قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((خشية الإنفاق) [100] حسن.
ومثله: (اسكنوا الأرض) [104]، (جئنا بكم لفيفا).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/755]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال الدينوري: {بصائر} تام. وهو كاف. {اسكنوا الأرض} كاف. {بكم لفيفًا} تام. أي: جميعًا).[المكتفى: 364]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({بصائر- 102- ج} للابتداء بأن مع اتحاد القائل والمراد. {جميعًا- 103- لا} للعطف. {لفيفًا- 104- ط}. لانقطاع النظم والمعنى، لن ما قبله بيان وتد الآخرة في المآل، وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال). [علل الوقوف: 2/652]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بينات (جائز) ومثله بني إسرائيل إن نصب إذ باذكر مقدرًا أي فاسأل عن قصة بني إسرائيل إذ جاءهم سلى نبيه محمَّدًا بما جرى لموسى مع فرعون وقومه وليس بوقف إن جعل إذ معمولاً لآتينا ويكون قوله فاسأل بني إسرائيل اعتراضًا
مسحورًا (كاف)
بصائر (حسن) وقال الدينوري تام أي أنزلها بصائر فبصائر حال من مقدر بناء على أنَّ ما بعد إلاَّ لا يكون معمولاً لما قبلها وقيل ما قبلها يعمل فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا مستثنى منه ولا تابعًا له.
لقد علمت ليس بوقف على القراءتين في علمت فقد قرأ الجمهور علمت بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله إنه مسحور أي قد علمت إن ما جئت به ليس سحرًا وقرأ الكسائي علمت بضم التاء بإسناد الفعل لضمير موسى أي إني متحقق إن ما جئت به هو منزل من عند الله.
مثبورًا (كاف) وجميعًا والأرض ولفيفًا كلها وقوف كافية قال السجاوندي ما قبل لفيفًا بيان وعد الآخرة في المآل وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال بأنَّه حق وما جاء به حق).[منار الهدى: 227-228]
- أقوال المفسرين