العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ربيع الثاني 1434هـ/21-02-2013م, 11:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (49) إلى الآية (50) ]

تفسير سورة النساء
[ من الآية (49) إلى الآية (50) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: القطمير القشر الذي يكون
[الجامع في علوم القرآن: 1/91]
بين النواة والتمرة، والنقير الذي في ظهر النواة، والفتيل الذي في بطن النواة). [الجامع في علوم القرآن: 1/92] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الحسن في قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال هم اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى). [تفسير عبد الرزاق: 1/164]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يظلمون فتيلا قال الفتيل الذي في شق النواة). [تفسير عبد الرزاق: 1/164]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجل: {يزكون أنفسهم} يعني: يهود. قال: كانوا يقدّمون صبيانهم أمامهم في الصّلاة فيؤمّونهم، يزعمون أنّهم لا ذنوب لهم، فتلك التّزكية). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 84]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً}.
يعني بذلك جلّ ثناؤه: ألم تر يا محمّد بقلبك الّذين يزكّون أنفسهم من اليهود فيبرّئونها من الذّنوب، ويطهّرونها.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي كانت اليهود تزكّي به أنفسها، فقال بعضهم: كانت تزكيتهم أنفسهم قولهم: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً} وهم أعداء اللّه اليهود زكّوا أنفسهم بأمرٍ لم يبلغوه، فقالوا: نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه، وقالوا: لا ذنوب لنا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} قال: هم اليهود والنّصارى، قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} وقالوا: {لن يدخل الجنّة إلاّ من كان هودًا أو نصارى}.
- وحدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قال: قالت يهود: ليست لنا ذنوبٌ إلاّ كذنوب أولادنا يوم يولدون، فإن كانت لهم ذنوبٌ، فإنّ لنا ذنوبًا، فإنّما نحن مثلهم قال اللّه تعالى ذكره: {انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينًا}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} قال: قال أهل الكتاب: {لن يدخل الجنّة إلاّ من كان هودًا أو نصارى} وقالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} وقالوا: نحن على الّذي يحبّ اللّه. فقال تبارك وتعالى: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء} حين زعموا أنّهم يدخلون الجنّة، وأنّهم أبناء اللّه وأحبّاؤه وأهل طاعته.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً} نزلت في اليهود، قالت اليهود: إنّا نعلّم أبناءنا التّوراة صغارًا فلا تكون لهم ذنوبٌ، وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا، ما عملنا بالنّهار كفّر عنّا باللّيل.
وقال آخرون: بل كانت تزكيتهم أنفسهم تقديمهم أطفالهم لإمامتهم في صلاتهم زعمًا منها أنّهم لا ذنوب لهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يزكّون أنفسهم} قال: يهود، كانوا يقدّمون صبيانهم في الصّلاة فيؤمّونهم، يزعمون أنّهم لا ذنوب لهم. فتلك التّزكية.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن الأعرج، عن مجاهدٍ قال: كانوا يقدّمون الصّبيان أمامهم في الدّعاء والصّلاة يؤمّونهم ويزعمون أنّهم لا ذنوب لهم، فتلك تزكية. قال ابن جريجٍ: هم اليهود والنّصارى.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، في قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} قال: نزلت في اليهود كانوا يقدّمون صبيانهم يقولون: ليست لهم ذنوبٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي مكينٍ، عن عكرمة، في قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} قال: كان أهل الكتاب يقدّمون الغلمان الّذين لم يبلغوا الحنث يصلّون بهم، يقولون ليس لهم ذنوبٌ، فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} الآية.
وقال آخرون: بل تزكيتهم أنفسهم كانت قولهم: إنّ أبناءنا يستشفعون لنا ويزكّوننا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: قال حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} وذلك أنّ اليهود قالوا: إنّ أبناءنا توفّوا وهم لنا قربةٌ عند اللّه، ويستشفعون لنا ويزكّوننا. فقال اللّه لمحمّدٍ: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} إلى {ولا يظلمون فتيلا}.
وقال آخرون: بل ذلك كان منهم تزكيةً من بعضهم لبعضٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه عن جده، عن الأعمش، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ، قال: قال عبد اللّه: إنّ الرّجل ليغدو بدينه، ثمّ يرجع وما معه منه شيءٌ. يلقى الرّجل ليس يملك له نفعًا ولا ضرًّا، فيقول: واللّه إنّك لذيت وذيت، فلعلّه أن يرجع، ولم يحلّ عن حاجته بشيءٍ، وقد أسخط اللّه عليه. ثمّ قرأ: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} الآية.
قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه الأقوال بالصّواب قول من قال: معنى تزكية القوم الّذين وصفهم اللّه بأنّهم يزكّون أنفسهم ووصفهم إيّاها بأنّها لا ذنوب لها ولا خطايا، وأنّهم للّه أبناءٌ وأحبّاءٌ، كما أخبر اللّه عنهم أنّهم كانوا يقولونه، لأنّ ذلك هو أظهر معانيه لإخبار اللّه عنهم أنّها إنّما كانوا يزكّون أنفسهم دون غيرها.
وأمّا الّذين قالوا: معنى ذلك: تقديمهم أطفالهم للصّلاة، فتأويلٌ لا تدرك صحّته إلاّ بخبرٍ حجّةٍ يوجب العلم.
وأمّا قوله جلّ ثناؤه: {بل اللّه يزكّي من يشاء} فإنّه تكذيبٌ من اللّه المزكّين أنفسهم من اليهود والنّصارى، المبرّئيها من الذّنوب، يقول اللّه لهم: ما الأمر كما زعمتم أنّه لا ذنوب لكم ولا خطايا، وإنّكم برآء ممّا يكرهه اللّه، ولكنّكم أهل فريةٍ وكذبٍ على اللّه، وليس المزكّي من زكّى نفسه، ولكنّه الّذي يزكّيه اللّه، واللّه يزكّي من يشاء من خلقه، فيطهّره ويبرّئه من الذّنوب بتوفيقه لاجتناب ما يكرهه من معاصيه إلى ما يرضاه من طاعته.
وإنّما قلنا إنّ ذلك كذلك لقوله جلّ ثناؤه: {انظر كيف يفترون على اللّه الكذب} فأخبر أنّهم يفترون على اللّه الكذب بدعواهم أنّهم أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّ اللّه قد طهّرهم من الذّنوب). [جامع البيان: 7/124-129]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يظلمون فتيلاً}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: ولا يظلم اللّه هؤلاء الّذين أخبر عنهم أنّهم يزكّون أنفسهم ولا غيرهم من خلقه، فيبخسهم في تركه تزكيتهم، وتزكية من ترك تزكيته، وفي تزكية من زكّى من خلقه شيئًا من حقوقهم ولا يضع شيئًا في غير موضعه، ولكنّه يزكّي من يشاء من خلقه، فيوفّقه، ويخذل من يشاء من أهل معاصيه؛ كلّ ذلك إليه وبيده، وهو في كلّ ذلك غير ظالمٍ أحدًا ممّن زكّاه أو لم يزكّه فتيلاً.
واختلف أهل التّأويل في معنى الفتيل، فقال بعضهم: هو ما خرج من بين الأصبعين والكفّين من الوسخ إذا فتلت إحداهما بالأخرى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار،قال حدثنا محمد بن الصلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، ابن أبي ظبيان عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: الفتيل: ما خرج من بين أصبعيك.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن التّيميّ قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {ولا يظلمون فتيلاً} قال: ما فتلت بين أصبعيك.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن زيد بن درهمٍ أبي العلاء قال: سمعت أبا العالية عن ابن عبّاسٍ: {ولا يظلمون فتيلاً} قال: الفتيل: هو الّذي يخرج من بين إصبعيّ الرّجل.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ولا يظلمون فتيلا}قال والفتيل: هو أن تدلك بين أصبعيك، فما خرج بينهما فهو ذلك.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، في قوله: {ولا يظلمون فتيلاً} قال: الفتيل: الوسخ الّذي يخرج من بين الكفّين.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: الفتيل: ما فتلت به يديك فخرج وسخٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ولا يظلمون فتيلاً} قال: ما تدلكه في يديك فيخرج بينهما.
وأناسٌ يقولون:هو الّذي يكون في شق النّواة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فتيلاً} قال: الّذي في شق النّواة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن طلحة بن عمرٍو، عن عطاءٍ، قال: الفتيل: الّذي في بطن النّواة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: حدّثني طلحة بن عمرٍو، أنّه سمع عطاء بن أبي رباحٍ يقول، فذكر مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ: أخبرني عبد اللّه بن كثيرٍ، أنّه سمع مجاهدًا، يقول: الفتيل: الّذي في شقّ النّواة.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان بن سعيدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: الفتيل: في النّوى.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {ولا يظلمون فتيلاً} قال: الفتيل: الّذي في شقّ النّواة.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: الفتيل: شقّ النّواة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: الفتيل: الّذي في بطن النّواة.
- حدّثني يحيى بن أبي طالبٍ، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، قال: الفتيل: الّذي يكون في شقّ النّواة.
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا يظلمون فتيلاً} فتيل النّواة. شقها.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن عطيّة، قال: الفتيل: الّذي في بطن النّواة.
قال أبو جعفرٍ: وأصل الفتيل: المفتول، صرف عن مفعولٍ إلى فعيلٍ، كما قيل: صريعٌ ودهينٌ من مصروعٍ ومدهونٍ.
وإذ كان ذلك كذلك، وكان اللّه جلّ ثناؤه إنّما قصد بقوله: {ولا يظلمون فتيلاً} الخبر عن أنّه لا يظلم عباده أقلّ الأشياء الّتي لا خطر لها، فكيف بما له خطرٌ، وكان الوسخ الّذي يخرج من بين أصبعي الرّجل أو من بين كفّيه إذا فتل إحداهما على الأخرى، كالّذي هو في شقّ النّواة وبطنها، وما أشبه ذلك من الأشياء الّتي هي مفتولةٌ، ممّا لا خطر له ولا قيمة، فواجبٌ أن يكون كلّ ذلك داخلا في معنى الفتيل، إلا أن يخرج شيئًا من ذلك ما يجب التّسليم له ممّا دلّ عليه ظاهر التّنزيل). [جامع البيان: 7/129-133]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلًا (49)
قوله تعالى: ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا محمّد بن جميرٍ، عن ابن لهيعة، عن بشير بن أبي عمرٍة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كانت اليهود يقدّمون صبيانهم يصلّون بهم، ويقرّبون قربانهم، ويزعمون أنّهم لا خطايا لهم ولا ذنوب، وكذبوا قال اللّه إنّي لا أطهّر ذا ذنبٍ بآخر لا ذنب له، ثمّ أنزل اللّه تعالى: ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم وروي عن مجاهدٍ وأبي مالكٍ، والسّدّيّ، وعكرمة والضّحّاك نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن الحسن في قوله: ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم قال: هم اليهود والنّصارى قالوا: نحن أبناء اللّه وأحباؤه، وقالوا: لن يدخل الجنّة إلّا من كان هودًا أو نصارى.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو الأزهر النّيسابوريّ فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي، عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك: أمّا قوله: ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم فإنّ اليهود قالوا: ليس لنا ذنوبٌ كما أنّه ليس لآبائنا ذنوبٌ فأنزل اللّه تعالى ذلك فيهم.
قوله تعالى: بل اللّه يزكّي من يشاء
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا محمّد بن حميرٍ، عن ابن لهيعة، عن بشير بن أبي عمرٍة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قوله: بل اللّه يزكّي من يشاء قال اللّه تعالى: إنّي لا أطهّر ذا ذنبٍ بآخر لا ذنب له.
قوله تعالى: ولا تظلمون فتيلا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ ولا يظلمون فتيلا قال: الفتيل: ما فتل بين الأصبعين- وروي عن مجاهدٍ في إحدى الرّوايات- وسعيد بن جبيرٍ وأبي مالكٍ، والسّدّيّ نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ ولا يظلمون فتيلا يعني: الّذي في الشّقّ الّذي في بطن النّواة.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن طلحة بن عمرٍو، عن عطاءٍ قال:
الفتيل: الّذي في بطن النّواة- وروي عن الحسن وعكرمة ومجاهدٍ والضّحّاك وعطيّة العوفيّ، وخصيفٍ، وقتادة نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 3/972-973]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال هم اليهود كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم ويزعمون أنه لا ذنوب لهم فتلك التزكية). [تفسير مجاهد: 160-161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن اليهود قالوا: إن أبناءنا قد توفوا وهم لنا قربة عند الله وسيشفعون لنا ويزكوننا فقال الله لمحمد {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب وكذبوا قال الله: إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له ثم أنزل الله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم}.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} قال: يعني يهود كانوا يقدمون صبيانا لهم أمامهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم قال: فتلك التزكية.
وأخرج ابن جرير عن أبي مالك في قوله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} قال: نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم يقولون: ليست لهم ذنوب.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم يقولون: ليس لهم ذنوب، فأنزل الله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} الآية.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} قال: هم اليهود والنصارى (قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه) (المائدة الآية 18)، (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) (البقرة الآية 111).
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} قال: نزلت في اليهود قالوا: إنا نعلم أبناءنا التوراة صغارا فلا يكون لهم ذنوب وذنوبنا مثل ذنوب أبناءنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: إن الرجل ليغدر بدينه ثم يرجع وما معه منه شيء يلقى الرجل ليس يملك له نفعا ولا ضرا فيقول: والله إنك لذيت وذيت ولعله أن يرجع ولم يجد من حاجته بشيء وقد أسخط الله عليه ثم قرأ {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} الآية.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله {ولا يظلمون فتيلا} قال: الفتيل: ما خرج من بين الأصبعين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال: الفتيل، هم أن تدلك بين أصبعيك فما خرج منهما فهو ذلك.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس قال: النقير: النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة والفتيل: الذي يكون على شق النواة والقطمير: القشر الذي يكون على النواة.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الفتيل: الذي في الشق الذي في بطن النواة.
وأخرج الطستي، وابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {ولا يظلمون فتيلا} قال: لا ينقصون من الخير والشر مثل الفتيل هو الذي يكون في شق النواة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول:
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو = ثم لا يرزأ الأعادي فتيلا
وقال الأول أيضا:
أعاذل بعض لومك لا تلحي = فإن اللوم لا يغني فتيلا.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: النقير: الذي يكون في وسط النواة في ظهرها والفتيل: الذي يكون في جوف النواة ويقولون: ما يدلك فيخرج من وسخها والقطمير: لفافة النواة أو سحاة البيضة أو سحاة القصبة.
وأخرج عبد بن حميد عن عطية الجدلي: هي ثلاث في النواة: القطمير وهي قشرة النواة والنقير الذي غابت في وسطها والفتيل الذي رأيت في وسطها). [الدر المنثور: 4/475-479]

تفسير قوله تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينًا}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: انظر يا محمّد كيف يفتري هؤلاء الّذين يزكّون أنفسهم من أهل الكتاب القائلون: نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه، وأنّه لن يدخل الجنّة إلاّ من كان هودًا أو نصارى، الزّاعمون أنّه لا ذنوب لهم الكذب والزّور من القول، فيختلقونه على اللّه. {وكفى به} يقول: وحسبهم بقيلهم ذلك الكذب والزّور على اللّه {إثمًا} لهم {مبينًا} يعني: أنّه يبيّن كذبهم لسامعيه، ويوضّح لهم أنّهم أفكةٌ فجرةٌ.
كما:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} قال: هم اليهود والنّصارى {انظر كيف يفترون على اللّه الكذب}بقلهم ذلك). [جامع البيان: 7/133-134]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينًا (50)
قوله تعالى: انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: يفترون قال: يكذبون.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٍ، عن قتادة قوله: يفترون أي: يشركون.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ أبو عبد اللّه، ثنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة: قال النّضر وهو من بني عبد الدّار: إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزّى فأنزل اللّه تعالى: افترى على اللّه كذباً). [تفسير القرآن العظيم: 3/973]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك قال: قالت يهود: ليس لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون فإن كانت لهم ذنوب فإن لنا ذنوبا فإنما نحن مثلهم، قال الله {انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا}). [الدر المنثور: 4/479]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم...}
جاءت اليهود بأولادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هل لهؤلاء ذنوب؟ قال: ((لا))، قالوا: فإنا مثلهم ما عملناه بالليل كفّر عنا بالنهار، وما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل، فذلك تزكيتهم أنفسهم.

وقوله: {ولا يظلمون فتيلاً} الفتيل: هو ما فتلت بين إصبعيك من الوسخ، ويقال: وهو الذي في بطن النواة).
[معاني القرآن: 1/272-273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (
{ألم تر إلى الّذين} ليس هذا رأى عين، هذا تنبيه في معنى: ألم تعرف.
{فتيلا}، الفتيل: الذي في شقّ النّواة). [مجاز القرآن: 1/129]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ( (الفتيل): الذي في شق النواة). [غريب القرآن وتفسيره: 120]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (ومنه قول الله عز وجل:
{وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
والفتيل: ما يكون في شقّ النّواة.
والنّقير: النّقرة في ظهرها.

ولم يرد أنهم لا يظلمون ذلك بعينه، وإنما أراد أنهم إذا حوسبوا لم يظلموا في الحساب شيئا ولا مقدار هذين التّافهين الحقيرين.
والعرب تقول: ما رزأتُه زِبَالاً. (وَالزِّبَالُ) ما تحمله النَّمْلَةُ بفَمِهَا، يريدون ما رزأته شيئاً.

وقال النابغة الذّبياني:
يجمعُ الجيش ذا الألوفِ ويغزو = ثم لا يرزأُ العدوَّ فَتيلا
وكذلك قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}وهو (الفوقة) التي فيها النّواة، يريد: ما يملكون شيئا.

ومنه قوله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} أي: قصدنا لأعمالهم وعمدنا لها.

والأصلُ: أنَّ مَن أرادَ القُدوم إلى موضع عَمَدَ له وَقَصَدَه.

والهباء المنثور: ما رأيته في شُعَاعِ الشَّمس الداخلِ من كُوَّةِ البيتِ.
والهباء المنبثُّ: ما سَطَعَ مِن سَنابكِ الخيلِ.
وإنما أراد أنّا أبطلناه كما أنَّ هذا مُبطَلُ لا يُلْمَسُ ولا يُنْتَفَعُ بهِ). [تأويل مشكل القرآن: 138]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلا}
{ألم تر}: ألم تخبر في قول بعضهم.
وقال أهل اللغة: ألم تعلم وتأويله سؤال فيه معنى الإعلام.
تأويله أعلم قصتهم، وعلى مجرى اللغة ألم ينته علمك إلى هؤلاء، ومعنى: {يزكون أنفسهم} أي: تزعمون أنهم أزكياء.

وتأويل قولنا، زكاء الشيء في اللغة: نماؤه في الصلاح.
وهذا أيضا يعني به اليهود، وكانوا جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأطفالهم فقالوا: يا محمد أعلى هؤلاء ذنوب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا))، فقالوا كذا نحن، ما نعمل بالليل يغفر بالليل، وما نعمل بالنهار يغفر بالنهار.

قال اللّه - عزّ وجلّ -:
{بل اللّه يزكّي من يشاء} أي: يجعل من يشاء زاكيا.
{ولا يظلمون فتيلا} تأويله: ولا يظلمون مقدار فتيل.
قال بعضهم: "الفتيل" ما تفتله بين إصبعيك من الوسخ.

قال بعضهم: "الفتيل" ما كان في باطن النّواة من لحائها.

وقالوا في التفسير: ما كان في ظهرها وهو الذي تنبت منه النخلة.
والقطمير: جملة ما التفّ عليها من لحائها). [معاني القرآن: 2/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء} أصل الزكاء: النماء في الصلاح

قال قتادة: يعني اليهود لأنهم زكوا أنفسهم فقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، وكذلك قال الضحاك). [معاني القرآن: 2/108-109]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولا يظلمون فتيلا} قال ابن عباس: الفتيل ما فتلته بأصبعيك.

وقال غيره: "الفتيل" ما في بطن النواة.
والنقير: النقرة التي فيها والتي تنبت منها النخلة.
والقطمير: القشرة الملفوفة عليها من خارج
والمعنى: لا يظلمون مقدار هذا).
[معاني القرآن: 2/109-110]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ( (الفَتِيلُ): الذي في شق النواة.

{القطمير}: الذي على النواة). [العمدة في غريب القرآن:112-113]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {انظر كيف يفترون على الله الكذب}: مثل {ألم تر إلى الذين} ).
[مجاز القرآن: 1/129]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله - جلّ وعزّ -:
{انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثما مبينا} أي: يفعلونه ويختلقونه.
ويقال: قد فرى الرجل يفري إذا عمل، وإذا قطع زمن هذا: فريت جلده. فتأويله أن هذا القول أعني تزكيتهم أنفسهم فرية منهم.
{وكفى به إثما مبينا} أي: كفى هو إثما، منصوب على التمييز، أي: كفى به في الآثام). [معاني القرآن: 2/60-61]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{انظر كيف يفترون على الله الكذب} معنى {يفترون}: يختلقون ويكذبون). [معاني القرآن: 2/110]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:19 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) }

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أجمل العيش إن رزقك آتٍ = لا يرد الترقيح شروى فتيل
الترقيح: إصلاح المال والقيام عليه، قال الحرث بن حلزة:
يترك ما رقح من عيشه = يعيث فيه همج هامج
والفتيل ما ألبس النواة من قشر رقيق بعد اللحاء، والشروى: المثل. والترقيح: التدبير والتقدير والترفق في الشيء.
وشروى الشيء مثله، ويقال شروى ما يساوي فتيلاً والفتيل: الذي يكون في بطن النواة من داخل مثل الخيط. ويقال شروى فلان أي مثله). [شرح المفضليات: 509]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً (49) انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثماً مبيناً (50) ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلاً (51) أولئك الّذين لعنهم اللّه ومن يلعن اللّه فلن تجد له نصيراً (52)
هذا لفظ عام في ظاهره، ولم يختلف أحد من المتأولين في أن المراد اليهود، واختلف في المعنى الذي به «زكوا أنفسهم»، فقال قتادة والحسن: ذلك قولهم نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه [المائدة: 18] وقولهم: لن يدخل الجنّة إلّا من كان هوداً [البقرة: 111] وقال الضحاك والسدي: ذلك قولهم: لا ذنوب لنا وما فعلناه نهارا غفر ليلا، وما فعلناه ليلا غفر نهارا، ونحن كالأطفال في عدم الذنوب، وقال مجاهد وأبو مالك وعكرمة: تقديمهم أولادهم الصغار للصلاة لأنهم لا ذنوب لهم.
قال المؤلف: وهذا يبعد من مقصد الآية وقال ابن عباس: ذلك قولهم أبناؤنا الذين ماتوا يشفعون لنا ويزكوننا، وقال عبد الله بن مسعود: ذلك ثناء بعضهم على بعض، ومدحهم لهم وتزكيتهم لهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فتقتضي هذه الآية الغض من المزكي لنفسه بلسانه، والإعلام بأن الزاكي
المزكى من حسنت أفعاله وزكاه الله عز وجل، والضمير في يزكّون عائد على المذكورين ممن زكى نفسه أو ممن يزكيه الله تعالى، وغير هذين الصنفين علم أن الله تعالى لا يظلمهم من غير هذه الآية، وقرأت طائفة «ولا تظلمون» بالتاء على الخطاب، «والفتيل»: هو ما فتل، فهو فعيل بمعنى مفعول، وقال ابن عباس وعطاء ومجاهد وغيرهم: «الفتيل»: الخيط الذي في شق نواة التمرة، وقال ابن عباس وأبو مالك والسدي:
هو ما خرج من بين إصبعيك أو كفيك إذا فتلتهما، وهذا كله يرجع إلى الكناية عن تحقير الشيء وتصغيره، وأن الله لا يظلمه، ولا شيء دونه في الصغر، فكيف بما فوقه، ونصبه على مفعول ثان ب يظلمون). [المحرر الوجيز: 2/578-579]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: انظر كيف يفترون الآية، يبين أن تزكيتهم أنفسهم كانت بالباطل والكذب، ويقوي أن التزكية كانت بقولهم نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه [المائدة: 18] إذ الافتراء في هذه المقالة أمكن، وكيف يصح أن يكون في موضع نصب ب يفترون، ويصح أن تكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر في قوله: يفترون وكفى به إثماً مبيناً خبر في مضمنه تعجب وتعجيب من الأمر، ولذلك دخلت الباء لتدل على معنى الأمر بالتعجب، وأن يكتفى لهم بهذا الكذب إثما ولا يطلب لهم غيره، إذ هو موبق ومهلك وإثماً نصب على التمييز). [المحرر الوجيز: 2/579]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 02:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينًا (50) ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلا (51) أولئك الّذين لعنهم اللّه ومن يلعن اللّه فلن تجد له نصيرًا (52)}.
قال الحسن وقتادة: نزلت هذه الآية، وهي قوله: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} في اليهود والنّصارى، حين قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه}
وقال ابن زيدٍ: نزلت في قولهم: {نحن أبناء الله وأحبّاؤه} [المائدة:18]، وفي قولهم: {وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودًا أو نصارى} [البقرة:111].
وقال مجاهدٌ: كانوا يقدّمون الصّبيان أمامهم في الدّعاء والصّلاة يؤمّونهم، ويزعمون أنّهم لا ذنب لهم.
وكذا قال عكرمة، وأبو مالكٍ. روى ذلك ابن جريرٍ.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} وذلك أنّ اليهود قالوا: إنّ أبناءنا توفّوا وهم لنا قربةٌ، وسيشفعون لنا ويزكّوننا، فأنزل اللّه على محمّدٍ [صلّى اللّه عليه وسلّم] {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلا} رواه ابن جريرٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مصفّى، حدّثنا ابن حميرٍ، عن ابن لهيعة، عن بشر بن أبي عمرٍو عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كانت اليهود يقدّمون صبيانهم يصلّون بهم، ويقرّبون قربانهم ويزعمون أنّهم لا خطايا لهم ولا ذنوب. وكذبوا. قال اللّه [تعالى] إنّي لا أطهّر ذا ذنبٍ بآخر لا ذنب له" وأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم}
ثمّ قال: وروي عن مجاهدٍ، وأبي مالكٍ، والسّدّيّ، وعكرمة، والضّحّاك -نحو ذلك.
وقال الضّحّاك: قالوا: ليس لنا ذنوبٌ، كما ليس لأبنائنا ذنوبٌ. فأنزل اللّه ذلك فيهم.
وقيل: نزلت في ذمّ التّمادح والتّزكية.
وقد جاء في الحديث الصّحيح عند مسلمٍ، عن المقداد بن الأسود قال: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن نحثو في وجوه المدّاحين التّراب.
وفي الحديث الآخر المخرّج في الصّحيحين من طريق خالدٍ الحذاء، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم سمع رجلًا يثني على رجلٍ، فقال: "ويحك. قطعت عنق صاحبك". ثمّ قال: "إن كان أحدكم مادحًا صاحبه لا محالة، فليقل: أحسبه كذا ولا يزكّي على اللّه أحدًا".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هندٍ قال: قال عمر بن الخطّاب: من قال: أنا مؤمنٌ، فهو كافرٌ. ومن قال: هو عالمٌ، فهو جاهلٌ. ومن قال: هو في الجنّة، فهو في النار
ورواه ابن مردويه، من طريق موسى بن عبيدة، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريزٍ، عن عمر أنّه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، فمن قال: إنّه مؤمنٌ، فهو كافرٌ، ومن قال: إنّه عالمٌ فهو جاهلٌ، ومن قال: إنّه في الجنّة، فهو في النّار.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة وحجّاجٌ، أنبأنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن معبدٍ الجهنيّ قال: كان معاوية قلّما يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: وكان قلّما يكاد أن يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أن يحدّث بهنّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: "من يرد اللّه به خيرًا يفقّهه في الدّين، وإنّ هذا المال حلوٌ خضرٌ، فمن يأخذه بحقّه يبارك له فيه، وإيّاكم والتّمادح فإنّه الذّبح".
وروى ابن ماجه منه: "إيّاكم والتّمادح فإنّه الذّبح" عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندرٍ، عن شعبة به.
ومعبدٌ هذا هو ابن عبد اللّه بن عويمٍ البصريّ القدريّ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا يحيى بن إبراهيم المسعوديّ، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: إنّ الرّجل ليغدو بدينه، ثمّ يرجع وما معه منه شيءٌ، يلقى الرّجل ليس يملك له نفعًا ولا ضرًّا فيقول له: واللّه إنّك كيت وكيت فلعلّه أن يرجع ولم يحلّ من حاجته بشيءٍ وقد أسخط اللّه. ثمّ قرأ {ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم} الآية.
وسيأتي الكلام على ذلك مطوّلًا عند قوله تعالى: {فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى} [النّجم:32]. ولهذا قال تعالى: {بل اللّه يزكّي من يشاء} أي: المرجع في ذلك إلى اللّه، عزّ وجلّ لأنّه عالمٌ بحقائق الأمور وغوامضها.
ثمّ قال تعالى: {ولا يظلمون فتيلا} أي: ولا يترك لأحدٍ من الأجر ما يوازن مقدار الفتيل.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وعطاءٌ، والحسن، وقتادة، وغير واحدٍ من السّلف: هو ما يكون في شقّ النّواة.
وعن ابن عبّاسٍ أيضًا: هو ما فتلت بين أصابعك. وكلا القولين متقارب). [تفسير القرآن العظيم: 2/332-333]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {انظر كيف يفترون على اللّه الكذب} أي: في تزكيتهم أنفسهم ودعواهم أنّهم أبناء اللّه وأحبّاؤه وقولهم: {لن يدخل الجنّة إلا من كان هودًا أو نصارى} [البقرة:111] وقولهم: {لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدودةً} [البقرة:80] واتّكالهم على أعمال آبائهم الصّالحة، وقد حكم الله أن أعمال
[تفسير القرآن العظيم: 2/333]
الآباء لا تجزي عن الأبناء شيئًا، في قوله: {تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم [ولا تسألون عمّا كانوا يعملون]} [البقرة:141].
ثمّ قال: {وكفى به إثمًا مبينًا} أي: وكفى بصنعهم هذا كذبًا وافتراءً ظاهرًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/333-334]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة