تفسير سورة التوبة
[من الآية (11) إلى الآية (15)]
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)}
قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ)، و(وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ) كلاهما بالياء ابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لقوله: (بِآيَاتِ اللَّهِ)، الباقون بالنون في (نُفَضِلُ) والياء في (وَتَأْبَى) ). [الكامل في القراءات العشر: 561] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)}
{الصَّلاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
- وتقدم هذا في الآية/ 5 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/350]
قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في الهمزتين وَإِسْقَاط إِحْدَاهمَا من قَوْله {أَئِمَّة} 12
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع (أيمة) بهمز الْألف وَبعدهَا يَاء سَاكِنة غير أَن نَافِعًا يخْتَلف عَنهُ في ذَلِك فروى المسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس (ءايمة) ممدودة الْهمزَة وَبعدهَا يَاء كالساكنة وَقَالَ أَحْمد ابْن صَالح عَن أَبي بكر بن أَبي أويس أحفظ عَن نَافِع {أَئِمَّة} بهمزتين
وَقَالَ أَبُو عمَارَة عَن يَعْقُوب بن جَعْفَر وَإِسْحَق المسيبي وأبي بكر ابْن أَبي أويس عَن أهل الْمَدِينَة (أيمة) همزوا الْألف بفتحة شبه الِاسْتِفْهَام أخبرني بذلك إِسْمَاعِيل بن أَحْمد عَن أَبي عمر الدوري عَن أَبي عمَارَة عَن يَعْقُوب
وَقَالَ القاضي إِسْمَاعِيل عَن قالون بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {أَئِمَّة} بهمزتين). [السبعة في القراءات: 312]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {لَا أَيْمَان لَهُم} 12
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (لآ إيمان لَهُم) بِكَسْر الْألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (لَا أيمان لَهُم) بِفَتْحِهَا). [السبعة في القراءات: 312]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أئمة) بهمزتين، شامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 267]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا إيمان لهم) بكسر الألف، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 267]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أيمة) [12]: بهمز الأولى، وتليين الثانية بلا مد حجازي، وبصري غير روحٍ، بالمد أبو زيد، وإسحاق، ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/725]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا إيمان لهم) [12]: بكسر الألف شامي). [المنتهى: 2/726]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (أئمة) بهمزتين محققتين حيث وقع وقرأ الباقون بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، والنحويون يقولون: إن الثانية ياء مكسورة). [التبصرة: 226]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (لا أيمان لهم) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون، قرأ ابن كثير وأبو عمرو (مسجد الله) الأول بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع). [التبصرة: 226]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون، وابن عامر: {أئمة الكفر} (12): بهمزتين، حيث وقع.
وأدخل هشام، من قراتي على أبي الفتح، بينهما ألفًا.
والباقون: بهمزة، وياء مختلسة الكسرة، من غير مد). [التيسير في القراءات السبع: 302]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {لا إيمان لهم} (12): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ الكوفيّون وابن عامر وروح: (أئمّة الكفر) بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفا والباقون بهمزة وياء مختلسة الكسرة من غير مد أي بين بين لكن أبو جعفر بالمدّ على أصله.
ابن عامر: (لا إيمان لهم) بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 388]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} بكسر الألف: ابن عامر). [الإقناع: 2/657] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (725 - وَيُكْسَرُ لاَ أَيْمَانَ عِنْدَ ابْنِ عَامِرٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([725] ويكسر لا أيمان عند (ابن عامر) = ووحد (حقٌ) مسجد الله الاولا
للكسر وجهان:
أحدهما، أن يكون مصدر: آمنه يؤمنه إيمانًا؛ أي: لا يعطون أمانًا بعد الردة.
والثاني، أن يكون لا إسلام لهم.
والأيمان بالفتح، جمع يمين وهو الحلف؛ أي أيمانهم التي حلفوها ليست بأيمان كما قال:
فليس لمخضوب البنان يمين
بعد قوله:
وإن حلفت لا ينقض الدهر عهدها). [فتح الوصيد: 2/958]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([725] ويكسر لا أيمان عند ابن عامر = ووحد حقٌّ مسجد الله الاولا
ح: (لا أيمان): فاعل (يكسر)، (عند): ظرفه، (حقٌ): فاعل (وحد)، (مسجد): مفعوله، (الاولا): صفة (مسجد).
ص: يعني: تكسر الهمزة من قوله تعالى: (لا إيمان لهم) [12] عند ابن عامر بمعنى الدين أو إعطاء الأمان، وعند الباقين: تفتح جمع: (يمين)، ليناسب ما قبله: {وإن نكثوا أيمانهم} [12]، وما بعده: {قومًا نكثوا أيمانهم} [13].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (أن يعمروا مسجد الله) [17] بالتوحيد على أنه المسجد الحرام، أو اسم الجنس يفيد معنى الجمع، والباقون: بالجمع لشمول المساجد كلها.
وقيد بالأول ليخرج: {إنما يعمر مساجد الله} [18]، إذ لا خلاف في جمعه). [كنز المعاني: 2/282] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (725- وَيُكْسَرُ لا أَيْمَانَ عِنْدَ ابْنِ عَامِرٍ،.. وَوَحَّدَ "حَقٌّ" مَسْجِدَ اللهِ الَاوَّلا
أراد: {إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ}، الفتح جمع يمين، والكسر بمعنى الإسلام أو بمعنى الأمان؛ أي: لا تؤمنهم من القتل، وتقدير البيت: ويكسر عند ابن عامر "لا إيمان"، ولا ينبغي من جهة الأدب أن يقرأ إلا بفتح الهمزة، وإن كان كسرها جائزا في التلاوة وذلك لقبح ما يوهمه تعلق عند "بأيمان" وموضع لا أيمان رفع؛ أي: يكسر همز هذا اللفظ، فليته قال: وهمزة لا أيمان كسر ابن عامر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/206]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (725 - ويكسر لا إيمان عند ابن عامر = .... .... .... .... ....
قرأ ابن عامر: إنهم لا إيمان لهم بكسر همزة أَيْمانَ وقرأ الباقون بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 281]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا أَيْمَانَ لَهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرُهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {لا أيمان لهم} [12] بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 534]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أئمةً} [12] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 534]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (666 - وكسر لا أيمان كم .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وكسر لا أيمان (ك) م مسجد (حق) = الأوّل وحّد وعشيرات (ص) دق
أي قرأ «لا أيمان لهم» بكسر الهمزة عن ابن عامر، والباقون بالفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 244]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وكسر لا أيمان (ك) م مسجد (حقّ) = الأوّل وحّد وعشيرات (ص) دق
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: لا إيمان لهم [12] بكسر الهمزة:
والتسعة بفتحها.
وقرأ [ذو] (حق) البصريان وابن كثير: إنما يعمر مسجد الله [17] بالتوحيد، والباقون بالجمع.
وقرأ ذو صاد (صدق) أبو بكر وعشيراتكم [24] بالجمع. والباقون بالإفراد.
وعلم صيغة المسكوت عنه من عشيرتهم بالمجادلة [الآية: 22].
وجه الكسر: أنه مصدر «آمنه»: أعطاه الأمان بمعنى: لا يعطون أمانا بعد نقضه، أو لا يوفون لأحد بعقد أمان.
ووجه الفتح: أنه جمع «يمين» بمعنى: الحلف، أي: لا أيمان بارة.
ووجه التوحيد: أن المراد: مسجد مكة، وهو واحد على حد المسجد الحرام، [واكتفى به من الجنس].
ووجه جمعه: أنه أريد العموم، على حد: إنّما يعمر مسجد الله [18]؛ فيندرج المسجد الحرام.
ووجه جمع «عشيرة»: تعددها باعتبار كل واحد، وتوحيدها بتقدير: عشيرة كل منكم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/357]
ثم صرح بالقيد فقال:
ص:
جمعا عزير نوّنوا (ر) م (ن) لـ (ظ) بى = عين عشر في الكلّ سكّن (ث) غبا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/358] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تقدم أئمة [التوبة: 9] في الهمزتين [من كلمة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/357]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئمة" [الآية: 12] هنا والأنبياء والقصص معا والسجدة بالتسهيل مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو، وكذا رويس وقرأ الأصبهاني بالتسهيل كذلك لكن مع المد في ثاني القصص وفي السجدة، وقرأ أبو جعفر كذلك أعني بالتسهيل والمد في الخمسة بلا خلف، واختلف عنهم في كيفية التسهيل فالجمهور أنه بين بين، والآخرون أنه الإبدال ياء خالصة، ولا يجوز الفصل بلا ألف حالة الإبدال عن أحد، وقرأ هشام بالتحقيق واختلف عنه في المد والقصر، فالمد له من طريق الحلواني عند أبي العز، وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي، وغيره وفاقا لجمهور المغاربة، وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف، أما الأربعة فتقدم التنبيه على أنا اكتفينا بذكر مذاهبهم في الأصول، وفي الأول، في [إتحاف فضلاء البشر: 2/87]
الفرش، مما تكرر وتقدم أيضا ثبوت كل من التحقيق وبين بين والإبدال، ورد طعن الزمخشري ومن تبعه كالبيضاوي في وجه الإبدال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/88]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا إيمَانَ لَهُم" [الآية: 12] فابن عامر بكسر الهمزة مصدر آمن، والباقون بالفتح جمع يمين، وأجمعوا على فتح الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/88]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أيمة} [12] فيه همزتان متحركتان، وليست الأولى للاستفهام، ولم يوجد إلا في هذه الكلمة، وهي في خمسة مواضع، هذا أولها، فقرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية، والباقون بالتحقيق.
وأما إبدالها ياءً محضة فهو وإن كان صحيحًا متواترًا فلا يقرأ به من طريق الشاطبي، لأنه نسبه للنحويين، يعني معظمهم، ولم أقرأ به من طريقه على شيخنا رحمه الله.
ولا عيرة بقول الزمخشري في كشاف حاله: «فأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن يكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن محرف» اهـ.
وأدخل هشام بخلف عنه ألفًا بينهما، والباقون بلا إدخال). [غيث النفع: 664]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا أيمان لهم} قرأ الشامي بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 664]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}
- قرأ بعضهم (وإن نكثوا إيمانهم) بكسر الهمزة.
- والجماعة على فتح الهمزة (... أيمانهم) جمع يمين.
[معجم القراءات: 3/350]
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وخلف وروح، وهي رواية عن نافع، وابن أبي أويس (أئمة) بهمزتين.
- وقرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير ورويس وقالون والأزرق ويعقوب (أيمة) بإبدال الهمزة الثانية ياءً.
- وذهب بعض العلماء إلى أن قراءة أبي عمرو ومن معه بتسهيل الهمزة، وليس بقلبها ياءً.
جاء في النشر:
(واختلف عنهم في كيفية التسهيل، فالجمهور على أنه بين بين، والآخرون على أنه الإبدال ياءً خالصة). والنص من الإتحاف، وهو في النشر على تفصيلٍ أوفى من هذا.
وقال الزمخشري: (فإن قلت: كيف لفظ أئمة، قلت: همزة بعدها همزة بين بين، أي بين مخرج الهمزة والياء.
وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين، وأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن محرف) انتهى.
[معجم القراءات: 3/351]
وتبع البيضاوي الزمخشري في تلحين من قرأ بالياء.
- وقرأ المسيبي عن نافع، والضبي وأبو بكر وأبو جعفر (آيمة) بمد الهمزة والتسهيل في الثانية.
وأدخل هشام عن ابن عامر بين الهمزتين ألفًا (آ إمة)، وعنه خلاف في المد والقصر.
{لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}
- قراءة الجمهور بفتح الهمزة (أيمان لهم) وهو جمع يمين.
قال ابن خالويه: (وهو الاختيار، لأنه في التفسير: لا عهد لهم ولا ميثاق).
- قرأ الحسن وعطاء وزيد بن علي وجعفر بن محمد وابن عامر (لا إيمان لهم) بكسر الهمزة، أي لا إسلام ولا تصديق، وهو مصدر آمن.
قال الزجاج: (فمن قرأ: (لا أيمان لهم) بالفتح فقد وصفهم بالنكث في العهد، وهو أجود القراءتين.
ومن قرأ: (لا إيمان لهم) فقد وصفهم بالردة، أي: لا إسلام لهم..) ). [معجم القراءات: 3/352]
قوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعذاب أليم} و{مؤمنين} [13 - 14] معًا، و{يشآء} [15] وقفها لا يخفى {المهتدين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع بلا خلاف). [غيث النفع: 665] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)}
{بَدَءُوكُمْ}
- قرأ زيد بن علي وأبو جعفر (بدوكم) بغير همز.
ووجهه أنه سهل الهمزة من (بدأت) بإبدال الهاء ياءً كما قالوا في:
قرأت: قريت، فصار كــــ (رميت، فلما أسند الفعل إلى واو الضمير سقطت، فصار: بدوكم كرموكم.
- وقال العكبري: (يقرأ بتليين الهمزة وتقريبها من الواو، ويقرأ (بدوكم) بإسكان الواو).
- وجاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، وله الحذف أيضًا.
- وفيه ثلاثة البدل لورش.
{مَرَّةٍ}
- قرأ الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بالواو من غير همز (مومنين)، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/353]
قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يخزهم" رويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/88]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وينصركم عليهم} [14] لا خلاف فيه للقراء، لأنه مجزوم). [غيث النفع: 664]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعذاب أليم} و{مؤمنين} [13 - 14] معًا، و{يشآء} [15] وقفها لا يخفى {المهتدين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع بلا خلاف). [غيث النفع: 665] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)}
{بِأَيْدِيكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً.
{يُخْزِهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء (يخزهم) من أجل الياء المحذوفة قبلها.
[معجم القراءات: 3/353]
- وقراءة رويس بضمها على الأصل (يخزهم).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء ليعقوب وجماعة، وكسرها عند الباقين.
وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{وَيَشْفِ}
- قرأ زيد بن علي (ونشف) بالنون على الالتفات.
- وقراءة الجماعة (ويشف) بالياء على الغيبة، وهو على نسق ما تقدم: يعذبهم، ويخزهم، ينصركم.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا، وانظر الآية/223، من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/354]
قوله تعالى: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَتُوبُ اللَّهُ) بالنصب فهد بن الصقر عن يَعْقُوب، وَرَوْحٌ، وقرة، والْحَمَّامِيّ عن النحاس عن رُوَيْس، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، وهكذا الْيَزِيدِيّ عن الحسن، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار نصب على الصرف، الباقون برفع الباء). [الكامل في القراءات العشر: 561]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَانْفَرَدَ ابْنُ الْعَلَّافِ عَنِ النَّخَّاسِ عَنْ رُوَيْسٍ فِي وَيَتُوبُ اللَّهُ بِنَصْبِ الْبَاءِ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ دَخَلَ فِيهِ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى; قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: يَعْنِي أَنَّ قَتْلَ الْكُفَّارِ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَوْبَةٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ; وَقَالَ غَيْرُهُ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْكُفَّارِ لِأَنَّ قِتَالَ الْكُفَّارِ وَغَلَبَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ يَنْشَأُ عَنْهَا إِسْلَامُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، وَهِيَ رِوَايَةُ رَوْحِ بْنِ قُرَّةَ وَفَهْدِ بْنِ الصَّقْرِ كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ، وَرِوَايَةُ يُونُسَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَقِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَاخْتِيَارُ الزَّعْفَرَانِيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/278]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد ابن العلاف عن رويس بنصب {ويتوب الله} [15] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "ويتوب" بالنصب على إضمار أن على أن التوبة داخله في جواب الأمر من طريق المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/88]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعذاب أليم} و{مؤمنين} [13 - 14] معًا، و{يشآء} [15] وقفها لا يخفى {المهتدين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع بلا خلاف). [غيث النفع: 665] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)}
{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}
- قراءة الجماعة (ويذهب غيظ قلوبهم) من (أذهب)، وهو مجزوم، بالعطف على ما قبله.
- وقرأ عيسى بن عمر (ويذهب غيظ قلوبهم) بفتح أوله، وجزم آخره، وهو من (ذهب) الثلاثي، جعله فعلًا لازمًا، و(غيظ) فاعل به.
- وقرأ زيد بن علي (ويذهب غيظ قلوبهم) بفتح أوله من (ذهب). ورفع الباء على الائتناف، وهو من إسناد الفعل إلى الغيظ.
{وَيَتُوبُ}
- قرأ الجمهور (ويتوب) رفعًا على الاستئناف.
[معجم القراءات: 3/354]
قال الطوسي: (وبرفع (ويتوب) بخروجه عن موجب القتال، فاستأنفه).
- وقرأ زيد بن علي والأعرج وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وعمرو ابن عبيد وعمرو بن فائد ورويس ويعقوب والحسن ومقاتل بن سليمان ويونس عن أبي عمرو (ويتوب) بالنصب على إضمار (أن)، جعله داخلًا في جواب الأمر من طريق المعنى.
{يَشَاءُ}
- انظر القراءة فيه وحكم الهمز في الآية/142 من سورة البقرة، وكذا الآية/213 منها، والآية/40 من سورة المائدة). [معجم القراءات: 3/355]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين