العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (58) إلى الآية (60) ]

{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومنهم من يلمزك في الصّدقات... (58).
قرأ يعقوب (يلمزك)، و(الذين يلمزون) و(لا تلمزوا) كله بضم الميم.
وقرأ الآخرون "بكسر الميم في كل - هذا، إلا ما روى محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير (يلمزك)، و(يلمزون) بضم الميم، وأما قوله (ولا تلمزوا أنفسكم) فلم يختلف فيه عنه أنه بالكسر.
[معاني القراءات وعللها: 1/455]
قال أبو منصور: هما لغتان: لمزه يلمزه ويلمزه، إذا عابه). [معاني القراءات وعللها: 1/456]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} [58].
قرأ الناس كلهم {يلمزك} بكسر الميم إلا ما روى حماد بن سلمة عن ابن كثير {يلمزك}.
وروى عن ابن كثير أيضًا والحسن ويعقوب {يلمزك} بضم الميم وهما لغتان يلمز ويلمز مثل عكف يعكف ويعكف.
يلامزك كقولك: يقاتلك ويشاتمك، ومعنى اللمز في اللغة: العيب، ومن ذلك قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} فالهامز: المغتاب واللامز: العائب، قال زياد الأعجم:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/249]
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة = فإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
يقال: امرأة همزة ورجل همزة ورجل فروقة وامرأة فروقة، ورجل هلباجة: إذا كان أحمق أكولاً ضخمًا ثقيل الروح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: كلّهم قرأ يلمزك [التوبة/ 58] بكسر الميم: إلا ما روى حمّاد بن سلمة عن ابن كثير فإنّه روى عنه:
يلامزك حدّثني بذلك محمد بن الجهم عن ابن أبي أميّة البصري، عن حمّاد بن سلمة، وحدّثني الصّوفي، عن روح بن عبد المؤمن، عن محمد بن صالح، عن شبل، عن ابن كثير وأهل مكة: يلمزك ويلمزون [التوبة/ 79] برفع الميم فيهما. وحدثني أبو حمزة الأنسي قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حمّاد بن سلمة قال: سمعت ابن كثير يقول: يلمزك بضم الميم.
أبو عبيدة: يلمزك أي: يعيبك، قال زياد الأعجم:
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة... وإن تغيبت كنت الهامز اللّمزة
[الحجة للقراء السبعة: 4/196]
وقال قتادة: يلمزك: يطعن عليك، والعيب والطعن يشملان ما يكون فيهما في المغيب، وما يكون في المشهد. وفي الشّعر دلالة على قدحه فيه، وطعنه عليه في المغيب، لقوله:
تغيّبت، فيكون الهمز الغيبة، وكذلك قوله [تعالى]: هماز مشاء بنميم [القلم/ 11] يجوز أن يعنى الغيبة.
وحكى بعض الرواة أنّ أعرابيّا قيل له: أتهمز الفارة؟
قال: تهمزها الهرّة، فأوقع الهمز على الأكل. فالهمز كاللمز.
وقال عز وجل: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا [الحجرات/ 12].
وكأنّ الهمز أوقع على الأكل لمّا كان غيبة، وقال الأصمعي: فلان ذو وقيعة في الناس إذا كان يأكلهم، فلما أوقع الأكل عليه حسن أن يستعمل في خلافه: الغرث، فلذلك قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/197]
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل والذي جاء في الآية من اللمز، عني به المشهد فيما دلّ عليه الأثر، والمعنى على حذف المضاف التقدير: يعيبك في تفريق الصدقات.
ومن قرأ: يلامزك فينبغي أن يكون فاعلت فيه من واحد نحو: طارقت النّعل، وعافاه الله، لأنّ هذا لا يكون من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فأمّا يلمزك ويلمزك، فلغتان مثل: يعكف ويعكف، ويحشر ويحشر، ويفسق ويفسق). [الحجة للقراء السبعة: 4/198]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {ومِنْهُم مَّن يَلْمُزُكَ} [آية/ 58] بضم الميم:
قرأها يعقوب وحده، وكذلك {يَلْمُزُونَ وفي الحجرات {ولا
[الموضح: 596]
تَلْمُزُوا كل ذلك بالضم.
وقرأ الباقون {يَلْمِزُكَ} و{يَلْمِزُونَ} و{لا تَلْمِزُوا} بكسر الميم فيهن.
والوجه أنهما لغتان يلمز ويلمز، مثل يحشر ويحشر، ويعكف ويعكف. ولمزه إذا عابه، قال الله تعالى {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}.
وروى حماد بن سلمة عن ابن كثير {يَلامِزُكَ} بالألف.
والوجه أنه على فاعل من واحد نحو عاقبت اللص وطارقت النعل؛ لن هذا الفعل لا يكون من النبي صلى الله عليه (وسلم) ). [الموضح: 597]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والمؤلّفة قلوبهم... (60).
روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (والمولّفة قلوبهم) بغير همز، وتبين الواو، وكذلك (موطيا)، و(موجّلا) و(ماية) و(مايتين) و(فية) و(فيتين) و(لين أتيتنا)، و(لين أخرتن) و(لين سألتهم)، (ليواطيوا)، (ليبطين) غير مهموز في كل القرآن، ولا يهمز (اطماننتم) و(يطمين قلبي) و(تطمين قلوبنا) و(كداب آل فرعون)
[معاني القراءات وعللها: 1/456]
و (يابى) و(ياتي) و(ياكلون) و(ياخذون) و(يامرون) و(يوخركم) ونظائر هذه الحروف كلها.
قال أبو منصور: هذه الحروف كلها عند أكثر العرب مهموزة، ومنهم من يخفف همزها، والهمز أفصح اللغتين). [معاني القراءات وعللها: 1/457]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

{ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)}


قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أذن خيرٍ لكم... (61)
قرأ عاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر عنه (قل أذنٌ خيرٌ لكم) منونة رفعًا، وقرأ الباقون بالإضافة.
قال أبو منصور: من قرأ (قل أذنٌ خيرٌ لكم) فمعناه: قل يا محمد: هو يستمع منكم، ويكون قريبًا منكم، قابلاً بعذركم (خيرٌ لكم).
وذلك أن المنافقين قالوا: إن محمد أذن، ومتى بلغه عنّا أمرٌ حلفنا له
[معاني القراءات وعللها: 1/457]
يقبله منّا؛ لأنه أذن، أي: يسمع ما يقال فيصدق به.
فكان الجواب لهم على ما قالوا: قل يا محمد: إن كان أذنًا كما تقولون فهو خيرٌ لكم، ولكنه يصدق المؤمنين. ويكذبكم.
ومن قرأ (قل أذن خيرٍ لكم) فهو نفي لما قالوا، والمعنى: أنه مستمع خير لكم، وهو يصدّق الله جلّ وعزّ، ويصدّق المؤمنين فيما يخبرونه به، ولا يصدق الكافرين، ولا يستمع إلى كذب المنافقين استماع المصدّق لهم). [معاني القراءات وعللها: 1/458]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ورحمةٌ للّذين آمنوا منكم... (61).
قرأ حمزة وحده (ورحمةٍ) خفضًا، وكذلك روى أبو عمارة عن يعقوب عن نافع (ورحمةٍ) خفضًا، مثل حمزة، وقرأ الباقون (ورحمةٌ) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (ورحمةٍ) عطفه علي أذن خير وأذن رحمة للمؤمنين.
ومن قرأ (ورحمةٌ) رفعًا فالمعنى: وهو رحمة للذين آمنوا؛ لأنه كان سبب إيمان المؤمنين). [معاني القراءات وعللها: 1/458]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {قل أذن خير لكم} [61].
قرأ نافع وحده: {قل أذن خير لكم} بإسكان الذال.
وقرأ الباقون بضم الذال، وهما لغتان أذن وآذان مثل أطم وآطام وأذن وآذان مثل قفل وأقفال.
والقراءُ كلهم يضيفون إلا ما روى إسماعيل عن نافع أذن خير بالرفع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ورحمة [للذين آمنوا}} [61].
قرأ حمزة وحده {ورحمة}.
ويعقوب عن نافع بالخفض على معنى أذن خير ورحمة وصلاح، لا أذن شر، يقال: رجل أذن: إذا كان حسن الخلق يسمع من كل.
وقال المنافقون: إنا نذكر محمدًا من وراء وراء فإذا بلغه اعتذرنا فإنه يقبل؛ لأنه رجل أذن، فأنزل الله تعالى: {قل أذن خير لكم} لا أذن شر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التثقيل والتخفيف من قوله عز وجل: هو أذن قل أذن خير لكم [التوبة/ 61]. فقرأ نافع وحده: هو أذن قل أذن خير لكم بإسكان الذال فيهما.
وقرأ الباقون: بتثقيل الأذن، وكلّهم يضيف [أذن] إلى خير*].
قال أبو علي: من قال: أذن* فهو تخفيف من أذن، مثل: عنق، وطنب، وظفر. وكل ذلك يجيء على
[الحجة للقراء السبعة: 4/198]
التخفيف، ويدلّك على اجتماع الجميع في الوزن الاتفاق في التكسير، تقول: أذن، وآذان، كما تقول: طنب وأطناب، وعنق وأعناق، وظفر وأظفار.
فأمّا القول في أذن في الآية إذا خففت أو ثقّلت، فإنه يجوز أن يطلق على الجملة، وإن كانت عبارة عن جارحة منها.
كما قال الخليل في الناب من الإبل: إنّه سمّيت به لمكان الناب البازل، فسميت الجماعة كلّها به، وقريب من هذا قولهم للمرأة: ما أنت إلا رجيل، وللرجل: ما أنت إلّا مريّة، ويدلّ على أنهم أرادوا النّاب قولهم، في التصغير: نييب، فلم يلحقوا الهاء ولو كنت مصغّرا لها على حدّ تصغير الجملة لألحقت الهاء في التحقير، كما تلحق في تحقير قدم ونحوها، وعلى هذا قالوا للمرأة: إنما أنت بظر، فلم يؤنّثوا حيث أرادوا الجارحة دون الجملة، وقالوا للربيئة: هو عين القوم، وهذا عينهم.
ويجوز فيه شيء آخر، وهو أن الاسم يجري عليه كالوصف له لوجود معنى ذلك الاسم فيه وذلك كقول جرير:
تبدو فتبدي جمالا زانه خفر... إذا تزأزأت السّود العناكيب
[الحجة للقراء السبعة: 4/199]
فأجرى العناكيب وصفا عليهن، يريد به: أنّهن في الحقارة والدّمامة، كالعناكيب.
وأنشد أبو عثمان:
مئبرة العرقوب إشفى المرفق فوصف المرفق بالإشفى، لما أراد من الدقّة والهزال، وخلاف الدّرم، وقال آخر:
فلولا الله والمهر المفدّى... لأبت وأنت غربال الإهاب
فجعله غربالا لكثرة الخروق فيه من آثار الطعن، وكذلك قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/200]
حضجر كأمّ التوأمين توكّأت... على مرفقيها مستهلّة عاشر
لمّا أراد وصفه بالانتفاخ والضّخم، وأنّه ليس بضرب خفيف، فيكون متوقدا متنبّها لما يحتاج إليه، فكذلك قوله: هو أذن أجري على الجملة اسم الجارحة لإرادته كثرة
استعماله لها في الإصغاء بها.
ويجوز أن يكون فعلا من أذن يأذن، إذا استمع، والمعنى أنه كثير الاستماع مثل شلل وأذن وسجح، ويقوّي ذلك أنّ أبا زيد قال: قالوا رجل أذن، ويقن، إذا كان يصدّق بكلّ ما يسمع، وكما أنّ يقن صفة، كبطل، كذلك: أذن كشلل، وقالوا: أذن يأذن: إذا استمع وفي التنزيل: وأذنت لربها [الانشقاق/ 2] أي: استمعت، وقالوا: ائذن لكلامي، أي:
استمع له،
وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ»،
وقال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 4/201]
في سماع يأذن الشيخ له* [وحديث مثل ماذيّ مشار] وقول الشاعر:
إن همّي في سماع وأذن تقدير سماع فيه: المسموع، فوضع المصدر موضع المفعول، ألا ترى أنك إن لم تحمله على هذا كان المعنى:
إن همّي في سماع وسماع، وليس كذلك! ولكن المعنى:
إن همّي في مسموع واستماعه، فحذف كما يحذف المفعول في الكلام، وهو كثير، وخاصّة مع المصدر.
قال أحمد: وكلّهم يضيف، [أي: يضيف] أذنا إلى خير، ولا يصفون أذنا بخير، كما روي، من قراءة من وصف الأذن بالخير، فقال: أذن خير لكم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/202]
والمعنى في الإضافة: مستمع خير وصلاح، ومصغ إليه ولا مستمع شرّ وفساد). [الحجة للقراء السبعة: 4/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: وكلّهم قرأ: ورحمة [التوبة/ 61] رفعا إلّا حمزة، فإنه قرأ: أذن خير لكم ورحمة خفضا، حدثني محمد ابن يحيى الكسائي قال: حدثنا أبو الحارث قال: حدّثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم عن يعقوب بن جعفر عن نافع:
ورحمة* مثل حمزة [قال أبو بكر] وهو غلط.
قال أبو علي: من رفع فقال: ورحمة كان المعنى: أذن خير، ورحمة، أي: مستمع خير ورحمة، فجعله الرحمة لكثرة هذا فيه. وعلى هذا [قوله سبحانه]: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء/ 107] كما قال: بالمؤمنين رؤوف رحيم [التوبة/ 128] ويجوز أن يقدر حذف المضاف من المصدر.
فأما الجر في رحمة فعلى العطف على خبر، كأنه:
أذن خير ورحمة.
فإن قلت: أفيكون أذن رحمة؟
فإن هذا لا يمتنع، لأن الأذن في معنى: مستمع في
[الحجة للقراء السبعة: 4/203]
الأقوال الثلاثة التي تقدّمت، وكأنه مستمع رحمة، فجاز هذا كما كان مستمع خير، ألا ترى أن الرحمة من الخير؟.
فإن قلت: فهلّا استغني بشمول الخير للرحمة وغيرها عن تقدير عطف الرحمة عليه؟ فالقول: إن ذلك لا يمتنع، كما لم يمتنع: اقرأ باسم ربك الذي خلق [العلق/ 1] ثم خصّص فقال: خلق الإنسان من علق، وإن كان قوله: خلق يعمّ الإنسان وغيره فكذلك الرّحمة، إذا كانت من الخير لم يمتنع أن يعطف، فتخصّص الرحمة بالذّكر من بين ضروب الخير، لغلبة ذلك في وصفه وكثرته، كما خصّص الإنسان بالذّكر، وإن كان الخلق قد عمّه وغيره، والبعد بين الجارّ وما عطف عليه لا يمنع من العطف، ألا ترى أنّ من قرأ: وقيله يا رب [الزخرف/ 88] إنّما يحمله على: وعنده علم الساعة [الزخرف/ 85] وعلم قيله.
فإن قلت: أيكون الجرّ في رحمة* على اللام في قوله:
ويؤمن للمؤمنين [التوبة/ 61]، فإنّ ذلك ليس وجها، لأن اللام في قوله: ويؤمن للمؤمنين على حدّ اللام في قوله:
ردف لكم أو على المعنى، لأن معنى يؤمن: يصدّق، فعدّي
[الحجة للقراء السبعة: 4/204]
باللام، كما عدّي مصدّق به في نحو: مصدقا لما بين يدي من التوراة [آل عمران/ 50] ولا يكون يؤمن للرحمة، والمعنى: يؤمن الرحمة، لأن هذا الفعل لا يقع عليه في المعنى، ألا ترى أنك لا تقول: يصدّق الرحمة ؟ وزعموا أنّ الأعمش قرأ: قل أذن خير ورحمة لكم وكذلك هو في حرف أبيّ وعبد الله زعموا). [الحجة للقراء السبعة: 4/205]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين ورحمة للّذين آمنوا منكم}
قرأ نافع (قل هو أذن) بإسكان الذّال في كل القرآن كأنّه استثقل ثلاث ضمات فسكن وقرأ الباقون بضم الذّال على أصل الكلمة
قرأ أبو بكر في رواية الأعشى (قل هو أذن) منون {خير لكم}
[حجة القراءات: 319]
بالرّفع والتنوين المعنى قل يا محمّد فمن يستمع منكم ويكون قريبا منكم قابلا للعذر خير لكم
وقرأ الباقون {أذن خير} بالإضافة وهو نفي لما قالوه المعنى أذن خير لا أذن شرّ أي مستمع خير ثمّ بين ممّن يقبل فقال {يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين} أي يسمع ما ينزله الله عليه فيصدق به ويصدق المؤمنين فيما يخبرونه ولا يصدق المنافقين والباء واللّام زائدتان المعنى يصدق الله ويصدق المؤمنين
قرأ حمزة {ورحمة للّذين آمنوا} بالخفض على العطف على {خير} المعنى أذن خير وأذن رحمة للمؤمنين
وقرأ الباقون {ورحمة} أي وهو رحمة خبر ابتداء لأنّه كان سبب المؤمنين في إيمانهم). [حجة القراءات: 320]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قل أذنٌ خيرٍ لكم} قرأه نافع بإسكان الذال، حيث وقع على التخفيف؛ لاجتماع ضمتين لازمتين كـ «طنُب وطُنْب وعُنُق وعُنْق» وقرأ الباقون بالضم على الأصل، وحسن ذلك لقلة حروف الكلمة، وهو الاختيار، لأن عليه الجماعة ولأنه الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/503]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {ورحمة للذين} قرأه حمزة «ورحمةٍ» بالخفض، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من رفع انه عطفه على «أذن» فالمعنى: قل محمد أذن خير لكم ورحمة، أي: هو رحمة، أي: هو مستمع خير وهو رحمة، فجعل النبي الرحمة، لكثرة وقوعها به، وعلى يديه كما قال تعالى ذكره: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} «الأنبياء 107» ويجوز أن يكون الرفع على إضمار مضاف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/503]
محذوف، تقديره: قل هو أذن خير لكم، وهو ذو رحمة.
13- وحجة من قرأ بالخفض أنه عطفه على «خير»، أي: هو أذن خير وأذن رحمة، لأن الخير هو الرحمة، والرحمة هي الخير، وجاز أن نخبر عن الخير والرحمة بالاستماع، وإن كانا لا تستمعان، لأن المعنى مفهوم أن المراد به المخبر عنه وهو النبي عليه السلام، ولا يحسن عطف «رحمة» على المؤمنين لأنه يصير المعنى: ويؤمن لرحمة، إلا أن يجعل الرحمة القرآن، وتكون اللام زائدة، فيصير التقدير: ويؤمن رحمة، أي يصدق رحمة، أي القرآن، أي يصدق القرآن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/504]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذُنُ خَيـْرٍ} [آية/ 61] بإسكان الذال فيهما:
قرأها نافع وحده في كل القرآن.
والوجه أنه مخفف من أذن، مثل عنق وطنب وظفر، وجميع هذه الأحرف يجوز فيها التخفيف كما في أذن.
والأذن مخففا ومثقلاً اسم للجارحة المخصوصة، إلا أنها أطلقت على الجملة لكثرة استعماله لها في الإصغاء بها مجازاً واتساعًا.
ويجوز أن يكون بناءً صيغ على فعل من أبنية المبالغة.
وهو من أذن يأذن إذا استمع، قال:
[الموضح: 597]
45- بسماع يأذن الشيخ له
والمعنى أنه كثير الاستماع.
وهو على بناء فعل: صفة، كشلل وأنفٍ.
وقرأ الباقون {أُذُنُ خَيـْرٍ} بتحريك الذال في كل القرآن، وكل القراء يضيف {أُذُنُ} إلا ما روي شاذاً.
والوجه في تحريك الذال من {أُذُنُ} أنه على الأصل غير مخففٍ، ومعنى الإضافة في {أُذُنُ خَيـْرٍ} أنه مستمع خيرٍ وصلاحٍ لا مستمع شرٍ وفسادٍ.
ومن لم يضف وقرأ {أُذُنُ خَيـْر} بالرفع فيهما، والتنوين في {أُذُنٌ فإنه جعل خيراً وصفًا للأذن). [الموضح: 598]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ورَحْمَةٍ لِّلَّذِينَ آمَنُوا} [آية/ 61]، بالخفض:
قرأها حمزة وحده.
[الموضح: 598]
والوجه أنه عطف على {خَيـْرٍ كأنه قال: قل أذن خيرٍ وأذن رحمةٍ، أي مستمع خير ورحمة.
وقرأ الباقون {ورَحْمَةٌ} بالرفع.
والوجه أنه عطف على قوله {قُلْ أُذُنُ كأنه قال هو أذن خير وهو رحمة، وذلك لكثرة حصول الرحمة منه وصف بأنه رحمة، كما قال الله تعالى {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ويجوز أن يكون التقدير: هو أذن وذو رحمة، فحذف ذو، وأقيم المضاف إليه مقامه). [الموضح: 599]

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأنّ له نار جهنّم خالدًا فيها... (63).
اجتمع القراء على فتح الألف من قوله (فأنّ له) عطفًا على قوله (ألم يعلموا أنّه)، ولو قرأ قارئ بالكسر (فإنّ له)، فهو في العربية جائز على الاستئناف بعد الفاء، كما يقول: له نار جهنم،
ودخلت (إنّ) مؤكدة، كقوله في سورة الجن: (ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم).
[معاني القراءات وعللها: 1/459]
بالكسر، لم يختلف القراء فيه.
وقد قرأ بعض في سورة براءة (فإنّ له) بالكسر، غير أن قراء الأمصار لما اجتمعوا على الفتح كان المختار). [معاني القراءات وعللها: 1/460]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (64) إلى الآية (66) ]
{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)}

قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)}

قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)}

قوله تعالى: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن يعف عن طائفةٍ منكم تعذّب طائفةٌ بأنّهم كانوا مجرمين (66)
قرأ عاصم وحده (إن نعف عن طائفةٍ... نعذّب طائفةً) بالنون فيهما، ونصب (طائفةً).
وقرأ الباقون بالياء الأولى (إن يعف عن طائفةٍ منكم تعذّب طائفةٌ).
قال أبو منصور: من قرأ بالنون فالله يقول: إن نعف نحن عن طائفة نعذب طائفة.
ومن قرأ (إن يعف عن طائفةٍ) فهو على ما لم يسم فاعله، و(إن) شرط، وجوابه (تعذّب طائفةٌ) ). [معاني القراءات وعللها: 1/459]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة} [66].
قرأ عاصم وحده {نعف} بالنون {نعذب} مثله. الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون على ما لم يُسم فاعله الأولى بالياء، والثانية بالتاء، والطائفة في اللغة: الجماعة، وقد تكون الطائفة رجلاً واحدًا كقوله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} [122] أي: رجل واحد. أما قوله تعالى: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} فعند الشافعي الطائفة هاهنا -: أربعة فما فوقهم، وروى عن ابن عباس أنه قال الطائفة هاهنا -: الرجل الواحد.
حدثني بذلك ابن مجاهد عن السمري عن الفراء، قال: حدثني قيس ومندل عن ليث عن مجاهد قال: الطائفة: رجل واحد فما فوقه. قال: وحدثني السمري عن الفراء عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس الطائفة في قوله: {وليشهد عذابهما طائفة}: الواحدُ فما فوق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/251]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله [جل وعز]: إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة [التوبة/ 66].
فقرأ عاصم وحده: إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بالنّون جميعا. وقرأ الباقون: إن يعف عن طائفة منكم بالياء تعذب طائفة بالتاء.
قال أبو علي: حدثنا أحمد بن محمد البصريّ قال:
حدّثنا المؤمّل بن هشام قال: حدثنا إسماعيل بن عليّة عن ابن
[الحجة للقراء السبعة: 4/205]
أبي نجيح، عن مجاهد في قوله سبحانه: وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين [النور/ 2] قال: أقلّه رجل، وقال عطاء:
أقلّه رجلان. حجة من قال: إن نعف قوله: ثم عفونا عنكم من بعد ذلك [البقرة/ 52].
ومن قال: إن يعف فالمعنى: معنى تعف، وأمّا تعذّب: بالتاء، فلأنّ الفعل في اللفظ مسند إلى مؤنّث). [الحجة للقراء السبعة: 4/206]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رُوي عن مجاهد: [إِنْ تُعْفَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ] بالتاء المضمومة [تُعَذَّبْ طَائِفَة].
قال أبو الفتح: الوجه [يُعْفَ] بالياء لتذكير الظروف، كقولك: سِيرَت الدابة وسِير بالدابة، وقُصدت هند وقُصد إلى هند؛ لكنه حمله على المعنى فأنث [تُعْفَ]، حتى كأنه قال: إن تُسامَح طائفة أو إن تُرحم طائفة. وزاد في الأُنس بذلك مجيء التأنيث يليه، وهو قوله: [تُعَذِّبْ طَائِفَةَ]، والحمل على المعنى أوسع وأفشى، منه ما مضى، ومنه ما سترى). [المحتسب: 1/292]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنّهم كانوا مجرمين}
قرأ عاصم {إن نعف} بالنّون الله أخبر عن نفسه {نعذب} بالنّون أيضا {طائفة} بال مفعول بها وقرأ الباقون (إن يعف) بالياء وضمّها {تعذب} بالتّاء {طائفة} رفع على ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 320]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {إن نعف عن طائفةٍ منكم نعذب طائفة} قرأ عاصم «نعف» بنون مفتوحة، وضم الفاء، «نعذب» بنون مضمومة، وكسر الذال، طائفة الثانية بالنصب، وقرأ الباقون «يعف» بياء مضمومة، وفتح الفاء، «نُعذب» بتاء مضمومة، وفتح الذال، «طائفة» بالرفع.
وحجة من قرأ بالنون أنه أسند الفعلين إلى الإخبار عن الله جل ذكره، يخبر تعالى ذكره عن نفسه بذلك، ففي «نعف» ضمير يرجع إلى الله جل ذكره، يخبر تعالى ذكره عن نفسه بذلك، ففي «نعف» ضمير يرجع إلى الله جل ذكره، وكذلك في «نعذب»، ونصب «طائفة» بوقوع العذاب عليها.
15- وحجة من قرأ بالياء والتاء أنه حمل الفعلين على ما لم يسم فاعله فـ «عن طائفة» في موضع رفع مفعول ما لم يسم فاعله، لأن «عفا» لا يتعدى إلا بحرف جر، ويجوز أن تُضمر المصدر وتقيمه مقام الفاعل، و«طائفة» مفعول ما لم يسم فاعله لـ «تعذب»، والتاء جيء بها لتأنيث الطائفة، إذ قد أسند الفعل إليها، فقامت مقام الفاعل، والاختيار ما عليه الجماعة من الياء والتاء، ورفع
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/504]
«طائفة»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/505]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {إن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} [آية/ 66]:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن الفعل لله تعالى على لفظ جماعة المخبرين، كما بينا الوجه فيه غير مرة، ومثله {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم}.
وقرأ الباقون {إن يُعْفُ عَن طَائِفَةٍ} بالياء مضمومة، {تُعَذَّبْ طَائِفَةً} بضم التاء وفتح الذال، و{طَائِفَةٌ} رفع.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به، وقوله {عَن طَائِفَةٍ} جار ومجرور أقيما مقام الفاعل، والعافي هو الله تعالى، وإن كان الفعل لما لم يسم فاعله
[الموضح: 599]
والمعنى فيه مثل المعنى في {نَّعْفُ} بالنون، وأما قوله {تُعَذَّبْ} بالتاء؛ فلأن الفعل في اللفظ مسند إلى {طائفة} وهي مؤنثة إسناد المبني للمفعول به، ورفع الطائفة؛ لأنها مفعول ما لم يسم فاعله، ونصبها في القراءة الأولى؛ لأنها مفعول به لنعذب). [الموضح: 600]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة

[ الآيتين (67) ، (68) ]

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) }

قوله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ الآيتين (69) ، (70) ]

{ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70 ) }


قوله تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70 )}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ الآيتين (71) ، (72) ]

{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }

قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)}

قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {تحتها الأنهار} [72].
قرأ ابن كثير: {من تحتها الأنهار} فزاد «من».
وقرأ الباقون بغير «من»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/252]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ الآيتين (73) ، (74) ]

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)}

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة

[ من الآية (75) إلى الآية (80) ]
{ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) }


قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)}

قوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)}

قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (81) إلى الآية (83) ]

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)}

قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81)}

قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)}

قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (معي أبدًا... (83)،.. معي عدوًّا... (83).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (معي أبدًا) محركة الياء.
وقرأ حفص عن عاصم (معي أبدًا) و(معي عدوًّا) متحركتين، وأرسلهما الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/462]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (27- وقوله تعالى: {معي أبدًا ...} و{معي عدوا} [83].
فتح الياء فيهما كليهما حفص عن عاصم.
وأسكنها حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {معي أبدًا} بالفتح {ومعي عدوا} ساكنًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/259]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يُروى عن مالك بن دينار: [فاقعُدوا مع الخَلِفين] بغير ألف.
[المحتسب: 1/298]
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون مقصورًا من {الخالفين} كقراءة الجماعة، وقد جاء نحو هذا، قال الراجز:
أصبح قلبي صَرِدَا ... لا يشتهي أن يَردا
ألا عَرَادا عَرِدا ... وصِلِّيانا برِدا
وعَنْكثا ملتبِدا
يريد: عارِدا وبارِدا، كما قال أبو النجم:
كأن في الفُرْشِ القَتَاد العاردا
وقد حذفت الألف حشوًا في غير موضع. قال:
مثل النَّقا لبده ضرب الطِّلل
يريد: الطِّلال، كقول القُحَيف:
دِيار الحي تضربها الطِّلال ... بها أَنَس من الخافي ومالُ
وروينا عن قطرب:
ألا لا بارك الله في سهيل ... إذا ما الله بارك في الرجال
يريد: لا بارك الله، فحذف الألف قبل الهاء. وينبغي أن يكون ألف فعال؛ لأنها زائدة، كقوله تعالى: {إِلَهِ النَّاسِ}، ولا تكون الألف التي هي عين فَعَل في أحد قولي سيبويه: إن أصله: لاهٌ كناب؛ لأن الزائد أولى بالحذف من الأصلي. وقد
حذفوا الواو حشوًا أيضًا قالوا:
إن الفَقِير بيننا قاضٍ حَكَم ... أن تَرِد الماء إذا غاب النُّجُم
[المحتسب: 1/299]
يريد: النجوم. وقال الأخطل:
كلَمْع أيدي مثاكيل مُسلِّبَةٍ ... يندبْنَ ضَرْس بنات الدهر والْخُطُب
يريد: الخطوب. وقد حُذفت الياء أيضًا نحو قول عبيد الله بن الحر:
وبُدِّلتْ بعد الزعفران وطيبه ... صدا الدِّرع من مستحكِمات المسامر
يريد: المسامير. وقال الآخر:
والبكرات الفسج العطامسا
يريد: العطاميس.
فكما حُذفت حروف اللين من هذا ونحوه مما تركناه إجمامًا بحذفه، فكذلك تحذف الألف من {الخالفين} فيصير [الخَلِفين] ). [المحتسب: 1/300]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة