العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > أحكام المصاحف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م, 12:24 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي عرض المصحف ومراجعته

عرض المصحف ومراجعته


عرض المصحف ومراجعته
...- أثر عمر: (كان يحيى بن أبي كثيرٍ يصلح المصاحف على قرّائه...)
...- أثر أبي الدرداء: (ركب إلى المدينة في نفرٍ من أهل دمشق ومعهم المصحف الّذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه...)
...- أثر إبراهيم النخعي: (أنّه كره أن يأخذ على عرض المصاحف أجرًا)
...- أثر سفيان: (كان زبيدٌ إذا حضر شهر رمضان عرض القرآن)
...- أثر أبي النضرة: (أتينا عمرو بن العاص ليعرض مصحفه على مصاحفنا يوم الجمعة...)
...- أثر أبي ظبيان: (كنّا نعرض المصاحف عند علقمة)
...- أثر موسى بن نافع: (دخلت على سعيد بن جبيرٍ وبين يديه مصحفٌ قد عرضه)
...- أثر عطية بن قيس: (انطلق ركبٌ من أهل الشّام إلى المدينة يكتبون مصحفًا لهم...)


- إصلاح الخطأ في المصحف وتصويبه


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م, 12:19 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

عرض المصحف ومراجعته

أثر عمر رضي الله عنه: (
كان يحيى بن أبي كثيرٍ يصلح المصاحف على قرّائه...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا محمود بن خالدٍ، حدّثنا عمر قال: سمعت الأوزاعيّ يحدّث قال: كان يحيى بن أبي كثيرٍ يصلح المصاحف على قرّائه، وكان رجلٌ يحضره مصحفه، وأخذه رجلٌ من جلساء يحيى، وكان أعرف بإصلاحه من صاحبه وكان يصلحه له، فلمّا فرغ منه صنع صاحب المصحف طعامًا لأصحابه ودعا الّذي كان يصلحه معهم، فأبى أن يجيبه، فبلغ ذلك يحيى فأعجبه وقال: أحسن "). [المصاحف: 360-361]

أثر أبي الدرداء: (
ركب إلى المدينة في نفرٍ من أهل دمشق ومعهم المصحف الّذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (عرض المصاحف إذا كتبت
حدّثنا هشام بن خالدٍ، حدّثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبرٍ، عن عطيّة بن قيسٍ، عن أبي إدريس الخولانيّ، أنّ أبا الدّرداء، ركب إلى المدينة في نفرٍ من أهل دمشق ومعهم المصحف الّذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه على أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وعلى أهل المدينة، فقرأ يومًا على عمر بن الخطّاب، فلمّا قرءوا هذه الآية {إذ جعل الّذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّة الجاهليّة ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام}، فقال عمر:
«من أقرأكم؟» قالوا: أبيّ بن كعبٍ، فقال لرجلٍ من أهل المدينة: ادع إليّ أبيّ بن كعبٍ، وقال للرّجل الدّمشقيّ: انطلق معه، فذهبا فوجدا أبيّ بن كعبٍ عند منزله يهنّي بعيرًا له هو بيده، فسلّما عليه، ثمّ قال له المدينيّ: أجب أمير المؤمنين عمر، فقال أبيٌّ: ولما دعاني أمير المؤمنين؟ فأخبره المدينيّ بالّذي كان، فقال أبيٌّ للدّمشقيّ: ما كنتم تنتهون معشر الرّكيب أو يشدفني منكم شرٌّ، ثمّ جاء إلى عمر وهو مشمّرٌ والقطران على يديه، فلمّا أتى عمر قال لهم عمر: اقرءوا، فقرءوا {ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام} فقال أبيٌّ: أنا أقرأتهم، فقال عمر، لزيدٍ: اقرأ، فقرأ زيدٌ قراءة العامّة، فقال: اللّهمّ لا أعرف إلّا هذا، فقال أبيٌّ: واللّه يا عمر، إنّك لتعلم أنّي كنت أحضر ويغيبون، وأدعى ويحجبون ويصنع بي، واللّه لئن أحببت لألزمنّ بيتي فلا أحدّث أحدًا بشيءٍ). [المصاحف: 359-357]

أثر إبراهيم النخعي: (أنّه كره أن يأخذ على عرض المصاحف أجرًا)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عبد اللّه حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، وهارون بن إسحاق قالا: حدّثنا عبدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، «أنّه كره أن يأخذ على عرض المصاحف أجرًا»).
[المصاحف: 360]

أثر سفيان: (
كان زبيدٌ إذا حضر شهر رمضان عرض القرآن)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عليّ بن حربٍ، حدّثنا القاسم، حدّثنا سفيان قال: «كان زبيدٌ إذا حضر شهر رمضان عرض القرآن، فاجتمعوا إليه بالمصاحف»)). [المصاحف: 359-357]


أثر أبي النضرة: (
أتينا عمرو بن العاص ليعرض مصحفه على مصاحفنا يوم الجمعة...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، حدّثنا الحسن بن بلالٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، عن أبي نضرة قال: «أتينا عمرو بن العاص ليعرض مصحفه على مصاحفنا يوم الجمعة، فلمّا حضرت الجمعة أمر لنا بماءٍ فاغتسلنا، ثمّ تطيّبنا ورحنا»)). [المصاحف: 359-357]

أثر أبي ظبيان: (
كنّا نعرض المصاحف عند علقمة)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال: «كنّا نعرض المصاحف عند علقمة»)). [المصاحف: 359-357]

أثر موسى بن نافع: (
دخلت على سعيد بن جبيرٍ وبين يديه مصحفٌ قد عرضه)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، ويحيى بن حكيمٍ قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا موسى بن نافعٍ أبو شهابٍ قال: دخلت على سعيد بن جبيرٍ وبين يديه مصحفٌ قد عرضه فقال: «إن كنت مشتريًا مصحفًا فاشتره، فإنّ أهله قد احتاجوا إلى بيعه») ). [المصاحف: 359-357]

أثر عطية بن قيس: (انطلق ركبٌ من أهل الشّام إلى المدينة يكتبون مصحفًا لهم...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (أخذ الأجرة على عرض المصاحف حدّثنا عبد اللّه حدّثنا محمود بن خالدٍ، حدّثنا مروان بن محمّدٍ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطيّة بن قيسٍ قال: انطلق ركبٌ من أهل الشّام إلى المدينة يكتبون مصحفًا لهم، فانطلقوا معهم بطعامٍ وإدامٍ، فكانوا يطعمون الّذين يكتبون لهم , قال وكان أبيّ بن كعبٍ يمرّ عليهم يقرأ عليهم القرآن قال: فقال له عمر: " يا أبيّ بن كعبٍ، كيف وجدت طعام الشّاميّ؟ قال: لأوشك إذا ما نشبت في أمر القوس، ما أصبت لهم طعامًا ولا إدامًا "). [المصاحف: 360]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1436هـ/22-12-2014م, 10:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الخلاصة في عرض المصحف ومراجعته
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (مقابلة المصاحف[عرضها إذا كتبت]
أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف جملة من الآثار تتناول مسألة عرض المصاحف إذا كتبت فمن ذلك ما أخرجه بسنده عن أبي النضرة قال: [أتينا عمرو بن العاص ليعرض مصحفه على مصاحفنا يوم الجمعة، فلما حضرت الجمعة أمر لنا بماء فاغتسلنا ثم تطيبنا ورحنا]
ومنها ما أخرجه عن سفيان قال[كان زبيد إذا حضر شهر رمضان عرض القرآن فاجتمعوا إليه بالمصاحف]
ومنها ما أخرجه عن أبي ظبيان قال[كنا نعرض المصاحف عند علقمة]. ومنها ما أخرجه عن موسى بن نافع أبي شهاب قال: [دخلت على سعيد بن جبير وبين يديه مصحف قد عرضه فقال: إن كنت مشتريا مصحفا فاشتراه فإن أهله قد احتاجوا إلى بيعه].
وذكر ابن أبي داود في الباب آثارا أخرى أوردت منها ما ظننته كافيا. وأخرج أبو عبيد في كتابه فضائل القرآن قال: حدثنا جرير عن منصور عن الحكم بن عتيبة: كان مجاهد وعبدة بن أبي أمامة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة فقالوا: [إنا كنا نعرض المصاحف فلما أردنا أن نختم أحببنا أن تشهدوا، لأنه كان يقال: إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته]).
[المتحف: 703]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 جمادى الآخرة 1440هـ/25-02-2019م, 09:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

إصلاح الخطأ في المصحف وتصويبه


قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (صرح غير واحد من أهل العلم بوجوب إصلاح الخطأ فى المصحف وتصويبه متى عثر عليه فى خطه أو شكله , لأن الغلط فى المصحف نوع منكر تتعين إزالته على من قدر عليه , ويتحتم تغييره ممن أمكنه ذلك , فإن لم يفعل مع القدرة كان آثما والقول بوجوب إصلاح الخطأ فى المصحف مطلقا هو الذى صرح به العبادى الشافعى , ونقله عنه وأقره الأسنوى , والزركشى وغيرهما من علماء الشافعية . {158}
وقد أطلقوا القول بوجوب إصلاح الخطأ فى المصحف وسووا فى ذلك بين ما كان من المصاحف وقفا أو طلقا , وبين ما كان منها مملوكا للمصلح , أو كان ملكا لغيره رضى صاحبه بذلك التصويب أم لا , وسواء كان خط المصوب حسنا أم سقيما .
لكن طائفة من أهل العلم قد جعلوا لذلك قيودا , واعتبروا له شروطا ككون خط المصوب مناسبا , وإذن مالك المصحف بذلك التصويب , وعدم كثرته كثرة تستتبع أجرة للمصوب لم يقل بها مالك المصحف سلفا , وقد قال بهذه القيود جمع منهم البدر بن جماعة , والسراح البلقينى , وابن حجر الهيتمى من فقهاء الشافعية , بل إن الأخير منهم قد مال إلى القول بتحريم التصويب إذا كان بخط سقيم يعيب المصحف وينقصه .
وقد اشترط غير واحد من فقهاء الحنفية لوجوب التصويب وإصلاح الخطأ فى المصحف كون الخط مناسبا , وهو الذى صرح به الحصكفى فى الدر , وابن عابدين فى حاشيته عليه , وهو ظاهر اختيار ابن وهبان فى نظمه . ولم يظهر {159}
لى وجه القول بهذه القيود لا سيما وإن إقرار الغلط فى المصحف وتركه من غير تصويب مفسدة عظيمة يتعين درؤها , ويتحتم دفعها حتى مع التسليم بوجود ضرر ولو وجه الاحتمال يلحق المصحف أو مالكه , فإن هذا الضرر وإن كان مفسدة إلا إنها دون مفسدة ترك الخطأ على ما هو عليه , وقد تقرر فى الأصول أن ارتكاب أخف المفسدتين لدرء أعظمها أمر متعين . وقد نص المحققون من أهل العلم على أنه ينبغى إصلاح الخطأ فى الحديث وتصويب اللحن فيه و الأصل فى ذلك ما أخرجه الطبرانى وغيره عن زيد بن ثابت رضى الله عنه فى قصة كتابته للوحى بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم وفيها {فإذا فرغت , قال : اقرأه , فاقرأه , فإن كان فيه سقط أقامه , ثم أخرج به إلى الناس }
بل جزم بعضهم بوجوب تصويب الخطأ واللحن فى الفتاوى ورقاع المستفتين , وهو الذى صرح به أصحابنا الحنابلة وغيرهم , فإصلاح الخطأ وتصويبه فى المصحف واجب بطريق الأولى .
على أن من أهل العلم من صرح بوجوب إتلاف المصحف إذا كثر الغلط {160}
واللحن فيه , أو كان خطه رديئا يتعذر معه الانتفاع به أو يفضى إلى الوقوع فى لبس على قارئه , ولم يلتفتوا إلى ما فيه من مالية إعمالا لقاعدة ارتكاب أخف الضررين وأهون المفسدتين درءا لأكبرهما .
لا لحن فى المصحف الإمام :
لا يقال بأن اليسير من اللحن فى المصحف مغتفر , وأن إصلاحه غير متعين بدليل ما روى عن عثمان رضى الله عنه من قوله حين رفع إليه المصحف بعد الفراغ من كتابته : ( أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها )
وفى لفظ عكرمة قال : ( لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان , فوجد فيها {161}
حروفا من اللحن , فقال : لا تغيروها فإن العرب ستغيرها , أو قال : ستعربها بألسنتها , لو كان الكاتب من ثقيف والمملى من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف )
وعن هشام بن عروة عن أبيه قال : ( سألت عائشة عن لحن القرآن , عن قوله : {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه 63], وعن قوله : {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً}[النساء : 162] وعن قوله :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ}[المائدة 69], فقالت : يا ابن أختى هذا عمل الكتاب , أخطأوا فى الكتاب ) .
وروى نحو من ذلك عن أبان بن عثمان , وسعيد بن جبير , وفى الأخير زيادة وعن قوله : {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون : 10] . فإن هذه الآثار لا {162}
تثبت ولا يصح منها شئ عند المحققين من أهل العلم , وعلى فرض صحتها فقد أجابوا عنها بما يقتضى نفى اللحن المتوهم هنا , والذى يعد نوع خطأ فى المصحف أقره الصحابة ومن بعدهم من علماء السلف , وقد تضمنت الحواشى السابقة طرفا من أجوبة أهل العلم عن ذلك , فلا حجة إذا بما روى فى هذا الباب للقول باغتفار الخطأ أو اللحن اليسير فى خط المصحف .
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم توجيه ما قيل عنه أنه لحن كقوله تعالى : {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ}. {164}
وقوله سبحانه :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ}.{165}
وقوله سبحانه : {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ}.{166}
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية فى كلام مبسوط له حول هذه المسألة: ( ... فلم يختلف لسان قريش والأنصار إلا فى لفظ " التابوه " والتابوت" فكتبوه " التابوت " بلغة قريش . وهذا يبين أن المصاحف التى نسخت كانت مصاحف متعددة , وهذا معروف مشهور , وهذا مما يبين غلط من قال فى بعض الألفاظ إنه غلط من الكاتب , أو نقل ذلك عن عثمان , فإن هذا ممتنع لوجوه ) . {169}
ثم ذكرها إلى أن قال : ( ومن زعم أن الكاتب غلط فهو الغالط غلطا منكرا كما قد بسط فى غير هذا الموضع , فإن المصحف منقول بالتواتر , وقد كتبت عدة مصاحف وكلها مكتوبة بالألف , فكيف يتصور فى هذا غلط , وأيضا فإن القراء إنما قرأوا بما سمعوه من غيرهم , والمسلمون كانوا يقرأون " سورة طه " على عهد رسول الله {172}
وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وهى من أول ما نزل من القرآن ). إلى آخر كلامه رحمه الله وإنما خص سورة طه بالذكر هنا كلامه من أصله كان يدور حول الآية الثالثة والستين منها ومن المواطن التى قيل بأن فيها لحنا قوله تعالى {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} وملخص المختار من تلك التوجيهات أن النصب فى الموطن الأول كان على وجه المدح , والرفع فى الموطن الثانى على سبيل الابتداء مع افتراض التقديم والتأخير فى الآية , والألف فى الموطن الثالث إنما كان إعمالا للأصل فى الأسماء المبهمة إذا ثنيت , ومن قرأ بالياء فإنما اعتمد على القياس المجرد . وأما وجه الجزم فى الموطن الرابع فقد جاء عطفا على موضع الفاء فى قوله تعالى :( فَأَصَّدَّقَ). وقد جرى تفصيل ذلك كله منقولا من مصادره فى الحواشى ذوات الأرقام العشرين والحادى والعشرين والثانى والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين بعد المائه الرابعة , فليطالعها فيها من رامه .
وقد نفى غير واحد من أهل العلم الغلط فى المصحف الإمام ولم يسلم بصحة المروى عن عثمان وعائشة وغيرهما فى هذا ورده من عدة أوجه نظير ما جاء فى كلام طائفة من أهل العلم كابن قتيبة فى مشكل القرآن , وابن الأنبارى فى كتاب " الرد على من خالف مصحف عثمان " , وأبى بكر الباقلانى فى الانتصار لنقل القرآن , وأبى عمرو الدانى فى المقنع , والسيوطى فى الإتقان . وقد مر النقل عنهم فى الحاشية {173}
التاسعة عشرة بعد الأربعمائة من هذا البحث مما أغنى عن إعادته هنا
وهكذا يتبين من مجموع النقول التى مر ذكرها عن أهل التحقيق ألا حجة ثابتة مع من قال بوجود لحن فى المصحف الإمام , ولا برهان لديه من أثر أو نظر .. والله أعلم بالصواب) .{174}

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة