العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 03:38 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي (إذا) بعد القسم

(إذا) بعد القسم

جاءت (إذا) بعد القسم في هذه الآيات الشريفة:
1- {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} [53: 1].
2- {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [74: 34].
3- {وَاللَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ} (قراءة سبعية) [74: 33].
4- {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [81: 17].
5- {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [81: 18].
6- {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} [84: 18].
7- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [89: 4].
8- {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} [91: 2].
9- {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} [91: 3].
10- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [91: 4].
11- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ} [92: 1].
12- {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ} [92: 2].
13- {وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} [93: 1-2].
(إذا) بعد القسم ظرف للحال فليس فيها معنى الشرطية، ولا تدل على الاستقبال.
في [المغنى:2/88]: «الثاني أن تجيء للحال، وذلك بعد القسم، نحو {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ} {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ}».
وقال الرضي في [«شرح الكافية»:2/104]: «قيل: ليس في (إذا) في نحو قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ} معنى الشرط، إذ جواب الشرط إما بعده أو مدلول عليه بما قبله. وليس بعده ما يصلح للجواب لا ظاهرًا ولا مقدرًا، لعدم توقف معنى الكلام عليه، وليس هاهنا ما يدل على، جواب الشرط قبل (إذا) إلا القسم، فلو كان (إذا) للشرط كان التقدير: إذا يغشى أقسم، فلا يكون القسم منجزًا، بل معلقًا بغشيان الليل، وهو ضد المقصود، إذ القسم بالضرورة حاصل وقت التكلم بهذا الكلام، وإن كان نهارًا غير متوقف على دخول الليل» وانظر [المغني:1/94].
وقد اختلف كلمة النحويين في تقدير العامل في (إذا) بعد القسم، وأثاروا حول تقدير هذا العامل جدلاً وإشكالات.
وفي تقدير الرضي حسم لهذا الاختلاف، وخروج عن هذه الإشكالات قدر الرضي العامل في (إذا) مصدر مضافًا محذوفًا تقديره: وعظمة الليل وعظمة النجم. قال في [شرح الكافية:2/105]: «وليس ببعيد أن يقال: هو ظرف لما دل عليه القسم من معنى العظمة والجلال، لأنه لا يقسم بشيء إلا لحاله العظيمة، فتعلقيه بالمصدر المقدر على ما ذكرنا... من جواز عمله مقدرا عند قوة الدلالة عليه وخاصة في الظرف فإنه يكتفي برائحة الفعل وتوهمه. فالتقدير: وعظمته إذا اتسق».
وتقدير الرضى يبعدنا من إشكال العطف على معمولي عاملين مختلفين في هذه الآيات:
1- {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ *وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [81: 17-18]
2- {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [91: 1-4].
3- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ} [92: 1-2].
على تقدير الرضي يكون الكلام من العطف على معمولي عامل واحد، وهذا مما لا خلاف فيه.
ولما كان الزمخشري ممن لا يجيز العطف على معمولي عاملين مختلفين استشكل العطف في الآيات السابقة، ثم أجاب بأن واو القسم لا يصرح معها بفعل القسم فكانت الواو قائمة مقام الفعل وباء القسم، فكأن الكلام من باب العطف على معمولي عامل واحد بهذا التنزيل. انظر [الكشاف:4:/214]، [المغني:2/102].
أما أبو حيان فقد أثار إشكالات على تقدير العامل في (إذا) كما نقد كلام الزمخشري. قال في [البحر:8/480]: «والذي نقوله: إن المعضل هو تقدير العامل في (إذا) بعد الأقسام» كقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} {وَاللَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ} وما أشبهها فإذا ظرف مستقبل؛ لا جائز أن يكون العامل فيه فعل القسم المحذوف؛ لأنه فعل إنشائي فهو في الحال ينافي أن يعمل في المستقبل ضرورة أن زمان العامل زمان المعمول، ولا جائز أن يكون ثم مضاف محذوف أقيم المقسم به مقامه، أي وطلوع النجم، ومجيء الليل، لأنه معمول لذلك الفعل، فالطلوع حال، ولا يعمل في المستقبل ضرورة أن زمان المعمول زمان العامل، ولا جائز أن يعمل فيه نفس المقسم به، لأنه ليس من قبيل ما يعمل لا سيما إن كان جرمًا.
ولا جائز أن يقدر محذوف قبل الظروف، فيكون قد عمل فيه، ويكون ذلك العامل في موضع الحال، وتقديره والنجم كائنًا إذا هوى، والليل كائنًا إذا يغشى لأنه يلزم (كائنًا) أن يكون منصوبًا بعامل. ولا يصح أن يكون معمولاً لشيء مما فرضناه أن يكون عاملاً، وأيضًا فقد يكون المقسم به جثة، وظروف الزمان لا تكون أحوالاً عن الجثث، كما لا تكون أخبارًا.
وقدر أبو حيان العامل حالاً محذوفة في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} [النهر:7/155] وفي هذا التقدير وقوع الزمان حالاً من الجثة وهو ما منعه أبو حيان وغيره. وجاء الزركشي في [البرهان:4/191-193]، فذكر استشكالات أبي حيان ثم قال: «والتحقيق – وبه يرتفع الإشكال في هذه المسألة – أن يدعى أن (إذا) كما تجرد عن الشرطية كذلك تجرد عن الظرفية، فهي في هذه الآية الشريفة لمجرد الوقت من دون تعلق بالشيء تعلق الظرفية الصناعية، وهي مجرورة المحل هنا، لكونها بدلا من الليل كما جرت بحتي في قوله: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا} التقدير: أقسم بالليل وقت غشيانه. وهذا واضح».
وهذا الذي ذكره الزركشي سبقه إله الرضي واعترضه. قال في [شرح الكافية:2/105]: «وقيل: (إذا) بدل من المقسم به مخرج عن الظرفية، أي وقت غشيان الليل. وفيه نظر من وجهين:
أحدهما: من حيث إن إخراج (إذا) عن الظرفية قليل.
والثاني: أن المعنى: بحق القمر متسقًا، لا بحق وقت اتساق القمر».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص192]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة