العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:06 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلا اللّه} [النمل: 65] الغيب هاهنا القيامة، لا يعلم مجيئها إلا اللّه.
{وما يشعرون} [النمل: 65] وما يشعر جميع الخلق.
{أيّان يبعثون} [النمل: 65] متى يبعثون). [تفسير القرآن العظيم: 2/558]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل لاّ يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلاّ اللّه...}

رفعت ما بعد (إلاّ) لأن في الذي قبلها جحداً وهو مرفوع, ولو نصب كان صواباً, وفي إحدى القراءتين : {ما فعلوه إلا قليلاً منهم} بالنصب، وفي قراءتنا بالرّفع, وكلّ صواب، هذا إذا كان الجحد الذي قبل إلا مع أسماء معرفة، فإذا كان مع نكرة لم يقولوا إلا الاتباع لما قبل (إلاّ) فيقولون: ما ذهب أحد إلاّ أبوك، ولا يقولون: إلا أباك، وذلك أن الأب خلف من أحدٍ؛ لأن ذا واحدٌ وذا واحد، فآثروا الإتباع، والمسألة الأولى : ما قبل (إلاّ) جمع، وما بعد (إلاّ) واحد منه أو بعضه، وليس بكلّه.). [معاني القرآن: 2/298-299]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وما يشعرون أيّان }: مجازه : متى، وفي آية أخرى:{ أيّان مرساها}: أي : متى.). [مجاز القرآن: 2/95]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل لاّ يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلاّ اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون}
وقال:{قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلاّ اللّه}، كما قال: {إلاّ قليلٌ مّنهم}، وفي حرف ابن مسعود : {قليلاً} بدلاً من الأول؛ لأنك نفيته عنه، وجعلته للآخر).
[معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أيان يبعثون}: متى يبعثون ). [غريب القرآن وتفسيره: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما يشعرون أيّان يبعثون}: متى يبعثون ). [تفسير غريب القرآن: 326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلّا اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون}: بالرفع القراءة، ويجوز النصب،
ولا أعلم أحدا قرأ به، فلا تقرأن به.
فمن رفع في قوله:{إلّا الله}, فعلى البدل، المعنى: لا يعلم أحد الغيب إلا اللّه، أي: لا يعلم الغيب إلا اللّه، ومن نصب فعلى معنى : لا يعلم أحد الغيب إلا اللّه، على معنى :
استثني اللّه عزّ وجلّ، فإنه يعلم الغيب.
وقوله: {وما يشعرون أيّان يبعثون}و{أيّان تبعثون}جميعاً، أي: لا يعلمون متى البعث ). [معاني القرآن: 4/127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {أَيَّانَ}: متى). [العمدة في غريب القرآن: 231]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {بل ادّارك علمهم في الآخرة} [النمل: 66] علموا في الآخرة أنّ الأمر كما قال اللّه، فآمنوا حين لم ينفعهم علمهم ولا إيمانهم.
وتفسير الحسن: {بل ادّارك علمهم في الآخرة} [النمل: 66] على الاستفهام، تبعًا للاستفهام الأوّل، أي: لم يبلغ علمهم في الآخرة، ولو ادّارك علمهم في الآخرة، أي: لو بلغ علمهم أنّ الآخرة كائنةٌ لآمنوا بها في الدّنيا كما آمن بها المؤمنون.
[تفسير القرآن العظيم: 2/558]
في تفسير قتادة {بل ادّارك علمهم في الآخرة} [النمل: 66] قال: سفههم وجهلهم، أي: ما بلغ علمهم في الآخرة، أي: أنّ علمهم لم يبلغ ذلك في الدّنيا يسفّههم بذلك.
وتفسير مجاهدٍ: بل ادّارك علمهم أم أدرك، أي: لم يدرك، مثل قول قتادة.
قال: {بل هم في شكٍّ منها} [النمل: 66] من الآخرة.
{بل هم منها عمون} [النمل: 66] قال قتادة: عموا عنها عموا في الآخرة.
وقال الكلبيّ: {بل هم منها عمون} [النمل: 66] لا يدرون ما الحساب فيها وما العقاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/559]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {بل ادّارك علمهم في الآخرة...}

معناه: لعلّهم تدارك علمهم, يقول: تتابع علمهم في الآخرة, يريد: بعلم الآخرة أنها تكون , أو لا تكون، لذلك قال: {بل هم في شكٍّ مّنها بل هم مّنها عمون}
وهي في قراءة أبيّ : {أم تدارك علمهم في الآخرة} بأم، والعرب تجعل (بل) مكان (أم)، و(أم) مكان (بل) إذا كان في أوّل الكلام استفهام،
مثل قول الشاعر:
فوالله ما أجري أسلمى تغوّلت ... أم النوم أم كلّ إلى حبيب
فمعناهن: بل، وقد اختلف القراء في {ادّارك}، فقرأ يحيى، والحسن، وشيبة، ونافع :{بل ادّارك}، وقرأ مجاهد أبو جعفر المدني : {بل أدرك علمهم في الآخرة}، من أدركت،
ومعناه: كأنه قال: هل أدرك علمهم علم الآخرة، وبلغني عن ابن عبّاس أنه قرأ : {بلى أدّارك}: يستفهم ويشدّد الدال، ويجعل في (بلى) ياء، وهو وجه جيّد؛ لأنه أشبه بالاستهزاء بأهل الجحد، كقولك للرّجل تكذّبه: بلى، لعمري لقد أدركت السلف، فأنت تروي ما لا نروي، وأنت تكذّبه ). [معاني القرآن: 2/299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بل ادّارك علمهم}: أي : تدارك ظنهم في الآخرة، وتتابع بالقول، والحدس.
{بل هم منها عمون}: أي: من علمها.). [تفسير غريب القرآن: 326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}.
أصل ادّارك: تدارك، فأدغمت التاء في الدال، وأدخلت ألف الوصل ليسلم للدّال الأولى السكون، ومثله: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} و{اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}، و{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ}، إنما هو: تداركوا، وتثاقلتم، وتطيّرنا.
ومعنى تدارك: تتابع، وعلمهم: حكمهم على الآخرة، وحدسهم الظّنون.
وأراد وما يشعرون متى يبعثون إلّا بتتابع الظّنون في علم الآخرة، فهم يقولون تارة: إنها تكون، وتارة: إنها لا تكون، وإلى كذا تكون، وما يعلم غيب ذلك إلّا الله تعالى.
ثم قال: بل هم في شكٍّ منها بل هم من علمها عمون.
وكان ابن عباس يقرؤها بلى أدارك علمهم.[تأويل مشكل القرآن: 354]
وهذه القراءة أشدّ إيضاحا للمعنى، لأنه قال: وما يشعرون متى يبعثون، ثم قال: بل تداركت ظنونهم في علم الآخرة، فهم يحدسون ولا يدرون). [تأويل مشكل القرآن: 355]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى:{بل ادّارك علمهم في الآخرة بل هم في شكّ منها بل هم منها عمون}
فيها أوجه: قرأ أبو عمرو: بل أدرك علمهم في الآخرة, وقرأ أكثر الناس:{بل ادّارك}بتشديد الذال.
وروي , عن ابن عباس: بلى , أدرك علمهم في الآخرة, ويجوز : بلى , ادّارك علمهم في الآخرة فمن قرأ :{بل ادّارك علمهم في الآخرة }, وهو الجيد، فعلى معنى : بل تدارك علمهم في الآخرة، على معنى : بل يتكامل علمهم يوم القيامة، لأنّهم مبعوثون، وكل ما وعدواً به حق، ومن قرأ: بل أدرك علمهم , فعلى معنى:ا لتقرير والاستخبار، كأنّه قيل: لم يدرك علمهم في الآخرة , أي: ليس يقفون في الدنيا على حقيقتها، ثم بين ذلك في قوله:{بل هم في شكّ منها}.
وقالوا في تفسير {بل ادّارك علمهم}: أم أدرك علمهم، والقراءة الجيّدة {ادّارك} على معنى : تدارك بإدغام التاء في الدال، فتصير دالًا ساكنة , فلا يبتدئ بها، فيأتي بألف الوصل , لتصل إلى التكلّم بها, وإذا وقفت على (بل)، وابتدأت قلت:{ادّارك}, فإذا وصلت كسرت اللام في بل، لسكونها , وسكون الدال.
وقوله: {حدائق ذات بهجة}: الحدائق، واحدتها: حديقة، والحديقة البستان، وكذلك الحائط، وقيل : القطعة من النخل، وقوله : {ذات بهجة}: معناه: ذات حسن، ويجوز في غير القراءة ذوات بهجة، لأنها جماعة، كما تقول: نسوتك ذوات حسن، وإنما جاز ذات بهجة؛ لأن المؤنث يخبر عنه في الجمع بلفظ الواحدة، إذا أردت جماعة، كأنك قلت:
جماعة ذات بهجة.). [معاني القرآن: 4/127-128]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {بل ادارك علمهم في الآخرة}
ويقال : بل أدرك , أي: كمل , لأنهم عاينوا الحقائق.
وروى شعبة , عن أبي حمزة , عن ابن عباس : أنه قرأ : {بلى أدارك}: بفتح الهمزة على الاستفهام , وبتشديد الدال .
{علمهم في الآخرة} , وقال : أي لم يدرك .
وروى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : أي: غاب.
والمعروف من قراءته :{بلى ادارك}, أي: تتابع , يقولون تكون , ولا تكون , وإلى كذا تكون .
قال أبو جعفر : في آدارك : هذه ألف التوقيف , أي: أدارك علمهم في الدنيا حقيقة الآخرة , أي: لم يدرك , وربما جاء مثل هذا بغير ألف استفهام.
وقرأ ابن محيصن : {بل أدارك علمهم }: وأنكر هذا أبو عمرو , قال: لأن بل لا يقع بعدها إلا إيجاب .
قال أبو جعفر : وهو جائز على أن يكون المعنى بل لم يدرك علمهم , وبل يقال لهم هذا). [معاني القرآن: 5/145-146]

تفسير قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين كفروا أئذا كنّا ترابًا وآباؤنا} [النمل: 67] على الاستفهام.
[تفسير القرآن العظيم: 2/559]
{أئنّا لمخرجون} [النمل: 67] لمبعوثون كقوله: {أئذا ما متّ لسوف أخرج حيًّا} [مريم: 66]، أي: لا نبعث، وهذا استفهامٌ منهم على إنكارٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/560]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أإنّا لمخرجون...}, و{إنّنا} , وهي في مصاحف أهل الشام : {إنّنا}).
[معاني القرآن: 2/299]


تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل} [النمل: 68]، أي: فلم نبعث.
وهذا قول مشركي العرب، أي: قد وعدت آباؤنا من قبل بالبعث كما وعدنا محمّدٌ فلم نرها بعثت، يعني: من كان من العرب على عهد موسى.
وقد كان موسى يومئذٍ حجّةً على العرب في تفسير الحسن، وهو قوله: {قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} [القصص: 48]، يعني: موسى ومحمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، في تفسير الحسن.
وقال سعيد بن جبيرٍ: يعنون موسى وهارون.
قال: {إن هذا إلا أساطير الأوّلين} [النمل: 68] كذب الأوّلين وباطلهم، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/560]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه للنّبيّ عليه السّلام: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} [النمل: 69] المشركين، كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار، أي: فاحذروا أن ينزل بكم من عذاب اللّه ما نزل بهم، يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/560]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تحزن عليهم} [النمل: 70] إن لم يؤمنوا كقوله: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطر: 8] {ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون} [النمل: 70] لا يضيق عليك أمرك ممّا يمكرون بك وبدينك، فإنّ اللّه سينصرك عليهم ويذلّهم لك). [تفسير القرآن العظيم: 2/561]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق ممّا يمكرون}: يقرأ في ضيق ، وضييق).
[معاني القرآن: 4/128]


تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويقولون متى هذا الوعد} [النمل: 71] الّذي تعدنا به من عذاب اللّه إن كنت من الصّادقين). [تفسير القرآن العظيم: 2/561]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل عسى أن يكون ردف لكم} [النمل: 72]، أي: اقترب لكم، في تفسير مجاهدٍ.
وفي تفسير قتادة: اقترب منكم، أي: دنا منكم.
{بعض الّذي تستعجلون} [النمل: 72] تفسير الحسن: بعض الّذي تستعجلون من عذاب اللّه، يعني: قيام السّاعة الّتي يهلك بها آخر كفّار هذه الأمّة الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 2/561]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون...}

جاء في التفسير: دنا لكم بعض الذي تستعجلون، فكأن اللام دخلت إذ كان المعنى دنا؛ كما قال الشاعر:
فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى ... وهمٌّ تعنّاني معنّىً ركائبه
فأدخل الباء في الفتى؛ لأن معنى {يطرحن}: يرمين، وأنت تقول: رميت بالشيء وطرحته، وتكون اللام داخلة، والمعنى : ردفكم، كما قال بعض العرب: نفذت لها مائة،
وهو يريد: نفذتها مائة ). [معاني القرآن: 2/299-300]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { عسى أن يكون ردف لكم } مجازه : جاء بعدكم.). [مجاز القرآن: 2/96]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون}
وقال: {ردف لكم} ونظنها "ردفكم"، وادخل اللام فأضاف بها الفعل كما قال: {للرّؤيا تعبرون} و{لربّهم يرهبون}، وتقول العرب: "ردفه أمرٌ" كما يقولون: "تبعه" و"أتبعه").
[معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ردف لكم}: أي جاء من بعدكم). [غريب القرآن وتفسيره: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قل عسى أن يكون ردف لكم}: أي: تبعكم، واللام زائدة، كأنه «ردفكم»، وقيل في التفسير: «دنا لكم» ).
[تفسير غريب القرآن: 326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون}
قيل في التفسير : عجل لكم، ومعناه في اللغة : ردفكم، مثل : ركبكم، وجاء بعدكم ). [معاني القرآن: 4/128]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون}
قال مجاهد : أي: أعجلكم .
وروى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {ردف لكم} أي : اقترب لكم .
قال أبو جعفر : وهو من ردفه إذا اتبعه، وجاء في أثره، وتكون اللام أدخلت؛ لأن المعنى : اقترب لكم، ودنا لكم، أو تكون متعلقة بمصدر). [معاني القرآن: 5/147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {رَدِفَ لَكُم}: جاء بعدكم ). [العمدة في غريب القرآن: 231]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَدِفَ لَكُم} أي: دنا لكم, وقيل: تبعكم ). [تفسير المشكل من غريب القرآن:؟؟]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:12 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

[CENTER]التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

[RIGHT]تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) }

تفسير قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) }

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) }
تفسير قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإذا كان المصدر على وجهه جاز الحذف، ولم يكن كحسنه مع أن؛ لأنها وصلتها اسمٌ. فقد صار الحرف والفعل والفاعل اسماً. وإن اتصل به شيءٌ صار معه في الصلة. فإذا طال الكلام احتمل الحذف.
فأما المصدر غير أن فنحو: أمرتك الخير يا فتى؛ كما قال الشاعر:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال واذا نشـب
فهذا يصلح على المجاز. وأما أن فالأحسن فيها الحذف؛ كما قال الله عز وجل: {وقضى ربك أن ألا تعبدوا إلا إياه} ومعنى قضى هاهنا: أمر.
وأما قوله: {وأمرت لأن أكون} فإنما حمل الفعل على المصدر، فالمعنى والله أعلم: أوقع إلي هذا الأمر لذا.
وهذه اللام تدخل على المفعول فلا تغير معناه؛ لأنها لام إضافة، والفعل معها يجري مجرى مصدره كما يجري المصدر مجراه في الرفع والنصب لما بعده؛ لأن المصدر اسم الفعل. قال الله عز وجل: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}.
وقال بعض المفسرين في قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم} معناه: ردفكم). [المقتضب: 2/35-36] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "تورث العلا لرهطك" فالمعنى تورث العلا رهطك، وهذه اللام تزاد في المفعول على معنى زيادتها في الإضافة، تقول: هذا ضاربٌ زيدًا، وهذا ضاربٌ لزيدٍ، لأنها لا تغير معنى الإضافة إذا قلت: هذا ضارب زيدٍ وضارب له.
وفي القرآن: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}. وكذلك {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ} ويقول النحويون في قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} إنما هو "ردفكم"). [الكامل: 1/404-405] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله:
سبي الحماة وابهتي عليها
إنما يريد: ابهتيها، فوضع ابهتي في موضع اكذبي فمن ثم وصلها بعلى.
والذي يستعمل في صلة الفعل اللام، لأنها لام الإضافة، تقول: لزيد ضربت ولعمرو أكرمت والمعنى: عمرًا أكرمت، وإنما تقديره: إكرامي لعمرو، وضربي لزيد، فأجرى الفعل مجرى المصدر، وأحسن ما يكون ذلك إذا تقدم المفعول، لأن الفعل إنما يجيء وقد عملت اللام. كما قال الله جل وعز: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ}. وإن أخر المفعول فهو عربي حسن، والقرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، قال الله جل وعز: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} والنحويون يقولون في قوله جل ثناؤه: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ}: إنما هو: ردفكم. وقال كثير:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل سبيل
وحروف الخفض يبدل بعضها من بعض، إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع، قال الله جل ذكره: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت في، لأنها للوعاء، يقال: فلان في النخل. أي قد أحاط به. قال الشاعر:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
وقال الله جل وعز: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه. وقال تبارك وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: بأمر الله. وقال ابن الطثرية:
غدت من عليه تنفض الطل بعدما ... رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وقال الآخر:
غدت من عليه بعدما تم خمسها ... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
أي من عنده.
وقال العامري:
إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
وهذا كثير جدًا).[FONT=traditional arabic][SIZE=5][SIZE=3][COLOR=teal] [الكامل:2/ 999-1001] (م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة