العودة   جمهرة العلوم > المنتديات > منتدى جمهرة التراجم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ذو القعدة 1442هـ/22-06-2021م, 11:47 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي (ت:182هـ)

جدّه أسلم مولى عمر بن الخطاب، وأبوه زيد بن أسلم الفقيه المفسّر، وقد تقدّمت ترجمته.
وكان لزيد ثلاثة أبناء حُمل عنهم العلم: أسامة وعبد الله وعبد الرحمن، واشتهر عبد الرحمن لكثرة مروياته وعنايته بالتفسير.
- قال سفيان بن عبد الملك المروزي: قال لي عبد الله بن المبارك: (كان عبد الله بن زيد بن أسلم أكبر من عبد الرحمن بن زيد، ولكن الذكر والكلام والقصص إنما هو لعبد الرحمن بن زيد). رواه العقيلي.
وكان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثر أهل الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب، وكان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
وأقواله في التفسير معتبرة، وله أقوال تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله لا من مروياته.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
قلت: لعبد الرحمن بن زيد نسختان في التفسير كبيرتان:
إحداهما: نسخة يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد أكثر منها ابن جرير في تفسيره، حتى أخرج منها نحو ألفي رواية أو تزيد، وأخرج منها ابن أبي حاتم جملة من المرويات.
والأخرى: نسخة أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، عن أصبغ بن الفرج المصري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعليها أكثر اعتماد ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن زيد.
وأصبغ بن الفرج(ت:225ه) كان وراقاً لابن وهب، وهو من خاصة أصحابه، والقراطيسي(ت:287هـ) إمام ثقة كان مسند مصر في زمانه.
وما رُوي عن ابن زيد من غير هذين الطريقين فقليل جداً في كتب التفسير المسندة، فروي عنه من طريق عتبة بن سعيد الحمصي، وأبي صالح كاتب الليث، ومحمد بن شعيب، وهشام بن عبيد الله، وعمرو بن أبي سلمة.
وروى عنه ابن وهب في جامعه جملة من المرويات أكثرها مما رواه عن أبيه.
وبالموازنة بين الطرق التي يُروى بها تفسير ابن زيد نجد بعضها يزيد على بعض، وهذا يدلّ على أنّ كلا من ابن جرير وابن أبي حاتم لم يُخرجا جميع مرويات النسخ التي اعتمدا عليها.
وأكثر ما يُروى في هذه النسخ من أقوال ابن زيد في التفسير، وكان ممن عُني بتفسير القرآن بالقرآن.
وقد ذكر بعضهم أن هذه النسخ إنما هي تفسير زيد بن أسلم رواه عنه، وهو قول فيه نظر، نعم قد يكون استفاد أكثره من أبيه، لكن العبارة عبارته، والاختيار اختياره، فنسبته إليه نسبة صحيحة إنشاء أو اختياراً، ونسبته إلى أبيه مشكوك فيها، وإن كان استفاد أصله من أبيه؛ فتجعل عهدته عليه لا على أبيه.

- قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت محمد بن إدريس الشافعي قال: ذكر لمالك حديثا، فقال: من حدثك؟ فذكر إسنادا له منقطعا، فقال: (اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح). رواه العقيلي وابن عدي.
- وقال الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: سأل رجلٌ عبدَ الرحمن بن زيد بن أسلم: حدثك أبوك، عن أبيه، عن جده أن سفينة نوح طافت بالبيت وصلت ركعتين؟
قال: (نعم). رواه ابن عديّ.
وهذا الخبر مما استنكره العلماء على عبد الرحمن بن زيد، وإن كان يُروى بعضه عن وهب منبه بذكر الطواف دون الصلاة، ومن غير النص على أنه طواف العبادة، فقد يكون طوافاً مجرداً؛ وهو خبر إسرائيلي، فقد يكون زيد في أصله والتبعة على غيره، وقد يكون عبد الرحمن بن زيد فهم منه طواف العبادة واستتبع توابعه، لا أنّه تعمّد وضع خبر لا أصل له عنده، ولكنّه ضعيف في ضبط الروايات.
- قال خالد بن خداش: قال لي الدراوردي ومعن وعامة أهل المدينة لا ترد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبد الله بن زيد). رواه العقيلي في الضعفاء، وأبو الحسن الميموني في مسائله.
- وقال أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: سمعت أبا عبد الله، يقول: (عبد الله بن زيد بن أسلم أثبت من عبد الرحمن).
قلت: أثبت؟
قال: نعم.
فقلت: فعبد الرحمن؟
قال: (كذا، ليس مثله، وضعف من أمره قليلاً). رواه العقيلي.
- وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله: كيف حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟
فقال: (أخوه أثبت، يعني عبد الله بن زيد بن أسلم). رواه الفسوي.

- وقال أبو طالب أيضاً: سألت أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد بن أسلم؛ قال: (أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله هم ثلاثة؛ فأما أسامة، وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان، وعبد الله ثقة). رواه ابن عدي.
- وقال البخاري في التاريخ الكبير: (ضعَّفه عليٌّ [بن المديني ] جدا).
- وقال ابن أبي خيثمة: (سئل يحيى بن معين، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟
فقال: ضعيف)
.
- وقال أحمد بن علي بن المثنى: سمعت يحيى بن معين وسئل عن بني زيد بن أسلم فقال: (ليسوا بشيء ثلاثتهم، يعني: أسامة، وعبد الله، وعبد الرحمن). رواه ابن عدي.
- وقال الحسين بن عبد الله الذارع: قال أبو داود: (أولاد زيد بن أسلم: عبد الله، وأسامة، وعبد الرحمن، كلهم ضعيف، وعبد الله أمثلهم). رواه العقيلي.
- وقال ابن سعد: (كان كثير الحديث ضعيفا جداً).
- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: (ليس بقوي الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً).
- وقال ابن عدي: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم له أحاديث حسان وقد روى عنه - كما ذكرت - يونس بن عبيد وسفيان بن عيينة حديثين، وروى معتمر عن آخر عنه، وهو ممن احتمله الناس، وصدَّقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه).

توفي عبد الرحمن بن زيد بالمدينة سنة 182هـ، قاله إبراهيم بن حمزة فيما رواه البخاري في التاريخ الكبير، والزبير بن بكار فيما رواه ابن أبي خيثمة.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة ثمانين ومائة.
- وقال ابن سعد: (توفي بالمدينة في أول خلافة هارون).
وهارون الرشيد تولى الخلافة سنة 170هـ ، ومات سنة 193هـ، والقول الأول أرجح.
- قال أبو إبراهيم الترجماني: رأيت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم على عينيه خرقة، وابنه يقوده حتى يجيء إلى قبر النبي وأبي بكر وعمر فسألته عن الخرقة التي على عينيه، فقيل: إنه بكى حتى ذهب بصره). رواه ابن أبي خيثمة.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة