الأصل في التخلص من الساكنين هو الكسرة , وقد علل لذلك المبرد فقال في [المقتضب :174/3], وإنما كان الحد لما أذكره لك، وهو أنه إذا كان الساكن تحركه في الفعل كسرته: لأنك لو فتحته لا لتبس بالفعل المنصوب، ولو ضممته لا لتبس بالفعل المرفوع، فإذا كسرته علم أنه عارض في الفعل، لأن الكسر ليس من إعرابه.
وإن كان الساكن الذي تحركه في اسم كسرته، لأنك لو فتحته لا لتبس بالمنصوب غير المنصرف، وإن ضممت التبس بالمرفوع غير المنصرف فكسرته لئلا يلتبس بالمخفضو، إذا كان المخفوض المعرب يلحقه التنوين لا محالة، فلذلك كان الكسر اللازم لالتقاء الساكنين. وبين القراء اختلاف في حركات التخلص من الساكنين في بعض المواضع تلخصه أولا من النشر قال في [2: 225]: «واختلفوا في كسر النون وضمها من (فمن اضطر وأن احكم. وأن أشكر)، ونحوه والدال من :(ولقد استهزىء), والتاء من: (وقالت اخرج) , والتنوين من: (فتيلا انظر) ,(ومتشابه انظروا) ,(وعيون ادخلوها) وشبهه. واللام من نحو: (قل ادعوا. قل انظروا) والوا من :{أو اخرجوا} [4: 66].
{أو ادعوا} [17: 100].
{أو أنقض} [73: 3] مما اجتمع فيه ساكنان ويبتدىء بثانيهما بهمزة مضمومة: فقرأ عاصم وحمزة بكسر الساكن الأول، وافقهما يعقوب في غير الواو، ووافقه أبو عمرو في غير اللام، وقرأ الباقون بالضم في ذلك كله واختلف عن ابن ذكوان». [الشاطبية :158 – 159],[ البحر:490]
{ألم الله} [3: 1، 2]
في [سيبويه :2/ 275]: «والفتح في حرفين أحدهما قوله عز وجل (ألم الله) لما كان من كلامهم أن يفتحوا الالتقاء الساكنين فتحوا هذا، وفرقوا بينه وبين ما ليس بهجاء، ونظير ذلك قولهم: من الله ومن الرسول».
وفي [الإتحاف :170]: «قرأ الكل (ألم الله) بإسقاط همزة الجلالة وصلا، وتحريك الميم بالفتح للساكنين، وكانت فتحة مراعاة لتخفيم الجلالة؛ إذ لو كسرت لرققت». وفي [البحر :2/ 374]:«قرأ السبعة بفتح الميم وألف الوصل ساقطة. وروى أبو بكر في بعض طرقه , عن عاصم سكون الميم وقطع الألف. وذكرها القراء ,عن عاصم، ورويت هذه القراءة ,عن الحسن ,وعمر بن عبيد الرواسي ,والأعمش ,والبرجي , وابن النعنان.
وقرأ أبو حيوة بكسر الميم ونسبها ابن عطية إلى الرؤاسى, ونسبها الزمخشري إلى عمرو بن عبيد وقال: توهم التحريك لالتقاء الساكنين.
وقال الزجاج: هذا خطأ ولا تقوله العرب لثقله. واختلفوا في فتحة الميم: فذهب سيبويه إلى أنها حركت لالتقاء الساكنين كما حركوا من الله.
وكان الفتح أولى من الكسر لأجل الياء. كما قالوا: أين وكيف... وذهب الفراء إلى أنها حركة نقل».