هل تقع (ما) صفة؟
في [التسهيل:36] : «ويوصف (بما) على رأي».
وقال [الرضي:2/51] : «اختلف في (ما) التي تلي النكرة لإفادة الإبهام، وتوكيد النكرة: فقال بعضهم: اسم، فمعنى قوله (مثلا ما) أي مثلا أي مثل، وقال بعضهم: زيادة فتكون حرفًا؛ لأن زيادة الحروف أولى من زيادة الأسماء. وأيضًا ثبتت زيادتها، نحو {فبما رحمة من الله} [3: 159].
ووصفيها لم تثبت، فالحمل على ما ثبت في موضع الالتباس أولى. وفائدة (ما) هذه إما التحقير . . . أو التعظيم «لأمر ما جدع قصير أنفه» «لأمر ما يسود من يسود» أو التنويع، اضرب ضربا ما، أي نوعا من أنواعه، وتجتمع هذه المعاني كلها في الإبهام، وتأكيد النكرة».
جوز أبو حيان وغيره أن تكون (ما) صفة في هذه الآيات:
1- {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة} [2: 26].
في [النهر:1/119] : «والذي نختاره أن (مثلا) مفعول (يضرب) و(ما) صفة لمثلاً زادت النكرة شيوعًا، و(بعوضة) بدل». [البحر:1/122]، [البيان:1/65-66].
2- {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} [38: 11].
في [البحر:7/386] : «قيل: (ما) زائدة. ويجوز أن تكون صفة أريد بها التعظيم على سبيل الهزء بهم، أو التحقير، لأن (ما) الصفة تستعمل على هذين المعنيين». [البيان:1/313].
3- {فبما نقضهم ميثاقهم} [4: 155، 5: 13].
في [العكبري:1/112] : «(ما) زائدة أو نكرة تامة، و(نقضهم) بدل منها».
وفي [البيان:1/273] : «(ما) زائدة للتوكيد، وزعم بعضهم أنها اسم نكرة ونقضهم، بدل منه. وليس بشيء، لأن إدخال (ما) وإخراجها واحد، ولو كانت اسما لوجب أن يزيد في الكلام معنى لم يكن فيه قبل دخولها، وإذا كان دخولها كخروجها فالأولى أن تكون حرفا زائدا على ما ذهب إليه الأكثرون».
ضعف أبو حيان أن تكون (ما) صفة في قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} [6: 6].
في [البحر:4/76] : «وجوزوا أيضًا أن تكون نكرة صفة لمصدر محذوف تقديره: تمكينا لم نمكنه لكم. وهذا أيضًا لا يجوز، لأن (ما) النكرة الصفة لا يجوز حذف موصوفها».