ضمير الفصل
1- هو ضمير على صيغة المرفوع المنفصل يطابق ما قبله في المتكلم والخطاب والغيبة.
يقع بين المبتدأ والخبر في الحال أو في الأصل، بشرط أن يكون معرفتين أو يكون الخبر اسم تفضيل؛ لأنه يشبه المعفة في إنه لا يقبل (أل). ويسميه الكوفيون عمادًا ودعامة.
وزعم الزجاج أن سيبويه لم يذكر الفصل الواقع بين المبتدأ والخبر، قال في[ معاني القرآن: 1/ 509 – 510]: «زعم سيبويه أن هو، وهما، وهم، وأنا، وأنت، ونحن، وهي، وسائر هذه الأشياء إنما تكون فصولاً مع الأفعال التي تحتاج إلى اسم وخبر، ولم يذكر سيبويه الفصل مع المبتدأ والخبر». كرر هذا الزعم الإعراب المنسوب [للزجاج: 550 / 551].
ذكر سيبويه الفصل مع المبتدأ والخبر فقال في كتابه[ 1: 395]:
«واعلم أنها تكون في إن وأخوتها فصلاً، وفي الابتداء، ولكن ما بعدها مرفوع؛ لأنه مرفوع قبل أن يذكر الفصل». وانظر[ البحر: 3/ 128].
2- لغة تميم ترفع الاسم بعد ضمير الفصل، فيكون مبتدأ.
في [البحر: 8/ 27]: {ولكن كانوا هم الظالمين} [43: 76]: قرأ عبد الله وأبو زيد النحويان: {الظالمون} بالرفع، على أنه خبر {هم} و{هم} مبتدأ وذكر أبو عمر الجرمي أن لغة تميم جعل ما هو فصل عند غيرهم مبتدأ، ويرفعون ما بعده على الخبر. قال أبو زيد: سمعتهم يقرءون: {تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرًا}: يعني برفع {خير} و{أعظم}. وانظر [البحر: 4/ 488، 7: 259].
وفي كتاب [سيبويه: 1/ 395]: «وقد جعل ناس كثير من العرب هو وأخواتها في هذا الباب اسمًا مبتدأ، وما بعده مبني عليه، فكأنه يقول: أظن زيدا هو خير منك، وناس كثير من العرب يقولون: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون} وقال قيس بن ذريح:
تبكي على لبني وأنت تركتها = وكنت عليها بالملا أنت أقدر
3- ألف أبو حيان رسالة في أحكام الفصل سماها القول الفصل في أحكام الفصل.
قال في [البحر المحيط :8/ 267]: «وقد جمعنا فيه كتابا سميناه بالقول الفصل في أحكام الفصل وأودعنا معظمه شرح التسهيل من تأليفنا».
وقال في [البحر: 1/ 44]: «وقد جمعت أحكام الفصل مجردة من غير دلائل في نحو من ست ورقات».
وقال في [1: 388]: «وقد تقدم الكلام في الفصل وفائدته، وهو من المسائل التي جمعت فيها الكلام في نحو من سبع أوراق: أحكامًا دون استدلال».