التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {حم (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقد فسرنا معنى {حم} فيما سلف).
تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{والكتاب المبين (2)} : قسم). [معاني القرآن: 4/423]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين (3)}
جاء في التفسير أنها ليلة القدر، قال اللّه عزّ وجلّ : {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}
وقال المفسرون: {في ليلة مباركة}: هي ليلة القدر.
نزل جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل على رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - شيئا بعد شيء). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}
قال مجاهد وقتادة في ليلة مباركة : ليلة القدر
قال أبو جعفر في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال:
أ- فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد , عن أيوب , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (( أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة )). وهذا إسناد لا يدفع
ب- وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر
وهو قوله تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} , فهذان قولان.
ج- وقيل المعنى :إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر كما تقول إنا أخرج إلى مكة غدا , أي: أنا ابتدئ الخروج). [معاني القرآن: 396-6/395]
تفسير قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيها يفرق } : يفصل ويقسط). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (4- {يفرق كل أمر حكيم}: أي يقضى).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يفرق} : أي : يفصل). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها يفرق كلّ أمر حكيم (4)}
يفرق اللّه عزّ وجلّ في ليلة القدر كل أمر فيه حكمة من أرزاق العباد, وآجالهم , وجميع أمرهم الذي يكون مؤجّلا إلى ليلة القدر التي تكون في السنة المقبلة). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين}
في معناه قولان متقاربان:
- قال ابن عباس : يحكم الله جل وعز أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة , أو موت , أو رزق .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي , والحسن , ومجاهد , وقتادة نحوا من هذا إلا أن مجاهد قال : إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران.
قال أبو جعفر فهذا قول , والمعنى عليه أنه تؤمر ليلة القدر الملائكة بما يكون من القطر , والرزق , والحياة , والموت إلى قابل
, ومعنى يفرق , ويؤمر واحد ؛ كأنه قال يؤمر كل أمر حكيم أمرا من عندن.ا
- والقول الآخر: أنها ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة , وينسخ الأحياء من الأموات, ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم , ولا ينقص منهم أحد .
وقال غيره يفرق: يقضي , ويفصل , في تلك الليلة إلى مثلها من السنة الأخرى
و«حكيم» بمعنى محكم
وقيل : إن معنى يفرق: يفصل , أي: يفصل بين المؤمن, والكافر , والمنافق , فيقال للملائكة هذا , ويعرفونه). [معاني القرآن: 6/396-398 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْرَقُ}: يقضى). [العمدة في غريب القرآن: 270]
تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّا كنّا مرسلين رحمةً من ربّك }: نصب على مجاز نصب المصادر.
قال أبو عبيدة: سمعت ابن عون يقول: قد مضى الدخان , وزعم غيره أن الدخان هو الجدب , والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه فيها على مضر:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر)), وقال بعضهم وطدتك ). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} .
وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا} ، وقوله: {رحمة من ربّك} منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة يفرق, فرقا ؛ لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ]
تفسير قوله تعالى:{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {رحمةً مّن رّبّك...}، يفرق ذلك رحمة من ربك، ويجوز أن تنصب الرحمة بوقوع مرسلين عليها، تجعل الرحمة هي النبي صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}, {أمراً} , وقال: {رحمةً مّن رّبّك}, وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا}، وقوله: {رحمة من ربّك}
منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة : يفرق فرقا لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ] (م)
تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض...}.
خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك , رب السماوات.
ومن رفع جعله تابعا لقوله: {إنه هو السّميع العليم}، ورفع أيضا آخر على الاستئناف كما قال: {وما بينهما الرحمن} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7)}
بالخفض والرفع, فالرفع على الصفة، والخفض على قوله: {من ربّك ربّ السّماوات}
ومن رفع فعلى قوله: {إنّه هو السميع العليم ربّ السّماوات} , وإن شئت على الاستئناف على معنى : هو ربّ السّماوات. ). [معاني القرآن: 4/424]
تفسير قوله تعالى: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8)}
ويقرأ {ربكم وربّ آبائكم الأولين}: فالخفض على معنى رحمة من ربّك ربّكم وربّ آبائكم الأولين). [معاني القرآن: 4/424]