العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عوجًا} [1]: بوقفة لطيفة حفص). [المنتهى: 2/801]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ووقف حفص على (عوجًا) في وصله وقفة خفيفة، وكذلك وقف على (مرقدنا) من قوله تعالى (من مرقدنا) في يس، وعلى (من) من قوله عز وجل (من راق)، وعلى اللام من قوله تعالى (بل، ران) يقف على هذه الأربعة
[التبصرة: 258]
المواضع وقفة خفيفة في وصله، كذلك روى الأشناني عن حفص، ووصل ذلك الباقون بغير وقف). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حفص: {عوجا} (1): يسكت على الألف سكتة لطيفة، من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: {قيما} (2).
وكذلك كان يسكت، مع مراد الوصل، على الألف في يس (52) في قوله عز وجل: {من مرقدنا}، ثم يقول: {هذا}.
وكذلك كان يسكت على النون في القيامة (27)، في قوله: {من}، ثم يقول: {راق}.
وكذلك كان يسكت على اللام في المطففين ((14))، في قوله: {بل}، ثم يقول: {ران}.
والباقون: يصلون ذلك كله، من غير سكت، ويدغمون النون واللام في الراء). [التيسير في القراءات السبع: 347]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ حفص: (عوجا) يسكت على الألف سكتة لطيفة من غير قطع ولا تنوين ثمّ يقول (قيمًا) وكذلك كان يسكت مع مراد الوصل على الألف في يس في قوله تعالى: (من مرقدنا) ثمّ يقول: (هذا) وكذلك يسكت على النّون في القيامة في قوله تعالى: (من) ثمّ يقول: (راق) وكذلك كان يسكت على اللّام في المطففين في قوله: (بل) ثمّ يقول: (ران)، والباقون يصلون ذلك [كله] من غير سكت، ويدغمون النّون واللّام في الرّاء). [تحبير التيسير: 442]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([1]- {عِوَجَا} بوقفة لطيفة من غير قطع ولا تنوين: حفص). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (830 - وَسَكْتَةُ حَفْصٍ دُونَ قَطْعٍ لَطِيفَةٌ = عَلَى أَلِفِ التَّنْوِينِ فِي عِوَجاً بَلاَ
831 - وَفِي نُونٍ مَنْ رَاق وَمَرْقَدِناَ وَلاَ = مِ بَلْ رَانَ وَالْبَاقُونَ لاَ سَكْتَ مُوصَلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([830] وسكتة (حفص) دون قطعٍ لطيفة = على ألف التنوين في عوجًا بلا
[831] وفي نون من راقٍ ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
قال أبو عمرو: «كذلك نص الأشناني في كتابه عن حفص».
والغرض بذلك، إيضاح المعنى في هذه المواضع.
ومعنى (بلا)، خبر. وفيه ضميرٌ لحفص.
وقوله: (والباقون لا سكت موصلا)، أي في حال الإيصال المذكور في المواضع المذكورة بما بعده.
و (موصلا)، منصوب على الحال منه). [فتح الوصيد: 2/1064]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([830] وسكته حفصٍ دون قطع لطيفة = على ألف التنوين في عوجًا بلا
ح: (سكته): مبتدأ، (لطيفةٌ): خبره، (دون قطع): حال، أي: كائنةً دونه، (على ألف): متعلق بـ (سكتة)، (في عوجًا): ظرف (سكته)، (بلا): بمعنى اختبر، جملة مستأنفة، وضميره: عائد إلى حفص.
ص: كان حفصٌ على {عوجًا} [1] وقفة خفيفة من غير قطع نفس، لأنه واصلٌ، وغرضه: إيضاح المعنى، لئلا يتوهم أن {قيمًا} [2] نعت {عوجًا}، فإنه حال من {الكتب} [1]، ولما وقف أبدل التنوين ألفًا، إذ التنوين لا يوقف عليه.
ومعنى البيت: أن سكتة حفص ووقفه على الألف المبدلة من التنوين في {عوجًا} سكتة لطيفة خفيفة من غير قطع نفسٍ.
[831] وفي نون من راقٍ ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
[كنز المعاني: 2/389]
ح: (وفي نون): عطف على (ألف)، وكذلك: ما بعده، (الباقون): مبتدأ، (لا سكت): (لا): لنفي الجنس، خبره: محذوف، أي: لهم، (موصلا): صفة (سكت)، أي: موصلًا إلينا منقولًا عنهم، والجملة: خبر المبتدأ.
ص: سكت حفصٌ في المواضع الثلاثة: في نون {من راقٍ} في القيامة [27]، ليعلم أنهما كلمتان، وليست اللفظة على (فعلا)، وفي آخر {مرقدنا} في قوله تعالى: {من بعثنا من مرقدنا هذا} في يس [52]، ليعلم أن ليس {هذا} صفة المرقد، وفي لام: {بل ران} من قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم} في المطففين [14]، لما مر في {من راقٍ} [القيامة: 27]، والباقون: لا يسكتون في الكل، لأنه لو لزم السكت على اللام والنون ليظهرا للزم في كل مدغم، ولو لزم على {عوجً} [1]، و{مرقدنا} [يس: 52] للزم فيما شاكلهما جميعًا، وحفص لا يفعل كذلك). [كنز المعاني: 2/390]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (830- وَسَكْتَةُ حَفْصٍ دُونَ قَطْعٍ لَطِيفَةٌ،.. عَلَى أَلِفِ التَّنْوِينِ فِي عِوَجًا بَلا
قال صاحب التيسير: قرأ حفص "عوجا" يسكت على الألف سكتة لطيفة من غير قطع ولا تنوين ثم يقول: "قَيِّمًا"، وقال مكي: كان حفص يقف على عوجا وقفة خفيفة في وصله.
قلتُ: فهذا معنى قوله: دون قطع؛ أي: دون قطع نفس؛ لأنه في وقفه واصل وغرضه من ذلك إيضاح المعنى؛ لئلا يُتوهم أن قيما نعت "عوجا"، وإنما "قيما" حال من الكتاب المنزل أو منصوب بفعل مضمر؛ أي: جعله قيما، ولما التزم صورة الوقف لأجل ذلك لزمه أن يبدل من التنوين ألفا يقف عليها؛ لأن التنوين لا يوقف عليه فهذا معنى قوله: على ألف التنوين؛ أي: على الألف المبدلة من التنوين وفي ذلك نظر فإنه لو وقف على التنوين لكان أدل على غرضه وهو أنه واقف بنية الوصل وكثير من المصنفين كالأهوازي وابن غلبون يقولون: يقف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/327]
على عوجا، ولا يذكرون إبدال التنوين ألفا، وقال الأهوازي: ليس هو وقفا مختارًا؛ لأن في الكلام تقديما وتأخيرا معناه أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، ومعنى بلا: اختبر وفاعله ضمير عائد إلى حفص ثم قال:
831- وَفِي نُونٍ مَنْ رَاق وَمَرْقَدِنا وَلا،.. مِ بَلْ رَانَ وَالبَاقُونَ لا سَكْتَ مُوصَلا
أي: وسكت في هذه المواضع الثلاثة أيضا أحدها: النون من: {مَنْ رَاقٍ} في سورة القيامة لما اندغمت النون في الراء بغير غنة وقف على "من" ليعلم أنهما كلمتان وليست اللفظة على وزن فعال، وكذا الكلام في لام: {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، أما: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، فوقف على مرقدنا؛ لئلا يتوهم أن هذا الذي بعده صفة للمرقد وإنما هو مبتدأ، قال مكي: ولو اختار متعقب الوقف على عوجا وعلى "مرقدنا" لجميع القراء لكان ذلك حسنًا؛ لأنه يفرق بين معنيين فهو تمام مختار الوقف عليه قال: وقرأ الباقون ذلك كله بغير وقف مروي عنهم؛ لأنه متَّصل في الخط والإدغام فرع ولا كراهة فيه، ولو لزم الوقف على اللام والنون؛ ليظهر للزم في كل مدغم، فهذا معنى قول الناظم: والباقون لا سكت، وموصلا نعت لسكت؛ أي: لا سكت لهم منقولا عنهم موصلا إلينا.
وقال الشيخ: موصلا نصب على الحال؛ أي: في حال إيصال المذكور في المواضع المذكورة بما بعده، قال: المهدوي وكان يلزم حفصا مثل ذلك في ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/328]
شاكل هذه المواضع وهو لا يفعله، فليس لقراءته وجه من الاحتجاج يعتمد عليه إلا اتباع الرواية. قلت: أولى من هذه المواضع بمراعاة الوقف عليها: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} فينبغي الوقف على قولهم؛ لئلا يتوهم أن ما بعده هو المفعول، وكذا: {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} ينبغي الاعتناء بالوقف على النار، ثم يبتدأ بما بعده؛ لئلا يوهم الصفة ولذلك نظائر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/329]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (830 - وسكتة حفص دون قطع لطيفة = على ألف التّنوين في عوجا بلا
831 - وفي نون من راق ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
سكت حفص على ألف عِوَجاً المبدلة من التنوين، وألف مَرْقَدِنا في يس، وعلى نون مَنْ راقٍ في القيامة، ولام بَلْ رانَ في المطففين. سكتة لطيفة من دون قطع نفس في حال وصل هذه الكلمات بما بعدها، ولم يقيد الناظم السكت بحال الوصل باعتبار أنه من المعلوم أن السكت لا يكون إلا في حال الوصل. وترك الباقون السكت على هذه الكلمات في حال الوصل، وإنما أبدل تنوين عِوَجاً ألفا حال السكت؛ لأن السكت يشارك الوقف في قطع الصوت فتجري عليه أحكامه من إبدال التنوين ألفا في نحو عِوَجاً، وإظهار النون في مثل مَنْ راقٍ، واللام في مثل بَلْ رانَ وغير ذلك. وقول الناظم (دون قطع)
[الوافي في شرح الشاطبية: 310]
معناه: دون قطع طويل، ولا بدّ من تقييده بهذا وإلا فالسكت فيه قطع الصوت حتما وإن كان قليلا. وقوله (والباقون لا سكت موصلا)، (موصلا) صفة (سكت) وخبر (لا) محذوف والتقدير: لا سكت موصلا منقولا إلينا عنهم). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ حَفْصٍ عَلَى عِوَجَا فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت حفص على {عوجًا} [1] في بابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت حفص على عوجا. [1] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في "عِوَجًا" [الآية: 1] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
وسكت أيضا على ألف مرقدنا، ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا وعلى نون من ويبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة، وسكت أيضا على لام بل، ويبتدئ ران ومن لازمه عدم الإدغام والباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
تقدم كسر دال "الحمد لله" عن الحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عوجا * قيما} قرا حفص في الوصل بالسكت على الألف المبدلة من التنوين سكته يسيرة من غير تنفس، إشعارًا بأن {قيما} ليس متصلاً بـــ {عوجا} على أنه نعت له، بل هو منصوب بفعل مقدر، أي: جعله قيمًا وأنزله، فيكون حالاً من الهاء المتصل به، ويحتمل غير هذا، والباقون بغير سكت، فلهم في تنوينه الإخفاء لأجل قاف {قيما} ). [غيث النفع: 812]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة (الحمد لله)، بالرفع على الابتداء، ولله: الخبر.
- وقرأ الحسن (الحمد لله) بكسر الدال على إتباع حركة اللام، وهو إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب، وهي لغة تميم وبعض غطفان، يتبعون الأول الثاني للتجانس.
ذكر صاحب الإتحاف قراءة الحسن هذه، وأشار إلى أنها تقدمت، قلت: تقدم ذكرها في سورة الفاتحة الآية/2.
والقراءة هناك مروية عن ثلاثة، وهم الحسن وزيد بن علي ورؤبة.
وقال أبو حيان في ذلك الموضع:
(وقراءة الرفع أمكن في المعنى؛ ولهذا أجمع السبعة عليها؛ لأنها تدل على ثبوت الحمد واستقراره لله تعالى...).
وكان قد ذكر مع هاتين القراءتين قراءة ثالثة بنصب الدال.
{عِوَجًا (1)- قَيِّمًا (2)}
- قرأ حفص بخلاف عنه (عوجا، ... قيمًا) بالسكت على الألف من (عوجا)، وهي مبدلة من التنوين، وهو سكت من غير تنفس
[معجم القراءات: 5/145]
بمقتدر حركتين، دفعًا لإيهام أن يكون (قيما) نعتًا لـ(عوجًا) فيفسد المعنى؛ إذ (قيمًا) حال من (الكتاب).
قال مكي: (كان حفص يقف على (عوجا)..، وحجته في ذلك أنه اختار أن يبين بوقفه على (عوجا) أنه وقف تام، فإن (قيمًا) ليس بتابع في إعرابه لـ(عوجًا)، إنما هو منصوب بإضمار فعل، تقديره: أنزله قيمًا).
قال ابن هشام:
(... ما حكاه بعضهم من أنه سمع شيخًا يعرب لتلميذه: (قيمًا).. صفة لـ (عوجًا) قال: فقلت له: يا هذا، كيف يكون العوج قيمًا؟ وترحمت على من وقف من القراء على ألف التنوين في (عوجا) وقفة لطيفة، دفعًا لهذا التوهم، وإنما (قيمًا) حال إما من اسم محذوف هو وعامله، أي أنزله (قيمًا) وإما من الكتاب..).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وحفص عن عاصم في وجهه الثاني وأبو جعفر ويعقوب (عوجًا، قيمًا) من غير سكت في الوصل مع إخفاء التنوين في القاف.
- وفي بعض مصاحف الصحابة:
(ولم يجعل له عوجًا، لكن جعله قيمًا).
قال أبو حيان:
(ويحمل ذلك على تفسير المعنى لا أنها قراءة) ). [معجم القراءات: 5/146]

قوله تعالى: {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {من لَدنه} 2
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (من لدنهي) بِفَتْح اللَّام وإشمام الدَّال الضمة وَكسر النُّون وَالْهَاء ويصل الْهَاء بياء في الْوَصْل
وَلم يقْرَأ بذلك أحد غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {من لَدنه} بِفَتْح اللَّام وَضم الدَّال وتسكين النُّون وَضم الْهَاء من غير بُلُوغ وَاو وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم مثلهم). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({من لدنه} بإشمام الدال، وكسر النون والهاء يحيى). [الغاية في القراءات العشر: 304]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من لدنه) [2]: بكسر النون والهاء واختلاس ضمة الدال أبو بكر إلا البرجمي والأعشى وابن جبير وحمادًا، وزاد الرفاعي حيث جاء،
[المنتهى: 2/801]
وآخذ عنه كخلف عن يحيى). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (من لدنه) بإسكان الدال ويشمها الضم، وكسر النون والهاء، ويصل الهاء بياء، والإشمام في هذا إنما هو بعد الدال لأنها ساكنة فهي بمنزلة دال (زيد) المرفوع في الوقف، وليس بمنزلة الإشمام في (سيئت) و(قيل) لأن هذا متحرك، وقرأ الباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء غير أن ابن كثير يصل الهاء بواو على أصله). [التبصرة: 258]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (يبشر)و(رعبًا) و(بالغدوة) فيما تقدم). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {من لدنه} (2): بإسكان الدال، وإشمامها شيئًا من الضم، ويكسر النون والهاء، ويصل الهاء بياء.
والباقون: بضم الدال، وإسكان النون، وضم الهاء.
وابن كثير: على أصله، يصلها بواو). [التيسير في القراءات السبع: 347]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ويبشر المؤمنين} (2): بفتح الياء، وإسكان الباء، وضم الشين مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح الباء، وكسر الشين مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر: (من لدنه) بإسكان الدّال وإشمامها شيئا من الضّم وبكسر النّون والهاء ويصل الهاء بياء، والباقون بضم الدّال وإسكان النّون وضم الهاء، وابن كثير على أصله
[تحبير التيسير: 442]
يصلها بواو). [تحبير التيسير: 443]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ويبشر المؤمنين) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيَمًا) بكسر القاف وفتح الياء خفيف الْأَعْمَش، الباقون مشدد، وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 589]
لقوله: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ لَدُنْهُ) بكسر النون وإشمام الدال شيئًا من الضم أبو بكر غير ابن جبير، والْأَعْمَش، والبرجمي، وعصمة عن عَاصِم، زاد الرفاعي حيث جاء واحد عنه كخلف عن يحيى، وأما (مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا) خفيف مدني، وأبو بكر، وقد ذكرنا الاختلاس بضم لامه وسكون داله الخطيب عن الأعشى قال أبو علي أبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو كنافع، وخارجة عن نافع كأَبِي عَمْرٍو، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {مِنْ لَدُنْهُ} بكسر النون والهاء واختلاس ضمة الدال: أبو بكر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (832 - وَمِنْ لَدْنِهِ في الضَّمِّ أَسْكِنْ مُشِمَّهُ = وَمِنْ بَعْدِهِ كَسْرَانِ عَنْ شُعْبَةَ اعْتَلاَ
833 - وَضُمَّ وَسَكِّنْ ثُمَّ ضُمَّ لِغَيْرِهِ = وَكُلُّهُمْ فِي الْهَا عَلَى أَصْلِهِ تَلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([832] ومن لدنه في الضم أسكن مشمه = ومن بعده كسران عن (شعبة) اعتلا
[833] وضم وسكن ثم ضم لغيره = وكلهم في الها على أصله تلا
حقيقة هذا الإشمام، أن تشير بالعضو إلى الضمة بعد إسكان الدال، ولا يدركه الأعمى لكونه إشارةً بالعضو من غير صوتٍ، وتكسر النون والهاء.
وهي لغة لبني كلاب رواها أبو زيد.
يقولون: لدنه؛ يشمون الدال، ويكسرون النون. وذلك أنهم استثقلوا الضمة في الدال، فأسكنوا، فالتقى ساكنان، فكسروا النون لذلك.
وأما كسر الهاء، فلأجل كسر النون.
(وضم) الدال وسكن النون، (ثم ضم) لغير أبي بكر.
(وكلهم في الماء على أصله تلا)؛ فأبو بكر يصلها بياء، كما يقرأ (أنا ءاتيك بهي)، وابن كثير يصلها بواو.
والباقون، يضمون من غير صلة). [فتح الوصيد: 2/1065]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([832] ومن لدنه في الضم أسكن مشمه = ومن بعده كسران على شبعة اعتلى
[833] وضم وسكن ثم ضم لغيره = وكلهم في الها على أصله تلا
[كنز المعاني: 2/390]
ح: (من لدنه): مفعول (أسكن)، (مشمه): حال من (فاعله): (في الضم): ظرفه، (كسران): مبتدأ، (اعتلى عن شعبة): نعته، (من بعده): خبره، الهاء في (لغيره): لشبعة، (وكلهم): مبتدأ، (تلا): خبره، (على أصله): متعلق به، (في الهاء): ظرفه.
ص: قرأ أبو بكر شعبة: {بأسًا شديدًا من لدنه} [2] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو الإشارة بالعضو إلى الضمة من غير صوتٍ يسمع، ويكسر النون والهاء، والباقون: بضم الدال والهاء وإسكان النون.
وكل يقرأ الهاء من ذلك على أصله، فشبعة يصل الهاء بالياء، نحو: {به} [البقرة: 22]، وابن كثير بالواو على أصله، والباقون: بترك الوصل.
أما قراءة شبعة: فلغة بني كلاب، وأما قراءة الآخرين: فلغة سائر العرب الوارد عليه القرآن غير هذا الموضع المختلف فيه). [كنز المعاني: 2/391]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (832- وَمِنْ لَدْنِهِ في الضَّمِّ أَسْكِنْ مُشِمَّهُ،.. وَمِنْ بَعْدِهِ كَسْرَانِ عَنْ شُعْبَةَ اعْتَلا
أي: أسكن ضم الدال في حال كونك "مشمه" فالهاء في "مشمه" للضم، والكسران في النون والهاء وهذا معنى قول صاحب التيسير: قرأ أبو بكر "من لدنه" بإسكان الدال وإشمامها شيئا من الضم وبكسر النون والهاء ويصل الهاء بياء، وكذا قال صاحب الروضة: إشمامها شيئا من الضم، وصرح الأهوازي فقال: باختلاس ضمة الدال، أما مكي فقال: الإشمام في هذا إنما هو بعد الدال؛ لأنها ساكنة فهي بمنزلة دال زيد المرفوع في الوقف، وليس بمنزلة الإشمام في "سيئت"، وقيل: لأن هذا متحرك، ولم يذكر الشيخ في شرحه غير هذا القول فقال: حقيقة هذا الإشمام أن يشير بالعضو إلى الضمة بعد إسكان الدال، ولا يدركه الأعمى؛ لكونه إشارة بالعضو من غير صوت، قال أبو علي: وهذا الإشمام ليس في حركة خرجت إلى اللفظ، وإنما هو تهيئة العضو لإخراج الضمة؛ ليعلم أن الأصل كان في الدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/329]
الضمة، فأسكنت كما أسكنت الباء في سبع والكسر من النون؛ لالتقاء الساكنين، وكسرت الهاء بعدها لأجل كسرة النون نحو: به ومن أجله.
833- وَضُمَّ وَسَكِّنْ ثُمَّ ضُمَّ لِغَيْرِهِ،.. وَكُلُّهُمُ فِي الْهَا عَلَى أَصْلِهِ تَلا
أي: ضم الدال وسكن النون ثم ضم الهاء لغير شعبة، أما حكم الهاء في الضم والكسر والصلة فعلى ما عرف من أصولهم في باب هاء الكناية، فتكسر الهاء، وتصلها بياء في قراءة شعبة لأجل كسر ما قبلها، وتضم الهاء في قراءة غيره؛ لعدم الكسر قبلها، وابن كثير وحده يصلها بواو كما يقرأ "منهو" و"عنهو"، والباقون يضمون ولا يصلون كما يقرءون: "منه" وعنه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (832 - ومن لدنه في الضّمّ أسكن مشمّه = ومن بعده كسران عن شعبة اعتلا
833 - وضمّ وسكّن ثمّ ضمّ لغيره = وكلّهم في الها على أصله تلا
قرأ شعبة بإسكان ضمة الدال مع إشمامها الضم وبكسر النون والهاء. قال في الغيث: والمراد بالإشمام هنا ضم الشفتين عقب النطق بالدال الساكنة على ما ذكره مكي والداني وغيرهما. وقال العلامة الجعبري: لا يكون الإشمام بعد الدال بل معه تنبيها على أن أصلها الضم وسكنت تخفيفا .. انتهى.
والظاهر أن الحق مع الجعبري. ثم بين الناظم قراءة غير شعبة بقوله (وضم وسكن ثم ضم لغيره) يعني ضم الدال وسكن النون وضم الهاء وكل من القراء على أصله في الهاء، فشعبة يصلها بياء لوقوعها في قراءته بين متحركين نحو بِهِ* وابن كثير يصلها بواو لوقوعها بعد ساكن وقبل متحرك نحو مِنْهُ* وعَنْهُ* والباقون لا يصلونها على قاعدتهم). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ لَدُنْهُ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ الدَّالِ وَإِشْمَامِهَا الضَّمَّ وَكَسْرِ النُّونِ وَالْهَاءِ وَوَصْلِهَا بِيَاءِ اللَّفْظِ، وَانْفَرَدَ نِفْطَوَيْهِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ صِلَةٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ خَلَفٍ عَنْ يَحْيَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْهَاءِ وَالدَّالِ، وَإِسْكَانِ النُّونِ، وَابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي الصِّلَةِ بِوَاوٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {من لدنه} [2] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بياء، وانفرد نفطويه عن الصريفيني عن أبي بكر بكسرها من غير صلة، والباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء، وابن كثير يصلها على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ويبشر} [2] ذكر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (742 - من لدنه للضّمّ سكّن وأشمّ = واكسر سكون النّون والضّم صرم). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (من لدنه للضّمّ سكّن وأشم = واكسر سكون النّون والضّمّ (ص) رم
يريد أنه قرأ قوله تعالى «من لدنه» بإسكان ضم الدال وإشمامها الضم، وبكسر سكون النون وضم الهاء وصلتها أبو بكر، والباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء وابن كثير يصلها بواو على أصله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
من لدنه للضّمّ سكّن وأشم = واكسر سكون النّون والضمّ (ص) رم
ش: أي قرأ ذو صاد (صرم) أبو بكر من لدنه [2] فقط لقرينة الفرش، بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها.
والباقون بضم الدال، وإسكان النون وضم الهاء، وصلتها بواو لابن كثير، وبلا صلة لغيره.
تنبيه:
قيد الإسكان والضم للضد، والإشمام هنا: ضم الشفتين مع الدال. قال الفارسي: هو تهيئة [العضو] وليس حركة، وتجوّز الأهوازي بتسميته اختلاسا.
ووجه إسكان الدال أن أصلها: «لدن» فاسكنت تخفيفا ك: «عضد» ونبه بالإشمام عليها، وكسرت النون للساكنين ك: «أمس»، أو جرت على لغة قيس وهو إعرابها، وبقيت الهاء على أصل ضمها؛ لعدم العارض). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ لَدُنْه" [الآية: 2] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي، فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون، وتبعه كسر الهاء وكان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه، ووصلت بهما؛ لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة، وهو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق، قال الفارسي: وغيره كمكي ومن تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت، فليس هو حركة، وتجوز الأهوازي بتسميته اختلاسا، والباقون بضم الدال وسكون النون وضم الهاء وابن كثير أبدلها بواو على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَيُبَشِّر" [الآية: 2] بالتخفيف حمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لدنه} [2] قرأ شعبة بإسكان الدال مع إشمامها الضم، وكسر النون والهاء، ووصلها بياء في اللفظ.
والمراد بالإشمام هنا: ضم الشفتين عقب النطق بالدال الساكنة، على ما ذكره مكي والداني وأبو عبد الله الفاسي وغيرهم.
وقال الجعبري: لا يكون الإشمام بعد الدال، بل معه واعترض الأول فانظره تنبيهًا على أن أصلها الضم، وسكنت تخفيفًا.
[غيث النفع: 812]
والباقون بضم الدال والهاء، وإسكان النون، والمكي على أصله في الصلة). [غيث النفع: 813]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويبشر} قرأ الأخوان بفتح الياء، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة، والباقون بضم الياء، وفتح الموحدة، وكسر الشين مشددة). [غيث النفع: 813]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
{قَيِّمًا}
- قراءة الجماعة (قيمًا) بفتح القاف وتشديد الياء مكسورة.
- وقرأ أبان بن تغلب وأبو رجاء وأبو المتوكل وأبو الجوزاء وابن يعمر والنخعي والأعمش (قيمًا) بكسر القاف وفتح الياء.
{لِيُنْذِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بَأْسًا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر (باسًا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (بأسًا).
{مِنْ لَدُنْهُ}
- قرأ عاصم في رواية أبي بكر ويحيى وحماد وجبلة (لدنهي) بسكون الدال مع إشمامها الضم، وكسر النون والهاء، ثم وصل الهاء بياء.
قال ابن مجاهد: (ولم يقرأ بذلك أحد غيره).
[معجم القراءات: 5/147]
وأصلها (لدن) على وزن (عضد)، فخفف بإسكان الوسط وهو الدال، وأشير بالإشمام إلى الضم تنبيهًا على أنه الأصل.
وكسرت النون للتخلص من التقاء الساكنين:
سكون الدال الطارئ، وسكون النون في الأصل، ثم كسرت الهاء إتباعًا لكسر النون قبلها، ووصلت بياء لوقوعها بين متحركين: أولهما مكسور. وكان الوصل بياء مراعاة للكسر.
واعترض بعضهم على الإشمام في وسط الكلمة: إذ الإشمام غنما يكون في آخر الكلمة عند الوقف.
قال الشهاب:
(وهذا -أي الإشمام- ما قرر القراء، لكن استشكله في الدر المصون وغيره بأن الإشمام وهو الإشارة إلى الحركة بضم الشفتين مع انفراج بينهما إنما يتحقق في الوقف على الآخر كما قرره النحاة، وكونه في الوسط كما هنا لا يتصور؛ ولذا قيل: إنه يؤتى به هنا بعد الوقف على الهاء.
ودفع الاعتراض بأنه لا يدل حينئذٍ على حركة الدال بأنه متعين، إذ ليس في الكلمة ما يصلح أن يشار إلى حركته غيرها، ولا يخفى ما فيه. والذي يحسم مادة الإشكال ما مر في سورة يوسف من أن الإشمام له معان أربعة: منها تضعيف الصوت بالحركة الفاصلة بين الحرفين، فهو إخفاء لها.
وقال الداني: إنه هو المراد هنا، وهو الصواب، وبه صرح ابن جني في المحتسب..
[معجم القراءات: 5/148]
فمن قال: إنها متواترة نقلها الجعبري وغيره، فلا وجه لإنكارها، لم يأتِ بشيء، مع أن التحقيق أن الأداء غير متواتر، وهذا مما لا مرية فيه...).
- وقرأ أبو بكر شعبة عن عاصم (لدنه) بإشمام الدال الضم، وكسر النون والهاء، وذكر الرازي أنها لغة بني كلاب.
وفي أمالي الشجري:
(وقال أبو علي: ... فأما ما روي عن عاصم من قراءته (لدنه) فالكسرة فيه ليست كسرة جر، وإنما هي كسرة التقاء الساكنين، وذلك أن الدال أسكت كما أسكنت الباء من (سبع)، والنون ساكنة، فلما التقيا كسر الثاني منهما).
وقال الأصبهاني في المبسوط: (روى يحيى عن أبي بكر: ... من لدنه.
قال: يشم الدال ويكسر النون والهاء.
ورأيت من المشايخ من كان يقول: لا ندري ما هذه الرواية، ولا نقبل مثل هذا عن أبي بكر، سيما إذا كان الرواة الثقات عنه كلهم على خلافه، والله أعلم به).
وقال ابن الجزري:
(وانفرد نفطويه عن الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بكسر الهاء من غير صلة، وهي رواية خلف عن يحيى).
والذي وجدته في بعض مراجع المتقدمين أن كسرة النون كسرة إعراب، وهي لغة قيس.
[معجم القراءات: 5/149]
قال السيوطي: (وإعراب لدن) لغة قيسية، تشبيهًا بعند، وبه قرأ عاصم: (بأسًا شديدًا من لدنه) بالجر، وإشمام الدال الساكنة الضم...).
وذكر مثل هذا أبو الحسن الأشموني في شرحه، وابن هشام في أوضح المسالك، وذكر أغلب العلماء أنها هنا على البناء، وأن الكسر عارض لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن كثير (لدنهو) بضم الهاء على الأصل، ثم وصل هذه الهاء بواو، وهو مشهور مذهبه في القراءة.
- وقرأ أبو حيوة (لدنه) بضم اللام وسكون الدال وكسر النون والهاء.
قال ابن الشجري:
(ولدن... وفيه لغات...
والثالثة: لدن، مثل عضد، خففوه تارة بإسكان أوسطه، وتارة بنقل الحركة إلى أوله، وحركوا النون لالتقاء الساكنين، وخصوها بالحركة التي كانت للثقل).
وذكر العكبري قراءتين أخريين:
1- لدنه: بفتح اللام وضم الدال وكسر النون.
2- لدنه: بفتح اللام وضم الدال واختلاس كسرة النون.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وحفص عن
[معجم القراءات: 5/150]
عاصم وأبو جعفر ويعقوب (من لدنه) بفتح اللام، وضم الدال، وسكون النون، وضم الهاء من غير بلوغ واو.
{وَيُبَشِّرَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف وأصحاب عبد الله بن مسعود والأعمش وطلحة (ويبشر) بفتح الياء في أوله، وإسكان الباء وضم السين، وهو من (بشر) الثلاثي.
وبنضب الراء عطفًا على (لينذر).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ويبشر) بالتضعيف والنصب من (بشر)، والمضعف لغة الحجاز.
وتقدم مثل هذا في الآية/39 من سورة آل عمران.
- وقرئ (ويبشر) بالرفع على الاستئناف، أي: وهو يبشر، وهو قطع عما قبله.
- وذكر أبو حيان أن عبد الله بن مسعود قرأ: (يبشر) في جميع القرآن من أبشر، ثم قال: (وهي لغىً ثلاث، حكاها غير واحد من اللغويين).
- والقراءة بترقيق الراء من (يبشر) عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/151]
{الْمُؤْمِنِينَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش بإبدال الهمزة واوًا (المومنين).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (المؤمنين).
وتقدم مثل هذا في مواضع مما سبق بيانه، وانظر الآية/99 من سورة يونس). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
- وقراءة الجماعة (فيه) بكسرة مختلسة غير مشبعة). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
{وَيُنْذِرَ}
- وقراءة الجماعة (وينذر) من (أنذر)، وفتح الراء بالعطف على (لينذر) في الآية/2 من هذه السورة.
- وذكر ابن خالويه أن مجاهدًا قرأ (وينذر) كذا بالتضعيف من (نذر).
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كَبُرَتْ) باختلاس الباء الْأَعْمَش، ونعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضم الباء، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع (كَلِمَةً) بالرفع ابن مُحَيْصِن، وأبو حيوة، والحسن وحمد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لأن معناه: عظمت كلمة، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن الحسن "كبرت كلمة" بالرفع على الفاعلية والجمهور بالنصب على التمييز وهو أبلغ
[إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
ومعنى الكلام بها تعجب أي: ما أكبرها كلمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
{لِآبَائِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة.
- وقراءته في الهمزة الثانية بالتسهيل بين بين.
{كَبُرَتْ}
- قراءة الجماعة (كبرت) بضم الباء.
- وقرئ (كبرت) بسكون الباء، وهي لغة تميم، وذهب العكبري إلى أن إسكان الباء للتخفيف، وقال الزجاج: (... ويجوز... بتسكين الباء، ولا أعلم أحدًا قرأ بها).
- وذكر الزمخشري هذه القراءة بسكون الباء، وزاد أنه مع إشمام الباء الساكنة الضم، وصورة القراءة على هذا (كبرت).
{كَبُرَتْ كَلِمَةً}
- قراءة الجمهور (كبرت كلمةً) بالنصب.
والنصب على وجهين:
الأول: كبر: فعل ماض لإنشاء الذم، والفاعل ضمير مستتر، (وكلمةً) تمييز له.
والمخصوص بالذم محذوف، أي: تلك المقالة الشنعاء.
[معجم القراءات: 5/153]
الثاني: ذهب أبو عبيدة إلى أن ظاهر الكلام على التعجب، أي: ما أكبرها كلمةً، وهو نصب على التمييز، وهو رأي الزمخشري، ومن قبله الأخفش.
- وقرأ الحسن ومجاهد وابن يعمر وابن أبي إسحاق وابن محيصن والقواس عن ابن كثير وعيسى الثقفي والأعرج بخلاف عنه وعمرو بن عبيد وابن مسعود وأبو رزين وأبو رجاء وابن أبي عبلة (كبرت كلمة)، كذا بالرفع على الفاعلية.
قال ابن جني: (أخلص الفعل لـ(كلمة) هذه الظاهرة فرفعها).
وقال الفراء:
(نصبها أصحاب عبد الله، ورفعها الحسن وبعض أهل المدينة، فمن نصب أضمر في (كبرت): كبرت تلك الكلمة كلمةً، ومن رفع لم يضمر شيئًا، كما تقول: عظم قولك، وكبر كلامك).
وقال الأخفش: (وقد رفع بعضهم الكلمة لأنها هي التي كبرت).
وقال أبو حيان: (والنصب أبلغ في المعنى وأقوى).
وقراءة النصب هي الصواب عند الطبري لإجماع الحجة من القراء عليها). [معجم القراءات: 5/154]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}

قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
{بَاخِعٌ نَفْسَكَ}
- قراءة الجمهور (باخع نفسك) بالتنوين، ونصب (نفسك)، وهذا على إعمال اسم الفاعل.
- وقرأ سعيد بن جبير وأبو الجوزاء وقتادة (باخع نفسك) بالإضافة، وهو من إضافة اسم الفاعل إلى معموله.
[معجم القراءات: 5/154]
{عَلَى آثَارِهِمْ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش.
- وورش على أصله في المد والتوسط والقصر.
- والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا}
- قراءة الجماعة (إن لم يؤمنوا) بكسر همزة (إن)، وهو للاستقبال.
قال السمين:
(العامة على كسر (إن) على أنها شرطية، والجواب محذوف عند الجمهور لدلالة قوله: فلعلك، وعند غيرهم هو جواب متقدم.
- وقرئ (.. أن لم يؤمنوا) بفتح الهمزة، وهو للماضي، والتقدير: لأن لم يؤمنوا، وذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره وقال: (... ذكره الفراء للأعشى عن أبي بكر عن عاصم...)، وتتبعت هذه القراءة في معاني القرآن للفراء فوجدتها في ثلاثة مواضع، ولكنه لم يصرح -رحمه الله- في واحد منها على أنها لعاصم من طريق أبي بكر، ويبدو أن الموضع الثالث هو الذي أوهم ابن خالويه ما ذكره، وسياق النص على غير ما ذهب إليه.
وقال الفراء في الموضع الأول:
(فقرأ القراء بالكسر، ولو قرئت بفتح (أن) على معنى (إذ لم يؤمنوا)، و(لأن لم يؤمنوا) و(من أن يؤمنوا)، لكان صوابًا..).
[معجم القراءات: 5/155]
وقال في الموضع الثاني:
(تكسرها إذا لم يكونوا آمنوا على نية الجزاء، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت).
وقال في الموضع الثالث: (إن لم يؤمنوا، وأن لم يؤمنوا).
{لَمْ يُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لم يومنوا) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا في مواضع، وانظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 5/156]

قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}

قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (9) إلى الآية (12) ]

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}

قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)}

قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من أمرنا رشدًا) [10]: برفع الراء وسكون الشين أبو بشر). [المنتهى: 2/803]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَهَيِّئْ لَنَا وَيُهَيِّئْ لَكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وهيء} [10]، و{ويهيئ} [16] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وهيّى لنا [10] ويهيّى لكم [16] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهيئ} [10] و{يهيئ} [16] عدم إبدال همزهما للسبعة إلا حمزة في الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 813] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
{إِذْ أَوَى}
- قرأ ورش (إذ اوى) بنقل حركة همزة القطع وهي الفتحة إلى الذال الساكنة، ثم حذف الهمزة.
{أَوَى}
- أمال الألف في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا}
- إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
[معجم القراءات: 5/156]
{وَهَيِّئْ}
- قراءة الجماعة (وهيئ) بياءٍ بعدها همزة.
- وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة (وهيي) بياءين من غير همز، فقد أبدل الهمزة الساكنة ياء خفيفة.
- وقراءة حمزة وهشام في الوقف كقراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياءً؛ وذلك لسكونها وانكسار ما قبلها.
- وذكر ابن خالويه أن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم قرأ (وهي لنا) لا يهمز.
ونقل أبو حيان هذا عن ابن خالويه، ثم قال: (فاحتمل أن يكون أبدل الهمزة ياءً، واحتمل أن يكون حذفها.
فالأول إبدال قياسي، والثاني مختلف فيه، ينقاس حذف الحرف المبدل من الهمزة في الأمر أو المضارع إذا كان مجزومًا).
{رَشَدًا}
- قراءة الجمهور (رشدًا) بفتح الراء والشين.
- وقرأ أبو رجاء والوليد بن مسلم عن ابن عامر (رشدًا) بضم الراء وإسكان الشين.
ورجح ابن عطية قراءة الجماعة لشبهها بفواصل الآيات.
وقال الزجاج:
(ويجوز في (رشدًا) رشدًا إلا أنه لا يقرأ بها ههنا؛ لأن فواصل الآيات على فعل نحو أمدٍ وعددٍ، فرشد أحسن في هذا المكان...) ). [معجم القراءات: 5/157]

قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الألف الثانية من "آذَانِهِم" [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إمالة "آذانهم" للدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
{آذَانِهِمْ}
- أمال الألف الثانية الدوري عن الكسائي.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{سِنِينَ عَدَدًا}
- قرئ بألف في الوصل والوقف (عددا)، وهو على إجراء الوصل مجرى الوقف). [معجم القراءات: 5/158]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أحصى" و"أحصاها" وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
{لِنَعْلَمَ}
- قراءة الجمهور (لنعلم) بنون العظمة.
- وقرأ الزهري (ليعلم) بالياء. والفاعل هو الله تعالى.
وهذا التفات من التكلم إلى الغيبة.
- وقرأ الأخفش وأبو الجوزاء وأبو عمران والنخعي (ليعلم) على البناء للمفعول.
وعلى هذه القراءة يكون ما بعده، وهو الجملة الاسمية، قد قام مقام الفاعل، وهو جائز عند الكوفيين، مردود عند البصريين.
- وذكر الزمخشري أنه قرئ (ليعلم) بضم الياء وكسر اللام من (أعلم).
ثم قال: (وهو -أي الفعل- معلق عنه- أي: عن أي الحزبين- لأن ارتفاعه بالابتداء لا بإسناد يعلم إليه، وفاعل (يعلم مضمون الجملة).
[معجم القراءات: 5/158]
وقال أبو حيان:
(وأما ليعلم فيظهر أن المفعول الأول محذوف لدلالة المعنى عليه، والتقدير: ليعلم الله الناس أي الحزبين، والجملة من المبتدأ والخبر في موضع مفعولي (يعلم): الثاني والثالث...).
{أَحْصَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
هذا، وقد يكون (أحصى) فعلًا، وقد يكون اسم تفضيل، وهو اختيار الزجاج). [معجم القراءات: 5/159]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (13) إلى الآية (15) ]

