العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:14 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (41) إلى الآية (50) ]

{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:19 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {صراطٌ عليّ مستقيمٌ} [الحجر: 41] : «الحقّ يرجع إلى اللّه وعليه طريقه»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ صراطٌ عليّ مستقيمٌ الحقّ يرجع إلى اللّه وعليه طريقه وصله الطّبريّ من طرقٍ عنه مثله وزاد لا يعرض عليّ شيءٌ ومن طريق قتادة ومحمّد بن سيرين وغيرهما أنهم قرؤوا عليّ بالتّنوين على أنّه صفةٌ للصّراط أي رفيعٌ قلت وهي قراءة يعقوب). [فتح الباري: 8/379]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد {صراط علّي مستقيم} الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه {لبإمام مبين} على الطّريق وقال ابن عبّاس {لعمرك} لعيشك {قوم منكرون} أنكرهم لوط وقال ابن عبّاس {يهرعون} مسرعين {للمتوسمين} للناظرين {سكرت} غشيت {بروجا} منازل للشمس والقمر
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الحجر {هذا صراط علّي مستقيم} قال الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا تعرج على شيء). [تغليق التعليق: 4/233]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وقال مجاهدٌ: {صراطٌ عليّ مستقيمٌ} الحقّ يرجع إلى الله وعليه طريقه
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {قال هذا صراط على مستقيم} (الحجر: 14) معناه: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج على شيء، وهذا التّعليق رواه ابن أبي حاتم عن حجاج بن حمزة عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وعن الأخفش: معناه على الدّلالة على صراط مستقيم، وعن الكسائي: هذا على الوعيد والتهديد، كقولك للرجل تخاصمه وتهدده: طريقك عليّ). [عمدة القاري: 19/6-7]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) هو ابن جبر فيما وصله الطبري من طرق عنه في قوله تعالى: هذا ({صراط عليّ مستقيم}) [الحجر: 41] معناه (الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه) لا يعرّج على شيء. وقال الأخفش: عليّ الدلالة علي الصراط المستقيم، وقال غيرهما أي من مر عليه مرّ علي أي على رضواني وكرامتي وقيل علي بمعنى إليّ وهذا إشارة إلى الإخلاص المفيض من المخلصين وقيل إلى انتفاء تزيينه وإغوائه). [إرشاد الساري: 7/190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ (41) إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلاّ من اتّبعك من الغاوين}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ}، فقرأه عامّة قرّاء الحجاز والمدينة والكوفة والبصرة: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} بمعنى: هذا طريقٌ إليّ مستقيمٌ.
فكان معنى الكلام: هذا طريقٌ مرجعه إليّ فأجازي كلاّ بأعمالهم، كما قال اللّه تعالى ذكره: {إنّ ربّك لبالمرصاد}، وذلك نظير قول القائل لمن يتوعّده ويتهدّده: طريقك عليّ، وأنا على طريقك، فكذلك قوله: {هذا صراطٌ} معناه: هذا طريقٌ عليّ، وهذا طريقٌ إليّ. وكذلك تأوّل من قرأ ذلك كذلك
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} قال: " الحقّ يرجع إلى اللّه وعليه طريقه، لا يعرّج على شيءٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا مروان بن شجاعٍ، عن خصيفٍ، عن زياد بن أبي مريم، وعبد اللّه بن كثيرٍ، أنّهما قرآها: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} وقالا: " عليّ " هي " إليّ " وبمنزلتها "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، وسعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} يقول: " إليّ مستقيمٌ ".
وقرأ ذلك قيس بن عبّادٍ وابن سيرين وقتادة فيما ذكر عنهم ( هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ ) برفع " عليٌّ " على أنّه نعتٌ للصّراط، بمعنى رفيعٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي حمّادٍ، قال: حدّثني جعفر البصريّ، عن ابن سيرين، أنّه كان يقرأ: ( هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ ) " يعني: رفيعٌ "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: ( هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ ) " أي رفيعٌ مستقيمٌ ". قال بشرٌ، قال يزيد قال سعيدٌ: هكذا نقرؤها نحن وقتادة
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن هارون، عن أبي العوّام، عن قتادة، عن قيس بن عبّادٍ: ( هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ )، يقول: " رفيعٌ ".
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأ: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} على التّأويل الّذي ذكرناه عن مجاهدٍ والحسن البصريّ ومن وافقهما عليه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليها وشذوذ ما خالفها). [جامع البيان: 14/69-71]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله هذا صراط علي مستقيم يقول الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج على شيء). [تفسير مجاهد: 341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {هذا صراط علي مستقيم} قال: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج على شيء). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {هذا صراط علي مستقيم} يقول: إلي مستقيم). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن زياد بن أبي مريم وعبد الله بن كثير أنهما قرآ هذا صراط مستقيم وقالا: {على} هي إلي وبمنزلتها). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه أنه قرأ {هذا صراط علي مستقيم} أي رفيع مستقيم). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن سيرين أنه كان يقرأ {هذا صراط علي مستقيم} يعني رفيع). [الدر المنثور: 8/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد أنه قرأ {هذا صراط علي مستقيم} يقول: رفيع). [الدر المنثور: 8/616]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا عبد الله بن موهب، قال: حدثنا يزيد بن قسيط، قال: كانت الأنبياء يكون لهم مساجد خارجة من قراهم، فإذا أراد أن يسأل ربه شيئًا، قال: فخرج فصلى في مسجده ما كتب الله له، ثم سأل ما بدا له، فبينا نبي في مسجده، إذ جاءه عدو الله حتى جلس بينه وبين القبلة، فقال النبي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فكان ذلك ثلاث مرات، فقال له عدو الله: أخبرني بأي شيء تنجو مني؟ قال له النبي: أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟ مرتين، فأخذ كل واحد منهما على صاحبه، فقال النبي عليه السلام: إن الله يقول: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} [سورة الحجر: 42]، قال عدو الله: قد سمعت هذا قبل أن تولد، قال النبي عليه السلام: ويقول الله: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} [سورة فصلت: 36]، وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك، قال عدو الله: صدقت بهذا تنجو مني، قال النبي: فأخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟، قال: آخذه عند الغضب، وعند الهوى). [الزهد لابن المبارك: 2/679]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنها لمن الغابرين قال ممن غبر فهلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/349]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلاّ من اتّبعك من الغاوين} يقول تعالى ذكره: إنّ عبادي ليس لك عليهم حجّةٌ إلاّ من اتّبعك على ما دعوته إليه من الضّلالة ممّن غوى وهلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن عبيد اللّه بن موهبٍ، قال حدّثنا يزيد بن قسيطٍ، قال: " كانت الأنبياء لهم مساجد خارجةٌ من قراهم، فإذا أراد النّبيّ أن يستنبئ ربّه عن شيءٍ خرج إلى مسجده، فصلّى ما كتب اللّه له، ثمّ سأل ما بدا له، فبينما نبيٌّ في مسجده، إذا جاء عدوّ اللّه حتّى جلس بينه وبين القبلة، فقال النّبيّ: " أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم " فقال عدوّ اللّه: أرأيت الّذي تعوّذ منه فهو هو فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم " فردّد ذلك ثلاث مرّاتٍ، فقال عدوّ اللّه: أخبرني بأيّ شيءٍ تنجو منّي؟ فقال النّبيّ: " بل أخبرني بأيّ شيءٍ تغلب ابن آدم؟ " مرّتين فأخذ كلّ واحدٍ منهما على صاحبه، فقال النّبيّ: " إنّ اللّه تعالى ذكره يقول {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلاّ من اتّبعك من الغاوين} قال عدوّ اللّه: قد سمعت هذا قبل أن تولد، قال النّبيّ: " ويقول اللّه تعالى ذكره: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه، إنّه سميعٌ عليمٌ}، وإنّي واللّه ما أحسست بك قطّ إلاّ استعذت باللّه منك " فقال عدوّ اللّه: صدقت، بهذا تنجو منّي فقال النّبيّ: " فأخبرني بأيّ شيءٍ تغلب ابن آدم؟ " قال: آخذه عند الغضب، وعند الهوى "). [جامع البيان: 14/71-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: عبادي الذين قضيت لهم الجنة {ليس لك عليهم} أن يذنبوا ذنبا إلا أغفره لهم، واخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع لذلك فرن رنة، فكل رنة في الدنيا إلى يوم القامة منها). [الدر المنثور: 8/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن زيد بن قسيط قال: كانت الأنبياء تكون لهم مساجد خارجة من قراها فإذا أراد النّبيّ أن يستنبئ ربه عن شيء خرج إلى مسجد فصلى ما كتب له ثم سأل ما بدا له، فبينا نبي في مسجده إذ جاء إبليس حتى جلس بينه وبين القبلة فقال النّبيّ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا، فقال إبليس: أخبرني بأي شيء تنجو مني قال النّبيّ: بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم فأخذ كل واحد منهما على صاحبه فقال النّبيّ: إن الله يقول: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} قال: إبليس: قد سمعت هذا قبل أن تولد، قال النّبيّ: ويقول الله (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) (الأعراف آية 200) وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك، قال إبليس صدقت، بهذا تنجو مني، فقال النّبيّ: فأخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم قال: آخذه عند الغضب وعند الهوى). [الدر المنثور: 8/616-617]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين (43) لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مّقسومٌ}.
يقول تعالى ذكره لإبليس: وإنّ جهنّم لموعد من تبعك أجمعين). [جامع البيان: 14/72]

