطعا- التي هي جمع قطعة- اسودّت منها.
فأما قوله سبحانه: مظلما إذا أجريته على قطع
[الحجة للقراء السبعة: 4/269]
فيحتمل نصبه وجهين: أحدهما: أن يكون صفة للقطع، وهو أحسن، لأنه على قياس قوله: وهذا كتاب أنزلناه مبارك [الأنعام/ 92 - 155] وصف الكتاب بالمفرد بعد ما وصف بالجملة، وأجري على النّكرة. ويجوز أن تجعله حالا من الذّكر الذي في الظّرف في قوله: من الليل، ولكن يكون مظلما صفة للقطع، ولا يكون حالا من الذكر الذي في الظرف.
ومن قرأ: قطعا لم يكن مظلما صفة للقطع، ولا حالا من الذكر الذي في قوله: من الليل، ولكن يكون حالا من الليل، والعامل في الحال ما يتعلق به من الليل وهو الفعل المختزل.
ومثل ذلك في إرادة الوصف بالسواد قوله:
ألا طرقت ليلى بنيّان بعد ما... طلى الليل بيدا، فاستوت، وإكاما
أي: اسودّت لظلمة الليل، وقال الآخر:
[الحجة للقراء السبعة: 4/270]
ودوّيّة مثل السّماء اعتسفتها... وقد صبغ الليل الحصى بسواد
أي: سوّدتها الظلمة). [الحجة للقراء السبعة: 4/271]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كأنّما أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل مظلما}
قرأ الكسائي وابن كثير {قطعا من اللّيل} ساكنه الطّاء وإسكانه على وجهين أحدهما أن تريد أن تجمع قطعة قطعا كما تقول في سدرة وسدر وبسرة وبسر وإن شئت جعلت القطع واحدًا تريد ظلمة من اللّيل أو بقيّة من سواد اللّيل وقوله {مظلما} من نعت القطع
وقرأ الباقون قطعا بفتح الطّاء جمع قطعة مثل خرقة وخرق وكسرة وكسر وإنّما اختاروا الجمع لأن معنى الكلام كأنّما أغشي وجه كل إنسان منهم قطعة من اللّيل ثمّ جمع ذلك لأن الوجوه جماعة وجعلوا {مظلما} حالا من اللّيل المعنى أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل في حال ظلمته
اعلم أن من حرك الطّاء جعل مظلما حالا لليل كما ذكرنا لأنّه لو كان من نعت القطع كانت مظلمة لأن القطع جمع). [حجة القراءات: 330]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قطعًا من الليل} قرأه ابن كثير والكسائي بإسكان الطاء، وفتحها الباقون.
وحجة من فتح أنه جعله جمع «قطعة» كـ «دمنة ودمن» ففيه معنى المبالغة في سواده وجوه الكفار، ويكون «مظلمًا» حالا من «الليل» ولا يكون حالًا من «القطع»، ولا من الضمير في الليل، لأن ذلك جمع و«مظلمًا» واحد.
12- وحجة من أسكن أنه أجراه على التوحيد أنه بعض الليل، فيكون «مظلمًا» صفة لـ «قطع» أو حالًا من الضمير في «من الليل»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ} [آية/ 27] بسكون الطاء:
قرأها ابن كثير والكسائي ويعقوب.
والوجه أن القطع بكسر القاف وسكون الطاء هو الجزء من الليل، يقال أتاني بعد قطع من الليل، أي بعد جزءٍ وساعةٍ منه، وقوله {مُظْلِمًا} على هذا صفة لقوله {قِطَعًا}.
ويجوز عند أبي علي أن يكون حالاً من الضمير الذي في الجار والمجرور، وتقديره: قطعًا يكون من الليل مظلمًا، فقوله {مُظْلِمًا} حال من الضمير المقدر في الجار والمجرور، وذاك: هو.
[الموضح: 621]
وقرأ الباقون {قِطَعًا} بفتح الطاء.
والوجه أن القطع بفتح الطاء جمع قطعة، والمراد بعض الليل، والمعنيان في القراءتين متقاربان؛ لأنه أراد أن وجوههم لسوادها كأنها أغشيت بعضًا من الليل، فأما قوله {مُظْلِمًا} في هذه القراءة فإنه حال من الليل، ولا يكون صفة للقطع؛ لأنها جمعٌ، فهو مؤنث، و{مُظْلِمًا} واحد، فهو مذكر، فلا يكون صفة لها، ولا يكون أيضًا حالاً من الضمير في الجار والمجرور كما سبق في القراءة الأولى؛ لأن الضمير فيه ضمير القطع وهي جمع، و{مُظْلِمًا} واحد، فلا يكون حالاً من ضمير الجمع، فقد وضح أنه لا يكون إلا حالاً من الليل). [الموضح: 622]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}

قوله تعالى: {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}

قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (هنالك تبلو كلّ نفسٍ (30)
قرأ حمزة والكسائي (تتلوا) بالتاء، وقرأ الباقون (تبلوا) بالباء.
[معاني القراءات وعللها: 2/43]
قال أبو منصور: أما قوله (هنالك) فهو ظرف، والمعنى في ذلك الوقت، وهو منصرف ب (تبلوا)، إلا أنه غير متمكن، واللام زائدة، والأصل: (هناك) فكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف للمخاطبة.
فمن قرأ (تبلوا) فمعناه: تخبر، أي: تعلم كل نفس ما قدّمت.
ومن قرأ (تتلوا) بتاءين فهو من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس، ودليل ذلك قوله: (اقرأ كتابك).
وقال بعض المفسرين في قوله: (تتلو): تتبع كل نفس ما أسلفت، أي: قدمت من خير أو شر). [معاني القراءات وعللها: 2/44]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت} [30].
قرأ حمزة والكسائي بالتاء {تتلوا} من التلاوة.
وقرأ الباقون بالباء، وحجتهم: {يوم تبلى السرائر} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/267]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والباء من قوله [جلّ وعزّ]: هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت [يونس/ 30].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: تبلو بالباء.
وقرأ حمزة والكسائي: تتلو بالتاء.
قال أبو علي: أمّا من قال: تبلو فمعناه: تختبر من قوله سبحانه: وبلوناهم بالحسنات والسيئات [الأعراف/ 168] أي: اختبرناهم، ومنه قولهم: البلاء ثم الثناء. أي: الاختبار للمثني عليه، ينبغي أن يكون قبل الثناء، ليكون الثناء عن علم بما يوجبه. ومعنى اختبارها ما أسلفت: أنّه إن قدّم خيرا أو شرا جوزي عليه، كما قال: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة/ 7 - 8]، وقوله: من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها [فصلت/ 46] ونحوها من الآية التي تدلّ على هذا المعنى.
ومن قال: تتلو فإنّه يكون من التلاوة التي هي القراءة،
[الحجة للقراء السبعة: 4/271]
ودليله قوله: أولئك يقرؤون كتابهم [الإسراء/ 71]، وقوله: اقرأ كتابك [الإسراء/ 14]، وقوله: ورسلنا لديهم يكتبون [الزخرف/ 80]، وقوله: ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها [الكهف/ 49]، فإنّما يتلون ذكر ما كانوا قدّموه من صالح أعمالهم وسيّئها مما أحصاه الله ونسوه، فيكون: تتلو: تتبع. من قولهم: تلا بعد الفريضة: إذا أتبعها النفل.
قال:
على ظهر عاديّ كأنّ أرومه... رجال يتلوّن الصّلاة قيام
فيكون المعنى في: تتلو كل نفس: تتبع كلّ نفس ما أسلفت من حسنة وسيّئة، فمن أحسن جوزي بالحسنات، ومن أساء جوزي به، فيكون على هذا في المعنى كمن قرأ:
تبلو بالباء). [الحجة للقراء السبعة: 4/272]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت}
قرأ حمزة والكسائيّ (هنالك تتلو) بالتّاء قال الأخفش تتلو من التّلاوة أي تقرأ كل نفس ما أسلفت وحجته قوله {اقرأ كتابك} وقال آخرون {تتلو} أي تتبع كل نفس ما أسلفت
وقرأ الباقون {تبلو} بالباء أي تخبر وتعاين ومعنى تخبر تعلم كل نفس ما قدمت من حسنة أو سيّئة). [حجة القراءات: 331]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {هنالك تبلوا} قرأه حمزة والكسائي بتاءين، جعلاه من «التلاوة» منهم لأعمالهم، وهي القراءة لها من كتاب أعمالهم، فهم يقرؤونها يوم القيامة، دليله قوله: {فأولئك يقرءون كتابهم} «الإسراء 71» وقوله: {اقرأ كتابك} «الإسراء 14» وقوله: {ما لهذا الكتاب لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} «الكهف 49» ويجوز أن يكون «تتلو» من «تبع يتبع» فيكون المعنى: هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من عمل، وقرأ الباقون «تبلو» بالباء من «الابتداء»، وهو الاختيار، أي: هنالك تختبر كل نفس ما أسلفت لها من عمل، أي: تطلع عليه لتجزى به، وقد تقدمت الحجة في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/517]
«كلمات» والاختلاف فيها في الأنعام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/518]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {هُنَالِكَ تَتْلُوا} [آية/ 30] بتاءين:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه من التلاوة وهي القراءة، أي تقرأ كل نفس ذكر ما قدمته من صالح الأعمال وسيئها، فحذف المضاف وهو الذكر، ومثل هذا في المعنى قوله تعالى {فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ}.
ويجوز أن يكون {تَتْلُوا}: تتبع، أي تتبع كل نفس ما أسلفت، أي تعول على جزاء ما قدمت.
وقرأ الباقون {تَبْلُوا} بالباء.
[الموضح: 622]
والوجه أنه من البلاء وهو الاختبار، يقول تختبر كل نفس ما أسلف من خير أو شر، أي تلاقي جزاءه). [الموضح: 623]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (31) إلى الآية (33) ]

{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) }

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)}

قوله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}

قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {كذلك حقت كلمت ربك} [33].
قرأ نافع وابن عامر {كلمات} بالجمع، وإنما اختارا ذلك لأنها في المصحف مكتوبة بالتاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/267]
وقرأ الباقون بالتوحيد و{لأنهم لا يؤمنون} في موضع رفع بدل من {كلمة} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/268]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: [حقت كلمة ربك [يونس/ 33] في الجمع والتوحيد.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائيّ:
[الحجة للقراء السبعة: 4/272]
حقت كلمة ربك واحدة وفي آخر السورة [96] كذلك.
وقرأ نافع وابن عامر: الحرفين كلمات* جماعة.
قال أبو علي: من قرأ: كلمة ربك على الإفراد احتمل وجهين: يجوز أن يكون جعل ما أوعد به الفاسقون كلمة، وإن كانت في الحقيقة كلما، لأنّهم قد يسمّون القصيدة والخطبة كلمة، وكذلك سمّي ما توعّد به الفاسقون من نحو قوله سبحانه: وأما الذين فسقوا فمأواهم النار، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم [الحج/ 22] كلمة، كما أنّ قوله:
وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا [الأعراف/ 137] يعني به: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض إلى قوله: يحذرون [القصص/ 5] كلمة.
ويجوز أن يكون كلمة ربك التي يراد به الجنس، وقد أوقعت على بعض الجنس، كما أوقع الجنس على بعضه في قوله سبحانه: وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل [الصافات/ 138]، وقول بعض الهذليين:
[الحجة للقراء السبعة: 4/273]
ببطن شريان يعوي عنده الذيب فأما من جمع فقال: كلمات ربك على الذين فسقوا فإنه جعل الكلم التي توعّدوا بها كلّ كلمة منها كلمة، ثم جمع فقال: كلمات، وكلاهما وجه. فأما قوله سبحانه وكلمة الله هي العليا [التوبة/ 40]، فيجوز أن يعنى بها نحو قوله: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي [المجادلة/ 21]، كما فسّر قوله: وألزمهم كلمة التقوى [الفتح/ 26] أنه: لا إله إلا الله، أخبرنا يوسف بن يعقوب بإسناد ذكره عن مجاهد [بهذا التأويل] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/274]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كذلك حقت كلمة ربك}
قرأ نافع وابن عامر (وكذلك حقت كلمات) بالألف وكذلك الّذي بعده وحجتهما أنّهما كتبتا في المصاحف بالتّاء
وقرأ الباقون {كلمة ربك} وحجتهم إجماع الجميع على التّوحيد في قوله {وتمت كلمة ربك} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه). [حجة القراءات: 331]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {حَقَّتْ كَلِمَاتُ} [آية/ 33] بالألف:
قرأها نافع وابن عامر، وكذلك في آخر السورة {كَلِمَاتُ} بالألف.
والوجه أنه جمع كلمة؛ لأنه جعل كل واحد مما توعد به الذين فسقوا كلمة، ثم جمع فقال {كَلِمَاتُ رَبِّكَ}.
وقرأ الباقون {كَلِمَةُ رَبِّكَ} على الإفراد ههنا وفي آخر السورة.
والوجه أنه يجوز أن يكون أراد الجنس فوحد، والمراد به الجمع؛ لأن لفظ الجنس محتمل للقليل والكثير.
ويجوز أن يكون على ما تستعمله العرب من إيقاع الكلمة موقع الجملة من الكلام كاستعمالهم الكلمة موضع القصيدة والخطبة، فيكون راجعًا أيضًا إلى معنى الجمع). [الموضح: 623]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (34) إلى الآية (36) ]

{ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) }

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أمّن لا يهدّي إلّا أن يهدى (35)
قرأ ابن كثير وابن عامر (أمّن لا يهدّي) بفتح الياء والهاء وتشديد الدال - وكان أبو عمرو يشم الهاء الفتحة.
وقرأ نافع (يهدّى -) بفتح الياء وسكون الهاء، وتشديد الدال، وقرأ أبو بكر عن عاصم في رواية يحيى " يهدّي) بكسر الياء والهاء وتشديد الدال.
وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يهدّي) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال.
وكذلك قرأ الحضرمي.
وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وتخفيف الدال.
قال أبو منصور: أما من قرأ (أمّن يهدّى) بفتح الياء وسكون الهاء وتشديد الدال فإن القراءة وإن رويت فاللفظ بها ممتنع عند النحويين غير سائغة؛ لاجتماع
[معاني القراءات وعللها: 2/44]
الساكنين، والعرب لا تكاد تجمع بينهما، وقد حكى سيبويه أنها لغة، وأن مثلها قد يتكلم به.
ومن قرأ (أمّن لا يهدّي) بفتح الياء والهاء وتشديد الدال فهو جيد، والأصل فيها (يهتدي)، فأدغمت التاء في الدال، فطرحت فتحتها على الهاء.
والذين جمعوا بين ساكنين الأصل عندهم أيضًا (يهتدي)، فأدغمت التاء في الدال، وتركت الهاء ساكنة كما كانت في الأصل، فاجتمع ساكنان.
ومن قرأ (أمّن لا يهدّي) بكسر الهاء فهذه القراءة في الجودة كفتح الهاء، وإنما كسر الهاء [... ] لالتقاء الساكنين). [معاني القراءات وعللها: 2/45]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أمن لا يهدي إلا أن يهدى} [35].
قرأ حمزة والكسائي {أمن لا يهدي} بإسكان الهاء، خفيفة الدال، من هدى يهدي هداية.
وقرأ نافع في رواية ورش، وابن كثير وأبو عمرو {أمن لا يهدي} بفتح الهاء وتشديد الدال، أرادوا يهتدي فنقلوا فتحة التاء إلى الهاء فأدغموا التاء في الدال، واحتجوا بقراءة عبد الله: {أمن لا يهتدي إلا أن يهدى} وهذا هو الصحيح في المعنى؛ لأن الله وبخهم لعبادة من لا يحسن التنقل من موقع إلى موضع حتى يُنقل، ولا يهتدي إلا حتى أن يُهدي.
وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر {أمن لا يهدي} بكسر الياء والهاء، أراد: يهتدي أيضًا فأدغم التاء في الدال، فالتقى ساكنان فكسر الهاء لالتقاء الساكنين، وكسر الياء لمجاورة الهاء، كما قيل في رمى رمى وفي منتن منتن.
وروى حفص عن عاصم {يهدي} بفتح الياء وكسر الهاء وتفسيره كتفسير الأول.
وروى قالون عن نافع {أمن لا يهدي} بإسكان الهاء وتشديد الدال، وهو رديء؛ لأنه جمع بين ساكنين وليس أحدهما حرف لين.
قال الأخفش: العرب تقول: فلان يحتجم ويُحَجَّمُ ويَحْجِمُ ويَحْجُمُ ويَحِجِّمُ فأما ما روى اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكن الهاء ويشمها الفتحة فترجمة غلط؛ لأن السكون ضد الحركة وهما لا يجتمعان فكأن أبا عمرو أخفى الفتحة فتوهم من سمعه أنه أسكن ولم يُسكن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/268]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: أم من لا يهدي [يونس/ 35].
فقرأ ابن كثير وابن عامر: يهدي* مفتوحة الياء والهاء، مشدّدة الدال.
وقرأ نافع وأبو عمرو: يهدي* بإسكان الهاء وتشديد الدال، غير أن أبا عمرو كان يشمّ الهاء شيئا من الفتح،
[الحجة للقراء السبعة: 4/274]
وروى ورش عن نافع: يهدي* بفتح الهاء مثل ابن كثير.
وقرأ حمزة والكسائي: يهدي* ساكنة الهاء خفيفة الدال.
وقرأ عاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم: يهدي* مكسورة الياء والهاء، مشدّدة الدال.
وروى حفص عن عاصم والكسائي عن أبي بكر عنه، وحسين عن أبي بكر عنه: يهدي* بفتح الياء وكسر الهاء.
قال أبو علي: من قرأ: لا يهدي* فقد نسبهم إلى غاية الذهاب عن الحقّ والزّيغ عنه في معادلتهم الآلهة بالقديم سبحانه، ألا ترى أن المعنى: أفمن يهدي غيره إلى طريق التوحيد والحقّ أحقّ أن يتّبع، أم من لا يهتدي هو، إلّا أن يهدى؟ والمعنى: أفمن يهدي غيره، فحذف المفعول الثابت في نحو قوله: فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه [البقرة/ 213].
فإن قلت: إن هذه التي اتخذوها لا تهتدي، وإن هديت، لأنّها موات من حجارة وأوثان ونحو ذلك.
قيل: إنّه كذلك، ولكنّ الكلام نزّل على أنّها إن هديت اهتدت، وإن لم تكن في الحقيقة كذلك، لأنهم لما اتخذوها آلهة عبّر عنها كما يعبّر عن الذي تجب له العبادة، ألا ترى أنه من قال: ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا
[الحجة للقراء السبعة: 4/275]
يستطيعون [النحل/ 73]، وكما قال: إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم [الأعراف/ 194].
وإنّما هي موات، ألا ترى أنّه قال: فادعوهم فليستجيبوا لكم ألهم أرجل يمشون بها.. [الأعراف/ 194 - 195].
وكذلك قوله: إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم [فاطر/ 14] فأجري عليها اللفظ بحسب
ما أجري على من يعلم فإلا... على هذا بمنزلة
حتى، كأنه قال: أم من لا يهتدي حتّى يهدى، أي: أم من لا يعلم حتى يعلّم، ومن لا يستدلّ على شيء حتى يدلّ عليه، وإن كان لو دلّ أو أعلم لم يعلم ولم يستدلّ.
وقراءة حمزة والكسائي: أم من لا يهدي فإن المعنى فيه: أم من لا يهدي غيره، لكن يهدى، أي: لا يعلم شيئا ولا يعرفه، لكن يهدى، أي: لا هداية له، ولو هدي أيضا لم
يهتد، إلا أن اللفظ جرى عليه، كما ذكرناه فيما تقدم.
فأمّا يهدّي ويهدّي ويهدي وتهدي، فمعانيها كلها: يفتعل، وإن اختلفت ألفاظها، فالجميع أدغموا التاء في الدال لمقاربتها لها. ألا ترى أن التاء والدال والطاء من حيّز واحد. واختلفوا
[الحجة للقراء السبعة: 4/276]
في تحريك الهاء، فمن قال: يهدي* ألقى حركة الحرف المدغم وهي الفتحة على الهاء، كما ألقاها على ما قبل المدغم في: معدّ وممدّ، وفي عدّ وفرّ وعضّ، ألا ترى أن الفاءات متحركة بحركة العينات، وكذلك يهدي*، لأنها في كلمة كما أن ممدّ ونحوه في كلمة، فمن قال: يهدي فحرّك الهاء بالكسر، فلأن الكلمة عنده أشبهت المنفصلة، نحو: ضربّ بكر، فإذا أشبهت المنفصلة، بدلالة الإظهار في نحو: اقتتلوا، لم تلق الحركة على ما قبل المدغم، كما أن المنفصل من نحو: قرم مالك، واسم موسى، لا يلقى على الساكن منه حركة المدغم، فلمّا لم يجز إلقاء الحركة على الساكن ترك الهاء على سكونها، فالتقت مع الحرف المدغم وهما ساكنان فحرّك الأول من الساكنين بالكسر لالتقاء الساكنين.
فإن قلت: فقد قالوا: عبشمس، فألقوا حركة المدغم في المنفصل على الأول منهما، وأجري المنفصل مجرى المتصل.
فذلك إنّما جاء في هذا الحرف وحده، ولم يعلم غيره، وشذّ ذلك، لأن الأعلام قد جاء فيها، وجاز ما لم يجز
[الحجة للقراء السبعة: 4/277]
في غيرها، ولم يجيء، ألا ترى أن فيها مثل: موهب، ومورق وتهلل وحيوة، فكذلك جاء هذا في عبشمس.
ويدلّك على أن إلقاء الحركة ليس بأصل في هذا الباب تحريكهم الساكن فيه بالضم، وإتباعهم الحرف الساكن ما قبله من الحركة، وذلك ما حكاه عن الخليل وهارون أنّ ناسا من العرب يقولون: مردفين [الأنعام/ 9]، ولست تجد هذا في ممدّ ونحوه.
فأمّا من قال: يهدي* بسكون الهاء، فقد قلنا في الجواز في جمع الساكنين في هذا النحو فيما تقدم، ويقوّيه ما أنشده من قوله:
ومسحيّ مرّ عقاب كاسر وأمّا من أشمّ في هذا ولم يسكن، فالإشمام في حكم التحريك.
[الحجة للقراء السبعة: 4/278]
وأمّا من قال: يهدي بكسر الياء، فإنه يفتعل وأتبع الياء ما بعدها من الكسر.
فإن قلت: إنّ الياء التي للمضارعة لا تكسر، ألا ترى أن من قال: تعلم، لم يقل: يعلم.
قيل: لم تكسر الياء في يهدّي من حيث كسرت النون من نعلم والتاء في تعلم، ولا كما كسرت حروف المضارعة فيما لحقت أوله همزة الوصل، ولا ما كان ينبغي أن تلحقه همزة الوصل نحو: تتغافل، ولكن لمعنى آخر، كما لم تكسر الياء في ييجل من حيث كسرت التاء في تعلم، ولو كسرت في ييجل من حيث كسرت النون في نعلم، لم تكسر في ييجل لأن من يقول نعلم: لا يقول: يعلم، ولكن كسرت الياء من ييجل، لتنقلب الواو ياء، فكذلك كسرت في قوله: يهدي للإتباع، لا من حيث كسر: أنت تهتدي، وأنت تعلم، كما كسرت في ييجل لتنقلب الواو إلى الياء.
وقد كسروا الياء في ييبا، فقالوا: أنت تيبا وهو ييبا، فحرّكوا بالكسر، والحركة في أنت تيبا، والكسرة فيه من حيث كسر أنت تعلم، وذلك أنّ المضارع لمّا كان على وزن يفعل نزّل الماضي كأنّه على فعل، فقالوا: أنت تيبا، كما قالوا:
[الحجة للقراء السبعة: 4/279]
أنت تعلم وكما قالوا: هما يشأيان بالياء، وهو من الشأو، لمّا كان المضارع على يفعل، نزّل الماضي كأنّه على فعل، وإذا كان على فعل لزم انقلاب الواو التي هي لام إلى الياء، فجاء المضارع بالياء في يشأيان على هذا التنزيل، كما جاء تيبا، على أن الماضي منه على فعل، وكسرت الياء في ييبا كما كسرت الحروف الأخر التي للمضارعة على وجه الشذوذ، وإن لم يكسروا الياء في غير هذا الحرف، ففي هذا بعض الإيناس بقول من قال: يهدي فكسر الياء، وإن كانت جهتا إيجاب الكسر فيهما مختلفتين). [الحجة للقراء السبعة: 4/280]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أم من لا يهدي إلّا أن يهدى}
قرأ نافع (أمن لا يهدي) بإسكان الهاء وتشديد الدّال الأصل يهتدي فأدغمت التّاء في الدّال وتركت الهاء ساكنة كما كانت
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وورش (أمن لا يهدي) بفتح التّاء والهاء وتشديد الدّال والأصل يهتدي فأدغموا التّاء في الدّال وطرحوا فتحتها على الهاء واحتجّوا بقراءة عبد الله (أمن
[حجة القراءات: 331]
لا يهتدي) وكان ابن عبّاس يقول إن محمّد صلى الله عليه دعا قومه إلى دين الله وأرشدهم إلى طاعته فعصوه وهو أحق أن يتبع أم من لا يهتدي إلّا أن يهدى أي يرشده غيره
قرأ حمزة والكسائيّ (أمن لا يهدي) ساكنة الهاء خفيفة الدّال وحجتهما في ذلك أن يهدي في معنى يهتدي تقول هديت غيري وهديت أنا على معنى اهتديت قال الفراء العرب تقول هدى واهتدى بمعنى واحد وهما جميعًا في أهل الحجاز وسمع أعرابي فصيح يقول إن السهم لا يهدي إلّا بثلاث قذذ أي لا يهتدي
قرأ عاصم في رواية أبي بكر {أم من لا يهدي} بكسر الياء والهاء أراد يهتدي فأدغم التّاء في الدّال فالتقى ساكنان فكسر الهاء لالتقاء الساكنين وكسر الياء لمجاورة الهاء وأتبع الكسرة الكسرة
وقرأ حفص {أم من لا يهدي} يفتح الياء وكسر الهاء في الجودة كفتح الهاء في الجودة والهاء مكسورة لالتقاء الساكنين). [حجة القراءات: 332]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {أمن لا يهدي} قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال، وكذلك قرأ أبو عمرو وقالون، غير أنهما اختلسا فتحة الهاء، وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء، وإسكان الهاء والتخفيف، وقرأ حفص بفتح الياء، وكسر الهاء، والتشديد، وكذلك قرأ أبو بكر، غير أنه كسر الياء مع كسر الهاء.
وحجة من شدده أنه بناه على «اهتدى يهتدي»، ثم أدغم التاء في الدال، بعد أن ألقى حركتها على الهاء، ففتحها، وفي هذه القراءة مبالغة في ذم الكفار، وآلهتهم أنها لا تهتدي في أنفسها، إلا أن تهدى، وهذه غاية النقص والضعف، والمعنى: أفمن يهدي غيره إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهتدي في نفسه إلا أن يُهدى، فهي إذا كانت لا تهتدي إلى نفع أنفسها أحرى أن لا تهدي أحدًا إلى شيء، وإنما جاز أن يخبر عنها بأنها تهتدي إذا هديت، وهي موات، لأنهم عبدوها فأقاموها مقام من يعقل، فعبر عنها كما يُعبر عمن يعقل، على مذهبهم فيها، أي: لو كانت ممن يعقل لم تهتد إلا أن تهدى، وهي في المعنى لا تهتدي وإن هديت؛ لأنها حجارة.
15- وحجة من أسكن الهاء وخفف أنه بناه على «هدى يهدي غيره» فالمفعول مضمر قام مفام الفاعل، ومعنى {إلا أن يهدي}، أي: إلا أن يهدى فلا يهتدي.
16- وحجة من كسر الهاء أنه لما أدغم الياء في الدال لم يلق حركة التاء على الهاء، وشبهه بالحرفين المنفصلين اللذين أدغم الاول في الثاني ولا تُلقى حركة الأول على ما قبله، بل تحذف، نحو إدغام أبي عمرو: {يجعل
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/518]
لكم} «الأنفال 29»، و{يقول له} «البقرة 117» وشبهه، فبقيت الهاء ساكنة، وأول المدغم ساكن، فكسر الهاء لالتقاء الساكنين.
17- وحجة من كسر الياء مع كسر الهاء أنه لما كسر الهاء، لالتقاء الساكنين، على ما ذكرنا، أتبع حركة الياء الهاء، وحركة الدال، ليعمل اللسان في ثلاث كسرات عملًا واحدا.
18- وحجة من اختلس الحركة في الهاء أنه لما ألقى حركة التاء على الهاء اختلسها، ولم يُشبعها، إذ ليست بأصل على الهاء، وليبين أنها حركة لغير الهاء، ولم يمكنه إبقاء الهاء ساكنة لسكون أول المدغم، فلم يكن بد من إلقاء حركة التاء، فاختلسها لتخلص الهاء من السكون، وليدل أنها ليست بأصل في الهاء، فتوسَّط حالة بين حالتين، كالذي يُقرأ في الحروف الممالة بين اللفظين، فأما ما روي عن قالون وعن أبي عمرو، من إسكان الهاء، فهو بعيد ضعيف، لا يجوز إلا في شعر نادر، والمشهور عنهما الاختلاس وإخفاء الحركة، والإخفاء مثل الاختلاس في العلة المذكورة، والقراءة فيه على معنى «يهتدي» أحب إلي، لتمكن معناها، ولأن الجماعة عليه، ولأنه أبلغ في ذم آلهتهم، وقد تقدم ذكر «كلمات» في موضعين في هذه السورة، و{يحشرهم} «45» الثاني في هذه السورة، وذكرنا {ولكن الناس} «44» و«الآن» في موضعين في هذه السورة «51، 91»، كله قد مضى بحجته، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/519]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {أَمَّن لاَّ يَهِدِّي} [آية/ 35] بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال:
قرأها عاصم- ص- ويعقوب.
[الموضح: 623]
والوجه أن أصله يهتدي، فأرادوا إدغام التاء في الدال لمقاربتها لها من جهة أنهما من حيز واحد في المخرج، فأسكنوا التاء فأدغموها في الدال فبقي يهدي بسكون الهاء وتشديد الدال، فالتقى ساكنان الهاء والتاء الساكنة المدغمة في الدال فحرك الهاء بالكسر لالتقاء الساكنين فبقي {يَهِدِّي}.
وروى- ياش- عن عاصم {يِهِدِّي} بكسر الياء والهاء جميعًا.
والوجه أنه لما انتهت الصنعة إلى {يَهِدِّي} بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، وهو الذي ذكرنا وجهه في القراءة التي تقدمت، اتبع الياء كسرة الهاء طلبًا للتجانس.
وقرأ ابن كثير ونافع- ش- وابن عامر {يَهَدِّي} بفتح الياء والهاء وتشديد الدال.
والوجه أن أصله يهتدي على ما سبق، فنقلوا حركة التاء إلى الهاء، وأدغموا التاء في الدال، فبقي يهدي بفتح الهاء.
وإنما فعلوا ذلك لأنهم ينقلون حركة الحرف الذي يراد إدغامه إلى ما قبله إن كان ساكنًا، ألا ترى أنهم فعلوا ذلك في معد وممدٍ.
وقرأ أبو عمرو {يَهْدِّي} بفتح الياء وإسكان الهاء وتشديد الدال، وكذلك روى- ن- و- يل- عن نافع، إلا أن الرواية عن أبي عمرو باختلاس فتحة الهاء.
[الموضح: 624]
والوجه في إسكان الهاء أن الأصل: يهتدي على ما سبق، فأسكنوا التاء إرادة الإدغام، فأدغمت التاء في الدال، فتركت الهاء على حالها من السكون، ولم تحرك، وفي ذلك جمع بين ساكنين، إلا انه لما كان الثاني مدغمًا، وكان يرتفع اللسان عنه مع المدغم فيه ارتفاعة واحدة، صار في حكم المتحرك، وقد سبق ذلك في سورة النساء.
وأما اختلاس أبي عمرو الفتحة فهو في حكم الفتحة، وقد ذكرنا علة فتحة الهاء.
وقرأ حمزة والكسائي {يَهْدِّي} بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال.
والوجه أنه مضارع هدى يهدي هداية، وهو على وزن يفعل، وليس على يفتعل، والمعنى أم من لا يهدي غيره إلا أن يهدى، فحذف المفعول به.
ويجوز أن يكون بمعنى يهتدي أيضًا، فإن هدى قد جاء لازمًا بمعنى اهتدى). [الموضح: 625]

قوله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (37) إلى الآية (41) ]

{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) }

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمرو بن فائد: [بِسُورَةِ مِثْلِهِ] بالإضافة.
قال أبو الفتح: هو عندي على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه؛ أي: بسورة كلام مثله، أو حديثٍ مثله، أو ذِكْرٍ مثله، وقد ذكرنا حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه). [المحتسب: 1/312]

قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (42) إلى الآية (44) ]

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) }


قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {ولَكِن النَّاسُ} [آية/ 44] بتخفيف نون {لَكِنْ}، ورفع {النَّاسُ}:
قرأها حمزة والكسائي، وقرأ الباقون {ولَكِنَّ النَّاسَ} بتشديد النون من {لَكِنَّ ونصب {النَّاسَ}.
وقد مضى الكلام في مثله في سورة البقرة). [الموضح: 625]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- قوله تعالى: {ويوم نحشرهم} عن خمس وأربعين [45].
قرأ عاصم في رواية حفص بالياء إخبارًا عن الله تعالى وقرأ الباقون بالنون، الله يخبر عن نفسه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/275]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: ويوم نحشرهم، بالنون غير عاصم، فإن حفصا روى عنه: ويوم يحشرهم* بالياء. عند الخمس والأربعين منها.
قال أبو علي: يحتمل قوله: كأن لم يلبثوا ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون صفة لليوم، والآخر: أن يكون صفة للمصدر المحذوف، والثالث: أن يكون حالا من الضمير في نحشرهم.
فإذا جعلته صفة لليوم، احتمل ضربين من التأويل:
أحدهما: أن يكون التقدير: كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة، فحذفت الكلمة بدلالة المعنى عليها، ومثل ذلك في حذف هذا النحو منه قوله: فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف [الطلاق/ 2] أي: أمسكوهنّ قبله. وكذلك: فإن فاؤوا فإن الله [البقرة/ 226] أي قبل انقضاء الأربعة الأشهر، وكذلك قوله: يتربصن بأنفسهن [البقرة/ 228]، قال أبو الحسن:
يتربّصن بعدّتهم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/300]
ويجوز أن يكون المعنى: كأن لم يلبثوا قبله، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، ثم حذفت الهاء من الصفة، كقولك: الناس رجلان: رجل أكرمت، ورجل أهنت.
ومثل هذا في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه قوله:
ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا، وهو واقع بهم [الشورى/ 22]، التقدير: وجزاؤه واقع بهم، فحذف المضاف.
وإن جعلته صفة للمصدر كان على هذا التقدير الذي وصفنا، وتمثيله: كأن لم يلبثوا قبله، فحذف، وأقيم المضاف إليه مقامه، ثم حذف العائد من الصفة، كما تحذفه من الصلة في نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41]، وإن جعلته حالا من الضمير المنصوب، لم تحتج إلى حذف شيء في اللفظ لأنّ الذكر من الحال قد عاد إلى ذي الحال، والمعنى: نحشرهم مشابهة أحوالهم أحوال من لم يلبث إلّا ساعة.
فأمّا يوم نحشرهم فإنه يصلح أن يكون معمولا لأحد شيئين، أحدهما: أن يكون معمول: يتعارفون، والآخر: أن يكون معمولا لما دلّ عليه قوله: كأن لم يلبثوا، فإذا جعلته معمولا لقوله: يتعارفون انتصب يوم* على وجهين: أحدهما:
أن يكون ظرفا معناه: يتعارفون في هذا اليوم، والآخر: أن يكون مفعولا على السعة على:
يا سارق الليلة أهل الدار
[الحجة للقراء السبعة: 4/301]
ومعنى يتعارفون يحتمل أمرين. أحدهما: أن يكون المعنى: يتعارفون مدّة إماتتهم التي وقع حشرهم بعدها وحذف المفعول للدّلالة عليه، كما حذف في مواضع كثيرة، وعدّي تفاعل، كما عدّي في قول ذي الرّمة:
.... تحاسنت... به الوشي قرّات الرّياح وخورها
وأنشد أبو عبيدة.
تخاطأت النّبل أحشاءه أو يكون أعمل الفعل الذي دلّ عليه يتعارفون، ألا ترى أنّه قد دلّ على يستعملون ويتعرفون، ومن حذف المفعول قوله: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا
[الحجة للقراء السبعة: 4/302]
فأغشيناهم [يس/ 9]، التقدير: فأغشيناهم السدّ، أو مثل السدّ فهم لا يبصرون لما أغشيناهموه من ذلك. وتعرّفوا مدّة اللبث هاهنا، كما تعرّفوها في قوله: قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم [الكهف/ 19]، وكقوله: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم [المؤمنون/ 112]، فتعارفهم مدّة لبثهم كما ذكرت لك في هذه الآي.
والآخر في التعارف ما جاء من قوله: وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قال قائل إني كان لي قرين، [الصافات/ 50 - 51] وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين [الطور/ 25 - 26] وتعرّفهم يكون على أحد هذين الوجهين. فعلى هذا يكون قوله: ويوم نحشرهم معمول يتعارفون، والآخر: أن يكون يوم نحشرهم معمول ما دلّ عليه قوله: كأن لم يلبثوا، ألا ترى أن المعنى:
تشابه أحوالهم أحوال من لم يلبث، فيعمل في الظرف هذا المعنى، ولا يمنع المعنى من أن يعمل في الظرف، وإن تقدم الظرف عليه، كقولهم: أكلّ يوم لك ثوب، ومثل ذلك في الحمل على المعنى قوله: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين [الفرقان/ 22] وقول أبي دواد:
قرّبنه ولا تقيلنّ واعلم... أنّه اليوم إنّما هو ناد
[الحجة للقراء السبعة: 4/303]
فإذا حملته على هذا، لم يجز أن يكون صفة للمصدر، لأن الموصوف الذي هو المصدر موضعه بعد الفعل، تقديره:
يوم نحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا، أو لم يلبثوا قبله، والصفة لا يتقدّم عليها ما تعمل فيه، ولا يجوز أيضا أن تجعله صفة لليوم على هذا، لأنّ الصفة لا تعمل في الموصوف، ألا ترى الصفة إيضاح للموصوف وتبيين له، كما أنّ الصلة كذلك، وإذا كان على هذا لم يسغ عمل واحد منهما فيما يوضحه ويبينه، لتنزّله منزلة بعضه، فإن قلت: فإذا قدّرت كأن لم يلبثوا تقدير الحال
من الضمير هل يجوز أن يكون يوم... معمولا له؟ فإنّ ذلك لا
يجوز لأنّ العامل في الحال نحشر، ونحشر قد أضيف اليوم إليه، فلا يجوز أن يعمل في المضاف المضاف إليه، ولا ما يتعلق بالمضاف إليه، لأنّ ذلك يوجب تقديمه على المضاف ألا ترى أنّه لم يجز: القتال زيدا حين تأتي.
وإذا جعلت يتعارفون العامل في يوم نحشرهم لم يجز أن يكون صفة لليوم على أنّك كأنّك وصفت اليوم بقوله: كأن لم يلبثوا، ويتعارفون، فوصفت يوم نحشرهم بجملتين، لم يجز أن يكون معمولا لقوله: يتعارفون لأنّ الصفة لا تعمل في الموصوف، وجاز وصف اليوم بالجمل، وإن أضيف لأنّ الإضافة ليست بمحضة فلم تعرّفه.
ويدلّ على النون في يوم نحشرهم قوله: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [الكهف/ 47] وقوله: فجمعناهم جمعا [الكهف/ 99]، وقال: ونحشره يوم القيامة أعمى [طه/ 124].
[الحجة للقراء السبعة: 4/304]
ويدلّ على الياء قوله: ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه [النساء/ 87] ويدلّ على مقاربة الياء والنون في ذا النحو قوله: وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه [طه/ 127]، فنعلم من هذا أنّ كلّ واحد منهما يجري مجرى الآخر). [الحجة للقراء السبعة: 4/305]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلّا ساعة من النّهار}
قرأ حفص {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا} بالياء إخبار عن الله وقرأ الباقون بالنّون الله يخبر عن نفسه). [حجة القراءات: 332]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ويَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} [آية/ 45] بعد الأربعين، بالياء:
قرأها عاصم- ص-.
والوجه أن الحاشر هو الله تعالى، وقد تقدم الإخبار عنه في قوله {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} بالياء، فقال {يَحْشُرُهُمْ} بالياء أيضًا؛ ليوافق ما قبله.
وقرأ الباقون {نَحْشُرُهُمْ} بالنون.
والوجه أنه قد ورد في التنزيل كثير من أمثاله بالنون، نحو {ويَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ} {وحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} {ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى}.
والمعنى في كونه بالياء والنون واحد؛ لأن الفاعل هو الله تعالى، ويدل على أنهما واحد في المعنى قوله {وكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ ولَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ} ولم يقل بآياتنا إذ هما واحد). [الموضح: 626]

قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}

قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({آلآن وقد كنتم به تستعجلون}
[حجة القراءات: 332]
قرأ نافع {الآن} بفتح اللّام وإسقاط الهمزة نقل فتح الهمزة إلى اللّام كما قرأ ورش {الأرض} {الآخرة} وقرأ إسماعيل عن نافع {الآن} بإسكان اللّام وبه قرأ الباقون على أصل الكلمة). [حجة القراءات: 333]

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}

قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش: [آلحقُّ هو].
قال أبو الفتح: اعلم أن الأجناس تتساوى فائدتا معرفتها ونكرتها في نحو هذا، تقول:
[المحتسب: 1/312]
ثق بأمانٍ من الله، وثق بالأمان من الله، وهذا حق، وهذا الحق، وهذا صدق، وهذا الصدق.
ومنه قولهم: خرجت فإذا بالباب أسد، وإذا بالباب الأسد، المعنى واحد ووضع اللفظ مختلف؛ وسبب ذلك كون الموضع جنسًا، وقد تقدم نحو هذا). [المحتسب: 1/313]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]
{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}

قوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة