لمحات عن دراسة (ما) في القرآن الكريم
(ما) نكرة موصوفة
تحدث سيبويه عن (ما) النكرة الموصوفة، ومثل لها بقوله تعالى: {هذا ما لدي عتيد} [50: 23] [1: 269]. ومن الشعر [ 1: 270، 362]
وكذلك المبرد في [المقتضب: 1/42] ، وابن الشجري في [ أماليه:3/237-238] ؛ وابن مالك في [ التسهيل:36] ، ابن يعيش [4/3، 8/108] ، والرضي [2/51] ، والفراء في [معاني القرآن:1/21-22] ، [المغني: 2/2-3] .
والآية التي ذكره سيبويه شاهدًا للنكرة الموصوفة هي محتملة للنكرة الموصوفة وللموصولة عند الزمخشري، [الكشاف:4/22] ، والعكبري [2/127]، وابن يعيش[4/3، 8/108] ، وأبي حيان [البحر:8/126] ، وابن هشام. [المغني:2/3] ، واقتصر في [البيان:2/386] على النكرة الموصوفة.
2- وجدت في القرآن آية واحد متعينة (ما) فيها لأن تكون نكرة موصوفة.
وهي قوله تعالى: {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} [35: 37]. وهي ما المصدرية الظرفية عند أبي حيان. [البحر: 7/316] ، [النهر: 7/315]
ومحتملة للمصدرية الظرفية وللنكرة الموصوفة عند العكبري [2/104] .
يضعف المصدرية عندي أمران:
1- المصدرية الظرفية يقل كون صلتها مضارعا مثبتا.
[معاني القرآن: 1/65-66] ، [التسهيل: 37، 38] ، [الرضي:2/359] وقال بذلك أيضا أبو حيان؛ [البحر:4/28] .
2- عود الضمير على (ما) من قوله {يتذكر فيه} يمنع مصدريتها كما صرح بذلك أبو حيان وغيره.
معنى الآية: أو لم نمهلكم وقتا يتمكن فيه المتذكر من التذكر والتفكر، أو ألم نعمركم عمرا يتذكر فيه المتذكر .
وقد اقتصر في الآية على النكرة الموصوفة أبو السعود[4/245] ،[الجمل: 3/492] ، وهو الحق.
أما احتمال (ما) للنكرة الموصوفة، وللموصولة فقد جاء في آيات كثيرة.
ونجد العكبري يقتصر على ذكر الموصولة في بعض المواضع، ويجوز الأمرين في بعضها الآخر.