العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:07 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) )

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن ابن جريجٍ، قال: {اقترب للنّاس حسابهم} قال: ما يوعدون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 494]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا زياد بن أيّوب، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قوله: {وهم في غفلةٍ} [الأنبياء: 1] قال: «في الدّنيا»

- أخبرنا أحمد بن نصرٍ، أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: {في غفلةٍ معرضون}, قال: «في الدّنيا»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/185-186]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون}.
يقول تعالى ذكره: دنا حساب النّاس على أعمالهم الّتي عملوها في دنياهم، ونعمهم الّتي أنعمها عليهم فيها، في أبدانهم، وأجسامهم، ومطاعمهم، ومشاربهم، وملابسهم، وغير ذلك من نعمه عندهم، ومسألته إيّاهم ماذا عملوا فيها، وهل أطاعوه فيها، فانتهوا إلى أمره ونهيه في جميعها، أم عصوه فخالفوا أمره فيها؟ {وهم في غفلةٍ معرضون} يقول: وهم في الدّنيا عمّا اللّه فاعلٌ بهم من ذلك يوم القيامة، وعن دنوّ محاسبته إيّاهم منهم، واقترابه لهم في سهو وغفلةٍ، وقد أعرضوا عن ذلك، فتركوا الفكر فيه، والاستعداد له والتّأهّب، جهلاً منهم بما هم لاقوه عند ذلك من عظيم البلاء، وشديد الأهوال.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله {وهم في غفلةٍ معرضون}، جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر الرواية بذلك
- حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثني أبو معاوية قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {وهم في غفلةٍ معرضون} قال: " في الدّنيا "). [جامع البيان: 16/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 15
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} قال: من أمر الدنيا). [الدر المنثور: 10/270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله: {اقترب للناس حسابهم} قال: ما يوعدون). [الدر المنثور: 10/270]

تفسير قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ إلاّ استمعوه وهم يلعبون}.
يقول تعالى ذكره: ما يحدث اللّه من تنزيل شيءٍ من هذا القرآن للنّاس ويذكّرهم به، ويعظهم، إلاّ استمعوه وهم يلعبون، لا يعتبرون به، ولا يتفقرون فى وعده ووعيده، ولكنهم يستمعونه وهم يلعبون، لاهيةً قلوبهم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ}. الآية يقول: " ما ينزل عليهم من شيءٍ من القرآن إلاّ استمعوه وهم يلعبون "). [جامع البيان: 16/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم} يقول: ما ينزل عليهم شيء من القرآن، وفي قوله: {لاهية قلوبهم} قال: غافلة، وفي قوله: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} يقول: أسروا الذين ظلموا النجوى). [الدر المنثور: 10/270]

تفسير قوله تعالى: (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}.
يعنى تعالى ذكره بقوله: {لاهيةً قلوبهم} غافلةً، يقول: ما يستمع هؤلاء القوم الّذين وصف صفتهم هذا القرآن إلاّ وهم يلعبون، غافلةً عنه قلوبهم، لا يتدبّرون حكمه، ولا يتفكّرون فيما أودعه اللّه من الحجج عليهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لاهيةً قلوبهم} يقول: " غافلةً قلوبهم ".
وقوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} يقول: وأسرّ هؤلاء النّاس الّذين اقتربت السّاعة منهم وهم في غفلةٍ معرضون، لاهيةً قلوبهم النّجوى بينهم، يقول: وأظهروا المناجاة بينهم فقالوا: هل هذا الّذي يزعم أنّه رسولٌ من اللّه أرسله إليكم {إلاّ بشرٌ مثلكم}؟ يقولون: هل هو إلاّ إنسانٌ مثلكم في صوركم وخلقكم؟ يعنون بذلك محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال: {الّذين ظلموا}، فوصفهم بالظّلم بفعلهم، وقيلهم الّذي أخبر به عنهم في هذه الآيات، أنّهم يفعلون ويقولون من الإعراض عن ذكر اللّه، والتّكذيب برسوله.
ول ( الّذين ) من قوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} في الإعراب وجهان: الخفض على أنّه تابعٌ للنّاس في قوله: {اقترب للنّاس حسابهم} والرّفع على الرّدّ على الأسماء الّذين في قوله: {وأسرّوا النّجوى} من ذكر النّاس، كما قيل: {ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ منهم}. وقد يحتمل أن يكون رفعًا على الابتداء، ويكون معناه: وأسرّوا النّجوى، ثمّ قال: هم الّذين ظلموا.
وقوله: {أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون} يقول: وأظهروا هذا القول بينهم، وهي النّجوى الّتي أسرّوها بينهم، فقال بعضهم لبعضٍ: أتقبلون السّحر وتصدّقون به، وأنتم تعلمون أنّه سحرٌ؟ يعنون بذلك القرآن.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون} قال: " قاله أهل الكفر لنبيّهم، لما جاء به من عند اللّه، زعموا أنّه ساحرٌ، وأنّ ما جاء به سحرٌ، قالوا: أتأتون السّحر وأنتم تبصرون؟ "). [جامع البيان: 16/222-224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم} يقول: ما ينزل عليهم شيء من القرآن، وفي قوله: {لاهية قلوبهم} قال: غافلة، وفي قوله: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} يقول: أسروا الذين ظلموا النجوى). [الدر المنثور: 10/270] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وأسروا النجوى} قال: أسروا نجواهم بينهم {هل هذا إلا بشر مثلكم} يعنون محمد صلى الله عليه وسلم {أفتأتون السحر} يقولون: إن متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر، وفي قوله: {قال ربي يعلم القول} قال: الغيب وفي قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} قال: أباطيل أحلام). [الدر المنثور: 10/270-271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن منده وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في "سننه"، وابن عدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} ). [الدر المنثور: 10/271]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّي يعلم القول في السّماء والأرض وهو السّميع العليم}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قال ربّي} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: ( قل ربّي ) على وجه الأمر. وقرأه بعض قرّاء مكّة وعامّة قرّاء الكوفة: {قال ربّي} على وجه الخبر، وكأنّ الّذين قرءوه على وجه الأمر أرادوا من تأويله: قل يا محمّد للقائلين {أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}: ربّي يعلم قول كلّ قائلٍ في السّماء والأرض، لا يخفى عليه منه شيءٌ، وهو السّميع لذلك كلّه، ولما يقولون من الكذب، العليم بصدقي، وحقيقة ما أدعوكم إليه، وباطلٌ ما تقولون وغير ذلك من الأشياء كلّها. وكأنّ الّذين قرءوا ذلك {قال} على وجه الخبر أرادوا: قال محمّدٌ ربّي يعلم القول، خبرًا من اللّه عن جواب نبيّه إيّاهم.
والقول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، وجاءت بهما مصاحف المسلمين، متّفقتا المعنى، وذلك أنّ اللّه إذا أمر محمّدًا بقيل ذلك قاله، وإذا قاله فعن أمر من اللّه قاله، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب في قراءته). [جامع البيان: 16/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وأسروا النجوى} قال: أسروا نجواهم بينهم {هل هذا إلا بشر مثلكم} يعنون محمد صلى الله عليه وسلم {أفتأتون السحر} يقولون: إن متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر، وفي قوله: {قال ربي يعلم القول} قال: الغيب وفي قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} قال: أباطيل أحلام). [الدر المنثور: 10/270-271] (م)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:13 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اقترب للنّاس حسابهم} [الأنبياء: 1] أي: إنّ ذلك قريبٌ.
- حدّثني أبو الأشهب والمبارك عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما مثلي ومثل السّاعة كهاتين فما فضل إحداهما على الأخرى».
وجمع بين إصبعه الوسطى والّتي يقول النّاس: السّبّابة.
في حديث أبي الأشهب.
وقال المبارك: قال: كهاتين يعني: إصبعه الوسطى والّتي تلي الإبهام.
- نا خداشٌ، عن أبي عامرٍ، عن أبي عمران الجونيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حين بعث إليّ، بعث إلى صاحب الصّور، فأهوى به إلى فيه وقدّم رجلًا، وأخّر أخرى، متى يؤمر ينفخ، ألا فاتّقوا النّفخة».
قوله: {وهم في غفلةٍ معرضون} [الأنبياء: 1] يعني المشركين في غفلةٍ من
[تفسير القرآن العظيم: 1/297]
الآخرة معرضون عن القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اقترب للنّاس حسابهم} أي قربت القيامة {وهم في غفلةٍ}). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلة معرضون}
معناه اقتربت القيامة، ومثله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
والمعنى - واللّه أعلم - اقترب للناس وقت حسابهم). [معاني القرآن: 3/383]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اقترب} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: يقال: اقترب الشيء وقرب بمعنى واحد.

تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] يعني القرآن، تفسير السّدّيّ.
وقال قتادة: كلّما نزل من القرآن شيءٌ أعرضوا عنه.
قال: {إلا استمعوه وهم يلعبون} [الأنبياء: 2] يسمعونه بآذانهم ولا تقبله قلوبهم.
نا سعيدٌ، عن قتادة قال: لمّا نزلت هذه الآية، قال أناسٌ من أهل الضّلالة: زعم صاحبكم هذا أنّ السّاعة قد اقتربت، فتناهوا قليلًا.
قال يحيى: ليس يعني عن شركهم.
قال قتادة: ثمّ عادوا إلى أعمالهم، أعمال السّوء.
فلمّا نزل: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} [النحل: 1] قال أناسٌ من أهل الضّلالة: يزعم هذا الرّجل أنّه قد أتى أمر اللّه، فتناهوا قليلًا ثمّ عادوا، فأنزل اللّه تبارك وتعالى في سورة هودٍ: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه} [هود: 8] قال اللّه: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم} [هود: 8] يعني العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/298]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما يأتيهم مّن ذكرٍ مّن رّبّهم مّحدثٍ...}
لو كان المحدث نصباً أو رفعاً لكان صواباً. النصب على الفعل: ما يأتيهم محدثاً. والرفع على الردّ على تأويل الذكر؛ لأنك لو ألقيت (من)
لرفعت الذكر. وهو كقولك: ما من أحد قائمٍ وقائمٌ وقائماً. النصب في هذه على استحسان الباء، وفي الأولى على الفعل). [معاني القرآن: 2/197-198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربّهم محدث إلّا استمعوه وهم يلعبون}
الخفض القراءة، ويجوز في غير القراءة (محدثا ومحدث).
النصب على الحال، والرفع بإضمار هو). [معاني القرآن: 3/383]

تفسير قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لاهيةً قلوبهم} [الأنبياء: 3] قال قتادة: غافلةً قلوبهم عنه.
قوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} [الأنبياء: 3] الّذين أشركوا، أسرّوا ذلك فيما بينهم يقول بعضهم لبعضٍ: {هل هذا} [الأنبياء: 3] يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
{إلا بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر} [الأنبياء: 3] يعنون القرآن، أي:
[تفسير القرآن العظيم: 1/298]
أفتصدّقون به.
{وأنتم تبصرون} [الأنبياء: 3] أنّه سحرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاهيةً قلوبهم...}
منصوبة على العطف على قوله: {وهم يلعبون} لأن قوله وهم يلعبون بمنزلة لاعبين. فكأنه: إلاّ استمعوه لاعبين لاهيةً قلوبهم. ونصبه أيضاً من إخراجه من الاسم المضمر في (يلعبون) يلعبون كذلك لاهيةً قلوبهم. ولو رفعت (لاهية) تتبعها يلعبون كان صواباً؛ كما تقول: عبد الله يلهوا ولاعبٌ. ومثله قول الشاعر:

* يقصد في أسوقها وجائر *
ورفع أيضاً على الاستئناف لا بالردّ على يلعبون.
وقوله: {وأسرّوا النّجوى} إنما قيل: وأسرّوا لأنها للناس وصفوا باللهو واللعب و(الذين) تابعة للناس مخفوضة؛ كأنك قلت: اقترب للناس الذين هذه حالهم. وإن شئت جعلت (الذين) مستأنفة مرفوعة، كأنك جعلتها تفسيراً للأسماء التي في أسرّوا؛ كما قال {فعموا وصمّوا ثمّ تاب الله عليهم ثم عموا وصمّوا كثير منهم} ). [معاني القرآن: 2/198]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأسرّوا النجوى الذّين ظلموا} خرج تقدير فعل الجميع هاهنا على غير المستعمل في المنطق لأنهم يقولون في الكلام وأسروا النجوى الذين ظلموا مجازه مجاز إضمار القوم فيه وإظهار كفايتهم فيه التي ظهرت في آخر الفعل ثم جعلوا {الذين} صفة الكناية المظهرة، فكان مجازه: " وأسرّ القوم الذين ظلموا النجوى " فجاءت " الذين " صفة لهؤلاء المضمرين، لأن فعلوا ذلك في موضع فعل القوم ذلك، وقال آخرون: بل قد تفعل العرب هذا فيظهرون عدد القوم في فعلهم إذا بدءوا بالفعل قال أبو عمرو الهذلي: " أكلوني البراغيث " يلفظ الجميع في الفعل وقد أظهر الفاعلين بعد الفعل ومجازه مجاز ما يبدأ بالمفعول قبل الفاعل لأن النجوى المفعولة جاءت قبل الذين أسروها والعرب قد تفعل ذلك وقال:
فجذّ حبل الوصل منها الواشي
" أسرّوا " من حروف الأضداد، أي أظهروا). [مجاز القرآن: 2/34]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلاّ بشرٌ مّثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}
قال: {وأسرّوا النّجوى} كأنه قال: {وأسرّوا} ثم فسره بعد فقال: "هم {الّذين ظلموا} أو جاء هذا على لغة الذين يقولون "ضربوني قومك"). [معاني القرآن: 3/6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لاهية قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلّا بشر مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون }
{لاهية قلوبهم}معطوف على معنى {إلّا استمعوه وهم يلعبون} معناه استمعوه لاعبين
(لاهية قلوبهم) ويجوز أن يكون (لاهية قلوبهم) منصوبا بقوله (يلعبون).
{وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} في (أسرّوا) قولان أجودهما أن يكون (الّذين ظلموا) في موضع رفع بدلا من الواو من (أسرّوا) ومبيّنا عن معنى الواو.
والمعنى إلا استمعوه وهم يلعبون.
{وأسرّوا النّجوى}، ثم بين من هم هؤلاء فكان بدلا من الواو.
ويجوز أن يكون رفعا على الذم على معنى هم الذين ظلموا.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى أعني الذين ظلموا.
وقوله: {هل هذا إلّا بشر مثلكم} بين ما أسروه، والمعنى قالوا سرّا هل هذا إلا بشر مثلكم، يعنون النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم الله عزّ وجلّ أنه يعلم القول في السماء والأرض، وأطلع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على قيلهم، وسرّهم). [معاني القرآن: 3/383-384]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل ربّي يعلم القول} يعني: السّرّ.
{في السّماء والأرض وهو السّميع العليم} [الأنبياء: 4] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال ربّي...}
و{قل ربّي} وكلّ صواب). [معاني القرآن: 2/199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ربّي يعلم القول في السّماء والأرض وهو السّميع العليم}
وقرئت (قل ربّي يعلم القول)، و (قال ربّي) ). [معاني القرآن: 3/384]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:19 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) }

تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) }

تفسير قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما جاء في القرآن من الموات قد حذفت فيه التاء قوله عز وجل: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى} وقوله: {من بعد ما جاءهم البينات}.
وهذا النحو كثير في القرآن وهو في [الواحدة إذا كانت من] الآدميين أقل منه في سائر الحيوان. ألا ترى أن لهم في الجميع حالا ليست لغيرهم لأنهم الأولون وأنهم قد فضلوا بما لم يفضل به غيرهم من العقل والعلم.
وأما الجميع من الحيوان الذي يكسر عليه الواحد فبمنزلة الجميع من غيره الذي يكسر عليه الواحد [في أنه مؤنث]. ألا ترى أنك تقول هو رجل وتقول هي الرجال فيجوز لك. وتقول هو جمل وهي الجمال وهو عير وهي الأعيار فجرت هذه كلها مجرى هي الجذوع. وما أشبه ذلك يجري هذا المجرى لأن الجميع يؤنث وإن كان كل واحد منه مذكرا من الحيوان. فلما كان كذلك صيروه بمنزلة الموات لأنه قد
خرج من الأول الأمكن حيث أردت الجميع. فلما كان ذلك احتملوا أن يجروه مجرى الجميع الموات قالوا جاء جواريك وجاء نساؤك وجاء بناتك. وقالوا فيما لم يكسر عليه الواحد لأنه في معنى الجمع كما قالوا في هذا كما قال الله تعالى جده: {ومنهم من يستمعون إليك} إذ كان في معنى الجميع وذلك قوله تعالى: {وقال نسوة في المدينة}.
واعلم أن من العرب من يقول ضربوني قومك وضرباني أخواك فشبهوا هذا بالتاء التي يظهرونها في قالت فلانة وكأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامة كما جعلوا للمؤنث وهي قليلة. قال الشاعر وهو الفرزدق:
ولكن ديافىٌّ أبوه وأمّه = بحوران يعصرن السّليط أقاربه
وأما قوله جل ثناؤه: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} فإنما يجيء على البدل وكأنه قال انطلقوا فقيل له من فقال بنو فلان. فقوله جل وعز: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} على هذا فيما زعم يونس). [الكتاب: 2/39-41] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وقد أشهد الكأس الروية لاهيا = أعل قبيل الصبح منها وأنهل
...
الكأس: الإناء بما فيه. ولاهيا: من اللهو). [شرح ديوان كعب بن زهير: 42] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

تجاوزت أهولاً إليها ومعشرًا = علي حراصا لو يسرون مقتلي
...
ويسرون في معنى يعلنون، من قوله تعالى: {وأسروا النجوى} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 200-201] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وأسررت من الأضداد أيضا، يكون أسررت بمعنى كتمت وهو الغالب على الحرف. ويكون بمعنى أظهرت، قال الله عز وجل: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} يعني (أسروا) هاهنا كتموا. وقال تبارك وتعالى في غير هذا الموضع: {وأسروا الندامة لما رأوا العذاب}، فقال الفراء والمفسرون: معناه كتم الرؤساء الندامة من السفلة الذين أضلوهم.
وقال أبو عبيدة وقطرب: معناه: وأظهروا الندامة عند معاينة العذاب، واحتجا بقول الفرزدق:
ولما رأي الحجاج جرد سيفه = أسر الحروري الذي كان أضمرا
معناه: أظهر الحروري). [كتاب الأضداد: 45-46]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) }

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة