تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (سمعت مالكا يقول في قول الله لموسى: {وذكرهم بأيام الله}، قال: ذكرهم بلاء الله الحسن عندهم وأياديه). [الجامع في علوم القرآن: 2/130]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن قتادة في قوله تعالى وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/341]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عبيد عن مجاهد في قوله تعالى وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن مسلمٍ، قال: حدّثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قام موسى يومًا في قومه فذكّرهم بأيّام الله، وأيّام الله نعماؤه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور، وذكّرهم بأيّام اللّه، إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا موسى بأدلّتنا وحججنا من قبلك يا محمّد، كما أرسلناك إلى قومك بمثلها من الأدلّة والحجج كما؛
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، ح.
- وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن الأشيب، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، ح.
- وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " بالبيّنات "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " التّسع الآيات: الطّوفان وما معه "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {أرسلنا موسى بآياتنا} قال: " التّسع البيّنات ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
وقوله: {أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور} كما أنزلنا إليك يا محمّد هذا الكتاب، لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور {بإذن ربّهم} ويعني بقوله: {أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور}: " أي ادعهم من الضّلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان كما؛
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور} يقول: من الضّلالة إلى الهدى ".
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، مثله
وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه} يقول عزّ وجلّ: وعظهم بما سلف من نعمي عليهم في الأيّام الّتي خلت فاجتزئ بذكر الأيّام من ذكر النّعم الّتي عناها، لأنّها أيّامٌ كانت معلومةٌ عندهم، أنعم اللّه عليهم فيها نعمًا جليلةً، أنقذهم فيها من آل فرعون بعد ما كانوا فيما كانوا من العذاب المهين، وغرّق عدوّهم فرعون وقومه، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: معناه: خوّفهم بما نزل بعادٍ وثمود وأشباههم من العذاب، وبالعفو عن الآخرين قال: وهو في المعنى كقولك: خذهم بالشّدّة واللّين.
وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النّعم بالأيّام شاهدًا في كلامهم، ثمّ استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثومٍ:
وأيّامٍ لنا غرٍّ طوالٍ = عصينا الملك فيها أن ندينا
وقال: فقد يكون إنّما جعلها غرًّا طوالاً لإنعامهم على النّاس فيها. وقال: فهذا شاهدٌ لمن قال: {وذكّرهم بأيّام اللّه} بنعم اللّه ثمّ قال: وقد يكون تسميتها غرًّا، لعلوّهم على الملك وامتناعهم منه، فأيّامهم غرٌّ لهم وطوالٌ على أعدائهم.
قال أبو جعفرٍ: وليس للّذي قال هذا القائل، من أنّ في هذا البيت دليلاً على أنّ الأيّام معناها النّعم وجهٌ، لأنّ عمرو بن كلثومٍ إنّما وصف ما وصف من الأيّام بأنّها غرٌّ، لعزّ عشيرته فيها، وامتناعهم على الملك من الإذعان له بالطّاعة، وذلك كقول النّاس: ما كان لفلانٍ قطّ يومٌ أبيض، يعنون بذلك: أنّه لم يكن له يومٌ مذكورٌ بخيرٍ، وأمّا وصفه إيّاها بالطّول، فإنّها لا توصف بالطّول إلاّ في حال شدّةٍ، كما قال النّابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب = وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب
فإنّما وصفها عمرو بالطّول لشدّة مكروهها على أعداء قومه، ولا وجه لذلك غير ما قلت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بأنعم اللّه "
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن عبيدٍ المكتب، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه ".
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن عبيدٍ المكتب، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبثرٌ، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى ح.
- وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بالنّعم الّتي أنعم بها عليهم: أنجاهم من آل فرعون، وفلق لهم البحر، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا حبيب بن حسّان، عن سعيد بن جبيرٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وذكّرهم بأيّام اللّه} يقول: " ذكّرهم بنعم اللّه عليهم "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " أيّامه الّتي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم، خوّفهم بها، وحذّرهم إيّاها، وذكّرهم أن يصيبهم ما أصاب الّذين من قبلهم "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيٍّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وذكّرهم بأيّام اللّه قال: " نعم اللّه "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن عبيد اللّه، أو غيره، عن مجاهدٍ: {وذكّرهم بأيّام اللّه} قال: " بنعم اللّه " {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} يقول: إنّ في الأيّام الّتي سلفت بنعمي عليهم، يعني على قوم موسى لآياتٍ، يعني: لعبرًا ومواعظ لكلّ صبّارٍ شكورٍ، يقول: لكلّ ذي صبرٍ على طاعة اللّه وشكرٍ له على ما أنعم عليه من نعمه
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} قال: " نعم العبد عبدٌ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر "). [جامع البيان: 13/593-598]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولقد أرسلنا موسى بآياتنا يعني بالبينات قال ورقاء وقال ابن جريج الآيات التسع هي البينات). [تفسير مجاهد: 333]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 333]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال عبد بن حميدٍ: ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا محمّد بن أبانٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، حدّثني أبيّ بن كعبٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "في قوله عز وجل: (وذكرهم بأيام الله) قال: بنعم اللّه".
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق أبي إسحاق به). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 5 - 6.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} قال: بالبينات التسع: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما – في قوله: {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} قال: من الضلالة إلى الهدى). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وذكرهم بأيام الله} قال: بنعم الله وآلائه). [الدر المنثور: 8/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وذكرهم بأيام الله} قال: نعم الله). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {وذكرهم بأيام الله} قال: وعظهم). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن علي أو الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه كأنما يذكر قوما يصبحهم الأمر غدوة أو عشية وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام لم يبتسم ضاحكا حتى يرتفع عنه). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله: {وذكرهم بأيام الله} قال: بالنعم التي أ نعم بها عليهم أنجاهم من آل فرعون وفلق لهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله: {وذكرهم بأيام الله} قال: بوقائع الله في القرون الأولى). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر). [الدر المنثور: 8/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح - رضي الله عنه - في قوله: {لكل صبار شكور} قال: وجدنا أصبرهم أشكرهم وأشكرهم أصبرهم). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال: الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله، قال: فذكرت هذا الحديث للعلاء بن يزيد - رضي الله عنه - فقال: أوليس هذا في القرآن {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} إن في ذلك لآيات للموقنين). [الدر المنثور: 8/491]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة: {اذكروا نعمة اللّه عليكم} [إبراهيم: 6] : «أيادي اللّه عندكم وأيّامه»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي اللّه عندكم وأيّامه وصله الطّبريّ من طريق الحميديّ عنه وكذا رويناه في تفسير بن عيينة رواية سعيد بن عبد الرّحمن عنه وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند والنّسائيّ وكذا ذكره بن أبي حاتم من طريق بن عبّاسٍ عن أبيّ بن كعبٍ قال إنّ اللّه أوحى إلى موسى وذكّرهم بأيّام اللّه قال نعم اللّه وأخرجه عبد الرّزّاق من حديث بن عبّاسٍ بإسنادٍ صحيحٍ فلم يقل عن أبيّ بن كعبٍ). [فتح الباري: 8/376]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وعن ابن عيينة في قوله تعالى 6 إبراهيم {اذكروا نعمة الله عليكم} قال اذكروا أيادي الله عليكم وأيّام الله
وقال ابن جرير ثنا المثنى ثنا محمّد بن إسحاق ثنا عبد الله بن الزبير عن ابن عيينة في قوله {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم} قال أيادي الله عندكم وأيامه وفي قوله 3 إبراهيم {ويبغونها عوجا} يلتمسون). [تغليق التعليق: 4/232]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي الله عندكم وأيّامه
أي: قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون} (إبراهيم: 6) الآية وفسّر نعمة الله بقوله: أيادي الله، والأيادي جمع الأيدي، وهو جمع اليد بمعنى: النّعمة، وهذا التّعليق وصله الطّبريّ من طريق الحميدي عنه). [عمدة القاري: 19/2]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان مما وصله في تفسيره والطبري أيضًا: ({اذكروا نعمة الله عليكم}) [المائدة: 20] أي (أيادي الله عندكم وأيامه) أي بوقائعه التي وقعت على الأمم الدارجة). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب، ويذبّحون أبناءكم، ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد إذ قال موسى بن عمران لقومه من بني إسرائيل: {اذكروا} أيها القوم {نعمة اللّه عليكم} الّتي أنعم بها عليكم {إذ أنجاكم من آل فرعون} يقول: حين أنجاكم من أهل دين فرعون وطاعته {يسومونكم سوء العذاب}: أي يذيقونكم شديد العذاب {ويذبّحون أبناءكم} مع اذاقتهم اياكم شديد العذاب ويذبحون أبناءكم وأدخلت الواو في هذا الموضع لأنّه أريد بقوله: {ويذبّحون أبناءكم} الخبر عن أنّ آل فرعون كانوا يعذّبون بني إسرائيل بأنواعٍ من العذاب غير التّذبيح وبالتّذبيح، وأمّا في موضعٍ آخر من القرآن، فإنّه جاء بغير الواو: {يسومونكم سوء العذاب يذبّحون أبناءكم} في موضعٍ، وفي موضعٍ: {يقتّلون أبناءكم} ولم تدخل الواو في المواضع الّتي لم تدخل فيها لأنّه أريد بقوله: {يذبّحون} وبقوله: {يقتّلون} تبيينه صفات العذاب الّذي كانوا يسومونهم، وكذلك العمل في كلّ جملةٍ أريد تفصيلها فبغير الواو تفصيلها، وإذا أريد العطف عليها بغيرها وغير تفصيلها فالواو
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، في قوله: " {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم}: أيادي اللّه عندكم وأيّامه "
وقوله: {ويستحيون نساءكم} يقول: ويبقون نساءكم فيتركون قتلهنّ، وذلك استحياؤهم كان إيّاهنّ، وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، ومعناه: يتركونهم، والحياة: هي التّرك، ومنه الخبر الّذي روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شرخهم " بمعنى: استبقوهم فلا تقتلوهم
{وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيمٌ} يقول تعالى: وفيما يصنع بكم آل فرعون من أنواع العذاب بلاءٌ لكم من ربّكم عظيمٌ: يقول أي ابتلاءٌ واختبارٌ لكم من ربّكم عظيمٌ، وقد يكون البلاء في هذا الموضع نعماء، وقد يكون معناه: من البلاء الّذي قد يصيب النّاس في الشّدائد). [جامع البيان: 13/598-600]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (سمعت علي بن صالح يقول: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} [سورة إبراهيم: 7] قال: أي من إطاعتي). [الزهد لابن المبارك: 2/145]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] ثنا بعض أصحابنا عن مجاهدٍ في قوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: من إطاعتي [الآية: 7]). [تفسير الثوري: 156]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وإذ تأذّن ربّكم} [إبراهيم: 7] : «أعلمكم، آذنكم»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وإذ تأذّن ربكم أعلمكم آذنكم كذا للأكثر ولأبي ذرٍّ أعلمكم ربّكم قال أبو عبيدة في قوله تعالى وإذ تأذن ربكم إذ زائدةٌ وتأذّن تفعّل من آذن أي أعلم وهو قول أكثر أهل اللّغة إنّ تأذّن من الإيذان وهو الإعلام ومعنى تفعّل عزم عزمًا جازمًا ولهذا أجيب بما يجاب به القسم ونقل أبو عليٍّ الفارسيّ أنّ بعض العرب يجعل أذّن وتأذّن بمعنًى واحدٍ قلت ومثله قولهم تعلّم موضع أعلم وأوعد وتوعّد وقيل إنّ إذ زائدةٌ فإنّ المعنى اذكروا حين تأذّن ربّكم وفيه نظرٌ). [فتح الباري: 8/376]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وإذ تأذّن ربّكم. أعلمكم آذنكم
أشار به إلى قوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} (إبراهيم: 7)، وفسّر: تأذن بقوله: أعلمكم. قوله: (آذنكم)، كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر: أعلمكم ربكم، ونقل بعضهم عن أبي عبيدة أنه قال: كلمة (ذر) زائدة. قلت: ليس كذلك، بل معناه اذكروا حين تأذن ربكم، ومعنى تأذن ربكم إذن ربكم. قال الزّمخشريّ: ونظير تأذن وآذن توعد وأوعد، تفضل وأفضل، ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل، كأنّه قيل: وإذ تأذن ربكم إيذانًا بليغاً تنتفي عنده الشكوك، وقال بعضهم: إذ تأذن من الإيذان، قلت: ليس كذلك، بل هو من التأذين). [عمدة القاري: 19/3]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وإذ تأذن ربكم}) أي (أعلمكم آذنكم) بمدّ الهمزة والمعنى آذن إيذانًا بليغًا لما في تفعل من التكلف وفي رواية أبي ذر كما في فتح الباري أعلمكم ربكم أي إن شكرتم نعمتي من الإنجاء وغيره بالإيمان وصالحات الأعمال لأزيدنكم النعم وإن جحدتموها فإن عذابي بسلبها في الدنيا والنار في العقبى في غاية الشدة). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ تأذّن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم، ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ}.
يقول جلّ ثناؤه: واذكروا أيضًا حين آذنكم ربّكم وتأذّن: تفعّل من أذن، والعرب ربّما وضعت " تفعّل " موضع " أفعل "، كما قالوا: أوعدته وتوعّدته بمعنًى واحدٍ، وآذن: أعلم، كما قال الحارث بن حلّزة:
آذنتنا ببينها أسماء = ربّ ثاوٍ يملّ منه الثّواء
يعني بقوله: آذنتنا: أعلمتنا
وذكر، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه أنّه " كان يقرأ: {وإذ تأذّن ربّكم} ( وإذ قال ربّكم ).
- حدّثني بذلك الحارث، قال: حدّثني عبد العزيز قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عنه
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإذ تأذّن ربّكم}: " وإذ قال ربّكم ذلك التّأذّن "
وقوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} يقول: لئن شكرتم ربّكم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم لأزيدنّكم في أياديه عندكم، ونعمه عليكم، على ما قد أعطاكم من النّجاة من آل فرعون، والخلاص من عذابهم.
وقيل في ذلك قولٌ غيره، وهو ما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: سمعت عليّ بن صالحٍ، يقول في قول اللّه عزّ وجلّ: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " أي من طاعتي ".
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت عليّ بن صالحٍ، فذكر نحوه
- حدّثني أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " من طاعتي "
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن الحسن، في قوله: {لئن شكرتم لأزيدنّكم} قال: " من طاعتي ".
ولا وجه لهذا القول يفهم، لأنّه لم يجر للطّاعة في هذا الموضع ذكرٌ، فيقال: إن شكرتموني عليها زدتكم منها، وإنّما جرى ذكر الخبر عن إنعام اللّه على قوم موسى بقوله: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة اللّه عليكم} ثمّ أخبرهم أنّ اللّه أعلمهم إن شكروه على هذه النّعمة زادهم، فالواجب في المفهوم أن يكون معنى الكلام: زادهم من نعمه، لا ممّا لم يجر له ذكرٌ من الطّاعة، إلاّ أن يكون أريد به: لئن شكرتم فأطعتموني بالشّكر لأزيدنّكم من أسباب الشّكر ما يعينكم عليه، فيكون ذلك وجهًا
وقوله: {ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديدٌ} يقول: ولئن كفرتم أيّها القوم نعمة اللّه، فجحدتموها، بترك شكره عليها، وخلافه في أمره ونهيه، وركوبكم معاصيه {إنّ عذابي لشديدٌ}: أعذّبكم كما أعذّب من كفر بي من خلقي.
وكان بعض البصريّين يقول في معنى قوله: {وإذ تأذّن ربّكم} ويقول: " إذ " من حروف الزّوائد، وقد دلّلنا على فساد ذلك فيما مضى قبل). [جامع البيان: 13/600-602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 7 - 8.
أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه). [الدر المنثور: 8/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله: (لئن شكرتم لأزيدنكم) قال: من طاعتي.
وأخرج ابن المبارك، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمانعن علي بن الصالح - رضي الله عنه - مثله). [الدر المنثور: 8/491-492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في قوله {لئن شكرتم لأزيدنكم} قال: لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا فإنها أهون على الله من ذلك، ولكن يقول {لئن شكرتم} هذه النعمة إنها مني {لأزيدنكم} من طاعتي). [الدر المنثور: 8/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة لإن الله يقول: (ادعوني استجب لكم) وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة لإن الله يقول: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) (سورة نوح آية 10) وما أعطي أحد التوبة فمنع التقبل لإن الله يقول: (وهوالذي يقبل التوبة عن عباده) (سورة الشورى آية 25) ). [الدر المنثور: 8/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها وأتاه آخر فأمر له بتمرة فقبلها وقال: تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للجارية: اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهما التي عندها). [الدر المنثور: 8/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أنس - رضي الله عنه -: أن سائلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة فقال الرجل سبحان الله، نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثيرة فأتاه آخر فسأله فأعطاه فقال تمرة من نبي لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت ولا أزال أرجو بركتها أبدا، فأمر له النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل أن استغنى). [الدر المنثور: 8/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين قال - لما قال له سفيان الثوري - رضي الله عنه -: لا أقوم حتى تحدثني - قال جعفر - رضي الله عنه -: أما إني أحدثك وما كثرة الحديث بخير لك يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله تعالى قال في كتابه: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله قال في كتابه: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين) (سورة نوح الآيات 10 - 11 - 12) يعني في الدنيا والآخرة (ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (الشورى آية 25) يا سفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أوغيره فأكثر من لاحول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة). [الدر المنثور: 8/493-494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا: من أعطي الدعاء لم يمنع الاجابة قال الله: (ادعوني أستجب لكم) ومن أعطي الاستغفار لم يمنع المغفرة قال الله تعالى: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة قال الله: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول قال الله: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) ). [الدر المنثور: 8/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مرويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة لإن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول لإن الله يقول: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) ). [الدر المنثور: 8/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة عن أنس - رضي الله عنه - قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ألهم خمسة لم يحرم خمسة من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة لأن الله يقول: (ادعوني أستجب لكم) ومن ألهم التوبة لم يحرم القبول لأن الله يقول: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ومن ألهم الاستغفار لم يحرم المغفرة لأن الله تعالى يقول: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف لأن الله تعالى يقول: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) (سورة سبأ آية 29) ). [الدر المنثور: 8/494-495]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا، فإنّ اللّه لغنيّ حميدٌ}.
يقول تعالى ذكره: {وقال موسى} لقومه: {إن تكفروا} أيّها القوم، فتجحدوا نعمة اللّه الّتي أنعمها عليكم أنتم، ويفعل في ذلك مثل فعلكم {من في الأرض جميعًا، فإنّ اللّه لغنيّ} عنكم وعنهم من جميع خلقه، لا حاجة به إلى شكركم إيّاه على نعمه عند جميعكم، {حميدٌ} ذو حمدٍ إلى خلقه بما أنعم به عليهم، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: أخبرنا سيفٌ، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ: {فإنّ اللّه لغنيّ} قال: " غنيّ عن خلقه، {حميدٌ} قال: " مستحمدٌ إليهم "). [جامع البيان: 13/602-603]