القابل
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (القابل
القابل: الذي يقبل توبة عباده، قبل يقبل فهو قابل. والقابل في غير هذا الذي يقبل الدلو إذا خرجت من البئر. قال زهير:
وقابل يتغنى كلما قدرت = على العراقي يداه قائمًا دفقا
والقابل أيضًا من قولهم: عام قابل بمعنى: الجائي المقبل، وتقول: قبلت الهدية وغيرها قبولاً، وقبلت القابلة المرأة قبالة، وقبلت بالرجل قبالة أي: كفلت به فأنا قبيل أي: كفيل. قال ابن أبي ربيعة:
إن كفي لك رهن بالرضا = واقبلي يا هند قالت قد وجب
وقيل: نقيض بعد، يقال: «جئت قبلك وبعدك، ومن قبلك ومن بعدك» فإذا أفردت بنيته على الضم فقلت: «جئت قبل وبعد». قال الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد}. وإنما بنيتا في هذه الحال لأن سبيل قبل وبعد أن يضافا إلى ما يوضحهما لا يعقد معناهما إلا كذلك فلما أفردتا لعلم المخاطب بما كانا تضافان إليه – لأنهما لا تفردان إلا كذلك – ودلتا مفردتين على ما كانتا تدلان عليه مضافتين فارقتا بابهما فوجب بناؤهما فبنيتا لذلك، وهذا معنى قولهم: بنيتا على الغاية، ولم يكن بناؤهما على السكون لسكون ما قبل آخرهما فبنينا على الحركة وعدل بهما إلى الضم لأن الفتح والكسر قد يلحقانهما في حال الإعراب في قولك: «جئت قبلك وبعدك» «ومن قبلك ومن بعدك» فعدلا إلى حركة لا تلحقهما في حال الإعراب وهي الضمة فقيل: «جئت قبل وبعد»، ومن نكرهما أعربهما فقال: «جئت قبلا وبعدا» «ومن قبل ومن بعد»، وقد قرئ {لله الأمر من قبل ومن بعد}.
وأنشد الكسائي:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا = أكاد أغص بالماء المعين
والقبلة: التي يؤمها الناس في صلواتهم كأنهم لما استقبلوها صارت قبلة، والقبيلة: بنو أب واحد، والقبيل: جيل من الناس، وجماعة القبيلة: القبائل وجماعة القبيل: قبل، قال لبيد:
وقبيل من لكيز شاهد = رهط مرجوم ورهط ابن المعل
والقبائل: قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض «وقبل فلان لي حق»: أي عنده، «وقعدت قبالة فلان»: أي حذاءه، «واقتبلت الأمر اقتبالاً»، «وفلان مقتبل الشباب»: أي مستأنف الشاب، وتقبلت بالأمر تقبلا. والقبلة: خرزة كانت تؤخذ بها نساء العرب في الجاهلية، والقبل والدبر معروفان، «وفلان لا يعرف قبيله من دبيره». قال الأصمعي: أصله من الاقبالة والادبارة: وهي شق في أذن الشاة يفعل بها ذلك علامة تعرف به، ثم يفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الاقبالة، وإذا أدبر به فهو الادبارة، والجلدة المعلقة هي الاقبالة والادبارة.
وقال غيره: القبيل: ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله. والدبير: ما أدبرت به.
وقيل: يراد به نسب أبيه من نسب أمه لا يعلم أيهما أكرم، حكى ذلك ابن دريد.
ويقال: «أقبل فلان إلي إقبالاً»: نقيض أدبر إدبارًا و«أقبل في أمره وحاله إقبالاً» فهو مقبل: نقيض أدبر إدبارًا فهو مدبر. «وقابلت الشيء بالشيء مقابلة»: واجهته به، فجعلت كل واحد منها مقابل صاحبه، ومنه أخذت مقابلة الكتب.
والقبيل: عريف القوم، حكى ذلك ابن دريد وأنشد:
أو كلما وردت عكاظ قبيلة = بعثوا إلى قبيلهم يتوسم
ويروى «عريفهم».
ويقال: «نحن في قبالة فلان»: أي في عرافته. والقبل: ما قابلك من جبل أو علو من الأرض، وأنشد:
خشية الله وإني رجل = إنما ذكري نار بقبل
قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد: القبل عند العامة: الحول الخفي وليس كذلك إنما القبل: أن تقبل الحدقتان على المأقين). [اشتقاق أسماء الله: 189-192]