نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ في الحَياةِ الدًنيا} الآية
قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وقال: إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم إني لصادق وذلك قوله: {ويشهد الله على في قلبه} ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه: {وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ} ). [أسباب النزول:57 - 58]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} [الآية: 204]
1 - قال الواحدي قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي بالمدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي ذلك منه وقال إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم أنني صادق وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه ثم خرج من عند النبي فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل
قلت أسند بعضه الطبري من رواية أسباط عن السدي قال في قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآيتين نزلتا في الأخنس
وقال عبد بن حميد حدثنا يعلى هو ابن عبيد سمعت الكلبي يقول كنت جالسا بمكة فسألني رجل عن هذه الآية فقلت نزلت في الأخنس فلما قمت تبعني شاب من ولده فقال إن القرآن إنما أنزل في أهل مكة فإن رأيت أن لا تسمي أحدا حتى تخرج منها فافعل
وعزاه الثعلبي للسدي والكلبي ومقاتل وساقه مطولا بلفظ مقاتل وساق مقاتل نسب الأخنس إلى ثقيف ونسب أمه ريطة إلى بني عامر بن لؤي قال وكان عديد بني زهرة وكان يأتي النبي بالمدينة فيخبره أنه يحبه
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق بسنده المتكرر إلى ابن عباس
قال لما أصيبت السرية أصحاب خبيب بالرجيع بين مكة والمدينة قال رجال من المنافقين يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا لا هم قعدوا في بيوتهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله في ذلك ومن الناس من يعجبك إلى قوله على ما في قلبه أي من النفاق وهو ألد الخصام أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك وإذا تولى أي خرج من عندك إلى قوله المهاد وأنزل في السرية المذكورة ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
وفي لفظ من هذا الوجه لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرثد بالرجيع قال رجال من المنافقين فذكر نحوه
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية ومن الناس من يعجبك قوله قال هذا عبد كان حسن القول سيء العمل كان يأتي رسول الله فيحسن له القول فإذا خرج سعى في الأرض ليفسد فيها
ومن طريق أبي معشر سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب
فقال إن في بعض الكتب إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر الحديث فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية فقال محمد بن كعب إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد
ومن طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن كعب القرظي عن نوف وكان يقرأ الكتب فذكر نحو صدر الحديث قال
فقال محمد بن كعب تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال
نزلت في رجل كان يأتي إلى النبي فيقول أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق من عند الله حتى يعجب النبي بقوله ثم يقول وأيم الله يا رسول الله إن الله ليعلم أن الذي في قلبي على ما نطق به لساني قال وذلك قوله ويشهد الله على ما في قلبه
وساق الثعلبي قصة سرية الرجيع فقال وقال ابن عباس ومقاتل نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله إنا أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا وكان ذلك مكرا منهم فبعث إليهم خبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد وغيرهما فذكر القصة مطولة وقوله فيها إن قريشا هم الذين بعثوا في ذلك منكر مردود والقصة في الصحيح والمغازي لموسى بن عقبة وابن إسحاق لغير قريش وذلك أشهر من أن يستدل عليه). [العجاب في بيان الأسباب:519 - 1/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما أصيب السرية التي فيها عاصم ومرثد، قال رجلان: من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، فأنزل الله {ومن الناس من يعجبك قوله} الآية.
أخرج ابن جرير عن السدي قال: نزلت في الأخنسن شريق، أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأظهر له الإسلام، فأعجبه ذلك منه، ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر، فأنزل الله الآية). [لباب النقول: 40]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين