العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (127) إلى الآية (128) ]

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}

قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه الضبي عن أبي عبد الله المدني: [في يَيامَى النساء] بياءين.
قال أبو الفتح: القراءة المجمع عليها: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} بياء وتاء بعدها. ولا يجوز قلب التاء هنا ياء. والقول عليه -والله أعلم- أنه أراد أَيامى، فأبدل الهمزة ياء، فصارت [يَيامى]، وقلبت الهمزة ياء كما قلبت الهمزة ياء في قولهم: [قطع الله أَدْيَه]، يريدون: يده، فرد لام الفعل، وأعاد العين إلى سكونها؛ فصارت يَدْيَه، ثم أبدل الياء همزة فصارت أَدْيه، ولم أسمع هذا إلا من جهته، وأيًّا ما كان فقد قُلب الياء همزة.
ونظير قلب الهمزة في {أَيامى} إلى الياء حتى صارت [يَيامى] قولهم: باهلة بن يعصُر، فالياء فيه بدل من همزة أَعصُر؛ وذلك لأنه يقال: باهلة بن أَعصُر ويعصُر، وإنما سُمي أعصر ببيت قاله:
أبُنَي إن أباك غيَّر لونَه ... كرُّ الليالي واختلاف الأعصر
فهذا دليل على كون الهمزة أصلًا والياء بدل منها.
وأما {أَيامى} فقالوا: إنها جمع أَيِّم، وأصلها عندهم أيائم كسيد وسيائد، كذا رواها ابن الأعرابي: سيد وسيائد بالهمز كما ترى، وفي هذا شاهد لقول سيبويه: إنه متى اكتنف ألف التكسير حرفا علة أَيَّيْنِ كانا وجاور الآخر منهما الطرف فإنه يهمز.
وشاهد ذاك أيضًا ما رواه أبو عثمان عن الأصمعي: أنهم قالوا: عيِّل وعيائل بالهمز.
وحكى أبو زيد:" سَيِّقة وسيائق بالهمز.
وكان أبو علي يُسَر بما حكاه أبو زيد من همز سيائق، ولم يقع له إذ ذاك ما حكيناه عن ابن الأعرابي من همز سيائد، ولا كان إذا ذاك وقع هذا الحرف إليَّ فأذكره له، كأشياء كانت تخطر لي أو تنتهي إليَّ فأحكيها له، فنقع مواقعها المرضية عنده.
ومذهب أبي الحسن بخلاف ذلك، فلما صارت إلى أَيائم قُدِّمت اللام وأُخرت العين فصارت [أَيامِي]، ثم أبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألف فصارت {أَيامَى}، ووزنها الآن فيالع، وأصلها أَيائِم فياعل؛ لأن أَيما فيْعِل، هذا مذهب الجماعة في أيِّم وأَيامى.
[المحتسب: 1/200]
ولو ذهب به ذاهب إلى ما أذكره لم أرَ به بأسًا؛ وذلك أنه كأنه كسَّر آيِم فاعِل على فَعْلى، وهو أَيْمَى، من حيث كانت الأَيْمَة بليَّة ندفع إليها، فجرى مجرى هالك وهلكى، ومائد وميدى، وجريح وجرحى، وزمن وزمنى، وسكران وسكرى، ثم كُسرت أيمى على أيامى، فوزن أيامى الآن على هذا فَعالى، ولا قلب فيها.
وأنت إذا سلكت هذه الطريق أحرزت غنمين، وكُفيت مئونتين:
إحداهما: أن تكون الكلمة على أصلها لم تقلب ولم يغير شيء من حروفها، والآخر: أنه لو كان الأصل "أيائم" لجاز؛ بل كان الوجه أن يُسمع؛ وإنما المسموع أيامى كما ترى، فاعرف ذلك، "فالييامى" على هذا القول فعالى، تكسير أَيْمَى على فَعْلَى، كهَلْكَى.
وعلى القول الآخر فيالِع.
ومما كُسِّر على فَعْلى ثم كسرت فعلى على فَعالى ما رويناه عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى في أماليه من قول بعضهم:
مثل القتالى في الهشيم البالي
فهذا تكسير قتيل على قَتْلى، ثم قَتْلى على قَتَالى). [المحتسب: 1/201]

قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يصلحا بينهما صلحًا... (128).
قرأ الكوفيون (يصلحا) بالضم والتخفيف، وقرأ الباقون: (يصّالحا)
قال أبو منصور: (يصّالحا). أي: يتصالحا، فأدغمت التاء في الصاد. وشددت.
ومن قرأ (يصلحا) فمعناه: إصلاحهما الأمر بينهما، كما يقال: أصلحت ما بين القوم، والمعنى فيهما: أن الزوجين يجتمعان على صلح يتقفان عليه، وذلك أن المرأة تكره الفراق، فتدع بعض حقها من الفراش للزوج فيؤثر به غيرها من نسائه، كما فعلت سودة في تركها ليلتها لعائشة). [معاني القراءات وعللها: 1/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (31- وقوله تعالى: {أن يصلحا بينهما صلحا} [128].
قرأ أهل الكوفة {يصلحا} من أفعل يفعل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/137]
وقرأ الباقون: {يصالحا} يريدون: يتصالحا فأدغموا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء والتخفيف، وفتحها والتشديد من قوله: أن يصالحا [النساء/ 128].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: يصالحا بفتح الياء والتشديد.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: أن يصلحا بضم الياء والتخفيف.
قال أبو علي: من قال: فلا جناح عليهما أن يصالحا؛ فوجهه أنّ الأعرف في استعمال هذا النحو: تصالحا. ويبين ذلك أنّ سيبويه زعم أنّ هارون حدّثهم أنّ بعضهم قرأ: فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا، فيصّلحا: يفتعلا، وافتعل وتفاعل بمعنى، ولذلك صحّت الواو في: اجتوروا، واعتونوا، واعتوروا، لمّا كان بمعنى: تجاوروا، وتعاونوا، وتعاوروا، فهذه حجة لمن قرأ أن يصالحا، وكذلك زعموا في حرف عبد الله:
فلا جناح عليهما إن اصّالحا.
ومن قرأ: يصلحا، فإنّ الإصلاح عند التنازع والتشاجر أيضا قد استعمل كما استعمل تصالح، قال: فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم [البقرة/ 182] وقال: إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس [النساء/ 114]
[الحجة للقراء السبعة: 3/183]
وليس الصلح على واحد من الفعلين، فيجوز أن يكون اسما مثل:
العطاء والعطية من أعطى، والكرامة من أكرم، فمن قرأ: يصلحا كان تعدّي الفعل إليه كتعدّيه إلى الأسماء، كقولك: أصلحت ثوبا. فإن قلت: فمن قرأ: تفاعل، فما وجهه، وتفاعل لا يتعدّى كما تعدّى أفعل؟ قيل: إن تفاعل قد جاء متعديا في نحو قول ذي الرّمّة:
ومن جردة غفل بساط تحاسنت... به الوشي قرّات الرّياح وخورها
ويجوز فيه أن يكون مصدرا حذفت زوائده، كما قال:.
وإن يهلك فذلك كان قدري أي: تقديري: ويجوز أيضا أن يكون وضع المصدر موضع الاسم كما وضع الاسم في موضع المصدر في نحو قوله:
باكرت حاجتها الدّجاج...
وقوله:
وبعد عطائك المائة الرّتاعا). [الحجة للقراء السبعة: 3/184]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عاصم الجحدري: [أَنْ يَصَّلِحَا].
قال أبو الفتح: أراد: يصطلحا أي يفتعلا، فآثر الإدغام فأبدل الطاء صادًا، ثم أدغم فيها الصاد التي هي فاء، فصارت يصَّلحا، ولم يجز أن تبدل الصاد طاء لما فيها من امتداد الصفير، ألا ترى أن كل واحد من الطاء وأختيها والظاء وأختيها يُدغمن في الصاد وأختيها، ولا يدغم واحدة منهن في واحدة منهن؟ فلذلك لم يجز [إلا أن يَطَّلحا]، وجاز [يصَّلحا] ). [المحتسب: 1/201]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {أن يصلحا} بضم الياء وسكون الصّاد وكسر اللّام وحجتهم في ذلك أن العرب إذا جاءت مع الصّلح ب بين قالت أصلح القوم بينهم وأصلح الرّجلان بينهما قال الله جلّ وعز {فأصلحوا بينهما} وإذا لم تأت ب بين قالوا تصالح القوم وتصالح الرّجلان ففي مجيء {بينهما} مع قوله {أن يصلحا} دليل واضح على صحة ما قلنا وأخرى لو كان الصّواب يصالحا لجاء المصدر على لفظ الفعل فقيل تصالحا لا صلحا فلمّا جيء بالمصدر على غير بناء الفعل دلّ ذلك على أنه صدر على غير هذا اللّفظ
[حجة القراءات: 213]
وقرأ الباقون (يصالحا) بفتح الياء وتشديد الصّاد وفتح اللّام أي يتصالحا فأدغموا التّاء في الصّاد لقرب مخرجهما وحجتهم أن المعروف من كلام العرب إذا كان بين اثنين مشاجرة أن يقولوا تصالح القوم فهم يتصالحون ولا يكادون يقولون أصلح القوم فهم مصلحون وأخرى أنه لو كان الوجه أن يصلحا لخرج مصدره على لفظه فقيل إصلاحا قلت هذا غير لازم لهم وذلك أن العرب تضم الاسم موضع المصدر فتقول هذا يوم العطاء أي يوم الإعطاء وفي التّنزيل وأنبتها نباتا حسنا ولم يقل إنباتا). [حجة القراءات: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (70- قوله: {أن يصلحا} قرأ الكوفيون بضم الياء، وكسر اللام، من غير ألف مخففا، وقرأه الباقون بفتح الياء واللام والتشديد، وبألف بعد الصاد.
71- وحجة من قرأ بضم الياء أنهم جعلوه مستقبل «أصلح» لأن الإصلاح من المصلح بين المتنازعين مستعمل، قال الله: {فأصلحوا بين أخويكم} «الحجرات 10»، وقال: {وأصلحوا ذات بينكم} «الأنفال 1» وقال {أو إصلاح بين الناس} «النساء 114» وقال: {فأصلح بينهم} «البقرة 182» وإتيان «صلح» بعده ليس على المصدر، إنما هو اسم كالعطاء، فهو نصب بـ «يصلحا» نصب المفعول، كما تقول: أصلحت ثوبًا، ويجوز أن تنصب على مصدر فعل ثلاثي مضمر، على تقدير: أن «يصلحا» فيصلح ما بينهما صلحا، وفي حرف ابن مسعود: «فلا جناح عليهما إن أصلحا بينهما صلحا» فهذا يدل على الإصلاح دون التصالح.
72- وحجة من قرأ بألف وفتح الياء أنه لما رأى الفعل من اثنين من زوجة وزوج، وهما مذكوران في أول الكلام، أتى الفعل من باب المفاعلة، التي تثبت للاثنين، فجاء على تصالح الرجلان يتصالحان، ثم أدغمت الياء في الصاد، ونصب «صلحا» كنصبه في القراءة الأولى على الوجهين، والمعروف في كلام العرب
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/398]
التصالح عند التنازع، فـ «يصالحا» أولى به من «الإصلاح» وهو مروي عن علي وابن عباس وعائشة وغيرهم، وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد والطبري، وهو أحب إلي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/399]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (38- {أَنْ يُصْلِحَا} [آية/ 128]:-
بضم الياء وكسر اللام من غير ألف، من الإصلاح؛ لأن الإصلاح قد يستعمل عند التنازع والتشاجر، كما يستعمل التصالح، تقول: أصلحت بين
[الموضح: 427]
المتنازعين، قال الله تعالى {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، وانتصاب {صُلْحًا} على أنه مفعول به، كما تقول: أصلحت ثوبًا، ويجوز أن يكون منتصبًا انتصاب المصادر؛ لأن الصلح اسم للمصدر، كالعطاء من أعطيت، وأصلحت معناه أوقعت الصلح، فجاز انتصاب الصلح به، وإن لم يكن مصدرًا له.
وقرأ الباقون {أَنْ يَصّالَحَا} بفتح الياء وتشديد الصاد وبالألف، والأصل: يتصالحا، فأدغم التاء في الصاد لتقاربهما في المخرج، والتصالح هو المعروف في هذا الباب، ويقوي ذلك أن سيبويه روى عن بعضهم {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا}، فيصلحا يفتعلا، وافتعل وتفاعل بمعنىً واحدٍ). [الموضح: 428]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (129) إلى الآية (130) ]

{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129) وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)}


قوله تعالى: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129)}

قوله تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (131) إلى الآية (134) ]

{وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (132) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133) مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)}


قوله تعالى: {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131)}

قوله تعالى: {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (132)}

قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133)}

قوله تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (135) إلى الآية (136) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإن تلووا أو تعرضوا... (135)
قرأ ابن عامر وحمزة (وإن تلوا) بواو واحدة، وضم اللام، وقرأ الباقون: (تلووا) بواوين وسكون اللام.
قال أبو منصور: من قرأ (تلووا) فهو من لوى يلوي.
يقال: لويت فلانًا حقه ليّا. إذا دافعته ومطلته، وهذه القراءة أشبه بما جاء في التفسير، لأنه جاء فيه: إن لوى الحاكم في قضيته أو أعرض فإن الله خبير بذلك، ومن قرأ (تلوا) بالتخفيف ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون (تلوا) أصلها (تلووا)، فأبدل من الواو المضمومة همزة فصارت (تلؤوا) بإسكان اللام، ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام، فصارت (تلوا)، كما قيل في (أدور): (أدؤر).
ثم طرحت الهمز فصارت (أدر).
وقيل معنى: (تلووا) تفعلوا من الولاية أو تعرضوا.
المعنى: إن قمتم بالأمر أو أعرضتم فإن الله بما تعملون خبيرا، ويكون (تلوا) على هذا المعنى من ولى يلي، إذا تولّى أمرًا وقام به). [معاني القراءات وعللها: 1/319]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (34- وقوله تعالى: {وأن تلووا أو تعرضوا} [135].
قرأ ابن عامر وحمزة بواوٍ واحدة.
وقرأ الباقون {تلووآ} بواوين جعلوه من لويت حقه، والأصل: تلويوا فاستثقلوا الضمة على الياء فخزلوها وحذفوها لالتقاء الساكنين، ثم ضمت الواو الأولى لمجاورتها الثانية. ومن قرأ بواو واحدة فله مذهبان:
أحدهما: أن يكون أراد: تلؤا بالهمز جعل الواو همزة، لانضمامها، ثم نقل ضمة الهمزة إلى اللام وحذفها لالتقاء الساكنين.
والمذهب الثاني: أن يكون أخذه من الولاية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إسقاط الواو وإثباتها، وضمّ اللام، وإسكانها من قوله [جلّ وعز]: وإن تلووا [النساء/ 135].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم والكسائي: تلووا بواوين الأولى مضمومة، واللام ساكنة.
وقرأ حمزة وابن عامر: تلوا بواو واحدة، واللام مضمومة.
[قال أبو علي]: حجة من قال: تلووا أنّه قيل: إنّ ابن عباس فسّره بأنّه: القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر.
وحجة من قال: تلوا بواو واحدة أن يقول: إن تلوا في هذا الموضع حسن، لأنّ ولاية الشيء. إقبال عليه، وخلاف الإعراض عنه، فالمعنى: إن تقبلوا أو تعرضوا، فلا تلوا، فإن الله كان بما تعملون خبيرا، فيجازي المحسن المقبل بإحسانه، والمسيء المعرض بإعراضه وتركه الإقبال على ما يلزمه أن يقبل عليه، ويقول: لو قرأت: وإن تلووا أو تعرضوا؛ لكان كالتكرير، لأنّ اللّيّ مثل الإعراض، ألا ترى أنّ قوله: لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون [المنافقون/ 5] إنّما هو إعراض منهم وترك انقياد للحق، وكذلك ليا بألسنتهم [النساء/ 46] إنّما هو انحراف وأخذ فيما لا ينبغي أن يأخذوا فيه، فإذا كان كذلك كان كالتكرير، وإذا قلنا: تلوا فقد ذكرنا الإعراض وخلافه.
[الحجة للقراء السبعة: 3/185]
ومن حجة من قال: تلووا بواوين من لوى أن يقول: ما ذكرتم أنّ الدلالة وقعت عليه في قراءتكم تلوا بواو واحدة وقد فهم بما تقدم من قوله: فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا فيستغنى به، ولا ينكر أن يتكرر اللفظان لمعنى واحد نحو قوله: فسجد الملائكة كلهم أجمعون [الحجر/ 30] ونحو قوله:
وهند أتى من دونها النّأي والبعد وقوله: وألفى قولها كذبا ومينا وقد قيل: إن تلوا يجوز أن يكون تلووا، وأن الواو التي هي عين همزت لانضمامها كما همزت في أدؤر، وألقيت حركة الهمزة على اللام التي هي فاء). [الحجة للقراء السبعة: 3/186]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}
قرأ حمزة وابن عامر وإن (تلوا أو تعرضوا) بضم اللّام
وقرأ الباقون {وإن تلووا} بواوين من لويت فلانا حقه ليا أي دافعته وماطلته يقال لوى فلانا غريمه
قال أبو عبيدة يقال رجل ليان وامرأة ليانة أي مماطلة فمعنى {تلووا} تدافعوا وتمطلوا وحجتهم في ذلك ما جاء في التّفسير إن لوى الحاكم في قضيته فإن الله كان بما تعملون خبيرا وأخرى روى ابن جريج عن مجاهد {وإن تلووا} أي تبدلوا الشّهادة {أو تعرضوا} أي تكتوها فذهب مجاهد أن هذا خطاب من الله جلّ وعز للشهداء لا للحكام واصل الكلمة تلويوا فاستثقلوا
[حجة القراءات: 215]
الضمة على الياء فحذفوها وحذفت الياء لالتقاء الساكنين ثمّ ضمّوا الواو لمجاورتها الثّانية
ومن قرأ بواو واحدة ففيه وجهان أحدهما أن يكون أصله تلووا فأبدل من الواو المضمومة همزة فصار تلؤوا بإسكان اللّام ثمّ طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللّام فصار تلوا ويجوز أن يكون من الولاية من قولك وليت الحكم والقضاء بين الرجلين أي إن قمتم بالأمر أو أعرضتم فإن الله كان بما تعملون خبيرا والأصل توليوا فحذفت الواو كما حذفنا من يعد فصار تليوا ثمّ حذفنا الياء ونقلنا الضمة إلى اللّام فصار تلوا). [حجة القراءات: 216]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (73- قوله: {وإن تلوا} قرأه حمزة وابن عامر بضم اللام، وبعدها واو واحدة ساكنة، وقرأ الباقون بإسكان اللام، وبعدها واوان الأولى منهما مضمومة.
وحجة من قرأ بضم اللام أنه جعله من: ولي يل، وأصله «توليوا» ثم حذفت الواو التي هي فاء الفعل، على الأصول، للاعتدال في «يعد ويزن»، فدليل حصة على «ولي» أن بعده «أو تعرضوا» فهو نقيض «تلوا» لأن ولاية الشيء الإقبال عليه، ونقيضه الإعراض عنه، فإنما قيل لهم: «وإن تلوا الأمر فتعدلوا فيه أو تعرضوا عنه فال تلوه ولا تعدلوا فيه إن وليتموه» فإن الله كان بما تعملون خبيرًا، ولما كان من قرأه بضم اللام معناه الإعراض لأن اللي في الشيء العوج فيه، والعوج في الحق الإعراض عن إقامته، فـ «تلووا» بواوين في المعنى هو الإعراض، فالقراءة بضم اللام يفيد معنيين الولاية ونقيضها الإعراضن والقراءة بواوين تفيد معنى واحد، لأن اللي هو الإعراض، ويحتمل أن تكون القراءة بضم اللام كالقراءة بإسكانها، وذلك أن أصله «تلووا» فاستثقلت الضمة على الواو، وبعدها واو أخرى، وألقيت الحركة على اللام، وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين، فهو في القراءة كالقراءة بإسكان اللام واوين، وقيل: إنما أبدل من الواو المضمومة همزة، ثم خففها بإلقاء حركتها على اللام، فصارت «تلوا» وأصلها «تلووا» فتتفق القراءتان على هذا التقدير،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/399]
74- وحجة من قرأ بإسكان اللام أنه جعله من «لوى يلوي» إذا أعرض، وأصله «تلويوا» ثم ألقيت حركة الياء على الواو الأولى وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو الأخيرة بعدها، أو لسكونها وسكون الواو قبلها، لأن حركتها عارضة، وقد قال ابن عباس: هو لي القاضي وإعراضه، وأيضًا فإن قوله: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} والعدل هو أن تلي الشيء بالحق، وضده الإعراض عن الحق، فقد فُهم في هذا أيضًا معنى القراءة بواو واحدة من: ولي، فكلا القراءتين فيه «أو تعرضوا» بمعنى ما قبله، فكرر للتأكيد ولاختلاف اللفظ، وقد ذكرنا أنه يحتمل أن تكون القراءان بمعنى واحد من الليّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/400]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (39- {وإِنْ تَلُوا} [آية/ 135]:-
بواو واحدةٍ، واللام مضمومة، قرأها ابن عامر وحمزة.
وهو من ولي يلي؛ لأن ولاية الشيء إقبال عليه، وهو خلاف الإعراض عنه، والمعنى إن تقبلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا، فيجازي
[الموضح: 428]
المحسن المقبل بإحسانه، والمسيء المعرض بإعراضه.
وقرأ الباقون {تَلْوُوا} بواوين، واللام ساكنة.
وهو من لوى يلوي، وهو من لي القاضي وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر، أو من لي الشهادة، وهو تحريفها، أو من لي الغريم وهو مطله.
ويجوز أن يكون {تَلُوا} في القراءة الأولى أصله أيضًا تلووا، فهمزت الواو الأولى لانضمامها، ثم خففت الهزة بإلقاء حركتها على اللام وحذفها فبقي {تَلُوا} ). [الموضح: 429]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والكتاب الّذي نزّل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل... (136)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم النون والألف من (نزّل) و(أنزل).
وقرأ الباقون بفتحهما، وروى الكسائي عن أبي بكر: (نزّل) و(أنزل) مضمومتين). [معاني القراءات وعللها: 1/319]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (33- وقوله: {والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} [136].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الهمزة والنون، وقرأ الباقون بفتحها. فأما قوله تعالى: {وقد نزل عليكم} [140] فإن عاصمًا وحده فتح النون والباقون ضموها، فمن اختار الضم جعله خبرًا مستأنفًا، ومن فتح نسقه على ذكر الله قبل الآية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون والألف من قوله تعالى: والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل [النساء/ 136] وضمّها.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر: الذي نزل على
[الحجة للقراء السبعة: 3/186]
رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل مضمومتين.
وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي: الذي نزل....
والكتاب الذي أنزل مفتوحتين. وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم مثل قراءة أبي عمرو بالضم.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: الذي نزل: قوله تعالى: لتبين للناس ما نزل إليهم، [النحل/ 44] وقوله: تنزيل الكتاب من الله [الزمر/ 1] فأضيف المصدر إلى المفعول به، والكتاب على هذا منزّل.
وحجّتهم في قوله: والكتاب الذي أنزل قوله: والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق [الأنعام/ 114].
وحجة من قرأ: نزل قوله: إنا نحن نزلنا الذكر [الحجر/ 9] وحجّتهم في قوله: والكتاب الذي أنزل من قبل [النساء/ 136] قوله: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس [النحل/ 44] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/187]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن في رواية عطاء عنه وقراءة عاصم الجحدري أيضًا: [وملائكتِه وكتابِه] على التوحيد.
قال أبو الفتح: اللفظ لفظ الواحد والمعنى معنى الجنس؛ أي: وكتبه، ومثله قوله سبحانه {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} أي: كتبنا، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}، وقال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، فلكل إنسان كتاب، فهي جماعة كما ترى، وقد قال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} .
ووقوع الواحد موقع الجماعة فاشٍ في اللغة، قال الله تعالى: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} أي: أطفالًا، وحَسَّن لفظ الواحد هنا شيء آخر أيضًا؛ وذلك أنه موضع إضعاف للعباد وإقلال لهم، فكان لفظ الواحد لقلته أشبه بالموضع من لفظ الجماعة؛ لأن الجماعة على كل حال أقوى من الواحد، فاعرف ذلك). [المحتسب: 1/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({آمنوا باللّه ورسوله والكتاب الّذي نزل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل}
قرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر {والكتاب الّذي نزل على رسوله} بضم النّون وكسر الزّاي {والكتاب الّذي أنزل من قبل} بضم الألف وكسر الزّاي على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله
[حجة القراءات: 216]
{وآمنوا بما نزل على محمّد} وقوله {وما أنزل إلينا} و{علينا} واشباه ذلك قرأ الباقون {نزل} {أنزل} وحجتهم أنه قرب من ذكر الله في قوله {آمنوا باللّه ورسوله} ). [حجة القراءات: 217]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (75- قوله: {الذي نزَّل} و{الذي أنزل} قرأه نافع والكوفيون بفتح أول الفعلين، وفتح الزاي، وقرأ الباقون بضم أول الفعلين، وكسر الزاي، فمن ضم الفعلين للمفعول على ما لم يسم فاعله، كما قال: {لتبين للناس ما نُزل إليهم} «النحل 44» وقال: {أنه منزل من ربك} «الأنعام 114»، ومن فتح رده إلى اسم الله جل ذكره الذي قبله، وهو قوله: {آمنوا باله ورسوله}، ففي «نزّل وأنزل» ضمير اسم الله جل ذكره كما قال: {إنا نحن نزلنا الذكر} «الحجر 9» وقال: {وأنزلنا إليك الذكر} «النحل 44» فأضاف الإنزال إلى نفسه، فجرى هذا على ذلك، وفي الفعلين، على القراءة بالضم، ضمير الكتاب، القراءتان متداخلتان حسنتان، لأن في كل واحدة ردّ آخر الكلام على أوله، وانتظام بعضه ببعض). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/400]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (40- {وَالكِتَابِ الّذِي نُزِّلَ}، {والكتابِ الّذِي أُنْزِلَ} [آية/ 136]:-
بضم النون والألف، قرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.
وهو على إسناد الفعل إلى المفعول به، ومثله قوله تعالى {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فهذا حجة نزل، وأما حجة أنزل فقوله تعالى {وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}.
وقرأ الباقون {نَزَّلَ} و{أَنْزَلَ} بفتح النون والألف فيهما.
وكلهم شدد الزاي من {نَزَّلَ}.
[الموضح: 429]
والوجه في ذلك أن الفعل لله تعالى، وهو مسند إليه، والمعنى والكتاب الذي نزل الله. وحجته {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وهذا حجة {نَزَّلَ}.
وأما حجة أنزل فقوله {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ}). [الموضح: 430]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (137) إلى الآية (139) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137)}

قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (140) إلى الآية (141) ]

{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)}

قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (وقد نزّل عليكم في الكتاب... (140)
قرأ عاصم ويعقوب: (وقد نزّل) بفتح النون، وقرأ الباقون: (نزّل) بضم النون.
قال أبو منصور: من قرأ (نزّل) و(أنزل) فهو على ما لم يسم فاعله، ومن قرأ (أنزل) و(نزّل) فالمعنى: وقد نزّل الله في كتابه، وأنزله، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلهم قرأ: وقد نزل عليكم في الكتاب [النساء/ 140] غير عاصم فإنه قرأ: وقد نزل.
[الحجة للقراء السبعة: 3/187]
قال أبو علي: المنزّل في الكتاب قوله تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره إلى قوله [جلّ وعز]: الظالمين [الأنعام/ 68] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/188]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقد نزل عليكم في الكتاب أن}
قرأ عاصم {وقد نزل عليكم} بفتح النّون والزّاي نسقه على ذكر الله قبل الآية وقرأ الباقون بضم النّون وكسر الزّاي جعلوا خبرا مستأنفا). [حجة القراءات: 217]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (76- قوله: {وقد نزَّل} قرأه عاصم بفتح النون والزاي على معنى:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/400]
وقد نزل الله عليكم، وقرأ الباقون بضم النون وكسر الزاي، على ما لم يسم فاعله.
والحجة في ذلك كالحجة فيما قبله، وضم النون أحب إلي؛ للإجماع على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/401]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (142) إلى الآية (143) ]

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)}

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبد الله بن أبي إسحاق والأشهب العقيلي: [يُرَءُّون الناس]، مثل يُرَعُّون، والهمزة بين الراء والواو من غير ألف.
قال أبو الفتح: معناه يُبصِّرون الناس، ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، وهي أقوى معنى من {يُراءُون} بالمد على يفاعِلون؛ لأن معنى يراءونهم يتعرضون لأن يروهم، و[يُرَءُّونهم] يحملونهم على أن يروهم.
قال أبو زيد: رأت المرأة الرجل المرآة إذا أمسكتها له ليرى وجهه، ويدلك على أن يرائي أضعف معنى من يُرَئِّي قوله:
تَرَى أو تُرَاءَى عند معقد غرزها ... تهاويل من أجلاد هِرٍّ مووَّم). [المحتسب: 1/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى}
قرأ الكسائي في رواية نصير {كسالى} بإمالة الألف الّتي قبل اللّام وكسر السّين وحجته في ذلك أنه لما أمال الألف الّتي بعد اللّام أمال الألف الّتي قبل اللّام بإمالة اللّام فتبعتها السّين وكذلك حجّته في {سكارى} و{يتامى} و{النّصارى} و{أسارى}
وقرأ الباقون بفتح السّين وحجتهم أن الفتح باب السّين لمجيء الألف بعدها). [حجة القراءات: 217]

قوله تعالى: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وعمرو بن فايد: [مُذَبْذِبِين] بكسر الذال الثانية.
قال أبو الفتح: هو من قوله:
خيالٌ لأمِّ السلسبيل ودونه ... مسيرة شهر للبريد المذبذِب
أي: المهتز القلق الذي لا يثبت في مكان، فكذلك هؤلاء: يخِفُّون تارة إلى هؤلاء وتارة إلى هؤلاء، فهو مثل قوله: {لَا إِلَى هَؤُلاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلاءِ}، وهو من ذَبَّبْتُ عن الشيء: أي صرفت عنه شيئًَا يريده إلى غير جهته، وقريب من لفظه، إلا أنه ليس من لفظه، كما يقول البغداديون وأبو بكر معهم؛ وذلك أن ذَبَّبْتُ من ذوات الثلاثة، وذبذب من مكرر الأربعة، فهو كقولهم: عين ثرّة وثرثارة، وهو كثير في معناه. وقد ذكرنا ذلك في كتابنا المنصف). [المحتسب: 1/203]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (144) إلى الآية (147) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (144)}

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (في الدّرك الأسفل من النّار... (145)
قرأ ابن كثير ويعقوب ونافع وأبو عمرو وابن عامر: ((في الدّرك) مثقّلاً، وكذلك روى الأعشى والكسائي وحسين عن أبي بكر عن عاصم بفتح الراء، وقرأ حمزة والكسائي: ((في الدّرك) خفيفا، وكذلك روى حفص عن عاصم ويحيى عن أبي بكر عن عاصم بإسكان الراء أيضًا.
[معاني القراءات وعللها: 1/320]
قال أبو منصور: هما لغتان: الدّرك والدّرك، ومثلهما: ليلة النفر، والنفر. ونشز من الأرض ونشر. وشطر وشطر.
وقال أبو عبيدة: جهنم دركات، أي: منازل وأطباق، وقيل: الدركات مراقٍ بعضها تحت بعض.
وعن ابن مسعود أنه قال في تفسير قوله: (في الدّرك الأسفل) في توابيت من حديد مبهمة عليهم، المبهمة: التي لا أقفال عليها.
وأمرٌ مبهم، إذا كان ملتبسًا لا يعرف). [معاني القراءات وعللها: 1/321]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (35- وقوله تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل} [145].
قرأ أهل الكوفة بالإسكان.
وقرأ الباقون بالفتح، وهو الأسير في الكلام، والدرك: الإدراك، تقول العرب: ما لي في الأمر درك، قال في صفة الفرس:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/138]
بمقلص درك الطريدة متنه = كصفا الخليقة بالفضاء الأجرد
ومعنى الدرك: قيل: درجة في النار. وقيل: أسفل النار؛ لأن الجنة درجات والنار دركات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/139]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الرّاء وإسكانها من قوله تعالى: الدرك [النساء/ 145].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: في الدرك مفتوحة الراء.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: في الدرك ساكنة الراء.
وروى الكسائي وحسين الجعفيّ عن أبي بكر عن عاصم: في الدرك مثل أبي عمرو.
قال أبو عليّ: الدّرك، والدّرك لغتان في الكلمة مثل: الشّمع والشّمع، والقصص والقصّ. ومثله في المعتلّ العيب والعاب، والذّيم والذّام، ولو كان الشمع مسكّنا عن الشمع ولم يكن لغة فيه، لم يجز أن يسكّن، ألا ترى أنّ مثل جمل وقدم، لا يسكّن كما يسكّن المضموم والمكسور، كما لم يحذف الألف في الفواصل والقوافي، كما حذفت الياء والواو.
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {في الدّرك} بسكون الرّاء وقرأ الباقون بفتح الرّاء وهما لغتان مثل النّفر والنفر والطرد والطرد). [حجة القراءات: 218]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (77- قوله: {في الدرك} قرأه الكوفيون بإسكان الراء، وفتحها الباقون، وهما لغتان كالسمْع والسمَع، والقصْ والقصصَ والقدْر والقدَر وفتح الراء أكثر في اللغات وفي الاستعمال، وهو الاختيار لذلك ولأن الأكثر عليه، وقد روي عن عاصم أنه قال: لو كان «الدرك» بفتح الراء لكانت «السفلى» يعني لو كانت بفتح الراء لكانت جمع دركة، كبقرة وبقر، فيجب على هذا أن يوصف بالسفلى، ولا يوصف بالأسفل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/401]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (41- {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ} [آية/ 145]:-
بسكون الراء، قرأها الكوفيون.
وهو لغة في الدرك، كالقص والقصص، والسَطْر والسَطَر، والنَشْرِ والنَشَر، وليس الدرْكُ مسكنًا من الدَرَكِ؛ لأن المفتوح لا يخفف بالتسكين لخفة الفتحة.
وقرأ الباقون {الدَرَكِ} بفتح الراء، وهي اللغة المشهورة). [الموضح: 430]

قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (66- قوله: {يؤت} الثاني، قرأه أبو عمرو وحمزة بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
67- وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ الغيبة الذي قبله، وهو قوله: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه} «114» أي: يؤتيه الله أجرًا عظيمًا.
68- وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بمنزلة قوله: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الربع} «آل عمران 151» بعد قوله: {بل الله مولاكم} وهو إجماع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/397]

قوله تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (148) إلى الآية (152) ]

{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (152)}

قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم وعبد الأعلى بن عبد الله بن مسلم بن يسار وعطاء بن السائب وابن يسار: [إِلَّا مَنْ ظَلَمَ] بفتح الظاء واللام.
قال أبو الفتح: ظَلَم وظُلِم جميعًا على الاستثناء المنقطع؛ أي: لكن من ظلم فإن الله لا يخفى عليه أمره، ودل على ذلك قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} ). [المحتسب: 1/203]

قوله تعالى: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150)}

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (152)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولئك سوف يؤتيهم أجورهم... (152)
قرأ حفص عن عاصم (سوف يؤتيهم) بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
قال أبو منصور: المعنى فيهما واحد: الله المؤتي الأجر، لا شريك له). [معاني القراءات وعللها: 1/321]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (36- وقوله تعالى: {أولئك سوف يؤتيهم أجورهم} [152].
قرأ حفص عن عاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالنون؛ الله تعالى يُخبر عن نفسه. ومن قرأ بالياء فهو إخبارٌ عن الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/139]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم
[الحجة للقراء السبعة: 3/188]
[النساء/ 152] بالياء ولم يكن يقرأ بالياء في هذه السورة غير هذا الحرف.
أبو بكر عن عاصم بالنون.
وقرأ حمزة: أولئك سوف نؤتيهم أجورهم بالنون.
وكذلك قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي بالنون.
وقرأ حمزة وحده: أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما [النساء/ 162] بالياء.
وقرأ الباقون هذا الحرف بالنون.
حفص عن عاصم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم بالياء حجته في ذلك وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما [النساء/ 146].
حمزة: سوف نؤتيهم أجورهم [النساء/ 152] بالنون.
حجته قوله تعالى: وآتيناه أجره [العنكبوت/ 27] فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم [الحديد/ 27].
حمزة وحده: أولئك سيؤتيهم [النساء/ 152] حجته وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما [النساء/ 146] وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم [النساء/ 173]). [الحجة للقراء السبعة: 3/189]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين آمنوا باللّه ورسله} {أولئك سوف يؤتيهم أجورهم} 152
قرأ حفص عن عاصم {أولئك سوف يؤتيهم} بالياء إخبار عن الله وحجته قوله {والّذين آمنوا باللّه ورسله}
وقرأ الباقون (نؤتيهم) بالنّون أي نحن نؤتيهم). [حجة القراءات: 218]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (78- قوله: {سوف يؤتيهم} و{سنؤتيهم} قرأ حفص {سوف يؤتيهم} بالياء، وقرأ حمزة {سيؤتيهم} بالياء، أجرياهما على لفظ الغيبة، لتقدم ذكر اسم الله جل ذكره، وقد مضى له نظائر، وقرأهما الباقون بالنون على الإخبار من الله عن نفسه جل ذكره، وقد مضى له نظائر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/401]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (42- {سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} [آية/ 152]:-
بالياء، قرأها عاصم وحده في رواية ص-، ويعقوب في رواية ان-.
[الموضح: 430]
وهذا كما قال تعالى {وَسَوْفَ يُؤْتِ الله الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} وقال {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ}.
وقرأ الباقون {سَوْفَ نُؤْتِيهِمْ} بالنون، وكذلك ياش- عن عاصم.
وهذا كما قال تعالى {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ} {فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} ). [الموضح: 431]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة