العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 06:41 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

هل سورة عبس مكية أو مدنية؟

من حكى الإجماع على أنها مكية:
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهي مكية بإجماع من المتأولين). [المحرر الوجيز: 30/544]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (مكية كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 9/26]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مكّيّةٌ في قول الجميع.
وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة عبس بمكّة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله). [فتح القدير: 5/507]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق.
وقال في "العارضة": لم يحقّق العلماء تعيين النّازل بمكّة من النّازل بالمدينة في الجملة ولا يحقّق وقت إسلام ابن أمّ مكتومٍ. اهـ، وهو مخالفٌ لاتّفاق أهل التّفسير على أنّها مكّيّةٌ فلا محصّل لكلام ابن العربيّ). [التحرير والتنوير: 30/101]

من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها :
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (وهي إحدى السّور السّبع عشرة المختلف في تنزيلهن). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 194]

من نص على أنها مكية:

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (مكية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 64]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ):
(مكيّة).
[الكشف والبيان: 10/130]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية ). [البيان: 264]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكية). [الوسيط: 4/422]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/335]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية). [الكشاف: 6/313]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مكية) . [علل الوقوف: 3/1092]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية). [أنوار التنزيل: 5/286]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مكية). [التسهيل: 2/452]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مكّيّة). [عمدة القاري: 19/399]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [الدر المنثور: 15/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 286]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ):
(مكية). [إرشاد الساري: 7/411]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وهي مكية). [القول الوجيز: 337]

من نص على أنها مدنية
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ):( مدنية ) . [منار الهدى: 418]



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 06:49 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

ترتيب نزول سورة عبس

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ( [نزلت بعد النجم]). [الكشاف: 6/313]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد النجم). [التسهيل: 2/452]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر السخاوي أنّها نزلت قبل سورة القدر وبعد سورة النّجم). [عمدة القاري: 19/399]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة النجم ونزلت بعدها سورة القدر). [القول الوجيز: 337-338]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعدّت الرّابعة والعشرين في ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة (والنّجم) وقبل سورة (القدر)). [التحرير والتنوير: 30/101]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 06:53 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أسباب نزول سورة عبس:
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مالك بن أنسٍ، عن هشام بن عروة أنّه قال: نزلت: {عبس وتولّى}، في ابن أمّ مكتومٍ، أتى النّبيّ عليه السّلام، فجعل يقول: يا محمّد، استدنيني، قال: وعند النّبيّ رجلٌ من عظماء المشركين، قال: فجعل النّبيّ يعرض عنه ويقبل على الآخر، فقال: يا أبا فلانٍ، هل ترى بما أقول بأسًا، فيقول: لا، والدّمى، ما أرى بما تقول بأسًا، فأنزلت {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى}). [الجامع في علوم القرآن: 1/110-111]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويّ، قال: حدّثني أبي، قال: هذا ما عرضنا على هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: (أنزل: {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسًا؟ فيقول: ((لا))، ففي هذا أنزل).
هذا حديثٌ غريبٌ.
وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أنزل {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ، ولم يذكر فيه عن عائشة). [سنن الترمذي: 5/289]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وذُكِرَ أنَّ الأعمَى الذي ذَكَرَهُ اللَّهُ في هذهِ الآيَةِ هوَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، عُوتِبَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبَبِهِ.
ذِكْرُ الأَخْبَارِ الوَارِدَةِ بِذَلِكَ:
حدَّثَنَا سَعِيدُ بنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ قالَ: ثَنَا أَبِي، عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مِمَّا عَرَضَهُ عليهِ عَنْ عُرْوَةَ، عنْ عائِشَةَ قالَتْ: أُنْزِلَتْ {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، قالَتْ: أتَى إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجَعَلَ يَقُولُ: أَرْشِدْنِي. قالَتْ: وعندَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُظَمَاءِ المُشْرِكِينَ، قالَتْ: فَجَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عنهُ، ويُقْبِلُ على الآخَرِ، ويقولُ: ((أَتَرَى بِمَا أَقُولُهُ بَأْساً؟)) فيقولُ: لا. ففي هذا أُنْزِلَتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}.
حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}، قالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِي عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَأَبَا جَهْلِ بنَ هِشامٍ والعبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، وكانَ يَتَصَدَّى لَهم كثيراً، وجَعَلَ عليهم أنْ يُؤْمِنُوا، فأَقْبَلَ إليهِ رَجُلٌ أَعْمَى، يُقالُ لهُ: عبدُ اللَّهِ بنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، يَمْشِي وهوَ يُناجِيهم، فجَعَلَ عبدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مِن القرآنِ، وقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فأَعْرَضَ عنهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَبَسَ في وَجْهِهِ وَتَوَلَّى، وكَرِهَ كَلامَهُ، وأَقْبَلَ على الآخَرِينَ. فلَمَّا قَضَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ يَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ، أَمْسَكَ اللَّهُ بَعْضَ بَصَرِهِ، ثمَّ خَفَقَ بِرَأْسِهِ، ثمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}.
فلَمَّا نَزَلَ فيهِ أَكْرَمَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكَلَّمَهُ، وقالَ لهُ: ((مَا حَاجَتُكَ؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ؟))). وإِذَا ذَهَبَ مِنْ عندِهِ قالَ لهُ: ((هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ؟))). وذلكَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى}.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ هِشامٍ، عنْ أبيهِ قالَ: نَزَلَتْ في ابنِ أُمِّ مَكْتُومٍ {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ، في قوْلِ اللَّهِ: {أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}، قالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ، يُقالُ لَهُ: ابنُ أُمِّ مكتومٍ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}: عَبْدُ اللَّهِ بنُ زَائِدَةَ، وهوَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وجاءَهُ يَسْتَقْرِئُهُ، وهوَ يُناجِي أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ، رجلٌ مِنْ عِلْيَةِ قُرَيْشٍ، فأَعْرَضَ عَنهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فيهِ ما تَسْمَعُونَ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} إلى قولِهِ: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}. ذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَهُ بعدَ ذلكَ مَرَّتَيْنِ على المدينةِ في غَزْوَتَيْنِ غَزَاهُمَا يُصَلِّي بِأَهْلِهَا.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، عنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، أنَّهُ رَآهُ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ معَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ، وعليهِ دِرْعٌ لَهُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: جاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهوَ يُكَلِّمُ أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ، فأَعْرَضَ عنهُ، فأَنْزَلَ اللَّهُ عليهِ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}، فكانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ. قالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُهُ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ عليهِ دِرْعٌ، ومعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبَا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقولُ في قَوْلِهِ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}: تَصَدَّى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ كَثِيرِ المالِ، ورَجَا أنْ يُؤْمِنَ، وجاءَ رجلٌ مِن الأنصارِ أَعْمَى، يُقالُ لهُ: عبدُ اللَّهِ بنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فجَعَلَ يَسْأَلُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكَرِهَهُ نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتَوَلَّى عنهُ، وأقْبَلَ على الغَنِيِّ، فوَعَظَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، فأَكْرَمَهُ نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسْتَخْلَفَهُ على المدينةِ مَرَّتَيْنِ في غَزْوَتَيْنِ غَزَاهُمَا.
حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، وسَأَلْتُهُ عنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}، قالَ: جَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقائِدُهُ يُبْصِرُ، وهوَ لا يُبْصِرُ، قالَ: ورسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إلى قائِدِهِ يَكُفُّ، وابنُ أُمِّ مكتومٍ يَدْفَعُهُ ولا يُبْصِرُ. قالَ: حتَّى عَبَسَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَاتَبَهُ اللَّهُ في ذلكَ فقالَ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} إلى قولِهِ: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}.
قالَ ابنُ زَيْدٍ: كانَ يُقالُ: لوْ أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ مِن الوَحْيِ شَيئاً، كَتَمَ هذا عنْ نَفْسِهِ. قالَ: وكانَ يَتَصَدَّى لهذا الشريفِ في جاهِلِيَّتِهِ؛ رجاءَ أنْ يُسْلِمَ، وكانَ عنْ هذا يَتَلَهَّى). [جامع البيان: 24 / 102-105]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}

عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2] قال: (بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشامٍ والعبّاس بن عبد المطّلب، وكان يتصدّى لهم كثيرًا، ويحرص عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجلٌ أعمى- يقال له عبد اللّه بن أمّ مكتومٍ يمشي وهو يناجيهم فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه، علّمني ممّا علّمك اللّه.
فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعبس في وجهه، وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّمه وقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما حاجتك؟ هل تريد من شيءٍ؟)) وإذا ذهب من عنده قال: ((هل لك حاجةٌ في شيءٍ؟)) وذلك لمّا أنزل اللّه تعالى {أمّا من استغنى فأنت له تصدّى وما عليك ألا يزّكّى} [عبس: 6-7] ؟!)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3399]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن عيسى الحيريّ، ثنا الحسين بن محمّد بن زيادٍ، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويّ، ثنا أبي، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: أنزلت عبس وتولّى في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى فقالت: أتى إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فجعل يقول: أرشدني، قالت: وعند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من عظماء المشركين، قالت: فجعل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: «أترى ما أقول بأسًا» فيقول: «لا» ففي هذا أنزلت عبس وتولّى «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، فقد أرسله جماعةٌ عن هشام بن عروة»). [المستدرك: 2 / 558]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ط ت) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهم -: أنّ عائشة -رضي الله عنها - قالت: أنزلت {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أم مكتومٍ الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: يا رسول الله، أرشدني - وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظماء المشركين - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخرين، ويقول: «أترى بما أقول بأساً؟» فيقول: لا، ففي هذا أنزل. أخرجه الموطأ والترمذي عن عروة، ولم يذكرا عائشة. وأخرجه الترمذي أيضاً عن عائشة). [جامع الأصول: 2 / 423]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا الحسن بن سفيان حدّثنا عبد اللّه بن عمر الجعفيّ حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى قالت أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فجعل يقول يا نبيّ اللّه أرشدني قالت وعند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين فجعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "يا فلان أترى بما أقول بأسًا" فيقول: لا فنزلت {عبس وتولّى}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1 / 438]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ والحَاكِمُ مِن طَرِيقِ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيِّ، وابنُ حِبَّانَ من طَرِيقِ عَبدِ الرَّحِيمِ بنِ سُلَيْمَانَ كِلاهُمَا عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عن أَبِيهِ عن عَائِشَة قَالَتْ: نَزَلَتْ في ابنِ أُمِّ مَكتُومٍ الأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرشِدنِي، وعِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ رَجُلٌ مِن عُظَمَاءِ المُشْرِكِينَ، فجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ يُعرِضُ عنه ويُقبِلُ على الآخَرِ فيقُولُ لَه: ((أَتَرَى بمَا أَقُولُ بَأسًا؟)) فَيقُولُ: لا. فَنَزَلَت عَبَسَ وتَوَلَّى. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَريبٌ. وقد أَرسَلَهُ بعضُهم عن عُرْوَةَ لَم يَذكُرْ عَائِشَةَ، وذَكَرَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ أن الذي كَانَ يُكَلِّمُهُ أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ.
ورَوَى سَعيدُ بنُ مَنصُورٍ من طَرِيقِ أَبِي مَالِكٍ أنه أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، ورَوَى ابنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ أنَّه كَانَ يُخَاطِبُ عُتبَةَ وشَيبَةَ ابنَيْ رَبِيعَةَ ومن طَريقِ العَوْفِيِّ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عُتْبَةُ وأَبُو جَهلٍ وعَيَّاشٌ، ومن وَجهٍ آخَرَ عن عَائِشَةَ: كانَ في مَجلِسٍ فيه ناسٌ مِن وُجُوهِ المُشْرِكِينَ منهم أَبُو جَهلٍ وعُتبَةُ. فهذا يَجمَعُ الأَقوَالَ). [فتح الباري: 8 / 692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُه تعالَى: {عَبَسَ وتَوَلَّى} الآياتِ.
أخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنه وابنُ المُنْذِرِ وابنُ حِبَّانَ والحَاكِمُ وصَحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ, عن عَائِشَةَ قَالَتْ: أُنْزِلَتْ سُورَةُ: {عَبَسَ وتَوَلَّى} فِي ابنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى؛ أتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فجَعَل يَقولُ: يا رَسُولَ اللَّهِ, أَرْشِدْنِي. وعندَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ رجُلٌ مِن عُظماءِ المشركينَ، فجعَلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يُعْرِضُ عنه، ويُقْبِلُ على الآخَرِ، ويَقُولُ: ((أتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْساً)). فيَقُولُ: لا. ففي هذا أُنْزِلَتْ). [الدر المنثور: 15 / 240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن عائشةَ قَالَتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في مَجْلِسٍ في ناسٍ مِن وُجُوهِ قُرَيْشٍ, مِنْهم أبو جَهْلِ بنُ هِشَامٍ وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ, فيقولُ لَهُم: ((أَلَيْسَ حَسَناً أَنْ جِئْتُ بِكَذَا وَكَذَا؟))؛ فيَقُولُونَ: بلَى واللَّهِ. فجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وهو مُشْتَغِلٌ بِهِم, فسَأَلَهُ فأَعْرَضَ عنه؛ فأَنْزَل اللَّهُ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}. يَعْنِي ابنَ أُمِّ مَكْتُومٍ). [الدر المنثور: 15 / 240-241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وأبو يَعْلَى عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وهو يُكَلِّمُ أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ، فأَعْرَضَ عنه؛ فأَنْزَلَ اللَّهُ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}. فكانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ بعدَ ذلك يُكْرِمُه). [الدر المنثور: 15 / 241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يُناجِي عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ والعَبَّاسَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وأبا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ، وكانَ يَتَصَدَّى لَهُم كَثِيراً، وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُؤْمِنوا، فأقْبَلَ إليه رَجُلٌ أعْمَى, يُقَالُ له: عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكتُومٍ يَمْشِي وهو يُناجِيهِم، فجَعَل عَبْدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ آيةً مِن القُرْآنِ, قَالَ: يا رسولَ اللَّهِ, عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فأَعْرَضَ عنه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وعَبَسَ في وَجْهِهِ، وتَوَلَّى، وكَرِهَ كَلامَهُ، وأَقْبَل علَى الآخَرِينَ, فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ نَجْوَاهُ، وأَخَذَ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِه أَمْسَكَ اللَّهُ ببَعْضِ بَصَرِه ثُمَّ خَفَقَ برَأْسِه؛ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}. فَلَمَّا نَزَلَ فيهِ مَا نزَلَ أَكْرَمَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وكَلَّمَهُ, يَقُولُ لَهُ: ((مَا حَاجَتُكَ؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ؟))). [الدر المنثور: 15 / 241-242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن أبي أُمَامَةَ قَالَ: أَقْبَلَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى, وهو الذي نزَلَ فيهِ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}. فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, كما تَرَى قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي, ورَقَّ عَظْمِي وذَهَبَ بَصَرِي ولِي قَائِدٌ لا يُلائِمُنِي قِيَادُه إِيَّايَ, فَهَلْ تَجِدُ لِي مِن رُخْصَةٍ أُصَلِّي الصَّلوَاتِ في بَيْتِي؟ قَالَ: ((هَلْ تَسْمَعُ المُؤَذِّنَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((مَا أَجِدُ لَكَ مِنْ رُخْصَةٍ)) ). [الدر المنثور: 15 / 242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ, أَنَّ الأَعْمَى الذي أَنْزَلَ اللَّهُ فيه: {عَبَسَ وتَوَلَّى}. أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ, إِنِّي أَسْمَعُ النِّداءَ ولَعَلِّي لا أَجِدُ قَائِداً. فقَالَ: ((إِذَا سَمِعْتَ النِّداءَ فأَجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ)) ). [الدر المنثور: 15 / 243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحَاكِمُ وصَحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ, عن مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ وعندَها رجلٌ مَكْفُوفٌ, تَقْطَعُ لَهُ الأُتْرُجَّ وتُطْعِمُهُ إِيَّاهُ بالعَسَلِ، فقُلْتُ: مَن هذا يَا أُمَّ المؤمنينَ؟ فقَالَتْ: هذا ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الذي عَاتَبَ اللَّهُ فيهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ. قَالَتْ: أتَى النَبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وعندَه عُتْبَةُ وشَيْبَةُ؛ فأَقْبَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ عليهِمَا؛ فنَزَلَتْ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}: ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ). [الدر المنثور: 15 / 243-244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مُسْتَخْلِياً بصِنْديدٍ مِن صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ, وهو يَدْعوهُ إلى اللَّهِ, وهو يَرْجو أَنْ يُسْلِمَ؛ إِذْ أقبَلَ عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كَرِهَ مَجِيئَهُ، وقَالَ في نَفْسِه: يَقُولُ هذا القُرَشِيُّ: إِنَّمَا أَتْبَاعُه العِمْيَانُ والسِّفْلَةُ والعَبِيدُ. فعَبَسَ؛ فنَزَل الوَحْيُ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} إلى آخرِ الآيةِ). [الدر المنثور: 15 / 244]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 06:57 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) }
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جاءَهُ الَأعمى}
وهو ابن أم مكتوم وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد المطلب وأبيًا وأمية ابني خلف ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم فقام ابن أم مكتوم وقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم فأنزل الله تعالى هذه الآيات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه وإذا رآه قال: ((مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي)).
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المصاحفي أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان أخبرنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا أبي قال: هذا ما قرأنا على هشام بن عروة عن عائشة قالت:
[أسباب النزول: 479]
أنزلت {عبس وتولى} في ابن أم مكتوم الأعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله رجال من عظماء المشركين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخرين ففي هذا أنزلت {عبس وتولى} رواه الحاكم في صحيحه عن علي بن عيسى الحيري عن العتابي عن سعد بن يحيى). [أسباب النزول: 480]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 07:01 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)}
(ك)، وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)} قال: نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال: كفرت برب النجم). [لباب النقول: 286]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [الترمذي :4/209] حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثني أبي قال: هذا ما عرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجعل يقول يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر. ويقول: ((ترى بما أقول بأسا)) ففي هذا نزل.. هذا حديث حسن غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أنزل {عبس وتولى} في ابن أم مكتوم ولم يذكر عائشة.
الحديث قال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 4/244] رجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه ابن حبان كما في [موارد الظمآن: 438]، و[ابن جرير: 30/50]، و[الحاكم: 2/514] وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة قال الذهبي: وهو الصواب.
الحديث له شاهد قال الشوكاني في [فتح القدير: 5/386] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى عن أنس قال جاء ابن أم مكتوم وهو يكلم أبي بن خلف فأعرض عنه فأنزل الله {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد ذلك يكرمه.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 264]
وسنده في [تفسير ابن كثير: 4/470] رجاله رجال الصحيح إلا شيخ أبي يعلى محمد بن مهدي فلم يتيسر لي الوقوف على ترجمته لكنني أظن أنه تصحف من محمد بن مهران فقد ذكروه من الرواة عن عبد الرزاق فهو من رجال الصحيح وعلى كل فلا يضر الحديث ما دام أنه قد رواه عبد الرزاق فرجاله رجال الصحيح وهذا سنده من ابن كثير قال أبو يعلى في مسنده حدثنا محمد بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه في قوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكره). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 265]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 07:03 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لِكُلِّ اِمرئٍِ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيِهِ}.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سنان حدثنا إبراهيم بن هراسة حدثنا عائد بن شريح الكندي قال: سمعت أنس بن مالك قال: قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: أنحشر عراة؟ قال: ((نعم)) قالت: واسوأتاه فأنزل الله تعالى: {لِكُلِّ اِمرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ}). [أسباب النزول: 480]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ):
(أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أمّ مكتوم -وأمّ مكتوم أمّ أبيه، واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لؤي- وعنده صناديد قريش: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة: يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم.

فقال: (يا رسول الله، أقرئني وعلمني مما علمك الله)، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه، وعبس وأعرض عنه، فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول له: هل لك من حاجة؟)) واستخلفه على المدينة مرتين.
وقال أنس: (رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سوداء)). [الكشاف: 6/313-314]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقصص هذه السورة التي لا تفهم الآية إلا به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على إسلام قريش وأشرافهم، وكان يتحفى بدعائهم إلى الله تعالى، فبينما هو يوما مع رجل من عظمائهم قيل: هو الوليد بن المغيرة المخزومي، وقيل: عتيبة بن ربيعة، وقيل: شيبة وقيل: العباس، وقيل: أمية بن خلف، وقال ابن عباس: كان في جمع منهم فيهم عتبة والعباس وأبو جهل إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم القرشي الفهري من بني عامر بن لؤي وهو رجل أعمى يقوده رجل آخر فأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قائده أن يؤخر عنه ففعل فدفعه عبد الله نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: استدنني يا محمد، علمني مما علمك الله، وكان في ذلك كله قطع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجل المذكور من قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأ عليه القرآن، ثم قال له: ((أترى بما أقول بأسا))، فكان ذلك الرجل يقول: لا والدمى يعني الأصنام، ويروى: لا والدماء، يعني الذبائح للأصنام، فلما شغب عليه أمر عبد الله بن أم مكتوم عبس وأعرض عنه، وذهب ذلك الرجل فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف إلى بيته فلوى رأسه وشخص بصره، وأنزلت عليه هذه السورة. قال سفيان الثوري: فكان بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم قال: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي عز وجل))

وبسط له رداءه، قال له أنس بن مالك: رأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين). [المحرر الوجيز: 30/535]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قال المفسرون: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وأمية وأبيا ابني خلف ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم.
فجاء ابن أم مكتوم الأعمى فقال: (علمني يا رسول الله مما علمك الله).
وجعل يناديه، ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل بكلام غيره حتى ظهرت الكراهية في وجهه صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على القوم يكلمهم، فنزلت هذه الآيات.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه بعد ذلك ويقول: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي)).
وذهب قوم منهم مقاتل إلى (أنه إنما جاء ليؤمن فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم اشتغالا بالرؤساء فنزلت فيه هذه الآيات)). [زاد المسير: 9/27]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (سبب نزول صدر هذه السورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصا على إسلام قريش، وكان يدعو أشرافهم إلى الله تعالى ليسلموا فيسلم بإسلامهم غيرهم، فبينما هو مع رجل من عظمائهم قيل: هو الوليد بن المغيرة، وقيل: عتبة بن ربيعة، وقيل: أمية بن خلف، وقال ابن عباس: (كانوا جماعة إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم عنه بتشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الأعمى كلامه، فعبس وأعرض عنه.
وذهب الرجل الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت الآية فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم بعد ذلك يقول: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي))، ويبسط له رداءه، وقد استخلفه على المدينة مرتين)). [التسهيل: 2/452]

قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ): (الحديث الأول: روي أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أتاه ابن أم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعبّاس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم.
فقال: (يا رسول الله أقرئني وعلمني ممّا علمك الله) وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يكرمه ويقول إذا رآه: ((مرحبًا بمن عاتبني فيه ربّي)) ويقول: ((هل لك من حاجة))؟ واستخلفه على المدينة مرّتين
وقال أنس: (رأيته يوم القادسيّة وعليه درع وله راية سوداء).
قلت: أخرج الطّبريّ وابن مردويه حدثنا محمّد بن سعد ثنا أبي ثنا عمي ثنا أبي عن أبيه عن ابن عبّاس وابن أبي حاتم في تفسريهما عن العوفيّ عن ابن عبّاس في قوله تعالى: {عبس وتولّى} قال: (بينما رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعاص بن عبد المطلب وكان يتصدّى لهم كثيرا وجعل عليهم أن يؤمنوا فأقبل إليه رجل أعمى يقال له: عبد الله بن أم مكتوم يمشي هو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم آية من القرآن وقال: يا رسول الله علمني ممّا علمك الله فأعرض عنه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وعبس في وجهه وتولّى وكره كلامه وأقبل على الآخرين فلمّا قضى عليه السّلام نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله بعض بصره ثمّ خفق برأسه وأنزل الله {عبس وتولّى} ... الآية فأكرمه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وكلمه وقال له: ((ما حاجتك))) انتهى.
وروى الطّبريّ أيضا ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أن عبد الله بن أم مكتوم جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم يستقرئه وهو يناجي أميّة بن خلف فأعرض عنه عليه السّلام فأنزل الله {عبس وتولّى} ... الآية قال: (وذكر لنا أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم استخلفه بعد ذلك على المدينة مرّتين في غزوة غزاهما يصلّي بأهلها) انتهى.
وروى التّرمذيّ في كتابه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (أنزل {عبس وتولّى} في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من عظماء المشركين فجعل عليه السّلام يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: أترى بما أقول بأسا فيقول: ((لا)) ففي هذا أنزل) انتهى.
رواه ابن حبان في صحيحه في النّوع الخامس من القسم الخامس والحاكم في "المستدرك" وقال: على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.
وكلام أنس رواه عبد الرّزّاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة قال: (أخبرني أنس بن مالك قال: رأيته يوم القادسيّة وعليه درع ومعه راية سوداء، يعني ابن أم مكتوم) انتهى.
ومن طريق عبد الرّزّاق رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده".
ورواه الطّبريّ أيضا في تفسيره أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك ... فذكره
وذكر الثّعلبيّ لفظ المصنّف بتمامه من غير سند ولا راو وكذلك فعل الواحدي في "أسباب النّزول".
وقال السّهيلي في "الرّوض الأنف": سمعت شيخنا أبا بكر بن العربيّ يقول قول المفسّرين في الّذي شغل النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه الوليد بن المغيرة وأميّة بن خلف والعبّاس كله باطل فإن أميّة والوليد كانا بمكّة وابن أم مكتوم كان بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه وماتا كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد أميّة المدينة قطّ ولا حضر عنده مفردا ولا مع آخر. انتهى.
وروى ابن سعد في "الطّبقات" اخبرنا يزيد بن هارون أنا جويبر عن الضّحّاك قال: (كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تصدّى لرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يعرض عنه ويعبس في وجهه ويقبل على الآخر فعير الله رسوله فقال: {عبس وتولّى} ... الآيات قال فدعاه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فأكرمه واستخلفه في المدينة مرّتين). انتهى. وجويبر ضعيف). [الإسعاف: 4/155-157]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يومًا يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ-وكان ممّن أسلم قديمًا-فجعل يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ ويلحّ عليه، وود النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن لو كفّ ساعته تلك ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل؛ طمعًا ورغبةً في هدايته. وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه، وأقبل على الآخر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:
{عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى} ؟ [عبس: 1-3] أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه. {أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى} [عبس: 4] أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم، {أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى} [عبس: 5-6] أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي، {وما عليك ألا يزّكّى} ؟ [عبس: 7] أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ. {وأمّا من جاءك يسعى * وهو يخشى} [عبس: 8-9] أي: يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له،{فأنت عنه تلهّى} [عبس: 10] أي: تتشاغل. ومن هاهنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ألّا يخصّ بالإنذار أحدًا، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار. ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال الحافظ أبو يعلى في "مسنده": حدّثنا محمّد-هو ابن مهديٍّ-حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن قتادة [عن أنسٍ] في قوله: {عبس وتولّى} [عبس: 1] (جاء ابن أمّ مكتومٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يكلّم أبيّ بن خلفٍ، فأعرض عنه، فأنزل اللّه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2]، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ذلك يكرمه)). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال قتادة: وأخبرني أنس بن مالكٍ قال: (رأيته يوم القادسيّة وعليه درعٌ ومعه راية سوداء). يعني ابن أمّ مكتومٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319-320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال أبو يعلى وابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة ممّا عرضه عليه عن عروة، عن عائشة قالت: (أنزلت: {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسًا؟. فيقول: ((لا)). ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى})). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقد روى التّرمذيّ هذا الحديث، عن سعيد بن يحيى الأمويّ، بإسناده، مثله، ثمّ قال: وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (أنزلت {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ)، ولم يذكر فيه عن عائشة.
قلت: كذلك هو في الموطّأ). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (ثمّ روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ أيضًا من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2] قال: (بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشامٍ، والعبّاس بن عبد المطّلب-وكان يتصدّى لهم كثيرًا، ويحرص عليهم أن يؤمنوا-فأقبل إليه رجلٌ أعمى-يقال له عبد اللّه بن أمّ مكتومٍ-يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه، علّمني ممّا علّمك اللّه. فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعبس في وجهه، وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجواه، وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك اللّه بعض بصره، ثمّ خفق برأسه، ثمّ أنزل اللّه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى * أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى} [عبس: 1-4] فلمّا نزل فيه ما نزل، أكرمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّمه وقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما حاجتك؟ هل تريد من شيءٍ؟)) وإذا ذهب من عنده قال: ((هل لك حاجةٌ في شيءٍ؟)). وذلك لمّا أنزل اللّه تعالى: {أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى * وما عليك ألا يزّكّى} [عبس: 5-7].
فيه غرابةٌ ونكارةٌ، وقد تكلّم في إسناده). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثنا اللّيث، حدّثنا يونس، عن ابن شهابٍ قال: قال سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ بلالًا يؤذّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ)). وهو الأعمى الّذي أنزل اللّه فيه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2] وكان يؤذّن مع بلالٍ). قال سالمٌ: وكان رجلا ضرير البصر، فلم يك يؤذّن حتّى يقول له النّاس-حين ينظرون إلى بزوغ الفجر-: أذن). [تفسير القرآن العظيم: 8/320-321]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهكذا ذكر عروة بن الزّبير، ومجاهدٌ، وأبو مالكٍ، وقتادة، والضّحّاك، وابن زيدٍ، وغير واحدٍ من السّلف والخلف: أنّها نزلت في ابن أمّ مكتومٍ. والمشهور أنّ اسمه عبد اللّه، ويقال: عمرٌو. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ) : («حديث: أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أتاه ابن أم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعبّاس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرئني.) – الحديث.» وفيه: (واستخلفه على المدينة مرتين). ذكر الثعلبي بلا إسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم من رواية العوفي عن ابن عباس نحوه دون قوله: (صناديد قريش) ودون سياق نسب ابن أم مكتوم.
وكذا أخرجه الطبري من رواية سعيد عن قتادة. قال: ذكر لنا فذكره. وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين يصلي بأهلها.
ورواه الترمذي والحاكم من حديث عائشة رضي الله عنها نحوه.
«تنبيه» النسب الذي ساقه في غاية التخليط، يظهر لمن له أدنى إلمام بالأخبار والأنساب قال ابن سعد: أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله. وأما أهل العراق وهشام الكلبي. فيقولون: اسمه عمرو ثم أجمعوا على نسبه، فقالوا: ابن قيس بن زياد بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وأمه عاتكة هي أم مكتوم بنت عبد الله بن عامر بن مخزوم.
وقال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا جويبر عن الضحاك. قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض عنه ويعبس في وجهه، ويقبل على الآخر. فعاتب الله رسوله فقال: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} الآيات. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين)). [الكافي الشاف: 181-182]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر الحاكم مصححا عن عائشة أنّها نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: (يا رسول الله أرشدني) وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخرين. الحديث). [عمدة القاري: 19/399]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس قال: (نزلت سورة عبس بمكة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 15/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: أنزل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، فيقول له: ((أترى بما أقول بأسا؟)) فيقول: لا، فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس). [لباب النقول: 286]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة