العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 08:29 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي استعمال [إنْ]

استعمال [إنْ]

في [المقتضب:2/56] «و [إن] إنما مخرجها الظن والتوقع فيما يخبر به المخبر، وليس هذا مثل قوله: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} لأن هذا راجع إليهم، وتقول: آتيك إذا احمر البسر، ولو قلت: آتيك إن احمر البسر كان محالا؛ لأنه واقع لا محالة».
وانظر [سيبويه:1/433].
وقال الشجري في [أماليه:1/333] «وإنما لم يجزموا [بإذا] في حال السعة؛ كما جزموا بمتى لأنه خالف [إن] من حيث شرطوا أنه فيما لابد من كونه ؛ كقولك: إذا جاء الصيف سافرت، وإذا انصرم الشتاء قفلت، ولا تقول: إن جاء الصيف، ولا إن انصرم الشتاء؛ لأن الصيف لابد من مجيئه، والشتاء لابد من انصرامه، وكذا لا تقول: إن جاء شعبان، كما تقول: إذا جاء شعبان. وتقول: إن جاء زيد لقيته، فلا تقطع بمجيئه، فإن قلت: إذا جاء قطعت بمجيئه».
وقال [الرضي:2/235] «[إن] ليست للشك، بل لعدم القطع في الأشياء الجائز وقوعها وعدم وقوعها».
وفي [البحر:5/191] «وإذا كانت شرطية فذكروا أنها تدخل على الممكن وجوده، أو المحقق وجوده المنبهم زمان وقوعه؛ كقوله تعالى:
{أفإن مت فهم الخالدون}.
والذي أقوله أن [إن] الشرطية تقتضي تعليق شيء على شيء، ولا تستلزم تحقق وقوعه، ولا إمكانه، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلا؛ كقوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أو العابدين}.. وفي المستحيل عادة ؛ كقوله تعالى: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء} لكن وقوع [إن] للتعليق على المستحيل قليل كقوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك}.
وفي [الإنصاف:368] «قد تستعمل العرب [إن] وإن لم يكن هناك شك جريا على عادتهم في إخراج كلامهم مخرج الشك، وإن لم يكن هناك شك.. ومنه قولهم: إن كنت إنسانا فأنت تفعل كذا، وإن كنت ابني فأطعني، وإن كان لا يشك في أنه إنسان وأنه ابنه، ومعناه أن من كان إنسانا أو ابنا فهذا حكمه».

الآيات

1- {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} [2: 278].
في [البحر:2/337-338] «تقدم أنهم مؤمنون بخطاب الله تعالى لهم {يا أيها الذين آمنوا} وجمع بينهما بأنه شرط مجازي على جهة المبالغة؛ كما تقول لمن تريد إثارة نفسه: إن كنت رجلا فافعل كذا قاله ابن عطية، أو بأن المعنى: إن صح إيمانكم... وقيل: [إن] بمعنى [إذا]، أي إذ كنتم مؤمنين قاله مقاتل بن سليمان، وهو قول لبعض النحويين أن [إن] تكون بمعنى [إذا]، وهو ضعيف مردود ولا يثبت في اللغة. وقيل: هو شرط يراد به الاستدامة. وقيل: يراد به الكمال».
2- {قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} [3: 118].
في [البحر:3/39] «وقد علم الله تعالى أنهم عقلاء، لكن علقه على هذا الشرط على سبيل الهز للنفوس؛ كقولك: إن كنت رجلا فافعل كذا. وقال ابن جرير: معناه: إن كنتم تعقلون عن الله أمره ونهيه.. وقيل: معنى [إن] معنى [إذا]».
3- {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر} [2: 228].
في [البحر:2/182] «هذا شرط جوابه محذوف على الأصح من المذاهب حذف لدلالة ما قبله عليه.. والمعنى: أن من اتصف بالإيمان لا يقدم على ارتكاب ما لا يحل له. وعلق على هذا الشرط، وإن كان الإيمان حاصلا لهن إيعادا وتعظيما للكتم، وهذا كقولهم: إن كنت مؤمنا فلا تظلم، وإن كنت حرا فانتصر. يجعل ما كان موجودا كالمعدوم ويعلق عليه، وإن كان موجودا في نفس الأمر. والمعنى: إن كن مؤمنات فلا يحل لهن الكتم، وأنت مؤمن فلا تظلم، وأنت حر فانتصر... وقيل [إن] بمعنى [لإذ] وهو ضعيف».
4- {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [3: 139].
في [البحر:3/62] «وتعلق قوله: {إن كنتم مؤمنين} بالنهي، فيكون ذلك هز للنفوس يوجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بالأعداء».
5- {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [4: 59].
في [البحر:3/279] «هو شرط يراد به الحض على اتباع الحق؛ لأنه ناداهم بيا أيها الذين آمنوا، فصار نظير: إن كنت ابني فأطعني، وفيه إشعار بوعيد من لم يرد إلى الله والرسول».
6- {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله} [9: 28].
في [البحر:5/28] «و [إن] هنا على بابها من الشرط. وقال عمرو بن فائد: المعنى: وإذ خفتم؛ كقولهم. إن كنت ابني فأطعني، وكون [إن] بمعنى [إذ] قول مرغوب عنه».
8- {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} [10: 94].
في [معاني القرآن للفراء:1/479] «قاله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو يعلم أنه غير شاك، ولم يشك عليه السلام، فلم يسأل. ومثله في العربية أنك تقول لغلامك الذي لا يشك في ملكك إياه: إن كنت عبدي فاسمع وأطع.
وقال الله تبارك وتعالى لنبيه عيسى صلى الله عليه وسلم: {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} [5: 116] وهو يعلم أنه لم يقله، فقال الموفق معتذرا بأحسن العذر: {إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}.
وفي [الكشاف:2/203] «فإن قلت: كيف قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} مع قوله في الكفرة: {وإنهم لفي شك منه مريب}؟ قلت: فرق عظيم بين قوله: {وإنهم لفي شك منه} بإثبات الشك لهم على سبيل التأكيد والتحقيق وبين قوله: {فإن كنت في شك} بمعنى الفرض والتمثيل، كأنه قيل: فإن وقع لك شك مثلا، وخيل لك الشيطان خيالا منه تقديرا {فاسأل الذين يقرءون الكتاب}».
9- {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} [35: 41].
في [البحر:7/318] «[إن] تدخل غالبا على الممكن، فإن قدرنا دخولها على الممكن فيكون ذلك باعتبار يوم القيامة عند طي السماء ونسف الجبال فإن ذلك ممكن، أي ولئن جاء وقت زوالهما.
ويجوز أن يكون ذلك على سبيل الفرض، أي ولئن فرضنا زوالهما، فتكون مثل [لو] في المعنى. وقد قرأ ابن أبي عبلة {ولو زالتا}.
10- {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} [43: 81].
في [البحر:8/28] «وأخذ الزمخشري هذا القول وحسنه بفصاحته فقال: إن كان للرحمن ولد صح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له؛ كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه، وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه وأن لا يترك الناطق به شبهة إلا مضمحلة مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالا مثلها، فهو في صورة إثبات الكينونة والعبادة، وفي معنى نفيهما على أبلغ الوجوه وأقوالها» [الكشاف:3/426-427]، [البرهان:2/356–361]، [القرطبي:7/5939]، [العكبري:2/12].
10- {فذكر إن نفعت الذكرى} [87: 9].
في [البحر:8/459] «الظاهر أن الأمر بالتذكير مشروط بنفع الذكرى. وهذا الشرط إنما جيء به توبيخا لقريش، أي إن نفعت الذكرى في هؤلاء الطغاة العتاة، ومعناه استبعاد انتفاعهم بالذكرى فهو كقول الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيا = ولكن لا حياة لمن تنادي
كما تقول: قل لفلان وأعد له إن سمعك فقولك: [إن سمعك] إنما هي توبيخ وإعلام أنه لن يسمع.
وقال الفراء، والنحاس والزهراوي، والجرجاني: معناه: وإن لم تنفع فاقتصر على القسم الواحد لدلالته على الثاني.
وقيل: [إن] بمعنى [إذا]..».
[الكشاف:4/204]، [الدماميني:1/49–50]، [القرطبي:8/7110].
11- {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} [43: 5].
في [النشر:2/368] «قرأ المدنيان، وحمزة، والكسائي، وخلف بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها».
في [البحر:8/6] «وإسرافهم كان متحققا فكيف دخلت عليه [إن] الشرطية التي لا تدخل إلا على غير المتحقق، أو على المتحقق الذي انبهم زمانه؟
قال الزمخشري: هو من الشرط الذي ذكرت أنه يصدر عن المدل بصحة الأمر المتحقق ثبوته؛ كما يقول الأجير: إن كنت عملت لك فوفني حقي وهو عالم بذلك، ولكنه يخيل في كلامه أن تفريطك في الخروج عن الحق فعل من له شك في الاستحقاق مع وضوحه، استجهالا له». [الكشاف:3/411].
12- {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة} [47-18].
في [البحر:8/79] «وقرأ أبو جعفر الرؤاسي عن أهل مكة {إن تأتهم} على الشرط، وجوابه {فقد جاء أشراطها} وهذا غير مشكوك فيه؛ لأنها آتية لا محالة، لكن خوطبوا بما كانوا عليه من الشك، ومعناه: إن شككتم في إتيانها فقد جاء أعلامها، فالشك راجع إلى المخاطبين الشاكين».
13- {قل فآتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} [3: 93].
في [البحر:3/4] «وخرج قوله: {إن كنتم صادقين} مخرج الممكن، وهم معلوم كذبهم، وذلك على سبيل الهزاء بهم؛ كقولك: إن كنت شجاعا فالقني، ومعلوم عندك أنه ليس بشجاع، ولكن هزئت به ؛ إذ جعلت هذا الوصف مما يمكن أن يتصف به».
14- {وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين} [12: 26–27].
الشرط للاستقبال على معنى: إن يتبين أو يعلم. [البحر:5/297–298]، [الكشاف:2/252].
15- {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية} [6: 35].
في [البحر:4/113-114] «وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كبر عليه إعراضهم، ولكن جاء الشرط معتبرا فيه التبين والظهور، وهو مستقبل، وعطف عليه الشرط الذي لم يقع، وهو قوله: {فإن استطعت} وليس مقصودا وحده بالجواب.. ونظيره {إن كان قميصه قد من قبل.. وإن كان قميصه قد من دبر} ومعلوم أنه قد وقع أحدهما، لكن المعنى: إن يتبين ويظهر كونه قد من كذا.
وكذا يتأول ما يجيء من دخول [إن] الشرطية على صيغة [كان] على مذهب الجمهور، خلافا لأبي العباس المبرد فإنه زعم أن [إن] إذا دخلت على [كان] بقيت على مضيها بلا تأويل».
16- {إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين} [26: 51].
قرئ في الشواذ {إن كنا} بكسر الهمزة، وهو من الشرط الذي يجييء به المدل بأمره المتحقق لصحته. [الكشاف:3/115]، [البحر:7/16].
17- {إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي} [60: 1].
في [البحر:8/253] «شرط جوابه محذوف لدلالة ما تقدم عليه. وهو قوله: {لا تتخذوا عدوي}.
وقال في [البحر:7/16] «هو من الشرط الذي يجييء به المدل بأمره، المتحقق لصحته.. ونظيره قول لعامل لمن يؤخر جعله: إن كنت عملت فوفني حقي.
ومنه قوله تعالى: {إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي} مع علمه أنهم لم يخرجوا إلا لذلك».


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة