العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > آداب تلاوة القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 20 جمادى الأولى 1434هـ/31-03-2013م, 06:33 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

الحث على العمل بالقرآن

أثر أبي موسى الأشعري:
{...من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زجّ به في قفاه، فقذفه في النّار}.
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) :
(
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: نا شجاع بن مخلدٍ قال: نا ابن عليّة قال: نا زياد بن مخراقٍ عن معاوية بن قرّة عن أبي كنانة: أنّ أبا موسى الأشعريّ جمع الّذين قرأوا القرآن، وهم قريبٌ من ثلاثمائةٍ، فعظّم القرآن، وقال: إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زجّ به في قفاه، فقذفه في النّار.).[أخلاق حملة القرآن: --](م)

حديث معاذ الجهني: {من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (
حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان السّجستانيّ ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا ابن وهبٍ قال: أخبرني يحيى بن أيّوب عن زبّان بن فائدٍ عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل بهذا»
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر عيسى عليه السلام: {طوبى لمن قرأ القرآن، ثمّ عمل به}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: أنا شجاع بن مخلدٍ قال: أنا يعلى بن عبيدٍ عن الأعمش عن خيثمة قال: مرّت امرأةٌ بعيسى بن مريم فقالت: طوبى لحجرٍ حملك، ولثديٍ رضعت منه، فقال عيسى: طوبى لمن قرأ القرآن، ثمّ عمل به). [أخلاق حملة القرآن: --](م)


أثر عبد الله بن مسعود: {ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
: ( حدثنا حجاج، ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» ) [فضائل القرآن: ]


أثر سالم مولى حذيفة رضي الله عنه: {بئس حامل القرآن أنا إذاً}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثني الحكم بن محمد قال: وكان من أهل العلم أسنده إلى سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار.
فقال: « بئس حامل القرآن أنا إذاً !») [فضائل القرآن:](م)

أثر الحسن رضي الله عنه: {...وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه...}

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: " تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه، لا يدرون ما تأويله، قال الله تعالى :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} , وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه، وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه، ثم يقول أحدكم: تعال يا فلان، أقارئك , متى كانت القراء تفعل هذا ؟! ما هؤلاء بالقراء , ولا الحكماء , ولا الحلماء، لا أكثر الله في الناس أمثالهم" ). [فضائل القرآن:](م)

أثر الحسن بن علي رضي الله عنه**: {اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
: ( يروى عن الحسن بن علي ؛ حدثت عن خلف بن خليفة، عن أبان المكتب، عن أبي هاشم، عن الحسن بن علي، قال: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه». ). [فضائل القران: ؟؟](م)


أثر الحسن: {«إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه»}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
: ( حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: «إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه». ).
[فضائل القران: ؟؟](م)

حديث نافع أبو سهيل رضي الله عنه مرفوعا: {اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا أحمد بن عثمان، عن ابن المبارك، عن يحيى، أو عيسى بن عبد الرحمن، عن محمد بن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه» ). [فضائل القران: ؟؟](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه. ). [جمال القراء:1/106] (م)

أثر أبي الدرداء رضي الله عنه: {
اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء إن ابني هذا قد جمع القرآن.
فقال: «اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع». ). [فضائل القران: ؟؟](م)


أثر سلمان وزيد بن صوحان: {أكون مع القرآن...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
:( حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن جبلة بن سحيم، قال: حدثني من سمع سلمان, يقول لزيد بن صوحان: «كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟».

قال: أكون مع القرآن.
قال: «أنت إذا أنت , يا ابن أم زيد». ). [فضائل القران: ؟؟](م)

أثر حذيفة وعامر بن مطر: {كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا مع أيهما تكون ؟...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
: (حدثني قبيصة، عن سفيان، عن جبلة بن سحيم، عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». ). [فضائل القران: ؟؟](م)

أثر ابن جريج رضي الله عنه في قوله تعالى:
{فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا حجاج، عن ابن جريج في قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم} , قال: «القرآن» , {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به}, قال: «بالقرآن». ). [فضائل القران: ؟؟](م)

أثر ابن عباس رضي الله عنه:
{قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}, قال: «يتبعونه حق اتباعه».}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}, قال: «يتبعونه حق اتباعه».
قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها أي تبعها».
قال أبو عبيد : حدثنا هشيم، عن داود، عن عكرمة في قوله تعالى :{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} مثل ذلك، ولم يذكره عن ابن عباس. قال أبو عبيد: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، في هذه الآية مثل ذلك. ). [فضائل القران: ؟؟](م)

حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه }
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثني أبو أيوب الدمشقي، عن الحسن بن يحيى الخشني، قال: حدثنا زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:«كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه » ) [فضائل القرآن:](م)

حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : {« قال الله جل ثناؤه: {إنك لعلى خلق عظيم }،كان خلقه القرآن»}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا أحمد بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن المبارك بن فضالة، قال: حدثنا الحسن، عن سعد بن هشام، قال: قلت لعائشة رضوان الله عليها: ما كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم ؟ .
فقالت: « قال الله جل ثناؤه: {إنك لعلى خلق عظيم }،كان خلقه القرآن» ) [فضائل القرآن:](م)

أثر عائشة رضي الله عنها: {لما نزلت سورة النور...}

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن أبي عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: (لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا) ). [فضائل القرآن:]

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: {إن لهذا القرآن شرة , ثم إن للناس عنه فترة...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو معشر , عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن لهذا القرآن شرة , ثم إن للناس عنه فترة , فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هو, ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئكم بور)).) [سنن سعيد بن منصور: 497](م)

أثر حذيفة رضي الله عنه: {إنا قوم أوتينا الإيمان قبل أن نؤتى القرآن...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان, عن إسماعيل بن أبي خالد , عن أبي السفر قال: قال حذيفة: "إنا قوم أوتينا الإيمان قبل أن نؤتى القرآن , وإنكم قوم أوتيتم القرآن قبل أن تؤتوا الإيمان"). [سنن سعيد بن منصور: 206](م)

أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {
ولكن انظروا إلى من يعمل به...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا حديج بن معاوية , عن أبي إسحاق قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]

أثر الحسن: {
إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ)
: (حدثنا أبو شهاب, عن الصلت بن بهرام, عن الحسن قال:إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان, لم يأخذوه من أوله, ولا علم لهم بتأويله, إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله, قال الله تبارك وتعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله, يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك, والله ما كانت القراء تفعل هذا, والله ما هم بالقراء, ولا الورعة, لا كثر الله في الناس أمثالهم لا كثر الله في الناس أمثالهم).
[سنن سعيد بن منصور:422](م)


أثر أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله: {...كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل...}
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : "إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن (1) إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل ، قال : فتعلمنا العلم والعمل جميعا ، وأنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا ، وأشار بيده إلى حنكه"). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا إسحاق بن موسى قال : حدثنا معن بن عيسى قال : عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)

أثر الحسن رضي الله عنه: {
...أحق الناس بهذا القرآن من تبعه بعمله...}
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي : أنه سمع الحسن يقول : « إن المسلمين شهود الله في الأرض يعرضون أعمال بني آدم على كتاب الله ، فما واطأ كتاب الله حمدوا الله عليه ، وما خالف كتاب الله عرفوا بهذا القرآن ضلالة من ضل من خلقه ، وإن من أشرار الناس أقواما قرءوا هذا القرآن لا يعلمون السنة ، وإن أحق الناس بهذا القرآن من تبعه بعمله ، وإن كان لا يقرأ ». ). [فضائل القرآن: ؟؟]
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ)
: (حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا معمر ، . . . عن يحيى بن المختار ، عن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (7)
وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده (8) ، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني عمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، فذكر مثله). [فضائل القرآن:](م)

كلام
الآجري في قوله تعالى: {
فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( ... ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ {فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}، وقال عزّ وجلّ: {وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون} إلى قوله: {واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون}.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

أثر الحسن رضي الله عنه: {
الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه من الأمثال...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
وحدّثنا أبو بكرٍ أيضاً، قال: نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ، قال: نا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، قال: سمعت أبا عبيدة النّاجيّ، يقول: إنّه سمع الحسن، يقول: (الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه من الأمثال، وكونوا فيه من أهل البصر). ثمّ قال: (رحم الله عبداً عرض نفسه، وعمله على كتاب الله، فإنّ وافق كتاب الله حمد الله، وسأله الزّيادة، وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه، ورجع من قريبٍ)
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر أبي موسى الأشعري رضى الله عنه: {إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: نا شجاع بن مخلدٍ قال: نا ابن عليّة قال: نا زياد بن مخراقٍ عن معاوية بن قرّة عن أبي كنانة: أنّ أبا موسى الأشعريّ جمع الّذين قرأوا القرآن، وهم قريبٌ من ثلاثمائةٍ، فعظّم القرآن، وقال:
إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر الحسن: {
من أحبّ أن يعلم ما هو، فليعرض نفسه على القرآن}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ):
(حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ، قال: نا الحسين بن الًحسن المروزيّ، قال: نا ابن المبارك، قال: نا سالمٌ المكيٌّ، عن الحسن، قال: (من أحبّ أن يعلم ما هو، فليعرض نفسه على القرآن)
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر مجاهد: { قوله عزّ وجلّ {يتلونه حقّ تلاوته}، قال: يعملون به حقّ عمله}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
وحدّثنا أبو محمّدٍ أيضاً قال: نا الحسين قال: نا عبد الله قال: نا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاءٍ وقيس بن سعدٍ عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ {يتلونه حقّ تلاوته} [البقرة 2/121]، قال:
يعملون به حقّ عمله
). [أخلاق حملة القرآن: --](م).

أثر عمرو بن العاص: {فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن أبي داود، قال: نا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو، قال: نا ابن وهبٍ، قال: نا يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: (من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه
). [أخلاق حملة القرآن: --](م).

كلام الآجرى: {
وقال الله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته}، قيل في التّفسير: (يعملون به حقّ عمله)}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (باب: ذكر أخلاق أهل القرآن
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن علّمه الله القرآن، وفضّله على غيره ممّن لم يعلم كتابه، وأحبّ أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصّته، وممّن وعده الله من الفضل العظيم؛ لزوم ما تقدّم ذكرنا له.
وقال الله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته}، قيل في التّفسير: (يعملون به حقّ عمله).). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

كلام الآجرى: {
يتّبع واجبات القرآن والسّنّة...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ):
(باب: ذكر أخلاق أهل القرآن

يتّبع واجبات القرآن والسّنّة، يأكل الطّعام بعلمٍ، ويشرب بعلمٍ، ويلبس بعلمٍ وينام بعلمٍ، ويجامع أهله بعلمٍ، ويصحب الإخوان بعلمٍ، يزورهم بعلمٍ، ويستأذن عليهم بعلمٍ، يجاور جاره بعلمٍ.
ويلزم نفسه برّ والديه، فيخفض لهما جناحه، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر إليهما بعين الوقار والرّحمة، يدعو لهما بالبقاء، ويشكر لهما عند الكبر، لا يضجر بهما، ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعةٍ أعانهما، وإن استعانا به على معصيةٍ لم يعنهما عليها، ورفق بهما في معصيته إيّاهما، يحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا ممّا لا يحسن بهما فعله، يصل الرّحم، ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، من عصى الله فيه، أطاع الله فيه.

يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.
إن أصيب بمصيبةٍ، فالقرآن والسّنّة له مؤدّبان، يحزن بعلمٍ، ويبكي بعلمٍ، ويصبر بعلمٍ، ويتطّهر بعلمٍ، ويصلي بعلمٍ، ويزكّي بعلمٍ، ويتصدّق بعلمٍ، ويصوم بعلمٍ ويحجّ بعلمٍ، ويجاهد بعلمٍ، ويكتسب بعلمٍ، وينفق بعلمٍ، وينبسط في الأمور بعلمٍ، وينقبض عنها بعلمٍ، قد أّدّبه القرآن والسّنّة.
يتصفّح القرآن ليؤدّب به نفسه، ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عزّ وجلّ عليه بجهلٍ، قد جعل العلم والفقه دليله إلى كلّ خيرٍ.
إذا درس القرآن فبحضور فهمٍ وعقلٍ، همّته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عزّ وجلّ، من اتّباع ما أمر، والانتهاء عمّا نهى، ليس همّته: متّى أختم السّورة؟، همّته: متّى استغني بالله عن غيره؟، متّى أكون من المتقين؟، متّى أكون من المحسنين؟، متّى أكون من المتوكّلين؟، متّى أكون من الخاشعين؟، متّى أكون من الصّابرين؟، متّى أكون من الصّادقين؟، متّى أكون من الخائفين؟، متّى أكون من الرّاجين؟
متّى أزهد في الدّنيا؟، متّى أرغب في الآخرة؟، متّى أتوب من الذّنوب؟، متّى أعرف النّعم المتواترة؟، متّى أشكر عليها؟، متّى أعقل عن الله -جلّت عظمته- الخطاب؟، متّى أفقه ما أتلو؟، متّى أغلب نفسي على هواها؟، متّى أجاهد في الله -عزّ وجلّ- حقّ الجهاد؟، متّى أحفظ لساني؟، متّى أغضّ طرفي؟، متّى أحفظ فرجي؟، متّى استحيى من الله -عزّ وجلّ- حقّ الحياء؟، متّى اشتغل بعيبي؟، متّى أصلح ما فسد من أمري؟، متّى أحاسب نفسي؟
متّى أتزوّد ليوم معادي؟، متّى أكون عن الله راضياً؟، متّى أكون بالله واثقاً؟، متّى أكون بزجر القرآن متّعظاً؟، متّى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً؟، متّى أحبّ ما أحبّ؟، متّى أبغض ما أبغض؟، متّى أنصح لله؟، متّى أخلص له عملي؟
متّى أقصّر أملي؟، متّى أتأهّب ليوم موتي وقد غيّب عني أجلي؟، متّى أعمّر قبري؟، متّى أفكّر في الموقف وشدّته؟، متّى أفكّر في خلوتي مع ربّي؟، متّى أفكّر في المنقلب؟
متّى أحذر ما حذّرني منه ربّي؟، من نارٍ حرّها شديدٌ، وقعرها بعيدٌ، وغمّها طويلٌ، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزّقوم، وشرابهم الحميم، كلّما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم النّدم، وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عزّ وجلّ، وركوبهم لمعاصي الله تعالى، فقال منهم قائلٌ: {يقول يا ليتني قدّمت لحياتي}، وقال قائلٌ: {ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت}، وقال قائلٌ: {يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها}، وقال قائلٌ: {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً}، وقالت فرقةٌ منهم -ووجوههم تتقلّب في أنواعٍ من العذاب- فقالوا: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسولا}.
فهذه النّار؛ يا معشر المسلمين؛ يا حملة القرآن، حذّرها الله المؤمنين في غير موضعٍ من كتابه، فقال عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، وقال عزّ وجلّ: {اتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين}، وقال عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ولتنظر نفسٌ مّا قدّمت لغدٍ واتّقوا الله إنّ الله خبيرٌ بما تعملون}.
ثمّ حذّر المؤمنين أن يغفلوا عمّا فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيّعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممّن فسق عن أمره، فعذّبه بأنواع العذاب.
وقال عزّ وجلّ: {ولا تكونوا كالّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}، ثمّ أعلم المؤمنين أنّه لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة، فقال عزّ وجلّ: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}.
فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
فمن كانت هذه صفته؛ أو ما قارب هذه الصّفة؛ فقد تلاه حقّ تلاوته، ورعاه حقّ رعايته، وكان له القرآن شاهداً، وشفيعاً، وأنيساً، وحرزاً.
ومن كان هذا وصفه؛ نفع نفسه، ونفع أهله، وعاد على والديه، وعلى ولده كلّ خيرٍ في الدّنيا والآخرة). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

حديث أبى سهل بن معاذ الجهنى: {
من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان السّجستانيّ، ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو، أنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يحيى بن أيّوب، عن زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل بهذا؟!)).
[أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر خثيمة: {...طوبى لمن قرأ القرآن، ثمّ عمل به}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ، قال: أنا شجاع بن مخلدٍ، قال: أنا يعلى بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: (مرّت امرأةٌ بعيسى بن مريم فقالت: طوبى لحجرٍ حملك، ولثديٍ رضعت منه، فقال عيسى: طوبى لمن قرأ القرآن، ثمّ عمل به).
[أخلاق حملة القرآن: --](م)

عن أبى عبد الله بن بريدة :{(يجيء القرآن يوم القيامة إلى الرّجل كالرّجل الشّاحب، فيقول له: من أنت؟، فيقول: أنا الّذي أظمأت نهارك، وأسهرت ليلك)}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
حدّثنا عمر بن أيوب السّقطيّ، ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((يجيء القرآن يوم القيامة إلى الرّجل كالرّجل الشّاحب، فيقول له: من أنت؟، فيقول: أنا الّذي أظمأت نهارك، وأسهرت ليلك)).
).[أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر بن عمر: {
وكان القرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العمل به...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (وحدّثنا ابن عبد الحميد أيضاً ثنا زهير بن محمّدٍ قال: أنا أبو نعيمٍ ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت أبي يذكر عن مجاهدٍ عن ابن عمر قال: كنّا صدر هذه الأمّة، وكان الرّجل من خيار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما معه إلا السّورة من القرآن، أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العمل به، وإنّ آخر هذه الأمّة يخفّف عليهم القرآن، حتّى يقرآه الصّبي والأعجميّ، فلا يعملون به. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر الحسن: {
قال الله عزّ وجلّ «كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبّروا آياته»، وما تدبّر آياته إلا اتّباعه والله يعلم...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا الحسين بن الحسن المروزيّ أنا ابن المبارك أنا معمرٌ عن يحيى بن المختار عن الحسن قال: إنّ هذا القرآن قد قرأه عبيدٌ وصبيانٌ، لا علم لهم بتأويله، ولم يتاوّلوا الأمر من أوّله، قال الله عزّ وجلّ «كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبّروا آياته» (ص 38/29)، وما تدبّر آياته إلا اتّباعه والله يعلم، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتّى إنّ أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كلّه، فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كلّه، ما يرى له القرآن في خلقٍ ولا عملٍ، حتّى إنّ أحدهم ليقول: إنّي لأقرأ السّورة في نفسٍ، والله ما هؤلاء بالقرّاء، ولا العلماء، ولا الحكماء، ولا الورعة، متّى كانت القرّاء تقول مثل هذا؟، لا كثّر الله في النّاس مثل هؤلاء).
[أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر بن مسعود: {ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ قال: ثنا العلاء بن سالمٍ ثنا شعيب بن حربٍ ثنا مالك بن مغولٍ عن المسيّب بن رافعٍ قال: قال عبد الله بن مسعودٍ رحمة الله عليه: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس مفطرون، وبورعه إذا النّاس يخلطون، وبتواضعه إذا النّاس يختالون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخوضون). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( هذه الأخبار كلّها تدلّ على ما تقدّم ذكرنا له من أنّ أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينةً لأخلاق من سواهم ممّن لم يعلم كعلمهم. إذا نزلت بهم الشّدائد لجؤوا إلى الله الكريم فيها، ولم يلجؤوا فيها إلى مخلوقٍ، وكان الله عزّ وجلّ أسبق إلى قلوبهم. قد تأدّبوا بأدب القرآن والسّنّة، فهم أعلامٌ يقتدى بفعالهم، لأنّهم خاصّة الله وأهله، و«أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون» (المجادلة 58/22).

أثر الفضيل: {...حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ ثنا الفضل بن زيادٍ ثنا عبد الصّمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ يقول: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجةً إلى أحدٍ من الخلق، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. قال: سمعت الفضيل يقول:
حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو.

- قال: وسمعت الفضيل يقول: إنّما نزل القرآن ليعمل به، فاتّخذ النّاس قراءته عملاً، أي ليحلّوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويقفوا عند متشابهه
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر بن أسباط: {...
واعلم أنّه من قرأ القرآن ثمّ آثر الدّنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين.}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (وحدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الورد يقول: كتب حذيفة المرعشيّ إلي يوسف بن أسباطٍ: بلّغني أنّك بعت دينك بحبّتين، وقفت على صاحب لبنٍ، فقلت: بكم هذا؟، فقال: هو لك بسدسٍ، فقلت: لا بثمنٍ، فقال: هو لك، وكان يعرفك، اكشف عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، واعلم أنّه من قرأ القرآن ثمّ آثر الدّنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أثر ميمون بن مهران: { لو صلح أهل القرآن صلح النّاس}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن صالحٍ البخاريّ ثنا مخلد بن الحسن بن أبي زميلٍ ثنا أبو المليح قال: كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس
). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

حديث أنس بن مالك: {«يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي»}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد السّوانيطيّ ثنا مقدام بن داود المصريّ ثنا أسد بن موسى ثنا عبد الله بن وهبٍ عن الماضي بن محمّدٍ عن أبان عن أنس بن مالكٍ قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي»

قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

كلام الآجرى: {...ورجلٌ قرأه، فأسهر ليله، وأظمأ نهاره، ومنع به شهوته، فجثوا في برانسهم، وركدوا في محاريبهم، بهم ينفي الله عزّ وجلّ عنّا العدوّ، وبهم يسقينا الله تعالى الغيث، وهذا الضّرب من أهل القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن مخلدٍ ثنا إبراهيم بن مهديٍّ ثنا أحمد ابن عبد الله بن خيرون ثنا العبّاس بن بكّارٍ الضّبيّ ثنا عيسى بن عمر النّحويّ قال: أقبلت حتّى أقمت عند الحسن، فسمعته يقول: قرّاء هذا القرآن ثلاثة رجالٍ: فرجلٌ قرأه فاتّخذه بضاعةً، ونقله من بلدٍ إلى بلدٍ، ورجلٌ قرأه، فأقام على حروفه، وضيّع حدوده، يقول: إنّي والله لا أسقط من القرآن حرفاً، كثّر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدّور، فوالله لهم أشدّ كبراً من صاحب السّرير على سريره، ومن صاحب المنبر على منبره، ورجلٌ قرأه، فأسهر ليله، وأظمأ نهاره، ومنع به شهوته، فجثوا في برانسهم، وركدوا في محاريبهم، بهم ينفي الله عزّ وجلّ عنّا العدوّ، وبهم يسقينا الله تعالى الغيث، وهذا الضّرب من أهل القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر.
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: الأخبار في هذا المعنى كثيرةٌ، ومرادي من هذا نصيحةٌ لأهل القرآن، لئلا يبطل سعيهم، إن هم طلبوا به شرف الدّنيا حرموا شرف الآخرة، إذ بذلوه لأهل الدّنيا طمعاً في دنياهم، أعاذ الله حملة القرآن من ذلك.
فينبغي لمن جلس يقرئ المسلمين أن يتأدّب بأدب القرآن، يقتضي ثوابه من الله تعالى، يستغني بالقرآن عن كلّ أحدٍ من الخلق، متواضعٌ في نفسه ليكون رفيعاً عند الله جلّت عظمته.
- حدّثنا عليّ بن إسحاق بن زاطيا ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا حمّاد ابن زيدٍ قال: سمعت أيّوب يقول: ينبغي للعالم أن يضع الرّماد على رأسه تواضعاً لله جلّت عظمته.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

حديث معقل بن يسار: {
«اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه...}
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو هاشمٍ عبد الغافر بن سلامة الحمصيّ، قال: نا محمّد بن عوفٍ الطّائيّ، قال: نا الرّبيع بن روحٍ، قال: نا محمّد بن خالدٍ، قال: نا عبيد اللّه بن أبي حميدٍ الهذليّ، عن أبي مليحٍ، عن معقل بن يسارٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل والزّبور، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، ويسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ، ما حلّ مصدّقٌ، ألا إنّي أعطيت بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة».). [الإبانة الكبرى: 6/ 143-144] (م)

حديث معقل بن يسار رضي الله عنه:
{«اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه...}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (ثني أبي, نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل , نا الحسن بن حبابة, نا محمد بن إسماعيل المباركي , نا علي بن عاصم , عن عبيد الله بن أبي حميد الهذلي , عن أبي مليح الهذلي‏, ‏ عن معقل بن يسار المزني قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ((‏اعملوا بالقرآن , أحلوا حلاله وحرموا حرامه , واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه , وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم , وما تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر من بعدي كيما يخبروكم به, وليسعكم القرآن ما فيه , فإنه شافع مشفع , وماحل مصدق , والقرآن نور يوم القيامة , ألا وإني أعطيت البقرة من الذكر الأول, وأعطيت طه وطواسين من ألواح موسى , وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش , لم يعطها أحد قبلي , وأعطاني ربي المفصل نافلة‏‏.)).). [فضائل القرآن وتلاوته:112 - 113م2] (م)

أثر أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله: {
قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..."}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (ثني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا محمد بن عبيد, نا حماد بن زيد , نا عطاء بن السائب‏, عن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)

أثر بن عباس: {وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه.

قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا أي يتبعه، {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} وقال غيره: يكونون أتباعا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به.). [جمال القراء:1/91](م)

حديث عائشة رضى الله عنها: {كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، يرضى برضاه، ويسخط بسخطه".).
[جمال القراء :1/103] (م)


أثر محمد بن كعب القرظى: {كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة اللون}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
( وعن محمد بن كعب القرظي قال: "كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة اللون".).
[جمال القراء :1/103] (م)


أثر بن مسعود: {ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ قال: ثنا العلاء بن سالمٍ ثنا شعيب بن حربٍ ثنا مالك بن مغولٍ عن المسيّب بن رافعٍ قال: قال عبد الله بن مسعودٍ رحمة الله عليه: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس مفطرون، وبورعه إذا النّاس يخلطون، وبتواضعه إذا النّاس يختالون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخوضون).
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: هذه الأخبار كلّها تدلّ على ما تقدّم ذكرنا له من أنّ أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينةً لأخلاق من سواهم ممّن لم يعلم كعلمهم. إذا نزلت بهم الشّدائد لجؤوا إلى الله الكريم فيها، ولم يلجؤوا فيها إلى مخلوقٍ، وكان الله عزّ وجلّ أسبق إلى قلوبهم. قد تأدّبوا بأدب القرآن والسّنّة، فهم أعلامٌ يقتدى بفعالهم، لأنّهم خاصّة الله وأهله، و«أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون» (المجادلة 58/22) .). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو – نعني قول عبد الله بن مسعود: "ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون. قال المسيب بن رافع – وأحسبه قال: وبحزنه إذا الناس يفرحون".). [جمال القراء :1/103] (م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
(وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.) [التبيان في آداب حملة القرآن:50- 51] (م)

أثر عبد الله بن عمرو: {ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد فيمن يجد، ولا أن يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله عز وجل...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
( وقول عبد الله بن عمرو: "من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه. ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد فيمن يجد، ولا أن يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله عز وجل".

وعنه "فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل"
قوله: أن يجد فيمن يجد: يريد – والله أعلم – ما يجد الناس فيه من أمور الدنيا، أو لا يتعاظم.). [جمال القراء :1/103](م)

أثر الحسن: {...إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه.}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه. ). [جمال القراء:1/106] (م)

كلام السخاوى: {...فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، فيتأدب بأدب القرآن...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد قبل الملك بين عينيه. قال: فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، فيتأدب بأدب القرآن، ويتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن.
فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله عز وجل في السر والعلانية، باستعماله الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، وأن يكون بصيرا بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلا على شأنه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره، حافظا للسانه، مميزا لكلامه، إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا، وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن من شره وسوء عاقبته، قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك، إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم، يكره المزاح خوفا من اللعب، فإن مزح قال حقا، باسط الوجه طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه فيكف بما ليس فيه، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحدا ولا يحقر أحدا ولا يسب أحدا، ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد ولا يحسده، ولا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق، فحينئذ يظن بعلم، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم.
قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظ لجميع جوارحه عما نهي عنه، إن مشي مشى بعلم، وإن قعد قعد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده، لا يجهل، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم، وإن ظلم عفا، لا يبغي، وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه، متوافد في نفسه، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله عز وجل لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه ودينه، لا يتأكل بالقرآن، ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه، كسب هو القليل بفقه وعلم.
إن لبس الناس اللين للتفاخر؛ لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسع عليه وسع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة، يأكل بعلم ويشرب بعلم، ويلبس بعلم وينام بعلم، ويجامع أهله بعلم، ويصحب الإخوان بعلم، ويزورهم بعلم ويستأذن عليهم بعلم ويسلم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم، ويلزم نفسه بر والديه، فيخفض لهما جناحه، يخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة، ويدعو لهما بالبقاء، ويرفق بهما عند الكبر، لا يضجر بهما ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعة أعانهما، وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب، ليرجعا عن قبح ما أرادا فيما لا يحسن بهما فعله.
يصل الرحم ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، من عصى الله فيه؛ أطاع الله الكريم فيه، يصحب المؤمنين بعلم، ويجالسهم بعلم، من صحبه نفعه، يحسن المجالسة لمن جالسه، إن علم غيره رفق به، ولا يعنف من أخطأ ولا يخجله، رفيق في أموره، صبور على تعليم الخير، يأنس به المتعلم، ويفرح به المجالس، مجالسته تفيد خيرا، يؤدب من جالسه بأدب القرآن والسنة، إن أصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان.
يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، ويتطهر بعلم، ويصلي بعلم،ويزكي بعلم، ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم، ويجاهد بعلم، ويكسب بعلم، وينفق بعلم، وينبسط في الأمور بعلم، وينقبض فيها بعلم، يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه، ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عز وجل عليه بجهل، قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خير.
إن درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة، همته متى أستغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين، متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين، متى أكون من الخائفين، متى أكون من الراجين، متى أزهد في الدنيا، متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب، متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله عز وجل الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى، متى أجاهد في الله حق جهاده، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أستحي من الله حق الحياء، متى أشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري، متى أتزود ليوم معادي، متى أكون عن الله راضيا، متى أكون بالله واثقا، متى أكون بزجر القرآن متعظا، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا، متى أحب ما أحب، متى أبغض ما أبغض، متى أنصح لله، متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي، متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي، **متى أحذر ما حذرني ربي عز وجل من نار، حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عز وجل، فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي}.
وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقالت فرقة منهم – ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}.
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل المؤمنين في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون* ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وعهد إليهم ألا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب، ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.
قال محمد بن الحسين: فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن، استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذره مولاه حذره، وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، فكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا.
أسأل الله عز وجل بكرمه، أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظا، أتخلص به من تبعة القرآن. وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، صاحب هذه الأوصاف جميعها، وربما زاد عليها.
قال محمد بن الحسين: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني، وحدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله، بإسناده إلى أبي بكر، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فايد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنك بالذي عمل هذا)).
قال محمد بن الحسين رحمه الله، حدثنا محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا همام عن قتادة قال: "لم يجالس هذا القرآن أحد، إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذي قضى، شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا".
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} قال: "البلد الطيب: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وانتفع به؛ كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث، فلم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا".
قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به، ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن، اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه؛ فحمدوه في ذلك، وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له، وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به؛ استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم، وسألوه النقلة من هذه الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن، ولا يرضاها لهم مولاهم، إلى حال يرضاها، فإنه لا يقطع من لجأ إليه. ومن كانت هذه حاله؛ وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره، وعاد عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والآخرة.).
[جمال القراء :1/115-123](م)

أثر سفيان بن عيينة: {وقال سفيان بن عيينة: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن؛ فقد خالف القرآن...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
( وقال سفيان بن عيينة: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن؛ فقد خالف القرآن. ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}، {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى} قال: يعني القرآن.

قلت: يريد بقوله يعني القرآن: أي ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا.
قال: وقوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليهم لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} قال: وقوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون} قال: هو القرآن.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة في قول)).
وعن شريح أنه سمع رجلا يتكلم فقال: أمسك عليك نفقتك.). [جمال القراء:1/103-104](م)

أثر على بن أبى طالب: {...أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وقد روينا في مسند الإمام المجمع على حفظه وإمامته أبي محمد الدارمي رحمة الله عليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى.
وقد صح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم يعني علمه وكتبه أن لا ينسب إلي حرف منه). [التبيان في آداب حملة القرآن: 33](م)

أثر الفضيل بن عياض: (إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال: وسمعت الفضيل يقول: إنّما نزل القرآن ليعمل به، فاتّخذ النّاس قراءته عملاً، أي ليحلّوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويقفوا عند متشابهه.) [أخلاق حملة القرآن: --] (م)


كلام الزركشى: {...وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لا عليه...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
اعلم أنه ينبغي لمح موقع النعم على من علمه الله تعالى القرآن العظيم أو بعضه بكونه أعظم المعجزات لبقائه ببقاء دعوة الإسلام ولكونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتم الأنبياء والمرسلين فالحجة بالقرآن العظيم قائمة على كل عصر وزمان لأنه كلام رب العالمين وأشرف كتبه جل وعلا فلير من عنده القرآن أن الله أنعم عليه نعمة عظيمة وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لا عليه لأن القرآن مشتمل على طلب أمور والكف عن أمور وذكر أخبار قوم قامت عليهم الحجة فصاروا عبرة للمعتبرين حين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم وأهلكوا لما عصوا وليحذر من علم حالهم أن يعصي فيصير مآله مآلهم فإذا استحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقا لكتاب الله تعالى وصدره مصحفا له انكفتت نفسه عند التوفيق عن الرذائل وأقبلت على العمل الصالح الهائل وأكبر معين على ذلك حسن ترتيله وتلاوته وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} وقال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}.). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

كلام الزركشى: {وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها

ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله وألا يقرأ في المواضع القذرة وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنه صاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده وليتجنب القراءة في الأسواق قاله الحليمي وألحق به الحمام وقال النووي: لا بأس به في الطريق سرا حيث لا لغو فيها). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م

- كلام الآجري والسخاوي في محاسبة النفس بالقرآن
ما ينبغي لحامل القرآن من الاستغفار من التقصير، ومحاسبة النفس بعرضها على كتاب الله تعالى
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ([ومما] ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره ، ممن لم يحمله.. [أنه] إن أصيب بمصيبةٍ، فالقرآن والسّنّة له مؤدّبان، يحزن بعلمٍ، ويبكي بعلمٍ، ويصبر بعلمٍ، ويتطّهر بعلمٍ، ويصلي بعلمٍ، ويزكّي بعلمٍ، ويتصدّق بعلمٍ، ويصوم بعلمٍ ويحجّ بعلمٍ، ويجاهد بعلمٍ، ويكتسب بعلمٍ، وينفق بعلمٍ، وينبسط في الأمور بعلمٍ، وينقبض عنها بعلمٍ، قد أّدّبه القرآن والسّنّة.
يتصفّح القرآن ليؤدّب به نفسه، ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عزّ وجلّ عليه بجهلٍ، قد جعل العلم والفقه دليله إلى كلّ خيرٍ.
إذا درس القرآن فبحضور فهمٍ وعقلٍ، همّته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عزّ وجلّ، من اتّباع ما أمر، والانتهاء عمّا نهى، ليس همّته: متّى أختم السّورة؟، همّته: متّى استغني بالله عن غيره؟، متّى أكون من المتقين؟، متّى أكون من المحسنين؟، متّى أكون من المتوكّلين؟، متّى أكون من الخاشعين؟، متّى أكون من الصّابرين؟، متّى أكون من الصّادقين؟، متّى أكون من الخائفين؟، متّى أكون من الرّاجين؟
متّى أزهد في الدّنيا؟، متّى أرغب في الآخرة؟، متّى أتوب من الذّنوب؟، متّى أعرف النّعم المتواترة؟، متّى أشكر عليها؟، متّى أعقل عن الله -جلّت عظمته- الخطاب؟، متّى أفقه ما أتلو؟، متّى أغلب نفسي على هواها؟، متّى أجاهد في الله -عزّ وجلّ- حقّ الجهاد؟، متّى أحفظ لساني؟، متّى أغضّ طرفي؟، متّى أحفظ فرجي؟، متّى استحيى من الله -عزّ وجلّ- حقّ الحياء؟، متّى اشتغل بعيبي؟، متّى أصلح ما فسد من أمري؟، متّى أحاسب نفسي؟
متّى أتزوّد ليوم معادي؟، متّى أكون عن الله راضياً؟، متّى أكون بالله واثقاً؟، متّى أكون بزجر القرآن متّعظاً؟، متّى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً؟، متّى أحبّ ما أحبّ؟، متّى أبغض ما أبغض؟، متّى أنصح لله؟، متّى أخلص له عملي؟
متّى أقصّر أملي؟، متّى أتأهّب ليوم موتي وقد غيّب عني أجلي؟، متّى أعمّر قبري؟، متّى أفكّر في الموقف وشدّته؟، متّى أفكّر في خلوتي مع ربّي؟، متّى أفكّر في المنقلب؟
متّى أحذر ما حذّرني منه ربّي؟، من نارٍ حرّها شديدٌ، وقعرها بعيدٌ، وغمّها طويلٌ، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزّقوم، وشرابهم الحميم، كلّما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم النّدم، وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عزّ وجلّ، وركوبهم لمعاصي الله تعالى، فقال منهم قائلٌ: {يقول يا ليتني قدّمت لحياتي}، وقال قائلٌ: {ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت}، وقال قائلٌ: {يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها}، وقال قائلٌ: {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً}، وقالت فرقةٌ منهم -ووجوههم تتقلّب في أنواعٍ من العذاب- فقالوا: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسولا}.
فهذه النّار؛ يا معشر المسلمين؛ يا حملة القرآن، حذّرها الله المؤمنين في غير موضعٍ من كتابه، فقال عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، وقال عزّ وجلّ: {اتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين}، وقال عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ولتنظر نفسٌ مّا قدّمت لغدٍ واتّقوا الله إنّ الله خبيرٌ بما تعملون}.
ثمّ حذّر المؤمنين أن يغفلوا عمّا فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيّعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممّن فسق عن أمره، فعذّبه بأنواع العذاب.
وقال عزّ وجلّ: {ولا تكونوا كالّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}، ثمّ أعلم المؤمنين أنّه لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة، فقال عزّ وجلّ: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}.
فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
فمن كانت هذه صفته؛ أو ما قارب هذه الصّفة؛ فقد تلاه حقّ تلاوته، ورعاه حقّ رعايته، وكان له القرآن شاهداً، وشفيعاً، وأنيساً، وحرزاً.
ومن كان هذا وصفه؛ نفع نفسه، ونفع أهله، وعاد على والديه، وعلى ولده كلّ خيرٍ في الدّنيا والآخرة). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به، ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن، اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه؛ فحمدوه في ذلك، وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له، وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به؛ استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم، وسألوه النقلة من هذه الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن، ولا يرضاها لهم مولاهم، إلى حال يرضاها، فإنه لا يقطع من لجأ إليه. ومن كانت هذه حاله؛ وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره، وعاد عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والآخرة.).
[جمال القراء :1/115-123] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن الآجري- رحمه الله- بالإسناد المتقدم: [ومما] ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره ، ممن لم يحمله.. [أنه] إن أصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان، يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، ويتطهر بعلم، ويصلي بعلم،ويزكي بعلم، ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم، ويجاهد بعلم، ويكسب بعلم، وينفق بعلم، وينبسط في الأمور بعلم، وينقبض فيها بعلم، يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه، ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عز وجل عليه بجهل، قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خير.
إن درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة، همته متى أستغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين، متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين، متى أكون من الخائفين، متى أكون من الراجين، متى أزهد في الدنيا، متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب، متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله عز وجل الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى، متى أجاهد في الله حق جهاده، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أستحي من الله حق الحياء، متى أشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري، متى أتزود ليوم معادي، متى أكون عن الله راضيا، متى أكون بالله واثقا، متى أكون بزجر القرآن متعظا، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا، متى أحب ما أحب، متى أبغض ما أبغض، متى أنصح لله، متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي، متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي، متى أحذر ما حذرني ربي عز وجل من نار، حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عز وجل، فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي}.
وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقالت فرقة منهم – ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}.
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل المؤمنين في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون* ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وعهد إليهم ألا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب، ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.
قال محمد بن الحسين: فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن، استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذره مولاه حذره، وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، فكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا.
أسأل الله عز وجل بكرمه، أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظا، أتخلص به من تبعة القرآن. وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، صاحب هذه الأوصاف جميعها، وربما زاد عليها.). [جمال القراء :1/115-123] (م)



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة