العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة ق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 06:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة ق [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5)


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 05:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف



تفسير قوله تعالى: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ق قال اسم من أسماء القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج لا أعلمه إلا عن مجاهد في قوله ق قال جبل محيط بالأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد في قوله: {ق والقرآن المجيد} قال: الكريم). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 38] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمران بن يزيد، حدّثنا ابن أبي الرّجال، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، عن أمّ هشامٍ بنت حارثة بن النّعمان، قالت: " ما أخذت {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] إلّا من وراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يصلّي بها الصّبح "
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالدٌ، عن شعبة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت عمّي، يقول: " صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّبح، فقرأ في إحدى الرّكعتين {والنّخل باسقاتٍ} [ق: 10]، قال شعبة: فلقيته في السّوق في الزّحام، فقال: «ق»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/269-270]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ق والقرآن المجيد (1) بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ}.
اختلف أهل التّأويل في قوله: {ق}، فقال بعضهم: هو اسمٌ من أسماء اللّه تعالى أقسم به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ق} و{ن} وأشباه هذا، فإنّه قسمٌ أقسمه اللّه، وهو اسمٌ من أسماء اللّه.
وقال آخرون: هو اسمٌ من أسماء القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله {ق} قال: اسمٌ من أسماء القرآن.
وقال آخرون: معنى ذلك: قضي والله، كما قيل في {حم}: حمّ والله.
وقال آخرون: {ق} اسم الجبل المحيط بالأرض.
وقد تقدّم بياننا في تأويل حروف المعجم الّتي في أوائل سور القرآن بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {والقرآن المجيد} يقول: والقرآن الكريم.
- كما: حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، {ق والقرآن المجيد} قال: الكريم.
واختلف أهل العربيّة في موضع جواب هذا القسم، فقال بعض نحويّي البصرة {ق والقرآن المجيد} قسمٌ على قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}.
وقال بعض نحويّي الكوفة: فيها المعنى الّذي أقسم به، وقال: ذكر أنّها قضي واللّه، وقال: يقال: إنّ قاف جبلٌ محيطٌ بالأرض، فإن يكن كذلك فكأنّه في موضع رفعٍ: أي هو قاف واللّه؛ قال: وكان ينبغي لرفعه أن يظهر لأنّه اسمٌ وليس بهجاءٍ؛ قال: ولعلّ القاف وحدها ذكرت من اسمه، كما قال الشّاعر:
قلت لها قفي لنا قالت قاف.
ذكرت القاف إرادة القاف من الوقف: أي إنّي واقفةٌ.
وهذا القول الثّاني عندنا أولى القولين بالصّواب، لأنّه لا يعرف في أجوبة الأيمان قد، وإنّما تجاب الأيمان إذا أجيبت بأحد الحروف الأربعة: اللاّم، و(إنّ)، و(ما)، و(لا)، أو يترك جوابها، فيكون ساقطًا). [جامع البيان: 21/400-401]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ق اسمٌ من أسماء القرآن وعن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ قال جبلٌ محيطٌ بالأرض وقيل هي القاف من قوله قضي الأمر دلّت على بقيّة الكلمة كما قال الشّاعر
قلت لها قفي لنا قالت قاف). [فتح الباري: 8/593]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وعن ابن عبّاس: أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم الله به، وعن قتادة: اسم من أسماء القرآن، وعن القرطي: افتتاح اسم الله تعالى: قدير وقادر وقاهر وقريب وقاضي وقابض، وعن الشّعبيّ: فاتحة السّورة: وعن عكرمة والضّحّاك: هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء متّصلة عروقه بالصخرة الّتي عليها الأرض كهيئة القبّة وعليه كتف السّماء وخضرة السّماء منه. والعالم داخله ولا يعلم ما وراءه إلاّ الله تعالى، وما أصاب النّاس من زمرد ما سقط من ذلك الجبل، وهي رواية عن ابن عبّاس، وعن مقاتل: هو أول جبل خلق وبعده أبو قيس). [عمدة القاري: 19/184]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، ثنا أبو أسامة، عن صالح بن حيّان، عن عبد اللّه بن بريدة في قول اللّه عزّ وجلّ: {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] قال: «جبلٌ من زمرّدٍ محيطٌ بالدّنيا عليه كنفا السّماء»). [المستدرك: 2/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 11
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {ق} قال: هو اسم من أسماء الله). [الدر المنثور: 13/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له {ق} السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات قال: وذلك قوله (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر) (لقمان الآية 27) ). [الدر المنثور: 13/598-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله {ق} قال: جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كتفا السماء). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: خلق الله جبلا يقال له {ق} محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال: {ق} جبل محيط بالأرض). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة {ق} اسم من أسماء القرآن). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقرآن المجيد} قال: الكريم). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {والقرآن المجيد} ليس شيء أحسن منه ولا أفضل منه). [الدر المنثور: 13/600]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ما كذّبك يا محمّد مشركو قومك أن لا يكونوا عالمين بأنّك صادقٌ محقٌّ، ولكنّهم كذّبوك تعجّبًا من أن جاءهم منذرٌ ينذرهم عقاب اللّه منهم، يعني بشرًا منهم من بني آدم، ولم يأتهم ملكٌ برسالةٍ من عند اللّه.
وقوله: {فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ} يقول تعالى ذكره: فقال المكذّبون باللّه ورسوله من قريشٍ إذ جاءهم منذرٌ منهم {هذا شيءٌ عجيبٌ}: أي مجيء رجلٍ منّا من بني آدم برسالة اللّه إلينا شيءٌ عجيبٌ، هلاّ أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا). [جامع البيان: 21/402]

تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({رجعٌ بعيدٌ} [ق: 3] : «ردٌّ»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله رجع بعيد ردٌّ هو قول أبي عبيدة بلفظه وأخرج بن المنذر من طريق بن جريجٍ قال أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا). [فتح الباري: 8/593]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (رجعٌ بعيدٌ ردٌّ
أشار به إلى قوله تعالى: {أئذا متنا وكنّا ترابا ذلك رجع بعيد} (ق: 3) وفسّر قوله: (رجع بعيد) بقوله: (ردّ) أي: الرّد إلى الحياة بعيد فإنّهم ما كانوا يعترفون بالبعث، يقال: رجعته رجعا فرجع هو رجوعا. قال الله تعالى: {فإن رجعك الله} (التّوبة: 38) ). [عمدة القاري: 19/184]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({رجع بعيد}) [ق: 3] أي (رد) إلى الحياة الدنيا بعيد أي غير كائن أي يبعد أن نبعث بعد الموت). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ردّ) أي: هو في غاية البعد). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ (3) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتابٌ حفيظٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول القائل: لم يجر للبعث ذكرٌ، فيخبر عن هؤلاء القوم بكفرهم ما دعوا إليه من ذلك، فما وجه الخبر عنهم بإنكارهم ما لم يدعوا إليه، وجوابهم عمّا لم يسألوا عنه قيل: قد اختلف أهل العربيّة في ذلك، فنذكر ما قالوا في ذلك، ثمّ نتبعه البيان إن شاء اللّه تعالى، فقال في ذلك بعض نحويّي البصرة قال: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ}، لم يذكر أنّه راجعٌ، وذلك واللّه أعلم لأنّه كان على جوابٍ، كأنّه قيل لهم: إنّكم ترجعون، فقالوا: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ}.
وقال بعض نحويّي الكوفة قوله: {أئذا متنا وكنّا ترابًا} كلامٌ لم يظهر قبله ما يكون هذا جوابًا له، ولكن معناه مضمرٌ، إنّما كان واللّه أعلم: {ق والقرآن المجيد} لتبعثنّ بعد الموت، فقالوا: أئذا كنّا ترابًا بعثنا؟ جحدوا البعث، ثمّ قالوا: {ذلك رجعٌ بعيدٌ} جحدوه أصلاً، قوله: {بعيدٌ} كما تقول للرّجل يخطئ في المسألة، لقد ذهبت مذهبًا بعيدًا من الصّواب: أي أخطأت.
- والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ في هذا الكلام متروكًا استغني بدلالة ما ذكر عليه من ذكره، وذلك أنّ اللّه دلّ بخبره عن تكذيب هؤلاء المشركين الّذين ابتدأ هذه السّورة بالخبر عن تكذيبهم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ} على وعيده إيّاهم على تكذيبهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، فكأنّه قال لهم: إذ قالوا منكرين رسالة اللّه رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {هذا شيءٌ عجيبٌ} ستعلمون أيّها القوم إذا أنتم بعثتم يوم القيامة ما يكون حالكم في تكذيبكم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنكاركم نبوّته، فقالوا مجيبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم {أئذا متنا وكنّا ترابًا} نعلم ذلك، ونرى ما تعدنا على تكذيبك {ذلك رجعٌ بعيدٌ}: أي أنّ ذلك غير كائنٍ، ولسنا راجعين أحياءً بعد مماتنا، فاستغني بدلالة قوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم} فقال الكافرون {هذا شيءٌ عجيبٌ} من ذكر ما ذكرت من الخبر عن وعيدهم.
- وفيما حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} قالوا: كيف يحيينا اللّه، وقد صرنا عظامًا ورفاتًا، وضللنا في الأرض، دلالةٌ على صحّة ما قلنا من أنّهم أنكروا البعث إذا توعّدوا به). [جامع البيان: 21/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ذلك رجع بعيد} قال: أنكروا البعث فقالوا: من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا). [الدر المنثور: 13/600]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قد علمنا ما تنقص الأرض منهم قال يعني الموت قال يقول من يموت منهم أو قال ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن في قوله تعالى قد علمنا ما تنقص لأرض منهم قال من أبدانهم وعندنا بذلك كتاب حفيظ). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ما تنقص الأرض} [ق: 4] : «من عظامهم»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ما تنقص الأرض منهم من عظامهم وصله الفريابيّ عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ بهذا وروى الطّبريّ من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ قال ما تأكل الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا وعن جعفر بن سليمان عن عوفٍ عن الحسن أي من أبدانهم تنبيهٌ زعم بن التّين أنّه وقع في البخاريّ بلفظ من أعظامهم ثمّ استشكله وقال الصّواب من عظامهم وفعلٌ بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعالٍ إلّا نادرًا). [فتح الباري: 8/593]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ما تنقص الأرض من عظامهم تبصرة بصيرة حب الحصيد الحنطة باسقات الطوال أفعيينا أفاعيا علينا وقال قرينه الشّيطان الّذي قيض له فنقبوا ضربوا أو ألقى السّمع لا يحدث نفسه بغيره شهيد شاهد بالقلب حين أنشأكم وأنشأ خلقكم رقيب عتيد رصد سائق وشهيد الملكان كاتب وشهيد من لغوب النصب
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 4 ق {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال من عظامهم). [تغليق التعليق: 4/316] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: ما تنقص الأرض منهم من عظامهم
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {قد علمنا ما تنقض الأرض منهم} أي: من عظامهم، ذكره ابن المنذر عن عليّ بن المبارك عن زيد عن ابن ثور عن ابن جريج عن مجاهد، وادّعى ابن التّين أنه وقع من أعظامهم، وأن صوابه: من عظامهم، لأن فعلا بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعال إلاّ خمسة أحرف: نوادر، وقيل: من أجسامهم). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال مجاهد): فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({ما تنقص الأرض}) [ق: 4] أي ما تأكل (من عظامهم) لا يعزب عن علمه شيء تعالى). [إرشاد الساري: 7/352]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول تعالى ذكره: قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم، وعندنا كتابٌ بما تأكل الأرض وتفني من أجسامهم، ولهم كتابٌ مكتوبٌ مع علمنا بذلك، حافظٌ لذلك كلّه، وسمّاه اللّه تعالى حفيظًا، لأنّه لا يدرس ما كتب فيه، ولا يتغيّر ولا يتبدّل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما تأكل الأرض من لحومهم وأبشارهم وعظامهم وأشعارهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما تنقص الأرض منهم} قال: من عظامهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما تأكل الأرض منهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: يعني الموت، يقول: من يموت منهم، أو قال: ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول قال اللّه {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما أكلت الأرض منهم ونحن عالمون به، وهم عندي مع علمي فيهم في كتاب حفيظٍ). [جامع البيان: 21/404-405]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قد علمنا ما تنقص الأرض منهم يعني من عظامهم). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: من أجسادهم وما يذهب منها). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وعندنا كتاب حفيظ} قال: لعدتهم وأسمائهم). [الدر المنثور: 13/600]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر تلا قتادة في أمر مريج قال من ترك الحق مرج عليه رأيه والتبس عليه دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {أمرٍ مريجٍ} قال: أمرٌ ملتبسٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 108]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فهم في أمرٍ مريجٍ (5) أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروجٍ}.
قال أبو جعفرٍ: يقول تعالى ذكره: ما أصاب هؤلاء المشركون القائلون {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} في قيلهم هذا {بل كذّبوا بالحقّ}، وهو القرآن {لمّا جاءهم} من اللّه.
- كالّذي: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم} أي كذّبوا بالقرآن.
{فهم في أمرٍ مريجٍ} يقول: فهم في أمرٍ مختلطٍ عليهم ملتبسٍ، لا يعرفون حقّه من باطله من قولهم: قد مرج أمر النّاس إذا اختلط وأهمل.
وقد اختلفت عبارات أهل التّأويل في تأويلها، وإن كانت متقاربات المعاني، فقال بعضهم: معناها: فهم في أمرٍ منكرٍ؛ وقال: المريج: هو الشّيء المنكر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خالد بن خداشٍ قال: ثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الآسديّ، عن أبي جمرة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه سئل عن قوله: {أمرٍ مريجٍ} قال: المريج: الشّيء المنكر؛ أما سمعت قول الشّاعر:
فجالت والتمست به حشاها فخرّ كأنّه خوطٌ مريجٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: في أمرٍ مختلفٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {في أمرٍ مريجٍ} يقول مختلفٍ.
وقال آخرون: بل معناه: في أمر ضلالةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فهم في أمرٍ مريجٍ} قال: هم في أمر ضلالةٍ.
وقال آخرون: بل معناه: في أمرٍ ملتبسٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {فهم في أمرٍ مريجٍ} قال: ملتبسٍ.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أمرٍ مريجٍ} قال: ملتبسٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فهم في أمرٍ مريجٍ} ملتبسٍ عليهم أمره.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: تلا قتادة هذه الآية: {فهم في أمرٍ مريجٍ}، قال: من ترك الحقّ مرج عليه رأيه والتبس عليه دينه.
وقال آخرون: بل هو المختلط.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {في أمرٍ مريجٍ} قال: المريج: المختلط.
وإنّما قلت: هذه العبارات وإن اختلفت ألفاظها فهي في المعنى متقارباتٌ، لأنّ الشّيء المختلفٌ ملتبسٌ، معناه مشكلٌ وإذا كان كذلك كان منكرًا، لأنّ المعروف واضحٌ بيّنٌ، وإذا كان غير معروفٍ كان لا شكّ ضلالةً، لأنّ الهدى بيّنٌ لا لبس فيه). [جامع البيان: 21/405-408]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أمر مريج يعني في أمر متلبس). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: مختلف). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طريق أبي جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله {في أمر مريج} يقول: الشيء المريج الشيء المنكر المتغير أما سمعت قول الشاعر:
فجالت والتمست به حشاها * فخر كأنه خوط مريج). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: في أمر ضلالة). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والخطيب في تالي التلخيص والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {في أمر مريج} قال: مختلط، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
فراغت فانتفذت به حشاها * فخر كأنه خوط مريج). [الدر المنثور: 13/601-602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {في أمر مريج} قال: ملتبس وفي قوله {وما لها من فروج} قال: شقوق). [الدر المنثور: 13/602]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 05:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ق والقرآن المجيد...}.
{قاف}: فيها المعنى الذي أقسم به ذكر أنه قضى والله كما قيل في حمّ: قضى والله، وحمّ والله: أي قضي.
ويقال: إن {قاف} جبل محيط بالأرض، فإن يكن كذلك فكأنه في موضع رفع، أي هو (قافٌ والله)، وكان [ينبغي] لرفعه أن يظهر لأنه اسم وليس بهجاء، فلعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كما قال الشاعر:
قلنا لها: قفي، فقالت: قاف.
ذكرت القاف أرادت القاف من الوقوف، أي: إني واقفة). [معاني القرآن: 3/75]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قوله عزت قدرته: " ق " مجازها مجاز أوائل السور). [مجاز القرآن: 2/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ق والقرآن المجيد}
قال: {ق والقرآن المجيد} قسم على {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [4] ). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ {ق والقرآن المجيد (1)}
أكثر أهل اللغة وما جاء في التفسير أن مجاز {ق} مجاز الحروف التي تكون في أوائل السور نحو {ن}، و {الم}، و {ص} وقد فسرنا ذلك ويجوز أن يكون معنى ({اف} معنى قضي الأمر، كما قيل {حم} حمّ الأمر.
واحتج الذين قالوا من أهل اللغة أن معنى {ق} بمعنى قضي الأمر بقول الشاعر:
قلنا لها قفي قالت قاف... لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
معناه فقالت أقف
ومذهب الناس أن قاف ابتداء للسورة على ما وصفنا، وقد جاء في بعض التفسير أن قاف جبل محيط بالدنيا من ياقوتة خضراء وأن السماء بيضاء وإنما اخضرت من خضرته، واللّه أعلم
وجواب القسم في {ق والقرآن المجيد} محذوف، يدل عليه {أإذا متنا وكنّا ترابا}.
المعنى واللّه أعلم: والقرآن المجيد إنكم لمبعوثون.
فعجبوا فقالوا {أإذا متنا وكنّا ترابا}.
[معاني القرآن: 5/41]
أي أنبعث إذا - متنا وكنا ترابا. ولو لم يكن إذا متعلق لم يكن في الكلام فائدة). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ق} قال الفراء: قضي الأمر والله فاكتفى به من الجملة
وقيل: هو قسم وقيل: هو اسم من أسماء الله وقيل: من أسماء القرآن وقيل: من أسماء السور
وقيل {ق} جبل من زمردة خضراء تحيط بالأرض وخضر البحر والسماء منها.
و{الْمَجِيدِ}: الكريم وقيل: رفيع القدر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) )

تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أإذا متنا وكنّا تراباً...}.
كلام لم يظهر قبله ما يكون هذا جواباً له، ولكن معناه مضمر، إنما كان ـ والله ـ أعلم: {ق والقرآن المجيد} لتبعثن. بعد الموت، فقالوا: أنبعث إذا كنا تراباً؟ فجحدوا البعث
[معاني القرآن: 3/75]
ثم قالوا: {ذلك رجع بعيدٌ...}. جحدوه أصلا {و}قوله: {بعيد} كما تقول للرجل يخطئ في المسألة: لقد ذهبت مذهباً بعيداً من الصواب: أي أخطأت). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {ذلك رجعٌ بعيدٌ} " ردٌ بعيدٌ). [مجاز القرآن: 2/222]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أإذا متنا وكنّا تراباً ذلك رجعٌ بعيدٌ}
وقال: {أإذا متنا وكنّا تراباً ذلك رجع بعيدٌ} لم يذكر "أنه رجع" وذلك - والله أعلم - لأنه كان على جواب كأنه قيل لهم: إنّكم ترجعون. فقالوا "أإذا كنّا تراباً ذلك رجعٌ بعيد"). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({رجع بعيد}: أي رد). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلك رجعٌ بعيدٌ} يريدون: البعث بعد الموت، أي لا يكون).
[تفسير غريب القرآن: 417]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار: القسم بلا جواب إذا كان في الكلام بعده ما يدلّ على الجواب.
كقوله: { ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا} [ق: 1-3] نبعث. ثم قالوا: {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق: 3] أي: لا يكون). [تأويل مشكل القرآن: 223-224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({ذلك رجع بعيد (3)}
أي يبعد عندنا أن نبعث بعد الموت.
ويجوز أن يكون الجواب {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}، فيكون المعنى: ق والقرآن المجيد لقد علمنا ما تنقص الأرض منهم وحذفت اللام لأن ما قبلها عوض منها كما قال: {والشمس وضحاها} إلى قوله: {قد أفلح من زكاها} المعنى لقد أفلح من زكاها). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَجْعٌ}: رد). [العمدة في غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم...} ما تأكل منهم). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ق والقرآن المجيد}
قال: {ق والقرآن المجيد} قسم على {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [4] ). [معاني القرآن: 4/20] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}، أي تأكل من لحومهم إذا ماتوا). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (والمعنى {ما تنقص الأرض منهم}.
ما تأخذه الأرض من لحومهم). [معاني القرآن: 5/42]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في أمرٍ مّريجٍ...}.
في ضلال). [معاني القرآن: 3/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {فهم في أمرٍ مريجٍ} " مختلط، يقال: قد مرج أمر الناس اختلط وأهمل قال أبو ذؤيب:
فخرّ كأنه حوطٌ مريج
أي سهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ((كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم)) " أي اختلطت). [مجاز القرآن: 2/222]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (5- {أمر مريج}: أي مختلط ملتبس. يقال مرج أمر الناس أي اختلط. ومرج الخاتم في يدي). [غريب القرآن وتفسيره: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فهم في أمرٍ مريجٍ}، أي مختلط. يقال: مرج أمر الناس، ومرج الدين.

وأصل «المرج»: أن يقلق الشيء، فلا يستقر. يقال: مرج الخاتم في يدي مرجا، إذا قلق من الهزال). [تفسير غريب القرآن: 417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فهم في أمر مريج (5)}
{مريج}: مختلف ملتبس عليهم مرة يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاعر ومره ساحر ومرة معلّم.
فهذا دليل على أن أمرهم مريج ملتبس عليهم). [معاني القرآن: 5/42]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فهم في أمر مريج} أي: مختلط). [ياقوتة الصراط: 477]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّرِيجٍ}: أي مختلط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّرِيجٍ}: رد). [العمدة في غريب القرآن: 279]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 05:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} قال: هو القرآن كله في اللوح المحفوظ أنزل الله منه ما شاء). [مجالس ثعلب: 175]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) }
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: هم في أمر مَرِيجٍ أي مُخْتَلط، وقد أمرَجه الدم إذا أخرجه من الرَّمِيَّة بعد ساعة). [كتاب الجيم: 3/233]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فراغت فالتمست به حشاها=فخر كأنه خوط مريج
...
(مريج) قد طرح وترك، يقال: (مرج) إذا وقع فترك، ويقال: (مريج) قلق، يقال: (مرج الخاتم في يدي).
...
(مريج) أي انسل يمرج مرجا، أي قلق وتقلقل واضطرب ومر). [شرح أشعار الهذليين: 2/618-619]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {فهم في أمرٍ مريجٍ} [ق: 5]
قال: وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، في قوله عز وجل: {فهم في أمرٍ مريجٍ} [ق: 5] قال: معناه في أمر مختلط، يقال: مرج أمر الناس أي اختلط، وأنشد:

مرج الدّين فأعـددت لـهمشرف الحارك محبوك الكتد

وكذا فسر ابن عباس، واستشهد بقول أبي ذؤيب: كأنه خوطٌ مريح يعني: سهما قد اختلط به الدم، ويقال: أمرجت الدابة أي رعيتها، ومرجتها: خليتها، قال الله جل عز: {مرج البحرين يلتقيان} [الرحمن: 19] يعني: أرسلهما وخلاّهما). [الأمالي: 2/310]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 06:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 06:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ق والقرآن المجيد * بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب * أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد * قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ * بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج * أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج * تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}
قال ابن عباس رضي الله عنهما: [ق] اسم من أسماء القرآن، وقال أيضا: اسم من أسماء الله تعالى، وقال قتادة والشعبي: هو اسم السورة، وقال ابن زيد، وعكرمة، ومجاهد، والضحاك: هم اسم الجبل المحيط بالدنيا، وهو فيما يزعمون من زمردة خضراء، منها خضرة السماء وخضرة البحر. و"المجيد": الكريم في أوصافه الذي جمع كل علي، و[ق] -على هذه الأقوال- مقسم به وبالقرآن المجيد، وجواب القسم منتظر، واختلف الناس فيه، فقال ابن كيسان: جوابه ما يلفظ من قول، وقيل: الجواب إن في ذلك لذكرى، وقال الزهراوي، عن سعيد الأخفش: الجواب قد علمنا ما تنقص الأرض منهم، وضعفه النحاس، وقال الكوفيون من النحاة: الجواب "بل عجبوا"، والمعنى: لقد عجبوا قال منذر بن سعيد: وقد قيل: إن جواب القسم في قوله تعالى: {ما يبدل القول لدي}، وفي هذه الأقوال تكلف وتحكم على اللسان، وقال الزجاج، والمبرد، والأخفش: الجواب مقدر، تقديره: "ق والقرآن المجيد لتبعثن"، وهذا قول حسن، وأحسن منه أن يكون الجواب الذي يقع عنه الإضراب بـ "بل"،كأنه تعالى قال: والقرآن المجيد ما ردوا أمرك بحجة، أو ما كذبوك ببرهان، ونحو هذا مما لا بد لك من تقديره بعد الذي قدر الزجاج؛ لأنك إذا قلت "الجواب "لتبعثن" فلا بد بعد ذلك أن تقدر خبرا عنه يقع الإضراب، وهذا الذي جعلناه جوابا وجاء في المقدر أخصر.
وقال جماعة من المفسرين في قوله تعالى: {[ق]}: إنه حرف دال على الكلمة نحو قول الشاعر:
قلت لها قفي فقالت قاف ... ... ... ... ...
واختلفوا بعد، فقال القرطبي: هو دال على أسماء الله تعالى هي: قادر وقاهر وقريب وقاض وقابض. وقيل: المعنى: قضي الأمر من رسالتك ونحوه. "والقرآن المجيد"، فجواب القسم في الكلام الذي يدل عليه [ق]، وقال قوم: المعنى: قف عند أمرنا، وقيل: المعنى: قهر هؤلاء الكفرة، وهذا أيضا وقع عليه القسم، ويحتمل أن يكون المعنى: قيامهم من القبور حق "والقرآن المجيد"، فيكون أول السورة من المعنى الذي اطرد بعد، وعلى هذه الأقوال، فثم كلام مضمر وقع عنه الإضراب، وهو خبر عنهم، كأنه تعالى قال: ما كذبوك ببرهان، أونحو هذا مما يليق مظهرا.
وقرأ جمهور من القراء: "ق" بسكون الفاء، قال أبو حاتم: ولا يجوز غيرها إلا جواز سوء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه القراءة تحسن مع أن تكون [ق] حرفا دالا على كلمة. وقرأ الثقفي، وعيسى: "قاف" بفتح الفاء، وهذه تحسن مع القول بأنها اسم للقرآن أو لله تعالى، وكذلك قرأ الحسن وابن أبي إسحاق: "قاف" بكسر الفاء، وهي في رتبة التي قبلها في أن الحركة للالتقاء، وفي أنها اسم للقرآن، و"المجيد" الكريم الأوصاف الكثير الخير). [المحرر الوجيز: 8/ 30-32]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في الضمير في "عجبوا"، لمن هو؟ فقال جمهور المتأولين: هو لجميع الناس، مؤمنهم وكافرهم; لأن كل مفطور عجب من بعثة بشر رسولا لله، لكن المؤمنين نظروا واهتدوا، والكافرون بقوا في عمايتهم وصموا وحاجوا بذلك العجب، ولذلك قال تعالى: {فقال الكافرون هذا شيء عجيب}، وقال آخرون: بل الضمير في "عجبوا" للكافرين، كرر الكلام تأكيدا ومبالغة، والإشارة بـ "هذا" يحتمل أن تكون إلى نفس مجيء البشر، ويحتمل أن تكون إلى القول الذي يتضمنه الإنذار وهو الخبر بالبعث، ويؤيد هذا القول ما يأتي بعد.
وقرأ الجمهور: "أئذا"، وقرأ الأعرج، وشيبة، وأبو جعفر: "إذا" على الخبر دون استفهام، والعامل في "إذا" فعل مضمر، كأنه تعالى قال: أنبعث إذا؟ وإلى هذا الفعل وقعت الإشارة بقولهم: "ذلك رجع بعيد"، قال ابن جني: ويحتمل أن يكون المعنى: أإذا متنا بعد رجعنا، فيدل ذلك "رجع بعيد" على هذا الفعل الذي هو "بعد" ويحل محل الجواب لقولهم: "إذا".
و"الرجع" مصدر رجعته، وقولهم: "بعيد" معناه: بعيد في الأفهام والفكر كونه،
فأخبر الله تعالى -ردا على قولهم- بأنه تعالى يعلم ما تأكل الأرض من ابن آدم وما تبقي منه، وإن ذلك في الكتاب، وكذلك يعود في الحشر معلوما ذلك كله، و"الحفيظ": الجامع الذي لم يفته شيء، وقال الرماني: حفيظ: منيع من أن يذهب ببلى ودروس، وروي في الخبر الثابت أن الأرض تأكل ابن آدم إلا عجب الذنب وهو عظم كالخردلة فمنه يركب ابن آدم، وحفظ ما تنقص الأرض إنما هو ليعود بعينه يوم القيامة، وهذا هو الحق، وذهب بعض الأصوليين إلى أن الأجساد المبعوثة يجوز أن تكون غير هذه، وهذا عندي خلاف لظاهر كتاب الله تعالى، ولو كانت غيرها فكيف كانت تشهد الجلود والأيدي والأرجل على الكفرة إلى غير ذلك مما يقتضي أن أجساد الدنيا هي التي تعود؟ وقال ابن عباس، ومجاهد، والجمهور: المعنى: ما تنقص من لحومهم وأبشارهم وعظامهم، وقال السدي: معنى قوله تعالى: "قد علمنا ما تنقص الأرض منهم" أي: ما يحصل في بطن الأرض من موتاهم، وهذا قول حسن مضمنه الوعيد، قال ابن عباس رضي الله عنه أيضا -فيما حكى الثعلبي -: معناه: قد علمنا ما تنقص الأرض بالإيمان من الكفرة الذين يدخلون في الإيمان، وهذا قول أجنبي من المعنى الذي قبل وبعد). [المحرر الوجيز: 8/ 32-33]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقبل قوله تعالى: "بل كذبوا" مضمر عنه وقع الإضراب، تقديره: ما أجادوا النظر، أو نحو هذا، والذي يقع عنه الإضراب بـ "بل" الأغلب فيه أنه منفي تقضي "بل" بفساده، وقد يكون أمرا موجبا تقضي "بل" بترك القول فيه لا بفساده، وقرأ الجمهور: "لما" بفتح اللام وشد الميم، وقرأ الجحدري: "لما" بكسر اللام وتخفيف الميم، قال أبو الفتح: هي كقولهم: "أعطيته لما سأل"، وكما في التاريخ "لخمس خلون"، ومنه قوله تعالى: {لا يجليها لوقتها إلا هو}، ومنه قول الشاعر:
... ... ... ... .... إذا هبت لقاربها الرياح
و"المريج" معناه: المختلط، قاله ابن زيد، أي: بعضهم يقول ساحر، وبعضهم يقول كاهن، وبعضهم شاعر، إلى غير ذلك من تخليطهم، وكذلك عادت فكرة كل واحد منهم مختلطة في نفسها، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المريج: المنكر، وقال مجاهد: الملتبس، والمريج: المضطرب أيضا، وهو قريب من الأول، ومنه في الحديث: "مرجت عهودهم، ومن الأول: "مرج البحرين"، وقال الشاعر:
مرج الدين فأعددت له ... مشرف الحارك محبوك الكتد
).[المحرر الوجيز: 8/ 33-34]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ق والقرآن المجيد (1) بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ (2) أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ (3) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتابٌ حفيظٌ (4) بل كذّبوا بالحقّ لـمّا جاءهم فهم في أمرٍ مريجٍ (5) }
{ق}: حرفٌ من حروف الهجاء المذكورة في أوائل السّور، كقوله: (ص، ن، الم، حم، طس) ونحو ذلك، قاله مجاهدٌ وغيره. وقد أسلفنا الكلام عليها، في أوّل "سورة البقرة" بما أغنى عن إعادته.
وقد روي عن بعض السّلف أنّهم قالوا {ق}: جبلٌ محيطٌ بجميع الأرض، يقال له جبل قافٍ. وكأنّ هذا -واللّه أعلم-من خرافات بني إسرائيل الّتي أخذها عنهم بعض النّاس، لمّا رأى من جواز الرّواية عنهم فيما لا يصدّق ولا يكذّب. وعندي أنّ هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبّسون به على النّاس أمر دينهم، كما افتري في هذه الأمّة -مع جلالة قدر علمائها وحفّاظها وأئمّتها-أحاديث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وما بالعهد من قدمٍ، فكيف بأمّة بني إسرائيل مع طول المدى، وقلّة الحفّاظ النّقّاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب اللّه وآياته! وإنّما أباح الشّارع الرّواية عنهم في قوله: "وحدّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج" فيما قد يجوّزه العقل، فأمّا فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظّنون كذبه، فليس من هذا القبيل -واللّه أعلم.
وقد أكثر كثيرٌ من السّلف من المفسّرين، وكذا طائفةٌ كثيرةٌ من الخلف، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد، وليس بهم احتياجٌ إلى أخبارهم، وللّه الحمد والمنّة، حتّى إنّ الإمام أبا محمّدٍ عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ الرّازيّ، رحمه اللّه، أورد هاهنا أثرًا غريبًا لا يصحّ سنده عن ابن عبّاسٍ فقال:
حدّثنا أبي قال: حدّثت عن محمّد بن إسماعيل المخزوميّ: حدّثنا ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: خلق اللّه من وراء هذه الأرض بحرًا محيطًا، ثمّ خلق من وراء ذلك جبلًا يقال له "ق" السّماء الدّنيا مرفوعةٌ عليه. ثمّ خلق اللّه من وراء ذلك الجبل أرضًا مثل تلك الأرض سبع مرّاتٍ. ثمّ خلق من وراء ذلك بحرًا محيطًا بها، ثمّ خلق من وراء ذلك جبلًا يقال له "ق" السّماء الثّانية مرفوعةٌ عليه، حتّى عدّ سبع أرضين، وسبعة أبحرٍ، وسبعة أجبل، وسبع سموات. قال: وذلك قوله: {والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ} [لقمان: 27].
فإسناد هذا الأثر فيه انقطاعٌ، والّذي رواه ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ق} قال: هو اسمٌ من أسماء اللّه، عزّ وجلّ.
والّذي ثبت عن مجاهدٍ: أنّه حرفٌ من حروف الهجاء، كقوله: (ص، ن، حم، طس، الم) ونحو ذلك. فهذه تبعد ما تقدّم عن ابن عبّاسٍ.
وقيل: المراد "قضي الأمر والله"، وأنّ قوله: {ق} دلّت على المحذوف من بقية الكلم كقول الشاعر:
قلت لها: قفي ... فقالت: قاف
وفي هذا التّفسير نظرٌ؛ لأنّ الحذف في الكلام إنّما يكون إذا دلّ دليلٌ عليه، ومن أين يفهم هذا من ذكر هذا الحرف؟.
وقوله: {والقرآن المجيد} أي: الكريم العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ.
واختلفوا في جواب القسم ما هو؟ فحكى ابن جريرٍ عن بعض النّحاة أنّه قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتابٌ حفيظٌ}
وفي هذا نظرٌ، بل الجواب هو مضمون الكلام بعد القسم، وهو إثبات النّبوّة، وإثبات المعاد، وتقريره وتحقيقه وإن لم يكن القسم متلقًّى لفظًا، وهذا كثيرٌ في أقسام القرآن كما تقدّم في قوله: {ص والقرآن ذي الذّكر بل الّذين كفروا في عزّةٍ وشقاقٍ} [ص: 1، 2]، وهكذا قال هاهنا: {ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ} أي: تعجّبوا من إرسال رسولٍ إليهم من البشر كقوله تعالى: {أكان للنّاس عجبًا أن أوحينا إلى رجلٍ منهم أن أنذر النّاس} [يونس: 2] أي: وليس هذا بعجيبٍ؛ فإنّ اللّه يصطفي من الملائكة رسلًا ومن النّاس). [تفسير ابن كثير: 7/ 393-395]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال مخبرًا عنهم في عجبهم أيضًا من المعاد واستبعادهم لوقوعه: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} أي: يقولون: أإذا متنا وبلينا، وتقطّعت الأوصال منّا، وصرنا ترابًا، كيف يمكن الرّجوع بعد ذلك إلى هذه البنية والتّركيب؟ {ذلك رجعٌ بعيدٌ} أي: بعيد الوقوع، ومعنى هذا: أنّهم يعتقدون استحالته وعدم إمكانه.
قال اللّه تعالى رادًّا عليهم: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} أي: ما تأكل من أجسادهم في البلى، نعلم ذلك ولا يخفى علينا أين تفرّقت الأبدان؟ وأين ذهبت؟ وإلى أين صارت؟ {وعندنا كتابٌ حفيظٌ} أي: حافظٌ لذلك، فالعلم شاملٌ، والكتاب أيضًا فيه كلّ الأشياء مضبوطةٌ.
قال العوفي، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} أي: ما تأكل من لحومهم وأبشارهم، وعظامهم وأشعارهم. وكذا قال مجاهدٌ، وقتادة، والضّحّاك، وغيرهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 395]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ بيّن تعالى سبب كفرهم وعنادهم واستبعادهم ما ليس ببعيدٍ فقال: {بل كذّبوا بالحقّ لـمّا جاءهم فهم في أمرٍ مريجٍ} أي: وهذا حال كلّ من خرج عن الحقّ، مهما قال بعد ذلك فهو باطلٌ. والمريج: المختلف المضطرب الملتبس المنكر خلاله، كقوله: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ يؤفك عنه من أفك} [الذّاريات: 8، 9] ).[تفسير ابن كثير: 7/ 395]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة