تفسير سورة الكهف
[ من الآية (99) إلى الآية (102) ]
{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)}
قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفحسب الّذين كفروا (102)
قرأ الأعشى عن أبي بكر (أفحسب الذين) ساكنة السين، مضمومة الباء، وهي قراءة علي بن أبي طالب.
وقرأ الباقون (أفحسب الذين كفروا) بكسر السين، وفتح الباء.
قال أبو منصور: من قرأ (أفحسب الذين) فمعناه: أفظن الذين كفروا، من حسب يحسب ويحسب.
ومن قرأ (أفحسب الذين كفروا)
فتأويله: أفيكفيهم أن يتخذوا العباد أولياء من دون الله، ثم بيّن جزاءهم فقال: (إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلًا).
وتأويل من قرأ (أفحسب): أفحسبوا أن ينفعهم اتخاذهم عبادي أولياء). [معاني القراءات وعللها: 2/127]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وابن عباس عليهما السلام وابن يعمَر والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة وابن كثير بخلاف، ونعيم بن ميسرة والضحاك ويعقوب وابن أبي ليلى: [أَفَحَسْبُ الَّذِينَ].
قال أبو الفتح: أي أَفَحَسْبُ الَّذِينَ كفروا وحظُّهم ومطلوبُهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء؟ بل يجب أن يعتدُّوا أنفسهم مثلهم، فيكونوا كلهم عبيدا وأولياء لي. ونحوه قول الله تعالى : {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ}، أي: اتخذتَهم عبيدًا لك، وهذا أيضا هو المعنى إذا كانت القراءة: [أَفَحَسِب الَّذِينَ كَفَرُوا]، إلا أن [حَسْبُ] ساكنة السين أذهب في الذم لهم؛ وذلك لأنه جعله غاية مرادهم ومجموع مطلبهم، وليست القراءة الأخرى كذا). [المحتسب: 2/34]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفحسب الّذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء}
قرأ الأعشى عن أبي بكر {أفحسب الّذين كفروا} برفع الباء وسكون السّين وتأويله أفيكفيهم أن يتخذوا العباد أولياء من دون الله وموضع {أن يتخذوا} رفع بفعله
وقرأ الباقون {أفحسب الّذين كفروا} أي أفحسبوا أن ينفعهم اتخاذهم عبادي أولياء وموضع أن نصب بوقوع الظّن عليه). [حجة القراءات: 436]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين