تأنيث الفعل وتذكيره مع جمع التكسير وجمع المؤنث
قال [الرضي في شرح الكافية: 2/ 158 – 159]: «وأما الجمعان المذكوران فإن أسند إلى ظاهرهما سواء كان واحد المكسر حقيقي التذكير أو التأنيث كرجال ونسوة، أو مجازي التذكير أو التأنيث كأيام ودور وكذا واحد المجموع بالألف والتاء ينقسم هذه الأقسام الأربعة، نحو الظلمات والزينبات والجميلات والفرقات.
فحكم المسند إلى ظاهرهما حكم المسند إلى ظاهر المؤنث غير الحقيقي، إلا في شيء واحد وهو أن حذف العلامة من الرافع بلا فصل مع الجمع نحو قال الرجال أو النساء أو الزينبات أحسن منه مع المفرد والمثنى لكون تأنيثه بالتأويل وهو كونه بمعنى جماعة.
وإنما لم يعتبروا التأنيث الحقيقي الذي كان في المفرد نحو: قال النسوة لأن المجازي الطارئ أزال حكم الحقيقي، كما أزال التذكير الحقيقي في رجال . . .
ولم يبطل الجمع بالواو والنون التذكير الحقيقي في المجموع بالألف والتاء أيضًا، نحو الهندات لبقاء لفظ الواحد فيه أيضًا، إلا أنه لما كان يتغير ذلك المفرد ذو العلامة إما بحذفها إن كانت تاء نحو القرفات، أو بقلبها إن كانت ألفًا، كما في الجليات والصحروات – كان ذلك التغير كنوع من التكسير وكأن تأنيث الواحد قد زال لزوال علامته ثم حمل عليه.
التاء فيه مقدرة فلا يظهر فيه التغير كالزينبات والهندات لأن المقدر عندهم في حكم الظاهر».
وفي [الهمع: 2/ 171]: «قال الكوفيون: يجوز القياس في الجمع بالألف والتاء دون المفرد فيقال: قام الهندات قياسًا على جمع التكسير».
ومساويًا إن كان جمع تكسير أو اسم جمع مطلقًا أي لمذكر أو لمؤنث نحو: قامت الزيود وقام الزيود، وقالت الأعراب وقال النسوة أو جمعا بالألف والتاء لمذكر، نحو: جاءت الطلحات وجاء الطلحات، بخلافه لمؤنث فإن التاء واجبة فيه لسلامة نظم واحدة نحو: جاءت الهندات، إلا على لغة قال فلانة.
وجوزها الكوفية في جمع المذكر السالم كجمع التكسير فيقال قامت الزيدون، والبصرية منعوا ذلك، لعدم وروده ولأن سلامة نظمه تدل على التذكير، وأما البنون فإن نظم واحدة متغير، فجرى مجرى التكسير كالأبناء.
وفي [شرح الكافية للرضي: 2/ 159]: «وحكم البنين حكم الأبناء وإن كانوا بالواو والنون لعدم بقاء واحده وهو ابن قال:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي = بنو اللقيطة من ذهل بن شبيانا
وكذا حكم المجموع بالواو والنون المؤنث واحده كالسنون والأرضون حكم المجموع بالألف والتاء».
وفي [سيبويه: 1/ 235 – 236]: «وهو في الموات كثير ففرقوا بين المرات والحيوان كما فرقوا بين الآدميين وغيرهم.
ومما جاء في القرآن من الموات قد حذفت فيه التاء قوله عز وجل {فمن جاءه موعظة من ربه} وقوله {من بعد ما جاءهم بالبينات} وهذا النحو كثير في القرآن».
جاءت التاء مع الملحق بجمع المذكر في قوله تعالى {إلا الذين آمنت به بنو إسرائيل} [10: 90].