قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((سأنزل مثل ما أنزل الله) [93] حسن.
ومثله: (وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) [94].)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/640 - 641]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({مثل ما أنزل الله} كاف. ومثله {وراء ظهوركم}. {كنتم تزعمون} تام.)[المكتفى: 255]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أنزل الله- 93- ط}. {أيديهم- 93- ج}. لانتساق الكلام معنى، مع تقدير حذف، أي: يقولون أخرجوا. {أنفسكم- 93- ط}. لأن المراد من اليوم يوم القيامة. {ظهوركم- 94- ج}. لاتحاد المقول، والوقف أوضح لابتداء النفي وانقطاع النظم.) [علل الوقوف: 2/483]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مثل ما أنزل الله (حسن) وقيل تام
غمرات الموت (كاف) وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرًا عظيمًا والظالمون مبتدأ خبره في غمرات الموت
باسطو أيديهم (جائز) قال ابن عباس باسطو أيديهم بالعذاب
أنفسكم (حسن) على تقدير محذوف أي يقولون أخرجوا أنفسكم وهذا القول في الدنيا وقيل في الآخرة والمعنى خلصوا أنفسكم من العذاب والوقف على قوله اليوم والابتداء بقوله تجزون عذاب الهون وقيل اليوم منصوب بتجزون والوقف حينئذ على أنفسكم والابتداء بقوله اليوم والمراد باليوم وقت الاحتضار أو يوم القيامة
غير الحق (كاف) إن جعل ما بعده مستأنفًا وليس بوقف إن عطف على بما كنتم معللاً جزاء العذاب بكذبهم على الله وباستكبارهم عن آياته
تستكبرون (كاف) وقيل تام لأنَّه آخر كلام الملائكة
وراء ظهوركم (حسن) للابتداء بالنفي
شركاء (أحسن)
بينكم (كاف)
تزعمون (تام))[منار الهدى: 135]
- أقوال المفسرين