تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ (أرسل معنا أخانا يكتل) مثل نصيب أحدنا [الآية: 63]). [تفسير الثوري: 144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منّا الكيل، فأرسل معنا أخانا نكتل، وإنّا له لحافظون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا رجع إخوة يوسف إلى أبيهم قالوا: {يا أبانا منع منّا الكيل، فأرسل معنا أخانا نكتل}.
يقول: منع منّا الكيل فوق الكيل الّذي كيل لنا، ولم يكل لكلّ رجلٍ منّا إلاّ كيل بعيرٍ، فأرسل معنا أخانا بنيامين يكتل لنفسه كيل بعيرٍ آخر زيادةً على كيل أباعرنا {وإنّا له لحافظون} من أن يناله مكروهٌ في سفره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا إنّ ملك مصر أكرمنا كرامةً ما لو كان رجلٌ من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامته، وإنّه ارتهن شمعون، وقال: ائتوني بأخيكم هذا الّذي عكف عليه أبوكم بعد أخيكم الّذي هلك، فإن لم تأتوني به فلا تقربوا بلادي. قال يعقوب: {هل آمنكم عليه إلاّ كما أمنتكم على أخيه من قبل، فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرّاحمين} قال: فقال لهم يعقوب: إذا أتيتم ملك مصر فأقرئوه منّي السّلام، وقولوا له: إنّ أبانا يصلّي عليك، ويدعو لك بما أوليتنا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: خرجوا حتّى قدموا على أبيهم، وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشّام وبعضٌ يقول: بالأولاج من ناحية الشّعب أسفل من حسمى، وكان صاحب باديةٍ له شاءٌ وإبلٌ، فقالوا: يا أبانا، قدمنا على خير رجلٍ، أنزلنا فأكرم منزلنا، وكال لنا فأوفانا ولم يبخسنا، وقد أمرنا أن نأتيه بأخٍ لنا من أبينا، وقال: إن أنتم لم تفعلوا فلا تقربنّي، ولا تدخلنّ بلدي فقال لهم يعقوب: {هل آمنكم عليه إلاّ كما أمنتكم على أخيه من قبل، فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرّاحمين}.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {نكتل} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة وبعض أهل مكّة والكوفة: {نكتل} بالنّون، بمعنى: نكتل نحن وهو.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: ( يكتل ) بالياء، بمعنى يكتل هو لنفسه كما نكتال لأنفسنا.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان متّفقتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب، وذلك أنّهم إنّما أخبروا أباهم أنّه منع منهم زيادة الكيل على عدد رءوسهم، فقالوا: {يا أبانا منع منّا الكيل} ثمّ سألوه أن يرسل معهم أخاهم ليكتال لنفسه، فهو إذا اكتال لنفسه واكتالوا هم لأنفسهم، فقد دخل الأخ في عدادهم، فسواءٌ كان الخبر بذلك عن خاصّة نفسه، أو عن جميعهم بلفظ الجميع، إذ كان مفهومًا معنى الكلام وما أريد به). [جامع البيان: 13/229-231]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منّا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون (63)
قوله تعالى: فلمّا رجعوا إلى أبيهم.
- وبه، عن السّدّيّ قال: فلمّا رجع القوم إلى أبيهم، كلّموه فقالوا، يا أبانا، إنّ ملك مصر أكرمنا، لو كان رجلا منّا من بني يعقوب ما أكرمنا كرامته، وإنّه ارتهن شمعون وقال: ائتوني بأخيكم هذا الّذي عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الّذي هلك حتّى أنظر إليه فإن لم تأتوني به، فلا تقربوا بلادي أبدًا). [تفسير القرآن العظيم: 7/2165-2166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال: كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام، وبعض كان يقول بالأدلاج من ناحية شعب أسفل من جسمي وما كان صاحب بادية له بها شاء وإبل). [الدر المنثور: 8/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن المغيرة عن أصحاب عبد الله {فأرسل معنا أخانا نكتل}). [الدر المنثور: 8/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - {فأرسل معنا أخانا} يكتل له بعيرا). [الدر المنثور: 8/285]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها: (وقال لفتيانه) و(الله خير حافظا) [الآية: 62، 64]). [تفسير الثوري: 143] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هل آمنكم عليه إلاّ كما أمنتكم على أخيه من قبل فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرّاحمين}.
