العودة   جمهرة العلوم > المنتديات > منتدى جمهرة التفاسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 صفر 1436هـ/3-12-2014م, 03:02 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي تاريخ علم التفسير

تاريخ علم التفسير

الحمد لله الذي أنزل كتابه المبين، وجعله رحمة وذكرى للعالمين ، وهدى وبشرى للمؤمنين، وتكفّل بحفظه وبيانه، ويسّر ألفاظه للحفظ، ومعانيه للفهم، وهداه للعمل، وجَعَلَ خيرَ الناسِ من تعلّمه وعلّمه، وشرّف العلماء ببيان ما فيه من البينات والهدى؛ فأخرج بهم من شاء من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، فصاورا بعد الضلالة هداة مهتدين، وبعد الجهالة علماء ربانيين {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.
والصلاة والسلام على النبي الكريم، والرسول الأمين، الذي بلّغ ما أنزل إليه من ربّه أحسن البلاغ، وبيّنه أحسن البيان، فقامت به الحجة، وتمّت به النعمة، واكتمل به الدين.
وجعل كتابه العظيم مهيمنا على ما قبله، وحاكماً بين عباده، وفرقانا بين الحقّ والباطل، وهادياً للتي هي أقوم، وجعل الفقه فيه حكمة يؤتيها من يشاء، وعلماً مبارَكاً يحمله من كلّ قرن خيرة أهله؛ يحسنون تعلّمه وتعليمه، وتلاوته واتّباعه، فكان أول هذا الشرف لصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ إذ شرّفهم الله بحمل أمانته واتّباع هداه، حتى رفعهم به ونفعهم، وبلّغ بهم ألفاظه ومعانيه، وبصّر بهم سبلَ التفقّه فيه؛ ثم حمله التابعين لهم بإحسان، فتعلّموا تلاوته وتأويله، وأقاموا حروفه وحدوده، ولم يزل كل قرن يأخذ عن أسلافه، ولكلّ إمام من يأتمّ به، حتى ارتفع منار علم التفسير، وكثرت المؤلفات فيه واختلفت، وتنوّعت في مشاربها ومناهجها واتّسعت؛ وكتب في التفسير بعض من لم يحسن، فأشاعوا من الأقوال الخاطئة والروايات الباطلة ما أشاعوا؛ فانتصب أئمة المفسّرين لجمع المرويات والأقوال ونقدها، وبيان ما اقتضاه اجتهادهم من قبولها وردّها ، واختلفت مناهجهم في الجمع والتقريب والتمييز والتمحيص؛ فدعت حاجة طلاب العلم والباحثين إلى معرفة تاريخ هذا العلم، وتبيّن نشأته وتدوينه، وطرائق حمله وتبليغه، وأسباب كثرة التفاسير واختلافها، ومصادر استمدادها وأسباب اتّساعها، حتى يكون على بيّنة من المؤلفات في هذا العلم الجليل، ويميّز مراتب المفسّرين وتفاسيرهم، ويعرف ما لكلّ تفسير من مزايا وما عليه من مؤاخذت.
ولمّا رأيت كثرة المعلومات في هذا الباب حرصت على تلخيصها وتقريبها، وتبيينها بتفصيل مقتضب، أقتصر فيه على زُبد المهمّات، وبعض الفوائد والتنبيهات.
وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد، والهداية إلى سبيل الرشاد، وأن يتقبّل هذا العمل بقبوله الحسن، وأن ينفع به طلاب العلم ، ويبارك فيه بركة من عنده إنه حميد مجيد، وبما رجي منه جدير.

فوائد معرفة تاريخ علم التفسير
لدراسة تاريخ علم التفسير فوائد جليلة منها:
1: التعرّف على نشأة علم التفسير، وكيف كانت طريقة تعلّمه وتعليمه.
2: معرفة بدايات تدوينه، وتدرّج التأليف فيه، وكيف تكوّنت هذه التفاسير الكبيرة.
3: معرفة معالم مهمّة من مناهج التأليف في التفسير.
4: معرفة أئمة المفسّرين، ومراتبهم، وتنوّع عناياتهم في التفسير.
5: معرفة أسباب شهرة التفاسير المشتهرة، ومصادر استمدادها، وأقوال النقاد فيها، وما امتازت به من جوانب الإجادة والإحسان، وما أخذ على بعضها من جوانب الضعف والتقصير.
6: إدراك جملة من أصول التفسير وعلله.
7: التعرّف على المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف في التفسير، وأقوال اللغويين، ومظانّ جمعها ونقدها وتحريرها.
8: معرفة أسباب انتشار بعض المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة، وبدع التفاسير، وما بذله العلماء من أعمال جليلة في نقدها وردّها.

وهذه المعارف الجليلة تفيد طالب علم التفسير فوائد كثيرة في تصوّره لمسائل أصول التفسير، وفي تنظيم طلبه لعلم التفسير، وتدرّج قراءاته فيه، وإحسان دراسة مسائله.


التوقيع :

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة