قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((أو وزنوهم يخسرون) [3] وقف تام.
ومثله: (لرب العالمين) [6])[إيضاح الوقف والابتداء: 2/970]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({يخسرون} تام ومثله {لرب العالمين}.
حدثنا ابن عفان قال: حدثنا أحمد بن ثابت قال: حدثنا سعد بن عثمان قال: حدثنا نصر بن مرزوق قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا شعيب بن إسحاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الناس ليقومون لرب العالمين يوم القيامة حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه)).
قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله عز وجل: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: بلغني أنهم يقومون مقدار ثلاث مائة سنة قبل أن يفصل بينهم. قال يحيى: وحدثني خداش عن عوف الكوفي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما طول يوم القيامة على الناس إلا كرجل دخل في صلاة مكتوبة فأتمها وأحسنها وأجملها)). )[المكتفى: 611- 613]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{يستوفون- 2- ز} للفصل بين تناقض الحالين تنبيهًا على الاعتبار، مع اتفاق الجملتين، والوصل أجوز، لأن مقصود الكلام في بيان الصفتين جميعًا.
{يخسرون- 3- ط} لابتداء الاستفهام. {مبعوثون- 4- لا} لتعلق اللام.
{عظيم- 5- لا} لأن التقدير: مبعوثون لأمر يوم عظيم، في يوم يقوم الناس [لرب العالمين].
{العالمين- 6- ج} لأن {كلا} لتحقيق: {إن}، بمعنى: ألا، أو: حقًا، وقد قيل: ردع عن التطفيف. والأول أصح، وكذا ما في هذه السورة من كلمة: {كلا}. )[علل الوقوف: 3/1104- 1105]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يستوفون (حسن) للفصل بين تناقض الحالين للاعتبار والوصل أولى
يحسرون (تام) وهو جواب إذًا ومفعولاً يخسرون محذوفان أي يخسرون الناسمتاعهم قال السدي قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص فنزلت والضمير كالوهم أو وزنوهم منصوب يرجع إلى الناس يقال كلته وكلت له وزنته ووزنت له كالوهم كلمة واحدة وكذلك أو وزنزهم والمعنى كالوا لهم أو وزنولهم فحذفت اللام ووقع الفعل على هم فصارا حرفًا واحدًا وليس بعد الواو ألف فلا يوقف على كالوا دون هم وكذلك يقال في وزنوهم أنه كلمة واحدة لأن المكنى به المنصوب مع ناصبه حرف واحد لأنهم أسقطوا الألف من كالواو وزنوا فدل ذلك على أنهما حرف واحد ولو كانا حرفين لكتبوا فيهما الألف بل رسما بغير ألف فاصلة
ولا وقف من قوله ألا يظن إلى العالمين فلا يوقف على مبعوثون لتعلق اللام ولا على عظيم ان جعل يوم في موضع جر بدلاً من يوم عظيم وان نصب بفعل مقدر حسن الوقف على عظيم وكذا إن رفع على المحل خبر مبتدأ محذوف ونصب يوم لاضافته للفعل وإن كان مضارعًا كما هو رأي الكوفيين
لرب العالمين (تام) عند أبي حاتم).[منار الهدى: 421]
- تفسير