يقول تعالى ذكره: قال أبوهم يعقوب: هل آمنكم على أخيكم من أبيكم الّذي تسألوني أن أرسله معكم إلاّ كما أمنتكم على أخيه يوسف من قبل؟ يقول: من قبله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فاللّه خيرٌ حافظًا} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة وبعض الكوفيّين والبصريّين: ( فاللّه خيرٌ حفظًا ) بمعنى: واللّه خيركم حفظًا.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين وبعض أهل مكّة: {فاللّه خيرٌ حافظًا} بالألف على توجيه الحافظ إلى أنّه تفسيرٌ للخير، كما يقال: هو خيرٌ رجلاً، والمعنى: فاللّه خيركم حافظًا، ثمّ حذفت الكاف والميم.
والصّواب من القول في ذلك: أنّهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما أهل علمٍ بالقرآن، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وذلك أنّ من وصف اللّه بأنّه خيرهم حفظًا فقد وصفه بأنّه خيرهم حافظًا، ومن وصفه بأنّه خيرهم حافظًا فقد وصفه بأنّه خيرهم حفظًا.
{وهو أرحم الرّاحمين} يقول: واللّه أرحم راحمٍ بخلقه، يرحم ضعفي على كبر سنّي، ووحدتي بفقد ولدي، ولا يضيّعه، ولكنّه يحفظه حتّى يردّه عليّ برحمته). [جامع البيان: 13/231-232]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال هل آمنكم عليه إلّا كما أمنتكم على أخيه من قبل فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرّاحمين (64)
قوله تعالى: قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: قال هل آمنكم عليه إلّا كما أمنتكم على أخيه من قبل قالوا: يا أبانا، قدمنا على خير رجلٍ، أنزلنا فأكرم منزلنا، وكال لنا فأوفانا، ولم يبخسنا، وقد أمرنا أن نأتيه بأخٍ لنا من أبينا، وقال: إن أنتم لم تفعلوا فلا تقربنّي ولا تدخلنّ بلدي فقال لهم يعقوب: هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين). [تفسير القرآن العظيم: 7/2166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مغيرة عن أصحاب عبد الله - رضي الله عنه - {فالله خير حافظا}). [الدر المنثور: 8/285]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {ونمير أهلنا} قال: يعطيهم على عدّة الرّجال الذين كانوا يأتونه [الآية: 65].
سفيان [الثوري] عن رجلٍ عن مجاهدٍ {ونزداد كيل بعير} قال: حمل [الآية: 65]). [تفسير الثوري: 144]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (65) : قوله تعالى: {ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، أنّه كان يقرأ: {هذه بضاعتنا ردّت إلينا}). [سنن سعيد بن منصور: 5/400]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({نمير} [يوسف: 65] : «من الميرة» ، {ونزداد كيل بعيرٍ} [يوسف: 65] : «ما يحمل بعيرٌ»). [صحيح البخاري: 6/76]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {نمير} من الميرة ونزداد كيل بعيرٍ ما يحمل بعيرٌ قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {ونمير أهلنا} من مرت تمير ميرا وهي الميرة أي نأتيهم ونشتري لهم الطّعام وقوله كيل بعيرٍ أي حمل بعيرٍ يكال له ما حمل بعيره وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قوله كيل بعيرٍ أي كيل حمار وقال بن خالويه في كتاب ليس هذا حرفٌ نادرٌ ذكر مقاتلٌ عن الزّبور البعير كلّ ما يحمل بالعبرانيّة ويؤيّد ذلك أنّ إخوة يوسف كانوا من أرض كنعان وليس بها إبلٌ كذا قال). [فتح الباري: 8/360-361]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (نمير من الميرة
أشار به إلى قوله تعالى: {هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا} (يوسف: 6) الميرة بكسر الميم الطّعام، والمعنى: نجلب إلى أهلنا الطّعام يقال: مار أهله يميرهم إذا أتاهم بطعام.
ونزداد كيل بعيرٍ ما يحمل بعيرٌ
أي نزداد على أحمالنا حمل بعير يكال له ما حمل بعيره، وروى الفريابيّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: كيل بعير أي: كيل حمار. وذكر الثّعلبيّ أنه لغة يقال للحمار بعير. ويؤيّد ذلك أن إخوة يوسف كانوا من أرض كتمان وليس بها إبل). [عمدة القاري: 18/302]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({نمير}) يريد قوله: {هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا} [يوسف: 65] (من الميرة) بكسر الميم وهي الطعام أي نجلب إلى أهلينا الطعام ({ونزداد كيل بعير}) أي (ما يحمل بعير) بسبب حضور أخينا لأنه كان يكيل لكل رجل حمل بعير وقال مجاهد فيما رواه الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه كيل بعير أي كيل حمار وأيّده ابن خالويه بأن إخوة يوسف كانوا بأرض كنعان ولم يكن بها إبل. قال ابن عادل: وكونه البعير المعروف أصح). [إرشاد الساري: 7/175]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير}.
يقول تعالى ذكره: ولما فتح أخوة يوسف متاعهم الذى حملوه من مصر من عند يوسف (وجدوا بضاعتهم) وذلك ثمن الطعام الذى أكتالوه منه، (ردت اليهم)، قالوا: (ياأبانا ما نبغى هذه بضاعتنا ردت الينا). يعني أنّهم قالوا لأبيهم: ماذا نبغي؟ هذه بضاعتنا ردّت إلينا تطييبًا منهم لنفسه بما صنع بهم في ردّ بضاعتهم إليه.
وإذا وجّه الكلام إلى هذا المعنى كانت ما استفهامًا في موضع نصبٍ بقوله: {نبغي} وإلى هذا التّأويل كان يوجّهه قتادة
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما نبغي} يقول: ما نبغي وراء هذا، إنّ بضاعتنا ردّت إلينا، وقد أوفي لنا الكيل
وقوله: {ونمير أهلنا} يقول: ونطلب لأهلنا طعامًا فنشتريه لهم، يقال منه: مار فلانٌ أهله يميرهم ميرًا، ومنه قول الشّاعر:
بعثتك مائرًا فمكثت حولاً = متى يأتي غياثك من تغيث
{ونحفظ أخانا} الّذي ترسله معنا، {ونزداد كيل بعيرٍ} يقول: ونزداد على أحمالنا من الطّعام حمل بعيرٍ يكال لنا ما حمل بعيرٌ آخر من إبلنا، {ذلك كيلٌ يسيرٌ} يقول: هذا حملٌ يسيرٌ، كما؛
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ونزداد كيل بعيرٍ} قال: كان لكلّ رجلٍ منهم حمل بعيرٍ، فقالوا: أرسل معنا أخانا نزداد حمل بعيرٍ
- وقال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: {كيل بعيرٍ}: حمل حمارٍ، قال: وهي لغةٌ. قال القاسم: يعني مجاهدٌ أنّ الحمار يقال له في بعض اللّغات: بعيرٌ
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ونزداد كيل بعيرٍ} يقول: حمل بعيرٍ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {ونزداد كيل بعيرٍ} نعد به بعيرًا مع إبلنا {ذلك كيلٌ يسيرٌ}). [جامع البيان: 13/232-234]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ (65)
قوله تعالى: ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم.
- حدّثنا عبد اللّه ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: ولمّا فتحوا متاعهم قال: لمّا رجعوا إلى أبيهم وفتحوا رحالهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم أتوا أباهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا.
قوله تعالى: قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة قوله: قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا هذه أوراقنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا يقول: ما نبغي وراء هذا، إنّ بضاعتنا ردّت إلينا، وقد أوفي لنا الكيل.
قوله: ونزداد كيل بعيرٍ.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: ونزداد كيل بعيرٍ أي: حمل بعيرٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ونزداد كيل بعيرٍ أي: نزداد بعدّته بعيرًا مع إبلنا ذلك كيلٌ يسيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2166-2167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد، وابن المنذر عن علقمة أنه كان يقرأ {ردت إلينا} بكسر الراء). [الدر المنثور: 8/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا} يقول: ما نبغي هذه أوراقنا ردت إلينا وقد أوفى لنا الكيل {ونزداد كيل بعير} أي حمل بعير، واخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ونزداد كيل بعير} قال: حمل حمار، قال: وهي لغة، قال أبو عبيد يعني مجاهد أن الحمار يقال له في بعض اللغات بعير). [الدر المنثور: 8/285-286]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا أن يحاط بكم قال إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه لتأتنّني به إلاّ أن يحاط بكم فلمّا آتوه موثقهم قال اللّه على ما نقول وكيلٌ}.
يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لبنيه: لن أرسل أخاكم معكم إلى ملك مصر {حتّى تؤتون موثقًا من اللّه} يقول: حتّى تعطون موثقًا من اللّه، بمعنى الميثاق، وهو ما يوثق به من يمينٍ وعهدٍ، {لتأتنّني به} يقول لتأتنّني بأخيكم، {إلاّ أن يحاط بكم} يقول: إلاّ أن يحيط بجميعكم ما لا تقدرون معه على أن تأتوني به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلمّا آتوه موثقهم} قال: عهدهم.
- حدّثني المثنّى قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلاّ أن يحاط بكم}: إلاّ أن تهلكوا جميعًا.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ. قال: وحدّثنا إسحاق قال: أخبرنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {إلاّ أن يحاط بكم} قال: إلاّ أن تغلبوا حتّى لا تطيقوا ذلك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: {إلاّ أن يحاط بكم}: إلاّ أن يصيبكم أمرٌ يذهب بكم جميعًا، فيكون ذلك عذرًا لكم عندي
وقوله: {فلمّا آتوه موثقهم} يقول: فلمّا أعطوه عهودهم، قال يعقوب: {اللّه على ما نقول} أنا وأنتم {وكيلٌ}، يقول: هو شهيدٌ علينا بالوفاء بما نقول جميعًا). [جامع البيان: 13/234-236]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه لتأتنّني به إلّا أن يحاط بكم فلمّا آتوه موثقهم قال اللّه على ما نقول وكيلٌ (66)
قوله تعالى: قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: قال أبوهم حين رأى ذلك: لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه لتأتنّني به إلا أن يحاط بكم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فلمّا رأى ذلك يعقوب ورأى أن لا بد لهم من الميرة لعياله وأهله، وكان النّاس قد جهدوا جهدًا شديدًا قال: لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه.
قوله تعالى: لتأتنّني به إلا أن يحاط بكم.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: إلا أن يحاط بكم تهلكوا جميعًا.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة إلا أن يحاط بكم قال: إلا أن تغلبوا، حتّى لا تطيقوا ذلك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: إلا أن يحاط بكم: إلا أن يصيبكم أمرٌ يذهب بكم جميعًا فيكون ذلك عذرًا لكم عندي.
قوله تعالى: فلمّا آتوه موثقهم.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: موثقهم. قال: عهدهم.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فلمّا آتوه موثقهم قال: فحلفوا له.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فلمّا آتوه موثقهم خلّى سبيله معهم.
قوله تعالى: قال اللّه على ما نقول وكيلٌ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكيلٌ أي: حفيظٌ.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فلمّا آتوه موثقهم قال يعقوب: اللّه على ما نقول وكيلٌ.
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا أبو صالح بن شعيب بن عبد اللّه الواسطيّ، عن يزيد بن عبد اللّه الواسطيّ، عن يزيد بن هارون، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ في قوله: اللّه على ما نقول وكيلٌ قال: شهيدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2167-2168]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يحاط بكم يقول إلا أن تهلكوا جميعا). [تفسير مجاهد: 317]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن المبارك عن ابن جريج في قوله الله على ما نقول وكيل قال شهيد). [تفسير مجاهد: 317]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فلما آتوه موثقهم يقول لما أعطوه عهدهم). [تفسير مجاهد: 317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إلا أن يحاط بكم} قال: إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك). [الدر المنثور: 8/286]