العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود

[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) }

قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وقالون، وحفص: {الر} (1): بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكرت ألر في أول يونس و(إلّا ساحر) في المائدة). [تحبير التيسير: 404] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذَكَرْتُ سَكْتَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (السكت والإمالة في الفواتح ذكر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سكت على كل حرف من "الر" أبو جعفر وأمال راءها أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الر} [1] قرأ البصري وشامي وشعبة والأخوان بإمالة الراء إضجاعًا، وورش بين بين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}
{الر}
قرأ أبو جعفر بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة بدون تنفس، بمقدار حركتين، «ألف، لام، را».
وهذا مذهبه في قراءة هذه الحروف في سائر القرآن الكريم.
- وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويحيى وهشام وقالون وهبيرة عن حفص، وابن نافع {الر}.
- وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر وقالون ويعقوب ونافع في رواية المسيبي بالفتح {الر}.
- وقرأ ورش والأزرق وابن عامر وعاصم في رواية حماد بين الفتح والإمالة.
{أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ}
- قراءة الجماعة {أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} على البناء للمفعول في الفعلين.
- وقرئ {أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} على البناء على الفاعل فيهما.
أي: أحكمت الآيات أنا ثم فصلتها.
[معجم القراءات: 4/3]
- وقرأ عكرمة والضحاك والجحدري وزيد بن علي وابن كثير في رواية: {ثُمَّ فُصِّلَتْ}، بفتحتين، خفيفة على لزوم الفعل للآيات، ومعناه: انفصلت وصدرت.
قال الزمخشري: «ثم فصل، أي: فرقت بين الحق والباطل».
وقال الطوسي: «وهي شاذة لم يقرأ بها أحد».
{مِنْ لَدُنْ}
- وروى الكسائي ويحيى عن أبي بكر عن عاصم {مِنْ لَدُنْ} بسكون الدال وإشمامها الضم، وكسر النون.
قال ابن عقيل في شرح التسهيل: «بجر النون وإسكان الدال مشمةً الضم، لغة قيسية».
- وقرأ اللؤلؤي عن أبي عمرو {مِنْ لَدُنْ} بتشديد الدال وسكون النون.
- وقراءة الجماعة {مِنْ لَدُنْ} بضم الدال وإسكان النون.
- وقرئ {مِنْ لَدُنْ} بضم اللام وسكون الدال وكسر النون.
وانظر الآية 40 من سورة النساء في الحديث عن {مِنْ لَدُنْ}.
{حَكِيمٍ خَبِيرٍ}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الخاء مع الغنة.
- والباقون على إظهار التنوين). [معجم القراءات: 4/4]

قوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}
[معجم القراءات: 4/4]
{نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 4/5]

قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُمَتِّعْكُمْ) بإسكان الميم الحسن، وَحُمَيْد، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار على التكثير). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (وَإِنْ تَوَلَّوْا) لِلْبَزِّيِّ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وإن تولوا} [3]، {فإن تولوا} [57] ذكرا للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، وإن تولو [3] للبزي، وسحر مبين [7] في المائدة [110]، ويضعف [20]، في البقرة [الآية: 261] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يمتعكم" بسكون الميم وتخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر فأمتعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" البزي بخلفه "وإن تولوا"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تولوا بضم التاء والواو واللام مبنيا للمفعول على
[إتحاف فضلاء البشر: 2/122]
أنه فعل ماض وضم ثانية كأوله، لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة، وضمت اللام أيضا، وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها، والأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا، فضم لأجل الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن تولوا} [3] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بغير تشديد). [غيث النفع: 709]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم.
{إِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل «إليهي» بوصل الهاء بياء.
- والباقون بهاء مكسورة من غير وصل.
{يُمَتِّعْكُمْ}
- قراءة الجماعة {يُمَتِّعْكُمْ} بتشديد العين من «متع» المضعف.
- وقرأ الحسن وابن هرمز وزيد بن علي ومجاهد وابن محيصن {يُمَتِّعْكُمْ} بالتخفيف من «أمتع».
{مُسَمًّى}
- الإمالة فيه وقفًا عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا في الآية /282 من سورة البقرة.
{وَيُؤْتِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني {وَيُؤْتِ} بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز.
[معجم القراءات: 4/5]
{وَإِنْ تَوَلَّوْا}
- قراءة الجماعة {وَإِنْ تَوَلَّوْا} بفتح التاء واللام، فهو «تولى» أسند إلى واو الجماعة، أو هو مضارع حذفت منه التاء، أي: وإن تتولوا، على الخلاف المعروف في المحذوف: تاء المضارعة أو تاء الفعل.
- وقرأ ابن كثير في رواية البزي وبان فليح، وابن محيصن (وإن تولوا) بتشديد التاء.
- وقرأ اليماني وعيسى بن عمر وابن محيصن (وإن تولوا) بثلاث ضمات، مبنيًا للمفعول، وهو ماضٍ ضم ثانية كأوله؛ لأنه مفتتح بتاء المطاوعة، وضمت اللام أيضًا وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها، والأصل: توليوا، ثم حذفت ضمة الياء، والياء، فبقي ما قبل واو الضمير مكسورًا، فضم لأجل الواو، ووزنه تفعوا، بحذف لامه.
- وقرأ اليماني وعيسى بن عمر والأعرج وأبو رجاء وأبو مجلز (وإن تولوا) بضم التاء، وفتح الواو «ولى».
- وقرأ الأعرج (وإن تولوا) بضم التاء وسكون الواو، مضارع (أولى).
{فَإِنِّي أَخَافُ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (فإني أخاف) بفتح ياء الإضافة.
- وقرأ الباقين بسكونها (فإني أخاف) ). [معجم القراءات: 4/6]

قوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [4] ظاهر {شيء} كذلك). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}
{وَهُوَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون (وهو) بإسكان الهاء.
- وقراءة الباقين بضمها (وهو).
وتقدم هذا في الآيتين 29 و 85 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز في الوقف في الآيتين 20 و 106 من سورة البقرة.
{قَدِيرٌ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 4/7]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) بالياء اختيار بْن مِقْسَمٍ، وروى ابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن كذلك إلا أنه لم يثبت الياء واجتزئ بالكسرة كقراءة مجاهد، الباقون بفتح النون، وهو الاختيار؛ لأن اسم الفاعل المشهور منه " فرح "). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
- وقراءة غيره بهاء مضمومة (منه).
{يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}
- قراءة الجمهور (يثنون) مضارع (ثنى) الثلاثي، أي يطوونها على عداوة المسلمين، ويخفون ما فيها من الشحناء والعداوة.
- وقرأ سعيد بن جبير (يثنون) بضم الياء مضارع (أثنى) الرباعي.
قال أبو البقاء:
«ولا يعرف في اللغة إلا أن يقال: معناه عرضوها للإثناء، كما تقول: أبعت الفرس: إذا عرضته للبيع».
وقال ابن جني:
[معجم القراءات: 4/7]
«وروي عن سعيد بن جبير- وأحسبها وهمًا (يثنون) بضم الياء والنون..؛ لأنه لا يعرف في اللغة أثنيت كذا، بمعنى ثنيته، إلا أن يكون معناه يجدونها مشية كقولهم: أحمدته: وجدته محمودًا، وأذممته: وجدته مذمومًا».
ونقل هذا الشهاب في حاشيته عن ابن جني، كما ذكر أبو حيان عن الرازي كالذي ذهب إليه ابن جني.
- وقرأ ابن عباس بخلاف عنه وعلي بن الحسين وزيد بن علي ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد بن علي ومجاهد وابن يعمر ونصر بن عاصم وعبد الرحمن بن أبزى والجحدري والضحاك وابن أبي إسحاق وأبو الأسود الدؤلي وأبو رزين والأعمش وابن محيصن من طريق المعدل (تثنوني) بالتاء، مضارع (اثنوني) على وزن افعوعل، على نسق: اعشوشب المكان.
وصدورهم: بالرفع: على معنى: تنطوي صدورهم، وتأنيث الفعل التأنيث الجمع.
قال ابن جني: «.. وهذا من أبنية المبالغة لتكرير العين، كقولك: أعشب البلد، فإذا كثر فيه ذلك قيل: اعشوشب.
وقال الفراء: وهو في العربية بمنزلة تنثني..، وهو من الفعل افعوعلت».
وقال الشهاب: «.. وهو من أبنية المزيد الموضوعة للمبالغة؛ لأنه يقال: لا، فإذا أريد المبالغة قيل: إحلولى، وهو لازم، فصدورهم
[معجم القراءات: 4/8]
فاعله، ومعناه: ينطوي أو ينحرف انطواءً وانحرافًا بليغًا، وهو على المعاني السالفة في قراءة الجمهور».
وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن يعمر وابن أبي إسحاق وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد عليه السلام (يثنوني) بالياء، على وزن الكلمة السابقة: يفعوعل، وهو للمبالغة، وصدورهم: فاعل.
وذكر الفعل على معنى الجمع دون الجماعة.
وقرأ ابن عباس (ليثنون) بلام التأكيد في خبر «إن»، وحذفت الياء من آخره تخفيفًا.
صدورهم: بالرفع.
- وذكر الزمخشري هذه القراءة عن ابن عباس (لتثنوني) باللام مفتوحة، وتاء بعدها، وإثبات الياء في آخر الفعل.
وعن ابن عباس أنه قرأ (تثنون).
قال ابن جني:
«وأما تثنون صدورهم» بنون مكسورة من غير ياء، ورفع «صدورهم»، فإنه أراد الياء، فحذفها تخفيفًا، كالعادة في ذلك، ولاسيما والكلمة طويلة بكونها على تفعوعل».
وذكر القراءة أبو جعفر النحاس، ثم قال:
[معجم القراءات: 4/9]
«وحذف الياء لا يجوز إلا في ضرورة الشعر، أو في صلة نحو {والليل إذا يستر} الفجر 89/4».
- وقرأ ابن عباس وعروة الأعشى وابن أبي أبزى (يثنون)، ووزنه يفعوعل من الثن، بني منه افعوعل، وهو ماهش وضعف من الكلأ، وأصله: يثنوين، يريد مطاوعة نفوسهم للشيء كما ينثني الهش من النبات، وأراد ضعف إيمانهم، ومرض قلوبهم.
وصدورهم: بالرفع، فاعله.
- وجاءت القراءة السابقة عن ابن عباس وعروة الأعشى وابن أبزی والأعمش (تثنون) بالتاء، وممن أثبتها كذلك ابن جني، وقال: «وأما تثنون، فإنها تفعوعل من لفظ الثن، ومعناه أيضًا، وأصلها تثنوين فلزم الإدغام لتكرير العين إذ كان غير ملحق،.. فأسكنت النون الأولى، ونقلت كسرتها على الواو، فأدغمت النون في النون فصار (تثنون)، كذا جاءت عنده بنون مشددة مفتوحة.
- وقرأ عروة الأعشى ومجاهد (ثنئن) مثل: يطمئن. صدورهم: بالرفع قال أبو حيان: «وهذه مما استثقل فيه الكسر على الواو كما قيل: إشاح.
وقد قيل إن يثنئن: يفعل من الثن المتقدم مثل تحمار تصفار، فحركت الألف لالتقائها بالكسر فانقلبت همزة»
[معجم القراءات: 4/10]
- وذكر هذه القراءة ابن جني عن عروة الأعشى، وذكرها غيره عن ابن أبزى والأعشى ومجاهد (تثنئن) كذا بالتاء.
وذكر مثل هذا الشهاب، قال:
«وقرئ بذلك كتطمئن، وفيه وجهان:
أحدهما: أن أصله اثنان، كاحمار وابياض، ففر من التقاء الساكنين بقلب الألف همزة مكسورة، وقيل: أصله: تثنون، بواو مكسورة، فاستثقلت الكسرة على الواو فقلبت همزة كما قيل في وشاح إشاح، فعلى الأول يكون من الأفعيلال، وعلى هذا هو من باب افعوعل، ورجح الأول باطراد.
- وروي عن عروة الأعشى ومجاهد (يثنؤن صدورهم).
قال ابن جني: وأما (يثنؤن صدورهم) بالنصب وبالهمزة المضمومة فوهم من حاكيه أو قارئه، لأنه لا يقال: ثنأت كذا بمعنى تثنيته» وقال العكبري: وهو من ثنيت إلا أنه قلب الياء واوًا لانضمامها، ثم همزها لانضمامها.
- وقراءة عون الأعشى «كذا»، وعمر بن حدير (تثنؤون).
وجاءت النون غير مقيدة بضبط.
- وروي عن الأعشى ومجاهد (يثنؤون) مثل: يفعلون، مهموز اللام، صدورهم: بالنصب.
قال الرازي، ونقله عنه أبو حيان:
«ولا أعرف وجهه؛ لأنه يقال: تثنيت، ولم أسمع ثنأت، ويجوز أنه
[معجم القراءات: 4/11]
قلب الياء ألفا على لغة من يقول: أعطأت في «أعطيت»، ثم همز على لفة من يقول: (ولا الضألين).
- وقرأ ابن عباس (يثنوي) بتقديم الثاء على النون، وبغير نون بعد الواو، على وزن «يرعوي».
قال أبو حاتم: «وهذه القراءة غلط لا تتجه».
قال أبو حيان: «وإنما قال ذلك لأنه لاحظ الواو في هذا الفعل، لا يقال: ثنوته فانثوي، كما يقال: رعوته - أي كففته -فارعوى، فانكف.
وقال الشهاب: «وقيل إنها غلط في النقل؛ لأنه لا معنى للواو في هذا الفعل..، ووزن ارعوى من غريب الأوزان، وفيه كلام في المطولات».
- ونقل عن ابن عباس أنه قرأ (تثنوي) على وزن تنطوي كالقراءة السابقة، إلا أنها بالتاء من فوق، قال أبو حاتم: «هذه القراءة غلط لا تتجه».
- وعن ابن عباس أنه قرأ (يثنون) على وزن (يحلون).
وانفرد بذكر هذه القراءة الطوسي، ولم يذكر لها ضبطًا، وقال بعدها: «وأراد المبالغة».
وغلب على ظني أن هذا الضبط أقرب إلى الصواب، على أنه لا يبعد أن يكون أيضًا (يثنون) على وزن يحلون، والله أعلم بالصواب.
وبعد، فقراءات ابن عباس فيها اضطراب في النقل، ولا أطمئن إلى أنه قرأ هذه القراءات كلها في هذا اللفظ!!
[معجم القراءات: 4/12]
-وقرأ نصر بن عاصم وابن يعمر وابن أبي إسحاق (يثنون) بتقديم النون على الثاء، ذكر أبو حيان هذه القراءة، ولم يعلق عليها بشيء، وفي التاج ما يشهد لهذه القراءة، وأنها لا تخرج عن قراءة العامة، ففي حديث أبي هالة في صفة مجلس رسول الله به «ولا تنثى فلتاته» أي لا تشاع ولا تذاع، وقال أبو عبيد: معناه: لا يتحدث بتلك الفلتات.
ومعنى هذه القراءة أنهم كانوا ينثون ما في صدورهم، أي يحتفظون به ويخفونه، وفيها العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوته.
وذكروا أن النثوة الوقيعة بين الناس.
فأنت إذا نظرت في معنى هذه القراءة وقابلتها بقراءة العامة (يثنون صدورهم)، وجدتها ليست ببعيدة، فإن كان عند أحد القراء توجيه غير هذا فليعلمني بما فتح الله عليه، وحسبه عند الله حسن الثواب.
- وقرأ نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق (تنثوي) بتقديم النون على الثاء.
وقد ذكر أبو حيان أن في هذه الكلمة (يثنون) عشر قراءات وذكر الشهاب الخفاجي أنها ثلاث عشرة قراءة.
قلت: بعد جمعها من كتب القراءات فقد بلغت تسع عشرة قراءة على ما ترى؟؟
[معجم القراءات: 4/13]
{أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}
- قرأ ابن عباس (على حين..).
- وقراءة الجماعة (ألا حين).
قال ابن عطية، ومن هذا الاستعمال قول النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما أصح والشيب وازع
{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم.
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والجماعة على التفخيم). [معجم القراءات: 4/14]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) }

قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "ويعلم مستقرها ومستودعها" ببناء الفعل للمفعول ورفع الاسمين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
{فِي الْأَرْضِ}
- تقدمت القراءة في «الأرض» بالسكت، ونقل الحركة إلى الملام من الهمزة، ثم حذفها «رض». انظر الآية/61 من سورة يونس.
{يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}
- قراءة الجماعة {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} الفعل مبني للمعلوم، والفاعل هو الله تعالى، ومستقرها ومستودعها بالنصب.
وقرأ ابن محيصن (ويعلم مستقرها ومستودعها) الفعل مبني لما لم يسم فاعله، ومستقرها ومستودعها: بالرفع.
- وأدغم الميم في الميم (ويعلم مستقرها..) أبو عمرو ويعقوب، بخلاف عنهما).[معجم القراءات: 4/14]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إلا ساحر} (7): بالألف.
والباقون: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكرت ألر في أول يونس و(إلّا ساحر) في المائدة). [تحبير التيسير: 404] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي لَسَاحِرٌ مُبِينٌ فِي الْمَائِدَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({سحرٌ} [7] ذكر في المائدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، وإن تولو [3] للبزي، وسحر مبين [7] في المائدة [110]، ويضعف [20]، في البقرة [الآية: 261] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أنكم مبعوثون" بفتح الهمزة على أنها بمعنى لعل، أو يضمن القول معنى ذكرت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إِلَّا سِحْر" [الآية: 7] على وزن فاعل حمزة والكسائي وخلف، والباقون سحر بلا ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سحر مبين} قرأ الأخوان بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء، والباقون بكسر السين، وحذف الألف، وإسكان الحاء). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآية/4 من هذه السورة، والآيتين/۲۹ و ۸۰ من سورة البقرة.
{وَالْأَرْضَ}تقدمت قراءة ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام ثم حذف اللام (ولرض)، انظر الآية /61 من سورة يونس.
{عَلَى الْمَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا، ثم حذفها ويجوز إثباتها، ويختلف طول المدة عند إثباتها، ومع الحذف يكون القصر.
{وَلَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَلَئِنْ قُلْتَ}
- قراءة الجماعة (ولئن قلت) بفتح التاء، أي: ولئت قلت يا محمد، فهو خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (ولئن قلت) بضم التاء، إخبارًا عن الله تعالى.
{وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ}
- قراءة الجماعة (ولئن قلت إنكم مبعوثون) بكسر الهمزة من «إن»، وهو المطرد بعد القول.
- وقرأ المطوعي والأعمش، وحكاها عيسى بن عمر، (ولئن قلت أنكم مبعوثون) بفتح الهمزة بعد القول.
[معجم القراءات: 4/15]
قلت: حكاية عيسى بن عمر يجب أن تكون (ولئن قلت أنكم مبعوثون) بضم التاء، وهي قراءته المتقدمة.
قال الزمخشري:.
«ووجهه أن يكون من قولهم: ائت السوق عنك تشتري لنا لحمًا، وأنك تشتري بمعنى علك، أي: ولئن قلت لهم: لعلكم مبعوثون..، ويجوز أن تضمن «قلت» معنى ذكرت».
وقال الشهاب: «..أي: ولئن قلت ذاكرًا أنكم مبعوثون، فهو مفعول للذكر لا للقول، ولذا فتحت..، وقوله - أي البيضاوي -: أو أن يكون «أن» بعني «عل» على لغة في «لعل» بمعناها، وذكرها لأنها أخف، ولأنه ورد استعمالها في محل واحد، إذ قالوا: ائت السوق علك أن تشتري لحمًا، وأنك تشترى لحمًا كما في الكشاف...»
وقال أبو جعفر النحاس:
«كسرت «إن» لأنها بعد القول مبتدأة، وحكى سيبويه الفتح»، ووجدت مثل هذا عند القرطبي.
{إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وعاصم والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة ويعقوب.. (سحر) من غير ألف، وهو مصدر، ومن قال هذا ذهب إلى الكلام.
[معجم القراءات: 4/16]
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى بن وثاب (ساحر) بألف على وزن فاعل، فهو اسم فاعل، ومن قال هذا ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم.
وتقدم مثل هذا في الآية/۱۱۰ من سورة المائدة، والآية/۲ من سورة يونس.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف في (سحر) ). [معجم القراءات: 4/17]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستهزءون} جلي {ليئوس} [9] كذلك). [غيث النفع: 709] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
{لَئِنْ}
- تقدم حكم الهمز وقف حمزة في الآية السابقة.
{يَأْتِيهِمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش عن نافع (يأتيهم) بإبدال الهمزة ألفا في الحالين.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة (يأتيهم) بتحقيق الهمز.
- وقرأ يعقوب (يأتيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (يأتيهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{حَاقَ}
قراءة حمزة بإمالة الألف.
والجماعة على الفتح.
{يَسْتَهْزِئُونَ}
قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة، وضم الزاي في الحالين (يستهزون)
[معجم القراءات: 4/17]
ولحمزة في الوقف ثلاثة أوجه:
١- الأول: كأبي جعفر (يستهزون).
٢- الثاني: تسهيل الهمزة بين بين.
٣- الثالث: إبدال الهمزة ياء خالصة (يستهزيون).
وتقدم مثل هذا في البيان في الآية /5 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 4/18]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود
[ من الآية (9) إلى الآية (11) ]

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستهزءون} جلي {ليئوس} [9] كذلك). [غيث النفع: 709] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)}
{لَئِنْ}
- تقدم حكم الهمزة في الآية/۷ من هذه السورة.
{مِنْهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل هاء الضمير بواو.
- وقراءة الباقين (منه) بهاء مضمومة من غير صلة.
{لَيَئُوسٌ}
- قراءة الأزرق وورش بتثليث البدل.
-وأما حمزة فله في الوقف وجهان:
الأول: التسهيل بين بين.
والثاني: حذف الهمزة اتباعًا للرسم فيصير النطق بواو ساكنة بعد الياء، (ليوس).
وذكر العكبري أنه قرئ بواوين (ليووس) على إبدال الهمزة واوًا). [معجم القراءات: 4/18]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "عني أنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عني إنه} [10] قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)}
{لَئِنْ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في قراءة حمزة.
[معجم القراءات: 4/18]
{أَذَقْنَاهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أذقناهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة بهاء مضمومة من غير وصل (أذقناه).
{نَعْمَاءَ}
قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل بين بين مع القصر والتوسط والمد، وهذا مبني على قلب الهمزة ألفًا، وحذفها، أو إثباتها.
{ضَرَّاءَ}
حكمها كحكم (نعماء) في الوقف عند حمزة.
{مَسَّتْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (مستهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الباقين بهاء مضمومة من غير وصل (مسته).
{عَنِّي إِنَّهُ}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (عني إنه) بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (عني إنه) بسكون الياء.
{إِنَّهُ لَفَرِحٌ}
قرأ الجمهور (.. فرح) بكسر الراء، وهو قياس اسم الفاعل من فعل اللازم، قلت: هو بمعنى فاعل وحول للمبالغة.
وقال يعقوب الحضرمي: قرأ بعض أهل المدينة (.. لفرح) بضم الراء قال أبو جعفر النحاس: «هكذا كما تقول: قطن وحذر وندس».
وقال أبو حيان: «وقرأت فرقة...»، وهي كما تقول: ندس وتطمس وفخر، وهو تعاظمه على الناس بما أصابه من النعماء.
[معجم القراءات: 4/19]
وقال العكبري: «يقرأ بكسر الراء وضمها، وهما لغتان مثل: يقُظ ويقِظ، وحذُر وحذِر».
قال الزبيدي في التاج:
«فرح الرجل كعيم فهو فرح ككتف، وفرحٌ بضم الراء هكذا في النسخ، ومثله في اللسان وغيره من الأمهات، وفي بعضها فروح كصبور ومفروح، كلاهما عن ابن جني» ). [معجم القراءات: 4/20]

قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}
{مَغْفِرَةٌ}
قراءة الأزرق وورشب ترقيق الراء.
-والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 4/20]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود
[ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) }

قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)} {يُوحَى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
{وَضَائِقٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
وذهب بعضهم إلى أنه يبدلها ياءً خالصة.
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
[معجم القراءات: 4/20]
والجماعة (عليه) بهاء مكسورة من غير وصل.
{جَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
والفتح والإمالة لهشام.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارا وانظر الآية /43 من سورة النساء.
وإذا وقف حمزة فله فيه تسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر.
{نَذِيرٌ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
والباقون على التفخيم.
{شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز في الوقف في الآيتين /20 و 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/21]


قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)} {افْتَرَاهُ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزق وورش.
والباقون على الفتح، وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الأخفش.
وقرأ ابن كثير في الوصل (افتراهو) بوصل الهاء بواو، على مذهبه في أمثاله.
وقراءة الجماعة بهاء مضمومة (افتراه).
[معجم القراءات: 4/21]
{فَأْتُوا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني واليزيدي بإبدال الهمزة ألفًا (فاتوا).
وكذا قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز (فأتوا).
{بِعَشْرِ سُوَرٍ}
قرأ أبو حيوة وأبو البرهسم (بعشرٍ سورٍ) على تنوين (عشرٍ).
وجعل (سور) بدلًا منه.
وقراءة الجماعة على الإضافة {بعشر سور} ). [معجم القراءات: 4/22]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإلم يستجيبوا} [14] موصول، أي: لم ترسم نون بين الهمزة واللام {وأن لا إله} [14] مقطوع، أي: رسمت النون). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}
{أُنْزِلَ}
قراءة الجماعة (أنزل) مبنية للمفعول، وفيه ضمير ما أوحي، وأنما: أن، وما الكافة.
وقرأ زيد بن علي (.. نزل) بفتح النون والزاي وتشديدها، فهو مضعف مبني للفاعل.
قال أبو حيان: «... واحتمل أن تكون (ما) مصدرية، أي أن التنزيل، واحتمل أن تكون بمعنى الذي، أي: أن الذي نزله، وحذف الضمير المنصوب الوجود جواز الحذف» ). [معجم القراءات: 4/22]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة هود

[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) }

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((نُوَفِّ إِلَيْهِمْ) بالياء طَلْحَة في رواية الفياض، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار ليتمحض الفعل للَّه (تُوَفَّ إِلَيْهِمْ) بالتاء، (أَعْمَالُهُمْ) رفع على ما لم يسم فاعله الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالنون على تسمية الفاعل). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "يُوف إليهم" بياء الغيب والجمهور بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق ضم هاء "لديهم" و"عليهم" لحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [15] ضم هائه لحمزة لا يخفى). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}
{الدُّنْيَا}
قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والدوري.
[معجم القراءات: 4/22]
وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآيتين / 85 و114 من سورة البقرة.
{نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ}
قراءة الجماعة {نوف}.. بنون العظمة، وتشديد الفاء، مضارع وفي، وحذف حرف العلة لأنه جواب «من»، والفاعل ضمير الله تعالى، أعمالهم: بالنصب مفعول به.
- وقرأ طلحة بن مصرف وميمون بن مهران وأبو حيوة والحسن والمطوعي (يوف..) بالياء على الغيبة، وتشديد الفاء، والفاعل ضمير الله تعالى، أعمالهم: مفعول به.
وقرأ زيد بن علي (يوفي) بالياء مخففًا مضارع (أوفي)، والفاعل ضمير الله تعالى، أعمالهم: بالنصب مفعول به.
وقرأ ميمون بن مهران (يوف إليهم أعمالهم) بضم الياء وفتح الفاء مشددة، من وفي يوفى مبنيًا للمفعول، وأعمالهم: بالرفع قائم مقام الفاعل، وجزم لكونه جوابًا للشرط.
وقرأ ميمون بن مهران (توف إليهم أعمالهم) بالتاء مبنيًا للمفعول كالقراءة السابقة، وأعمالهم: بالرفع.
[معجم القراءات: 4/23]
وقرأ الحسن (نوفي)، بالتخفيف مضارع أوفى، وبإثبات الياء، واحتمل أن يكون مجزومًا بحذف الحركة المقدرة، وهي لغة لبعض العرب كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
واحتمل أن يكون مرفوعًا، لأن الشرط إذا كان ماضيًا فقد سمع في جوابه الرفع، ومثل هذا الموضع قول زهير:
وإن أتاه خليل يوم مسغبة = يقول لا غائب مالي ولا حرم.
وعند ابن خالويه في مختصره: عمرو عن الحسن (يوفي إليهم أعمالهم) كذا بالياء في أوله وإثبات الياء في آخره، وتخريج هذه القراءة كالذي مضى في المتقدمة.
قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الباقين بكسرها لمجاورة الياء.
وتقدم هذا مرارا). [معجم القراءات: 4/24]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" وَبَطَلَ " بغير ألف القورسي وميمونة عن أبي جعفر، وأحمد بن موسى، والأزرق وعصمه عن عَاصِم، الباقون (وَبَاطِلٌ) بالألف والتنوين وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف) ). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
{الْآَخِرَةِ}
تقدم في الآية /4 من سورة البقرة قراءات فيه، منها تحقيق الهمز، ونقل الحركة والحذف، والسكت، وترقيق الراء، وإمالة الهاء.
{حَبِطَ}
قراءة أبي السمال (حبط) بفتح الباء حيث جاء.
[معجم القراءات: 4/24]
وقراءة الجماعة (حبط) بكسر الباء.
{وَبَاطِلٌ}
قراءة الجماعة {وباطلٌ ما كانوا يعملون} بالرفع وفيه وجهان:
الأول: باطل: مبتدأ، و{ما كانوا يعملون} خبره.
الثاني: باطل: خبر مقدم، وما: مبتدأ، والعائد محذوف، أي: يعملونه.
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، لو ذكرها الزمخشري لعاصما (وباطلًا ما كانوا يعملون) بالنصب، وتخرج على أنه مفعول (يعملون) وما زائدة، والتقدير: وكانوا يعملون باطلًا.
قال ابن جني: «... ومن بعد ففي هذه القراءة دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها كقولك: قائمًا كان زيد وواقفًا كان جعفر، ووجه الدلالة من ذلك أنه يجوز وقوع المعمول بحيث يجوز وقوع العامل، و(باطلًا) منصوب بـ (يعملون) والموضع إذًا لـ (يعملون)، لوقوع معموله متقدمًا عليه، فكأنه قال: ويعملون باطلًا كانوا.. ».
قال أبو حاتم: «ثبت في أربعة مصاحف».
وقرأ زيد بن علي ويحيى بن يعمر وابن نبهان وشيبان وعصمة والأزرق وأبو بكر كلهم عن عاصم (وبطل ما كانوا يعملون) فعلًا ماضيًا معطوفًا على (حبط).
قال الشهاب: «.. وقرئ بطل على صيغة الفعل الماضي المعطوف على حبط، وهي من الشواذ» ). [معجم القراءات: 4/25]

قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((مِرْيَةٍ) بضم الميم حيث وقع الحسن، وقَتَادَة يونس عن أَبِي عَمْرٍو، وابن جبير عن أبي جعفر، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنها أشهر، (فَعُمِّيَتْ)، و(مَجْرَاهَا)، و(سُعِدُوا) في غير أبي عبيد، وأبو بكر، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وأبو الحسن عن أبي بكر). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مُرْيَة" بضم الميم لغة أسد وتميم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
{يَتْلُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (يتلوهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة (يتلوه) بهاء مضمومة.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
والجماعة {منه} بهاء مضمومة.
{كِتَابُ مُوسَى}
قراءة الجماعة {كتاب موسى} بالرفع على الابتداء، وخبره متعلق شبه الجملة قبله: (ومن قبله)، أو هو معطوف على (شاهد).
وقرأ محمد بن السائب الكلبي، وحكاها المهدوي عنه، وأبو حاتم عن بعضهم: (.. كتاب موسى) بالنصب عطفًا على مفعول (يتلوه)، أو بإضمار فعل، أي: ويتلو كتاب موسى.
قال الزجاج: ويجوز نصب: (كتاب موسی)، ويكون المعنى: ويتلوه شاهد منه، وهو الذي كان يتلو كتاب موسى، والأجود الرفع، والقراءة بالرفع لا غيره».
وقال أبو جعفر النحاس: «وحكى أبو حاتم عن بعضهم أنه قرأ...بالنصب.
[معجم القراءات: 4/26]
قال أبو جعفر: النصب جائز، يكون معطوفًا على الهاء، أي: ويتلو كتاب موسى...».
{مُوسَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ أبو عمرو والأزرق وورش
وقراءة الباقين بالفتح.
{يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع (يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين {يؤمنون} بالهمز.
قراءة الجمهور {مرية} بكسر الميم، وهي لغة الحجاز، وذكروا أنها الفصيحة المشهورة، وذهب إلى هذا الشهاب وغيره.
وقرأ السلمي وأبو رجاء وأبو الخطاب السدوسي وعلي والحسن وقتادة (مرية) بضم الميم، وهي لغة أسد وتميم.
قال ثعلب: «وهما لغتان»، وذكروا أن الضم أعلى.
وقرأ يونس وعدي كلاهما عن أبي عمرو (مرية)بفتح الميم حيث جاء.
{النَّاسِ}
قراءة الفتح والإمالة للدوري عن أبي عمرو، وتقدمت في
[معجم القراءات: 4/27]
الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{إِنَّهُ الْحَقُّ}
قراءة الجماعة {إنه} بكسر الهمزة.
وقرئ (أنه) بفتح الهمزة على تقدير، لأنه.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا في هذه الآية (لا يومنون) ). [معجم القراءات: 4/28]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (18) إلى الآية (24) ]

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}
{أَظْلَمُ}
تقدم تغليظ اللام في الآيتين / 20 من سورة البقرة، و 21 من سورة الأنعام.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم، وبالإظهار.
{افْتَرَى}
تقدم الحديث في إمالة {افتراه} في الآية /۱۳ من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/28]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}
{بِالْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية 4 من سورة البقرة.
{كَافِرُونَ}
قراءة الأزرق وورش بترقيقالراء، وتفخيمها). [معجم القراءات: 4/28]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي " يُضَعَّفُ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يضاعف} [20] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، وإن تولو [3] للبزي، وسحر مبين [7] في المائدة [110]، ويضعف [20]، في البقرة [الآية: 261] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يضعف" [الآية: 20] بالتشديد والقصر ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يضاعف} [20] قرأ المكي وشامي بتشديد العين، ويلزم منه حذف الألف قبلها، والباقون بألف بعد الضاد، وتخفيف العين). [غيث النفع: 709]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)}
{مِنْ أَوْلِيَاءَ}
لحمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر.
{يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ}
قراءة الجماعة {يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ} بالألف، والفعل مبني
[معجم القراءات: 4/28]
للمفعول، والعذاب: بالرفع في مقام الفاعل.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن (يضعف لهم العذاب) بالتشديد والقصر، والعذاب في محل رفع.
وفي إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج:
(نضعف لهم العذاب) بالنون وكسر العين مشددة من غير ألف، ونصب (العذاب).
ونسب هذه القراءة إلى ابن كثير وابن عامر.
{يُبْصِرُونَ}
قراءة الأزرق وورش بترقيقالراء وبالتفخيم). [معجم القراءات: 4/29]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)}
{خَسِرُوا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وبالتفخيم). [معجم القراءات: 4/29]

قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومد "لا جَرَمَ" وسطا حمزة بخلفه للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}
{لَا جَرَمَ}
قرأ حمزة بمد {لا} مدًا متوسطًا، بخلاف عنه، للمبالغة.
وقراءة الباقين بالقصر، وهو الوجه الثاني لحمزة.
وتقدم مثل هذا في الآية /۲ من سورة البقرة {الم، ذلك الكتاب لاريب فيه}
[معجم القراءات: 4/29]
وعن أبي عمرو (لا جرم..) بضم الراء على وزن كرم.
وقرأ هارون وعبيد والهمداني كلهم عن أبي عمرو (لأجرم) بهمزة مفتوحة بعد اللام من غير مد.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات مفصلة فيه في الآية /4 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/30]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خالدون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع عند الجمهور، وقال بعض {الأخسرون} وقيل {يبصرون} وقيل {تذكرون} ). [غيث النفع: 709]

قوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "كالأعمى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 24] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مثل الفريقين}
{تذكرون} [24 30] معًا، قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بالتثقيل). [غيث النفع: 711] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}
{كَالْأَعْمَى}
أمالهحمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{تَذَكَّرُونَ}
قرأ حفص، وعلي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (تذكرون) خفيفة الذال، وأصله: تتذكرون فحذفت التاء تخفيفًا، على خلاف في المحذوف.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون) بتشديد الذال، وأصله: تتذكرون، فأدغمت التاء في الذال، وفي التشديد معنى تكرير التذكر.
وتقدم مثل هذا في الآية /152 من سورة الأنعام).[معجم القراءات: 4/30]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (25) إلى الآية (31) ]

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه إِنِّي لكم نَذِير مُبين} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي {إِنِّي لكم} بِفَتْح الْألف
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة {إِنِّي لكم} بِكَسْر الْألف). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إني لكم} بكسر الألف، شامي، ونافع، وعاصم، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 279]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إني لكم} [25]: بكسر الألف دمقي إلا ابن مسلم، ونافع، وعاصم، وحمزة). [المنتهى: 2/747]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (أني لكم نذير) بفتح الهمزة وكسرها الباقون). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {أني لكم نذير} (25): بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب والكسائيّ وخلف: (أنّي لكم نذير) بفتح الهمزة والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {إِنِّي لَكُمْ} بفتح الهمزة: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (755 - وَإِنِّي لَكُمْ بِالْفَتْحِ حَقُّ رُوَاتِهِ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([755] وإني لكم بالفتح (حق) (ر)واته = وبادئ بعد الدال بالهمز (حـ)للا
{أني} بالفتح، أي أرسلناه بأني؛ أي ملتبسًا بأني. و{أن لا تعبدوا} بدل منه.
والكسر على: أرسلناه بأن لا تعبدوا، فقال لهم: إني). [فتح الوصيد: 2/984]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([755] وإني لكم بالفتح حق رواته = وبادي بعد الدال بالهمز حللا
ب: (حللا): من التحليل.
ح: (إني لكم): مبتدأ، (بالفتح): حال منه، (حق): خبر أضيف إلى (رواته)، (بادي): مبتدأ، (حللا): خبر، (بالهمز): متعلق به، (بعد الدال): ظرفه.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي: (أنى لكم نذيرٌ) [25] في قصة نوح بفتح الهمزة على حذف الباء، أي: أرسلنا بهذا الكلام، والباقون: بالكسر على تقدير: (فقال: إني).
وقرأ أبو عمرو: (بادئ الرأي) [27] بالهمز بعد الدال من البدء، أي: أول الأمر، والباقون: بالياء المفتوحة بعدها من البدو بمعنى الظهور). [كنز المعاني: 2/310] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (755- وَإِنِّي لَكُمْ بِالفَتْحِ "حَقُّ رُ"وَاتِهِ،.. وَبَادِئَ بَعْدَ الدَّالِ بِالهَمْزِ "حُـ"ـلِّلا
يريد: {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} في أول قصة نوح: الفتح على حذف الباء؛ أي: أرسلناه بهذا الكلام والكسر على: فقال: {إِنِّي لَكُمْ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (755 - وإنّي لكم بالفتح حقّ رواته = .... .... .... .... ....
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه أنى لكم نذير مبين بفتح همزة إِنِّي والباقون بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (131- .... .... .... وَافْتِحِ اتْلُ فَا = قَ إِنِّي لَكُمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة هود عليه الصلاة والسلام فقال: وافتح اتل فاق أي قرأ المشار إليهما (بألف) اتل و(فا) فاق وهما أبو جعفر وخلف {إني لكمنذير} [25] بفتح الهمزة كيعقوب فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ فِي قِصَّةِ نُوحٍ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة {إني لكم} [25] في قصة نوح بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (687 - إنّي لكم فتحًا روى حقٌّ ثنا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شد (صحب) نوّنا
أي قرأ الكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر: بأني بفتح الهمزة بتقدير بأني: أي متلبسا بأني، والباقون بالكسر: أي فقال إني). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شدّ (صحب) نوّنا
ش: أي: قرأ مدلول (روى) الكسائي، وخلف، و(حق) البصريان، وابن كثير، وثاء (ثنا) أبو جعفر: أني لكم نذير مبين [25] [بفتح الهمزة، وبتقدير باء، أي: متلبسا بأني].
وقال مكي: ثاني مفعولي أرسلنا [25]، والباقون بالكسر، أي: فقال: إني.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، [وحفص، وخلف]: فعمّيت عليكم [28] بضم العين، وتشديد الميم معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول، والأصل: «فعماها»، والفاعل: ضمير «ربي».
والباقي بفتح العين وتخفيف الميم لازم مبني للفاعل، وفاعله ضمير بيّنة، وإن كانت [أبعد] لمبصرة، واستعير لها [العمى] إذا لم تهد والبصر إذا هدت، [أي:] خفيت على حد: فعميت عليهم [القصص: 66]، أو «عموا» بمعنى: عميت عنهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنِّي لَكُمْ نَذِير" [الآية: 25]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/123]
فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة على إضمار القول، وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي: بأني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني لكم} [25] قرأ المكي والبصري وعلي بفتح همزة {إني} على تقدير الباء، والباقون بالكسر، أي: فقال إني). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}
{إِنِّي لَكُمْ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والأعمش (إني لكم) بكسر الهمزة على إضمار القول.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (أني لكم) بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر، أي: بأني لكم نذير.
{إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ}
وقرأ ابن مسعود (.. إلى قومه فقال يا قوم إني لكم نذير).
بزيادة: (فقال يا قوم).
وهذه القراءة شاهد لقراءة الكسر.
{نَذِيرٌ}
تقدمت قراءتا الترقيق والتفخيم عن الأزرق وورش في الآية/۱۲ من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/31]

قوله تعالى: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة "من إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} [26] قرأ الحرميان وبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}
{إِنِّي أَخَافُ}
قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف)بفتح ياء النفس.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (إني أخافه) بسكون الياء.
[معجم القراءات: 4/31]
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية /3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/32]

قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {بَادِي الرَّأْي} 27
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (بادئ) مهموزا {الرَّأْي} لَا يهمزه
وَكلهمْ قَرَأَ {الرَّأْي} مهموزا غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {بَادِي} بِغَيْر همز
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو أَنه كَانَ لَا يهمز {الرَّأْي}
وَقَالَ اليزيدي عَن أَبي عَمْرو لَا يهمز {الرَّأْي} إِذا أدرج الْقِرَاءَة أَو قَرَأَ في الصَّلَاة ويهمز إِذا حقق
روى عَنهُ الْهَمْز وَتَركه وَهَذِه علته). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (باديء) مهموز، أبو عمرو، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بادئ} [27]: بالهمز أبو عمرو، والرستمي. بكسر الياء الشموني طريق ابن أيوب والجعفي. ساكنة الياء: ابن كيسة). [المنتهى: 2/747]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (بادئ الرأي) بهمزة مفتوحة بعد الدال، وقرأ الباقون بياء مفتوحة). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بادئ الرأي} (27): بهمزة مفتوحة بعد الدال.
والباقون: بياء مفتوحة). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (بادئ الرّأي) بهمزة مفتوحة بعد الدّال والباقون بياء مفتوحة بعدها). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {بَادِيَ الرَّأْيِ} بالهمزة: أبو عمرو). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (755- .... .... .... .... = وَبَادِيءَ بَعْدَ الدَّالِ بِالْهَمْزِ حُلِّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{بادئ} بالهمز، أول الرأي وبدؤه.
و{بادئ}، إما أن يكون مخففًا منه، وإما أن يكون من: بدا، إذا ظهر.
وهو عليهما، منصوبٌ على الظرف وقت حدوث أول رأيهم، أو وقت حدوث ظاهره، فحذف وأقيم المضاف إليه مقامه). [فتح الوصيد: 2/984]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([755] وإني لكم بالفتح حق رواته = وبادي بعد الدال بالهمز حللا
ب: (حللا): من التحليل.
ح: (إني لكم): مبتدأ، (بالفتح): حال منه، (حق): خبر أضيف إلى (رواته)، (بادي): مبتدأ، (حللا): خبر، (بالهمز): متعلق به، (بعد الدال): ظرفه.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي: (أنى لكم نذيرٌ) [25] في قصة نوح بفتح الهمزة على حذف الباء، أي: أرسلنا بهذا الكلام، والباقون: بالكسر على تقدير: (فقال: إني).
وقرأ أبو عمرو: (بادئ الرأي) [27] بالهمز بعد الدال من البدء، أي: أول الأمر، والباقون: بالياء المفتوحة بعدها من البدو بمعنى الظهور). [كنز المعاني: 2/310] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما بادئ الرأي، فذكر أن أبا عمرو قرأه بهمزة بعد الدال، وبدأ الشيء: أوله، ولم يبين قراءة الجماعة، وهي بياء مفتوحة إما من بدأ إذا ظهر أو يكون خفف الهمز الذي في قراءة أبي عمرو وقياس تخفيفه أنه يبدل ياء؛ لانفتاحه وكسر ما قبله فهو كما في ضياء في قراءة قنبل، ولو قال: وباديء همز الياء عن ولد العلا لكان أجلى وأحلى، وحلل من التحليل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (755 - .... .... .... .... .... = وبادئ بعد الدّال بالهمز حلّلا
....
وقرأ أبو عمرو بادِيَ الرَّأْيِ بهمزة مفتوحة بعد الدال مكان الياء المفتوحة في قراءة غير أبي عمرو). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (131- .... .... .... .... .... = .... .... إِبْدَالُ بَادِئَ حُمِّلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: إبدال بادئ حملا أي قرأ مرموز (حا) حملا وهو يعقوببإبدال همزة في {بادئ} بعد الدال ياء مفتوحة كالآخرين فاتفقوا وبادئمن البدو بمعنى الظهور). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ بَادِئَ الرَّأْيِ لِأَبِي عَمْرٍو فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بادي} [27] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ما نريك" و"ما نري" و"لنريك" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بادئ" [الآية: 27] بالهمز أبو عمرو أي: أول الرأي بلا روية، وتأمل بل من أول وهلة، والباقون بغير همز، ويحتمل أن يكون كما ذكر، وأن يكون من بدأ ظهر أي: ظاهر الرأي دون باطنه أي: لو تأمل لظهر وهو في المعنى كالأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" لام "بل نظنكم" الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بادي} [27] قرأ البصري بهمزة مفتوحة بعد الدال، ووقف عليه بهمزة ساكنة محققة، ولا يبدله السوسي، وكذا كل همزة متطرفة متحركة في الوصل، نحو {أنشأ} [الأنعام: 141] و{يستهزئ} [البقرة: 15] و{لكل امرئ} [النور: 11] وهذا مما لا خلاف فيه، والباقون بياء تحتية مفتوحة مكان الهمزة). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرأي} قرأ السوسي بإبدال الهمزة، والباقون بالهمزة). [غيث النفع: 711]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}
{مَا نَرَاكَ... مَا نَرَاكَ... مَا نَرَى}
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري بإمالة الألف في المواضع الثلاثة.
وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بَادِيَ}
قراءة الجماعة {بَادِيَ}.. بالياء من غير همز من بدا يبدو، ومعناه: ظاهر الرأي، وقيل: بادي بالياء معناه: بادئ بالهمز فسهلت الهمزة بإبدالها ياءً لكسر ما قبلها، وذكروا أنه منصوب على الظرف.
قرأ أبو عمرو، والرستمي ونصير عن الكسائي، وعيسى عن عمر الثقفي واليزيدي والحسن (بادئ...) بالهمز، فهو من بدأ يبدأ، ومعناه: أول الرأي.
[معجم القراءات: 4/32]
قال الفراء: (بادي الرأي) لا تهمز (بادي؛ لأن المعني: فيما يظهر لنا ويبدو، ولو قرأت (بادئ الرأي) فهمزت تريد أول الرأي لكان جوابًا).
وقال مكي:
«انتصب (بادي) على الظرف، أي في بادئ الرأي، هذا على قراءة من لم يهمزه.
ويجوز أن يكون مفعولًا به حذف معه حرف الجر مثل: {واختار موسى قومه} الأعراف/155.
ومن قرأ بالهمز، وقدر في الألف أنها بدل من همزة فهو أيضًا نصب على الظرف.
وقرأ سليم عن حمزة (بادي الرأي) بسكون الياء في الوصل.
وأمال الألف الأعشى (بادي).
{الرَّأْيِ}
قرأ الجمهور {الرأي} بالهمز.
قرأ السوسي والأصبهاني وورش وأبو جعفر وعلي بن نصر عن أبي عمرو وكذلك اليزيدي عنه (الراي) من غير همز.
قال ابن مجاهد:
«وقال اليزيدي عن أبي عمرو: لا يهمز (الراي) إذا أدرج القراءة، أو قرأ في الصلاة، ويهمز إذا حقق، روي عنه الهمز وتركه، وهذه علته».
[معجم القراءات: 4/33]
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز (الراي) كقراءة أبي عمرو.
{بَلْ نَظُنُّكُمْ}
قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون.
الباقون على إظهار اللام). [معجم القراءات: 4/34]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في فتح الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم وَضم الْعين وَتَشْديد الْمِيم من قَوْله {فعميت} 28
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {فعميت} بتَخْفِيف الْمِيم وَفتح الْعين
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {فعميت} بِضَم الْعين وَتَشْديد الْمِيم
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم {فعميت} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 332]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فعميت) مشدد كوفي - غير أبي بكر). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فعميت} [28]: بالتشديد، و{مجراها} [41]: بفتح الميم،
[المنتهى: 2/747]
و{سعدوا} [108]: بضم السين هما، وخلفٌ، وحفص، وافق علي عن أبي بكر، والمفضل في الميم، زاد المفضل فتح (ومرسها) [41]، وربما ضم الميمين.
بالإمالة أبو عمرو غير أبي زيد، وهما، وخلف، وابن مامويه، والصوري عن ابن ذكوان، وحفص غير البختري والخزاز والقواس إلا الصفار). [المنتهى: 2/748] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (فعميت) بضم العين والتشديد، وقرأ الباقون بفتح العين والتخفيف؛ ولا اختلاف في فتح العين والتخفيف في القصص). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {فعميت عليكم} (28): بضم العين، وتشديد الميم.
والباقون: بفتح العين، وتخفيف الميم). [التيسير في القراءات السبع: 313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (فعميت) بضم العين وتشديد الميم والباقون بفتح العين وتخفيف الميم). [تحبير التيسير: 404]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([28]- {فَعُمِّيَتْ} مشدد: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (756- .... .... .... .... = فَعُمِّيَتِ اضْمُمْهُ وَثَقِّلْ شَذًّا عَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (فعميت: أخفيت. وعميت: خفيت؛ واستعير العمى للبينة إذا لم يهتدى بها، لكونها بمنزلة الأعمى في كونه لا يهدي، كما استعير لها البصر في وصفها بأنها مبصرة وبصيرة، كما في قوله: {بصائر من ربكم}.
الفراء: «عُمي على الخبر، وعَمي، بمعنى واحد» ). [فتح الوصيد: 2/985]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح عالمًا = فعميت اضممه وثقل شذًا علا
ب: (الشذا): كسر العود.
ح: (من كل): مفعول (نون)، عالمًا: حال من الفاعل، (فعميت): منصوب المحل على عامل مضمر بشريطة التفسير، (شذًا): حال من الفاعل أو المفعول، أي: ذا شذًا، (علا): صفته.
ص: قرأ حفص: {من كل زوجين اثنين} [40] هنا وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27] بتنوين {كل} على أن التقدير: كل شيء، و{زوجين}: مفعول، {اثنين} تأكيده، والباقون بحذف التنوين على الإضافة، و{اثنين}: مفعول.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فعميت عليكم} [28] بضم العين وتشديد الميم من التعمية بمعنى الإخفاء، والباقون: بفتح العين وتخفيف الميم من العمى بمعنى الخفاء، ولا خلاف في {فعميت عليهم الأنباء} في القصص [66]، ولهذا سكت عنه). [كنز المعاني: 2/311] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}، فاضمم عينه وشدد ميمه، فيكون معناه: أخفيت، وقراءة الباقين بالتخفيف على معنى: خفيت ووزنه، ولا خلاف في تخفيف: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ}.
في سورة القصص وإعراضه عن ذكرها دليل على أن الخلف المذكور مختص بما في هذه السورة ألا ترى "أن من كل زوجين" لما كان في سورتين ذكرهما وهو: أول هذا البيت ويجوز في البيت ضم تاء فعميت وكسرها كما قرئ بهما قوله: تعالى: {قَالَتِ اخْرُجْ}.
الكسر على التقاء الساكنين والضم للإتباع، وشذا حال من الفاعل أو المفعول في اضممه وثقل؛ أي: ذا شذا عالٍ، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/233]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (756 - .... .... .... .... .... = فعمّيت اضممه وثقّل شذا علا
....
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ بضم العين وتثقيل الميم. وقرأ غيرهم بفتح العين وتخفيف الميم واتفق السبعة على قراءة: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ في القصص بفتح العين وتخفيف الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ الْعَيْنَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْقَصَصِ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ لِأَنَّهَا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، فَفَرَّقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَمْرِ الدِّنْيَا، فَإِنَّ الشُّبُهَاتِ تَزُولُ فِي الْآخِرَةِ، وَالْمَعْنَى ضَلَّتْ عَنْهُمْ حُجَّتُهُمْ وَخَفِيَتْ مَحَجَّتُهُمْ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {فعميت} [28] بضم العين وتشديد الميم، والباقون بفتح العين والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (687- .... .... .... .... .... = عمّيت اضمم شدّ صحبٌ نوّنا). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (عميت) يريد قوله تعالى: فعمّيت عليكم بضم العين وتشديد الميم حمزة والكسائي وخلف وحفص متعديا بالتضعيف مبنيا للمفعول والفاعل ضمير ربي، والباقون بفتح العين والتخفيف لازم مبني للفاعل وفاعله ضمير تثنية قوله: (نونا) أي نونا من كل كما سيأتي في البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا = عمّيت اضمم شدّ (صحب) نوّنا
ش: أي: قرأ مدلول (روى) الكسائي، وخلف، و(حق) البصريان، وابن كثير، وثاء (ثنا) أبو جعفر: أني لكم نذير مبين [25] [بفتح الهمزة، وبتقدير باء، أي: متلبسا بأني].
وقال مكي: ثاني مفعولي أرسلنا [25]، والباقون بالكسر، أي: فقال: إني.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، [وحفص، وخلف]: فعمّيت عليكم [28] بضم العين، وتشديد الميم معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول، والأصل: «فعماها»، والفاعل: ضمير «ربي».
والباقي بفتح العين وتخفيف الميم لازم مبني للفاعل، وفاعله ضمير بيّنة، وإن كانت [أبعد] لمبصرة، واستعير لها [العمى] إذا لم تهد والبصر إذا هدت، [أي:] خفيت على حد: فعميت عليهم [القصص: 66]، أو «عموا» بمعنى: عميت عنهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/377] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَرَأَيْتُم" [الآية: 27] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر، وللأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد وحذفها الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُم" [الآية: 28] هنا فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بضم العين وتشديد الميم أي: عماها الله عليكم، وقرأ به أبي وافقهم الأعمش، والباقون بفتح العين وتخفيف الميم مبنيا للفاعل، وهو ضمير أي: خفيت وخرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [28] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وءاتاني} تأتي فيه الثلاثة لورش على كل من التسهيل والبدل له في {أرآيتم} والوقف على {عليكم} بعده كاف وقيل لا يوقف عليه، وعلى {كارهون} كاف، وهو فاصلة). [غيث النفع: 711]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فعميت} قرأ حفص والأخوان بضم العين، وتشديد لاميم، والباقون بفتح العين، وتخفيف الميم، واتفقوا على الفتح والتخفيف في {فعميت عليهم الأنبآء} [66] بالقصص). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}
{يَا قَوْمِ}
قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم حيث جاء.
وقراءة الجماعة (يا قوم) بكسرها.
{أَرَأَيْتُمْ}
قرأ بتسهيل الهمز نافع وأبو جعفر والأصبهاني عن ورش، وقالون.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ ورش والأزرق بإبدال الهمزة ألفًا، مع إشباع المد، وهو الوجه الثاني عن ورش، والتسهيل أشهر عنه، وعليه الجمهور وهو الأقيس.
وصورة الإبدال مع المد (أرآيتم).
وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة (أريتم).
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (أرأيتم).
وتقدمت هذه القراءات في الآية/50 من سورة يونس، وانظر الآية/ 40 من سورة الأنعام في (أرأيتكم)، ففيها بيان أوفى مما أثبته ههنا.
[معجم القراءات: 4/34]
{وَآَتَانِي}
وفيه لورش أربعة أوجه:
قصر البدل مع فتح ذات الياء، والتوسط مع التقليل، والمد معهما.
وأمالالألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{فَعُمِّيَتْ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبي بن كعب ويحيى بن وثاب والأعمش {فعميت} بضم العين وتشديد الميم مبنيًا للمفعول، أي: أبهمت عليكم وأخفيت.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم من رواية أبي بكر، وأبو جعفر ويعقوب (فعميت) بفتح العين وتخفيف الميم مبنيًا للفاعل، أي: فخفيت، وقيل: فعميتم عن الأخبار التي أتتكم، وهي الرحمة فلم تؤمنوا بها، ولم تعم الأخبار نفسها عنهم، وهو من القلب.
قال الفراء:
«وسمعت العرب تقول: قد عمي علي الخبر، وعمي علي بمعنى واحد، وهذا مما حولت العرب الفعل إليه وليس له، وهو في الأصل لغيره....».
[معجم القراءات: 4/35]
وروى الأعمش عن ابن وثاب (وعميت)، بالواو، والياء خفيفة.
وقراءة عبد الله بن مسعود (من ربي وعميت) وترك من الآية:{وأتاني رحمة من عنده}.
وقرأ أبي بن كعب وعلي والسلمي والحسن والأعمش وأبن مسعود (عماها عليكم) أي: عماها الله.
قال مكي: «فهذا - أي هذه القراءة. شاهد لمن ضم وشدد».
أي شاهد لقراءة (فعميت).
قال أبو زرعة: «وقيل إن في مصحف أبي فعماها عليكم».
وعن أبي بن كعب أنه قرأ (فعماها الله عليكم) بالتصريح بلفظ الجلالة فاعلًا.
قال الشهاب: «وقوله - أي البيضاوي - على أن الفعل لله أي في القراءتين. أي: فعميت - عميت. وقد قرئ بالتصريح به.... ».
{أَنُلْزِمُكُمُوهَا}
قراءة الجماعة {أنلزمكموها}، بضم الميم.
وروى عباس واليزيدي عن أبي عمرو (أنلزمكموها) بسكون الميم.
[معجم القراءات: 4/36]
قال الزمخشري:
«وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم، ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة، فظنها الراوي سكونًا، والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه، وحذاق البصريين، لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلا في ضرورة الشعر».
قال الفراء:
«وقرئ: أنلزمكموها.. والرفع أحب إلي من الجزم».
وقال في موضع آخر:
«العرب تسكن الميم التي من اللزوم، فيقولون: أنلزمكموها، وذلك أن الحركات قد توالت فسكنت الميم لحركتها وحركتين بعدها، وأنها مرفوعة، فلو كانت منصوبة لم يستثقل فتخفف..، فإنما يستثقل الضم والكسر؛ لأن لمخرجيهما مؤونة على اللسان والشفتين تنضم الرفعة بهما فيثقل الضمة، ويمال أحد الشدقين إلى الكسرة فترى ذلك ثقيلًا، والفتحة تخرج من خرق الفم بلا كلفة».
وقال الزجاج:
«القراءة بضم الميم، ويجوز إسكانها على بعد لكثرة الحركات، وثقل الضمة بعد الكسرة.
وسيبويه والخليل لا يجيزان إسكان حرف الإعراب إلا في اضطرار، فأما ما رُوي عن أبي عمرو من الإسكان فلم يضبط ذلك عنه، ورواه عنه سيبويهأنه كان يخفف الحركات، وهذا هو الوجه».
[معجم القراءات: 4/37]
وقال الطوسي:
«وأجاز الفراء.. بتسكين الميم، جعله بمنزلة عضُد وعضْد، وكبِد وكبْد، ولا يجوز ذلك عند البصريين، لأن الإعراب لا يلزم فيه النقل كما يلزم في بناء الكلمة، وإنما يجيزون مثل ذلك في ضرورة الشعر..».
وقرأ أبي بن كعب وابن عباس «ألزمكموها من شطر أنفسنا»، ومعناها: من تلقاء أنفسنا.
وروي عن أبي وابن عباس أيضًا «أنلزمكموها من شطر قلوبنا».
قال أبو حيان:
«ومعنى شطر نحو، وهذا على جهة التفسير لا على أنه قرآن لمخالفته سواد المصحف».
قال السمين: (وفي الآية قراءات شاذة مخالفة للسواد أضربت عنها) ). [معجم القراءات: 4/38]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((بِطَارِدٍ) منون أبو حيوة، الباقون مضاف، وهو الاختيار؛ لأن المقصود به مستقبل من غير شك). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن "ولكني أراكم" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إذا" و"نصحي إن أردت" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/124]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن أجري إلا} [29] قرأ المكي وشعبة والأخوان بإسكان ياء {أجري} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكني أراكم} قرأ نافع والبزي والبصري بفتح ياء {ولكني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية السابقة.
{أَجْرِيَ إِلَّا}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي «.. أجري إلا» بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.. أجري إلا» بسكون الياء.
[معجم القراءات: 4/38]
{بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا}
قراءة الجماعة {بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا} على الإضافة.
وقرأ أبو حيوة (بطارد الذين آمنوا) بالتنوين.
قال الزمخشري:.
«على الأصل، يعني أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال أصله أن يعمل ولا يضاف، وهذا ظاهر كلام سيبويه).
{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ}
قرأ نافع وأبو عمرو والبزي عن ابن كثير وأبو جعفر واليزيدي (ولكني أراكم) بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير من رواية القواس وأبو عمرو وابن عامر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (ولكني أراكم) بسكون الياء.
{أَرَاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي الرواية عن ابن ذكوان من طريق الأخفش). [معجم القراءات: 4/39]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وخفف" ذال "تذكرون" حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مثل الفريقين}
{تذكرون} [24 30] معًا، قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بالتثقيل). [غيث النفع: 711] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية/۲۸.
[معجم القراءات: 4/39]
{وَيَا قَوْمِ مَنْ}
إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار كالجماعة.
{يَنْصُرُنِي}
قرأ ابن محيصن باختلاس ضمن الراء وإسكانها (ينصرني).
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف والأعمش وعلي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم (تذكرون)خفيفة الذال، وأصله تتذكرون، فحذفت التاء تخفيفًا، على خلاف في المحذوف.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون)بتشديد الذال، وأصله: تتذكرون، فأدغمت التاء في الذال.
وتقدم هذا مفصلا في الآية/ 24 من هذه السورة، وانظر أيضًا الآية/152 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 4/40]

قوله تعالى: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَزْدَرِي) بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني إذا} [31] قرأ نافع والبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ}
إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
{خَزَائِنُ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}
قراءة الجماعة {... ملك} بفتح اللام.
وقرأ طلحة الحضرمي (... ملك) بكسر اللام،
[معجم القراءات: 4/40]
وقد ذكرها ابن خالويه في موضعين من مختصره، ونسب القراءة لطلحة في الموضع الأول، وقال في الثاني: «حكاه عيسى بن سلمان الحجازي».
{أَقُولُ لِلَّذِينَ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
{تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ}
قراءة حمزةفي الوقف بنقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة (تزدري عينكم) كذا!
وذكر بعضهم أنه يقلب الهمزة ياء ثم يدغم الياء في الياء (تزدري عينكم).
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {تزدري أعينكم}.
{لَنْ يُؤْتِيَهُمُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني وأبو جعفر الن يوتيهم)بإبدال الهمزة واوًا.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز {لن يؤتيهم}.
{خَيْرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَعْلَمُ بِمَا}
ذكروا أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء، والصواب أنه إخفاء، والإدغام يقتضي تشديد الحرف الثاني، وليس الأمر هنا كذلك، بل يسكن الحرف الأول، ولا يدغم فيه، بل يخفى بغنة.
{فِي أَنْفُسِهِمْ}
1- تحقيق الهمز مع عدم السكت.
[معجم القراءات: 4/41]
۲- تحقيق الهمز مع السكت على الياء.
۳- (في نفسيهم) بنقل حركة الهمزة إلى الياء، ثم حذف الهمزة.
4- (في نفسهم) بقلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء قبلها.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (في أنفسهم).
وتقدم هذا في الآية /235 من سورة البقرة.
{إِنِّي إِذًا}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (إني إذا) بفتح الياء.
والباقون (إني إذا) بسكونها). [معجم القراءات: 4/42]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (32) إلى الآية (35) ]

{ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) }

قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جادلتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
{قَدْ جَادَلْتَنَا}
أظهر الدال نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر يعقوب وقالون.
وأدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{جَادَلْتَنَا}
قراءة الجمهور (جادلتنا) بإثبات الألف على وزن فاعل.
وقرئ (جدلتنا)بغير ألف، وهو الأصل، وهي بمعنى قراءة الجماعة.
وأصله من جدلت الحبل إذا أحكمت فتله فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه.
[معجم القراءات: 4/42]
{فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا}
قراءة الجماعة «... جدالنا» بألف.
وقرأ ابن عباس وأيوب السختياني (جدلنا) من غير ألف.
قال العكبري:
«قرئ: جدلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف فيهما، وهو بمعنى غلبتنا في الجدل» ). [معجم القراءات: 4/43]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
{يَأْتِيكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق والأصبهاني وورش عن نافع بإبدال الهمزة ألفا (ياتيكم).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَاءَ}
أماله ابن ذكوان وخلف وحمزة.
- والفتح والإمالة عن هشام.
والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية / ۲۰ من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 4/43]
وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وذلك بقلبها ألفًا، وإثباتها، أو حذفها، ويجوز مع هذا القصر والتوسط والمدة تبعًا الوجود الفين اثنتين، أو الاكتفاء بواحدة). [معجم القراءات: 4/44]

قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ترجعون" [الآية: 34] بفتح أوله وكسر الجيم يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نصحي إن} [34] قرأ نافع والبصري بفتح ياء {نصحي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
{نُصْحِي}
قراءة الجماعة (نصحي)بضم أوله، وهو يحتمل الاسمية والمصدرية.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (نصحي) بفتح النون وهو مصدر، ذكره صاحب اللسان من جملة مصادر هذه المادة، ونقله عنه صاحب التاج، ولم يذكره الجوهري ولا الفيومي.
{نُصْحِي إِنْ}
قراءة الجماعة بسكون الياء في الوصل {نصحي إن}.
وقرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي بفتح الياء في الوصل (نصحي إن).
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
قرأ ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (إليهي ترجعون).
والجماعة قراءتهم على هاء مكسورة من غير إشباع {إليه....}.
{تُرْجَعُونَ}
قراءة الجماعة {ترجعون}بضم أوله وفتح الجيم، مبينًا للمفعول.
وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم على البناء للفاعل).[معجم القراءات: 4/44]

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بريء" بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه، وبذلك وقف حمزة وهشام بخلفه وتجوز إشارة بالروم والإشمام وحكى الحذف ولا يصح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إجرامي} [35] ترقيق رائه لورش لا يخفى). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
{افْتَرَاهُ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (أفتراهو).
{افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (افتريتهو).
{فَعَلَيَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (فعليه).
{فَعَلَيَّ إِجْرَامِي}
قراءة الجماعة {فعلي إجرامي} بكسر الهمزة، وهو مصدر (أجرم).
وقرأ أبو المتوكل وابن السميفع (فعلي أجرامي) بفتح الهمزة، وهو جمع جرم، وفسر بأثامي.
قال الفراء: «وجاء في التفسير: فعلي آثامي، فلو قرئت (أجرامي) على التفسير كان صوابًا).
وفي حاشية الجمل (الجمهور على كسر همزة إجرامي، وهو مصدر أجرم، وأجرم هو الفاشي في الاستعمال، ويجوز جرم ثلاثيًا، وقرئ شاذًا أجرامي بفتحها، حكاه النحاس، وخرجه على أنه جمع جزم كقفل وأقفال، والمراد آثامي».
[معجم القراءات: 4/45]
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَأَنَا بَرِيءٌ}
عن أبي جعفر فيه روايتان:
لأولى: بري، وذلك بإبدال الهمزة ياءً وإدغامها في الياء وصلًا ووقفًا.
الثانية: بريء، بالهمزة كالجماعة.
وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف (بري) كقراءة أبي جعفر بالإبدال والإدغام.
ويجوز الإشارة بالروم، والإشمام.
وتقدم هذا في الآية/۱۹ من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 4/46]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) }

قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ}
قراءة الجمهور (وأوحي... أنه)، ببناء الفعل للمفعول، و(أنه) بفتح الهمزة.
وقرأ أبو البرهسم (وأوحى... إنه)ببناء الفعل للفاعل، و(إنه) بكسر الهمزة، وذلك على إضمار القول على مذهب البصريين، وعلى إجراء (أوحى) مجری (قال) على مذهب الكوفيين.
[معجم القراءات: 4/46]
{لَنْ يُؤْمِنَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني والأزرق وورش عن نافع (لن يومن) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز (لن يؤمن).
{فَلَا تَبْتَئِسْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(تُخَاطِبْنِي) بتشديد النون ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بتخفيف النون وبالتاء، وهو الاختيار؛ لموافقه الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
{بِأَعْيُنِنَا}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء، وصورة القراءة: (بيعيننا).
. وقرأ طلحة بن مصرف (بأعينا) مدغمًا، وذكرها النيسابوري في غرائبه عن عباس.
وقراءة الجماعة (بأعيننا)، بتحقيق الهمز وإظهار النون.
{ظَلَمُوا}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش وتقدم مرارًا، انظر سورة الأنفال آية / 25). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
{سَخِرُوا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
{يَأْتِيهِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع (ياتيه) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ ابن كثير في الوصل (يأتيهي)بوصل الهاء بياء.
{يُخْزِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (يخزيهي) بوصل الهاء بياء.
{وَيَحِلُّ}
قراءة الجماعة {يحل} بفتح الياء وكسر الحاء، ومعناه: يجب عليه، وينزل به.
وحكى الزهراوي أنه يقر (يحل) بضم الحاء، ومعناه: ينزل به.
وفي حاشية الجمل: «التلاوة بكسر الحاء، ويجوز ضمها لغة كما في المصباح»، وفي المصباح: «حل العذاب يحل ويحل حلوة، هذه وحدها بالضم مع الكسر، والباقي بالكسر فقط)، ونقل هذا صاحب التاج عنه). [معجم القراءات: 4/48]

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} 40
كلهم قَرَأَ {من كل زَوْجَيْنِ} مُضَافا غير منون غير حَفْص فَإِنَّهُ روى عَن عَاصِم {من كل زَوْجَيْنِ} منونا وَكَذَلِكَ في الْمُؤمنِينَ 27 وَأَبُو بكر عَن عَاصِم {من كل زَوْجَيْنِ} مُضَاف). [السبعة في القراءات: 333]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من كل) وفي (المؤمنون) منون حفص). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({من كل} [40]، وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27]: منون: حفص). [المنتهى: 2/748]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (من كل زوجين) بالتنوين في (كل) هنا وفي (قد أفلح)، وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {من كل زوجين اثنين} (40)، هنا، وفي المؤمنين (27): بتنوين اللام.
والباقون: بغير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (من كل زوجين) هنا وفي المؤمنين بتنوين اللّام، والباقون بغير تنوين). [تحبير التيسير: 405]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِن كُلٍّ) منون، وفي المؤمنين ابْن مِقْسَمٍ، وحفص، وزائدة عن الْأَعْمَش، والحسن، زاد الحسن وزائدة عن الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، وأبان بن ثعلب، وأبو حيوة، وزيد عن يَعْقُوب، وأبان بن يزيد،
[الكامل في القراءات العشر: 570]
واللؤلؤي، ومحبوب، وعباس عن أبي عمرو، و(مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ)، الباقون مضاف، وهو الاختيار، لأن من نون في إبرهيم قصد النفي والإيجاب أولى، ومن نونها هنا والمؤمنين قصد النعت والإضافة أولى). [الكامل في القراءات العشر: 571]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} [27] منون: حفص). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (756 - وَمِنْ كُلِّ نُونٍ مَعْ قَدْ أَفْلَحَ عَالِماً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح (عـ) الما = فعميت اضممه وثقل (شـ)ذًا (عـ)لا
{من كل} بالتنوين، أي من كل شيء زوجين، وهو مفعول {احمل}. و{اثنين}، تأكيد.
و{كل زوجين}: مضاف، و{اثنين}: مفعول {احمل} ). [فتح الوصيد: 2/985]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح عالمًا = فعميت اضممه وثقل شذًا علا
ب: (الشذا): كسر العود.
ح: (من كل): مفعول (نون)، عالمًا: حال من الفاعل، (فعميت): منصوب المحل على عامل مضمر بشريطة التفسير، (شذًا): حال من الفاعل أو المفعول، أي: ذا شذًا، (علا): صفته.
ص: قرأ حفص: {من كل زوجين اثنين} [40] هنا وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27] بتنوين {كل} على أن التقدير: كل شيء، و{زوجين}: مفعول، {اثنين} تأكيده، والباقون بحذف التنوين على الإضافة، و{اثنين}: مفعول.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فعميت عليكم} [28] بضم العين وتشديد الميم من التعمية بمعنى الإخفاء، والباقون: بفتح العين وتخفيف الميم من العمى بمعنى الخفاء، ولا خلاف في {فعميت عليهم الأنباء} في القصص [66]، ولهذا سكت عنه). [كنز المعاني: 2/311] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (756- وَمِنْ كُلِّ نُونٍ مَعْ قَدَ افْلَحَ عَالِمًا،.. فَعُمِّيَتِ اضْمُمْهُ وَثَقِّلْ "شَـ"ـذًا "عَـ"ـلا
يريد: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} هنا، وفي سورة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، التنوين في تقدير: من كل شيء زوجين، ويكون زوجين مفعولا، واثنين: تأكيدا، وعلى قراءة غير حفص يكون اثنين مفعول احمل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (756 - ومن كلّ نوّن مع قد افلح عالما = فعمّيت اضممه وثقّل شذا علا
757 - وفي ضمّ مجراها سواهم وفتح يا = بنيّ هنا نصّ وفي الكلّ عوّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 289]
758 - وآخر لقمان يواليه أحمد = وسكّنه زاك وشيخه الاوّلا
قرأ حفص وحده: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ* هنا، وفي قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. بتنوين كُلٍّ*، وقرأ غيره بحذف التنوين في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ هُنَا وَالْمُؤْمِنُونَ، فَرَوَى حَفْصٌ كُلٍّ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {من كلٍ} بالتنوين هنا [40]، وفي المؤمنون [27]، والباقون بغير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (688 - من كلّ فيهما علا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بنيّ افتح (ن) ما
أي قرأ حفص قوله: «من كلّ زوجين اثنين» هنا وفي المؤمنين بتنوين كلّ على تقدير مضاف: أي من كل جنس، والباقون بحذفه بإضافة كل إلى الزوجين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [(نونا)] فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/377]
ص:
من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بني افتح (ن) ما
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص: من كلّ زوجين هنا [40]، وفي الفلاح [المؤمنون: 27] بتنوين كلّ على تقدير مضاف، أي: من كل جنس أو ذكر وأنثى، واثنين [40] صفة زوجين مفعول، والباقون بحذفه، وإضافة كل إلى زوجين؛ ف اثنين مفعوله.
ومن عليهما متعلق الفعل أو حال المفعول لا صفة ثانية.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، وكاف (كم) ابن عامر، و(سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير: مجراها [41] بضم الميم؛ مصدر: «أجرى» على حد: «أرسى»، والباقون بفتحها؛ مصدر: «جرى» على حد: وهي تجري بهم [42]، وإمالتها تقدمت في بابها.
وقرأ ذو نون (نما) عاصم: يبنيّ اركب معنا [هنا] [42] بفتح الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/378] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "جاء أمرنا" بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب، قرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا فيشبع المد، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى ومن طريق غيره تحقيقها وتسهيل الثانية وبإبدالها كالأزرق، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (اختلف في "مِنْ كُلِّ زَوْجَيْن" [الآية: 40] هنا وقد أفلح [الآية: 27] فحفص بتنوين كل فيهما على تقدير محذوف رضي عنه التنوين أي: من كل حيوان وزوجين مفعول باحمل وافقه الحسن والمطوعي، والباقون بغير بغير تنوين على إضافة كل إلى زوجين فاثنين مفعول احمل، ومن كل زوجين محله نصب على الحال من المفعول، كأنه كان صفة للنكرة فلما قدم عليها نصب حالا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر آنفا حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [40] قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الهمزة الأولى، مع القصر والمد، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، ونهما أيضًا إبدالها ألفًا، ولا بد من مده طويلاً لسكون الميم، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من كل زوجين} قرأ حفص بتنوين {كل} والباقون بغير تنوين، والأوجه الثلاثة في {عذاب يوم أليم} والبدل في {الرأي} [27] لحمزة إن وقف، والأوجه الخمسة في {شآء} [33] له ولهشام مما لا يخفى). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قليل} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف على المشهور، وشذ بعضهم فجعله {رجيم} بعده). [غيث النفع: 713]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
{جَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
وبالفتح والإمالة هشام.
والباقون بالفتح.
وانظر مثل هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش {جاء أمرنا} بتحقيق الهمزتين.
وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب واليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني وقنبل من طريق ابن شنبوذ (جا أمرنا)، بحذف الهمزة الأولى وتحقيق الثانية.
وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكثير عنه من طريق الأزرق، وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وقنبل (جاء امرنا) بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية.
وتلخص مما سبق مايلي:
آ- ۱- للأزرق وورش: تسهيل الثانية بين بين.
۲ - ويضاف إلى هذا إبدال الثانية ألفا مع المد المشبع لأجل الساكنين.
ب- ولقنبل ثلاثة أوجه:
[معجم القراءات: 4/49]
۱- إسقاط الهمزة الأولى من طريق ابن شنبوذ مع المد والقصر.
٢- من طريق غير ابن شنبوذ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية.
٣- إبدال الثانية حرف مد محضًا مع المدة المشبع لالتقاء الساكنين، كالأزرق وورش.
وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر؛ ومع هذا الإبدال يكون الحذف والإثبات.
{مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ}
قرأ حفص عن عاصم والمفضل والحسن والمطوعي {من كل زوجين}، بتنوين (كل) على تقدير محذوف عوض عنه التنوين أي: من كل حيوان، وزوجين: مفعول (حمل)، و (اثنين) نعت مؤكد له، و (من كل) حال.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (من كل زوجين)، بإضافة (كل) إلى زوجين، واثنين: مفعول (احمل)، و(زوجين) هنا بمعنى العموم، أي من كل ماله ازدواج، ويأتي الزوج أيضا في كلام العرب للنوع، كقوله تعالى: {وأنبتنا فيها من كل زوج بهيجة}سورة ق آية / ۷). [معجم القراءات: 4/50]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة