قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على (في القتلى) [178] حسن غير تام لأن قوله: (الحر بالحر) تابسع لـ (القصاص) فلا يتم الوقف قبله. والوقف على قوله: (والأنثى بالأنثى) حسن غير تام. والوقف على قوله: (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) حسن، وتمام الكلام عند قوله: (فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) [182]. ).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/543]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({في القتلى} كاف، ومثله: {بالأنثى}، {من ربكم ورحمة} كاف، وقيل: تام).[المكتفى: 180]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({في القتلى – 178 – ط}.
{بالأنثى- 178 – ط} لأن العفو إعطاء الدية صلحًا فكان خارجًا عن أصل موجب القتل فكان مستأنفًا. {بإحسان – 178 – ط}. {ورحمة – 178 – ط} لأن الاعتداء خارج عن أصل الموجب وفرعه فكان مستأنفًا.
[علل الوقوف: 1/270]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (في القتلى (حسن) إن رفع ما بعده بالابتداء وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدر والتقدير أن يقاس الحر بالحر ومثله الأنثى بالأنثى
بإحسان (جائز)
ورحمة (كاف)
عذاب أليم (تام)
في القصاص حياة (كاف) كذا قبل وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلاَّ أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي فتقول يا أيها الناس اتقوا ربكم يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ومن قال يضمر قبل النداء فعل تقديره اعلموا يا أولي الألباب قوله فاسد لأن الأوامر والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته رسموا أولى بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجر فرقًا بينها وبين إلى التي هي حرف جر كما فرق بين أولئك التي هي اسم إشارة وبين إليك جارًا ومجرورًا أولى منادى مضاف وعلامة نصبه الياء
تتقون (تام) حذف مفعوله تقديره القتل بالخوف من القصاص).[منار الهدى: 54]
- تفسير