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
{نَحْنُ نَقُصُّ}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{هُدًى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/159]

قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
{إِذْ قَامُوا فَقَالُوا}
- قرأ الأعمش (إذ قاموا قيامًا فقالوا) ). [معجم القراءات: 5/159]

قوله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)} {لَوْلَا يَأْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لولا ياتون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (... يأتون).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي.
وكسرها عن الباقين.
انظر هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة.
{أَظْلَمُ}
- غلظ ورش اللام من طريق الأزرق، وروى بعضهم عنه الترقيق.
وتقدم هذا مرارًا، انظر سورة الأنعام/21، وسورة البقرة الآية/20.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
- وعنهما الإظهار.
- والجماعة على إظهار الميم.
{افْتَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (16) إلى الآية (18) ]
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}

قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسر الْفَاء وَكسر الْمِيم وَفتح الْفَاء من قَوْله {مرفقا} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مرفقا} بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْفَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء
والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء مثلهما). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مرفقا) بفتح الميم، وكسر الفاء، مدني شامي، والأعشى، والبرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مرفقًا) [16]: بفتح الميم، وكسر الفاء مدني، ودمشقي، وأبو بكر طريق على والأعشى والبرجمي، وسلام). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء، وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {مرفقا} (16): بفتح الميم، وكسر الفاء.
والباقون: بكسر الميم، وفتح الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (مرفقا) بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِرفَقًا) بفتح الميم مدني دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو بكر طريق أبو الحسن والأعشى، والبرجمي، والجعفي عن أبي بكر، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأنه أخص وأبلغ في الرفق، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {مِرْفَقًا} بفتح الميم وكسر الفاء: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834 - وَقُلْ مِرْفَقاً فَتْحٌ مَعَ الْكَسْرِ عَمَّهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([834] وقل مرفقًا فتح مع الكسر (عمـ)ـه = وتزور لـ(لشامي) كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
المرفق بكسر الميم: مرفق اليد. وبفتحها: ما يرتفق به. وقد يستعمل كل واحد موضع الآخر.ذكر ذلك ثعلب فيما حكى الأزهري عنه.
وقال الفراء وقطرب: هما لغتان فصيحتان.
وأنشد الفراء في الجمع بين اللغتين:
بت أجافي مرفقًا عن مرفق). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (834- وَقُلْ مِرْفَقًا فَتْحٌ مَعَ الكَسْرِ "عَمَّـ"ـهُ،.. وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلا
أي: عم مرفقا فتح في الميم مع الكسر في الفاء والباقون بعكس ذلك: كسروا الميم وفتحوا الفاء، وهما لغتان في مرفق اليد وفيما يرتفق به وقيل: هما لغتان فيما يرتفق به، أما مرفق اليد فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - وقل مرفقا فتح مع الكسر عمّه = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
قرأ نافع وابن عامر: مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً. بفتح الميم وكسر الفاء، فتكون قراءة الباقين بكسر الميم وفتح الفاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِرفَقًا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرْنَا تَرْقِيقَ الرَّاءِ لِمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَهَيِّئْ لَنَا وَيُهَيِّئْ لَكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وهيء} [10]، و{ويهيئ} [16] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743 - مرفقًا افتح اكسرن عمّ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخف = تزّاور الكوفي وتزور (ظ) رف
أي قرأ المدنيان وابن عامر «من أمركم مرفقا» بفتح الميم وكسر الفاء،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء وهم لغتان بالشيء المرتفق به). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخفّ = تزّاور الكوفي وتزورّ (ظ) رف
(ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) (ش) اف (ح) كم
ش: أي قرأ [ذو (عم)] المدنيان، وابن عامر: من أمركم مرفقا [16] بفتح
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
الميم وكسر الفاء.
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء.
ولغة الحجاز فتح ميم «مرفق» إن كان لما يرتفق به، وكسر الميم العضو، وعكس الأخفش، وحكى الأزهري الكسر والفتح فيهما، وأصل الزّور الميل، ومنه «زاره»: مال إليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وهيّى لنا [10] ويهيّى لكم [16] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "فأوا" ألفا الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام من نحو: "ينشر لكم" لأبي عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِرْفَقًا" [الآية: 16] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء، قيل هما بمعنى واحد، وهو ما يرتفق به، وقيل بفتح الميم مصدر كالمرجع وبكسرها للعضو، ومن فتح الميم فخم الراء حتما، ومن كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي؛ لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهيئ} [10] و{يهيئ} [16] عدم إبدال همزهما للسبعة إلا حمزة في الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 813] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأووا} إبدال همزه لسوسي دون ورش جلي). [غيث النفع: 813]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مرفقا} قرأ نافع والشامي بفتح الميم، وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم، وفتح الفاء، ومن فتح الميم فخم الراءن ومن كسرها رققها، لأن الكسرة لازمة وإن كانت الميم فيه زائدة، فلهذا قال بعضهم بتفخيمه لزيادتها، والصواب الأول.
وهو كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة، وشذ بعضهم وجعله {كذبا} قبله). [غيث النفع: 813]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
{وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}
- قراءة الجماعة (وما يعبدون إلا الله).
- وذكر أبو حيان أن في مصحف عبد الله بن مسعود (وما يعبدون من دوننا).
قال أبو حيان:
(وما في مصحف عبد الله فيما ذكر هارون إنما أريد به تفسير المعنى، وأن هؤلاء الفتية اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله).
ثم قال: (وليس ذلك قرآنًا لمخالفتها لسواد المصحف؛ ولأن المستفيض عن عبد الله، بل هو متواتر ما ثبت في السواد، وهو: (وما يعبدون إلا الله).).
- وذكر الطبري أن ابن مسعود قرأ (وما يعبدون من دون الله)، قال: (هي في مصحف عبد الله...).
{فَأْوُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والسوسي والأزرق وورش بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (فاووا).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
[معجم القراءات: 5/161]
{يَنْشُرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو من رواية السوسي بإدغام الراء في اللام، واختلف عنه من رواية الدوري.
{يُهَيِّئْ}
- قراءة الجماعة (يهيئ) بالهمز، وقبلها ياء.
- وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة (يهيي) بياءين من غير همز، فقد أبدلوا الهمزة الساكنة ياءً خفيفة.
- وقراءة حمزة وهشام في الوقف كقراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وذكر ابن خالويه أن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم قرأ (يهيي) من غير همز، ونقل هذا أبو حيان عنه، وقد ذكرت تخريجه في (هي) في الآية/10 من هذه السورة.
- وقال ابن خالويه: ((ويهيا) بألف في مصحف عثمان رضي الله عنه) انتهى النص.
قلت: إن أراد ابن خالويه أنه بالألف رسمًا فهو أمر مقبول. وإن أراد أن ينطق كذلك بالألف فقد أبعد المرمى، وغاب عنه أن من العرب من يكتب الهمزة على ألف في كل حين، ولقد مرت معي نصوص كثيرة في مراجعهم، ولكن يحضرني الآن ثلاثة منها أسوقها إليك.
- الأول: قال الفراء:
(قوله: هيئ، كتبت الهمزة بالألف (وهيأ) بهجائه، وأكثر
[معجم القراءات: 5/162]
ما يكتب الهمز على ما قبله، فإن كان ما قبله مفتوحًا كتبت بالألف، وإن كان مضمومًا كتبت بالواو، وإن كان مكسورًا كتبت بالياء.
وربما كتبتها العرب بألف في كل حال؛ لأن أصلها ألف، قالوا:
نراها إذا ابتدأت تكتب بالألق في نصبها وكسرها وضمها، مثل قولك: وأمرت و(قد جئت شيئًا إمرًا)، فذهبوا هذا المذهب.
قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيئًا) في رفعه وخفضه بالألف، ورأيت يستهزئون: يستهزأون بالألف، وهو القياس، والأول أكثر في الكتب).
- والثاني: قال الفراء في موضع آخر:
(... وذلك أن مصاحفه -أي عبد الله بن مسعود- قد أجري الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسورًا أو مفتوحًا أو غير ذلك...).
والثالث: قال ابن الجزري:
(وكتب: (هيئ لنا، ويهيئ لكم) في بعض المصاحف صورة الهمزة فيها ألفًا من أجل اجتماع المثلين؛ إذ لو حذفت لحصل الإجحاف من أجل أن الياء فيهما قبلها مشددة، نص على تصويرها ألفًا فيهما).
{مِرْفَقًا}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو في رواية هارون والكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر والأعرج وشيبة وحميد وابن
[معجم القراءات: 5/163]
سعدان والأعشى والبرجمي والجعفي والأعمش (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء.
قال الأخفش: ((ومرفقًا) جعله اسمًا كالمسجد، أو يكون لغةً).
ونقل هذا عنه مكي في الكشف، وذهب المذهب فيه أبو حاتم. وقيل هو مصدر جاء على خلاف القياس.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن أبي إسحاق وطلحة والحسن والأعمش (مرفقًا) بكسر الميم وفتح الفاء.
وقالوا: بكسر الميم لليد.
وذهب بعضهم إلى أنهما لغتان فيما يرتفق به، فأما الجارحة فبكسر الميم فقط.
قال الزجاج:
(يقال: هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك مرفق الأمر مرفق اليد سواء.
قال الأصمعي: لا أعرف غير هذا، وقرأت القراء: مرفقا -بفتح الميم وكسر الفاء.
[معجم القراءات: 5/164]
وذكر قطرب وغيره من أهل اللغة اللغتين جميعًا في مرفق الأمر ومرفق اليد، وقالوا جميعًا: المرفق لليد بكسر الميم، هو أكثر في اللغة وأجود).
وقال مكي:
(... وهما لغتان، حكى أبو عبيد: المرفق ما ارتفقت به، قال: وبعضهم يقول: المرفق، فأما في اليدين فهو مرفق بكسر الميم وفتح الفاء، وقد قيل: إن المرفق -بكسر الميم- المصدر كالمرفق، وكان القياس فتح الميم في المصدر؛ لأنه فعل يفعل، ولكنه جرى نادرًا كالمرجع والمحيض، وقال الأخفش: مرفقًا، بالكسر، هو شيء يرتفقون به، و(مرفقًا) بالفتح اسم كالمسجد).
وقال الفراء:
(.. فكأن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر، والمرفق من الإنسان، وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان، والعرب أيضًا قد تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان فيها) ). [معجم القراءات: 5/165]

