العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:04 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (10) إلى الآية (15) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 01:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({شيعٌ} [الحجر: 10] : «أممٌ، وللأولياء أيضًا شيعٌ»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله شيعٌ أممٌ والأولياء أيضًا شيعٌ قال أبو عبيدة في قوله شيع الأوّلين أي أمم الأوّلين واحدتها شيعةٌ والأولياء أيضًا شيعٌ أي يقال لهم شيعٌ وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين يقول أمم الأوّلين قال الطّبريّ ويقال لأولياء الرجل أيضا شيعة). [فتح الباري: 8/379]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (شيعٌ أممٌ وللأولياء أيضاً شيعٌ
أشار به إلى قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} (الحجر: 10) وفسّر قوله: شيع، بقوله: أمم، وقال أبو عبيدة في شيع الأوّلين أي في أمم الأوّلين. واحدها شيعة. وقال الثّعلبيّ: فيه إضمار تقديره: ولقد أرسلنا من قبلك رسلًا في شيع الأوّلين، وقال الحسن: فرق الأوّلين، والشيعة الفرقة والطائفة من النّاس. قوله: (وللأولياء أيضا شيع) أي: لهم شيع. وقال الطّبريّ: ويقال ولأولياء الرجل أيضا: شيعة). [عمدة القاري: 19/7]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({شيع}) في قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} [الحجر: 10] معناه (أمم)، قاله أبو عبيدة (و) يقال (للأولياء أيضًا شيع). وقال: غيره: شيع جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب من شاعه إذا تبعه ومفعول أرسلنا في قوله (ولقد أرسلنا من قبلك) محذوف أي أرسلنا رسلاً من قبلك دل الإرسال عليهم وفيه تسلية للنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- حيث نسبوه إلى الجنون أي عادة هؤلاء مع الرسل ذلك). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين (10) وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولقد أرسلنا يا محمّد من قبلك في الأمم الأوّلين رسلاً وترك ذكر الرّسل اكتفاءً بدلالة قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك} عليه، وعنى بشيع الأوّلين: أمم الأوّلين، واحدتها شيعةٌ، ويقال أيضًا لأولياء الرّجل: شيعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: " {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} يقول: أمم الأوّلين "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} قال: " في الأمم "). [جامع البيان: 14/19-20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 10 - 13.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} قال: أمم الأولين). [الدر المنثور: 8/593]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون} يقول: وما يأتي شيع الأوّلين من رسولٍ من اللّه يرسله إليهم بالدّعاء إلى توحيده والإذعان بطاعته {إلاّ كانوا به يستهزئون} يقول: إلاّ كانوا يسخرون بالرّسول الّذي يرسله اللّه إليهم، عتوًّا منهم وتمرّدًا على ربّهم). [جامع البيان: 14/20]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به قال إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم ألا يؤمنوا به). [تفسير عبد الرزاق: 1/345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين}
يقول تعالى ذكره: كما سلكنا الكفر في قلوب شيع الأوّلين بالاستهزاء بالرّسل، كذلك نفعل ذلك في قلوب مشركي قومك الّذين أجرموا بالكفر باللّه، {لا يؤمنون به} يقول: لا يصدّقون: بالذّكر الّذي أنزلته إليك.
والهاء في قوله: {نسلكه} من ذكر الاستهزاء بالرّسل والتّكذيب بهم، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " التّكذيب "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به قال: " إذا كذّبوا سلك اللّه في قلوبهم أن لا يؤمنوا به "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن حميدٍ، عن الحسن، في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " الشّرك "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسّره أجمع على الإثبات، فسألته عن قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}، قال: " أعمالٌ سيعملونها لم يعملونها "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن، فما كان يفسّره إلاّ على الإثبات قال: وقفته على " نسلكه "، قال: " الشّرك "
- قال ابن المبارك: سمعت سفيان يقول في قوله: {نسلكه} قال: " نجعله "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: " هم كما قال اللّه، هو أضلّهم ومنعهم الإيمان ".
يقال منه: سلكه يسلكه سلكًا وسلوكًا، وأسلكه يسلكه إسلاكًا، ومن السّلوك قول عديّ بن زيدٍ:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
ومن الإسلاك قول الآخر:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقوله: {وقد خلت سنّة الأوّلين} يقول تعالى ذكره: لا يؤمن بهذا القرآن قومك الّذين سلكت في قلوبهم التّكذيب، {حتّى يروا العذاب الأليم} أخذًا منهم سنّة أسلافهم من المشركين قبلهم من قوم عادٍ، وثمود، وضربائهم من الأمم الّتي كذّبت رسلها، فلم تؤمن بما جاءها من عند اللّه حتّى حلّ بها سخط اللّه فهلكت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} " وقائع اللّه فيمن خلا قبلكم من الأمم "). [جامع البيان: 14/20-22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: الشرك نسلكه في قلوب المشركين). [الدر المنثور: 8/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {كذلك نسلكه} قال: الشرك نسلكه في قلوبهم). [الدر المنثور: 8/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به {وقد خلت سنة الأولين} قال: وقائع الله فيمن خلا من الأمم). [الدر المنثور: 8/593-594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {كذلك نسلكه} قال: هم كما قال الله: هو أضلهم ومنعهم الإيمان). [الدر المنثور: 8/594]

تفسير قوله تعالى: (لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين}
يقول تعالى ذكره: كما سلكنا الكفر في قلوب شيع الأوّلين بالاستهزاء بالرّسل، كذلك نفعل ذلك في قلوب مشركي قومك الّذين أجرموا بالكفر باللّه، {لا يؤمنون به} يقول: لا يصدّقون: بالذّكر الّذي أنزلته إليك.
والهاء في قوله: {نسلكه} من ذكر الاستهزاء بالرّسل والتّكذيب بهم، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " التّكذيب "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به قال: " إذا كذّبوا سلك اللّه في قلوبهم أن لا يؤمنوا به "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن حميدٍ، عن الحسن، في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " الشّرك "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسّره أجمع على الإثبات، فسألته عن قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}، قال: " أعمالٌ سيعملونها لم يعملونها "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن، فما كان يفسّره إلاّ على الإثبات قال: وقفته على " نسلكه "، قال: " الشّرك "
- قال ابن المبارك: سمعت سفيان يقول في قوله: {نسلكه} قال: " نجعله "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: " هم كما قال اللّه، هو أضلّهم ومنعهم الإيمان ".
يقال منه: سلكه يسلكه سلكًا وسلوكًا، وأسلكه يسلكه إسلاكًا، ومن السّلوك قول عديّ بن زيدٍ:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
ومن الإسلاك قول الآخر:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقوله: {وقد خلت سنّة الأوّلين} يقول تعالى ذكره: لا يؤمن بهذا القرآن قومك الّذين سلكت في قلوبهم التّكذيب، {حتّى يروا العذاب الأليم} أخذًا منهم سنّة أسلافهم من المشركين قبلهم من قوم عادٍ، وثمود، وضربائهم من الأمم الّتي كذّبت رسلها، فلم تؤمن بما جاءها من عند اللّه حتّى حلّ بها سخط اللّه فهلكت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} " وقائع اللّه فيمن خلا قبلكم من الأمم "). [جامع البيان: 14/20-22] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به {وقد خلت سنة الأولين} قال: وقائع الله فيمن خلا من الأمم). [الدر المنثور: 8/593-594] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون قال لو فتح الله عليهم من السماء بابا فظلت الملائكة تعرج فيه فيقول يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقالوا سحرت أبصارنا يقول أخذت أبصارنا). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون (14) لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مّسحورون}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيين بقوله: {فظلّوا فيه يعرجون} فقال بعضهم: معنى الكلام: ولو فتحنا على هؤلاء القائلين لك يا محمّد {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} بابًا من السّماء فظلّت الملائكة تعرج فيه وهم يرونهم عيانًا، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون}
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} يقول: " لو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّت الملائكة تعرج فيه، لقال أهل الشّرك: إنّما أخذ أبصارنا، وشبّه علينا، وإنّما سحرنا فذلك قولهم: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ: {فظلّوا فيه يعرجون} " فظلّت الملائكة يعرجون فيه يراهم بنو آدم عيانًا، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {يا أيّها الّذي نزّل عليه الذّكر إنّك لمجنونٌ. لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} قال: " ما بين ذلك إلى قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: " رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة}، ما بين ذلك.
- قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ: " فظلّت الملائكة تعرج فنظروا إليهم، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} قال: " قريشٌ تقوله "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: قال ابن عبّاسٍ: " لو فتح اللّه عليهم من السّماء بابًا فظلّت الملائكة تعرج فيه، يقول: يختلفون فيه جائين وذاهبين، لقالوا{إنّما سكّرت أبصارنا} "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} يعني الملائكة، يقول: " لو فتحت على المشركين بابًا من السّماء، فنظروا إلى الملائكة تعرج بين السّماء والأرض، لقال المشركون: {نحن قومٌ مسحورون} سحرنا، وليس هذا بالحقّ، ألا ترى أنّهم قالوا قبل هذه الآية: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمر، عن نصرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: " لو أنّي فتحت بابًا من السّماء تعرج فيه الملائكة بين السّماء والأرض، لقال المشركون: {بل نحن قومٌ مسحورون} ألا ترى أنّهم قالوا: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} ".
وقال آخرون: إنّما عنى بذلك بنو آدم.
ومعنى الكلام عندهم: ولو فتحنا على هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد بابًا من السّماء فظلّوا هم فيه يعرجون {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا}
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال قتادة: كان الحسن يقول: " لو فعل هذا ببني آدم فظلّوا فيه يعرجون أي يختلفون، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون} "
وأمّا قوله: {يعرجون} فإنّ معناه: يرقون فيه ويصعدون، يقال منه: عرج يعرج عروجًا إذا رقي وصعد، وواحدة المعارج: معرجٌ ومعراجٌ، ومنه قول كثيّرٍ:
إلى حسبٍ عودٍ بنا المرء قبله = أبوه له فيه معارج سلّم
وقد حكي: عرج يعرج بكسر الرّاء في الاستقبال). [جامع البيان: 14/22-25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} قال: ما بين ذلك إلى قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء} قال وهذا من التقديم والتأخير {فظلوا فيه يعرجون} أي فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليه {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} ). [الدر المنثور: 8/592] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 14 - 15.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} يقول: ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقال أهل الشرك: إنما أخذت أبصارنا وشبه علينا وسحرنا). [الدر المنثور: 8/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} قال: رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} ما بين ذلك قال ابن جريج: قال ابن عباس: فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم {لقالوا إنما سكرت} سدت {أبصارنا} قال: قريش تقوله). [الدر المنثور: 8/594]

تفسير قوله تعالى: (لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سكّرت} [الحجر: 15] : «غشّيت»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سكّرت غشّيت كذا لأبي ذرٍّ فأوهم أنّه من تفسير مجاهدٍ وغيره يوهم أنّه من تفسير بن عبّاسٍ لكنّه قول أبي عبيدة وهو بمهملةٍ ثمّ معجمة.
وذكر الطّبريّ عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول هو مأخوذٌ من سكر الشّراب قال ومعناه غشي أبصارنا مثل السّكر ومن طريق مجاهدٍ والضّحّاك قوله سكّرت أبصارنا قال سدّت ومن طريق قتادة قال سحرت ومن وجهٍ آخر عن قتادة قال سكّرت بالتّشديد سدّدت وبالتّخفيف سحرت انتهى وهما قراءتان مشهورتان فقرأها بالتّشديد الجمهور وبن كثيرٍ بالتّخفيف وعن الزّهريّ بالتّخفيف لكن بناها للفاعل). [فتح الباري: 8/379-380]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سكّرت غشّيت
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} (الحجر: 15) وفسّر: (سكرت) ، بقوله: (غشيت) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وقال أبو عمرو: وهو مأخوذ من السكر في الشّراب، وعن ابن عبّاس: سكرت أخذت، وعن الحسن: سكرت، وعن الكلبيّ: أغشيت وأغميت، وقيل: حبست ومنعت من النّظر). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {لقالوا إنما} ({سكرت}) [الحجر: 15] بتشديد الكاف أي (غشيت) بضم الغين وتشديد الشين المكسورة المعجمتين وقيل سدت يعني لو فتحنا على هؤلاء المقترحين بابًا من السماء فظلوا صاعدين إليها مشاهدين لعجائبها أو مشاهدين لصعود الملائكة وهو جواب لقوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} لقولوا لشدة عنادهم إنما غشيت أو سدت أبصارنا بالسحر وسقط من قوله وقال مجاهد إلى هنا للحموي والكشميهني). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: لقال هؤلاء المشركون الّذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم: ما هذا بحقٍّ إنّما سكّرت أبصارنا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {سكّرت} فقرأ أهل المدينة والعراق: {سكّرت} بتشديد الكاف، بمعنى: غشيت وغطّيت، هكذا كان يقول أبو عمرو بن العلاء فيما ذكر لي عنه.
وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقرأ: ( لقالوا إنّما سكرت ) "
- حدّثني بذلك الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: سمعت الكسائيّ يحدّث، عن حمزة، عن شبلٍ، عن مجاهدٍ، أنّه قرأها: ( سكرت أبصارنا ) " خفيفةً ".
وذهب مجاهدٌ في قراءته ذلك كذلك إلى: حبست أبصارنا عن الرّؤية والنّظر، من شكور الرّيح، وذلك سكونها وركودها، يقال منه: سكرت الرّيح: إذا سكنت وركدت.
وقد حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول: هو مأخوذٌ من سكر الشّراب، وأنّ معناه: قد غشّى أبصارنا السّكر.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معنى {سكّرت} سدّت
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {سكّرت أبصارنا} قال: " سدّت ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ يعني: ابن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني ابن كثيرٍ، قال: " سدّت "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {سكّرت أبصارنا} يعني: " سدّت ".
فكأنّ مجاهدًا ذهب في قوله وتأويله ذلك بمعنى: سدّت، إلى أنّه بمعنى: منعت النّظر، كما يسكّر الماء فيمنع من الجري بحبسه في مكانٍ بالسّكر الّذي يسكّر به.
وقال آخرون: معنى سكّرت: أخذت
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ: " {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: أخذت أبصارنا "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: " إنّما أخذ أبصارنا، وشبّه علينا، وإنّما سحرنا "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: " {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: " سحرت أبصارنا، يقول: أخذت أبصارنا "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، قال: " من قرأ: {سكّرت} مثقلةذً: يعني سدّت، ومن قرأ ( سكرت ) مخفّفةً، فإنّه يعني سحرت ".
وكأنّ هؤلاء وجّهوا معنى قوله {سكّرت} إلى أنّ أبصارهم سحرت، فشبّه عليهم ما يبصرون، فلا يميّزون بين الصّحيح ممّا يرون وغيره، من قول العرب: سكّر على فلانٍ رأيه: إذا اختلط عليه رأيه فيما يريد فلم يدر الصّواب فيه من غيره، فإذا عزم على الرّأي قالوا: ذهب عنه التّسكير.
وقال آخرون: هو مأخوذٌ من السّكر، ومعناه: غشي على أبصارنا فلا نبصر، كما يفعل السّكر بصاحبه، فذلك إذا دير به وغشي بصره كالسّمادير فلم يبصر
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: " إنّما سكّرت أبصارنا " قال: سكّرت، السّكران الّذي لا يعقل ".
وقال آخرون: معنى ذلك: عميت
- ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن الكلبيّ: {سكّرت} قال: " عميت ".
وأولى هذه الأقوال بالصّواب عندي قول من قال: معنى ذلك: أخذت أبصارنا وسحرت، فلا تبصر الشّيء على ما هو به، وذهب حدّ أبصارنا وانطفأ نوره، كما يقال للشّيء الحارّ إذا ذهبت فورته وسكن حدّ حرّه: قد سكر يسكر، قال المثنّى بن جندلٍ الطّهويّ:
جاء الشّتاء واجثألّ القبّر = واستخفت الأفعى وكانت تظهر
وجعلت عين الحرور تسكر
أي تسكن وتذهب وتنطفئ، وقال ذو الرّمّة:
قبل انصداع الفجر والتّهجّر = وخوضهنّ اللّيل حين يسكر
يعني: حين تسكن فورته.
وذكر عن قيسٍ أنّها تقول: سكّرت الرّيح تسكر سكورًا، بمعنى: سكنت وإن كان ذلك عنها صحيحًا، فإنّ معنى سكرت وسكّرت بالتّخفيف والتّشديد متقاربان، غير أنّ القراءة الّتي لا أستجيز غيرها في القرآن: {سكّرت} بالتّشديد لإجماع الحجّة من القرّاء عليها، وغير جائزٍ خلافها فيما جاءت به، مجمعةٌ عليه). [جامع البيان: 14/25-30]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنما سكرت أبصارنا أغشيت أبصارنا). [تفسير مجاهد: 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} قال: رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} ما بين ذلك قال ابن جريج: قال ابن عباس: فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم {لقالوا إنما سكرت} سدت {أبصارنا} قال: قريش تقوله). [الدر المنثور: 8/594] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {سكرت أبصارنا} قال: سدت). [الدر المنثور: 8/594-595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد إنه قرأ {سكرت أبصارنا} خفيفة). [الدر المنثور: 8/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: من قرأ {سكرت} مشددة يعني سدت ومن قرأ {سكرت} مخففة فإنه يعني سحرت). [الدر المنثور: 8/595]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 01:05 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في شيع الأوّلين} في أمم الأولين واحدتها شيعة والأولياء أيضاً شيع). [مجاز القرآن: 1/347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في شيع الأوّلين} أي أصحابهم). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين } أي في فرق الأولين). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} أي فرق الأولين). [معاني القرآن: 4/12]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شيع الأولين} أي أصحابهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزءون}
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن سفهاء كل أمّة يستهزئون برسلها). [معاني القرآن: 3/174]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين...}
الهاء في {نسلكه} للتكذيب أي كذلك نسلك التكذيب. يقول: {نجعله في قلوبهم ألاّ يؤمنوا} ). [معاني القرآن: 2/85]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كذلك نسلكه} يقال: سلكه، وأسلكه لغتان). [مجاز القرآن: 1/347]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} فقالوا: سلكه يسلكه، سلكًا وسلوكًا، وأسلكه لغة.
[معاني القرآن لقطرب: 792]
وقال عدي:
وكنت لزاز خصمك لم أعرد = وقد سلكوك في يوم عصيب). [معاني القرآن لقطرب: 793]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}
وتقرأ نسلكه، أي كذلك نسلك الضلال في قلوب المجرمين، أي كما فعل بالمجرمين الذين استهزأوا بمن تقدّم من الرّسل كذلك نسلك الإضلال في قلوب المجرمين.
ثم بين ذلك فقال: {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} ). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به
روى سفيان عن حميد عن الحسين قال كذلك نسلك الشرك
وقال أبو عبيد حدثنا حجاج عن أبن جريج عن مجاهد قال نسلك التكذيب
قال أبو جعفر وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير وأهل اللغة إلا من شذ منهم فإن بعضهم قال المعنى كذلك نسلك القرآن واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا القرآن عليهم وأسمعهم إياه ووصل إلى قلوبهم وكان ذلك بأمر الله وقوته، كان الله عز وجل هو الذي يسلكه في قلوبهم على هذا المعنى
وقيل لما خلقهم خلقة يفهمون بها ما يأتيهم من الوحي فإذا خلقهم خلقه يفهمون بها ما يسلك ذلك في قلوبهم فكأنه سلكه). [معاني القرآن: 4/13-12]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} أي تقدمت سيرة الأولين في تكذيب الأنبياء). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} أي وقد مضت سنة الأولين بمثل ما فعله هؤلاء، فهم يقتفون آثارهم في الكفر، ثم أعلمهم تعالى أنهم إذا وردت عليهم الآية المعجزة
قالوا سحر وقالوا: {سكّرت أبصارنا} كما قالوا حين انشق القمر: {هذا سحر مستمر}،
فقال عزّ وجلّ: {ولو فتحنا عليهم بابا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} ). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وقد خلت سنة الأولين}
أي قد تقدمت سنتهم في التكذيب بالآيات والبراهين وكفرهم فهؤلاء يقتفون آثارهم). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقد خلت سنة الأولين} أي في تكذيبهم الأنبياء. وقيل: سنتنا في إهلاك الأولين بكفرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو فتحنا عليهم باباً مّن السّماء فظلّوا...}
يعني الملائكة فظلّت تصعد من ذلك الباب وتنزل {لقالوا إنما سكّرت أبصارنا} ويقال {سكرت} ومعناهما متقارب. فأما سكّرت فحبست، العرب: تقول: قد سكرت الريح إذا سكنت وركدت.
ويقال: أغشيت، فالغشاء والحيس قريب من السّواء). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيه يعرجون} أي يصعدون والمعارج الدّرج). [مجاز القرآن: 1/347]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة ونافع {يعرجون} بضم الراء.
ولغة أخرى "يعرجون" بكسر الراء وسنخبر عن معناها). [معاني القرآن لقطرب: 785]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {فظلوا فيه} فالفعل ظللت ظلولاً، وظللت أظل لغة.
وأما {يعرجون} فالفعل منه: عرج يعرج عروجًا؛ رقى وصعد؛ وحكي عن عيسى بن عمر: "يعرجون" و"يعرجون"، وقالوا في واحد المعارج: معرج ومعراج.
وقال كثير:
إلى حسب عود بني المرء قبله = أبوه له فيه معارج سلم
أي مصاعد: مراقي). [معاني القرآن لقطرب: 793]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيه يعرجون}: يصعدون، والمعارج الدرج). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيه يعرجون} أي يصعدون. يقال: عرج إلى السماء، أي صعد. ومنه تقول العامة: عرج بروح فلان. والمعارج: الدّرج). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو فتحنا عليهم بابا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون }
ويقرأ يعرجون، أي يصعدون ويذهبون - ويجيئون ويصلح أن يكون {يعرجون} للملائكة والناس، وقد جاء بهما التفسير). [معاني القرآن: 3/175-174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون}
قال عبد الله بن عباس أي فظلوا الملائكة فيه يعرجون أي يذهبون ويجيئون
قال أهل اللغة عرج يعرج إذا صعد وارتفع ومنه قول العامة عرج بروح فلان). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يعرجون} يصعدون. {والمعارج} الدرج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَعْرُجُونَ}: يصعدون). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} أي غشيت سمادير، فذهبت وخبا نظرها،
قال:

جاء الشتاء واجثألّ القنبر= واستخفت الأفعى وكانت تظهر
وطلعت شمسٌ عليها مغفر= وجعلت عين الحرور تسكر
أي يذهب حرها ويخبو). [مجاز القرآن: 1/348-347]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وابن كثير ومجاهد {إنما سكرت أبصارنا} مخففة.
أبو عمرو والأعرج {سكرت} مثقلة؛ وكان أبو عمرو يزعم: أنها من السكر.
[معاني القرآن لقطرب: 785]
[وزاد محمد بن صالح]:
قال أبو علي: قال معمر بن المثنى: إنه يقال: سكرت أبصار القوم؛ إذا دير بهم وغشيهم كالسمادير، فلم يبصروا؛ قال: ويقال: للشيء الحار إذا خبا حره، وسكر فوره: سكر يسكر.
[إلى هاهنا زيادة محمد].
قال أبو علي: وسنخبر عن معانيها في اللغة إن شاء الله). [معاني القرآن لقطرب: 786]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {سكرت أبصارنا} فكان أبو عمرو يقول: من السكر.
ويقال: سكر بالتثقيل؛ إذا غشي عليه فذهب بصره فلم يبصر من الغشي؛ وهو قريب من معنى أبي عمرو.
وكان ابن عباس يقول: سكرت عشيت، أي أمسكت؛ وكان يقول {لفي سكرتهم} أي في جهلتهم.
وقالوا أيضًا: التسكير في الحاجة اختلاط الرأي فيها، فإذا عزمت ذهب التسكير.
وقال جندل بن المثنى الطهوي:
جاء الشتاء واجتثأل القنبر
[معاني القرآن لقطرب: 793]
واستخفت الأفعى وكانت تظهر
وجعلت عين الحرور تسكر
أي يذهب حرها وتخبو.
وليلة ساكرة: أي ساكنة.
وقال أوس:
تزاد الليالي في طولها = فليست بطلق ولا ساكره
فكأن {سكرت أبصارنا} من هذا أيضًا؛ أي خبت وطفئت.
وقال ذو الرمة:
قبل انصداع الفجر والتهجر = وخوضهن الليل حين يسكر
وقيس تقول: سكرت سكورًا؛ أي سكنت؛ وكأن المعنى قريب بعضه من بعض؛ كأنه الخبو والسكون). [معاني القرآن لقطرب: 794]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ([وزاد محمد].
وأما قراءة الحسن ومجاهد "سكرت" بالتخفيف فمعناها: سدت، منعت من النظر، كما يمنع السكر الماء من الجري). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سكرت أبصارنا}: غشيت). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سكّرت أبصارنا}: غشيت. ومنه يقال: سكر النهر، إذا سدّ. والسّكر: اسم ما سكرت [به].
وسكر الشّراب منه، إنما هو الغطاء على العقل والعين.
وقرأ الحسن: سكرت - بالتخفيف - وقال: سحرت. والعامة تقول في مثل هذا: فلان يأخذ بالعين). [تفسير غريب القرآن: 236-235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}
وسكرت، ويجوز سكرت بفتح السين، ولا تقرأنّ بها إلا أن ثبتت بها رواية صحيحة.
وفسروا سكرت أغشيت، وسكرت تحيّرت وسكنت عن أن تنظر.
والعرب تقول: سكرت الريح تسكر إذا سكنت وكذلك سكر الحر يسكر،
قال الشاعر:
جاء الشّتاء واجثألّ القبّر= وجعلت عين الحرور تسكر).
[معاني القرآن: 3/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} قال ابن عباس أخذت
قال أبو جعفر والمعروف من قراءة مجاهد والحسن سكرت بالتخفيف قال الحسن أي سحرت وحكى أبو عبيد عن أبي عبيدة أنه يقال سكرت أبصارهم إذا غشيها سمادير حتى لا يبصروا وقال الفراء من قرأ سكرت أخذه من سكون الريح قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربه والأصل فيها ما قال أبو عمرو بن العلاء يرحمه الله قال هو من السكر في الشراب وهذا قول حسن أي غشيهم ما غطى أبصارهم كما غشي السكران ما غطى عقله
وسكور الريح سكونها وفتورها وهو يرجع إلى معنى التخيير). [معاني القرآن: 4/15-14]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سكرت أبصارنا} ملئت، و{سكرت}: ملئت). [ياقوتة الصراط: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سكرت} غشيت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُكِّرَتْ}: غشيت). [العمدة في غريب القرآن: 172]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:11 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) }


تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) }

تفسير قوله تعالى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك} الآية، تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام، وعرض أسوة، أي: لا يضيق صدرك يا محمد بما يفعله قومك من الاستهزاء في قولهم: {يا أيها الذي نزل عليه الذكر} وغير ذلك، فقد تقدم منا إرسال الرسل في شيع
[المحرر الوجيز: 5/275]
الأولين، وكانت تلك سيرتهم في الاستهزاء بالرسل، و"الشيع" جمع شيعة، وهي الفرقة التابعة لرأس، إما مذهب أو رجل أو نحوه، وهي مأخوذة من قولهم: شيعت النار إذا استدمت وقدها بحطب أو غيره، فكأن الشيعة تصل أمر رأسها وتظهره وتمده بمعونة. وقوله: {أرسلنا من قبلك} تقتضي "رسلا"، ثم اختصر ذكرهم لدلالة ظاهر من القول على ذلك). [المحرر الوجيز: 5/276]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}
الضمير عائد على الاستهزاء أوالشرك ونحوه، وهو قول الحسن، وقتادة، وابن جرير، وابن زيد، ويكون الضمير في "به" يعود على ذلك بعينه، وتكون باء السبب، أي: لا يؤمنون بسبب شركهم واستهزائهم، ويكون قوله: {لا يؤمنون به} في موضع الحال. ويحتمل أن يكون الضمير في "نسلكه" عائدا على "الذكر المحفوظ" المتقدم الذكر وهو القرآن، أي: مكذبا به مردودا مستهزءا به ندخله في قلوب المجرمين، ويكون الضمير في "به" عائدا عليه أيضا، أي لا يصدقون به. ويحتمل أن يكون الضمير في "نسلكه" عائدا على الاستهزاء والشرك، والضمير في "به" يعود على القرآن، فيختلف على هذا عود الضميرين، والمعنى في ذلك كله ينظر بعضه إلى بعض.
و"نسلكه" معناه ندخله، يقال: سلكت الرجل في الأمر إذا أدخلته فيه، ومن هذا قول الشاعر:
وكنت لزاز خصمك لم أعرد ... وقد سلكوك في أمر عصيب
ومنه قول الآخر:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ... شلا كما تطرد الجمالة الشردا
[المحرر الوجيز: 5/276]
ومنه قول أبي وجزة يصف حمر وحش:
حتى سلكن الشوى منهن في مسك ... من نسل جوابة الآفاق مهداج
قال الزجاج: ويقرأ: "نسلكه" بضم النون وكسر اللام. و"المجرمين" في هذه الآية يراد بهم كفار قريش ومعاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 5/277]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يؤمنون به} عموم معناه الخصوص فيمن ختم عليه. وقوله: {وقد خلت سنة الأولين} أي: على هذه الوتيرة، وتقول: سلكت الرجل في الأمر وأسلكته، بمعنى واحد، ويروى:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة). [المحرر الوجيز: 5/277]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم} الضمير عائد على قريش وكفرة العصر المختوم عليهم، والضمير في قوله: "فظلوا" يحتمل أن يعود عليهم، وهو أبلغ في إصرارهم، وهذا تأويل الحسن. و"يعرجون" معناه: يصعدون، وقرأ الأعمش، وأبو حيوة: "يعرجون" بكسر الراء، والمعارج: الأدراج، ومنه المعراج، ومنه قول كثير:
إلى حسب عود بنى المرء قبله ... أبوه له فيه معارج سلم
[المحرر الوجيز: 5/277]
ويحتمل أن يعود على الملائكة لقولهم: {لو ما تأتينا بالملائكة}، فكأن الله تعالى قال: "ولو رأوا الملائكة يصعدون ويتصرفون في باب مفتوح في السماء، لما آمنوا"، وهذا تأويل ابن عباس رضي الله عنهما). [المحرر الوجيز: 5/278]

تفسير قوله تعالى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ السبعة سوى ابن كثير: "سكرت" بضم السين وشد الكاف، وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف الكاف، وهي قراءة مجاهد، وقرأ ابن الزهري بفتح السين وتخفيف الكاف، على بناء الفعل للفاعل، وقرأ أبان بن تغلب: "سحرت أبصارنا"، ويجيء قوله: {بل نحن قوم مسحورون} انتقالا إلى درجة عظمى من سحر العقل. وتقول العرب: "سكرت الريح تسكر سكورا" إذا ركدت ولم تنفذ لما كانت بسبيله أولا، وتقول: "سكر الرجل من الشراب يسكر سكرا": إذا تغيرت حاله وركد ولم ينفذ فيما للإنسان أن ينفذ فيه، ومن هذا المعنى: "سكران لا يبت"، أي: لا يقطع أمرا، وتقول العرب: "سكرت الفتق في مجاري الماء سكرا" إذا طمسته وصرفت الماء عنه فلم ينفذ لوجهه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذه اللفظة: "سكرت" بشد الكاف إذا كانت من سكر الشراب، أو من سكور الريح فهي فعل عدي بالتضعيف، وإن كانت من سكر مجاري الماء فتضعيفها للمبالغة، لا للتعدية، لأن المخفف من فعله متعد، ورجح أبو حاتم هذه القراءة، لأن "الأبصار" جمع، والتثقيل مع الجمع أكثر، كما قال: مفتحة لهم الأبواب، ومن قرأ: "سكرت" بضم السين وتخفيف الكاف، فإن كانت اللفظة من سكر الماء فهو فعل متعد، وإن كانت من سكر الشراب، أو من سكور الريح فيضمنا أن الفعل بني للمفعول إلى أن ننزله متعديا، ويكون هذا الفعل من قبيل: رجع زيد ورجعه غيره، وغارت العين وغارها الرجل، فتقول -على هذا-: سكر الرجل وسكره غيره، وسكرت الريح وسكرها شيء غيرها، ومعنى هذه المقالة منهم: أي غيرت أبصارنا عما كانت عليه، فهي لا تعطينا حقائق الأشياء كما كانت تفعل. وعبر بعض المفسرين عن هذه اللفظة بقوله: غشي على أبصارنا، وقال بعضهم: عميت أبصارنا، وهذا ونحوه تفسير بالمعنى لا يرتبط باللفظ، ويقال أيضا: هؤلاء المبصرون عروج الملائكة أو عروج أنفسهم بعد
[المحرر الوجيز: 5/278]
قولهم: "سكرت أبصارنا" بل سحرنا حتى لا نعقل الأشياء كما يجب، أي صرف فينا السحر). [المحرر الوجيز: 5/279]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:20 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين (10) وما يأتيهم من رسولٍ إلّا كانوا به يستهزئون (11) كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين (13)}
{ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين وما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين}
يقول تعالى مسلّيًا لرسوله في تكذيب من كذّبه من كفّار قريشٍ: إنّه أرسل من قبله في الأمم الماضية، وإنّه ما أتى أمّةً رسول إلا كذبوه واستهزؤوا به.
ثمّ أخبر أنّه سلك التّكذيب في قلوب المجرمين الّذين عاندوا واستكبروا عن اتّباع الهدى.
قال أنسٌ، والحسن البصريّ: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} يعني: الشّرك.
وقوله: {وقد خلت سنّة الأوّلين} أي: قد علم ما فعل تعالى بمن كذّب رسله من الهلاك والدّمار، وكيف أنجى اللّه الأنبياء وأتباعهم في الدنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 527]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون (14) لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون (15)}
يخبر تعالى عن قوّة كفرهم وعنادهم ومكابرتهم للحقّ: أنّه لو فتح لهم بابًا من السّماء، فجعلوا يصعدون فيه، لما صدّقوا بذلك، بل قالوا: {سكّرت أبصارنا}
قال مجاهدٌ وابن كثيرٍ، والضّحّاك: سدّت أبصارنا.
وقال قتادة، عن ابن عبّاسٍ: أخذت أبصارنا.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: شبه علينا، وإنّما سحرنا.
وقال الكلبيّ: عميت أبصارنا.
وقال ابن زيدٍ: {سكّرت أبصارنا} السّكران الّذي لا يعقل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 528]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة