جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فأمَّا الإنسانُ إذا ما امتحَنَهُ ربُّه بالنِّعمِ والغنَى: {فَأَكْرَمَهُ}؛ بالمالِ، وأفضَلَ عليهِ، {وَنَعَّمَهُ}؛ بما أوسعَ عليهِ من فضلِهِ: {فَيقولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}؛ فيفرحُ بذلكَ، ويُسَرُّ به ويقولُ: ربي أكرمنِي بهذه الكرامةِ.
كما حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيقولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} وحُقَّ لهُ). [جامع البيان: 24/ 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ ...} الآيةَ، قالَ: كَلاَّ أَكْذَبْتَهُما جميعاً؛ ما بالغِنَى أكْرَمَكَ، ولا بالفقرِ أهانَكَ، ثم أَخْبَرَهم بما يُهِينُ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} إلى آخِرِه). [الدر المنثور: 15/ 418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في الآيةِ قالَ: ظَنَّ كَرَامَةَ اللَّهِ في كَثرَةِ المالِ، وهوانَهُ في قِلَّتِه، وكَذَبَ؛ إنما يُكْرِمُ بطاعَتِه مَن أَكْرَمَ، ويُهِينُ بمَعْصِيَتِه مَن أَهَانَ). [الدر المنثور: 15/ 418]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أَبُو جَعفرٍ رَحمَه اللهُ: وقولُهُ جلَّ وعزَّ: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ يقولُ: وأمَّا إذا ما امتحَنَهُ ربُّه بالفقرِ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ يقولُ: فضيَّقَ عليهِ رزقَهُ وقترَهُ، فلم يُكثِرْ مالَه، ولم يوسِّعْ عليهِ {فَيقولُ رَبِّي أَهَانَنِ}؛ يقولُ: فيقولُ ذلكَ الإنسانُ: {ربِّي أهاننِي}؛ يقولُ: أذلَّني بالفقرِ، ولم يشكرِ اللَّهَ علَى ما وهبَ لهُ من سلامةِ جوارحِهِ، ورزقَهُ من العافيَةِ في جسمِهِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيقولُ رَبِّي أَهَانَنِ}: ما أسرعَ كفْرَ ابنِ آدمَ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ قالَ: ضيَّقَهُ.
واختلفت القرأةُ في قراءةِ قولِهِ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} فقرأتْ عامَّةُ قرأةِ الأمصارِ ذلك بالتخفيفِ، {فَقَدَرَ}: بمعنَى: فقَتَرَ، خلاَ أبي جعفرٍ القارئِ، فإنَّهُ قرأَ ذلك بالتشديدِ: (فقدَّرَ). وذُكِرَ عن أبي عمرِو بنِ العلاءِ أنَّهُ كانَ يقولُ: قدَرَ، بمعنَى يُعطيهِ ما يكفيهِ، ويقولُ: لو فعلَ ذلك به ما قالَ: ربِّي أهاننِي.
والصوابُ من قراءةِ ذلك عندَنا بالتخفيفِ؛ لإجماعِ الحُجَّةِ من القرأةِ عليهِ). [جامع البيان: 24/ 376-377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ}؛ الآيةَ، قالَ: كَلاَّ أَكْذَبْتَهُما جميعاً؛ ما بالغِنَى أكْرَمَكَ، ولا بالفقرِ أهانَكَ، ثم أَخْبَرَهم بما يُهِينُ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} إلى آخِرِه). [الدر المنثور: 15/ 418] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في الآيةِ قالَ: ظَنَّ كَرَامَةَ اللَّهِ في كَثرَةِ المالِ، وهوانَهُ في قِلَّتِه، وكَذَبَ؛ إنما يُكْرِمُ بطاعَتِه مَن أَكْرَمَ، ويُهِينُ بمَعْصِيَتِه مَن أَهَانَ). [الدر المنثور: 15/ 418] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ زَيْدٍ في قولِهِ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ قالَ: ضَيَّقَه عليه). [الدر المنثور: 15/ 419]
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {كَلَّا بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ في المعني بقولِهِ: {كَلاَّ} في هذا الموضعِ، وما الذي أنكرَ بذلك، فقالَ بعضُهُم: أنكرَ جلَّ ثناؤُهُ أنْ يكونَ سببُ كرامتِهِ مَن أكرمَ كثرةَ مالِهِ، وسببُ إهانتِهِ مَن أهانَ قلَّةَ مالِهِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيقولُ رَبِّي أَهَانَنِ}: ما أسرعَ ما كفَرَ ابنُ آدمَ! يقولُ اللَّهُ جلَّ ثناؤُهُ: كلاَّ إنِّي لا أُكرِمُ مَن أكرمْتُ بكثرةِ الدُّنيا، ولا أُهينُ مَن أهنْتُ بقلَّتِها، ولكنْ إنَّما أُكرِمُ مَن أكرمْتُ بطاعتي، وأُهِينُ مَن أهنْتُ بمَعْصِيَتي.
وقالَ آخرُونَ: بلْ أنكَرَ جلَّ ثناؤُهُ حمْدَ الإنسانِ ربَّهُ علَى نِعَمِهِ دونَ فقرِهِ، وشكواهُ الفاقةَ. وقالوا: معنَى الكلامِ: كلاَّ، أيْ: لم يكنْ ينبغي أنْ يكونَ هكذا، ولكنْ كانَ ينبغي أنْ يَحْمَدَهُ علَى الأمريْنِ جميعاً، علَى الغنَى والفقرِ.
وأوْلَى القوليْنِ في ذلك بالصوابِ: القولُ الذي ذكرناهُ عن قتادةَ، لدلالةِ قولِهِ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} والآياتِ التي بعدَها، علَى أنَّهُ إنَّما أهانَ مَن أهانَ بأنَّهُ لا يُكرِمُ اليتيمَ، ولا يَحُضُّ علَى طعامِ المسكينِ، وسائرِ المعاني التي عدَّدَ، وفي إبانتِهِ عن السببِ الذي من أجلِهِ أهانَ مَن أهانَ الدلالةُ الواضحةُ علَى سببِ تكريمِهِ مَن أكرَمَ، وفي تبيينِهِ ذلك عَقِيبَ قولِهِ: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيقولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيقولُ رَبِّي أَهَانَنِ} بيانٌ واضحٌ عن الذي أنكرَ من قولِهِ ما وصفْنَا.
وقولُهُ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: بلْ إنَّما أهنْتُ مَن أهنْتُ من أجلِ أنَّهُ لا يُكرِمُ اليتيمَ، فأخرجَ الكلامَ علَى الخطابِ، فقالَ: بلْ لستُمْ تُكرمونَ اليتيمَ، فلذلكَ أهنْتُكُم). [جامع البيان: 24/ 377-378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ}؛ الآيةَ، قالَ: كَلاَّ أَكْذَبْتَهُما جميعاً؛ ما بالغِنَى أكْرَمَكَ، ولا بالفقرِ أهانَكَ، ثم أَخْبَرَهم بما يُهِينُ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} إلى آخِرِه). [الدر المنثور: 15/ 418] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه، وابنُ مَرْدُويَهْ عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوْفٍ، أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَرَأَ: (بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ) بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ، أنَّه قَرَأَ: {كَلاَّ بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}؛ بالتاءِ ورفعِ التاءِ، {وَلاَ تَحَاضُّونَ}؛ ممدودةً منصوبةَ التاءِ بالألفِ غيرَ مهموزةٍ، {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}؛ بالتاءِ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ مُثَقَّلَةً). [الدر المنثور: 15/ 421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّه سَمِعَ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) الأربعةَ بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 421-422]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) إلى قولِه: (وَيُحِبُّونَ الْمَالَ) بالياءِ كلَّها). [الدر المنثور: 15/ 422]
تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تحاضّون}: «تحافظون» ، و (تحضّون) : «تأمرون بإطعامه»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (تَحَاضُّونَ تُحافِظُونَ، وتَحُضُّون تَأمُرونَ بإطعامِهِ) قَالَ الفَرَّاءُ: قَرَأَ الأعْمَشُ وعاصِمٌ بالألِفِ وبمُثَنَّاةٍ مَفتوحَةٍ أوَّلَهُ، ومثلُهُ لأهلِ المدينةِ لكنْ بِغَيْرِ أَلِفٍ.
وبعضُهُم يَحاضُّون بتَحتَانِيَّةٍ أوَّلَهُ، والكلُّ صوابٌ.
كَانُوا يَحَاضُّونَ يُحافظُون، ويَحُضُّون يَأمُرونَ بإِطعامِه انتهى.
وأصلُ تَحَاضُّونَ تَتَحاضُّونَ، فحُذِفَتْ إِحدَى التَاءَينِ والمعنَى لا يَحُضُّ بَعْضَكُمْ بَعضٌ.
وقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بالتَّحتَانِيَّةِ في يُكرِمُون ويَحُضُّون وما بَعْدَهما.
وبمثلِ قراءةِ الأعْمَشِ قَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ والأخَوَانِ وأبو جَعفرٍ المدَنِيُّ، وهؤلاءِ كُلُّهُمْ بالمُثنَّاةِ فيها وفي يُكرِمُون فَقَطْ، ووافَقَهُمْ على المُثنَّاةِ فِيهِمَا ابنُ كَثِيرٍ ونافِعٌ وشَيْبَةُ لكنْ بِغَيْرِ ألفٍ في يَحُضُّونَ). [فتح الباري: 8/ 702-703]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (تَحَاضُّونَ تُحافِظُونَ وَتَحُضُّونَ تَأْمُرُونَ بِإطْعَامِهِ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلاَ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، وَهُنَا قِرَاءَتَانِ: إِحْدَاهُمَا: تَحَاضُّونَ بِالأَلِفِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالأُخْرَى: تَحُضُّونَ بِلاَ أَلِفٍ، وَهِيَ قراءةُ الْبَاقينَ، وَعَنِ الْكِسَائِيِّ: تُحَاضُّونَ بِالضَّمِّ، وَفَسَّرَ الَّذِي بِلاَ أَلِفٍ بِقَوْلِهِ: (تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ) أَيْ: إِطْعَامِ مِسْكِينٍ). [عمدة القاري: 19/ 291]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {تَحَاضُّونَ}؛ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْحَاءِ فَأَلِفٌ، وَبِهَا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ أي: (تُحَافِظُونَ، وَتَحُضُّونَ) بِغَيْرِ أَلِفٍ (تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ) الْمَسَاكِينَ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *}.
اختلفت القرأةُ في قراءةِ ذلك، فقرأَهُ من أهلِ المدينةِ أبو جعفرٍ وعامَّةُ قرأةِ الكوفةِ: {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ} بالتاءِ أيضاً وفتْحِها، وإثباتِ الألفِ فيها، بمعنَى: ولا يَحُضُّ بعضُكم بعضاً علَى طعامِ المسكينِ. وقرأَ ذلك بعضُ قرأةِ مكَّةَ وعامَّةُ قرأةِ المدينةِ، بالتاءِ وفتْحِها وحذِفِ الألفِ: (ولا تَحَضُّونَ) بمعنَى: ولا تأمُرُونَ بإطعامِ المسكينِ. وقرأَ ذلك عامَّةُ قرأةِ البصرةِ: (يَحضُّونَ) بالياءِ وحذفِ الألفِ، بمعنَى: ولا يُكرِمُ القائلُ إذا ما ابتلاهُ ربُّهُ فأكرمَهُ ونعَّمَهُ: ربِّي أكرمَنِي، وإذا قدَرَ عليهِ رزقَهُ: ربِّي أهاننِي، اليَتِيمَ، (ولا يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ المسكينِ) وكذلك يقرأُ الذين ذكرْنَا من أهلِ البصرةِ (يُكرِمُونَ) وسائرُ الحروفِ معها بالياءِ، علَى وجهِ الخبرِ عن الذِينَ ذكرْتُ. وقد ذُكِرَ عن بعضِهم أنَّهُ قرأ: (تُحَاضُّونَ) بالتاءِ وضمِّها وإثباتِ الألفِ، بمعنَى: ولا تُحافِظُونَ.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندي: أنَّ هذه قراءاتٌ معروفاتٌ في قراءةِ الأمصارِ، أعني: القراءاتُ الثلاثُ صحيحاتُ المعاني، فبأيِّ ذلك قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24/ 378-379]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه، وابنُ مَرْدُويَهْ عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوْفٍ، أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَرَأَ: (بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ). بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 419] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ، أنَّه قَرَأَ: {كَلاَّ بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}؛ بالتاءِ ورفعِ التاءِ، {وَلاَ تَحَاضُّونَ}؛ ممدودةً منصوبةَ التاءِ بالألفِ غيرَ مهموزةٍ، {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}؛ بالتاءِ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ مُثَقَّلَةً). [الدر المنثور: 15/ 421] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّه سَمِعَ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) الأربعةَ بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 421-422] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني أيضا قال: سمعت محمد بن كعب تلا هذه الآية: {وتأكلون التراث أكلا لما (19) وتحبون المال حبا جما}، قال: يقول [ .. ] نصيبي ونصيبك). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 108]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أكلًا لمًّا}: «السّفّ»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ولُهُ: (أَكلاً لمًّا: السَّفُّ، وجَمًّا: الكثيرُ) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: السَّفُّ لفُّ كُلِّ شَيْءٍ، ويُحبُّون المالَ حُبًّا جَمًّا قَالَ: الكثيرُ.
وسيأتي بَسْطُ الكلامِ على السَّفِّ في شَرْحِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ في النِّكاحِ). [فتح الباري: 8/ 702]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: الوتر الله إرم ذات العماد القديمة والعماد أهل عمود لا يقيمون سوط عذاب الّذي عذبوا به أكلا لما السف وجما الكثير.
وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع السّماء شفع والوتر الله.
قال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {إرم}؛ قال: القديمة، {ذات العماد}؛ قال: أهل عمود لا يقيمون.
وبه في قوله: {فصب عليهم ربك سوط عذاب}؛ قال: بما عذبوا
وفي قوله: {وتأكلون التراث أكلا لما}؛ قال: اللم السف لف كل شيء). [تغليق التعليق: 4/ 366] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (أكْلاً لَمًّا السَّفُّ، وَجَمًّا الكَثِيرُ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا (15) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} قَوْلُهُ: {التُّرَاثَ} أَيْ: تُرَاثَ الْيَتَامَى أَيْ: مِيرَاثَهُمْ. قَوْلُهُ: {لَمًّا}؛ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: السَّفُّ، مِنْ سَفِفْتُ الأَكْلَ أَسَفُّهُ سَفًّا، ويُقَالُ أَيْضًا: سَفِفْتُ الدَّوَاءَ أَسَفُّهُ وَأَسْفَفْتُ غَيْرِي، وَهُوَ السَّفُوفُ بِالْفَتْحِ، وَسَفِفْتُ الْمَاءَ إِذَا أَكْثَرْتَ مِنْ شُرْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَرْوَى، وَقَالَ الْحَسَنُ: يَأْكُلُ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ غَيْرِهِ. وَقَالَ النَّسَفِيُّ: أَكْلاً لَمًّا ذَا لَمٍّ، وَهُوَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: اللَّمُّ الاعْتِدَاءُ فِي الْمِيرَاثِ يَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ يَجِدُهُ وَلاَ يَسْأَلُ عَنْهُ أَحَلاَلٌ أَمْ حَرَامٌ وَيَأْكُلُ الَّذِي لَهُ وَلِغَيْرِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لاَ يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَلاَ الصِّبْيَانَ، وَقِيلَ: يَأْكُلُونَ مَا جَمَعَهُ الْمَيِّتُ مِنَ الْمَظْلِمَةِ وَهُوَ عَالِمٌ بِذَلِكَ، فَيَلُمُّ فِي الأَكْلِ مِنْ حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ: لَمَمْتُ مَا عَلَى الْخِوَانِ إِذَا أَتَيْتَ مَا عَلَيْهِ، وَأَكَلْتَهُ كُلَّهُ أَجْمَعَ). [عمدة القاري: 19/ 290]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {أَكْلاً لَمًّا}؛ السَّفُّ من: سَفَفْتُ الأكْلَ أَسُفُّهُ سَفًّا). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لمًّا}: لممته أجمع أتيت على آخره "). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (لَمًّا لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ) سقطَ هَذَا لأبِي ذَرٍّ وهُو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بلَفْظِهِ، وَزَادَ حُبًّا جَمًّا كَثيرًا شَديدًا). [فتح الباري: 8/ 703]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (لَمًّا لَمَمْتُهُ أجْمَعَ أتَيْتَ عَلَى آخِرِهِ)
لَمْ يَثْبُتْ هَذَا لأَبِي ذَرٍّ وَسُقُوطُهُ أَوْلَى؛ لأَنَّهُ مُكَرَّرٌ ذُكِرَ مَرَّةً عَنْ قَرِيبٍ، وَمَعَ هَذَا لَوْ ذُكِرَ هُنَاكَ لَكَانَ أَوْلَى). [عمدة القاري: 19/ 291]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (لَمًّا) في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا} (لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ) قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَسَبَقَ مَعْنَاهُ، وَسَقَطَ لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: وتأكلونَ أيُّها النَّاسُ الميراثَ أكلاً لمًّا، يعني: أكلاً شديداً، لا تتركونَ منه شيئاً، وهو من قولِهم: لممْتُ ما علَى الخِوانِ أجمعَ، فأنا ألُمُّهُ لَمًّا: إذا أكلْتَ ما عليهِ، فأتيْتَ علَى جميعِهِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في قوله: {التُّرَاثَ}؛ قالَ: أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عمرُو بنُ سعيدِ بنِ يَسارٍ القرشيُّ، قالَ: ثنا الأنصاريُّ، عن أشعثَ، عن الحسنِ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: الميراثَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}؛ أي: الميراثَ.
قال أبو جعفرٍ: وكذلك في قولِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ يقولُ: تأكلونَ أكلاً شديداً.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن يونسَ، عن الحسنِ، في قولِهِ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: نصيبَهُ ونصيبَ صاحبِهِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: اللمُّ: السَّفُّ، لَفُّ كلِّ شيءٍ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{أَكْلاً لَمًّا}؛ أي: شديداً.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدُ بن سليمانَ ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ يقولُ: أكلاً شديداً.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قوْلِ اللَّهِ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: الأَكْلُ اللمُّ: الذي يأكُلُ كلَّ شيءٍ يجدُهُ ولا يسألُ عنه، يأكلَ الذي لهُ والذي لصاحبِهِ. كانوا لا يُورِّثونَ النساءَ، ولا يُورِّثونَ الصغارَ، وقرأَ: {يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْوِلْدَانِ} أي: لا تُورِّثُونَهُنَّ أيضاً {أَكْلاً لَمًّا} يأكلُ ميراثَه، وكلُّ شيءٍ لا يَسألُ عنه، ولا يَدرِي أحلالٌ أو حرامٌ.
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ يقولُ: سفًّا.
- حدَّثني ابنُ عبدِ الرحيمِ البَرْقيُّ، قالَ: ثنا عمرُو بنُ أبي سلمةَ التِّنِّسِيُّ، عن زُهَيْرٍ، عن سالمٍ، قالَ: قد سمعْتُ بكرَ بنَ عبدِ اللَّهِ يقولُ في هذهِ الآيَةِ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: اللمُّ: الاعتداءُ في الميراثِ، يأكلُ ميراثَهُ وميراثَ غيرِهِ). [جامع البيان: 24/ 379-381]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن الحَسَنِ في قولِه: (وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ). قالَ: المِيرَاثَ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: نَصِيبَه ونَصِيبَ صَاحِبِه). [الدر المنثور: 15/ 419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: سَفًّا، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: شديداً). [الدر المنثور: 15/ 419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: أكلاً شديداً). [الدر المنثور: 15/ 419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن بَكْرِ بنِ عبدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ في قَوْلِهِ: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: اللَّمُّ: الاعْتِداءُ في الميراثِ، يَأْكُلُ مِيرَاثَه ومِيرَاثَ غَيْرِه). [الدر المنثور: 15/ 420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: (وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ)؛ قالَ: المِيرَاثَ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: شَدِيداً، {وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: شديداً). [الدر المنثور: 15/ 420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الْفْرِيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: اللمُّ: السَّفُّ، لَفُّ كُلِّ شيءٍ اللفُّ، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: الجَمُّ: الكثيرُ). [الدر المنثور: 15/ 420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: مِن طَيِّبٍ أو خَبِيثٍ، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: فاحِشاً). [الدر المنثور: 15/ 420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: {وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: يَأْكُلُ نَصِيبِي ونَصِيبَكَ). [الدر المنثور: 15/ 421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ زيدٍ في قَوْلِهِ: {وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ} الآيةَ، قالَ: كانُوا لا يُوَرِّثُونَ النساءَ ولا يُوَرِّثُون الصِّغارَ). [الدر المنثور: 15/ 421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ زيدٍ في الآيةِ، قالَ: الأكلُ اللَّمُّ الذي يَلِمُّ كلَّ شيءٍ يَجِدُه لا يَسْأَلُ عنه، يَأْكُلُ الذي له والذي لصاحِبِه، لا يَدْرِي أَحَلالاً أمْ حراماً). [الدر المنثور: 15/ 421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ، أنَّه قَرَأَ: {كَلاَّ بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}؛ بالتاءِ ورفعِ التاءِ، {وَلاَ تَحَاضُّونَ}؛ ممدودةً منصوبةَ التاءِ بالألفِ غيرَ مهموزةٍ، {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}؛ بالتاءِ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ مُثَقَّلَةً). [الدر المنثور: 15/ 421] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّه سَمِعَ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) الأربعةَ بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 421-422] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني أيضا قال: سمعت محمد بن كعب تلا هذه الآية: {وتأكلون التراث أكلا لما (19) وتحبون المال حبا جما}، قال: يقول [ .. ] نصيبي ونصيبك). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 108] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (و {جمًّا}: «الكثير»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ولُهُ:{أَكلاً لمًّا}: السَّفُّ، وجَمًّا: الكثيرُ) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: السَّفُّ لفُّ كُلِّ شَيْءٍ، ويُحبُّون المالَ حُبًّا جَمًّا قَالَ: الكثيرُ.
وسيأتي بَسْطُ الكلامِ على السَّفِّ في شَرْحِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ في النِّكاحِ). [فتح الباري: 8/ 702] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: الوتر الله إرم ذات العماد القديمة والعماد أهل عمود لا يقيمون سوط عذاب الّذي عذبوا به أكلا لما السف وجما الكثير.
وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع السّماء شفع والوتر الله.
قال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:{إرم}[الفجر: 7] قال القديمة، {ذات العماد}؛ قال: أهل عمود لا يقيمون
وبه في قوله: {فصب عليهم ربك سوط عذاب}؛ قال: بما عذبوا.
وفي قوله: {وتأكلون التراث أكلا لما}؛ قال: اللم السف لف كل شيء،{وتحبون المال حبا جما}؛ قال: الكثير وباقي أقوال مجاهد تقدّمت). [تغليق التعليق: 4/ 366]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: (وَجَمًّا الْكَثِيرُ) أَيْ: مَعْنَى قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا} أَيْ: كَثِيرًا شَدِيدًا مَعَ الْحِرصِ وَالشَّرَهِ عَلَيْهِ وَمَنْعِ الْحُقُوقِ يُقَالُ: جَمَّ الْمَاءُ فِي الْحَوْضِ إِذَا كَثُرَ وَاجْتَمَعَ). [عمدة القاري: 19/ 290]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَجَمًّا الْكَثِيرُ) أي: يُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ. وَسَقَطَ واوُ جَمًّا لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أَبو جَعفرٍ رحمَهُ اللهُ: يعني تعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ وتحبُّونَ جمعَ المالِ أيُّها الناسُ واقتناءَهُ حبًّا كثيراً شديداً؛ من قولِهم: قد جمَّ الماءُ في الحوضِ: إذا اجتمعَ، ومنهُ قولُ زُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى:
فلمَّا وردْنَ الماءَ زرقاً جمامُهُ ....... وضعْنَ عصِيَّ الحاضرِ المتخيِّمِ
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ يقولُ: شديداً.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ تُحِبُّونَ كثرةَ المالِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: الجمُّ: الكثيرُ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ أي: حبًّا شديداً.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {حُبًّا جَمًّا}: يُحبُّونَ كثرةَ المالِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: الجمُّ: الشديدُ). [جامع البيان: 24/ 382-383]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {حبا جما}؛ قال: الجم الكثير). [تفسير مجاهد: 2/ 757]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: سَفًّا، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: شديداً). [الدر المنثور: 15/ 419] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّستِيُّ في مسائِلِه، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافِعَ بنَ الأزرقِ سَأَلَه عن قوْلِه عَزَّ وجَلَّ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: كثيراً. قالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟
قالَ: نعمْ، أمَا سَمِعْتَ قَوْلَ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ:
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ....... وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا).
[الدر المنثور: 15/ 419-420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: (وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ). قالَ: المِيرَاثَ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: شَدِيداً، {وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: شديداً). [الدر المنثور: 15/ 420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الْفْرِيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: اللمُّ: السَّفُّ، لَفُّ كُلِّ شيءٍ اللفُّ، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: الجَمُّ: الكثيرُ). [الدر المنثور: 15/ 420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {أَكْلاً لَمًّا}؛ قالَ: مِن طَيِّبٍ أو خَبِيثٍ، وفي قَوْلِهِ: {حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ: فاحِشاً). [الدر المنثور: 15/ 420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سُفيانَ، أنَّه قالَ في قَوْلِهِ: {وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَمَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ». قالَوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أحدٌ إلا ومالُه أحبُّ إليه مِن مالِ وارِثِه. قالَ:«لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ» ). [الدر المنثور: 15/ 421]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّه سَمِعَ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) الأربعةَ بالياءِ). [الدر المنثور: 15/ 421-422] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقْرَأُ: (كَلاَّ بَلْ لاَ يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) إلى قولِه: (وَيُحِبُّونَ الْمَالَ) بالياءِ كلَّها). [الدر المنثور: 15/ 422] (م)