العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا} يعني: عاقبته.
وتفسيره هذا تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هذا فراق بيني وبينك...}

[ولو نصبت الثانية كان صوابا، يتوهم أنه كان (فراق ما بيني وبينك)] ). [معاني القرآن: 2/156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا}
زعم سيبويه أن معنى مثل هذا التوكيد، والمعنى هذا فراق بيننا أي هذا فراق اتصالنا، قال: ومثل هذا أمر الكلام: أخزى اللّه الكاذب مني ومنك، فذكر بيني وبينك ثانية توكيد، وهذا لا يكون إلا بالواو ولا يجوز: " هذا فراق بيني فبينك " لأن معنى الواو الاجتماع، ومعنى الفاء أن يأتي الثاني في إثر الأول). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال هذا فراق بيني وبينك} سيبويه يذهب إلى أن إعادة بين في مثل هذا على التوكيد أي فراق بيننا كما يقال أخزى الله الكاذب مني ومنك أي منا). [معاني القرآن: 4/274]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها} ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: أن أخرقها.
قال: {وكان وراءهم} أي: أمامهم.
{ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} سعيدٌ، عن قتادة، قال: في بعض القراءة: وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ صالحةٍ غصبًا.
قال قتادة: ولعمري لو عمّ السّفن ما انفلتت، ولكن كان يأخذ خيار السّفن). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكان وراءهم مّلكٌ...}

يقول: أمامهم ملك. وهو كقوله: {من ورائه جهنّم} أي أنها بين يديه. ولا يجوز أن تقول لرجل وراءك: هو بين يديك، ولا لرجل هو بين يديك: هو وراءك، إنما يجوز ذلك في المواقيت من الأيّام والليالي والدهر أن تقول: وراءك برد شديد: وبين يديك برد شديد؛ لأنك أنت وراءه فجاز لأنه شيء يأتي، فكأنه إذا لحقك صار من ورائك، وكأنك إذا بلغته صار بين يديك. فلذلك جاز الوجهان). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكان وراءهم ملكٌ} أي بين أيديهم وأمامهم، قال:
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي= وقومي تميمٌ والفلاة ورائيا
أي أمامي). [مجاز القرآن: 1/412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وكان من وراءهم ملك}: بين أيديهم وأمامهم، كما تقول الموت من ورائك أي بين يديك). [غريب القرآن وتفسيره: 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكان وراءهم ملكٌ} أمامهم). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(وراء) تكون بمعنى (خلف) وبمعنى (قدّام).
ومنها المواراة والتّواري. فكلّ ما غاب عن عينك فهو وراء، كان قدّامك أو خلفك.
قال الله عز وجل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}، أي أمامهم.
وقال: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}، أي أمامهم.
وقال: {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}). [تأويل مشكل القرآن: 189]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا}
مساكين: لا ينصرف لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد، وكذلك كل جمع نحو مساجد ومفاتيح وطوامير، لا ينصرف كما ذكرنا.
وقد بيّنّا ذلك فيما تقدم في باب ما لا ينصرف.
وقوله: {وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا}.
كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا، فإن كانت عائبة لم يعرض لها. ووراءهم: خلفهم، هذا الأجود الوجهين.
ويجوز أن يكون: كان رجوعهم في طريقهم عليه ولم يكونوا يعلمون بخبره فأعلم اللّه الخضر خبره.
وقيل: {كان وراءهم} معناه كان قدّامهم.
وهذا جاء في العربية، لأنه ما بين يديك وما قدّامك إذا توارى عنك فقد صار وراءك.
قال الشاعر:
أليس ورائي إن تراخت منيّتي= لزوم العصا تثنى عليها الأصابع).
[معاني القرآن: 3/305-304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}
أهل اللغة جميعا لا نعلم بينهم اختلافا يقولون المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له الشيء اليسير وأكثر الفقهاء على ضد هذا فيهما ويحتجون بهذه الآية قال أبو جعفر قيل وليس قوله: {كانت لمساكين يعملون في البحر} يدل على أنهم كانوا يملكونها ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من باع عبدا له مال فماله للبائع))
فليس قوله له مال مما يوجب أنه يملكه وهذا كثير جدا منه قول الله جل وعز: {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت}
ومنه قولهم باب الدار وجل الدابة والأشياء تضاف إلى الأشياء ولا يوجب ذلك ملكا فأضيفت إليهم لأنهم كانوا يعملون فيها كما أضيف المال إلى العبد لأنه معه
والاشتقاق يوجب ما قال أهل اللغة لأن مسكينا مأخوذ من السكون وهو عدم الحركة فكأنه بمنزلة الميت
والفقير كأنه الذي كسر فقاره فقد بقيت له بقية ويدل على هذا أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن منصور الحاسب قال حدثنا علي بن الجعد قال أنبأنا حماد ابن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ويسأل الناس إلحافا) [معاني القرآن: 4/276-274]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس أنه قرأ وكان أمامهم ملك قال أبو جعفر في وراء ههنا قولان: أحدهما أنه بمعنى أمام والآخر أنه بمعنى خلف على بابه كأنه قال على طريقهم إذا رجعوا
والقول الأول أحسن لقراءة ابن عباس رحمه الله به وأن اللغة تجيزه لأن ما توارى عنك فهو وراء فهذا يقع لما كان أماما ثم قال يأخذ كل سفينة غصبا،
وقرأ عثمان رحمه الله كل سفينة صالحة غصبا). [معاني القرآن: 4/277-276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وراءهم ملك} أي أمامهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَراءَهم}: قدامهم). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين}
- سعيدٌ، عن قتادة، قال: في بعض القراءة: وكان أبواه مؤمنين وكان كافرًا.

قال قتادة: ولعمري ما قتله إلا على علمٍ كان عنده.
قوله: {فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا}
- سعيدٌ، عن قتادة، قال: هي في مصحف عبد اللّه: (فخاف ربّك أن يرهقهما
طغيانًا وكفرًا).
قال يحيى: تفسير فخاف ربّك: فكره ربّك، مثل قوله: {ولكن كره اللّه انبعاثهم} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/199-200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {فخشينا...}:
فعلمنا.
وهي في قراءة أبيّ (فخاف ربّك أن يرهقهما) على معنى: علم ربّك. وهو مثل قوله: {إلاّ أن يخافا} قال: إلا أن يعلما ويظنّا. والخوف والظنّ يذهب بهما مذهب العلم). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن يرهقهما} أي يغشيهما). [مجاز القرآن: 1/412]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً}
وأما {فخشينا} فمعناه: كرهنا، لأنّ الله لا يخشى. وهو في بعض القراءات {فخاف ربّك} وهو مثل "خفت الرّجلين أن يقولا" وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما). [معاني القرآن: 2/80-79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(خشيت) بمعنى: (علمت). قال عز وجل: {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}، أي علمنا.
وفي قراءة أبيّ: فخاف ربك.
ومثله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}. وقوله: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا}، أي علم.
وقوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}، لأنّ في الخشية والمخافة طرفا من العلم). [تأويل مشكل القرآن: 190-191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا}
{يرهقهما} يحملهما على الرهق وهو الجهل.
وقوله {فخشينا} من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن اللّه، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا}
وهذا جائز أن يكون عن اللّه عزّ وجلّ: (فخشينا) لأن الخشية من اللّه عزّ وجلّ معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف). [معاني القرآن: 3/305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين}
روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا
وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طبع على الكفر فألقى على أبويه محبته). [معاني القرآن: 4/278-277]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} فخشينا أن يرهقهما {فأردنا أن يبدلهما}
قال أبو حاتم هذا من كلام صاحب موسى يعني الخضر وقال غيره هو من قول الله جل وعز فإن قال قائل كيف يجوز أن يكون فخشينا إخبارا عن الله
فالجواب عنه أن الفراء قال: {فخشينا} بمعنى فعلمنا كما يقال ظننا بمعنى علمنا
وقال البصريون: يقال خشيت الشيء بمعنى كرهته وبمعنى فزعت منه كما يقال للرجل أخشى أن يكون كذا وكذا أي أكره
وقال الأخفش: وفي قراءة أبي فخاف ربك أن يرهقهما طغيانا وكفرا
وقال غيره وكذلك هو في مصحف عبد الله والكلام في خفت وخشيت واحد حكى الأخفش خفت أن تقولا بمعنى كرهت أن تقولا
ومعنى {أن يرهقهما} أن يلحقهما أي أن يحملهما على الرهق وهو الجهل
وقال أبو زيد: أرهقته كلفته.). [معاني القرآن: 4/280-278]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرًا منه زكاةً} [الكهف: 81] في التّقوى.
{وأقرب رحمًا} يعني: برًّا في قول الحسن.
وقال قتادة: وأقرب خيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/200]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خيراً مّنه زكاةً...}

صلاحاً {وأقرب رحماً} يقول: أقرب أن يرحما به. وهو مصدر رحمت). [معاني القرآن: 2/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {وأقرب رحماً} معناها معنى رحماً مثل عمر وعمر وهلك وهلك، قال الشاعر:
فلا ومنزّل الفرقا= ن مالك عندها ظلم
وكيف بظلم جاريةٍ= ومنها اللّين والرّحم

قال العجّاج:
ولم تعوّج رحم من تعوّجا). [مجاز القرآن: 1/413-412]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم وابن محيصن {أن يبدلهما} من أبدل.
أبو عمرو والأعرج وأبو جعفر {يبدلهما} من بدل.
قراءة أبي عمرو {وأقرب رحما} بالإشباع والتخيف؛ لا بأس في اللغة {أقرب رحما}؛ أي رحمة.
قال أبو علي: وحدثنا بعض أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في كلامه: "أبخله الرحم والجود".
[معاني القرآن لقطرب: 858]
وقال الهذلي:
ولم يك فظا قاطعا لقرابة = ولكن وصولا للقرابة ذا رحم
وقال الآخر:
طريد تلافاه يزيد برحمه = فلم يلف من نعمائه يتعذر
وقال: والرحم هاهنا العطف عليه، وما أشبهه.
وقال بعضهم: الرحم بالإشباع؛ يريد الرحم.
{أقرب رحما} أي رحمًا في اللغة، لا في التفسير.
وقال الراجز:
ولم تعوج رحم من تعوجا = .............. ). [معاني القرآن لقطرب: 859]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {خيرا منه زكاة} فالزكاة: صفوة الشيء وخيرته، وقد فسرت في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رحما}: عطفا). [غريب القرآن وتفسيره: 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأقرب رحماً} أي رحمة وعطفا.
{فأتبع سبباً} أي طريقا). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما}
{فأردنا} بمعنى أراد اللّه - جلّ وعزّ - لأن لفظ الإخبار عن اللّه كذا أكثر من أن يحصى.
ومعنى: {وأقرب رحما} أي أقرب عطفا وأمسّ بالقرابة، والرّحم والرّحم في اللغة العطف والرحمة
قال الشاعر:
وكيف بظلم جارية= ومنها اللين والرّحم
وقوله: {فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما}
وتقرأ أن يضيفوهما. يقال: ضفت الرجل نزلت عليه، وأضفته وضيّفته، إذا أنزلته وقربته
وقوله {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه}.
أي فأقامه الخضر، ومعنى جدارا يريد - والإرادة إنما تكون في الحيوان المبين، والجدار لا يريد إرادة حقيقية، إلّا أن هيئته في التهيؤ للسقوط قد ظهرت كما تظهر أفعال المريدين القاصدين، فوصف بالإرادة إذ الصورتان واحدة، وهذا كثير في الشعر واللغة.
قال الراعي يصف الإبل:
في مهمة قلقت به هاماتها = قلق الفؤوس إذا أردن نضولا
وقال الآخر:
يريد الرمح صدر أبي براء= ويعدل عن دماء بني عقيل
ويقرأ: أن ينقضّ، وأن ينقاضّ، فينقض يسقط بسرعة. وينقاضّ: ينشق طولا.
يقال: "انقاضّ سنّه" إذا انشقت طولا
وقوله: {قال لو شئت لاتّخذت عليه أجرا}.
ويروى: لتخذت، وذلك أنهما لما نزلا القرية لم يضيفهما أهلها، ولا أنزلوهما فقال موسى لو شئت لأخذت أجرة إقامتك هذا الحائط، ويقرأ لتخذت عليه أجرا،
يقال تخذ يتخذ في اتّخذ يتخذ، وأصل تخذ من أخذت وأصل اتخذت ائتخذت). [معاني القرآن: 3/307-305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما} قال ابن جريج زكاة أي إسلاما
وقال الفراء إصلاحا قال ابن جريج وحدثني عبد الله بن عثمان بن خشم عن سعيد بن جبير قال أبدلا منه جارية قال ابن جريج وهما بها أرحم
قال ابن عباس: أبدلا منه جارية فولدت نبيا.
وحكى الفراء رحمته رحمة ورحمة. وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء رحمة الله رحما.
ويجوز على مذهب الخليل رحما بالفتح). [معاني القرآن: 4/281-280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رحما} رحمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رُحْماً}: عطفاً). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما} [الكهف: 82] سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: علمٌ.
سفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: علمٌ.
سفيان، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، قال: مالٌ.
وهو قول الحسن.
سعيدٌ، عن قتادة قال: مالٌ.
فلا يقولنّ رجلٌ: ما شأن الكنز أحلّ لمن قبلنا وحرّم علينا، فإنّ اللّه يحلّ من أمره ما شاء لأمّةٍ ويحرّم ما يشاء على أمّةٍ.
قال: {وكان أبوهما صالحًا} [الكهف: 82] يعني: كان ذا أمانةٍ في تفسير السّدّيّ.
قال: {فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربّك} [الكهف: 82] لهما.
{وما فعلته} أي ما فعلت ما فعلت.
{عن أمري} إنّما فعلته عن أمر اللّه.
{ذلك تأويل} تبيانٌ.
{ما لم تسطع عليه صبرًا}
[تفسير القرآن العظيم: 1/200]
بلغني أنّهما لم يفترقا حتّى بعث اللّه طيرًا فطار إلى المشرق، ثمّ طار إلى المغرب، ثمّ طار نحو السّماء، ثمّ هبط إلى البحر فتناول من ماء البحر بمنقاره وهما ينظران.
فقال الخضر لموسى: أتعلم ما يقول هذا الطّير؟ يقول: وربّ المشرق، وربّ المغرب، وربّ السّماء السّابعة، وربّ الأرض السّابعة ما علمك يا خضر وعلم موسى في علم اللّه إلا قدر هذا الماء الّذي تناولته من البحر في البحر). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كنزٌ لّهما...}

يقال: علم.
وقوله: {رحمةً مّن رّبّك} نصب: فعل ذلك رحمة منه. وكلّ فعل رأيته مفسّراً للخبر الذي قبله فهو منصوب. وتعرفه بأن ترى هو وهي تصلحان قبل المصدر. فإذا ألقيتا اتّصل المصدر بالكلام الذي قبله فنصب، كقوله: {فضلاً من ربّك} وكقوله: {إنّك لمن المرسلين على صراطٍ مستقيم تنزيل العزيز الرّحيم} معناه: إنك من المرسلين وهو تنزيل العزيز {وهذا تنزيل العزيز الرحيم} وكذلك قوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ أمراً من عندنا} معناه: الفرق فيها أمر من عندنا. فإذا ألقيت ما يرفع المصدر اتّصل بما قبله فنصب). [معاني القرآن: 2/157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربّك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا }
{وكان تحته كنز لهما}.
قيل كان الكنز علما، وقيل كان الكنز مالا، والمعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه المال المدفون والمدّخر فإذا لم يكن المال قيل: عنده علم وله كنز فهم، والكنز ههنا بالمال أشبه، لأن العلم لا يكاد يتعدم إلا بمعلّم، والمال لا يحتاج أن ينتفع فيه بغيره، وجائز أن يكون الكنز كان مالا مكتوبا فيه علم، لأنه قد روي أنه كان لوحا من ذهب عليه مكتوب:
" لا إله إلا الله محمد رسول الله "، فهذا مال وعلم عظيم، هو توحيد اللّه عزّ وجلّ وإعلام أن محمدا مبعوث.
وقوله {رحمة من ربّك}.
{رحمة} منصوب على وجهين:
أحدهما: قوله {فأراد ربك} وأردنا ما ذكرنا رحمة أي للرحمة، أي فعلنا ذلك رحمة كما تقول: أنقذتك من الهلكة رحمة بك.
ويجوز أن يكون (رحمة) منصوبا على المصدر.
لأن معنى {فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما}: رحمهما الله بذلك.
وجميع ما ذكر من قوله: {فأردت أن أعيبها}.
ومن قوله {فأردنا أن يبدلهما ربّهما}، معناه رحمهما اللّه رحمة.
وقوله: {وما فعلته عن أمري}.
يدل على أنه فعله بوحي الله عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما} قال سعيد بن جبير ومجاهد علم
وقال قتادة وعكرمة مال
وهذا القول أولى من جهة اللغة لأنه إذا قيل عند فلان كنز فإنما يراد به المال المدفون والمدخر فإن أراد غير ذلك بين فقال عنده كنز علم وكنز فهم ويحتمل أن يكون كما روى أنه لوح من ذهب مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله فهذا يجمع المال والعلم). [معاني القرآن: 4/281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} يدل على أن ذلك كان بوحي). [معاني القرآن: 4/282]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:51 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) }

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: الوراء يا هذا: الخلف. والوراء: القدام. قال الله عز وجل: {ومن ورائه عذاب غليظ}، أي: من قدامه. وقال:
{وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة}، أي: قدامهم). [الأضداد:105- 106] (م)
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *ورى* ووراء خلف ووراء قدام، قال الله جل ثناؤه: {وكان وراءهم ملك} أي: قدامهم، وقال الشاعر وهو سوار بن المضرب السعدي :

أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميم والقلاص ورائيا
أي: قدامي). [كتاب الأضداد: 20]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وراء يكون خلف وقدام). [الغريب المصنف: 2/629]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وكان أحد من هرب من الحجاج سوّار بن المضرّب ففي ذلك يقول:


أقاتلي الحجاج إن لم أزر له = دراب وأترك عند هند فؤاديا
فإن كان لا يرضيك حتى تردني = إلى قطري ما إخالك راضيا
إذا جاوزت درب المجيزين ناقتي = فباست أبي الحجاج لما ثنانيا
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميم والفلاة ورائيا
وورائي هنا بمعنى: أمامي، قال الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي}. وقال جل ثناؤه: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} ). [الكامل: 2/628] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ووراء من الأضداد. يقال للرجل: وراءك، أي خلفك، ووراءك أي أمامك، قال الله عز وجل: {من ورائهم جهنم}، فمعناه (من أمامهم). وقال تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}، فمعناه (وكان أمامهم). وقال الشاعر:
ليس على طول الحياة ندم = ومن وراء المرء ما يعلم
أي من أمامه، وقال الآخر:
أترجو بنوا مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميم والفلاة ورائيا
أراد قدامي. وقال الآخر:

أليس ورائي إن تراخت منيتي = لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
وقال الآخر:
أليس ورائي أن أدب على العصا = فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي
والوراء ولد الولد، قال حيان بن أبجر: كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل من هذيل، فقال له: ما فعل فلان؟ لرجل منهم، فقال: مات وترك كذا وكذا من الولد، وثلاثة من الوراء؛ يريد من لود الولد.
وحكى الفراء عن بعض المشيخة، قال: أقبل الشعبي ومعه ابن ابن له، فقيل له: أهذا ابنك؟ فقال: هذا ابني من الوراء، يريد من ولد الولد.
وقال الله عز وجل: {ومن وراء إسحاق يعقوب}، يريد من ولد ولده. والورى مقصور: الخلق، يقال: ما أدري أي الورى هو؟ يراد: أي الناس هو؟ قال ذو الرمة:
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح = بلاد الورى ليست له ببلاد
والورى داء يفسد الجوف، من قول النبي صلى الله عليه
وسلم: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا))، أي حتى يفسد جوفه منه، قال الشاعر:
هلم إلى أمية إن فيها = شفاء الواريات من الغليل
وقال الآخر:
وراهن ربي مثل ما قد ورينني = وأحمي على أكبادهن المكاويا
وقال آخر:
قالت له وريا إذا تنحنح = يا ليته يسقى على الذرحرح
الذرحرح: واحد الذراريح. ويقال في دعاء للعرب: به الورى، وحمى خيبري، وشر ما يرى، فإنه خيسرى.
وقال أبو العباس: الورى المصدر، بتسكين الراء، والورى، بفتح الراء الاسم، وأنشد قطرب للنابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وليس وراء الله للمرء مذهب
أراد: وليس قدامه، ويقال: معناه وليس سواء الله؛ كما قال جل اسمه: {ويكفرون بما وراءه}، أي بما سواءه، ويقال للرجل إذا تكلم: ليس وراء هذا الكلام
شيء، أي ليس يحسن سواءه. وأنشد قطرب أيضا:
أتوعدني وراء بني رياح = كذبت لتقصرن بذاك عني).
[كتاب الأضداد: 68-71] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ):
(ليس على طول الحياة ندم = ومن وراء المرء ما يعلم
قال الأصمعي: أراد ليس على فوت طول الحياة ندم. وقوله: ومن وراء المرء ما يعلم، يقول من عمل شيئًا وجده ووراء ههنا أمام وهو من الأضداد، قال الله جل ذكره: {ومن ورائه عذاب غليظ} أي: من أمامه وقال الشاعر:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميم والفلاة ورائيا
أي: أمامي، قال أبو عبيدة ومنه قول الله عز ذكره: {وكان وراءهم ملك}، أي: أمامهم). [شرح المفضليات: 488] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا} قال: ظننا أن يلقيهما في شر). [مجالس ثعلب: 271]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والرُّحُم الرحمة، قال الأصمعي: كان أبو عمرو بن العلاء ينشد بيت زهير:

ومن ضريبته والتقوى ويعصمه = من سيء العثرات الله بالرحم
قال: ولم أسمع هذا الحرف إلا في هذا البيت، قال: وكان يقرأ: (وأقرب رُحُما) ). [الغريب المصنف: 3/830]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وفيك إذا لاقيتنا عجرفية = مرارا وما نستيع من يتعجرف
...
ويقال: هو يستطيع ويسطيع ويستتيع ويستيع بمعنى واحد). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 17] (م)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 11:33 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 11:33 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 11:36 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال الخضر لموسى بحسب شرطهما: {هذا فراق بيني وبينك}، واشترط الخضر، وأعطاه موسى ألا يقع سؤال عن شيء، والسؤال أقل وجوه الاعتراضات، فالإنكار والتخطئة أعظم منه، وقوله: {لو شئت لاتخذت عليه أجرا} -وإن لم يكن سؤالا- ففي ضمنه الإنكار لفعله والقول بتصويب أخذ الأجر، وفي ذلك تخطئة ترك الأجر، وأما فصله وتكريره بيني وبينك وعدوله عن "بيننا" فلمعنى التأكيد، والسين في قوله: "سأنبئك" مفرقة بين المحاورتين والصحبتين، ومؤذنة بأن الأولى قد انقطعت). [المحرر الوجيز: 5/645]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}
قرأ الجمهور: "لمساكين" بتخفيف السين، جمع مسكين، واختلف في صفتهم -فقالت فرقة: كانت لقوم تجار، ولكنهم من حيث هم مسافرون على قلت وفي لجة بحر وبحال ضعف عن مدافعة غصب جائر، عبر عنهم بـ "مساكين"؛ إذ هم في حالة يشفق عليهم بسببها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كما تقول لرجل غني -إذا وقع في وهلة أو خطب-: مسكين. وقالت
[المحرر الوجيز: 5/645]
فرقة: كانوا عشرة إخوة أهل عاهات، خمسة منهم عاملون في السفينة، وخمسة لا قدرة بهم على العمل.
وقرأت فرقة: "لمساكين" بتشد السين، واختلف في تأويل ذلك -فقالت فرقة: أراد بالمساكين ملاحي السفينة، وذلك أن المساك هو الذي يمسك رجل المركب، وكل الخدمة يصلح لإمساكه، فسمي الجميع مساكين، وقالت فرقة: أراد بالمساكين دبغة المسوك وهي الجلود واحدها مسك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأظهر في ذلك القراءة الأولى، وأن معناها أن السفينة لقوم ضعفاء ينبغي أن يشفق عليهم، واحتج الناس بهذه الآية في أن المسكين الذي له البلغة من العيش، كالسفينة لهؤلاء، وأنه أصلح حالا من الفقير، واحتج من يرى خلاف هذا بقول الشاعر:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبد
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتحرير هذا عندي أنهما لفظان يدلان على ضعف الحال جدا، ومع المسكنة انكشاف وذل بسؤال، ولذلك جعلهما الله تعالى صنفين في قسم الصدقات، فأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو: "ليس المسكين بهذا الطواف" فجعل المساكين في اللغة أهل الحاجة الذين قد كشفوا وجوههم، وأما قوله تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} فجعل الفقراء الذين لم يكشفوا وجوههم. وقد تقدم القول في هذه المسألة بأوعب من هذا.
[المحرر الوجيز: 5/646]
وقوله تعالى: {وكان وراءهم ملك}، قال قوم: معناه: أمامهم، وقالوا: "وراء" من الأضداد. وقال ابن جبير، وابن عباس: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة، وقرأ عثمان بن عفان رضي الله عنه: "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقوله: "وراءهم" هو عندي على بابه، وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعى بها الزمن، وذلك أن الحادث المقدم الوجود هو الإمام، وبين اليد لما يأتي بعده في الزمن، والذي يأتي بعد هو الوراء وهو ما خلف، وذلك بخلاف ما يظهر ببادئ الرأي، وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد، فهذه الآية معناها: إن هؤلاء وعملهم وسعيهم يلي بعده في الزمن غصب من الملك، ومن قرأ: "أمامهم" أراد: في المكان، أي أنهم كانوا يسيرون إلى بلده. وقوله تعالى في التوراة والإنجيل إنهما "بين يدي القرآن" مطرد على ما قلنا في الزمان، وقوله سبحانه: {من ورائهم جهنم} مطرد كما قلنا مراعاة الزمان، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة أمامك" يريد في المكان، وإلا فكونهم في ذلك الوقت كان أمام الصلاة في الزمن، فتأمل هذه المقالة فإنها مريحة من شغب هذه الألفاظ. ووقع لقتادة في كتاب الطبري: وكان وراءهم ملك، قال قتادة: أمامهم، ألا ترى أنه يقول: من ورائهم جهنم وهي بين أيديهم.
[المحرر الوجيز: 5/647]
وهذا القول غير مستقيم، وهذه هي العجمة التي كان الحسن بن أبي الحسن يضج منها. قاله الزجاج. ويجوز أن كان رجوعهم في طريقهم على الغاصب فكان وراءهم حقيقة. وقيل: اسم هذا الغاصب هدد بن بدد، وقيل: اسمه الجلندي، وهذا كله غير ثابت. وقوله تعالى: {كل سفينة} عموم معناه الخصوص في الجياد منها الصحاح المارة به). [المحرر الوجيز: 5/648]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}
تقدم القول في الغلام والخلاف في بلوغه أو صغره، وفي الحديث أن ذلك الغلام طبع يوم طبع كافرا، وهذا يؤيد ظاهره أنه كان غير بالغ، ويحتمل أن يكون خبرا عنه مع كونه بالغا، وقيل: اسم الغلام جيسور بالراء، وقيل: جيسون بالنون، وهذا أمر كله غير ثابت. وقرأ أبي بن كعب: "فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين"، وقرأ أبو سعيد الخدري: "فكان أبواه مؤمنان"، فجعلها "كان" التي فيها الأمر والشأن.
وقوله: "فخشينا" قيل: هو في جهة الخضر، فهذا متخلص، والضمير عندي للخضر وأصحابه الصالحين الذين أهمهم الأمر وتكلموا فيه، وقيل: هو في جهة الله تعالى وعبر عنه الخضر. قال الطبري: معناه: فعلمنا، وقال غيره: فكرهنا.
[المحرر الوجيز: 5/648]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأظهر عندي في توجيه هذا التأويل -وإن كان اللفظ يدافعه- أنها استعارة، أي: على ظن المخلوقين والمخاطبين لو علموا حاله لوقعت منهم خشية الرهق للأبوين. وقرأ ابن مسعود: "فخاف ربك"، وهذا بين في الاستعارة، وهذا نظير ما يقع في القرآن في جهة الله تعالى من "لعل وعسى"، فإن جميع ما في هذا كله من ترج وتوقع وخوف وخشية إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون. و"يرهقهما" معناه: يحثهما ويكلفهما بشدة، والمعنى أن يلقيهما حبهما في اتباعه). [المحرر الوجيز: 5/649]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "أن يبدلهما" بفتح الباء وشد الدال، وقرأ ابن محيصن، والحسن، وعاصم: "أن يبدلهما" بسكون الباء وتخفيف الدال. و"الزكاة": شرف الخلق والوقار والسكينة المنطوية على خير، و"الرحم": الرحمة، والمراد -عند فرقة- أي: يرحمهما، وقيل: أي: يرحمانه، ومنه قول رؤبة بن العجاج:
يا منزل الرحم على إدريسا ... ومنزل اللعن على إبليس
وقرأ ابن عامر: "رحما" بضم الحاء، وقرأ الباقون: "رحما" بسكونها، واختلف عن أبي عمرو. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: "ربهما أزكى منه وأقرب رحما"، وروي عن ابن جريج "أنهما بدلا غلاما مسلما"، وروي عن ابن جريج "أنهما بدلا جارية"، وحكى النقاش أنها ولدت هي وذريتها سبعين نبيا، وذكره المهدوي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو بعيد، ولا تعرف كثرة الأنبياء إلا في بني إسرائيل وهذه المرأة لم تكن فيهم، وروي عن ابن جريج أن أم الغلام يوم قتل كانت حاملا بغلام مسلم). [المحرر الوجيز: 5/649]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وأما الجدار فكان لغلامين}. هذان الغلامان صغيران بقرينة وصفهما باليتم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يتم بعد بلوغ"، هذا الظاهر، وقد يحتمل أن يبقى
[المحرر الوجيز: 5/649]
عليهما اليتم بعد البلوغ، أي: كانا يتيمين، على معنى التشفيق عليهما. واختلف الناس في الكنز، فقال قتادة وعكرمة: كان مالا جسيما، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان علما في صحف مدفونة، وقال عمر مولى غفرة: كان لوحا من ذهب قد كتب فيه: "عجبا للموقن بالرزق يتعب، وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل، وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح"، وروي نحو هذا مما هو في معناه.
وقوله تعالى: {وكان أبوهما صالحا}، ظاهر اللفظ والسابق منه أنه والدهما دنية، وقيل: الأب السابع، وقيل: العاشر فحفظا فيه وإن لم يذكرا بصلاح، وفي الحديث: "إن الله تعالى يحفظ الرجل الصالح في ذريته".
وجاء في أنباء الخضر عليه السلام في أول قصة فأردت أن أعيبها، وفي الثانية فأردنا أن يبدلهما، وفي الثالثة فأراد ربك أن يبلغا، وإنما انفرد أولا في الإرادة لأنها لفظة عيب فتأدب بأن لم يسند الإرادة فيها إلا لنفسه، كما تأدب إبراهيم عليه السلام في قوله: {وإذا مرضت فهو يشفين}، فأسند الفعل قبل وبعد إلى الله تعالى، وأسند المرض إلى نفسه؛ إذ هو معنى نقص ومصيبة، وهذا المنزع يطرد في فصاحة القرآن كثيرا، ألا ترى إلى تقديم فعل البشر في قوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وتقديم فعل الله تبارك تعالى في قوله: {ثم تاب عليهم ليتوبوا}، وإنما قال الخضر في الثانية: "فأردنا" لأنه أمل قد كان رواه هو وأصحابه الصالحون،
[المحرر الوجيز: 5/650]
وتكلم فيه في معنى الخشية على الوالدين وتمنى التبديل لهما، وإنما أسند الإرادة في الثالثة إلى الله تعالى لأنها في أمر مستأنف في الزمن طويل غيب من الغيوب، فحسن إفراد هذا الموضع بذكر الله تعالى، وإن كان الخضر قد أراد أيضا ذلك الذي أعلمه الله تعالى أنه يريده، وهذا توجيه فصاحة هذه العبارة بحسب فهمنا المقصر، والله أعلم.
و "الأشد": كمال الخلق والعقل، واختلف الناس في قدر ذلك من السنين، فقيل: خمسة وثلاثون، وقيل: ستة وثلاثون، وقيل: أربعون، وقيل غير هذا مما فيه ضعف. وقول الخضر: وما فعلته عن أمري يقتضي أن الخضر نبي، وقد اختلف الناس فيه فقيل: هو نبي، وقيل: هو عبد صالح وليس بنبي. وكذلك جمهور الناس على أن الخضر مات، وتقول فرقة: إنه حي لأنه شرب من عين الحياة، وهو باق في الأرض، وأنه يحج البيت وغير هذا، وقد أطنب النقاش في هذا المعنى، وذكر في كتابه أشياء كثيرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره، كلها لا تقوم على ساق، ولو كان الخضر عليه السلام حيا يحج لكان له في ملة الإسلام ظهور، والله العليم بتفاصيل الأشياء لا رب غيره. ومما يقضي بموت الخضر الآن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد".
وقوله: {ذلك تأويل} أي مآل، وقرأت فرقة: "تستطع"، وقرأ الجمهور: "تسطع"، قال أبو حاتم: كذا نقرأ، نتبع المصحف.
وانتزع الطبري من اتصال هذه القصة بقوله تبارك وتعالى: {وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا} أن هذه القصة إنما جلبت على معنى المثل للنبي صلى الله عليه وسلم في قومه، أي: لا تهتم بإملاء الله لهم، وإجراء النعم لهم على ظاهرها، فإن البواطن سائرة إلى الانتقام منهم، ونحو هذا مما هو محتمل لكن بتعسف ما، فتأمله). [المحرر الوجيز: 5/651]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة