الشفاء من الحسد
تمهيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإنّ الحسد داء دويّ وبلاء مستشرٍ يُضرّ به الحاسد والمحسود، ويتعدّى أثره إلى الأمم والديار والثمار والأعمال؛ فكم من قرية كانت عامرة ذات خيرات وافرة ونعم حاضرة تركها الحسدُ بلاقع بعد زين، وأثراً بعد عين، وكم من رجلٍ استهان بشأن الحسد فأصابه من شرّه ما عوّقه عن كثير من آماله وثمرات أعماله، وأوقعه في آفات ومحن.
وللحسد أحكام كثيرة في شريعة الإسلام تتعلّق بالحاسد والمحسود وبما يُحسد عليه، فيها بيان الهدى إلى سبيل السلامة من شرّ الحسد، والتحرّز من خطره.
ولو لم يكن من دلائل خطره إلا أمر الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلم وأمّته من بعده بالاستعاذة به من شرّ الحاسد لكان كافيا لكلّ ذي لبّ أن يعلم أنّ فيه من الشرّ ما يوجب الاستعاذة بالله منه والاجتهاد في النجاة منه.
وقد منّ الله عليّ بإعداد دورة علمية في علاج الحسد، وبيان حقيقته وأنواعه وأسبابه وآثاره وأحكامه وكيف يكون التحصن منه ودفع شره ورفعه، وكيف يتعافى منه الحاسد والمحسود.
وكان المقصدَ من تلك الدورة العلمية التفقّهُ في هذا الباب بما دلّ عليه الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، والاستفادةُ من خلاصة أقوال العلماء في هذا الباب المهم الذي عمّ به البلاء، واختلف الناس في أصل تصوّر حقيقته وآثاره وطرق علاجه اختلافاً كثيراً.
وكان الحديث في تلك الدورة منتظماً في رسائل مختصرة غير مطوّلة ، حرصت فيها على التفصيل والتأصيل من غير تطويل ولا إخلال، نصحاً لنفسي وإخواني بذكر ما أحسب أنه من المهمّ معرفته في شأن الحسَد.
ثمّ حُبّب إليّ أن أجمع تلك الرسائل في كتاب رجاء أن يسهل تداولها، وينتشر الانتفاع بها، وأسأل الله تعالى بمنّه وكرمه العفو والقبول، وأن يوزعنا شكر نعمته، ويوفّقنا لحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه سميع عليم.
العناصر: [اضغط على الرابط لتطّلع على التفصيل]
(1) تمهيد.
(2) علاج الحسد معرفي وسلوكي.
(3) أضرار الجهل بهدى الشريعة في علاج الحسد.
(4) المراد بالحاسد في قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد}.
(5) معنى الحسد وبيان أنواعه.
(6) الفرق بين الحسد والغبطة.
(7) الغبطة مصرف شرعي لقوّة النفس الحاسدة.
(8) أصل معنى الحسد في اللغة.
(9) أنواع الحاسدين.
(10) ما هو شر الحاسد؟
(11) الرد على من أنكر العين.
(12) حكم الحسد.
(13) الأسباب التي تحمل على الحسد.
(14) ذمّ الحسد.
(15) فضل من لا يحسد.
(16) درجات الحسد.
(17) معنى التقييد بإذا في قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد}.
(18) حقيقة الحسد وتأثيره.
(19) السبيل إلى السلامة من الحسد.
(20) أصول علاج الحاسد والمحسود.
(21) كيف يعالج الحاسد نفسه.
(22) علاج المحسود.
(23) الحسد دائر بين العقوبة والابتلاء.
(24) من أسباب العقوبة بالحسد التي قد يُغفل عنها.
(25) الابتلاء بالحسد.
(26) من فقه الابتلاء.
(27) التوسّط في شأن الحسد بين الغلوّ والتفريط.
(28) تلخيص علاج الحسد.
(29) الخاتمة.
(30) ملحق.