تفسير قوله تعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت أنسانا يسأل ابن شهاب عن قول [الله: {لها سبعة أبوابٍ}، قال: أبواب بعضها فوق بعضٍ، يأكل لهبها بعضه بعضا). [الجامع في علوم القرآن: 2/101]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، عن مالك بن مغولٍ، عن جنيدٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لجهنّم سبعة أبوابٍ، بابٌ منها لمن سلّ السّيف على أمّتي أو قال: على أمّة محمّدٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث مالك بن مغولٍ). [سنن الترمذي: 5/148]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لها سبعة أبوابٍ} يقول: لجهنّم سبعة أطباقٍ، لكلّ طبقٍ منهم: يعني من أتباع إبليس جزءٌ، يعني: قسمًا ونصيبًا مقسومًا.
وذكر أنّ أبواب جهنّم طبقاتٌ بعضها فوق بعضٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت أبا هارون الغنويّ، قال: سمعت حطّان، قال: سمعت عليًّا، وهو يخطب، قال: " إنّ أبواب جهنّم هكذا " ووضع شعبة إحدى يديه على الأخرى "
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي هارون الغنويّ، عن حطّان بن عبد اللّه، قال: قال عليٌّ: " تدرون كيف أبواب النّار؟ قلنا: نعم، كنحو هذه الأبواب، فقال: " لا، ولكنّها هكذا "، فوصف أبو هارون أطباقًا بعضها فوق بعضٍ، وفعل ذلك أبو بشرٍ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي هارون الغنويّ، عن حطّان بن عبد اللّه، عن عليٍّ قال: " هل تدرون كيف أبواب النّار؟ " قالوا: كنحو هذه الأبواب قال: " لا، ولكن هكذا " ووصف بعضها فوق بعضٍ "
- حدّثنا هارون بن إسحاق، قال: حدّثنا مصعب بن المقدام، قال: أخبرنا إسرائيل، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ، قال: " أبواب جهنّم سبعةٌ، بعضها فوق بعضٍ، فيمتلئ الأوّل، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث، ثمّ تمتلئ كلّها "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن عليٍّ قال: " أبواب جهنّم سبعةٌ، بعضها فوق بعضٍ، وأشار بأصابعه على الأوّل، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث، حتّى تملأ كلّها "
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن هبيرة بن مريم قال: سمعت عليًّا يقول: " إنّ أبواب جهنّم بعضها فوق بعضٍ، فيملأ الأوّل ثمّ الّذي يليه، إلى آخرها "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عليٌّ، قال: أخبرنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جهضمٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول في قوله: {لها سبعة أبوابٍ} قال: " لها سبعة أطباقٍ "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {لها سبعة أبوابٍ} قال: " أوّلها جهنّم، ثمّ لظى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعير، ثمّ سقر، ثمّ الجحيم، ثمّ الهاوية والجحيم فيها أبو جهلٍ "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لها سبعة أبوابٍ، لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} " وهي واللّه منازل بأعمالهم "). [جامع البيان: 14/72-75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لها سبعة أبواب} قال: جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها). [الدر المنثور: 8/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وهناد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وأحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في صفة النار، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طرق، عن علي، قال: أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض، فتملأ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تملأ كلها). [الدر المنثور: 8/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن خطاب بن عبد الله قال: قال علي: أتدرون كيف أبواب جهنم قلنا: كنحو هذه الأبواب، قال: لا ولكنها هكذا، ووضع يده فوق وبسط يده على يده). [الدر المنثور: 8/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في البعث عن الخليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (تبارك) و(حم) السجدة، وقال: الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع: جهنم والحطمة ولظى وسعير وسقر الهاوية والجحيم، تجيء كل حاميم منها يوم القيامة تقف على باب من الأبواب فتقول: اللهم لا تدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني مرسل). [الدر المنثور: 8/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي، وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي). [الدر المنثور: 8/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للنار باب لا يدخله إلا من شفى غيظه بسخط الله). [الدر المنثور: 8/619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن عطاء الخرساني قال: لجهنم سبعة أبواب أشدها غما وكربا وحرا وأنتنها ريحا للزناة). [الدر المنثور: 8/619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لجهنم باب لا يدخل منه إلا من أخفرني في أهل بيتي وأراق دماءهم من بعدي). [الدر المنثور: 8/619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن حبان والطبري، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عتبة بن عبد الله رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبوب وبعضها أفضل من بعض). [الدر المنثور: 8/619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تطلع الشمس من جهنم بين قرني شيطان فما ترفع من السماء قصبة إلا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها). [الدر المنثور: 8/619-620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {لها سبعة أبواب} قال: لها سبعة أطباق). [الدر المنثور: 8/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {لها سبعة أبواب} قال: أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية، والجحيم فيها أبو جهل). [الدر المنثور: 8/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} قال: فهي والله منازل بأعمالهم). [الدر المنثور: 8/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه قال: أسماء أبواب جهنم: الحطمة والهاوية ولظى وسقر والجحيم والسعير وجهنم والنار هي جماع). [الدر المنثور: 8/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {جزء مقسوم} قال: فريق مقسوم). [الدر المنثور: 8/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} قال: باب لليهود وباب للنصارى وباب للصائبين وباب للمجوس وباب للذين أشركوا - وهم كفار العرب - وباب للمنافقين وباب لأهل التوحيد فأهل التوحيد يرجى لهم ولا يرجى للآخرين أبدا). [الدر المنثور: 8/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال: تطلع الشمس من جهنم بين قرني شيطان فما تترفع من السماء قصة إلا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها). [الدر المنثور: 8/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصراط بين ظهري جهنم دحض مزلة والأنبياء عليه يقولون: اللهم سلم سلم، والمار كلمع البرق وكطرف العين وكأجاويد الخيل والبغال والركاب، وشد على الأقدم فناج مسلم ومخدوش مرسل ومطروح فيها و{لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}). [الدر المنثور: 8/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سمرة بن جندب عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {لكل باب منهم جزء مقسوم} قال: إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه وإن منهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى تراقيه منازل بأعمالهم فذلك قوله: {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}). [الدر المنثور: 8/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: (لها سبعة أبواب . قال: على كل باب منها سبعون ألف سرادق من نار في كل سرادق سبعون ألف قبة من نار في كل قبة سبعون ألف تنور من نار لكل تنور منها سبعون ألف كوة من نار في كل كوة سبعون ألف صخرة من نار على كل صخرة منها سبعون ألف حجر من النار في كل حجر منها سبعون ألف عقرب من النار لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب من نار لكل ذنب منها سبعون ألف فقارة من نار في كل فقارة منها سبعون ألف قلة من سم وسبعون ألف موقد من نار يوقدون تلك النار وقال: إن أول من دخل من أهل النار وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم وسود وجوههم كالحة أنيابهم قد نزع الله الرحمة من قلوبهم ليس في قلب منهم مثقال ذرة من الرحمة). [الدر المنثور: 8/622]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن جهنم لتسعر كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة فإنها لا تفتح أبوابها ولا تسعر). [الدر المنثور: 8/622-623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال: إن أحق ما استعيذ من جهنم في الساعة التي تفتح فيها أبوابها). [الدر المنثور: 8/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك رضي الله عنه قال: جهنم سبعة نيران ليس منها نار إلا وهي تنظر إلى النار التي تحتها تخاف أن تأكلها). [الدر المنثور: 8/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال: إن في النار سجنا لا يدخله إلا شر الأشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح فيه النار). [الدر المنثور: 8/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال: للشهيد نور ولمن قاتل الحرورية عشرة أنوار وكان يقول: لجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية، قال: ولقد خرجوا في زمان داود عليه السلام). [الدر المنثور: 8/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {لكل باب منهم جزء مقسوم} قال: جزء أشركوا بالله وجزء شكوا في الله وجزء غفلوا عن الله). [الدر المنثور: 8/623]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ (45) ادخلوها بسلامٍ آمنين (46) ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين اتّقوا اللّه بطاعته وخافوه، فتجنّبوا معاصيه {في جنّاتٍ وعيونٍ} يقال لهم: {ادخلوها بسلامٍ آمنين} ). [جامع البيان: 14/75]

تفسير قوله تعالى: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ادخلوها بسلامٍ آمنين} من عقاب اللّه، أو أن تسلبوا نعمةً أنعمها اللّه عليكم وكرامةً أكرمكم بها). [جامع البيان: 14/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والحاكم وصححه، وابن ماجه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه فجئته لأنظر في وجهه فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعت منه أن قال: يا أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام). [الدر المنثور: 8/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {آمنين} قال: أمنوا الموت فلا يموتون ولا يكبرون ولا يسقمون ولا يعرون ولا يجوعون). [الدر المنثور: 8/624]

تفسير قوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {على سرر متقابلين} [سورة الحجر: 47]، قال: لا ينظر بعضهم في قفا بعض). [الزهد لابن المبارك: 2/775]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الكلبي عن أبي صالح في قوله: {إخوانا على سرر متقابلين} قال: عشرةٌ أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعليٌّ وطلحة والزّبير وعبد الرّحمن بن عوفٍ وسعد بن مالك وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ وعبد اللّه بن مسعود [الآية: 47].

سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن هلال بن يساف عن ابن ظالمٍ قال: جاء رجلٌ إلى سعيد بن زيدٍ فقال: إنّي أحببت رجلًا من أهل الجنّة قال: أبغضت عثمان بغضًا لم أبغضه أحدًا قطّ قال: بئس ما صنعت أبغضت رجلًا من أهل الجنّة ثمّ أنشأ حديثًا فقال: إنّا كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على حراء فذكر هؤلاء العشرة فقال: ((اثبت حراء فإنّما عليك نبيٌّ وصدّيقٌ وشهيدا)) ). [تفسير الثوري: 160]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ} يقول: وأخرجنا ما في صدور هؤلاء المتّقين الّذين وصف صفتهم من حقدٍ وضغينةٍ من بعضهم لبعضٍ.
ثم اختلف أهل التّأويل في الحال الّتي ينزع اللّه ذلك من صدورهم، فقال بعضهم: ينزل ذلك بعد دخولهم الجنّة
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثنا إسرائيل، عن بشرٍ البصريّ، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: " يدخل أهل الجنّة الجنّة على ما في صدورهم في الدّنيا من الشّحناء والضّغائن، حتّى إذا توافوا وتقابلوا نزع اللّه ما في صدورهم في الدّنيا من غلٍّ ثمّ قرأ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو فضالة، عن لقمان، عن أبي أمامة، قال: " لا يدخل مؤمنٌ الجنّة حتّى ينزع اللّه ما في صدورهم من غلٍّ، ثمّ ينزع منه السّبع الضّاري "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى، سمع الحسن البصريّ، يقول: قال عليٌّ: " فينا واللّه أهل بدرٍ نزلت الآية: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ} قال: " من عداوةٍ "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ} قال: " العداوة "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن رجلٍ، عن عليٍّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ} قال: " العداوة "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: جاء ابن جرموزٍ قاتل الزّبير يستأذن على عليٍّ، فحجبه طويلاً، ثمّ أذن له، فقال له: أمّا أهل البلاء فتجفوهم قال عليٌّ: بفيك التّراب " إنّي لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير ممّن قال اللّه: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن جعفرٍ، عن عليٍّ نحوه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبان بن عبد اللّه البجليّ، عن نعيم بن أبي هندٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، بنحوه، وزاد فيه: قال: فقام إلى عليٍّ رجلٌ من همدان، فقال: اللّه أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين قال: فصاح عليٌّ صيحةً ظننت أنّ القصر تدهده لها، ثمّ قال: " إذا لم نكن نحن فمن هم؟ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير، قال: حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن أبي حبيبة مولًى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة على عليٍّ بعد ما فرغ من أصحاب الجمل، فرحّب به، وقال: " إنّي لأرجو أن يجعلني اللّه وأباك من الّذين قال اللّه: {إخوانًا على سررٍ متقابلين} ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا: اللّه أعدل من ذلك، تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانًا؟ فقال عليٌّ: قوما أبعد أرضٍ وأسحقها فمن هو إذن إن لم أكن أنا وطلحة؟ ". وذكر لنا أبو معاوية الحديث بطوله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عبد الواحد، قال: حدّثنا أبو مالكٍ، قال: حدّثنا أبو حبيبة، قال: قال عليٌّ لابن طلحة: " إنّي لأرجو أن يجعلني اللّه وأباك من الّذين نزع اللّه ما في صدورهم من غلٍّ، ويجعلنا إخوانًا على سررٍ متقابلين ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا حمّاد بن خالدٍ الخيّاط، عن أبي الجويرية قال: حدّثنا معاوية بن إسحاق، عن عمران بن طلحة قال: لمّا نظرني إلي عليٌّ قال: مرحبًا بابن أخي فذكر نحوه
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشامٌ، عن محمّدٍ، قال: استأذن الأشتر على عليٍّ وعنده ابنٌ لطلحة، فحبسه ثمّ أذن له، فلمّا دخل قال: إنّي لأراك إنّما حبستني لهذا قال: " أجل " قال: إنّي لأراه لو كان عندك ابنٌ لعثمان لحبستني قال: " أجل، إنّي لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممّن قال اللّه: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} ".
- حدّثنا الحسن قال: حدّثنا إسحاق الأزرق قال: أخبرنا عوفٌ، عن ابن سيرين، بنحوه
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، قال: حدّثنا السّكن بن المغيرة، قال: حدّثنا معاوية بن راشدٍ، قال: قال عليٌّ: " إنّي لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممّن قال اللّه: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: حدّثنا أبو المتوكّل النّاجيّ، أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ حدّثهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " يخلص المؤمنون من النّار فيحبسون على قنطرةٍ بين الجنّة والنّار، فيقتصّ لبعضهم من بعضٍ مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتّى إذا هذّبوا ونقّوا أذن لهم في دخول الجنّة " قال: " فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنّة منه بمنزله الّذي كان في الدّنيا " وقال بعضهم: ما يشبّه بهم إلاّ أهل جمعةٍ حين انصرفوا من جمعتهم ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، في هذه الآية: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} قال: " حدّثنا قتادة، أنّ أبا المتوكّل النّاجيّ حدّثهم أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ حدّثهم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر نحوه، إلى قوله " وأذن لهم في دخول الجنّة " ثمّ جعل سائر الكلام عن قتادة قال: وقال قتادة: فوالّذي نفسي بيده، لأحدهم أهدى بمنزله، ثمّ ذكر باقي الحديث نحو حديث بشرٍ، غير أنّ الكلام إلى آخره عن قتادة، سوى أنّه، قال في حديثه: قال قتادة وقال بعضهم: ما يشبّه بهم إلاّ أهل الجمعة إذا انصرفوا من الجمعة
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا عمر بن زرعة، عن محمّد بن إسماعيل الزّبيديّ، عن كثيرٍ النّوّاء، قال: سمعته يقول: دخلت على أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ، فقلت: " وليّي وليّكم، وسلمي سلمكم، وعدوّي عدوّكم، وحربي حربكم إنّي أسألك باللّه، أتبرأ من أبي بكرٍ وعمر؟ فقال: قد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين، تولّهما يا كثير، فما أدركك فهو في رقبتي ثمّ تلا هذه الآية: {إخوانًا على سررٍ متقابلين}.
وقوله: {إخوانًا على سررٍ متقابلين}. يقول إخوانًا يقابل بعضهم وجه بعضٍ، لا يستدبره فينظر في قفاه ". وكذلك تأوّله أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، في قوله: {على سررٍ متقابلين} قال: " لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى وعبد الرّحمن ومؤمّلٌ، قالوا: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
والسّرر: جمع سريرٍ، كما الجدد جمع جديدٍ، وجمع سررًا وأظهر التّضعيف فيها والرّاءان متحرّكتان لخفّة الأسماء، ولا تفعل ذلك في الأفعال لثقل الأفعال، ولكنّهم يدغمون في الفعل ليسكّن أحد الحرفين فيخف، فإذا دخل على الفعل ما يسكّن الثّاني أظهروا حينئذٍ التّضعيف). [جامع البيان: 14/75-80]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن هارون الفقيه إملاءً، ثنا أحمد بن محمّد بن نصرٍ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا أبان بن عبد اللّه البجليّ، حدّثني نعيم بن أبي هندٍ، حدّثني ربعيّ بن حراشٍ، قال: إنّي لعند عليٍّ رضي اللّه عنه جالسٌ، إذ جاء ابنٌ لطلحة فسلّم على عليٍّ رضي اللّه عنه، فرحّب به فقال: ترحّب بي يا أمير المؤمنين، وقد قتلت أبي، وأخذت مالي؟ قال: " أمّا مالك فهو ذا معزولٌ في بيت المال، فاغد إلى مالك فخذه، وأمّا قولك قتلت أبي، فإنّي أرجو أن أكون أنا وأبوك من الّذين قال اللّه عزّ وجلّ {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} [الحجر: 47] فقال رجلٌ من همدان: إنّ اللّه أعدل من ذلك فصاح عليه عليٌّ صيحةً تداعى لها القصر، قال: فمن إذًا إذا لم نكن نحن أولئك؟ «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/385]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ معاذ بن هشامٍ، صاحب الدّستوائيّ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكّل، عن أبي سعيدٍ رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا خلص المؤمنون من النّار حبسوا بقنطرةٍ بين النّار والجنّة، يتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا حتّى إذا نقّوا وهذّبوا، أذن لهم بدخول الجنّة، والّذي نفس محمّدٍ بيده لأحدهم أهدى لمسكنه في الجنّة من أحدكم لمنزله في الدّنيا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه «لأنّ معمر بن راشدٍ رواه عن قتادة، عن رجلٍ، عن أبي سعيدٍ وليس هذا بعلّةٍ فإنّ هشامًا الدّستوائيّ أعلم بحديث قتادة من غيره»). [المستدرك: 2/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر من طريق لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال: لا يدخل الجنة أحد حتى ينزع الله ما في صدورهم من غل وحتى إنه لينزع من صدر الرجل بمنزلة السبع الضاري). [الدر المنثور: 8/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق القاسم عن أبي أمامة قال: يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن حتى إذا نزلوا وتقابلوا على السرر نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل). [الدر المنثور: 8/624-625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: العداوة). [الدر المنثور: 8/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن قتادة في قوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة: فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى لمنزله في الجنة من منزله الذي كان في الدنيا، قال قتادة: وكان يقال: ما يشبه بهم إلا أهل جمعة حين انصرفوا من جمعتهم). [الدر المنثور: 8/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل). [الدر المنثور: 8/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الكريم بن رشيد قال: ينتهي أهل الجنة إلى باب الجنة وهم يتلاحظون تلاحظ الغيران فإذا دخلوها نزع الله ما في صدورهم من غل). [الدر المنثور: 8/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن الحسن البصري قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فينا والله أهل بدر نزلت {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} ). [الدر المنثور: 8/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن مليل عن علي في قوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: نزلت في ثلاثة أحياء من العرب: في بني هاشم وبني تيم وبني عدي، وفي أبي بكر وفي عمر). [الدر المنثور: 8/626-627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن عساكر عن كثير النواء قال: قلت لأبي جعفر إن فلانا حدثني عن علي بن الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: والله إنها لفيهم أنزلت، وفيمن تنزل إلا فيهم قلت: وأي غل هو قال: غل الجاهلية، إن بني تيم وبني عدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا وأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيكوي بها خاصرة أبي بكر، فنزلت هذه الآية). [الدر المنثور: 8/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم من طرق عن علي أنه قال لابن طلحة: إني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله فيهم {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} فقال رجل من همدان: إن الله أعدل من ذلك، فصاح علي صيحة تداعى لها القصر وقال: فمن أذن إن لم نكن نحن أولئك). [الدر المنثور: 8/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه، عن علي، قال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان والزبير وطلحة ممن قال الله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} ). [الدر المنثور: 8/627-628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} الآية، قال: نزلت في علي وطلحة والزبير). [الدر المنثور: 8/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشيرازي في الألقاب، وابن مردويه، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: نزلت في عشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود.
وأخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي صالح موقوفا عليه). [الدر المنثور: 8/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق النعمان بن بشير عن علي {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: ذاك عثمان وطلحة والزبير وأنا). [الدر المنثور: 8/629]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {على سرر متقابلين} قال: لا يرى بعضهم قفا بعض). [الدر المنثور: 8/629]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: أهل الجنة لا ينظر بعضهم في قفا بعض ثم قرأ (متكئين عليها متقابلين) ). [الدر المنثور: 8/629]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو القاسم البغوي، وابن مردويه، وابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية {إخوانا على سرر متقابلين} المتحابين في الله في الجنة ينظر بعضهم إلى بعض). [الدر المنثور: 8/629]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يمسّهم فيها نصبٌ وما هم منها بمخرجين (48) نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم (49) وأنّ عذابي هو العذاب الأليم}.
يقول تعالى ذكره: لا يمسّ هؤلاء المتّقين الّذين وصف صفتهم في الجنّات نصبٌ، يعني تعبٌ {وما هم منها بمخرجين} يقول: وما هم من الجنّة ونعيمها وما أعطاهم اللّه فيها بمخرجين، بل ذلك دائمٌ أبدًا). [جامع البيان: 14/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {لا يمسهم فيها نصب} قال: المشقة والأذى). [الدر المنثور: 8/629-630]