قوله تعالى: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {تزاور عَن كهفهم} 17
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (تزور) بتَشْديد الزاي
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (تزور) خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر (تزور) مثل تحمر). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تزاور) خفيف كوفي (تزور) مشدد الراء شامي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تزاور) [17]: خفيفة الزاي: كوفي. مثل: «تحمر» دمشقي، ويعقوب). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (تزور) بغير ألف على وزن (تحمر)، وقرأ الكوفيون (تزاور) بألف والتخفيف، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم شددوا). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {تزور عن كهفهم} (17): بإسكان الزاي، وتشديد الراء.
والكوفيون: بفتح الزاي مخففة، والف بعدها.
والباقون: يشددون الزاي، ويثبتون الألف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر ويعقوب: (تزور عن كهفهم) بإسكان الزّاي وتشديد الرّاء، والكوفيون بفتح الزّاي مخفّفة وألف بعدها، والباقون يشددون الزّاي ويثبتون الألف). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَزْوَرُّ) على وزن تَحْمَرُّ يَعْقُوب، والحسن، وقَتَادَة، وأبو حيوة، وابن عامر وبألف من تخفيف الزاي هارون عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون بتشديد الزاي وألف بعدها، وهو الاختيار للتكرار ابن أبي عبلة، وجابر بن وردان عن أيوب بإسكان الزاي وبألف بعد الواو). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([17]- {تَزَاوَرُ} خفيفة الزاي: الكوفيون.
مثل "تحمَرّ": ابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834- .... .... .... .... = وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلاَ
835 - وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ ثَاِبت = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
و{تزْور}: الماضي ازورت، أي انقبضت.
و{تزَّور}، مثل: تسَّاءلون.
و{تزَور}، مثل: تسَاءلون.
والمعين متقارب، لأن تزَاور: تميل، وميلها انقباض). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("وتزور" ظاهر.
835- وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ "ثَـ"ـاِبت،.. "وَحِرْمِيُّـ"ـهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
أصله تتزاور فمن شدد أدغم التاء الثانية في الزاي ومن خفف حذفها كما مضى في نحو: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ}، و"تَذَّكَّرُونَ" وهما وقراءة ابن عامر سواء؛ الكل بمعنى العدول والانحراف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - .... .... .... .... = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: إذا طلعت تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء مثل تحمر، وقرأ الكوفيون تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء، وقرأ الباقون بفتح الزاي وتشديدها وألف بعدها وتخفيف الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148 - وَتَزْوَرُّ حُزْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وتزور (حُـ)ـز واكسر بورق كثمره = بضمي (طـ)ـسوى فتحا (ا)تل (يـ)ـاثمر (ا)ذ (حـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {تزور عن كهفهم} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء كابن عامر كما نطق به وعلم لأبي جعفر بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء ولخلف كذلك إلا أنه يخفف الزاي). [شرح الدرة المضيئة: 165]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَزَاوَرُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ، (تَزْوَرُّ) بِإِسْكَانِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ مِثْلَ تَحْمَرُّ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِهَا وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ شَدَّدُوا الزَّايَ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب {تزاور} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف مثل (تحمرُّ)، والكوفيون بفتح الزاي مخففة وألف بعدها وتخفيف الراء، والباقون كذلك، ولكنهم يشددون الزاي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743- .... .... .... .... وخف = تزّاور الكوفي وتزورّ ظرف
744 - كم .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي قرأ الكوفيون بتخفيف الزاي من «تزّاور» وقرأ يعقوب وابن عامر المرموز لهما أول البيت الآتي تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف كما لفظ به، وقرأ الباقون بتشديد الزاي ثم ألف بعدها وتخفيف الراء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ الكوفيون: تزور عن كهفهم [17] بتخفيف الزاي، والراء، وألف تالية، جعلوه مضارع «تزاور» ك: «تطاول»، وأصله: تتزاور، فحذفت إحدى التاءين [كما ثبتت لغته ].
وقرأ ذو ظاء (ظرف) (يعقوب) وكاف (كم) (ابن عامر) بتخفيف الزاي، وتشديد الراء، جعله مضارع «ازورّ» للمبالغة منه.
والباقون بتشديد الزاي ثم ألف، وتخفيف الراء على إدغام إحدى التاءين في الأخرى كما تقدم في تذّكرون [الأنعام: 152] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الشَّمْس" وصلا السوسي بخلفه، وفتحه الباقون وفي الوقف كل على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَزَاوَر" [الآية: 17]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
فابن عامر ويعقوب بإسكان الزاي وتشديد الراء بلا ألف كتحمر وأصله الميل والأزور المائل بعينه وبغيرها، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الزاي مخففة وألف بعدها، وتخفيف الراء مضارع تزاور وأصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا، وافقهم الأعمش والباقون بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "المهتدي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وترى الشمس إذا طلعت}
{تزاور} [17] قرأ الشامي بإسكان الزاي، وحذف الألف، وتشديد الراء، والكوفيون بفتح الزاي وتخفيفها، وألف بعدها، وتخفيف الزاي، والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزاي). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو المهتد} {فهو} جلي، وأما {المهتد} فقرأ نافع والبصري حال الوصل بإثبات ياء بعد الدال، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
{وَتَرَى الشَّمْسَ}
- قرأه بالإمالة في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 5/165]
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش في الوقف.
- وقراءة الإمالة في الوصل عن السوسي بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إِذَا طَلَعَتْ}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{تَزَاوَرُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن مناذر وأبو عبيد وابن سعدان ومحمد بن عيسى الأصبهاني وأحمد بن جبير الأنطاكي (تزاور) بفتح الزاء مخففة، وألف بعدها، وبتخفيف الراء.
وأصله تتزاور، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، على الخلاف المشهور في المحذوف منهما.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر (تزاور) بفتح التاء، وتشديد الزاي، وألف بعدها.
[معجم القراءات: 5/166]
وأصله تتزاور، فقلبت التاء الثانية زايًا وأدغمت في الزاي.
- وقرأ ابن عامر وابن أبي إسحاق وقتادة وحميد ويعقوب عن العمري:
(تزور) على وزن تحمر، بإسكان الزاي، وتشديد الراء، أي تنقبض، فهو من ازور، وقيل بمعنى تميل وتتنحى، من الزور وهو الميل.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو السمال وعبد الحميد عن ابن عامر (تزور) بفتح التاء والزاي وتشديد الواو المفتوحة، خفيفة الراء.
- وقرأ عاصم الجحدري وأبو رجاء وأيوب السختياني وابن أبي عبلة وجابر ووردان عن أبي أيوب وأبي بن كعب وأبو مجلز وأبو رجاء (تزوار)، على وزن (تحمار)، بتاء مفتوحة، فزاي ساكنة، ثم واو بعدها ألف، ثم راء مشددة.
قال ابن جني: (هذا افعال...، وقلما جاءت افعال إلا في الألوان، نحو: اسواد، وابياض، واحمار، واصفار، أو العيوب الظاهرة نحو: احول واحوال..، وقد جاءت افعال..، في غير الألوان..).
[معجم القراءات: 5/167]
- وقرأ ابن مسعود وأبو المتوكل وابن السميفع (تزوئر) بهمزة قبل الراء، مثل: ادهأم واشعأل، وكان هذا فرارًا من التقاء الساكنين في مثل (تزوار) سكون الألف وسكون الراء الأولى المدغمة.
قال ابن خالويه: (وأجازه أبو معاذ).
{غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ}
وعن أبي عمرو إدغام التاء في التاء.
وعن حفص فيما رواه أبو عمرو عن أبي عمارة عنه الإظهار.
{تَقْرِضُهُمْ}
- قراءة الجمهور (تقرضهم) بالتاء، أي: تتركهم، والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة كرامة لهم. كذا قال ابن عباس.
- وقرأت فرقة: (يقرضهم) بالياء من تحت، أي الكهف، من القرض، وهو القطع، أي يقطعهم الكهف بظله من ضوء الشمس.
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
{فَهُوَ}
- تقدمت قراءتان فيه، بضم الهاء، وسكونها، وانظر هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الْمُهْتَدِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الوصل (المهتدي...) بإثبات الياء.
- وقرأ يعقوب، وابن شنبوذ عن قنبل بإثبات الياء في الحالين.
- وقراءة الباقين (المهتدِ) على حذف الياء في الحالين.
وتقدم مثل هذا في الآية/97 من سورة الإسراء). [معجم القراءات: 5/168]

قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد اللَّام وتخفيفها من قَوْله {وَلَمُلئت مِنْهُم رعْبًا} 18
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {وَلَمُلئت} مُشَدّدَة مَهْمُوزَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَلَمُلئت} خَفِيفَة
وروى إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن ابْن كثير {وَلَمُلئت} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 389]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولملئت) مشدد حجازي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولملئت) [18]: مشدد: حجازي، يترك همزها أبو عمرو، ويزيد، والأعشى، وورش طريق ابن عيسى والأسدي، زاد يزيد، وابن عيسى،
[المنتهى: 2/802]
والأعشى تركها في {وهيء} [10]، و{ويهيء} [16] فيهما). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان و(لملئت) بالتشديد وخفف الباقون). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {ولملئت منهم} (18): بتشديد اللام.
والباقون: بتخفيفها.
ابن عامر، والكسائي: {رعبا}: مثقلا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الحرميان وأبو جعفر: (ولملئت منهم) بتشديد اللّام الثّانية، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 443]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (رعبًا) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنُقَلِّبُهُمْ) بالتاء وضم الباء عمران بن جدير عن الحسن (وَلَمُلِئْتَ) مشدد أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وحجازي غير محبوب عن ابْن كَثِيرٍ وهو الاختيار للتأكيد، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {وَلَمُلِئْتَ} مشددة: الحرميان). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (835- .... .... .... .... = وَحِرْمِيُّهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
وملْئت وملِّئت بمعنًى.
وفي التشديد معنى التأكيد؛ والأصل التخفيف). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتخفيف، والتشديد في "ملئت" لغتان ففي التشديد تكثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (835 - .... .... .... .... .... = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
....
وقرأ الحرميان: وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً. بتشديد اللام الثانية، وقرأ غيرهم بتخفيفها). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَمُلِئْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رُعْبًا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {ولملئت} [18] بتشديد اللام، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (744- .... وملئت الثّقل حرمٌ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) ش) اف (ح) كم
يعني قرأ قوله تعالى: «ولملّئت منهم رعبا» بتشديد اللام المدنيان وابن كثير. والباقون بتخفيفها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ غير (حرم): ولملئت منهم [18] بتخفيف اللام للتكثير؛ [لأنه يرد التكثير]، والتقليل، على أنه متعد بنفسه بنى للمفعول فارتفع المنصوب.
وقرأ ذو (حرم) المدنيان، وابن كثير بتشديد اللام للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بفتح سين "وَتَحْسَبُهُم" [الآية: 18] ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وتقلبهم" بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مخففة مضارع قلب مخففا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "لو اطلعت" بضم الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تفخيم راء "فرارا" للأزرق كغيره من أجل التكرير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَمُلِئْتَ مِنْهُم" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة وافقهما ابن محيصن، والباقون بتخفيفها وأبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه والأصبهاني، وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رعبا" بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتحسبهم} [18] قرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذراعيه} راؤه مرقق لورش من أجل الكسرة قبله، وهو الذي في أكثر التصانيف، وبه قرأ الداني على فارسي والخاقاني.
وأخذ جماعة فيه بالتفخيم من أجل العين بعده وبه قرأ الداني على أبي الحسن، والأخذ عندنا بالأول، ومثله {سراعًا} [ق: 44] و{ذراعًا} [الحاقة: 32] ). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولملئت} قرأ الحرميان بتشديد اللام الثانية، والباقون بالتخفيف، وإبدال همزه للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رعبا} قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
{تَحْسَبُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي (تحسبهم) بفتح السين، وهي لغة تميم، وهو القياس لأن ماضيه على فعل بكسر العين.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي والأعشى عن أبي بكر بخلاف، وهبيرة عن حفص عن عاصم ويعقوب وخلف (تحسبهم) بكسر السين.
قال ابن مجاهد:
(وقال هبيرة عن حفص إنه كان يفتح، ثم رجع فكان يكسر).
وقال مكي:
(والفتح أقوى في الأصول؛ لأن فعل في الماضي إنما يأتي مستقبله على يفعل بالفتح في الأكثر، والكسر لغة فيه شذت عن القياس، وله نظائر أتت بالكسر في المستقبل والماضي مسموعة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بكسر السين، وهي لغة حجازية، وهو الاختيار).
وتقدم كسر السين وفتحها في الآية/273 من سورة البقرة.
{نُقَلِّبُهُمْ}
- قرأ الجمهور (نقلبهم) بنون العظمة.
- وقرئ (يقلبهم) بالياء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
[معجم القراءات: 5/169]
- وقرأ ابن السميفع (تقلبهم) بتاء معجمة مضمومة.
- وقرأ الحسن فيما حكى الأهوازي في الإقناع [كذا في البحر] (يقلبهم) بياء مفتوحة، وقاف ساكنة، لام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب).
- وعن الحسن وعكرمة وأبي رجاء (تقلبهم) بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب)، فهو كالقراءة السابقة إلا أنه بالتاء في أوله.
- وقرأ الحسن: (تقلبهم) بفتح التاء والقاف وضم اللام وفتح الباء، وهو مصدر (تقلب).
قال ابن جني:
(هذا منصوب بفعل دل عليه ما قبله من قوله تعالى: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)، وقوله: (وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود)، فهذه أحوال مشاهدة، فكذلك (تقلبهم) داخل في معناه، فكأنه قال: وترى أو تشاهد تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال...).
وذهب مثل هذا المذهب فيه العكبري، والزمخشري، ونقل أبو حيان هذا التخريج عن ابن جني.
[معجم القراءات: 5/170]
- وروي عن الحسن واليماني: (تقلبهم) بضم الباء، وهو مصدر (تقلب)، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره ما بعده، أو مقدر، أي: آية عظيمة.
- وقرأ أبو الجوزاء وعكرمة (ونقلبهم) بالنون وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة.
{كَلْبُهُمْ}
- قراءة الجماعة (كلبهم) مفردًا، وبباء بعد اللام.
- وقرأ جعفر الصادق (كالبهم) بألف بعد الكاف، ثم لام مكسورة.
أي صاحب كلبهم، كما تقول: لابن وتامر، أي: صاحب لبن وتمر.
قال القرطبي:
(وقد حكى أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت أنه قرئ: (وكالبهم)..، وقرأ جعفر بن محمد الصادق: (وكالبهم) يعني صاحب الكلب).
- وحكى أبو عمر الزاهد غلام ثعلب أنه قرئ (كالئهم) اسم فاعل من كلأ، أي: حافظهم.
قال الشهاب: (وروي عن الزاهد كالئهم بهمزة مضمومة بدل الباء أي حارسهم، وكأنها تفسير أو تحريف).
{ذِرَاعَيْهِ}
- قراءة الأزرق ورش بترقيق الراء وتفخيمها.
[معجم القراءات: 5/171]
{لَوِ اطَّلَعْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر ويحيى بن وثاب والأعمش والمطوعي وشيبة ويعقوب وأبو حصين (لو اطلعت) بضم الواو في الوصل.
- وقراءة الجمهور من القراء (لو اطلعت) بكسر الواو في الوصل على الأصل في التقاء الساكنين.
قال الزجاج:
(بكسر الواو: وتقرأ (لو اطلعت عليهم) بضم الواو، والكسر أجود؛ لأن الواو ساكنة والطاء ساكنة، فكسرت الواو الالتقاء الساكنين، وهذا هو الأصل، وجاز الضم لأن الضم من جنس الواو...).
{اطَّلَعْتَ}
- قراءة الجماعة بهمزة الوصل (اطلعت) بهمزة وصل على وزن (افتعلت) فهو خماسي: أصله اطتلع، ثم قلبت التاء طاء، ثم أدغمت الطاء في الطاء، وجيء بهمزة الوصل للتمكن من النطق بالطاء الساكنة المدغمة في الطاء المنقلبة عن تاء.
- وذكر ابن خالويه في مختصره عن يحيى بن وثاب والأعمش أنهما قرأا (... أطلعت) بهمزة قطع، من (أطلع)، وهو الثلاثي المزيد بالهمزة.
قلت: في التاج: أطلع لغة في طلع.
وفيه وأطلع رأسه إذا أشرف على شيء، فإذا رددت رواية ابن خالويه إلى هذا الذي ذكرته لك وجدت القراءة غير مستنكرة.
[معجم القراءات: 5/172]
- وقراءة الأزرق وورش في (أطلعت) بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء على الأصل عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي.
وكسرها لمجاورة الياء عن الباقين.
وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة في الجزء الأول من هذا المعجم.
{فِرَارًا}
- أجمع القراء على تفخيم الراء من أجل التكرير، وكذا جاءت قراءة الأزرق وورش.
{لَمُلِئْتَ}
- قرأ ابن عامر وأبو عمرو وإسماعيل بن مسلم عن ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (لملئت) بتخفيف اللام الثانية.
قال الأخفش: (الخفيفة أجود في كلام العرب).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عباس وأبو حيوة وابن أبي عبلة والأعمش وأبو جعفر وابن محيصن (لملئت) بتشديد اللام الثانية للمبالغة.
- وقرا أبو عمرو بخلاف عنه والأعشى عن أبي بكر عن عاصم والزهري والأصبهاني عن ورش، والسوسي (لمليت) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
[معجم القراءات: 5/173]
- وقرأ أبو جعفر وشيبة (لمليت) بتشديد اللام، وإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وقراءة حمزة في الوقف كقراءة أبي عمرو ومن معه (لمليت) بإبدال الهمزة ياءً مع لام خفيفة مكسورة.
{رُعْبًا}
- قرأ ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وعيسى بن عمر (رعبًا) بضم العين.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة (رعبًا) بسكون العين.
قال أبو حاتم: (هما لغتان).
قال أبو حيان:
(... فقيل لغتان، وقيل: الأصل السكون، وضم إتباعًا، كالصبح والصبح.
وقيل: الأصل الضم، وسكن تخفيفًا كالرسل والرسل).
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/151 من سورة آل عمران: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب)، وأحالت أكثر المراجع ما جاء هنا في الكهف على ما مضى). [معجم القراءات: 5/174]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]

{ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في كسر الرَّاء وإسكانها من قَوْله {بورقكم} 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {بورقكم} مَكْسُورَة الرَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عمر وَحَمْزَة وَأَبُو بكر عَن عَاصِم {بورقكم} سَاكِنة الرَّاء
خَفِيفَة
وروى روح عَن أَحْمد بن مُوسَى عَن أَبي عَمْرو {بورقكم} مدغمة قَالَ وَكَانَ يشمها شَيْئا من التثقيل). [السبعة في القراءات: 389]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بورقكم) ساكنة الراء أبو عمرو، وأبو بكر، وحمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بورقكم) [19]: ساكنة الراء: أبو عمرو، وحمزة، وأبو بكر، والمفضل، وخلف، وروح، والخزاز). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وأبو مرو وحمزة (بورقكم) بإسكان الراء، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وأبو بكر، وحمزة: {بورقكم} (19): بإسكان الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وخلف وروح: (بورقكم) بإسكان الرّاء، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِوَرِقِكُمْ) بسكون الراء المفضل، وأبان، وأبو بكر غير هارون، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وَرَوْحٌ، والزجاج عن يَعْقُوب، وطَلْحَة، وأبو عمرو، غير هارون، والجعفي، وعبد الوارث، والأصمعي، وخارجة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع بكسر الواو وإسكان الراء وإدغام القاف في الكاف إسماعيل عن ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلْيَتَلَطَّفْ) بضم الياء على ما لم يسم فاعله، أبو خليد عن قُتَيْبَة، والليث طريق ابن أملي، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار على تسمية الفاعل، (وَلَا يُشْعِرَنَّ) بفتح الياء وضم العين (أَحَدًا) مرفوع أبو خلد عن قُتَيْبَة، الباقون بضم الياء وكسر العين واحدًا نصب وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {بِوَرِقِكُمْ} ساكنة الراء: أبو عمرو وأبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (836 - بَوَرْقِكُمُ الإِسْكَانُ فِي صَفْوِ حُلْوِهِ = وَفِيهِ عَنِ الْبَاقِينَ كَسْرٌ تَأَصَّلا). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([836] بورقكم الإسكان (فـ)ـي (صـ)ـفو (حـ)ـلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصلا
المضروبة، ورق ورقة.
وقال أبو عبيدة: «الفضة غير المضروبة ورقٌ أيضًا».
ورقة وورق، لغة بإسكان الراء، وهو تخفيف، كما قالوا: كبد في كبد.
وقوله: (تأصل)، يشير به إلى أن الأصل الكسر). [فتح الوصيد: 2/1067]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([836] بورقكم الإسكان في صفو حلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصلا
ح: (بورقكم): مبتدأ، (الإسكان): مبتدأ ثانٍ، (في صفو حلوه): خبره، والهاء يعود إلى (بورقكم)، والجملة: خبره، (كسر): مبتدأ، (تأصل): نعته، (فيه): خبره، والهاء: يعود إلى (بورقكم).
ص: قرأ حمزة وأبو بكر وأبو عمرو: {فابعثوا أحدكم بروقكم} [19] بإسكان الراء، والباقون: بكسرها على أن الإسكان تخفيف الكسر، نحو: (كتف) في (كتف).
وأشار إلى تأصل الكسر بقوله: (كسرٌ تأصلا) ). [كنز المعاني: 2/393]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (836- بَوَرْقِكُمُ الإِسْكَانُ "فِـ"ـي "صَـ"ـفْوِ "حُـ"ـلْوِهِ،.. وَفِيهِ عَنِ البَاقِينَ كَسْرٌ تَأَصَّلا
يعني: أن الأصل كسر التاء، والإسكان تخفيف نحو كبد وفخذ، والورِق: الفضة، ويقال له: الرقة أيضا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (836 - بورقكم الإسكان في صفو حلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصّلا
قرأ حمزة وشعبة وأبو عمرو: بِوَرِقِكُمْ بإسكان الراء، ولما كانت قراءة الباقين لا تؤخذ
[الوافي في شرح الشاطبية: 311]
من الضد صرح بها وبين أنهم يقرءون بكسر الراء. وفي قوله: (تأصلا) إشارة إلى أن الكسر هو الأصل وأما الإسكان فهو تخفيف). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148- .... .... وَاكْسِرْ بِوَرْقِ كَثُمْرِهِ = بِضَمَّيْ طُوىً .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واكسر بورق كثمره بضمي طوى فتحًا اتل يا ثمر اذ حلا أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {بورقكم} [19] بكسر الراء كابن جعفر وعلم لخلف وروح بإسكانها ويريد بقوله كثمره تشبيه {بورقكم} بثمره في أنهما لرويس لينفصل الترجمتان بذلك الراوي صريحًا ولذا لم يقل: ثمره كالتلاوة لئلا يوهم تعلق {بورقكم} بالسابقة ليعقوب واستئناف بثمره لرويس أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس أيضًا {بثمره} [42]
[شرح الدرة المضيئة: 165]
بضم الثاء والميم وهو معنى قوله: بضمي طوى جمع ثمار أو جمع ثمرة). [شرح الدرة المضيئة: 166] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِوَرِقِكُمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر وروح {بورقكم} [19] بإسكان الراء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(744- .... .... .... .... ورقكم = ساكن كسرٍ صف فتىً شافٍ حكم). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ورقكم) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «بورقكم هذه» بإسكان كسر الراء أبو بكر وحمزة وخلف وروح وأبو عمرو، والباقون بكسرها؛ فالإسكان لغة تميم، والكسر لغة الحجاز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر و(فتى) حمزه وخلف وشين (شاف) روح وحاء (حكم) أبو عمرو: بورقكم [19] هذه بإسكان الراء، وهي لغة تميم، والباقون بكسرها وهي لغة الحجازيين، وقيد السكون للضد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ثاء "لَبِثْتُم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِوَرِقِكُم" [الآية: 19]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ورويس بكسر الراء، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن ابن محيصن إدغام القاف في الكاف، والباقون بإسكان الراء والكسر هو الأصل والإسكان تخفيف منه كنبق ونبق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بورقكم} [19] قرأ البصري وشعبة وحمزة بإسكان الراء، والباقون بكسرها، ومن سكن فخم الراء، ومن كسر رقق). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
{لَبِثْتُمْ .... لَبِثْتُمْ}
- أدغم الثاء في التاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وهو رواية عن رويس (لبتم).
- وأظهر الثاء نافع وابن كثير وعاصم (لبثتم).
وانظر مثل هذا في سورة الإسراء آية/52.
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكر بعض المتقدمين عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، وإظهارها.
وقد ذكرت من قبل مرارًا أن الميم هنا أسكنت ثم أخفيت في الباء، والفرق بين الحالين لا يخفى.
{بِوَرِقِكُمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ورويس وابن محيصن والحسن (بورقكم) بكسر الراء.
[معجم القراءات: 5/175]
وهو الاختيار عند مكي، والورق: المال، وعند اللغويين الورق: الدراهم المضروبة.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة وحماد وأبو بكر والمفضل عن عاصم والحسن والأعمش واليزيدي ويعقوب في رواية وخلف وأبو عبيد وابن سعدان والخزاز عن هبيرة وروح (بورقكم) بإسكان الراء على حذف الكسرة من الراء، قال القرطبي: (لثقلها، وهما لغتان).
والورق: المال.
قال ابن الأعرابي: (والوَرِق والوِرْق والوَرْق والرقة الدراهم: مثل: كَبِد وكِبْد وكَبْد..، لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف، ومنهم من يتركها على حالها).
- وقرأ أبو عبيدة (بورقكم) بفتح الواو والراء، والورق: المال.
- وقرأ علي بن أبي طالب (بوارقكم) على وزن فاعل، جعله اسم جمع كباقر وحائل، أي بصاحب ورقكم.
- وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه قرأ: (بوراقكم) كذا بتشديد الراء، أي بصاحب دراهمكم.
قال الفيروزبادي:
(ورجل وراق: صاحب الدراهم، ومنه قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (فابعثوا أحدكم بوراقكم) أي بصاحب دراهمكم).
[معجم القراءات: 5/176]
- إدغام القاف في الكاف:
- قرأ أبو رجاء وإسماعيل عن ابن محيصن وعباس بإدغام القاف في الكاف، فتصير كافًا خالصة مشددة، وذكروا عن ابن محيصن وأبي رجاء كسر الواو وسكون الراء ثم الإدغام.
وذكر ابن جني قراءة أبي رجاء مكسورة الواو مدغمة، ثم حكى عن أبي حاتم أن ابت محيصن أدغم، ولم يحك الإدغام عن أبي رجاء.
وذكر أبو حيان أن ابن محيصن كسر الراء ليصح الإدغام.
قلت: تعقب العلماء ابن محيصن في هذا وقالوا: إنه إدغام غير جائز لالتقاء الساكنين على غير حده. ومن هؤلاء الزمخشري والرازي.
وقال الشهاب:
(وقد رد هذا الرد بانه وقع مثله في كلام العرب، وقرئ (نعما) بسكون العين والإدغام، ووجهه الجعبري بأنه مغتفر لعروضه في الوقف، وكذا قرئ بالإدغام (في المهد صبيًا)، فظهر منه أنه جائز، وأن ما قيل لا يمكن التلفظ به سهو، إلا أن يفرق بين حرف الحلق وغيره بأنه يشبه اللين فتدبر).
[معجم القراءات: 5/177]
ونقل الإدغام بخلاف عن اثنين هما أبو عمرو وابن كثير:
- أما الأول: فقد روى روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو إدغام القاف في الكاف قال: (وكان يشمها -أي الحركة- شيئًا من التثقيل).
- وأما الثاني: فقد ذكروا أن ابن كثير قرأ بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف.
ورد هذا أبو حيان، قال: (وهو مخالف لما نقل الناس عنه).
- وذكر الطبرسي عن أبي عمرو إدغام الكاف في القاف.
قلت: لعل هذا تحريف، وصوابه إدغام القاف في الكاف، ومما يؤنس بهذا أنها جاءت عند الطوسي بإدغام القاف في الكاف، والطبرسي يجري على خطا الطوسي، ويأخذ من تبيانه ما فيه، ولا يعدوه.
- وحكى الزجاج قراءة: (بورقكم) بكسر الواو وسكون الراء دون إدغام، ونقل هذا أبو حيان وغيره، ولم يسموا لها قارئًا، وقد وجدت هذا في التاج والبصائر معزوًا إلى أبي عمرو وابن محيصن، وذكرها الشوكاني لابن محيصن وحده، وذكرها الصفراوي لهارون عن أبي عمرو.
وقال العكبري: (على نقل الكسرة إليها -أي إلى الواو- مثل فخذ وفخذ).
[معجم القراءات: 5/178]
وعزا القرطبي هذه القراءة إلى الزجاج (قال: وقرأ الزجاج..) قلت: وهذا سهو منه، بل سبق قلم.
وقال ابن عطية بعد هذه القراءة: (وروي عن أبي عمرو الإدغام، وإنما هو إخفاء؛ لأن الإدغام من سكون الراء متعذر).
- وقرأ أبو بكر (شعبة): (بورقكم) بضم الواو وسكون الراء.
وقد ذكر الأصفهاني هذه القراءة ولم يعزها إلى قارئ، وسمي قارئها في البصائر والتاج.
{فَلْيَنْظُرْ}
- قرأ الجمهور (فلينظر) بسكون لام الأمر.
- وقرأ الحسن (فلينظر) بكسرها على الأصل.
{أَزْكَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح التقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وَلْيَتَلَطَّفْ}
- قراءة الجماعة (وليتلطف) بسكون لام الأمر، وبناء الفعل للفاعل.
- وقرأ الحسن (وليتلطف) بكسر لام الأمر على الأصل.
- وقرأ قتيبة الميال (وليتلطف) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
{وَلَا يُشْعِرَنَّ}
- قراءة الجماعة (ولا يشعرن...)، بضم أوله وكسر العين من (أشعر) الرباعي.
- وقرأ أبو صالح وقتيبة الميال وأبو جعفر يزيد بن القعقاع (ولا يشعرن..) ببناء الفعل للفاعل، ورفع (أحد)، من (شعر) الثلاثي.
[معجم القراءات: 5/179]
- وجاءت قراءة أبي صالح وأبي جعفر يزيد عند ابن خالويه (ولا يشعرون..) بالمد وتشديد النون ولم يضبط الياء بحركة.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء في قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/180]

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
{إِنْ يَظْهَرُوا}
- قراءة الجماعة (إن يظهروا) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ زيد بن علي (إن يظهروا) بضم الياء مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 5/180]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غَلَبُوا) بضم الغين وكسر اللام عبد اللَّه بن عجلان عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ حمزة بخلفه بمد "لا رَيْب" متوسطا كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "غُلِبُوا" بضم الغين وكسر اللام مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
{عَلَيْهِمْ ... عَلَيْهِمْ ... عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة غيرهم بكسرها لمجاورة الياء.
وتقدم مثل هذا مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{لَا رَيْبَ}
- قرأ حمزة بمد (لا) أربع حركات بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بالقصر، وهو الوجه الثاني لحمزة.
وتقدم مثل هذا انظر الآية/2 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 5/180]
{أَعْلَمُ بِهِمْ}
- ذكروا إدغام الميم في الباء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والصواب أنه إخفاء، أسكنت الميم ثم أخفيت في الباء، وأنبهت على هذا فيما تقدم حيث جاء.
{غَلَبُوا}
- قراءة الجماعة (غلبوا) على البناء للفاعل.
- وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (غلبوا) بضم الغين وكسر اللام، على البناء للمفعول). [معجم القراءات: 5/181]

قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ) وإخبارها نصب حامد بن يحيى عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون برفع، وهو الاختيار على الحكاية). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن من المبهج "خمسة" بكسر الميم وعنه كسر الخاء والميم، وفي المفردة عنه إدغام التنوين في السين بغير غنة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "رَبِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَلا تُمَار" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وفتحه من طريق جعفر كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق راء "مراء" بخلفه، والوجهان في جامع البيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ربي أعلم} [22] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ}
- قرأ ابن محيصن (... ثلاث..) بتاء مشددة.
قال أبو حيان:
(بإدغام الثاء في التاء، وحسن ذلك لقرب مخرجهما، وكونهما مهموسين؛ لأن الساكن الذي قبل الثاء من حروف اللين، فحسن ذلك).
قلت: جاءت القراءة في النسخة المطبوعة من البحر (ثلاث) كذا بالثاء المثلثة المشددة، وهو تحريف، وكذا جاء في الكشاف بالثاء المثلثة المشددة، وهو تحريف، وكذا جاء في الكشاف بالثاء، وهو غير الصواب.
قال ابن جني:
(.. بإدغام ثاء (ثلاثة) في التاء التي تبدل في الوقف هاء من (ثلاثة).
[معجم القراءات: 5/181]
قال: ... الثاء لقربها من التاء تدغم فيها، كقولك: ابعث تلك، وأغث تلك.
وجاز الإدغام وإن كان قبل الأول ساكن لأنه ألف، فصار كشابة، ودابة، ولم يدغمها فيها إلا ابن محيصن وحده).
وقال العكبري:
(يقرأ شاذا بتشديد التاء، على أنه سكن الثاء، وقلبها تاء، وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول: ابعث تلك).
قلت: صورة النطق: ابعتلك.
{ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ}
- قرأ ابن محيصن (ثلاثة رابعهم) بإدغام التنوين في الراء.
وذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره، وجاء الضبط فيه (ثلاثة رابعهم) كذا، أثبت التنوين على التاء.
قلت: هذا ليس بصواب، وهو من صنع المحقق.
{خَمْسَةٌ}
- قراءة الجماعة (خمسة...) بفتح الخاء وسكون الميم، وضم التاء، خبر مبتدأ محذوف.
- وقرأ ابن كثير برواية حسن بن محمد عن شبل بن عباد (خمسة...) بفتح الخاء والميم وضم التاء.
قال ابن جني:
(لم يحرك ميم (خمسة) إلا عن سماع، وينبغي أن يكون أتبعت (عشرة)، وليس يحسن أن يقال: إنه أتبع الفتح الفتح).
- ونقل عن ابن محيصن أنه قرأ (خمسة) بفتح الخاء وكسر الميم وضم التاء.
[معجم القراءات: 5/182]
- وقرأ ابن محيصن أيضًا: (خمسة..) بكسر الخاء والميم وضم التاء.
وهذه القراءات في (خمسة) على اختلاف ضم الخاء والميم كلها جاءت على الرفع خبر مبتدأ محذوف أي: هم خمسة.
- وفي بعض نسخ التبيان للعكبري: (وروي عن ابن كثير (خمسةً) بالنصب، أي يقولون: نعدهم خمسةً، وقيل: (يقولون) بمعنى يظنون، فيكون قوله: (سادسهم كلبهم) في موضع المفعول الثاني، وفيه ضعف)، ومثل هذا النص عن العكبري في إعراب القراءات الشواذ.
- وذكر الصفراوي أنها قراءة أبي زيد عن شبل عن ابن كثير.
{خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ}
عن ابن محيصن قراءتان:
- الأولى: (خمسة سادسهم) بكسر الخاء والميم وبإدغام التاء في السين.
- الثانية: بإدغام التنوين في السين بغير غنة.
- وذكر الإدغام الصفراوي ولكنه لم يذكر كسر الخاء والميم. وجاء الضبط عند ابن خالويه (خمسة سادسهم) كذا بالتنوين، وهو غير الصواب، ولم يضبط حركتي الخاء والميم.
{وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}
- قرئ (ثامنهم كالبهم) كذا بألف بعد الكاف، أي صاحب كلبهم.
{رَبِّي أَعْلَمُ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 5/183]
(ربي أعلم) بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب (ربي أعلم) بسكون الياء.
{أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ}
- ذكر المتقدمون عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، والإظهار والصواب أنه إخفاء، فقد أسكنا الميم وأخفياها في الباء، وقد صوب هذا ابن الجزري في النشر، وتبعه على ذلك صاحب الإتحاف، وأنا أذكر بذلك حيث جاء.
{مَا يَعْلَمُهُمْ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن بإسكان الميم والاختلاس وانظر الآية/31 من سورة الإسراء (نرزقهم).
{فَلَا تُمَارِ}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير نصًا وأداءً، وهي رواية ابن مقسم أيضًا عن الكسائي. كذا ذكر ابن مهران.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية جعفر بن محمد النصيبي عن الكسائي.
{فِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمجاورة الياء (فيهم).
{مِرَاءً}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
{ظَاهِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/184]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (23) إلى الآية (26) ]

{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لشيء} [23] رسمت بألف بعد الشين، وليس له في القرآن نظير). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
{لِشَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {عَسى أَن يهدين رَبِّي} 24
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {يهدين} بياء في الْوَصْل
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يهدين} [24] قرأ نافع وبصري وصلاً بإثبات ياء بعد النون، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَشَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/142 و213 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/84 من سورة النساء، والآية/129 من سورة الأعراف.
{أَنْ يَهْدِيَنِ}
- قرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي، ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن بياء في الوصل (أن يهديني).
- وقرأ ابن كثير وسهل وابن يعقوب وابن شنبوذ عن قنبل وابن محيصن بياء في الحالين (أن يهديني).
- وقراءة الباقين بغير ياء في الحالين.
{لِأَقْرَبَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في التَّنْوِين من قَوْله {ثَلَاث مائَة سِنِين} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (ثلث مائَة سِنِين) منونا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثلث مائَة سِنِين) مُضَافا غير منون). [السبعة في القراءات: 389 - 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثلثمائة سنين) غير منون كوفي - غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثلاث مائة) [25]: بلا تنوين هما، وخلف). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثلاث مائة سنين) بغير تنوين في (مائة)، وقرأ الباقون بالتنوين). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثلاث مائة سنين} (25): بغير تنوين.
والباقون: بالتنوين). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ثلاثمائة سنين) بغير تنوين، والباقون بالتّنوين). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) غير منون حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ،
[الكامل في القراءات العشر: 590]
والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وعلي، ومحمد، الباقون منون، وهو الاختيار على التمييز). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تِسْعًا) بفتح التاء ها هنا اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {ثَلاثَ مِائَةٍ} بلا تنوين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837 - وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
حذف التنوين على الإضافة إلى {سنين}، ووضع الجمع موضع الواحد، فكأنه ثلاثمائة سنة.
والجمع يوضع موضع الواحد في التمييز؛ قال الله تعالى: {بالأخسرين أعملا}.
وإنما قال (شفا)، لأن ما جاء بعد المائة، فأكثر ما تستعمل فيه الإضافة.
وفي قراءة أبي: (ثلث مائة سنة)، فدل على الإضافة.
[فتح الوصيد: 2/1067]
وقيل: رد {سنين} على {ثلث مائة} في المعين، كما قال فيها:
اثنتان وأربعون حلوبةً سودا.
فرد سودا على معنى حلوبة، لأن حلوبة هو الاثنتان والأربعون.
ومن نون، جعل {سنين} عطف بيان، ولم يضف، لأن ما فوق المائة إنما يضاف إلى واحد يبين به جنسه). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (837- وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا،.. وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ "كُـ"ـمِّلا
يريد ثلاثمائة سنين من حذف التنوين من مائة أضافها إلى سنين كما يقال ثلاثمائة سنة، وإنما أوقع الجمع موقع المفرد كقوله تعالى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}.
وقال الفرزدق:
ثلاث مئين للملوك وفابها داري
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
وقال آخر:
وخمس ميء منها قسي وزائف
ونحو ذلك نحو قول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا،..،..
فلفظ الحلوبة يستعمل للواحد والجمع فلما وصفها هنا بالجمع في قوله: سود أشعر ذلك بأنه استعملها جمعا فيكون التمييز بالجمع في موضع المفرد وهو الأصل بدليل أن مميز العشرة فما دونها مجموع، وإنما أفرد فيما عدا ذلك اختصارا لما كثر المعدود قال الفراء: من العرب من يضع سنين في موضع سنة، أما من نون ثلاثمائة فسنين عنده إما تمييز منصوب كقوله:
إذا عاش الفتى مائتين عاما
ووجه جمعها ما سبق وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من ثلاث فهو على هذه الأوجه منصوب، وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من مائة فيكون مجرورا وقيل: البدل أجود من عطف البيان؛ لأن عطف البيان من النكرة غير سائغ عند البصريين؛ أي: ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة، قال الزجاج: سنين عطف على ثلاث عطف البيان والتوكيد. قال: وجائز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/332]
أن يكون سنين من نعت المائة وهو راجع في المعنى إلى ثلاث كما قال:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا....،..
فجعل سودا نعتا لحلوبة وهو في المعنى نعت لجملة العدد وكذا قال أبو جعفر النحاس: الخفض رد على مائة؛ لأنها بمعنى مائتين، وقال الفراء: من نون وهو يريد الإضافة نصب سنين بالتفسير للعدد، ونقل الزمخشري في مفصله عن أبي إسحاق أنه قال: لو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسع مائة سنة فكأنه قصد بذلك الرد على الفراء وهو غير لازم؛ لأن قراءة الإضافة لا تشعر بذلك، وسنقرر ذلك في شرح النظم إن شاء الله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - وحذفك للتّنوين من مائة شفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
قرأ حمزة والكسائي: ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ بحذف التنوين، وقرأ غيرهم بإثباته). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ; وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ثلاث مائةٍ سنين} [25] بغير تنوين، والباقون بالتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745 - ولا تنوّن مائةٍ شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف مائة سنين بغير تنوين على الإضافة، والباقون بالتنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
ش: أي قرأ [ذو] (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: ثلاث مائة سنين [25] بحذف تنوين (مائة) وإضافتها إلى (سنين)، و(مائة): واحد وقع موقع الجمع؛ لأن [تمييز
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
الثلاثة للعشرة] مجموع مجرور؛ فقياسه: ثلاث مئات أو مائتين، لكن وجد اعتمادا على العقد السابق، ومميّز «مائة» مفرد، مجرور، فقياسه: ثلاث مئات سنة، وجمع بينهما على الأصل.
والباقون بإثباته؛ لأنه لما عدل عن قياس توحيده عدل عن إضافته، ونصب على التمييز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ثَلاثَمِائَةٍ سِنِين" [الآية: 25] فحمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد ومائة واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام، فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق، ومميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة، وجمع تنبيها على الأصل قال الفراء: في العرب من يضع سنين موضع سنة، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتنوين؛ لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز "مائة" مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "تسعا" هنا و"تَسْع" بـ"ص" و"وَتِسْعُون" بها بفتح التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثلاث مائة سنين} [25] قرأ الأخوان بحذف تنوين {مائة} على الإضافة، والباقون بالتنوين). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
{وَلَبِثُوا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (وقالوا: لبثوا) بزيادة (قالوا) على قراءة الجماعة.
ذكر هذا أبو حيان، وأنها جاءت كذلك في مصحفه.
- وذهب الطبري إلى أنها في مصحف ابن مسعود (وقالوا ولبثوا) كالقراءة السابقة إلا أنها بتكرير الواو.
ولم أجد هاتين الصورتين في المطبوع من مصحفه.
{ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (ثلاث مائةٍ سنين) بتنوين (مئة)، وسنين: بدل من (ثلاثمئة)، أو عطف بيان، على هذه القراءة، وقيل على التفسير والتمييز.
[معجم القراءات: 5/186]
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: على البدل والبيان، وقيل: على التفسير والتمييز، وقال الزمخشري: عطف بيان لثلاثمئة، وحكى أبو البقاء أن قومًا أجازوا أن يكون بدلًا من (مئة) في معنى مئات.
[قال أبو حيان]: فأما عطف البيان فلا يجوز على مذهب البصريين، وأما نصبه على التمييز فالمحفوظ من لسان العرب المشهور أن (مئة) لا يفسر إلا بمفرد مجرور...).
- وقرأ حمزة والكسائي وطلحة ويحيى والأعمش والحسن وابن أبي ليلى وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي (ثلاثمئة سنين) بغير تنوين في (مئة)، مضافًا إلى سنين، موقع المفرد، و(مئة) واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجرور، كثلاثة أيام، وقياسه ثلاث مئات أو مئين، وقياسه هنا ثلاث مئة سنة، إلا أنه جمع تنبيهًا على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع.
قال أبو حيان:
(وأنحى أبو حاتم على هذه القراءة، ولا يجوز له ذلك، وقال أبو علي: هذه تضاف في المشهور إلى المفرد، وقد تضاف إلى الجمع).
وقال العكبري:
(ويقرأ بالإضافة، وهو ضعيف في الاستعمال، لأن مئة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوي ذلك أن علاقة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد).
[معجم القراءات: 5/187]
وقال مكي:
(وحجة من أضاف أنه أجرى الإضافة إلى الجمع كالإضافة إلى الواحد، في قولك: ثلاثمئة درهم، وثلاثمئة سنة.
وحسن ذلك لأن الواحد في هذا الباب إذا أضيف إليه بمعنى الجمع، فحملا الكلام على المعنى، وهو الأصل، لكنه يبعد لقلة استعماله فهو أصل قد رفض، وقد منعه المبرد، ولم يجزه، ووجهه ما ذكرنا.
... والتنوين هو الاختيار؛ لأنه المستعمل المشهور؛ ولأن الأكثر عليه).
وقال الطوسي: (وهي عند ابن خالويه قراءة غير مختارة) أي قراءة الإضافة.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (ثلاثمئة سنةٍ) بإضافة (مئة) وإفراد (سنة).
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله)، وذكر مثل هذا القرطبي.
- وقرأ الضحاك (ثلاثمئةٍ سنون) بتنوين مئة، وبالواو في (سنون)، والتقدير: ثلاثمئة هي سنون، فهو خبر مبتدأ مقدر.
{مِائَةٍ}
- قراءة الجماعة (ثلاثمئة...) بالهمز.
- وقراءة أبي جعفر (ثلاثمية...) بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
- وكذا جاءت القراءة عند حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 5/188]
{وَازْدَادُوا تِسْعًا}
- قراءة الجماعة (... تسعًا) بكسر التاء.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية اللؤلؤي عنه (... تسعًا) بفتح التاء)، كما قالوا عشرًا.
قال الطوسي: (والكسر أكثر وأفصح).
وتأتي القراءة في الآية/23 من سورة ص (تسع وتسعون نعجة) بفتح التاء من (تسع) بخلاف عن الحسن.
قال ابن جني في ذلك الموضع:
(قد كثر عنهم مجيء الفعل والفعل على المعنى الواحد، نحو: البزر والبزر، والنفط والنفط، والسكر والسكر، والحبر والحبر، والسبر والسبر، والتسع بمعنى التسع..) ). [معجم القراءات: 5/189]

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَلَا يُشْرك فِي حكمه أحدا} 26
كلهم قرأوا {وَلَا يُشْرك} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (وَلَا تشرك) بِالتَّاءِ جزما). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا تشرك) بالتاء والجزم شامي، وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا تشرك) [26]: بالتاء جزم دمشقي، وزيد طريق البخاري). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تشرك) بالتاء والجزم، وقرأ الباقون بالياء والرفع). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} (26): بالتاء، وجزم الكاف.
والباقون: بالياء، ورفع الكاف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (ولا تشرك) بالتّاء وجزم الكاف، والباقون بالياء ورفع الكاف). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُشْرِكُ) بالتاء على النهي ابن عامر، وأبو حيوة، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، وقَتَادَة، وزيد، وَحُمَيْد بن الوزير عن يَعْقُوب، والجعفي، واللؤلؤي عن أبي بكر، الباقون بالياء والرفع وهو الاختيار لأن المعاتبة ها هنا أولى). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([26]- {وَلا يُشْرِكُ} بالتاء، جزم: ابن عامر). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837- .... .... .... .... = وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
...
{ولا تشرك}، لأن قبله: {ولا تقولن ...}، إلى {قل الله أعلم}. وبعده: {واتل}.
وبالياء، لأن قبله: {قل الله ... } إلى قوله: {من دونه} ). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {ولا تشرك في حكمه أحدا}، فقراءة ابن عامر بلفظ النهي وهو ظاهر، وقراءة الباقين على الإخبار على لفظ الغيبة؛ أي: ولا يشرك الله أحدا في حكمه، وقوله: خطاب؛ أي: ذو خطاب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - .... .... .... .... .... = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
....
وقرأ ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا. بتاء الخطاب في يُشْرِكُ مع جزم الكاف وقرأ غيره بياء الغيب ورفع الكاف). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُشْرِكُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ وَجَزْمِ الْكَافِ عَلَى النَّهْيِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَرَفْعِ الْكَافِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ولا يشرك} [26] بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745- .... .... .... .... ولا = يشرك خطابٌ مع جزمٍ كمّلا). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ ابن عامر «ولا تشرك» بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع؛ فوجه الخطاب والجزم جعل لا ناهية والخطاب للإنسان، ووجه الغيب والرفع جعل لا نافية وأن الفعل أسند لضمير الله تعالى حملا على قوله «قل الله أعلم بما لبثوا» إلى قوله «من دونه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كملا) ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا [26] بتاء الخطاب، وجزم الكاف على الالتفات إليه، وجعل (لا) ناهية، أي: لا تشرك يا إنسان في حكم ربك أحدا.
والتسعة بياء الغيب ورفع الكاف على إسناده إلى ضمير الله تعالى في قوله: قل الله [26] [أي] ولا يشرك الله في حكمه أحدا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِه" [الآية: 26] فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي، وافقه المطوعي والحسن والباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يشرك} [26] قرأ الشامي بتاء الخطاب، وجزم الكاف، على النهي، والباقون بالياء، ورفع الكاف، على الخبر). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكروا عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، والإظهار.
وقد أنبهت مرارًا فيما تقدم على أن الصواب غير هذا، فقد أسكن أبو عمرو الميم وأخفاها في الباء، والفرق بين الإخفاء والإدغام لا يخفى.
وتقدم مثل هذا في الآية/19 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 5/189]
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}
- قراءة الجماعة (أبصر به وأسمع) على التعجب، أي: ما أبصره وأسمعه، وذكر الزجاج الإجماع عليه.
ويحتمل أن يكون المعنى على الأمر لا التعجب.
- وقرأ عيسى بن عمر (أسمع به وأبصر) بالفتح على الخبر، أي أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم.
قال ابن خالويه:
(بالفتح على الخبر لا على التعجب عيسى، أي: أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم، الهاء: كناية عن الله -عزّ وجلّ-.
وجائز أن تكون الرواية عن عيسى (ابصر به) أمر من لغة من يقول: (بصرت به).
{وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
- قراءة الجمهور (ولا يشرك...) بالياء، ولا نافية، وآخر الفعل رفع، وهو على الخبر عن الله تعالى.
قال الفراء: (.. ترفع إذا كان بالياء على: وليس يشرك..).
- وقرأ ابن عامر والحسن وأبو رجاء وابن عباس وقتادة وعاصم
[معجم القراءات: 5/190]
الجحدري وأبو حيوة وحميد بن الوزير وسهل والجعفي واللؤلؤي عن أبي بكر والمطوعي، وقالون وروح وزيد، ثلاثتهم عن يعقوب (ولا تشرك) بالتاء، والجزم، ولا: ناهية.
أي: ولا تشرك أيها المخاطب.
وذهب القرطبي إلى أنه على جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيضاوي: (بالتاء والجزم على نهي كل أحد عن الإشراك...).
وقرا مجاهد (ولا يشرك) بالياء، وسكون الكاف، على جعل (لا) ناهية.
قال يعقوب: (ولا أعرف وجهه).
قال بعضهم: (سكن الكاف على نية الوقف!).
قلت: هو تخريج بعيد، فهو وقف غير محمود إلا إذا انقطع نفس القارئ فوقف مستريحًا، ثم كر قارئًا واصلًا ما سبق بما تبقى من الآية). [معجم القراءات: 5/191]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار). [معجم القراءات: 5/191]

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {بِالْغَدَاةِ والعشي} 28
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده
(بالغدوة) بواو
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (بالغدوة) ). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {بالغدوة} (28): بالواو، وضم الغين.
والباقون: بالألف، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (بالغدوة) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 444]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (بِالْغُدْوَةِ) لِابْنِ عَامِرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بالغدوة} [28] ذكر في الأنعام لابن عامر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم بالغدوة [28] لابن عامر، ومتّكين [31] لأبي جعفر، أكلها في البقرة [265] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ ابن عامر "بالغدوة" [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وقلب الألف واوا ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ولا تعد عيناك" بضم التاء وفتح العين وكسر الدال مشددة هنا من عدى عينيك بالنصب على المفعولية، والجمهور بفتح التاء وسكون العين وضم الدال مخففة، وعيناك مرفوع بالألف على الفاعلية، ومفعوله محذوف تقديره النظر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالغداة} [28] قرأ الشامي بضم الغين، وإسكان الدال، وبعده واو مفتوحة، والباقون بفتح الغين والدال، وبعدها ألف لفظًا، والرسم بواو بعد الدال). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
{بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
- قراءة الجمهور (بالغداة) بألف.
- وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السلمي ومالك بن دينار والحسن ونصر بن عاصم وأبو رجاء العطاردي وابن عباس (بالغدوة) بالواو.
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/52 من سورة الأنعام، وفيها في ذلك الموضع تفصيل جيد، وحسبك هنا هذا المختصر، وبعض المراجع أحالت على ما سبق، وبعضها الآخر فصل القول في القراءتين هنا مرة أخرى، وقد سلكت بين هذين مسلكًا وسطًا.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (بالغدو) دون هاء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بالغدوات والعشيات) على الجمع.
{وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}
- قراءة الجماعة (ولا تعد عيناك عنهم)، أي لا تصرف عيناك النظر
[معجم القراءات: 5/192]
عنهم إلى أبناء الدنيا.
وقال اليزيدي:
(أي لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم من أبناء الدنيا طلبًا لزينتها).
وقيل: (لا تحتقرهم عيناك، كما يقال: فلان تنبو عنه العين، أي: مستحقرًا).
- وقرئ (ولا تعد عينك) بالنصب، ويكون (تعدو) لازمًا ومتعديًا.
- وقرأ الحسن (ولا تعد عينيك عنهم) بضم التاء وكسر الدال، من (أعدى) وحذف حرف العلة للجزم و(عينيك) مفعول به، أي: ولا تصرف عينيك عنهم.
- وقرأ الحسن أيضًا وعيسى بن عمر والأعمش (ولا تعد عينيك) مضارع مجزوم من (عدى)، أي ولا تصرف عينيك عنهم.
قال الشهاب:
(والهمزة والتضعيف فيهما ليسا لتعدية كما في الكشاف، بل هما مما وافق معنى الثلاثي، فيجري فيه التضمين السابق -أي تضمنه معنى نبا، وإلا لتعدى بنفسه كما في البحر ردًا على الزمخشري).
وقال أبو حيان متعقبًا الزمخشري والرازي في مسألة التعدية: (وما ذهبا إليه ليس بجيد، بل الهمزة والتكثير في هذه الكلمة ليسا للتعدية، وإنما ذلك لموافقة أفعل وفعل للفعل المجرد، وإنما قلنا
[معجم القراءات: 5/193]
ذلك لأنه إذا كان مجردًا متعد، وقد أقر بذلك الزمخشري، فإنه قال: عداه إذا جاوزه، ثم قال: وإنما عدي بعن للتضمين..).
وقال ابن خالويه في مختصره:
(وفي حرف ابن مسعود (عينيك) أيضًا، ولم يذكر صورة القراءة في الفعل عند ابن مسعود: هل هو (لا تعد)، أو (لا تعد).
فالنصب في (عينيك) يلزم بواحدٍ من الفعلين.
- وقرئ (ولا تعد عيناك) على ما لم يسم فاعله، وما بعده على الرفع.
{تُرِيدُ زِينَةَ}
- إدغام الدال في الزاي وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{الدُّنْيَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش والسوسي.
- وعن أبي عمرو من طريق الدوري: الفتح، والتقليل، والإمالة.
وتقدم مثل هذا مرارًا وانظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ}
- قراءة الجماعة (أغفلنا قلبه) بسكون اللام في الفعل على إسناده إلى ضمير الجمع، وهو لله سبحانه وتعالى، على باب التعظيم.
وقلبه: مفعول به، والمعنى: أغفلناه عقوبة له، أو وجدناه غافلًا.
- وقرأ عمرو بن فائد وموسى الإسواري وعمرو بن عبيد وأبو مجلز (أغفلنا قلبه) بفتح اللام في الفعل على إسناده إلى القلب، و(نا) ضمير المفعول.
[معجم القراءات: 5/194]
قال ابن جني:
(يقال: أغلفت الرجل: وجدته غافلًا...، فإن قيل: فكيف يجوز أن يجد الله غافلًا؟ قيل: لما فعل أفعال من لا يرتقب ولا يخاف صار كأن الله سبحانه غافل عنه، وعلى هذا وقع النفي عن هذا الموضع فقال: وما الله بغافل عما تعلمون) [سورة البقرة/74] أي لا تظنوا الله غافلًا عنكم...، ونحو هذا في القرآن كثير، فكأنه قال: ولا تطع من ظننا غافلين عنه).
{هَوَاهُ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرا بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{فُرُطًا}
- قرأ مسلمة بن محارب والأعشى والحسن (فرطًا) بإسكان الزاي، والأصل الضم، وهو قراءة الجماعة (فرطًا) وسكن تخفيفًا). [معجم القراءات: 5/195]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة