قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((أنهم لا يرجعون) [95] تام أي: لا يتوب منهم تائب.
(قد كنا في غفلة من هذا) [97] تام. (بل كنا ظالمين) تام.
وقوله: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) وقف حسن. وقال السجستاني: لما قال: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) [96] كان الأول بغير جواب، فلما قال: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) كان في ذا ما يغني عن الجواب. قال أبو بكر: وليس كما قال لأن قوله: (واقترب الوعد الحق) [97] هو الجواب كأنه قال «حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب» والواو مقحمة لمعنى التعجب كما يقول في الكلام «وأي رجل زيد»).[إيضاح الوقف والابتداء:2/778 - 779]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({لا يرجعون} تام. ومثله {في غفلةٍ من هذا} {ظالمين} أتم منه أيضًا. {أبصار الذين كفروا} كاف.).[المكتفى: 389]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({كفروا- 97- ط} لأن التقدير: يقولون يا ويلنا). [علل الوقوف: 2/711]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أهلكناها ليس بوقف لأنَّ أن منصوبة بما قبلها
لا يرجعون (تام)
ينسلون (حسن) على استئناف
ما بعده وليس بوقف إن جعل جواب إذا اقترب الوعد والواو زائدة وإن جعل جوابها يا ويلنا لا وقف من قوله حتى إذا فتحت إلى ظالمين وهو (كاف) ومن وقف فإذا هي واقعة يعني يوم القيامة ثم يبتدئ شاخصة أبصار الذين كفروا على أنَّ الفاء في جواب إذا السابقة وإذا الثانية الفجائية وهي ضمير القصة مبتدأ وهي زائدة وأبصار مبتدأ ثان وشاخصة خبره والجملة خبر عن ضمير القصة).[منار الهدى: 252 - 253]
- أقوال المفسرين