هل جاء تقديم المستثنى على المستثنى منه في القرآن الكريم؟
جوز العكبري ذلك في قوله تعالى:
{وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} [3: 73].
قال في [إعرابه:1/78] «والثاني: أن النية التأخير، والتقدير: ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، و (من) في موضع إذ نصب على الاستثناء من أحد».
وفي [الجمل:1/287] «وهذا الوجه لا يصح من جهة المعنى، ولا من جهة الصناعة.
وأما عدم صحته من جهة الصناعة فلأن فيه تقديم المستثنى على كل من المستثنى منه وعامله، وفيه أيضا تقديم ما هو من جملة صلة (أن) المصدرية، وهو المستثنى عليها».
وانظر [الكشاف:1/195]، [البحر:2/494-495]، [المغني:2/54-55].
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص328]