تفسير قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، قال: أخبرنا عاصم بن عبيد الله، عن عطاء بن أبي رباح، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة، فقال: أتضحكون؟ ألا أراكم تضحكون؟ أتضحكون؟، ثم أدبر، وكأن على رءوسنا الرخم، حتى إذا كان عند الحجر، قام، ثم رجع إلينا القهقرى، فقال: إني خرجت حتى إذا كنت عند الحجر، جاء جبريل فقال: يا محمد، إن الله، يقول: لم تقنط عبادي؟ {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم} [سورة الحجر: 49- 50] ). [الزهد لابن المبارك: 2/529]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {نبئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أخبر عبادي يا محمّد، أنّي أنا الّذي أستر على ذنوبهم إذا تابوا منها وأنابوا، بترك فضيحتهم بها وعقوبتهم عليها، الرّحيم بهم أن أعذّبهم بعد توبتهم منها عليها {وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} يقول: وأخبرهم أيضًا أنّ عذابي لمن أصرّ على معاصيّ، وأقام عليها ولم يتب منها، هو العذاب الموجع الّذي لا يشبهه عذابٌ، وهذا من اللّه تحذيرٌ لخلقه التّقدّم على معاصيه، وأمرٌ منه لهم بالإنابة والتّوبة

- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {نبئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم (49) وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} قال: بلغنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " لو يعلم العبد قدر عفو اللّه لما تورّع من حرامٍ، ولو يعلم قدر عذابه لبخع نفسه "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا ابن المكّيّ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا مصعب بن ثابتٍ، قال: حدّثنا عاصم بن عبيد اللّه، عن ابن أبي رباحٍ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: طلع علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الباب الّذي يدخل منه بنو شيبة، فقال: " ألا أراكم تضحكون؟ " ثمّ أدبر حتّى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى، فقال: " إنّي لمّا خرجت جاء جبرئيل صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّ اللّه يقول: " لم تقنّط عبادي؟ نبئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم، وأنّ عذابي هو العذاب الأليم "). [جامع البيان: 14/81-82]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم} [الحجر: 49].
- عن عبد اللّه بن الزّبير قال: «مرّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بنفرٍ من أصحابه وقد عرض لهم شيءٌ يضحكهم، فقال: " أتضحكون وذكر الجنّة والنّار بين أيديكم؟ ". فنزلت هذه الآية {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم - وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} [الحجر: 49 - 50]».
رواه الطّبرانيّ، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/45-46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 49 - 50.
أخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال: ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان الحجر رجع إلينا القهقرى فقال: إني لما خرجت جاء جبريل فقال: يا محمد إن الله يقول: لم تقنط عبادي {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم} ). [الدر المنثور: 8/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مصعب بن ثابت قال: مر النّبيّ صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال: اذكروا الجنة واذكروا النار، فنزلت {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} ). [الدر المنثور: 8/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البراز والطبراني، وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: مر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم شيء يضحكهم فقال: أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم ونزلت هذه الآية {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم} ). [الدر المنثور: 8/630-631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فقال: هذا الملك ينادي لا تقنط عبادي). [الدر المنثور: 8/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم} قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام، ولو يعلم قدر عذابه لجمع نفسه). [الدر المنثور: 8/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر كل الذي عند الله من رحمته لم ييأس من الرحمة، فلو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار). [الدر المنثور: 8/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج على رهط من الصحابة وهم يتحدثون فقال: والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فلما انصرفنا أوحى الله إليه أن يا محمد لم تقنط عبادي، فرجع إليهم فقال: ابشروا وقاربوا وسددوا). [الدر المنثور: 8/631-632]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:21 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}


تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ...}
يقول: مرجعهم إليّ فأجازيهم. وهو كقوله تبارك وتعالى: {إنّ ربّك لبالمرصاد} في الفجر. فيجوز في مثله من الكلام أن تقول لمن أوعدته: طريقك عليّ وأنا على طريقك: ألا ترى أنه قال {إنّ ربّك لبالمرصاد} فهذا كقولك: أنا على طريقك. {وصراطٌ عليّ} أي هذا طريق عليّ وطريقك عليّ. وقرأ بعضهم {هذا صراطٌ علي} رفع يجعله نعتا للصراط؛
كقولك: صراط مرتفع مستقيم). [معاني القرآن: 2/89]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ}
وقال: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} يقول: عليّ دلالته. نحو قول العرب "عليّ الطريق الليلة" أي: عليّ دلالته). [معاني القرآن: 2/62]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {هذا صراط علي مستقيم} وهي قراءة أبي عمرو وشيبة ونافع.
قراءة ابن سيرين وحميد وقيس بن عباد {هذا صراط علي مستقيم} فعيل، فعيل، من علا يعلو). [معاني القرآن لقطرب: 788]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال هذا صراط عليّ مستقيم }
فمن قرأ {صراط عليّ مستقيم}، فالمعنى هذا صراط مستقيم على أي على إرادتي وأمري، ومن قرأ " عليّ " أراد: طريق رفيع في الدّين والحق). [معاني القرآن: 3/178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال هذا صراط علي مستقيم} أحدهما وهو مذهب مجاهد قال الحق طريقة علي وهو يرجع إلى كما يقال في التوعد طريقك على فاعمل ما شئت
وكما قال تعالى: {إن ربك لبالمرصاد}
والقول الآخر إن هذا صراط على أمري وتحت إرادتي وقرأ قيس بن عبادة قال هذا صراط على مستقيم وقال أي رفيع ومعناه رفيع في الدين والحق). [معاني القرآن: 4/27-26]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إلا من اتبعك من الغاوين} أي الضالين). [معاني القرآن: 4/27]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} أي لكل منزل منهم من العذاب على قدر منزلته في الذنب
وروى مالك بن مغول عن حميد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل سيفه على أمتي أو قال على أمة محمد). [معاني القرآن: 4/27]

تفسير قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ مّنهم...} يعني: من الكفّار {جزءٌ مّقسومٌ} يقول: نصيب معروف.
والسّبعة الأبواب أطباقٌ بعضها فوق بعضٍ. فأسفلها الهاوية، وأعلاها جهنّم). [معاني القرآن: 2/89]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ مّنهم جزءٌ مّقسومٌ}
وقال: {لكلّ بابٍ مّنهم جزءٌ مّقسومٌ} لأنه من "جزّأته" و(منهم) يعني: من الناس). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم}
لجهنم سبعة منازل لكل منزلة صنف ممن يعذب على قدر منزلته في الذنب). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}
أي لكل منزل منهم من العذاب على قدر منزلته في الذنب
وروى مالك بن مغول عن حميد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل سيفه على أمتي أو قال على أمة محمد). [معاني القرآن: 4/27] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)}

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ما في صدورهم من غلٍّ} أي من عداوة وشحناءً.
{سررٌ متقابلين}مضمومة السين والراء الأولى وهذا الأصل، وبعضهم يضم السين ويفتح الراء الأولى. وكل مجرى فعيل من باب المضاعف فإن في جميعه لغة نحو سرير والجميع سرر وسرر وجرير والجميع جرر وجرر). [مجاز القرآن: 1/351]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {من غل} والغل: الغش.
وقوله {على سرر} هذه الكثيرة؛ وقد فتح بعض بني ضبة هذه العينات، فقالوا: سرر، وجديد وجدد، وذليل وذلل؛ كأنهم استثقلوا الضمة ففروا إلى الفتحة). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الغل}: العدواة). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الغلّ}: العداوة والشحناء). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}
الغل الحقد، ويروى أنّه يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنّار، فيقتص لبعضهم من بعض، ثم يؤمر بهم إلى الجنة وقد نقوا وهذبوا فخلصت نياتهم من الأحقاد.
{إخوانا} منصوب على الحال.
{على سرر متقابلين} في التفسير لا ينظر بعضهم في قفا بعض). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} الغل عند أهل اللغة الشحناء والسخيمة والعداوة يقال منه غل يغل
ويقال من الغلول وهو السرقة من المغنم غل يغل ويغال من الخيانة أغل يغل كما قال الشاعر:
جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل = جزاء مغل بالأمانة كاذب).
[معاني القرآن: 4/28]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إخوانا على سرر متقابلين}
روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {متقابلين} قال لا ينظر أحدهم إلى قفا صاحبه). [معاني القرآن: 4/28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الغِلُّ}: الخوف). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين أي لا ينالهم تعب} ). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يمسهم فيها نصب} أي تعب). [معاني القرآن: 4/29]
تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} أي أخبر
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون فقال أتضحكون وبين أيديكم الجنة والنار فشق ذلك عليهم
فأنزل الله: {نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} ). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180] (م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:17 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) }

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} و "عليٌّ" قرئ بهما). [مجالس ثعلب: 400]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) }

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب تأويل القيامة والجنة والنار
ومن رأى أن القيامة قد قامت بمكان، فإن العدل يبسك في ذلك المكان، لأهله إن كانوا مظلومين، وعليهم إن كانوا ظالمين؛ لأن يوم القيامة يوم الفصل ويوم الجزاء والدين.
قال الله عز وجل: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا}.
فإن رأى أنه دخل الجنة، فذلك بشرى من الله بالخير؛ فإن أصاب شيئا من ثمارها وأكله، فإن ذلك خير يناله في دينه ودنياه، وعلم وبر، وكذلك أزواجها. قال الله عز وجل: {ادخلوها بسلام آمنين} ). [تعبير الرؤيا: 103] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقيل للحسن: أتى رجلٌ صاحبًا له في منزله وكان يصلي، فقال: أدخل؟ فقال في صلاته: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَم آمِنِينَ} فقال: لا بأس). [عيون الأخبار: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال رجل من طيء يقال له الودك جاهلي يخاطب ناقته:
أقسمت أشكيك من أين ومن نصب = حتى تري معشرا بالعم أزوالا
...
و«النصب»: التعب). [النوادر في اللغة: 273] (م)

تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 03:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قال هذا صراط علي مستقيم}، القائل هو الله تبارك وتعالى، ويحتمل أن يكون ذلك بواسطة، وقرأ الضحاك، وحميد، والنخعي، وأبو رجاء، وابن سيرين، وقتادة، وقيس بن عباد، ومجاهد، وغيرهم: "علي مستقيم" من العلو والرفعة، والإشارة بـ "هذا" -على هذه القراءة- إلى الإخلاص، لما استثني إبليس من أخلص قال الله له: هذا الإخلاص طريق رفيع مستقيم لا تنال أنت بإغوائك أهله. وقرأ جمهور الناس: "علي" بياء مشددة مفتوحة، والإشارة بـ "هذا" -على هذه القراءة- إلى انقسام الناس إلى غاو ومخلص، لما قسم إبليس الناس هذين القسمين قال الله له: هذا طريق إلي، أي: هذا أمر مصيره إلي، والعرب تقول: "طريقك في هذا الأمر على فلان"، أي: إليه يصير النظر في أمرك. وهذا نحو قوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد}، والآية -على هذه القراءة- خبر تتضمن وعيدا). [المحرر الوجيز: 5/293]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ابتدأ الإخبار عن سلامة عباده المتقين من إبليس، وخاطبه بأنه لا حجة له عليهم ولا ملكة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والظاهر من قوله: "عبادي" الخصوص في أهل الإيمان والتقوى لا عموم الخلق، وبحسب هذا يكون إلا من اتبعك مستثنى من غير الأول، والتقدير: لكن من اتبعك من الغاوين لك عليهم سلطان، وإن أخذنا العباد عاما في عباد الناس، إذ لم يقدر الله لإبليس سلطانا على أحد، فإنا نقدر الاستثناء في الأقل في القدر من حيث لا قدر للكفار، والنظر الأول أصوب، وإنما الغرض ألا نقع في استثناء الأكثر من الأقل وإن
[المحرر الوجيز: 5/293]
كان الفقهاء قد جوزوه، وقال أبو المعالي: ليس معروفا في استعمال العرب، وهذه الآية أمثل ما احتج به مجوزوه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا حجة لهم في الآية على ما بينته). [المحرر الوجيز: 5/294]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإن جهنم لموعدهم} أي موضع اجتماعهم، والموعد يتعلق بزمان ومكان، وقد يذكر المكان ولا يحدد زمان الموعد. و"أجمعين" تأكيد، وفيه معنى الحال). [المحرر الوجيز: 5/294]

تفسير قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {لها سبعة أبواب} قيل: إن النار بجملتها سبعة أطباق، أعلاها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم وفيه أبو جهل، ثم الهاوية، وإن في كل طبق منها بابا، فالأبواب -على هذا- بعضها فوق بعض، وعبر في هذه الآية عن النار جملة بجهنم، إذ هي أشهر منازلها وأولها، وهي موضع عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون، ولهذا روي أن جهنم تخرب وتبلى. وقيل: إن النار أطباق كما ذكرنا، لكن الأبواب السبعة كلها في جهنم على خط استواء، ثم ينزل من كل باب إلى طبقة الذي يفضي إليه. واختصرت ما ذكر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب، وفي هواء النار، وفي كيفية الحال، إذ هي أقوال كثيرة أكثرها لا يستند، وهي في حيز الجائز، والقدرة أعظم منها، عافانا الله من ناره، وتغمدنا برحمته بمنه.
وقوله: "جزء"، قرأ الجمهور بالهمز، وقرأ ابن شهاب بضم الزاي، وقرأت فرقة "جز" بشد الزاي دون همز، وهي قراءة ابن القعقاع). [المحرر الوجيز: 5/294]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين نبئ عبادي أني أنا
[المحرر الوجيز: 5/294]
الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}
ذكر الله تعالى ما أعد لأهل الجنة عقب ذكره ما أعد لأهل النار ليظهر التباين، وقرأ الجمهور: "وعيون" بضم العين، وقرأ نبيح، والجراح، وأبو واقد، ويعقوب -في رواية رويس- بكسر العين، مثل بيوت وشيوخ). [المحرر الوجيز: 5/295]

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "ادخلوها" على الأمر بمعنى يقال لهم: ادخلوها، وقرأ رويس عن يعقوب: "أدخلوها" على بناء الفعل للمفعول بضم الهمزة وكسر الخاء وضم التنوين في "عيون" ألقى عليه حركة الهمزة. و"السلام" هاهنا يحتمل أن يكون السلامة، ويحتمل أن يكون التحية). [المحرر الوجيز: 5/295]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الغل": الحقد، وذكر الله تعالى في هذه الآية أنه ينزع الغل من قلوب أهل الجنة، ولم يذكر لذلك موطنا، وجاء في بعض الحديث أن ذلك على الصراط، وجاء في بعضها أن ذلك على أبواب الجنة، وفي لفظ بعضها أن الغل ليبقى على أبواب الجنة كمعاطن الإبل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا على أن الله تعالى يجعل ذلك تمثيلا بلون يخلقه هناك ونحوه، وهذا كحديث ذبح الموت، وقد يمكن أيضا أن يسل من الصدور، ولذلك جواهر سود فيكون
[المحرر الوجيز: 5/295]
كمبارك الإبل، وجاء في بعض الأحاديث أن نزع الغل إنما يكون بعد استقرارهم في الجنة، والذي يقال في هذا أن الله ينزعه في موطن من قوم، وفي موطن من آخرين، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين، وذكر أن ابنا لطلحة كان عنده، فاستأذن الأشتر فحبسه مدة، ثم أذن له فدخل، فقال: ألهذا حبستني؟ وكذلك لو كان ابن عثمان حبستني له؟ فقال علي: نعم، إني أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل الآية. وقد روي أن المستأذن غير الأشتر.
و"إخوانا" نصب على الحال، وهذه أخوة الدين والود. والأخ من ذلك يجمع على إخوان وإخوة، والأخ من النسب يجمع إخوة وآخاء، ومنه قول الشاعر:
وأي بني الآخاء تصفو مذاهبه؟
و"السرر": جمع سرير، و"متقابلين" الظاهر أن معناه: في الوجوه، إذ الأسرة متقابلة، فهي أحسن في الزينة، قال مجاهد: لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه، وقيل: متقابلين في المودة، وقيل غير هذا مما لا يعطيه اللفظ). [المحرر الوجيز: 5/296]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "النصب": التعب، يقع على القليل والكثير، ومن الكثير قول موسى عليه
[المحرر الوجيز: 5/296]
السلام: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ومنه قول الشاعر:
كليني لهم يا أميمة ناصب). [المحرر الوجيز: 5/297]

تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "نبئ" معناه: أعلم، و"عبادي" مفعول بـ "نبئ"، وهي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، فـ "عبادي" مفعول، و"أن" تسد مسد المفعولين الباقيين، واتفق ذلك وهي وما عملت فيه بمنزلة اسم واحد، ألا ترى أنك إذا قلت: "أعجبني أن زيدا منطلق" إنما المعنى: أعجبني انطلاق زيد، لأن دخولها إنما هو على جملة ابتداء وخبر، فسدت تلك مسد المفعولين، وقد يتعدى "نبأ" إلى مفعولين فقط، ومنه قوله تعالى: {من أنبأك هذا}، وتكون في هذا الموضع بمعنى: أخبر وعرف، وفي هذا كله نظر.
وهذه آية ترجية وتخويف، وروي في هذا المعنى عن النبي أنه قال: "لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام، ولو يعلم قدر عذابه لبخع نفسه"، وروي في هذه الآية أن سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى جماعة من أصحابه عند باب بني شيبة في الحرم فوجدهم يضحكون، فزجرهم ووعظهم، ثم ولى، فجاءه جبريل عن الله فقال: يا محمد، أتقنط عبادي؟ وتلا عليه الآية، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وأعلمهم. ولو لم يكن هذا السبب لكان ما قبلها يقتضيها، إذ قد تقدم ذكر ما في النار وما في الجنة فأكد تعالى تنبيه الناس بهذه الآية). [المحرر الوجيز: 5/297]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40) قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ (41) إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلا من اتّبعك من الغاوين (42) وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين (43) لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ (44)}
يقول تعالى مخبرًا عن إبليس وتمرّده وعتوّه أنّه قال للرّبّ: {بما أغويتني} قال بعضهم: أقسم بإغواء اللّه له.
قلت: ويحتمل أنّه بسبب ما أغويتني وأضللتني {لأزيّننّ لهم} أي: لذرّيّة آدم، عليه السّلام {في الأرض} أي: أحبّب إليهم المعاصي وأرغّبهم فيها، وأؤزّهم إليها، وأزعجهم إزعاجًا، {ولأغوينّهم} أي: كما أغويتني وندّرت على ذلك، {أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} كما قال {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62]
قال اللّه تعالى له متهدّدًا ومتوعّدًا {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} أي: مرجعكم كلّكم إليّ، فأجازيكم بأعمالكم، إن خيرًا فخيرٌ، وإنّ شرًّا فشرٌّ، كما قال تعالى: {إنّ ربّك لبالمرصاد} [الفجر: 14]
وقيل: طريق الحقّ مرجعها إلى اللّه تعالى، وإليه تنتهي. قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة كما قال: {وعلى اللّه قصد السّبيل} [النّحل: 9]
وقرأ قيس بن عباد، ومحمّد بن سيرين، وقتادة: "هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ"، كقوله: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ} [الزّخرف: 4] أي: رفيعٌ. والمشهور القراءة الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 535]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ} أي: الّذين قدّرت لهم الهداية، فلا سبيل لك عليهم، ولا وصول لك إليهم، {إلا من اتّبعك من الغاوين} استثناءٌ منقطعٌ.
وقد أورد ابن جرير هاهنا من حديث عبد اللّه بن المبارك، عن عبد اللّه بن موهبٍ حدّثنا يزيد بن قسيط قال: كانت الأنبياء يكون لهم مساجد خارجةً من قراهم، فإذا أراد النّبيّ أن يستنبئ ربّه عن شيءٍ، خرج إلى مسجده فصلّى ما كتب اللّه له، ثمّ سأل ما بدا له، فبينا نبيٌّ في مسجده إذ جاء عدوّ اللّه -يعني: إبليس -حتّى جلس بينه وبين القبلة، فقال النّبيّ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. [فقال عدوّ اللّه: أرأيت الّذي تعوّذ منه؟ فهو هو. فقال النّبيّ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم] قال: فردّد ذلك ثلاث مرّاتٍ، فقال عدوّ اللّه: أخبرني بأيّ شيءٍ تنجو منّي؟ فقال النّبيّ: بل أخبرني بأيّ شيءٍ تغلب ابن آدم؟ مرّتين، فأخذ كلّ [واحدٍ] منهما على صاحبه، فقال النّبيّ: إنّ اللّه تعالى يقول: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلا من اتّبعك من الغاوين} قال عدوّ اللّه: قد سمعت هذا قبل أن تولد. قال النّبيّ: ويقول اللّه: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200] وإنّي واللّه ما أحسست بك قطّ إلّا استعذت باللّه منك. قال عدوّ اللّه: صدقت، بهذا تنجو منّي. فقال النّبيّ: "أخبرني بأيّ شيءٍ تغلب ابن آدم"؟ قال: آخذه عند الغضب والهوى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 535-536]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين} أي: جهنّم موعد جميع من اتّبع إبليس، كما قال عن القرآن: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 536]

تفسير قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر أنّ لجهنّم سبعة أبوابٍ: {لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} أي: قد كتب لكلّ بابٍ منها جزءٌ من أتباع إبليس يدخلونه، لا محيد لهم عنه -أجارنا اللّه منها-وكلٌّ يدخل من بابٍ بحسب عمله، ويستقرّ في درك بقدر فعله.
قال إسماعيل بن عليّة وشعبة كلاهما، عن أبي هارون الغنويّ، عن حطّان بن عبد اللّه أنّه قال: سمعت عليّ بن أبي طالبٍ وهو يخطب قال: إنّ أبواب جهنّم هكذا -قال أبو هارون: أطباقًا بعضها فوق بعضٍ
وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: أبواب جهنّم سبعةٌ بعضها فوق بعضٍ، فيمتلئ الأوّل، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث، حتّى تملأ كلّها
وقال عكرمة: {سبعة أبوابٍ} سبعة أطباقٍ.
وقال ابن جريجٍ: {سبعة أبوابٍ} أوّلها جهنّم، ثمّ لظى، ثمّ الحطمة، ثمّ سعيرٌ، ثمّ سقر، ثمّ الجحيم، ثمّ الهاوية.
وروى الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، نحوه. وكذا [روي] عن الأعمش بنحوه أيضًا.
وقال قتادة: {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} وهي واللّه منازل بأعمالهم. رواهنّ ابن جريرٍ.
وقال جويبرٍ، عن الضّحّاك: {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} قال: باب لليهود، وبابٌ للنّصارى، وبابٌ للصّابئين، وبابٌ للمجوس، وبابٌ للّذين أشركوا -وهم كفّار العرب -وبابٌ للمنافقين، وبابٌ لأهل التّوحيد، فأهل التّوحيد يرجى لهم ولا يرجى لأولئك أبدًا.
وقال التّرمذيّ: حدّثنا عبد بن حميد، حدّثنا عثمان بن عمر، عن مالك بن مغول، عن جنيد عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لجهنّم سبعة أبوابٍ: بابٌ منها لمن سلّ السّيف على أمّتي -أو قال: على أمّة محمّدٍ.
ثمّ قال: لا نعرفه إلّا من حديث مالك بن مغول
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا، عبّاس بن الوليد الخلّال، حدّثنا زيد -يعني: ابن يحيى -حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن سمرة بن جندب، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} قال: "إنّ من أهل النّار من تأخذه النّار إلى كعبيه، وإنّ منهم من تأخذه النّار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النّار إلى تراقيه، منازل بأعمالهم، فذلك قوله: {لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ}).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 536-537]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ (45) ادخلوها بسلامٍ آمنين (46) ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين (47) لا يمسّهم فيها نصبٌ وما هم منها بمخرجين (48) نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم (49) وأنّ عذابي هو العذاب الأليم (50)}
لمّا ذكر تعالى حال أهل النّار، عطف على ذكر أهل الجنّة، وأنّهم في جنّاتٍ وعيونٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 537]

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ادخلوها بسلامٍ} أي: سالمين من الآفات، مسلّمًا عليكم، {آمنين} من كلّ خوفٍ وفزعٍ، ولا تخشوا من إخراجٍ، ولا انقطاعٍ، ولا فناءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 537]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} روى القاسم، عن أبي أمامة قال: يدخل أهل الجنّة الجنّة على ما في صدورهم في الدّنيا من الشّحناء والضّغائن، حتّى إذا توافوا وتقابلوا نزع اللّه ما في صدورهم في الدّنيا من غلٍّ، ثمّ قرأ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ}
هكذا في هذه الرّواية، والقاسم بن عبد الرّحمن -في روايته عن أبي أمامة -ضعيفٌ.
وقد روى سنيد في تفسيره: حدّثنا ابن فضالة، عن لقمان، عن أبي أمامة قال: لا يدخل مؤمنٌ الجنّة حتّى ينزع اللّه ما في صدرهم من غلٍّ، حتّى ينزع منه مثل السّبع الضّاري
وهذا موافقٌ لما في الصّحيح، من رواية قتادة، حدّثنا أبو المتوكّل الناجي: أن أبا سعيد الخدري حدّثهم: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يخلص المؤمنون من النّار، فيحبسون على قنطرةٍ بين الجنّة والنّار، فيقتص لبعضهم من بعضهم، مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتّى إذا هذّبوا ونقّوا، أذن لهم في دخول الجنّة"
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسن، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشامٌ، عن محمّدٍ -هو ابن سيرين -قال: استأذن الأشتر على عليٍّ، رضي اللّه عنه، وعنده ابنٌ لطلحة، فحبسه ثمّ أذن له. فلمّا دخل قال: إنّي لأراك إنّما احتبستني لهذا؟ قال: أجل. قال: إنّي لأراه لو كان عندك ابنٌ لعثمان لحبستني؟ قال: أجل إنّي لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممّن قال اللّه تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ [إخوانًا] على سررٍ متقابلين}
وحدّثنا الحسن: حدّثنا أبو معاوية الضّرير، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن أبي حبيبة -مولًى لطلحة -قال: دخل عمران بن طلحة على عليٍّ، رضي اللّه عنه، بعدما فرغ من أصحاب الجمل، فرحّب به وقال: إنّي لأرجو أن يجعلني اللّه وأباك من الّذين قال اللّه: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين} -قال: ورجلان جالسان على ناحية البساط، فقالا اللّه أعدل من ذلك، تقتلهم بالأمس، وتكونون إخوانًا! فقال عليٌّ، رضي اللّه عنه: قوما أبعد أرضٍ وأسحقها! فمن هو إذًا إن لم أكن أنا وطلحة، وذكر أبو معاوية الحديث بطوله
وروى وكيع، عن أبان بن عبد اللّه البجليّ، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن خراش، عن عليٍّ، نحوه، وقال فيه: فقام رجلٌ من همدان فقال: اللّه أعدل من ذاك يا أمير المؤمنين. قال: فصاح به عليٌّ صيحةً، فظننت أنّ القصر تدهده لها، ثمّ قال: إذا لم نكن نحن فمن هو؟
وقال سعيد بن مسروقٍ، عن أبي طلحة -وذكره-فيه: فقال الحارث الأعور ذلك، فقام إليه عليٌّ، رضي اللّه عنه، فضربه بشيءٍ كان في يده في رأسه، وقال: فمن هم يا أعور إذا لم نكن نحن؟
وقال سفيان الثّوريّ: عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: جاء ابن جرموزٍ قاتل الزّبير يستأذن على عليٍّ، رضي اللّه عنه فحجبه طويلًا ثمّ أذن له، فقال له: أمّا أهل البلاء فتجفوهم. فقال عليٌّ: بفيك التّراب، إنّي لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير، ممّن قال اللّه: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين}
وكذا روى الثّوريّ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، بنحوه.
وقال سفيان بن عيينة، عن إسرائيل، عن أبي موسى، سمع الحسن البصريّ يقول: قال عليٌّ: فينا واللّه -أهل بدرٍ -نزلت هذه الآية: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين}
وقال كثيرٌ النّواء: دخلت على أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ فقلت: وليّي وليّكم، وسلمي سلمكم، وعدوّي عدوّكم، وحربي حربكم. إنّي أسألك باللّه: أتبرأ من أبي بكرٍ وعمر؟ فقال: {قد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين} [الأنعام: 56] تولّهما يا كثير، فما أدركك فهو في رقبتي هذه، ثمّ تلا هذه الآية: {إخوانًا على سررٍ متقابلين} قال: أبو بكرٍ، وعمر، وعليٌّ، رضي اللّه عنهم أجمعين.
وقال الثّوريّ، عن رجلٍ، عن أبي صالحٍ في قوله: {إخوانًا على سررٍ متقابلين} قال: هم عشرةٌ: أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٌّ، وطلحة، والزّبير، وعبد الرّحمن بن عوفٍ، وسعد بن أبي وقّاصٍ، وسعيد بن زيدٍ، وعبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنهم أجمعين.
وقوله: {متقابلين} قال مجاهدٌ: لا ينظر بعضهم في قفا بعضٍ.
وفيه حديثٌ مرفوعٌ، قال ابن أبي حاتمٍ.
حدّثنا يحيى بن عبدك القزوينيّ، حدّثنا حسّان بن حسّان، حدّثنا إبراهيم بن بشرٍ حدّثنا يحيى بن معينٍ، عن إبراهيم القرشيّ، عن سعيد بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فتلا هذه الآية: {إخوانًا على سررٍ متقابلين} في اللّه، ينظر بعضهم إلى بعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 537-539]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يمسّهم فيها نصبٌ} يعني: المشقّة والأذى، كما جاء في الصّحيحين: "إنّ اللّه أمرني أن أبشّر خديجة ببيتٍ في الجنّة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب"
وقوله: {وما هم منها بمخرجين} كما جاء في الحديث: "يقال يا أهل الجنّة، إنّ لكم أن تصحّوا فلا تمرضوا أبدًا، وإنّ لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدًا، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبدًا"، وقال اللّه تعالى: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} [الكهف: 108]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 539]

تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} أي: أخبر يا محمّد عبادي أنّي ذو رحمةٍ وذو عقابٍ أليمٍ.
وقد تقدّم ذكر نظير هذه الآية الكريمة، وهي دالّةٌ على مقامي الرجاء والخوف، وذكر في سبب نزولها ما رواه موسى بن عبيدة عن مصعب بن ثابتٍ قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ناسٍ من أصحابه يضحكون، فقال: "اذكروا الجنّة، واذكروا النّار". فنزلت: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} رواه ابن أبي حاتمٍ. وهو مرسلٌ
وقال ابن جريرٍ، حدّثني المثنّى، حدّثنا إسحاق، أخبرنا ابن المكّيّ، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مصعب بن ثابتٍ، حدّثنا عاصم بن عبيد اللّه، عن ابن أبي رباحٍ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: طلع علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الباب الّذي يدخل منه بنو شيبة، فقال: "ألا أراكم تضحكون؟ " ثمّ أدبر، حتّى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى، فقال: "إنّي لمّا خرجت جاء جبريل، عليه السّلام، فقال: يا محمّد، إنّ اللّه يقول لم تقنّط عبادي؟ {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم}
وقال سعيدٌ، عن قتادة في قوله تعالى: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم} قال: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "لو يعلم العبد قدر عفو اللّه لما تورّع من حرامٍ، ولو يعلم قدر عقابه لبخع نفسه"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 539-540]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة