لمحات عن دراسة [إن] الشرطية في القرآن الكريم
1- [إن] أصل أدوات الشرط الجازمة، ولذلك اختصت بجواز أن يقع بعدها الاسم المرفوع الذي بعده فعل يفسر ذلك الفعل المحذوف في الاختيار. أما غير [إن] فلا يقع ذلك فيه إلا في الشعر.
[سيبويه:1/457]، [المقتضب:2/74–75]، [ابن يعيش:9–9]، [الرضي:2/237].
جاء ذلك في القرآن في قوله تعالى:
1. {إن امرؤ هلك ليس له ولد} [4: 176].
2. {إن أن ضربتم في الأرض} [5: 106].
3. {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا} [4: 128].
4. {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره} [9: 6].
5. {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} [49: 9].
وجاء ذلك في القرآن مع [لو] ومع [إذا] الشرطية على غير مذهب سيبويه.
2- كل ما جاء في القرآن من [فإن] و[إن] فقد ذكر معه جواب الشرط، أو دليل الجواب قائما مقامه، إلا في قوله تعالى: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية} [6: 35].
حذف هنا الجواب، أي فافعل. الفاء في الآية فاء جواب الشرط.
3- وقع الفعل المضارع المجزوم بلم شرطا لإن في آيات كثيرة. والجمهور على أن المضارع مجزوم بلم. [العكبري:1/14، 64]، [الرضي:2/234]، [المغني:1/218]، [عبادة:1/87]، [الخضري:1/77].
4- وقعت [إن] الشرطية بعد {أرأيتكم} التي بمعنى أخبرني في آيات كثيرة ونجعل القول فيها على الوجه الآتي:
{أرأيتك} بمعنى أخبرني نص عليه سيبويه وغيره من أئمة العربية.
قال أبو حيان في [النهر:4/123] «وكون {أرأيت} بمعنى أخبرني هو تفسير معنى، لا تفسير إعراب ؛ لأن {أخبرني} تتعدى بعن، فتقول: أخبرني عن زيد. و{أرأيت} تتعدى لمفعول به صريح وإلى جملة استفهامية هي في موضع المفعول الثاني».