لمحات عن دراسة (فاء السببية) في القرآن الكريم
1- قال الكسائي: {ولا يؤذن لهم فيعتذرون} بالنون في المصحف؛ لأنها رأس آية و{لا يقضي عليهم فيموتوا}، لأنه رأس آية ويجوز في كل منهما ما جاء في صاحبه. [القرطبي:6/5434].
وفي [البيان في غريب إعراب القرآن:2/140]: «فإن مثل هذه الأجوبة يجوز فيها النصب والرفع».
قرئ في السبع بالنصب والرفع في قوله تعالى:
{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له}[ 2: 245]، [57: 11].
2- كثير مما جاء في القرآن من المضارع الواقع بعد (لا) الناهية التالي للفاء يحتمل أن يكون المضارع منصوبًا ومجزومًا.
النصب على أن الفاء للسببية والجزم على أن الفاء عاطفة.
3- المضارع الواقع في جواب الاستفهام في القرآن كان الاستفهام بمن الاسمية أو بالهمزة الواقع بعدها (لم): ألم، أولم، أفلم، وبهل.
4- أداة التحضيض التي جاءت في القرآن هي (لولا) وقد نصب المضارع في جوابها في أربع آيات.
5- (لو) التي للتمني عند من أثبتها حملت على (ليت) فنصب المضارع في جوابها.
ثلاث آيات نصب فيها المضارع بعد (لو) وقبله مصدر {لو أن لنا كرة} فيحتمل أن يكون المضارع منصوبًا بأن مضمرة بعد فاء السببية، وأن يكون منصوبًا بأن مضمرة جوازًا للعطف على الاسم الصريح.
وقرئ في قوله تعالى:
{ودوا لو تدهن فيدهنون} فيدهنوا، بحذف النون.
6- نصب المضارع في جواب (ليت) جاء في آية واحدة:
{يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا}.
وقرئ في الشواذ: {يا ليتنا نرد فلا نكذب بآيات ربنا} بالفاء.
7- أجاز الكوفيون نصب المضارع في جواب الترجي؛ حملاً على التمني وجعلوا منه قوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى} [40: 37].
ورد قولهم بأن المضارع جواب للأمر {ابن لي صرحا} أو عطف على الأسباب.
ويشهد للكوفيين قوله تعالى:
{وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} [80: 3-4].
ويرى ابن الحاجب أن (عسى) تجري مجرى (ليت) وجعل من ذلك قوله تعالى:
{فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} [5: 52].
ورد بأن المضارع معطوف على {يأتي}. [البيان:1/296].
8- {كن فيكون} قرأ ابن عامر بنصب {فيكون} في ستة مواضع، وقرأ الكسائي بالنصب في موضعين قبلهما {أن نقول}.
النصب على أنه جواب لفظ {كن} شبه بالأمر الحقيقي، ولا يصح أن يكون جوابًا للأمر؛ إذ لا ينتظم منهما شرط وجزاء.
9- جاء المضارع منصوبًا في جواب النفي في آيتين:
1- {وما عليك من حسابهم من شيء فتطردهم} [6: 52].
وهو هنا على المعنى الثاني في (ما تأتينا فتحدثنا) أي لا يكون عليك حسابهم فكيف تطردهم؟
2- {لا يقضي عليهم فيموتوا} [35: 36].
انتقى الثاني لانتفاء الأول، ولا يصح أن يكون على المعنى الثاني؛ إذ يمتنع عليهم أن يقضي عليهم ولا يموتون.
10- نصب المضارع بعد الفاء من غير أن يتقدمه نفي أو طلب جاء في قراءة شاذة في قوله تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه} [21: 18].