العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الأنفال

توجيه القراءات في سورة الأنفال


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الأنفال

مقدمات توجيه القراءات في سورة الأنفال
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الأنفال). [معاني القراءات وعللها: 1/436]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومن السورة التي تذكر فيها (الأنفال) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/221]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): ( [ذكر اختلافهم في] سورة الأنفال). [الحجة للقراء السبعة: 4/124]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الأنفال). [المحتسب: 1/272]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (آخر الأنفال). [المحتسب: 1/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (8 - سورة الأنفال). [حجة القراءات: 307]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأنفال). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/489]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الأنفال). [الموضح: 574]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/489]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي سبعون آية وست في المدني، وخمس في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/489]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (واختلفوا في هذه السورة في ياءين:)
{إني أخاف الله} [48]، و{أني أرى ما لا ترون} [48] ففتحهما ابن كثير ونافع وأبو عمرو. وأسكنها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/234]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ياءان للمتكلم وهما:
قوله {إنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ {إنِّي أَخَافُ الله}.
ففتحهما ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنهما الباقون.
وقد مضى الكلام في هذه الياء في مواضع). [الموضح: 586]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- فيها ياء إضافة قوله: {إني أرى}، {إني أخاف} فتحهما الحرميان وأبو عمرو، وليس فيها زائدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/497]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) }

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (من ذلك قرأ ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد وطلحة بن مصرف: [يَسأَلونك الأَنْفَالَ].
قال أبو الفتح: هذه القراءة بالنصب مؤدية عن السبب للقراءة الأخرى التي هي: {عَنِ الْأَنْفَالِ}، وذلك أنهم إنما سألوه عنها تعرضًا لطلبها، واستعلامًا لحالها: هل يسوغ طلبها؟
وهذه القراءة بالنصب إصراح بالتماس الأنفال، وبيانٌ عن الغرض في السؤال عنها، فإن قلت: فهل يحسن أن تحملها على حذف حرف الجر حتي كأنه قال: يسألونك عن الأنفال، فلما حذف عن نصب المفعول، كقوله:
أَمرتُك الخيرَ فافعل ما أُمرت به
قيل: هذا شاذ، إنما يحمله الشعر، فأما القرآن فيُختار له أفصح اللغات، وإن كان قد جاء: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} و{وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} فإن الأظهر ما قدمناه). [المحتسب: 1/272]

قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}

قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (5) إلى الآية (8) ]

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}

قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}

قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}

قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ احْدَى الطَّائِفَتَيْنِ] يصل ضمة الهاء بالحاء ويسقط الهمزة.
[المحتسب: 1/272]
قال أبو الفتح: هذا حذف على غير قياس، ومثله قراءة ابن كثير: [إنها لَحْدَى الكُبَر]، وقد ذكرنا نحوه، وهو ضعيف القياس، والشعر أَوْلَى به من القرآن). [المحتسب: 1/273]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مسلمة بن محارب: [وإذ يعِدْكُمُ الله] بإسكان الدال.
قال أبو الفتح: أسكن ذلك لتوالي الحركات وثقل الضمة، وقد ذكرنا قبله مثله). [المحتسب: 1/273] (م)

قوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (9) إلى الآية (14) ]

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}

قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (بألفٍ من الملائكة مردفين (9).
قرأ نافع ويعقوب (مردفين) بفتح الدال، وكذلك روى المعلى ابن منصور عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون بكسر الدال.
قال أبو منصور: من قرأ (مردفين) بكسر الدال فهو بمعنى: رادفين، يقال: ردفت فلانًا أردفه، وأردفته أردفه بمعنى واحد، ومنه قول الشاعر:
إذا الجوزاء أردفت الثّريّا... ظننت بآل فاطمة الظّنونا
وقال بعضهم: أردفت فلانا: جئت بعده.
فمعنى (مردفين) على هذا القول: يأتون فرقة بعد فرقة.
ومن قرأ (مردفين) فمعناه: متبعين، ويقال: ردفت الراكب، إذا ركبت خلفه.
وأردفته، إذا جعلته خلفك رديفًا.
[معاني القراءات وعللها: 1/436]
وقال الفراء: معنى (مردفين): مسوّمين. ومعنى (مردفين): فعل بهم). [معاني القراءات وعللها: 1/437]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {مردفين} [9].
قرأ نافع وحده {مردفين} بفتح الدال جعلهم مفعولين، من أردفها الله.
وقرأ الباقون {مردفين} بكسر الدال، الفعل للملائكة، يقال: أردفت الرجل: إذا جئت بعده، ويقال: تقدم قدامه، ويقال: ردفه أيضًا، من ذلك قوله تعالى: {تتبعها الرادفة} ولم يقل المردفة، ويقال: ردفت الرجل: ركبت خلفه، وأردفته: أركبته خلفي. وأما قوله: {ردف لكم بعض الذي تستعجلون} فقال النحويون: مناه: ردفكم واللام زائدة، كما يقال: نقدتك مائة ونقدت لك مائة، وإنما دخلت اللام في {ردف لكم}، لأنه بمعنى دنا لكم، وقال:
فقلت لها الحاجات تطرحن بالفتى = وهم تعناني معن ركائبه
وروى الخليل رضي الله عنه عن ابن كثير {مردفين} قال سيبويه:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/221]
اراد مرتدفين فأدغم، فيجوز بعد الإدغام [ضم] الراء وفتحها وإسكانها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/222]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الدال وكسرها من قوله جلّ وعز: مردفين [الأنفال/ 9].
فقرأ نافع وحده: مردفين بفتح الدال، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو، وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: مردفين [بكسر الدال]، وروى المعلّى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم مردفين بفتح الدال.
قال أبو علي: من قال مردفين احتمل وجهين: أحدهما أن يكونوا مردفين مثلهم. كما تقول: أردفت زيدا دابّتي، فيكون المفعول الثاني محذوفا في الآية، وحذف المفعول كثير.
والوجه الآخر في مردفين: أن يكونوا جاءوا بعدهم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/124]
قال أبو الحسن: تقول العرب: بنو فلان يردفوننا، أي: يجيئون بعدنا.
قال أبو عبيدة: مردفين: جاءوا بعد، وردفني، وأردفني واحد، وهذا الوجه كأنّه أبين لقوله: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين [الأنفال/ 9] أي: جائين بعد لاستغاثتكم ربّكم، وإمداده إياكم بهم، فمردفين على هذا صفة للألف الذين هم الملائكة.
ومردفين: على أردفوا الناس أي: أنزلوا بعدهم، فيجوز على هذا أن يكون حالا من الضمير المنصوب في ممدّكم مردفين بألف من الملائكة). [الحجة للقراء السبعة: 4/125]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة رجل من أهل مكة، زعم الخليل أنه سمعه يقرأ: [مُرَدِّفين]، واختلفت الرواية عن الخليل في هذا الحرف، فقال بعضهم: [مُرُدِّفين][، وقال آخر: [مُرِدِّفين].
قال أبو الفتح: أصله [مُرْتَدِفين] مفتعلين من الرَّدْف، فآثر إدغام التاء في الدال، فأسكنها وأدغمها في الدال، فلما التقى ساكنان -وهما الراء والدال- حرك الراء لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها إتباعًا لضمة الميم، وأخرى كسرها إتباعًا لكسرة الدال.
ومثله {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}، ومن كسر الراء فلالتقاء الساكنين، وعليه جاء: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}، ويجوز فيهما أن تُنقل حركة الحرف الساكن على الساكن قبله فيقول: [مُرَدِّفِين]، {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُون} مُفَعِّلين من الاعتذار، على قولهم: عذَّر في الحاجة: أي قصَّر، وأعذر: تقدم). [المحتسب: 1/273]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنّي ممدكم بألف من الملائكة مردفين}
قرأ نافع {مردفين} بفتح الدّال مفعول بهم أي الله أردفهم أي بعثهم على آثار من تقدمهم قال أبو عبيد تأويله أن الله تبارك وتعالى أردف المسلمين بهم وكان مجاهد يفسّرها ممدين وهو تحقيق هذا المعنى
وقرأ الباقون {مردفين} بكسر الدّال أي جاؤوا بعدهم على آثارهم أي ردفوا أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأردف بمعنى ردف قال الشّاعر:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا
قال أبو عبيد أراد بقوله أردفت ردفت أي جاءت بعدها ألا ترى أن الجوزاء تطلع بعد طلوع الثريا وعلى أثرها وقال ابن عبّاس مردفين أي متتابعين وقال آخرون منهم أبو عمرو مردفين أي أردف بعضهم بعضًا فالإرداف أن يحمل الرجل
[حجة القراءات: 307]
صاحبه خلفه تقول ردفت الرجل أي ركبت خلفه وأردفته إذا أركبته خلفي وقال آخرون منهم أبو بكر بن مجاهد مردفين أي متقدمين لمن وراءهم كأن من يأتي بعدهم ردف لهم أي أتوا في ظهورهم فعلى هذا الوجه لا يكون أردف بمعنى ردف لأنهم أردفوا خلفهم). [حجة القراءات: 308]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {مردفين} قرأه نافع بفتح الدال، وقرأ الباقون بالكسر، وحجة من فتح أنه بناه على ما لم يسم فاعله، لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة، أي: أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار، فـ «مردفين» بفتح الدال نعت لـ «ألف»، وقيل: هو حال من الضمير المنصوب في «ممدكم» أي: ممدكم في حال إردافكم بـ «ألف» من الملائكة.
2- وحجة من كسر الدال أنه بناه على ما سُمي فاعله، فجعله صفة لـ «ألف» أي: بألف من الملائكة مردفين لكم، يأتون لنصركم بعدكم، حكى الأخفش: بنو فلان يردفوننا، أي: يأتون بعدنا، فيكون المعنى: فاستجاب لكم ربكم أني ممدكم بألف من الملائكة جائين بعد استغاثتكم ربكم، وقيل: إن معناه: بألف من الملائكة مردفين غيرهم خلفهم لنصركم، فالمفعول محذوف، وحكى أبو عبيدة: إن «ردفني وأردفني» واحد، وكسر الدال أحب إلي، لأنه قد يكون بمعنى الفتح، ولأن عليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/489]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {مُرْدَفِينَ} [آية/ 9] بفتح الدال:
قرأها نافع ويعقوب.
والوجه أنه من أردفت زيداً القوم، فهو متعد إلى مفعولين، وقوله {مُرْدَفِينَ} مفعول من أردفت، والتقدير: أردفوا الناس، وهو صفة لألف.
ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في {مُمِدُّكُم} أي ممدكم مردفين بألف.
وقرأ الباقون {مُرْدِفِينَ} بكسر الدال.
والوجه أنه يجوز أن يكون بمعنى رادفين، يقال: ردفت الشيء وأردفته.
ويجوز أن يكون فاعلاً من أردفت الدابة، فيكون متعديًا إلى مفعولين، وكلاهما محذوفان، والتقدير: مردفين مثلهم الناس). [الموضح: 574]

قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}

قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إذ يغشّيكم النّعاس... (11).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إذ يغشاكم النّعاس) بفتح الياء والشين (النّعاس) رفعًا.
وقرأ نافع (يغشيكم) بضم الياء وكسر الشين خفيفة، (النّعاس) نصبًا.
وقرأ الباقون: (يغشّيكم النّعاس) مشددًا.
قال أبو منصور: من قرأ (يغشاكم النعاس) فهو من غشي يغشى، و(النعاس) رفعًا، لأن الفعل له، ومن قرأ (يغشيكم) أو (يغشّيكم) فالمعنى واحد، والفعل لله هو الذي أغشاهم النعاس، ونصب (النعاس) لأنه مفعول ثانٍ). [معاني القراءات وعللها: 1/437]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وإذ يغشيكم النعاس} [11].
قرأ نافع {يغشيكم} مخففًا.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير {يغشاكم}.
والباقون {يغشيكم} مشددًا. وقد ذكرت علته في (الأعراف) وإنما نزلت هذه الآية؛ لأن المسلمين أصبحوا يوم بدر جُنُبًا على غير ماء والعدو على ماء فوسوس إليهم الشيطان، فأرسل الله تعالى مطرًا فاغتسلوا وذلك قوله: {ويثبت به الأقدام}. وقوله تعالى: {أمنة} مصدر أمن يأمن أمنة وأمانا وأمنة، وقد حكى أمنًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/222]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله [جل وعز]: إذ يغشاكم النعاس [الأنفال/ 11] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم النعاس بفتح الياء [وجزم الغين] وفتح الشين، [وألف بعدها] النعاس رفعا.
[الحجة للقراء السبعة: 4/125]
وقرأ نافع: يغشيكم بضم الياء وجزم الغين وكسر الشين النعاس نصبا.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: يغشيكم بضم الياء وفتح الغين مشدّدة الشين مكسورة: النعاس بنصب السين.
قال أبو علي: حجّة من قرأ يغشاكم قوله سبحانه: أمنة نعاسا يغشى [آل عمران/ 154]، فكما أسند الفعل إلى النعاس أو الأمنة التي هي من النعاس، كذلك على هذا: إذ يغشاكم النعاس.
وأما من قرأ: يغشيكم ويغشيكم فالمعنى واحد، وقد جاء بهما التنزيل قال: فأغشيناهم فهم لا يبصرون [يس/ 9]، وقال: فغشاها ما غشى [النجم/ 54] وقال: كأنما أغشيت وجوههم قطعا [يونس/ 27].
ومن حجّة من قرأ: إذ يغشيكم أو يغشيكم أنه أشبه بما بعده، ألا ترى أنّ بعده وينزل عليكم من السماء [الأنفال/ 11]، فكما أنّ ينزل* مسندا إلى اسم الله سبحانه، كذلك يغشيكم ويغشيكم). [الحجة للقراء السبعة: 4/126]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [أَمْنَةً نُعَاسًا] بسكون الميم.
[المحتسب: 1/273]
قال أبو الفتح: لا يجوز أن يكون [أمْنة] مخففًا من {أمَنة} كقراءة الجماعة، من قِبَلِ أن المفتوح في نحو هذا لا يُسكن كما يُسكن المضموم في المكسور لخفة الفتحة. وأما قوله:
وما كل مبتاع ولو سَلْف صَفقُه
بِرَاجعِ ما قد فاته بِرِداد
قال أبو الفتح: فشاذ على أننا قد ذكرنا وجه الصنعة في كتابنا الموسوم بالمنصف). [المحتسب: 1/274]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الناس: {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}، وقرأ الشعبي: [مَا لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ] على معنى: الذي به.
قال أبو الفتح: "ما" هاهنا موصولة، وصلتها حرف الجر بما جره، وكأنه قال: ما لِلطَّهور، كقولك: كسوته الثوب الذي لدفع البرد، ودفعت إليه المال الذي للجهاد، واشتريت الغلام الذي للقتال.
ألا ترى أن تقديره: ويُنَزِّل عليكم من السماء الماء الذي لأن يطهركم به؛ أي: الماء الذي لطهارتكم أو لتطهيركم به. وهذه اللام في قراءة الجماعة: {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} هي لام المفعول له، كقوله: زرتك لتكرمني، وهي متعلقة بزرتك، ولا ضمير فيها لتعلقها بالظاهر.
فهي كقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}، فهي كما ترى متعلقة بنفس "فتحنا" تعلقَ حرف الجر بالفعل قبله.
وأما اللام في قراءة من قرأ: [ما لِيُطَهِّرَكم به] أي: الذي للطهارة به، فمتعلقة بمحذوف، كقولك: دفعت إليه المال الذي له؛ أي: استقر أو ثبت له، وفيها ضمير لتعلقها بالمحذوف.
وأما لام المفعول له فلا تكون إلا متعلقة بالظاهر نحو: زرته ليكرمني وأعطيته ليشكرني، أو بظاهر يقوم مقام الفعل كقولك: المال لزيد لينتفع به، فاللام في لزيد متعلقة بمحذوف على ما مضى، والتي في قولك: لينتفع به هي لام المفعول له، وهي متعلقة بنفس قولك:
[المحتسب: 1/274]
لزيد، تعلقها بالظرف النائب عن المحذوف في نحو قولك: أزيد عندك لتنتفع بحضوره؟ وزيد بين يديك ليُؤْنِسك.
فاللام هنا متعلقة بنفس الظرفين اللذين هما عندك وبين يديك.
وعلى كل حال، فمعنى القراءة بقوله: {مَاءً لِيُطَهِّرَكم بِهِ}، والقراءة بقوله: [مَا لِيطَهَّركم به] يرجعان إلى شيء واحد، إلا أن أشدهما إفصاحًا بأن الماء أُنزل للتطهر به هي قراءة مَن قرأ: {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} ؛ لأن فيه تصريحًا بأن الماء أنزل للطهارة، وتلك القراءة الشاذة إنما يُعْلَم أنه أُنزل للطهارة به، فالقراءة الأخرى وبغيرها مما فيه إصراح بذلك.
وعلى كل حال، فلام المفعول له لا تتعلق بمحذوف أبدًا، إنما تعلقها بالظاهر، فعلًا كان أو غيره مما يُقام مقامه). [المحتسب: 1/275]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي العالية: [رِجْسَ الشيطان] بالسين.
قال أبو الفتح: كل شيء يُستقذَر عندهم فهو رجس، كالخنزير ونحوه.
وفيما قرئ على أبي العباس أحمد بن يحيى قال: الرجس في القرآن: العذاب كالرجز، ورجس الشيطان: وسوستُه وهمزُه ونحو ذلك من أمره، والرجز: عبادة الأوثان، ويقال: هو إثم الشرك كله.
وقرئ: [وَالرِّجْزَ] {وَالرُّجْزَ} جميعًا {فَاهْجُرْ}، قال: وقال بعضهم: أراد به الصنم. قال: وكل عذاب أُنزل على قوم فهو رجز، ووسواس الشيطان رجز، وقد ترى إلى تزاحم السين والزاي في هذا الموضع، فقراءة الجماعة: {رِجْزَ الشَّيْطَانِ} معناه كمعنى رجس الشيطان.
[المحتسب: 1/275]
وقد نبهنا في كتابنا المعروف بالخصائص من هذه الطريق في تزاحم الحروف المتقاربة ما في بعضه كل مَقْنَع بمشيئة الله). [المحتسب: 1/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السّماء ماء ليطهركم به}
قرأ أبو عمرو وابن كثير (إذ يغشاكم) بالألف {النعاس} رفع فعل الفعل النعاس لأنّك تقول غشيني النعاس يغشاني وحجتهما في أن الفاعل هو النعاس قوله {أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم} ألا ترى أن النعاس هو الّذي يغشى فهو الفاعل والقصة واحدة فلذلك اختارا هذا الوجه
وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة {إذ يغشيكم} بضم الياء وتشد الشين {النعاس} نصب أي الله يغشيكم النعاس وحجتهم أن الفعل أتى عقيب ذلك مسندًا إلى الله وهو قوله {وينزل عليكم من السّماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشّيطان} فكان الأولى بما قبله أن يكون خبرا عن الله أنه هو الفاعل له لينتظم الكلام على سياق واحد وحجّة التّشديد قوله {فغشاها ما غشى}
[حجة القراءات: 308]
وقرأ أهل المدينة {إذ يغشيكم} بضم الياء وسكون الغين {النعاس} نصب أي يغشيكم الله النعاس وحجتهم قوله {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} ). [حجة القراءات: 309]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {إذ يغشيكم النعاس} قرأه نافع بضم الياء والتخفيف، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والتخفيف، وبألف بعد الشين، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين، والتشديد من غير ألف، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع «النعاس»، وقرأ بالنصب الباقون.
وحجة من قرأ بألف ورفع «النعاس» أنه أضاف الفعل إلى «النعاس»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/489]
فرفعه به، ودليله قوله: {أمنة نعاسًا يغشى} «آل عمران 154» في قراءة من قرأه بالياء أو التاء، فأضاف الفعل إلى «النعاس» أو إلى «الأمنة»، والأمنة هي النعاس، فأخبر أن النعاس هو الذي يغشى القوم.
4- وحجة من ضم الياء وخفف أو شدد أنه أضاف الفعل إلى الله، لتقدم ذكره في قوله: {وما النصر إلا من عند الله} «10» فنصب «النعاس» لتعدي الفعل إليه، وقوى ذلك أن بعده: {وينزل عليكم} فأضاف الفعل إلى الله جل ذكره، وكذلك الإغشاء يضاف إلى الله، ليتشاكل الكلام، والتشديد والتخفيف لغتان بمعنى، قال الله جل ذكره: {فأغشيناهم} «يس 9» وقال: {فغشاها ما غشى} «النجم 54» وقال: {كأنما أغشيت وجوهم} «يونس 27» والاختيار ضم الياء والتشديد، ونصب «النعاس » لأن بعده {أمنة منه} فالهاء لله، وهو الذي يغشيهم النعاس، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/490]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {إذْ يُغْشاكُمُ النُّعَاسُ} [آية/ 11] بالألف وفتح الياء، ورفع {النُّعَاسُ}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن الفعل مسند إلى {النُّعَاسُ والفعل من غشي يعشى على فعل يفعل بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.
وقرأ نافع {إذْ يُغَشِّيكُمُ} مضمومة الياء، ساكنة الغين، مخففة الشين مكسورتها، {النُّعَاسَ} نصبا.
والوجه أن الفعل من أغشى فهو منقول بالهمزة، فيتعدى إلى مفعولين، تقول: أغشيته الشيء، قال الله تعالى {فَأَغْشَيْنَاهُمْ والفعل في {يُغَشِّيكُمُ} مسند إلى الله تعالى موافقة لما (بعده)، وهو قوله تعالى {ويُنَزِّلُ عَلَيْكُم فكما أن {يُنَزِّلُ مسند إلى الله تعالى، فلذلك {يُغْشِي}.
وقرأ ابن عامر ويعقوب والكوفيون {يُغَشِّيكُمُ} مضمومة الياء، مفتوحة الغين، مشددة الشين مكسورتها، {النُّعَاسَ} نصبًا.
والوجه أنه كقراءة نافع؛ لأن من كان منقولاً بالتضعيف، فهو متعدٍ إلى المفعولين، والفعل فيه مسندٌ إلى الله تعالى، كما سبق في قراءة نافع). [الموضح: 575]

قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}

قوله تعالى: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (15) إلى الآية (19) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}

قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}
قرأ حمزة والكسائيّ وابن عامر {ولكن} خفيفة {الله} رفع وكذلك الّذي بعده
وقرأ الباقون {ولكن} بالتّشديد {الله} نصب وقد ذكرت الحجّة في سورة البقرة). [حجة القراءات: 309]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {ولَكِنَّ الله قَتَلَهُمْ} [آية/ 17] بتخفيف {لَكِنْ}، ورفع {الله}:
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي، وكذلك {ولَكِنَّ الله رَمَى}.
وقرأ الباقون {ولَكِنَّ} مشددة، و{الله} منصوبًا.
وقد سبق الكلام في لكن ولكن مخففًا ومشددً في البقرة). [الموضح: 576]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {رَمَى} [آية/ 17] بالإمالة:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم- ياش-، وقرأها نافع بإضجاعٍ قليلٍ، وقرأ الباقون {رَمَى} بفتح الميم من غير إمالة.
وقد مضى في البقرة من القول في الإمالة ما فيه كفاية). [الموضح: 576]

قوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (موهن كيد الكافرين (18).
[معاني القراءات وعللها: 1/437]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (موهّنٌ) بفتح الواو والتنوين والتشديد، (كيد) نصبًا.
وقرأ حفص (موهن كيد) ساكنة الواو بغير تنوين، (كيد) مضاف إليه.
وقرأ الباقون (موهنٌ) منونة، (كيد) نصبًا.
قال أبو منصور: (موهن) و(موهّنٌ) بمعنى واحد، ومن نصب (كيد) فلأنه مفعول به، ومن خفضه فلأنه مضاف إليه، ويقال: وهّنت الشيء وأوهنته، إذا فعلته واهنًا ضعيفًا). [معاني القراءات وعللها: 1/438]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {موهن كيد الكافرين} [18].
قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع {موهن} بفتح الواو وتشديد الهاء من وهن يوهن مثل قتل يقتل، وكلم يكلم قال عبد الرحمن بن حسان:
لا يرفع الرحمن مصروعكم = ولا يوهن قوة الصارع
إذ تتركوه وهو يدعوكم = بالنسب الأدنى وبالجامع
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/222]
وقرأ الباقون {موهن كيد الكافرين} بإسكان الواو وتخفيف الهاء من أوهن يوهن فهو موهن مثل أيقن يوقن فهو موقن، وهما لغتان وهن وأوهن، غير أن وهن أبلغ مثل كرم وأكرم، وكلهم ينون، وينصبون الكيد إلا حفصًا عن عاصم فإنه أضاف ولم ينون فقرأ: {موهن كيد} ومثله في التنزيل: {بالغ أمره} و{بالغ أمره} وسأذكر جميع ما ينون وما لا ينون في غير هذا الموضع إن شاء الله، وقد ذكرته في (التوبة) عند قوله: {عزير ابن الله} غير أن من نون أراد الحال والاستقبال كقولك: الأمير خارج الآن وغدًا، ومن لم ينون جاز أن يريد الماضي والاستقبال كليهما ومن اراد الماضي كان الاسم الفاعل معرفة، ومن أراد الاستقبال كان اسم الفاعل نكرة وإن كان مضافًا إلى معرفة لأنك تريد بالمتصل المنفصل، قال الله تعالى: {هديا بالغ الكعبة} و{عارض ممطرنا}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/223]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الواو وإسكانها وتشديد الهاء وتخفيفها من قوله جلّ وعز: موهن كيد الكافرين [الأنفال/ 18].
فقرأ ابن كثير ونافع، وأبو عمرو موهن* بفتح الواو مشدّدة الهاء منونة، كيد الكافرين* نصبا.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو بكر عن عاصم، موهن* ساكنة الواو منونة، كيد الكافرين* نصبا.
وروى حفص عن عاصم موهن كيد مضاف بتسكين الواو وكسر الهاء وضمّ النون من غير تنوين، وكسر الدال من كيد.
قال أبو علي: تقول: وهن الشيء وأوهنته أنا، كما تقول: فرح وأفرحته وخرج وأخرجته، فمن قرأ موهن* كان من أوهن، مثل: مخرج من أخرج أي: جعلته واهنا.
فأما: موهن* فهو من: وهّنته، كما تقول: خرّج وخرّجته، وعرّف وعرّفته [وغرّم وغرّمته].
وزعم أبو عثمان أن أبا زيد قال: سمعت من الأعراب من يقرأ: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله [آل عمران/ 146]، فوهن يهن، على هذا مثل: ومق يمق، وولي يلي وهو أيضا ينقل بالهمزة، وبتثقيل العين، فالأمران فيهما حسن. قال
[الحجة للقراء السبعة: 4/127]
أبو الحسن: الخفيفة قراءة الناس، وهو أجود في المعنى وبها نقرأ). [الحجة للقراء السبعة: 4/128]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {موهن} بالتّشديد {كيد} نصب من وهن يوهن مثل قتل يقتل وحجتهم في ذلك أن التّشديد إنّما وقع لتكرر الفعل وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث وربطه على قلوبهم وتقليله إيّاهم في أعينهم عند القتال فذلك منه شيء بعد شيء وحال بعد حال في وقت بعد وقت فكان الأولى بالفعل أن يشدد لتردد هذه الأفعال فكأنّه أوقع الوهن بكيد الكافرين مرّة بعد مرّة فوجب أن يقال {موهن} لهذه العلّة
وقرأ أهل الكوفة وأهل الشّام {موهن} بإسكان الواو من
[حجة القراءات: 309]
أوهن يوهن فهو موهن مثل أيقن يوقن فهو موقن وهما لغتان مثل كرم وأكرم وكلهم ينصبون {كيد} وينونون {موهن} إلّا حفصا عن عاصم فإنّه أضافه فقرأ {موهن كيد} ومثله {بالغ أمره} فمن نون أراد الحال والاستقبال كقولك الأمير خارج الآن أو غدا ومن لم ينون جاز أن يريد الماضي والاستقبال). [حجة القراءات: 310]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {موهن} قرأ الحرميان وأبو عمرو بالتشديد، وخفف الباقون وكلهم نون ونصب «كيدا» إلا حفصا فإنه أضاف «موهن» إلى «كيد» فخفضه.
وحجة من خفف أنه جعله اسم فاعل من «أوهن فلان الشيء» إذا أضعفه، يقال وهي الشيء وأوهنته كـ «خرج وأخرجته» فأما تنوينه فهو الأصل في اسم الفاعل، إذا أريد به الاستقبال أو الحال، فنونه على أصله ونصب به «الكيد».
6- وحجة من شدد أنه جعله اسم فاعل من «وهنت الشيء» مثل «أوهنته» فـ «فعلتُ وأفعلتُ» أخوان، إلا أن في التشديد معنى التكرير، فهو توهين بعد توهين.
7- وحجة من أضاف أنه أراد التخفيف، فحذف التنوين وأضاف استخفافًا، على أصل اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال، وقد جاء القرآن بالإضافة وبغير الإضافة، قال الله جل ذكره: {هديًا بالغ الكعبة} «المائدة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/490]
95»، {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا} «الكهف 23»، وترك التنوين أخف وأكثر في القرآن والكلام، وإثباته هو الأصل، والاختيار أن يقرأ بالتشديد لما فيه من المبالغة وأن يقرأ بالتنوين؛ لأن الأكثر عليه، ولأنه الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/491]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مُوهِنُ} [آية/18] بفتح الواو وتشديد الهاء منوّنة، ونصب {كَيْدِ}:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
والوجه أنه اسم الفاعل من وهن بالتشديد كمخرج من خرج بالتشديد، يقال: أوهنته ووهنته بالهمزة والتضعيف جميعًا، وهو فاعلٌ عمل عمل الفعل فانتصب به {كَيْدَ} انتصاب المفعول به؛ لأن اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم- ياش- ويعقوب {مُوهِنُ} بسكون الواو وتخفيف الهاء منوّنة، ونصب {كَيْدِ}.
والوجه فيه كالوجه فيما سبق؛ لأنه من أوهن، فالنقل بالهزة مثل النقل
[الموضح: 576]
بالتضعيف، كما بينا غير مرة، وهو أيضًا فاعل عمل عمل الفعل كما سبق.
وقرأ عاصم في رواية- ص- {مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ} بالتخفيف والإضافة، وخفض {كَيْدِ}.
والوجه أنه فاعل من أوهن كما تقدم، وهو مضاف إلى الكيد إضافة غير محضة؛ لأنه في معنى الحال أو الاستقبال، فإضافته مجازية؛ لأنه في نية الانفصال، والتقدير: موهن كيد الكافرين، كما سبق في قراءة الأولين). [الموضح: 577]

قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإنّ اللّه مع المؤمنين (19).
قرأ نافع وابن عامر وحفص (وأنّ اللّه)، وقرأ الباقون (وإنّ اللّه) بكسر الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (وأنّ اللّه) بالفتح فالمعنى: ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا لكثرتها، ولأن الله مع المؤمنين.
ومن قرأ (وإنّ اللّه) فهو استئناف). [معاني القراءات وعللها: 1/438]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وأن الله مع المؤمنين} [19].
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم {وأن الله} بالفتح.
وقرأ الباقون {وإن الله} بالكسر. فحجة من كسر قراءة عبد الله {والله مع المؤمنين} فهذا يدل على الابتداء و«إن» إذا كانت مبتدأة كانت مكسورة. ومن فتح أراد: ولو كثرت ولأن الله مع المؤمنين، فلما حذفت اللام جعلت «أن» في محل النصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/223]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله [جلّ وعزّ]: وأن الله مع المؤمنين [الأنفال/ 19].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائيّ: وإن الله مع المؤمنين بكسر الألف.
وقرأ نافع وابن عامر: وأن الله مع المؤمنين بفتح الألف، وكذلك روى حفص عن عاصم فتحا.
قال أبو علي: قول من كسر الهمزة أنه منقطع ممّا قبله، ويقوّي ذلك أنهم زعموا أنّ في حرف عبد الله: والله مع المؤمنين.
ومن فتح فوجهه: ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت [الأنفال/ 19]، ولأن الله مع المؤمنين. أي: لذلك لن تغني عنكم فئتكم شيئا). [الحجة للقراء السبعة: 4/128]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين}
قرأ نافع وابن عامر وفحص {ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين} بفتح الألف أي ولأن الله مع المؤمنين فلمّا حذفت اللّام جعلت أن في محل النصب كأنّه قال ولن تغني عنكم فتئتكم لكثرتها لأن الله مع المؤمنين وحجتهم في ذلك أنّها مردودة على قوله قبلها {وأن للكافرين} و{وأن الله موهن} و{وأن الله مع المؤمنين} فيكون الكلام واحدًا يتبع بعضه بعضًا). [حجة القراءات: 310]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {وأن الله مع المؤمنين} قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح الهمزة، ردوه على ما قبله، ففتح على تقدير اللام، و«أن الله» في موضع نصب بحذف لام الجر منها، والتقدير: ولن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت، ولأن الله مع المؤمنين، أي: ولأن الله مع المؤمنين لن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت، أي: من كان الله في نصره لن تغلبه فئة وإن كثرت، فارتباط بعض الكلام ببعض حسن، وبالفتح يرتبط ذلك وينتظم، وقرأ الباقون بكسر «أن» على الابتداء والاستئناف، وفيه معنى التوكيد لنصرة الله للمؤمنين لأن «أن» إنما تكسر في الابتداء لتوكيد ما بعدها من الخبر، فقولك: إن زيدًا منطلق آكد في كونه وحدوثه من قولك: زيد منطلق؛ لأن «إن» المكسورة تصلح لجواب القسم، والقسم يؤكد ما يأتي بعده من المقسم عليه، ويقوي كسر «إن» في هذا أن في قراءة ابن مسعود بغير واو، وهذا لا تكون فيه «إن» إلا مكسورة مستأنفة، إذ لي قبلها حرف عطف، ينظمها مع ما قبلها، وقد تقدم ذكر «ليميز»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/491]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وأَنَّ الله مَعَ المُؤْمِنِينَ} [آية/ 19]، بفتح الألف:
قرأها نافع وابن عامر و- ص- عن عاصم.
والوجه أنه مفعول له، والمعنى لن تغني عنكم فئتكم شيئًا ولو كثرت ولأن الله مع المؤمنين، أي ولذلك لن تغني عنكم فئتكم شيئًا.
وقرأ الباقون {وإنَّ الله} بكسر الألف.
[الموضح: 577]
والوجه أنه مقطوع مما قبله، ومستأنف به، و{إنّ} إذا ابتدئ بها لم تكن إلا مكسورة). [الموضح: 578]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (20) إلى الآية (23) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)}

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)}

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}

قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (24) إلى الآية (26) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والزهري: [بين الْمَرِّ وقلبِه].
قال أبو الفتح: وجه الصنعة في هذا أنه خفف الهمزة في "المرء" وألقى حركتها على الراء قبلها، فصارت "بين المرِّ وقبله"، ثم نوى الوقف فأسكن وثقَّل الراء على لغة من قال في الوقف: هذا خالدّ وهو يجعلّ، ثم أطلق ووصل على نية الوقف، فأقر التثقيل بحاله على إرادة الوقف، وعليه قوله، أنشدَناه أبو علي:
بِبَازلٍ وَجناءَ أو عَيْهَلِّ
يريد: العيهل، فنوى الوقف فثقل، ثم أطلق وهو يريد الوقف، ومثله ما قرأنا على أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى:
ومُقلتان جَوْنتا المكْحَلِّ
يريد: الْمَكْحَل. وأول هذه القصيدة:
ليث شبابي عاد للأولِّ ... وغضَّ عيش قد خلا أَرْغَلِّ
وفيها أشياء من هذا الطراز كثيرة، فكذلك "الْمَرِّ" على هذا.
وقراءة الجماعة من بعدُ أقوى وأحسن؛ لأن هذا من أغراض الشعر لا القرآن). [المحتسب: 1/276]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة العامة: {لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا}، وقراءة علي وزيد بن ثابت وأبي جعفر محمد بن علي والربيع بن أنس وأبي العالية وابن جماز: [لَتُصِيبَنَّ].
قال أبو الفتح: معنيا هاتين القراءتين ضدان كما ترى؛ لأن إحداهما: {لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، والأخرى: [لَتُصِيبَنَّ] هؤلاء بأعيانهم خاصة. وإذا تباعد معنيا قراءتين هذا التباعد وأمكن أن يُجمع بينهما كان ذلك جميلًا وحسنًا، ولا يجوز أن يراد زيادة "لا" من قِبَل أنه كان يصير معناه: واتقوا فتنة تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، فليس هذا عندنا من مواضع دخول النون، ألا تراك لا تقول: ضربت رجلًا يدخلَنَّ المسجد؟ هذا خطأ لا يقال؛ ولكن أقرب ما يصرف إليه الأمر في تلافي معنى القراءتين أن يكون يراد: لا تصيبن، ثم يحذف الألف من "لا" تخفيفًا واكتفاء بالفتحة منها، فقد فَعَلَت العرب هذا في أخت "لا" وهي أَمَا.
من ذلك ما حكاه محمد بن الحسن من قول بعضهم: أَمَ والله ليكونن كذا، فحذف ألف أَمَا تخفيفًا، وأنشد أبو الحسن وابن الأعرابي وغيرهما:
فلستُ بمدرك ما فات مني ... بلَهْف ولا بِلَيت ولا لو اني
يريد: بلهفا، فحذف الألف، وذهب أبو عثمان في قوله الله سبحانه: {يَا أَبَتَ} -فيمن فتح التاء- أنه أراد: يا أبتا، فحذف الألف تخفيفًا، وأنشدوا:
قد وردت من أَمكنه ... من هاهنا ومن هُنَهْ
إن لم أُروّها فَمَهْ
يريد: إن لم أروها فما أصنع؟ أو فما مغناي؟ أو فما مقداري؟ فحذف الألف، وألحق الهاء لبيان الحركة، وروينا عن قطرب.
[المحتسب: 1/277]
فعلى هذا يجوز أن يكون أراد بقوله: [لَتُصِيبَنَّ]: لا تُصِيبَنَّ، فحذف ألف "لا" تخفيفًا من حيث ذكرنا.
فإن قلت: فهل يجوز أن يحمله على أنه أراد: لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، ثم أشبع الفتحة، فأنشأ عنها ألفًا كالأبيات التي أنشدتها قبل هذا الموضع، نحو قوله:
ينباع من ذِفْرَى غَضوب جَسْرة
وهو يريد: ينبع.
قيل: يمنع من هذا المعنى، وهو قوله تعالى يليه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. فهذا الإغلاظ والإرهاب أشبه بقراءة مَن قرأ: {لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} من أن يكون معناه: إنما تصيب الذين ظلموا خاصة.
فتأمل ذلك؛ فإنه يضح لك بمشيئة الله). [المحتسب: 1/278]

قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة