العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (29) إلى الآية (30) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا أن تكون تجارةً... (29).
قرأ الكوفيون: (تجارةً) نصبا.
وقرأ الباقون بالرفع.
[معاني القراءات وعللها: 1/303]
قال أبو منصور: من رفع جعل كان مكتفية، ومن نصب أضمر لـ (كان) اسما). [معاني القراءات وعللها: 1/304]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {إلا أن تكون تجارة} [29].
قرأ أهل الكوفة بالنصب.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/131]
وقرأ الباقون بالرفع، وقد بينت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/132]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب في قوله (جلّ وعز): إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم [النساء/ 29].
[الحجة للقراء السبعة: 3/151]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر تجارة* رفعا.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم تجارة نصبا.
قال أبو علي: من رفع فالاستثناء منقطع، لأنّ التجارة عن تراض ليس من أكل المال بالباطل. ومن نصب إلا أن تكون تجارة احتمل ضربين: أحدهما: إلّا أن تكون التجارة تجارة، ومثل ذلك قوله:
إذا كان يوما ذا كواكب....
أي إذا كان اليوم يوما. والآخر: إلّا أن تكون الأموال ذوات تجارة، فتحذف المضاف، وتقيم المضاف إليه مقامه، والاستثناء على هذا الوجه أيضا منقطع). [الحجة للقراء السبعة: 3/152]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلّا أن تكون تجارة عن تراض منكم} 28
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {إلّا أن تكون تجارة} نصا أي إلّا أن تكون الأموال تجارة فجعلوا {تجارة} خبر {تكون}
وقرأ الباقون {تجارة} جعلوا {تكون} بمعنى الحدوث والوقوع أي إلّا أن تقع تجارة). [حجة القراءات: 199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً} [آية/ 29]:-
نصبًا، قرأها الكوفيون.
[الموضح: 412]
وكان ههنا ناقصة وهي المقتضية للاسم والخبر، والتقدير: إلا أن تكون التجارة تجارةً، فأضمر الاسم، أو التقدير: إلا أن تكون الأموال أموال تجارةٍ، فأضمر الاسم، وحذف المضاف من الخبر، وأقام المضاف إليه مقامه.
وقرأ الباقون {تجارةٌ} بالرفع.
وكان في هذه القراءة تامة بمعنى وقع، وليس لهما خبر، والمعنى إلا أن تقع تجارة). [الموضح: 413]

قوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة إبراهيم والأعمش وحُميد: [فَسوْف نَصْليه نارًا] بفتح النون، وسكون الصاد.
قال أبو الفتح: يُروى في الحديث أنه أُتِيَ بشاة مَصْلِيَّة؛ أي: مشوية، يقال: صلاه يصليه: إذا شواه، ويكون منقولًا من صَلِي نارًا وصَلَيتُه نارًا، كقولك: كَسِي ثوبًا وكَسَوتُه ثوبًا، ومثله -إلا أنه قبل النقل غير متعد- شَتِر وشَتَرْتُه، وغارت عينُه وغُرْتُها.
وعليه قوله:
وصالياتٍ كَكَما يؤثفَيْن
فهذا من صلي.
فأما قراءة العامة: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} بضم النون، فهو منقول من صلِي أيضًا، إلا أنه
[المحتسب: 1/186]
نُقل بالهمزة لا بالمثال، كقولك: طعِم خبزًا وأطعمته خبزًا، وعلِم الخبر وأعلمته إياه؛ أي: عرف وعرفتُه.
والصَّلَى: النار منه، وهو من الياء لقولهم: صلَيْتُه نارًا.
وليست الصلاة من الياء لقولهم في جمعها: صلوات. قال لنا أبو علي سنة سبع وأربعين: الصلاة من الصَّلَويْنِ، قال: وذلك لأن أول ما يشاهد من أحوال الصلاة إنما هو تحريك الصَّلَويْنِ للركوع، فأما القيام فلا يخص الصلاة دون غيرها، وهو حسن). [المحتسب: 1/187]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (37- قوله: {إلا أن تكون تجارة} قرأ الكوفيون بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.
38- وحجة من نصب أنه أضمر في «كان» اسمها، ونصب «تجارة» على خبر كان، على تقدير: إلا أن تكون الأموال تجارة، فأضمر الأموال لتقدم ذكرها، وكان ذلك أولى لينتظم بعض الكلام ببعض، وفيه على هذا حذف مضاف تقديره: إلا أن تكون الأموال أموار تجارة، ليكون الخبر هو الاسم، وقيل: التقدير: إلا أن تكون التجارة تجارة، فهذا تقدير حذف فيه؛ لأن الأول هو الثاني.
39- وحجة من رفع أنه جعل «كان» تامة بمعنى: وقع وحدث، فرفع بها، واستغنى عن الخبر، على معنى: إلا أن تحدث تجارة، أو تقع تجارة، والعرب تقول: كان أمرٌ، أي حدث أمرٌ، ولولا إجماع الحرميين على الرفع وغيرهم لكان الاختيار النصب، لمطابقة آخر الكلام مع أوله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/386]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (31) إلى الآية (33) ]

{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}

قوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يكفّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم مدخلًا كريمًا (31).
روى المفضل عن عاصم: (يكفر عنكم... ويدخلكم) بالياء معًا.
وقرأ الباقون بالنون.
قال أبو منصور: المعنى، في النون والياء واحد، والفعل لله، هو المكفر للسيئات، لا شريك له). [معاني القراءات وعللها: 1/304]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مدخلًا كريمًا (31)، و(مدخلًا يرضونه).
قرأ نافع: (مدخلًا كريمًا) و(مدخلًا يرضونه) بفتح الميم.
[معاني القراءات وعللها: 1/304]
وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الباقون بضم الميم في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأهما (مدخلًا) بضم الميم فهو مصدر أدخله مدخلًا وإدخالا،
ويجوز أن يكون المدخل اسما، كأنه وضع موضع الإدخال.
ومن قرأ (مدخلًا) بفتح الميم فله معنيان:
أحدهما: مصدر دخل (مدخلًا) أي دخولا.
والثاني: موضع الدخول.
وأجاز القراء (مدخلًا) من أدخلت، ومصبحًا من أصبحت، وممسًى من أمسيت). [معاني القراءات وعللها: 1/305]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وندخلكم مدخلا كريما} [31].
قرأ نافع وحده بالفتح وكذلك في (الحج) بالفتح.
وقرأ الباقون بالضم، جعلوه مصدرًا من أدخل كما قال تعالى: {بي أدخلني مدخل صدق}.
وأما نافع فإنه جعله من دخل مدخلاً مثل: طلعت الشمس مطلعًا ودخلت مدخلاً). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/132]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله [جل وعز]: نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم [النساء/ 31].
فروى أبو زيد سعيد بن أوس عن المفضّل عن عاصم يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم بالياء جميعا.
وقرأ الباقون: بالنون.
[الحجة للقراء السبعة: 3/152]
[قال أبو علي]: من قرأ يكفر بالياء، فلأنّ ذكر اسم الله تعالى قد تقدّم في قوله: إن الله كان بكم رحيما [النساء/ 29]. ومن قال: نكفر: فالمعنى: معنى الياء، ومثل ذلك بل الله مولاكم [آل عمران/ 150] ثمّ قال: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب [آل عمران/ 151]. وأبو الحسن يستحسن النون في هذا النحو). [الحجة للقراء السبعة: 3/155]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الميم وفتحها من قوله [جل وعز]: مدخلا [النساء/ 31].
فقرأ نافع وحده: مدخلا كريما مفتوحة الميم، وفي الحج: مثله.
وقرأ الباقون: مدخلا مضمومة الميم هاهنا، وفي الحج. ولم يختلفوا في بني إسرائيل في: مدخل صدق ومخرج صدق [الإسراء/ 80] أنّهما بضمّ الميم.
وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: مدخلا* بفتح الميم هاهنا وفي الحج.
قال أبو علي: قوله تعالى: مدخلا* بعد يدخلكم* يحتمل وجهين: يحتمل أن يكون مصدرا، ويجوز أن يكون مكانا. فإن
[الحجة للقراء السبعة: 3/153]
حملته على المصدر أضمرت له فعلا دلّ عليه الفعل المذكور.
ويكون قوله مدخلا* فيمن قدره مصدرا انتصابه بذلك الفعل، التقدير: ويدخلكم فتدخلون مدخلا.
ويجوز أن يكون مكانا، كأنه قال: يدخلكم مكانا، ويكون على هذا التقدير منتصبا بهذا الفعل المذكور، كما أنّك إذا قلت:
أدخلتك مكانا، انتصب بهذا الفعل، والمكان أشبه هاهنا، لأنا رأينا المكان وصف بالكريم، وهو قوله: كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم [الدخان/ 25 - 26] فوصف المكان بالكريم، فكذلك يكون قوله: مدخلا* يراد به المكان، مثل المقام، ويجوز أن يكون المراد به: الدخول، أو الإدخال، وإن كان قد وصف بالكرم، ويكون المعنى دخولا تكرمون فيه، خلاف من قيل فيه: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم [الفرقان/ 34] فليس هذا كقولك: حشرتهم على الوجه، وحشرتهم على وجوههم، أي: لم أدع منهم أحدا غير محشور، ولكن مثل قوله: أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي [الملك/ 22] وكقوله: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة [الزمر/ 24].
قال: ولم يختلفوا في بني إسرائيل في: مدخل صدق، ومخرج صدق أنّهما بضم الميم [قال أبو علي] لا يمتنع في
[الحجة للقراء السبعة: 3/154]
القياس أن تفتح الميم من مدخل على نحو ما قدمنا ذكره من أنّه يكون على فعل مضمر يدل عليه الكلام. ويجوز في المدخل إذا ضمّ أن يكون مكانا وأن يكون مصدرا، فإذا جعلته مصدرا جاز أن تريد مفعولا محذوفا من الكلام، كأنه قال: أدخلني الجنّة مدخلا، أي: إدخال صدق، والأشبه أن يكون مكانا، لإضافته إلى صدق، فهو في هذا كقوله: في مقعد صدق [القمر/ 55] فكما أنّ هذا المضاف إلى صدق مكان، كذلك، يكون المدخل مكانا، ولا يمتنع الآخر لأنّ غير العين قد أضيف إلى صدق في نحو: أن لهم قدم صدق عند ربهم [يونس/ 2] ألا ترى أنّه قد فسّر بالعمل الصالح). [الحجة للقراء السبعة: 3/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وندخلكم مدخلًا كريمًا}
قرأ نافع {وندخلكم مدخلًا كريمًا} بنصب الميم جعله مصدرا من دخل يدخل مدخلًا فإن سأل سائل فقال قد تقدم ما يدل على أنه من أدخل فالجواب في ذلك أن المدخل مصدر صدر عن غير لفظه كأنّه قال ويدخلكم فتدخلون مدخلًا وكذلك قوله {والله أنبتكم من الأرض نباتا} ولم يقل إنباتا قال الخليل تقديره فنبتم نباتا ويجوز أن يكون المدخل اسما
[حجة القراءات: 199]
للمكان فكأنّه قال وندخلكم موضع دخولكم قال الزّجاج قاله {مدخلًا} يعني به ها هنا الجنّة
وقرأ الباقون {مدخلًا} بضم الميم مصدر من أدخل يدخل إدخالا وحجتهم قوله {وندخلكم مدخلًا كريمًا} وفي التّنزيل {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} ). [حجة القراءات: 200]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (40- قوله: {مدخلا} قرأه نافع بفتح الميم، وضمها الباقون، ومثله في الحج، وكلهم ضم {مدخل صدق} في بني إسرائيل «80» لتقدم قوله: {وأدخلني}.
41- وحجة من فتح الميم أنه جعله مصدرًا لفعل ثلاثي مضمر، دل عليه الرباعي الظاهر وهو قوله: {ندخلكم} أي: ندخلكم فتدخلون مدخلًا، أي: دخولًا فدخول ومدخل مصدران للثلاثي، بمعنى واحد، ويجوز أن
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/386]
يكون «مدخلًا» بالفتح مكانًا، أي: يدخلكم مكانًا فيتعدى إليه «ندخلكم» في المفعول به، وحسن ذلك، لأنه قد وصف بالكريم، كما قال {ومقام كريم} «الشعراء 58».
42- وحجة من ضم أنه أجراه مصدرًا على ما قبله، وهو «يدخلكم» ولم يحتج إلى إضمار ثلاثي، فنصبه على المصدر، فالميم في حركتها كحرف المضارعة في حركته، إن كان مفتوحًا فتحت الميم، وإن كان مضمومًا ضمت الميم، وفي الكلام مفعول محذوف؛ لأن الفعل ما نقل إلى الرباعي تعدّى إلى مفعول، تقول: دخلت في دار زيد وأدخلت عمرًا في دار زيد، فأصل «دخلت» أن لا يتعدى؛ لأن نقيضه لا يتعدى، وهو «خرجت»، وحكى النحويون: دخلت الدار، فعدوه بغير حرف وهو شاذ، والتقدير: ويدخلكم الجنة مدخلًا كريمًا، أي إدخالًا، فمدخل وإدخال مصدران لـ «أدخل»، كما كان «دخول ومدخل» مصدرين لـ «دخل»، ومعنى: «كريم» حسن، كما قال: {من كل زوج كريم} «الشعراء 7» أي: من كل جنس حسن، ويجوز أن يكون «مدخل» بالضم، مكانًا، ويتعدى إليه «يدخلكم» تعديه إلى المفعول، فلا تضمر مفعولًا آخر، وحسن ذلك لنعته بالكريم، وكذلك قوله: {مدخل صدق ومخرج صدق} في «سبحان 80» هما مصدران جريا على «أدخلني وأخرجني» والمفعول محذوف، ويجوز أن يكونا مكانين فينصبا على المفعول به، ولا نضمر مفعولًا، وحسن ذلك لإضافتهما إلى «صدق»، كما كان ذلك في قوله: {في مقعد صدق} «القمر 55»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/387]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مَدْخَلاً كَريمًا} [آية/ 31]:-
بفتح الميم، قرأها نافع وحده، وكذلك في الحج {مَدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ}.
وهو يحتمل وجهين:-
أحدهما: أن يكون مصدرًا، والعامل فيه فعل مضمر، والتقدير: ويدخلكم فتدخلون مدخلاً كريمًا.
والثاني: أن يكون مكان الدخول، كأنه قال: ويدخلكم مكان دخول، ويكون على هذا نصبًا بهذا الفعل المذكور؛ لأنك إذا قلت أدخلتك مكانًا فإنك تنصب مكانًا بهذا الفعل الذي هو أدخلتك، وهو على حذف حرف الجر، والتقدير: أدخلتك في مكانٍ.
وقرأ الباقون {مُدْخَلاً} بضم الميم في الحرفين.
[الموضح: 413]
وهو أيضًا يحتمل الوجهين جميعًا: أن يكون مصدرًا بمعنى الإدخال، وأن يكون مكان الإدخال، إلا أن العامل ههنا هو الفعل المذكور على كل حالٍ.
وإذا كان مصدرًا في القراءتين، كان على تقدير حذف المفعول به، كأنه قال: ويدخلكم الجنة إدخالاً، أو فتدخلونها دخولاً). [الموضح: 414]

قوله تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وسألوا اللّه من فضله... (32)
ونظائره.
قرأ ابق كثير والكسائي: (وسألوا اللّه) و(فسل الذين) و(سل من أرسلنا) ونحوهن بغير همز في كل القرآن، وقرأ الباقون بالهمز، واتفقوا على همز (وليسألوا ما أنفقوا) واللام لام أمر
[معاني القراءات وعللها: 1/305]
الغائب). [معاني القراءات وعللها: 1/306]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {واسألوا الله من فضله} [32].
قرأ ابن كثير والكسائي: {وسلوا الله} بترك الهمز في كل القرآن إذا تقدمه واو أو فاء، ويكون أمرًا للمخاطب.
وقرأ الباقون بالهمز. فحجته قال: لما أتفقت القراء والمصاحف على حذف الألف من {سل بني إسرائيل] وكان هذا أمرًا مثله خزلت ألف الوصل والهمزة، والأصل: اسأل فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فلما تحركت السين استغنوا عن ألف الوصل، وسقطت الهمزة لسكونها، وسكون اللام.
ومن همز قال: وجدت الأمر يخزل منه الألف نحو: سل وكل ومر، فإذا تقدمه حرف نسق رجعت الهمزة كقوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الهمز وتركه من قوله تعالى: وسئلوا الله من فضله [النساء/ 32].
فقرأ ابن كثير والكسائي: وسلوا الله من فضله وفسل الذين [يونس/ 94] وفسل بني إسرائيل [الإسراء/ 101] وسل من أرسلنا [الزخرف/ 45] وما كان مثله من الأمر المواجه به، وقبله واو أو فاء، فهو غير مهموز في قولهما. وروى الكسائي عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر وشيبة أنّهما لم يهمزا:
[الحجة للقراء السبعة: 3/155]
وسل، ولا فسل مثل قراءة الكسائي. وقرأ الباقون بالهمز في ذلك كله ولم يختلفوا في قوله: وليسئلوا ما أنفقوا [الممتحنة/ 10] أنّه مهموز.
قال أبو علي: الهمز وترك الهمز حسنان، ولو خففت الهمزة في قوله: وليسئلوا ما أنفقوا كان أيضا حسنا، وقد قدّمنا ذكر وجوه سل). [الحجة للقراء السبعة: 3/156]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واسألوا الله من فضله} 32
قرأ ابن كثير والكسائيّ (وسلوا الله من فضله) و(فسلوا أهل الذّكر) بفتح السّين وترك الهمزة وكذلك كل أمر مواجه وحجتهما إجماع الجميع على طرح الهمزة في قوله سل بني إسرائيل (وسلهم أيهم بذلك زعيم) فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه فطرحا الهمزة من جميع ذلك
فإن سأل سائل فقال هلا طرحا من غير المواجهة كما طرحا من المواجهة فقرأا (وليسلوا ما أنفقوا) بغير همز الجواب لم يطرحا
[حجة القراءات: 200]
الهمزة من غير المواجهة لأن العرب لم تطرح اللّام من أوله كما طرحته من المواجهة فقالوا ليقم زيد فتركوه على أصله وقالوا قم يا زيد فحذفوا ذلك على أنهم لم يستثقلوا في غير المواجهة ما استثقلوه في المواجهة فلهذا حذفا من المواجهة كما حذفت العرب اللّام من المواجهة ولم يحذفا الهمزة من غير المواجهة كما لم تحذف العرب اللّام من غير المواجهة
وقرأ الباقون {واسألوا الله} بالهمز وحجتهم في ذلك أن العرب لا تهمز سل فإذا أدخلوا الواو والفاء وثمّ همزوا
فإن سأل سائل فقال إذا أدخلوا الواو والفاء لم همزوا هلا تركوها فالجواب في ذلك أن أصل سل اسأل فاستثقلوا الهمزتين فنقلوا فتحة الهمزة إلى السّين فلمّا تحركت السّين استغنوا عن ألف الوصل فإذا تقدمه واو أو فاء ردوا الكلمة إلى الأصل وأصله واسألوا لأنهم إنّما حذفوا لاجتماع الهمزتين فلمّا زالت العلّة ردوها إلى الأصل). [حجة القراءات: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (43- قوله: {واسئلوا} قرأه ابن كثير والكسائي بغير همز في الفعل
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/387]
المواجه به خاصة، مع الواو والفاء على تخفيف الهمز، ألقيا حركة الهمزة على السين الساكنة قبلها، فحركا السين، وحذفا الهمزة، على أصل تخفيف الهمز، وخصا هذا بالتخفيف لكثرة استعماله، وتصرفه في الكلام، وثقل الهمزة، وذلك في الأمر المواجه به إذا كان قبله واو أو فاء، وحسن ذلك لإجماعهم على طرح الهمزة في قوله: {سل بني إسرائيل} «البقرة 211»، وفي قوله: {سلهم أيهم} «القلم 40» وإنما خُص المواجه به بطرح الهمزة دون غيره، كما فعلت العرب بطرح لام الأمر في المواجهة، وإثباتها في غير المواجهة، فيقولون: «قم، خذ» فإن كان غير مواجه به لم تطرح اللام، نحو: ليقم زيد، ليخرج عمرو، فكذلك هذا، وإنما فُعل لذلك مع الواو والفاء، لأنهما يوصل بهما إلى اللفظ بالسين؛ لأن أصلها السكون، وحركة الهمزة عليها عارضة، لا يعتد بها، فقامت الواو والفاء مقام ألف الوصل، التي للابتداء يؤتى بها، وقرأ الباقون بالهمزة على الأصل، وهما لغتان، والهمز أحب إلي؛ لأنه الأصل ولأن عليه أكثر القراء، ولإجماعهم على الهمز في غير المواجه به، نحو: «وليسألوا»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/388]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ} [آية/ 32]:-
بفتح السين من غير همزٍ، قرأها ابن كثير والكسائي.
والوجه فيه أن الهزة حذفت للتخفيف، وألقيت حركتها على السين..
وقرأ الباقون {واسْأَلُوا} بإثبات الهمزة.
وهو الأصل؛ لأن الهمزة عين الفعل، والكلمة صيغة أمرٍ للمواجه، فهو بمنزلة: اقطعوا). [الموضح: 414]

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والّذين عاقدت أيمانكم... (33)
قرأ الكوفيون: (عقدت) بغير ألف.
وقرأ الباقون: (عاقدت أيمانكم) بألف.
قال أبو منصور: هما لغتان: عقد يعقد. وعاقد يعاقد، وقد قرأ بهما القراء، وفيها لغة ثالثة: أخبرني المنذري عن ابن اليزيدي عن أبي زيد أنه قال: قرئ والذين عاقدت) و(عقدت) بالتخفيف، قال أبو زيد وقرأ بعضهم: (عقّدت) بتشديد القاف، والمعنى في جميعها التوكيد لليمين.
وأنشد قول الحطيئة:
أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنى... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا.
[معاني القراءات وعللها: 1/306]
يجوز: عقدوا، وعقدوا). [معاني القراءات وعللها: 1/307]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم} [33].
قرأ أهل الكوفة {عقدت} بغير ألف، وقرأ الباقون {عاقدت} وهو الاختيار؛ لأن المفاعلة لا تكون إلا من اثنين والمعاقدة: المحالفة، ومن حذف الألف قال: هناك صفة مضمرة والتقدير: والذين عقدت أيمانكم لهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إدخال الألف وإخراجها من قوله [جلّ وعز]: عاقدت [النساء/ 33].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: عاقدت بالألف.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: عقدت بغير ألف:.
قال أبو علي: الذكر الذي يعود من الصّلة إلى الموصول ينبغي أن يكون ضميرا منصوبا، فالتقدير: والذين عاقدتهم أيمانكم فجعل الأيمان في اللفظ هي المعاقدة، والمعنى على الحالفين الذين هم أصحاب الأيمان، والمعنى: والذين عاقدت حلفهم أيمانكم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. فعاقدت أشبه بهذا المعنى، لأنّ لكل نفر من المعاقدين يمينا على
[الحجة للقراء السبعة: 3/156]
المحالفة. ومن قال: عقدت أيمانكم، كان المعنى: عقدت حلفهم أيمانكم، فحذف الحلف وأقام المضاف إليه مقامه.
والأوّلون كأنّهم حملوا الكلام على المعنى فقالوا: عاقدت، حيث كان من كل واحد من الفريقين يمين، والذين قالوا: عقدت، حملوا الكلام على اللفظ لفظ الأيمان، لأنّ الفعل لم يسند إلى أصحاب الأيمان في اللفظ إنّما أسند إلى الأيمان). [الحجة للقراء السبعة: 3/157]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين عقدت أيمانكم}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {والّذين عقدت أيمانكم} بغير ألف وحجتهم أن الإيمان عقدت بينهم لأن في قوله {إيمانكم} حجّة على أن أيمان الطّائفتين هي عقدت ما بينهما وفي إسناد الفعل إلى الأيمان كفاية من الحجّة
وقرأ الباقون (والّذين عاقدت) بالألف وحجتهم أن العقد
[حجة القراءات: 201]
كان من الفريقين وكان هذا في الجاهليّة يجيء الرجل الذّليل إلى العزيز فيعاقده ويحالفه ويقول له أنا ابنك ترثني وأرثك وحرمتي حرمتك ودمي دمك وثأري ثأرك فأمر الله جلّ وعز بالوفاء لهم فهذا العقد لا يكون إلّا بين اثنين وقيل إن ذلك أمر قبل تسمية المواريث وهي منسوخة بآية المواريث). [حجة القراءات: 202]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (44- قوله: {عقدت} قرأ الكوفيون «عقدت» بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
45- وحجة من قرأ بالألف أنه أجراه على ظاهر اللفظ من فاعلين، لأن كل واحد من المتحالفين كفّر يمينًا عند المخالفة على الأجر، فهو من باب المفاعلة، والتقدير: والذين عاقدت أيمانكم أيمانهم، ثم حذف المفعول لدلالة المعنى عليه، وهذا مما جرى الكلام فيه على غير من هو له، فجعل الأيمان هي العاقدة، والمعنى: أن العاقد هو الحالف، وإذا كان العاقد هو الحالف وجب أن يجيء على المفاعلة، لأن كل واحد من الفريقين عقد حلفا للآخر.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/388]
46- وحجة من قرأ بغير ألف أنه أضاف الفعل إلى الأيمان، والمراد إضافة الفعل إلى المخاطبين المتحالفين في المعنى، دون من خالفهم، وفيه حذف مفعول، والتقدير: والذين عدت أيمانكم حلفهم، ثم حذف، فهو محمول على لفظ الأيمان، فأسند الفعل إليها، دون أصحاب الأيمان، فلما أسند الفعل إلى الأيمان في ظاهر اللفظ، لم يحتج إلى المفاعلة؛ لأن يمين القوم الآخرين لا فعل لها، فهذا في هذه القراءة محمول على اللفظ، لفظ الأيمان، دون أصحاب الأيمان، وهو في القراءة الأولى محمول على أصحاب الأيمان، وهو فريقان كل واحد حالف محلوف، له، فحمل على المفاعلة، وهو باب المعاقدة بالأيمان، والقراءة بالألف أقوى في نفسي، لأن المقصود بالآية أصحاب الأيمان لأن لا فعل ينسب إليها حقيقة، فبابه المفاعلة، مع أن الأكثر من القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/389]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ} [آية/ 33]:-
بغير ألف، قرأها الكوفيون.
والمعنى والذين عقدت حلفهم أيمانكم، فحذف الحلف، وأقام المضاف إليه مقامه، فكأنه قال: عقدتهم أيمانكم، بعد حذف المضاف، ثم حذف الضمير العائد إلى {الذّينَ} تخفيفًا.
[الموضح: 414]
وقرأ الباقون {عَاقَدَتْ} بالألف.
والمعنى عاقدتهم أيمانكم، جعلوا الأيمان هي التي عاقدتهم، والمعنى لأصحاب الأيمان، والضمير من عاقدتهم العائد إلى {الّذين} محذوف تخفيفًا، والحذف من صلة الموصول حسن). [الموضح: 415]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (34) إلى الآية (35) ]

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}

قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة: [فالصَّوالِحُ قوانِتُ حوافِظُ للغيب].
قال أبو الفتح: التكسير هنا أشبه لفظًا بالمعنى؛ وذلك أنه إنما يراد هنا معنى الكثرة، لا صالحات من الثلاث إلى العشر، ولفظ الكثرة أشبه بمعنى الكثرة من لفظ القلة بمعنى الكثرة، والألف والتاء موضوعتان للقلة، فهما على حد التثنية بمنزلة الزيدون من الواحد إذا كان على حد الزيدان. هذا موجب اللغة على أوضاعها، غير أنه قد جاء لفظ الصحة والمعنى الكثرة، كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}، والغرض في جميعه الكثرة، لا ما هو لما بين الثلاثة إلى العشرة.
وكان أبو علي ينكر الحكاية المروية عن النابغة وقد عرض عليه حسان شعره، وأنه لما صار إلى قوله:
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحا ... وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجدَةٍ دَما
قال له النابغة: لقد قللت جفانك وسيوفك.
قال أبو علي: هذا خبر مجهول لا أصل له؛ لأن الله تعالى يقول: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}، ولا يجوز أن تكون الغرف كلها التي في الجنة من الثلاث إلى العشر.
وعذر ذلك عندي أنه قد كثُر عنهم وقوع الواحد على معنى الجميع جنسًا، كقولنا: أَهْلَكَ الناسَ الدنيارُ والدرهم، وذهب الناسُ بالشاة والبعير. فلما كثر ذلك جاءوا في موضعه بلفظ الجمع الذي هو أدنى إلى الواحد أيضًا؛ أعني: الجمع بالواو والنون والألف والتاء. نعم، وعلم أيضًا أنه إذا
[المحتسب: 1/187]
جيء في هذا الموضع بلفظ جمع الكثرة لا يتدارك معنى الجنسية، فلهوا عنه، وأقاموا على لفظ الواحد تارة ولفظ الجمع المقارِب للواحد تارة أخرى؛ إراحة لأنفسهم من طلب ما لا يُدرك، ويأسًا منه، وتوقفًا دونه. فيكون هذا كقوله:
رَأى الأَمرَ يُفضي الي آخِرٍ ... فَصيَّر آخِرَهُ أوَّلا
ومثل الجمع بالواو والنون والألف والتاء مجيئهم في هذا الموضع بتكسير القلة، كقوله تعالى: {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.
وقول حسان:
وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجدَةٍ دَما
ولم يقل: عيونُهم ولا سيوفُنا. وقد ذكرنا هذا ونحوه في كتابنا الخصائص). [المحتسب: 1/188]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يزيد بن القعقاع: [بما حَفِظَ اللهَ] بالنصب في اسم الله تعالى.
قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف؛ أي: بما حفظ دين الله وشريعة الله وعهود الله، ومثله: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} أي: دين الله وعهود الله وأولياء الله، وحَذْفُ المضاف في القرآن والشعر وفصيح الكلام في عدد الرمل سعة، وأستغفر الله. وربما حَذفت العرب المضاف بعد المضاف مكررًا؛ أُنسًا بالحال ودلالة على موضوع الكلام، كقوله عز وجل: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} أي: من أثر حافر فرس الرسول. وقد ذكرنا في كتابنا ذلك هذا وغيره من كتبنا وكلامنا). [المحتسب: 1/188]

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}

قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والجار الجنب... (36)
روى المفضل عن عاصم: (والجار الجنب) بفتح الجيم وسكون النون، ولم يذكر غيره هذه.
وقرأ سائر القراء: (والجار الجنب).
قال أبو منصور: والجار الجنب: الذي ليس بينك وبينه قرابة، يقال للقريب الذي تؤمنه وتجيره: جار جنب أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 1/307]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله: (والصّاحب بالجنب... (36)
فهو الرفيق في السفر.
وقلّ ما تقول العرب: (الجار الجنب).
لا يكادون يجعلون (الجنب) نعتًا للجار، فإن صحت القراءة (والجار الجنب) فمجازة، "والجار ذي الجنب " أي: ذي القرب منك، ومنه قول الله جلّ وعزّ: (على ما فرّطت في جنب اللّه)
أي: في قرب الله، كذلك قال الفراء). [معاني القراءات وعللها: 1/307]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: روى أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضّل عن عاصم: والجار الجنب [النساء/ 36] بفتح الجيم، وإسكان النون، ولم يأت به غيره.
وقرأ الباقون: الجنب بضمتين.
[قال أبو علي]: قال أبو عبيدة: والجار ذي القربى: القريب، والجار الجنب: الغريب. يقال: ما تأتينا إلّا عن جنابة، أي: عن بعد، قال علقمة بن عبدة:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة... فإني امرؤ وسط القباب غريب
[الحجة للقراء السبعة: 3/157]
قال أبو الحسن: قال: والجار الجنب، وقال بعضهم: الجنب.
قال الراجز:
الناس جنب والأمير جنب يريد: بجنب: الناحية، وهذا هو المتنحّي عن القرابة.
قال أبو علي: قوله تعالى: والجار الجنب، يحتمل معنيين: أحدهما: أن يريد الناحية، فإذا أراد هذا فالمعنى: ذي الجنب، فحذف المضاف، لأنّ المعنى مفهوم، ألا ترى أنّ الناحية لا يكون الجار إياها، والمعنى: ذي ناحية ليس هو الآن بها، أي:
هو غريب عنها. والآخر: أن يكون وصفا مثل: ضرب، وفسل، وندب، فهذا وصف يجري على الموصوف، كما أن الجنب كذلك، وهو في معناه ومعنى اللفظتين على هذا واحد، وهو أنّه مجانب لأقاربه متباعد عنهم. فأما الجنب في قوله: والجار الجنب. فصفة على فعل، مثل أحد في ناقة أحد وسجح في قوله:
وامشوا مشية سجحا فالجنب؛ المتباعد عن أهله، يدلّك على ذلك مقابلته
[الحجة للقراء السبعة: 3/158]
بالقريب، في قوله تعالى والجار ذي القربى من القرب، كالبشرى من بشّر. ويدل على أنّه البعد، والغربة قول الأعشى:
أتيت حريثا زائرا عن جنابة... فكان حريث عن عطائي جامدا
وقال آخر:
كرام إذا ما جئتهم عن جنابة... أعفّاء عن بيت الخليط المجاور
فأمّا قوله [جلّ وعز]: وإن كنتم جنبا فاطهروا [المائدة/ 6] فمن الجنابة التي تقتضي التطهّر، وهو أيضا صفة إلّا أنّه يقع على الواحد والجميع كما أن بشرا كذلك، وكما أنّ الحلوب يقع على الجميع، فأمّا الحلوبة والرّكوبة فيقع على الواحد والجميع فيما رواه أبو عمر الجرمي عن أبي عبيدة. وقال أبو عبيدة: والصاحب بالجنب: الذي يصاحبك في سفرك، فيلزمك فينزل إلى جنبك). [الحجة للقراء السبعة: 3/159]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والجار ذي القربى}
قرأ الكسائي {والجار ذي القربى} ممال وقرأ أبو عمرو بغير إمالة وبه قرأ الآخرون
فإن قيل فما بال أبي عمرو لم يمل الألف في قوله {والجار ذي القربى} مع أنّها تلي الطّرف كالألف في جبّار ونهار فالجواب عن ذلك أن يقال لما كانت الصّفة والموصوف بمجموعهما يفيدان ما يفيد الاسم الواحد صارت الصّفة ها هنا لكونها من تمام الأول آخر الاسم والألف صارت متوسطة لما لم ينته المعنى إلى آخر الاسم الأول فصار الجار مع ذي القربى كاسم واحد وخرجت الألف
[حجة القراءات: 202]
عن الطّرف وجرت مجرى ألف الغارمين). [حجة القراءات: 203]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [آية/ 36]:-
بالإمالة فيهما، قرأها الكسائي وحده، الباقون {الجَار} بالفتح في الحرفين. وقد مضى الكلام في علة ذلك). [الموضح: 415]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {الجَنْبِ} [آية/ 36]:-
بفتح الجيم وسكون النون، قرأها عاصم في رواية المفضل.
ووجه ذلك أن العرب تقول للغريب إذا أجرته: جار جنب، قال:
24- وجار الجنب والرجل المنادي = أمام الحي عهدهما سواء
[الموضح: 415]
والجنب: الناحية، وهو على حذف المضاف، والتقدير: والجار ذي الجنب، أي ذي الناحية التي ليس هو الآن بها، أي هو غريب بها.
وقرأ الباقون {الجُنُب} بضمتين.
وهو صفة للجار، مثل قولهم: ناقة أجد، ومشية سجح، والمراد بالجنب: الغريب المتباعد عن أهله). [الموضح: 416]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويأمرون النّاس بالبخل... (37)
قرأ حمزة والكسائي: (بالبخل) بفتح الباء والخاء، وكذلك في الحديد.
وقرأ الباقون بضم الباء في السورتين وسكون الخاء.
قال أبو منصور: هما لغتان: البخل والبخل، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 1/308]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {ويأمرون الناس بالبخل} [37].
قرأ حمزة والكسائي بالبخل بفتح الباء والخاء.
وقرأ الباقون بالضم والسكون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الباء في البخل* [النساء/ 37] والتخفيف وفتحها والتثقيل.
[الحجة للقراء السبعة: 3/159]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: بالبخل خفيفا وقرأ حمزة والكسائي: بالبخل* مثقلة وكذلك في سورة الحديد [الآية/ 24] مثله.
قال أبو علي: قال سيبويه: «قالوا: بخل يبخل بخلا، فالبخل كاللّؤم، والفعل: كشقي وسعد، وقالوا: بخيل، وبعضهم يقول: البخل: كالفقر» والبخل كالفقر، وبعضهم يقول: البخل كالكرم وقد حكى فيه ثلاث لغات وقرئ باثنتين منها: البخل، والبخل). [الحجة للقراء السبعة: 3/160]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويأمرون النّاس بالبخل}
قرأ حمزة والكسائيّ {بالبخل} بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون {بالبخل} وهما لغتان مثل الحزن والحزن والرشد والرشد). [حجة القراءات: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (47- قوله: {بالبخل} قرأ حمزة والكسائي بفتحتين، وقرأ الباقون بضم الباء وإسكان الخاء، ومثله في الحديد، وهما لغتان مشهورتان، وفيه لغة ثالثة وهي فتح الباء وإسكان الخاء، وكلها مصادر مسموعة فمن قال: «البخل» جعله كـ «الفقر» ومن قال: «البخل» جعله كـ «الفقر»، ومن قال «البخل» جعله كـ «الكرم»، حكى سيبويه: بخل بخلا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/389]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {بِالبَخَلِ} [آية/ 37]:-
بفتح الباء والخاء، قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في الحديد.
الباقون {بالبُخْل} بضم الباء وإسكان الخاء في الحرفين.
والبُخْل والبَخَل لغتان، وقد حكي فيه لغة ثالثة وهي: البَخْلُ بفتح الباء وإسكان الخاء، كالفقر). [الموضح: 416]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (38) إلى الآية (42) ]


{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)}

قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز: (وإن تك حسنةً يضاعفها... (40).
قرأ ابن كثير ونافع: (وإن تك حسنةٌ) رفعا.
وقرأ الباقون: (حسنةً) نصبًا.
كال أبو منصور: من نصب (حسنةً) أضمر في (تك) مرفوعًا، كأنه قال: إن تك الفعلة (حسنةً).
ومن رفع جعل (تك)
[معاني القراءات وعللها: 1/308]
مكتفية، كأن معناها: إن تقع (حسنةٌ) ). [معاني القراءات وعللها: 1/309]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وإن تك حسنة يضاعفها} [40].
قرأ نافع وابن كثير {وإن تك حسنة} بالنصب، ومن نصب جعله خبرًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
وقرأ ابن كثير وابن عامر {يضعفها} بغير ألف.
وقرأ الباقون بألف، وقد مرت علة ذلك في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب من قوله [جلّ وعزّ ]: وإن تك حسنة [النساء/ 40].
فقرأ ابن كثير ونافع: وإن تك حسنة رفعا.
وقرأ الباقون: نصبا.
قال أبو علي: النصب حسن لتقدم ذكر: مثقال ذرة [النساء/ 40]، فالتقدير وإن تكن الحسنة مثقال ذرة يضاعفها، كما قال: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160] والرفع على: وإن تحدث حسنة، أو إن تقع حسنة يضاعفها). [الحجة للقراء السبعة: 3/160]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها والتخفيف والتشديد
[الحجة للقراء السبعة: 3/160]
من قوله [جلّ وعز]: يضاعفها [النساء/ 40].
فقرأ ابن كثير وابن عامر: يضعفها مشدّدة العين بغير ألف.
وقرأ الباقون: يضاعفها خفيفة بألف.
قال أبو علي: المعنى فيهما واحد وهما لغتان. قال سيبويه: تجيء فاعلت لا تريد به عمل اثنين، ولكنهم بنوا عليه الفعل كما بنوه على أفعل، وذلك قولهم: ناولته، وعاقبته، وعافاه الله، وسافرت قال: ونحو ذلك: ضاعفت، وضعّفت، وناعمت ونعّمت فدلّ هذا على أنّه لغتان فبأيّهما قرأت كان حسنا). [الحجة للقراء السبعة: 3/161]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} 40
قرأ نافع وابن كثير {وإن تك حسنة} بالرّفع على أنّها اسم كان ولا خبر لها وهي ها هنا في مذهب التّمام المعنى وإن تحدث حسنة أو تقع حسنة يضاعفها كما قال {وإن كان ذو عسرة} أي وقع ذو عسرة
وقرأ الباقون {وإن تك حسنة} بالنّصب خبر كان والاسم مضمر فمعناه إن تك زنة الذّرة حسنة المعنى إن تك فعلته حسنة يضاعفها
قرأ ابن كثير وابن عامر (يضعفها) بالتّشديد وقرأ الباقون {يضاعفها} وهما لغتان يقال أضعفت الشّيء وضعفته كما يقال كرمت وأكرمت). [حجة القراءات: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (48- قوله: {وإن تك حسنة} قرأ الحرميان بالرفع، جعلا «كان» تامة غير محتاجة إلى خبر، بمعنى: حدث ووقع، وقرأ الباقون بالنصب جعلوا: «كان» ناقصة، تحتاج إلى خبر، فأضمروا فيها اسمها، ونصبوا «حسنة»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/389]
على خبر «كان» وحسن الإضمار، لتقدم ذكر {مثقال ذرة} فالتقدير: وإن تكن الحسن مثل ذرة، وإنما جُعلت الحسنة هي الاسم، وقد كانت خبرًا؛ لأنها هي مثقال الذرة، فقدمت الحسنة، وجعلتها الاسم، لإجماعهم على التاء على «تك» وحسن ذلك لأنها هي مثقال الذرة ولو أضمرت المثقال لقبح الإتيان بالتاء في «تك» فأضمرت ما يليق بالتاء، وهو الحسنة، وجعلت {مثقال ذرة} الخبر؛ لأنه هو الحسنة، فكل واحد محمول على الآخر، وهو هو، ودل على هذا التقدير ثبوت التاء في «تك» وإجماعهم على قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} «الأنعام 160» فالتضعيف في هذه بعشرة أمثال كالتضعيف في قوله: {يضاعفها} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ} [آية/ 40]:-
بالرفع، قرأها ابن كثير ونافع، على أن كان تامة، والمعنى إن تقع
[الموضح: 416]
حسنة، أو تحدث حسنة، وهي لا تقتضي خبرًا، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون {حَسَنَةً} بالنصب، لتقدم ذكر {مِثْقَالَ ذَرّةٍ}، والتقدير: وإن يك مثقال الذرة حسنةً، فأنت الفعل وإن كان المثقال مذكرًا؛ لأن المثقال هو الذرة في المعنى، واسن {يَكُ} على هذا مضمر، و{حَسَنَةً} خبره). [الموضح: 417]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {يُضَعِّفْهَا} [آية/ 40]:-
مشددة العين من غير ألف، قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب.
وقرأ الباقون {يُضَاعِفْها} بالألف مخففة.
وهما لغتان: ضاعف وضعف، بمعنى واحدٍ، وقد مضى مثله). [الموضح: 417]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)}

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لو تسوّى بهم الأرض... (42).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: (لو تسوّى) بضم التاء، وتخفيف السين.
وقرأ نافع وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين: (لو تسّوّى).
وقرأ حمزة والكسائي: (تسوّى) بفتح التاء مخففة السين ممالة.
قال أبو منصور: من قرأ (تسوّى) فالأصل تتسوّى، فحذفت إحدى التاءين.
ومن قرأ (تسّوّى) فالأصل أيضًا تتسوّى، فأدغمت التاء الثانية في السين، وشددت، يقال: اسّوّى - يسّوّى اسّوّاء فهو مسّوّ، وأصل (تسوّى) تتسوّى، كما يقال: أزّمّل، وادّثّر واصّدّى، والأصل تزمّل وتدثّر وتصدّى.
ومن قرأ (تسوّى بهم الأرض فهو من سويت به الأرض تسوّى، إذا دفن فيها.
[معاني القراءات وعللها: 1/309]
والمعنى في جميع هذه الوجوه: أن أهل النار يودون أن لو تركوا ترابًا ولم يبعثوا من القبور أحياء.
ويقال: تسوت به الأرض واستوت به الأرض، إذا دفن في بطنها). [معاني القراءات وعللها: 1/310]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {لو تسوى بهم الأرض} [42].
قرأ نافع وابن عامر {تسوى} بفتح التاء وتشديد السين.
وقرا حمزة والكسائي بالفتح والتخفيف.
وقرأ حمزة والكسائي {لو تسوى} ممالة خفيفة أرادوا جميعًا: تتسوى، فأما نافع، وصاحبه فأدغما التاء في السين.
وحمزة وصاحبه خفى لإحدى التائين تخفيفًا.
وقرأ الباقون {تسوى} بضم التاء والتخفيف قال أبو عبيدة: تسوى بهم الأرض أي: تعلوهم ويدخلون في جوفها، يعني يوم القيامة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء في قوله تعالى: تسوى. [النساء/ 42] والتشديد وضمها والتخفيف.
فقرأ ابن كثير وعاصم، وأبو عمرو: لو تسوى مضمومة التاء خفيفة السين.
وقرأ نافع وابن عامر: تسوى مفتوحة التاء مشدّدة السين.
وقرأ حمزة والكسائي: لو تسوى مفتوحة التاء خفيفة
[الحجة للقراء السبعة: 3/161]
السين، والواو ممالة مشدّدة في كلّ القرآن.
[قال أبو علي]: من قال: تسوى فهو تفعّل من التسوية، والمعنى: لو تجعلون والأرض سواء، كما قال تعالى:
ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا [عمّ/ 40] ومن هذا قوله: بلى قادرين على أن نسوي بنانه [القيامة/ 4] أي: نجعلها صفحة واحدة لا تفصل بعضها عن بعض، فتكون كالكف، فيعجز لذلك عمّا يستعان عليه من الأعمال بالبنان كالكتابة والخياطة ونحو ذلك، مما لو فقدت البنان معها لم يتمكن منها. ومن أيمانهم: لا والذي شقّهنّ خمسا من واحدة.
وقراءة نافع وابن عامر: لو تسوّى المعنى: لو تتسوّى فأدغم التاء في السين لقربها منها، وهذا مطاوع لو تسوّى، لأنّك تقول سوّيته فتسوّى، ولا ينبغي أن يكره هذا لاجتماع تشديدتين، ألا ترى أن في التنزيل: اطيرنا [النمل/ 47] وازينت، [يونس/ 24] ولعلكم تذكرون [الأنعام/ 152] ونحو ذلك، وفي هذا الوجه اتساع لأنّ الفعل مسند إلى الأرض وليس المراد:
ودّوا لو تصير الأرض مثلهم، إنّما المعنى: ودّوا لو يصيرون يتسوّون بها، لا تتسوّى هي بهم، وجاز ذلك لأنّه لا يلبس، وقالوا: أدخل فوه الحجر لمّا لم يلتبس.
[الحجة للقراء السبعة: 3/162]
وقول حمزة والكسائي: لو تسوّى هو: لو تتسوّى فحذفا التاء التي أدغمها من قال: لو تسوّى لأنها كما اعتلت بالإدغام اعتلت بالحذف.
وأمّا إمالة الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء في تسوّى فحسنة، لأنّ الفعل إذا صار على هذه العدّة استمرّت فيه الإمالة لانقلاب ألفه إلى الياء في نحو يتسويان). [الحجة للقراء السبعة: 3/163]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لو تسوى بهم الأرض}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {لو تسوى} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله وحجتهم أن المعنى في ذلك يود الّذين كفروا
[حجة القراءات: 203]
لو يجعلهم الله ترابا فيسوي بينهم وبين الأرض كا فعل بالبهائم ثمّ رد إلى ما لم يسم فاعله
وقرأ نافع وابن عامر {تسوى} بتشديد السّين والواو الأصل تتسوى ثمّ أدغمت التّاء في السّين أي يودون لو صاروا ترابا فكانوا سواء هم والأرض
قرأ حمزة والكسائيّ {تسوى} بتخفيف السّين وفتح التّاء أسند الفعل إلى الأرض بمعنى الأول والأصل تتسوى ثمّ حذفوا إحدى التّاءين تخفيفًا مثل {تذكرون} فأما وجه تصير الفعل للأرض فلأن الكفّار إنّما تمنوا أن تستوي الأرض بهم إذ شهدت عليهم أعضاؤهم فيكونوا ترابا كما قال جلّ وعز حكاية عن الكفّار {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} قال ويجوز أن يراد بالكلام يود الّذين كفروا لو يستوون هم بالأرض فيكونوا ترابا من ترابها ثمّ يحول الفعل إلى الأرض لأنهم إذا تسووا بها فقد تسوت بهم فيكون كل صنف منهما قد استوى بصاحبه وقد استعملته العرب في كلامها قال الشّاعر
كأن لون أرضه سماؤه
يريد كأن لون سمائه لون أرضه من شدّة الغبار فشبه أرضه بسمائه وإنّما أراد أن يشبه لون سمائه بلون أرضه). [حجة القراءات: 204]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (49- قوله: {تسوى بهم الأرض} قرأه نافع وابن عامر بفتح التاء، مشدد السين، وقرأه حمزة والكسائي كذلك، إلا أنها خففا السين وأمالا، وقرأه الباقون بضم التاء، وتخفيف السين.
50- وحجة من قرأ بضم التاء أنه جعله فعلًا لم يسم فاعله، من التسوية، مثل قوله: {على أن نسوي بنانه} «القيامة 4» وأقام «الأرض» مقام الفاعل، على معنى: لو يجعلون والأرض سواء، أي ترابا، كما فعل بالبهائم، ودليله قوله: {ويقول الكافر يا لتني كنت ترابا} «النبأ 40».
51- وحجة من فتح التاء، وشدد السين أنه بنى الفعل على «يتفعل» فأسنده إلى «الأرض» فارتفعت بفعلها، وأصله «تتسوى» ثم أدغم التاء، وهي الثانية، في السين، فهو في العلة والحجة مثل {تساءلون به} ومثل «تظاهرون»، وقد مضى تفسيره، وفي الكلام اتساع، وذلك أنه جعل «الأرض تتسوى بهم» وليس لها فعل، والمراد به المخبر عنهم، وهم الذين كفروا، يودون: لو يصيرون يتسوون بالأرض، وهو مثل: ألقم فاه الحجر،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/390]
وأدخل زيد القبر، ونحوه، لما علم المعنى اتسع فيه، فأقيم الذي ليس له المعنى مقام الفاعل إذ لا يشكل.
52- وحجة من فتح التاء، وخفف السين أنه حذف إحدى التائين استخفافًا، كما فعل في «تساءلون وتظاهرون» وقد تقدم الكلام على علة ذلك، وحسن حذف التاء، وترك الإدغام لئلا يتوالى مشددان: وهما السين والواو، وفي ذلك ثقل، والقراءة بالتشديد، وفتح التاء أولى؛ لأنه الأصل، وعليه أهل المدينة، فأما الإمالة فيه والفتح فقد تقدمت علة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/391]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {لَوْ تُسَوّى} [آية/ 42]:-
بضم التاء وتخفيف السين من غير إمالةٍ، قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب.
وهو تفعل من التسوية، يقال: سويت بفلانٍ الأرض، إذا دفنته فيها فتسوت به الأرض، والمعنى يود أهل النار يوم القيامة أن لو تركوا ترابًا ولم يبعثوا أحياءً، أي لو يجعلون والأرض سواء، كما قال تعالى {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}.
[الموضح: 417]
وقرأ نافع وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين.
والأصل: تتسوى، فأدغم التاء في السين لقربها منها، وأسند الفعل في هذه القراءة إلى الأرض، والمعنى: ودوا لو يصيرون متسوين بها، لا أن تتسوى هي بهم، وجاز ذلك لأنه لا يلتبس، كما تقول: أدخلت خاتمي في الأصبع.
وقرأ حمزة والكسائي {تَسَوّى} بفتح التاء وتخفيف السين ممالة.
والأصل: تتسوى أيضًا، فحذف التاء التي أدغمها الآخران، فلما (أعلها) ذانك بالإدغام (أعلها) هذان بالحذف.
وأمالة الإمالة ههنا فحسنة؛ لأن الفعل إذا صار على هذه العدة حسنت فيه الإمالة، لانقلاب ألفه إلى الياء في التثنية). [الموضح: 418]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ الآية (43) ]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو لامستم النّساء... (43)
قرأ حمزة والكسائي: (أو لمستم) في السورتين بغير ألف وقرأ الباقون فيهما بالألف
قال أبو منصور: من قرأ (أو لامستم) فهو على فاعلتم، لاشتراكهما في الفعل الذي يكون منه الولد، ومن قرأ (أو لمستم) خص بالفعل الرجل، لأن الفعل في باب الجماع يضاف إلى الرجل، وقد يكنى عن الجماع باللمس واللماس، والعرب تقول: فلانة لا تردّ يد لامسٍ، أي: لا ترد عن نفسها من أراد غشيانها). [معاني القراءات وعللها: 1/310]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {أو لامستم النساء} [43].
قرأ حمزة والكسائي: {لمستم} بغير ألف، جعلا الفعل للرجال دون النساء.
وقرأ الباقون (لامستم) لأن المرأة تلامس الرجل والرجل يلامسها والمفاعلة لا تكون إلا من اثنين، وحجتهم: جامعتُ المرأة، ولا يقال: جمعت.
ومن قرأ (لمستم) فحجته: نكحت، ولا يقال: ناكحت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إدخال الألف وإخراجها من قوله [جلّ وعز] أو لامستم النساء [النساء/ 43].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: أو لامستم بألف هاهنا، وفي المائدة [الآية/ 6] مثله.
وقرأ حمزة والكسائي: لمستم بغير ألف، وفي المائدة مثله.
قال أبو علي: اللمس يكون باليد، وقد اتّسع فيه فأوقع على غيره فمما جاء يراد به مسّ باليد قوله:
ولا تلمس الأفعى يداك تنوشها... ودعها إذا ما غيّبتها سفاتها
ومما جاء يراد به غير اللمس بالجارحة قوله تعالى: وأنا لمسنا السماء فوجدناها [الجن/ 8]
[الحجة للقراء السبعة: 3/163]
تأويله: عالجنا غيب السماء ورمناه لنسترقه فنلقيه إلى الكهنة ونخبرهم به. ولما كان اللمس قد يكون غير المباشرة بالجارحة قال: ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم [الأنعام/ 7] فخصص باليد لئلا يلتبس بالوجه الآخر، كما جاء وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم [النساء/ 23] لما كان الابن قد يكون متبنّى به من غير الصّلب، وقد كان ينسب المتبنى به إلى المتبنّي فقال: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله [الأحزاب/ 5].
وقد قالوا: التمس وهو افتعل من اللمس، فأوقع على ما لا يقع عليه اللمس والمباشرة- قال:
الحرّ والهجين والفلنقس ثلاثة فأيّهم تلمّس ليس يريد أيّهم تباشر بيدك، ولكن أيّهم تطلب.
قال:
وبالسّهب ميمون النّقيبة قوله* لملتمس المعروف أهل ومرحب
[الحجة للقراء السبعة: 3/164]
فملتمس المعروف طالبه ليس مماسّه ولا مباشره.
وقوله تعالى: أو لامستم النساء قد عنى به ما لا يكون مسّا بيد، وذاك أنّ الخلوة قد تكون في حكم المسّ في قول عمر وعلي [رضي الله عنهما] والخلوة ليست بلمس ولا مس بجارحة.
واختلف الصحابة في قوله: أو لامستم النساء على قولين:
فحمله حاملون على المسّ باليد، وآخرون على الجماع، ولم يحمله أحد منهم على الأمرين جميعا، فحمله عليهما خروج من إجماعهم، وأخذ بقول قد أجمعوا على رفضه.
وقد أجري المسّ هذا المجرى لا يراد به المباشرة وتلزيق الجارحة بالمطلوب، وذلك قوله:
مسنا السّماء فنلناها وطالهم* حتى رأوا أحدا يهوي وثهلانا فليس يريد باشرناها، ولكن يريد به رفعتهم وأنّ غيرهم لا
[الحجة للقراء السبعة: 3/165]
يدرك شأوهم ولا ينال ما نالوه من رفعة المنزلة وهذا كقوله: .. وقد فاتت يد المتناول ومن المباشرة قوله تعالى: ذوقوا مس سقر [القمر/ 48] وإن يمسسكم قرح [آل عمران/ 140] ولن تمسنا النار إلا أياما [آل عمران/ 24] فأما قوله تعالى: لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن [البقرة/ 236] فقد يكون من مثل قوله: ذوقوا مس سقر وقد لا يكون مسّا، ولكن ما يكون في حكم المسّ، وهو الخلوة بها في قول عمر وعلي رضي الله عنهما.
وحجة من قرأ: لمستم أن هذا المعنى جاء في التنزيل في غير موضع على فعلتم، وذلك قوله: ولم يمسسني بشر [مريم/ 20] ولم يطمثهن إنس [الرحمن/ 56]. وحجّة من قرأ: لامستم أنّ فاعل قد جاء في معنى فعل، نحو عاقبته، وطارقت النعل. وقال أبو عبيدة اللماس النكاح). [الحجة للقراء السبعة: 3/166]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش: [لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكْرَى] مضمومة السين، ساكنة الكاف من غير ألف.
وقراءة إبراهيم: [وَأَنْتُمْ سَكْرَى].
وفي قراءته أيضًا: [تُرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى].
[المحتسب: 1/188]
قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن وكيع عن الدمشقي عن ابن قطرب عن قطرب في كتابه الكبير: أن قراءة أبي زرعة الشامي: [وتَرَى النَّاسَ سُكْرَى وَمَا هُمْ بِسُكْرى].
وسألت أبا علي عن [سُكْرَى] فردد القول فيها، ثم استقر الأمر فيها بيننا على أنها صفة من هذا اللفظ والمعنى، بمنزلة حبلى مفردة كما ترى.
فأما [سَكْرَى] بفتح السين فيمن قرأ كذلك فيحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون جمع سكران؛ إلا أنه كُسِّر على فَعْلَى؛ إذ كان السكر علة تلحق العقل، فجرى ذلك مجرى قوله:
فَأَمَّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ ... فَأَلفاهُمُ القَومُ رَوْبَى نِياما
فهذا جمع رائب؛ أي: نومى خُثَراءُ الأنفس؛ فيكون ذلك كقولهم: هالك وهلكى ومائد ومَيْدَى، فيجري مجرى صريع وصرعى وجريح وجرحى؛ إذ كان ذلك علة بُلوا بها، وإن كان هالك ومائد ورائب فعلًا منسوبًا إليهم، لا مُوقَعًا في اللفظ بهم.
والآخر: أن يكون [سَكْرَى] هنا صفة مفردة، مذكرها سكران، كامراة سكرى. ويشهد لهذا الأمر قراءة مَن قرأ: [سُكْرى] بالضم، وهذا لا يكون إلا واحدًا. ويشهد للقول الأول قراءة العامة: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} . وجاز أن يوقع على الناس كلهم صفة مفردة تصورًا لمعنى الجملة والجماعة وهي بلفظ الواحد، كما جاز للَبيدٍ أن يشير أيضًا إلى الناس بلفظ الواحد في قوله:
وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها ... وَسُؤالِ هَذا الناسِ كَيفَ لَبيدُ
ومن معكوسه في إيقاع لفظ الجماعة على معنى الواحد قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} والمراد به الواحد، كلٌّ من كلام العرب.
[المحتسب: 1/189]
وقراءته: [وتُرَى الناسَ سُكرى] بضم التاء يقوي ما قدمناه من أن أُرَى في اليقين دون أَرى؛ لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} ). [المحتسب: 1/190]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود والزهري أيضًا: [أو جاء أحد منكم من غَيْط].
قال أبو الفتح: فيه صنعة، وذلك أن هذا الحرف مما عينه واو؛ لقوهم تغوَّط الرجل: إذا أتى الغائط، وهو مُطْمَأَنٌّ من الأرض كانوا يقضون فيه حوائجهم. وظاهر أمر غَيْط أنه فَعْل مما عينه ياء، بمنزلة شيخ وبيت. وأمثل ما ينبغي أن يقال فيه: إنه محذوف من فَيْعِل، كأنه في الأصل غيِّط كميت وسيد، ثم حذفت عينه تخفيفًا فبقي مَيْت وسيْد، ومثاله قَيْل؛ لأن العين محذوفة.
فإن قلت: فإنا لا نعرف في الكلام غَيِّطًا كما عرفنا سيِّدًا وميِّتًا؟
قيل: قد يجوز أن يكون محذوفًا من فيعِل مقدرًا غير مستعمل، كما أن قولهم: يَذَر ويدع استُغني عنهما بِتَرَك، كما استُغني أيضًا بغائط عن غيِّط، وكما استغني أيضًا بذَكَر ولَمْحة عن مِذْكار ومَلْمَحة اللتين عليهما كسر ملامح ومذاكير.
ويؤكد هذا أن غائطًا إلى غيِّط أقرب من ذَكَر ولَمْحة إلى مِذْكار ومَلْمَحة؛ وذلك لأن ثاني فاعل ألف زائدة كما أن ثاني فيعِل ياء زائدة، والعين فيهما كليهما مكسورة، واللام تلي العين فيهما جميعًا، والياء أيضًا أخت الألف، فكأنهما مثال واحد من حيث ذكرنا، فَبِقدر هذا القرب بينهما ما حسنت إنابة فاعل عن فيعِل، لا سيما وكأن غَيْطًا في اللفظ غيِّط لقربه منه وزنًا.
وفيه قول ثانٍ؛ وهو أن يكون غَيْط فَعْلًا وأصله غَوْط، إلا أن الواو قلبت للتخفيف ياء، كما قلبوها إليها لذلك في قولهم: لا حَيْل ولا قوة إلا بالله؛ أي: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقالوا: هو أَليط بقلبي من كذا، وظاهر أمره أن يكون من لُطت الحوض أَلوطه؛ أي: ألصقت بعضه ببعض، فكذلك هو أَليط بقلبي: إذا لصق به، وأصله على هذا أَلْوط، وقلبت الواو ياء استحسانًا كأشياء نحو ذلك، نحو: العلياء وهي من علوت، والعَيْصاء بمعنى العوصاء، فهذا الوجه أقرب، والأول أشد وأصنع). [المحتسب: 1/190]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لامستم النّساء} 43
قرأ حمزة والكسائيّ (أو لمستم النّساء) بغير ألف جعلا
[حجة القراءات: 204]
الفعل للرّجال دون النّساء وحجتهما أن اللّمس ما دون الجماع كالقبلة والغمزة عن ابن عمر اللّمس ما دون الجماع أراد اللّمس باليد وهذا مذهب ابن مسعود وسعيد بن جبير وإبراهيم والزهريّ
وقرأ الباقون {أو لامستم} بالألف أي جامعتم والملامسة لا تكون إلّا من اثنين الرجل يلامس المرأة والمرأة تلامس الرجل وحجتهم ما روي في التّفسير قال عليّ بن ابي طالب صلوات الله عليه قوله {لامستم النّساء} أي جامعتم ولكن الله يكني وعن ابن عبّاس
[حجة القراءات: 205]
{أو لامستم} قال هو الغشيان والجماع وقال إن الله كريم يكني عن الرّفث والملامسة والمباشرة والتغشي والإفضاء وهو الجماع). [حجة القراءات: 206]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (53- قوله: {أو لامستم} قرأه حمزة والكسائي {أو لمستم} بغير ألف، ومثله في المائدة، أضافا الفعل والخطاب للرجال دون النساء، على معنى: مس بعض الجسد بعض الجسد، ومس اليد الجسد، فجرى الفعل من واحد، ودليله قوله: {ولم يمسسني بشر} «آل عمران 70» ولم يقل: يماسسني، وقوله: {لم يطمثهن} «الرحمن 56»، ولم يقل: يطامثهن، وأيضًا فإن اللمس يكون بغير الجماع، كالغمز والإفضاء باليد إلى الجسد، وهو قول ابن مسعود وابن عمر وعبيدة، وعطاء والشعبي وابن جبير، وغيرهم يقولون: إن اللمس في هذا الإفضاء باليد إلى الجسد، وهو قول ابن مسعود وابن عمر، وبعض جسده إلى بعضه جسدها، فحمل على غير الجماع، فهو من واحد كما قال: {وأنا لمسنا السماء} «الجن 8» فهو لمس بغير يد، واللمس على وجهين:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/391]
لمس باليد ولمس بغير يد، نحو ما ذكرنا السماء، وقرأ الباقون {لامستم} بألف، جعلوا الفعل من اثنين، وجعلوه من الجماع، فجرى على المفاعلة، لأن الجماع لا يكون إلا من اثنين، ويجوز أن يكون لامس من واحد كـ «عاقبت اللص» وتتفق القراءتان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/392]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {أَوْ لَمَسْتُمُ النّساءَ} [آية/ 43]:-
بغير ألف ههنا وفي المائدة، قرأها حمزة والكسائي؛ لأن الفعل في باب الجماع مضاف إلى الرجل، وقد جاء مثل هذا اللفظ في التنزيل في غير موضعٍ على فعل، وذلك قوله {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} و{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ}.
وقرأ الباقون {لاَمَسْتُم} بالألف في السورتين.
[الموضح: 418]
يجوز أن يكون الفعل من واحدٍ وإن كان على فاعل نحو: عاقبته وطارقت النعل.
ويجوز أن يكون على حصول الفعل منهما كالمجامعة والمباضعة والمباشرة؛ لاشتراكهما في ذلك). [الموضح: 419]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (44) إلى الآية (46) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44)}

قوله تعالى: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45)}

قوله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (47) إلى الآية (48) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47) إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:40 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (49) إلى الآية (50) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: ولم يختلفوا في قوله: يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا [النساء/ 49] [أنّه بالياء].
قال أبو علي: من قرأ: ولا يظلمون فتيلا* بالياء، فلما تقدّم من ذكر الغيبة، وهو قوله: ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم... ولا تظلمون.
ومن قرأ بالتاء فكأنّه ضمّ إليهم في الخطاب النبيّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فغلّب الخطاب على الغيبة، والمعنى: أنّكم أيها المسلمون ما تفعلون من خير يوفّ إليكم، ويجازى من أمر بالقتال فتثبط عنه، بعد أن كان كتب عليه. ويؤكّد التاء قوله: قل متاع الدنيا قليل [النساء/ 77] وما في قل من الخطاب. وأمّا قوله: بل الله يزكي من يشاء [النساء/ 49] ففي يزكي ضمير الغيبة ولا يظلمون بالياء لأنّه إذا كان لمن يشاء فهو للغيبة). [الحجة للقراء السبعة: 3/172]

قوله تعالى: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة