العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الحشر [ من الآية (22) إلى الآية (24) ]

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:26 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم}.
يعني تعالى ذكره، الّذي يتصدّع من خشيته الجبل أيّها النّاس، هو المعبود الّذي لا تنبغي العبادة والألوهيّة إلاّ له، عالم غيب السّموات والأرض، وشاهدٌ ما فيهما ممّا يرى ويحسّ. {هو الرّحمن الرّحيم} يقول: هو رحمن الدّنيا والآخرة، رحيمٌ بأهل الإيمان به). [جامع البيان: 22/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اسم الله الأعظم هو الله). [الدر المنثور: 14/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} قال: السر والعلانية وفي قوله: {المؤمن} قال: المؤمن خلقه من أن يظلمهم وفي قوله: {المهيمن} قال: الشاهد). [الدر المنثور: 14/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قي قوله: {عالم الغيب} قال: ما يكون وما هو كائن وفي قوله: {القدوس} قال: تقدسه الملائكة). [الدر المنثور: 14/400]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى السلم قال الله السلام المؤمن قال آمن لقوله وهو المهيمن قال الشهيد عليه العزيز في نقمته إذا انتقم الجبار جبر خلقه على ما شاء المتكبر تكبر عن كل سوء). [تفسير عبد الرزاق: 2/285]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قال: كنّا نتشهّد في الصّلاة، فنقول: السّلام على الله قبل عباده، السّلام على جبريل، السّلام على ميكائيل، نعدّد الملائكة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ الله هو السّلام، فإذا جلس أحدكم في الصّلاة فليقل: التّحيّات للّه، والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، فإنّه إذا قال أحدكم: السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أصابت كلّ عبدٍ صالحٍ في السّماء والأرض "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/295]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره: هو المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، الملك الّذي لا ملك فوقه، ولا شيء إلاّ دونه، {القدّوس}، قيل: هو المبارك.
وقد بيّنت فيما مضى قبل معنى التّقديس بشواهده، وذكرت اختلاف المختلفين فيه بما أغنى عن إعادته.
ذكر من قال: عني به المبارك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {القدّوس}: أي المبارك.
وقوله: {السّلام} يقول: هو الّذي يسلم خلقه من ظلمه، وهو اسمٌ من أسمائه.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {السّلام}: اللّه السّلام.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، يعني العتكيّ، عن جابر بن زيدٍ، قوله: {السّلام} قال: هو اللّه.
وقد ذكرت الرّواية فيما مضى، وبيّنت معناه بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته.
وقوله: {المؤمن} يعني بالمؤمن: الّذي يؤمّن خلقه من ظلمه.
وكان قتادة يقول في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {المؤمن} أمن بقوله أنّه حقٌّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {المؤمن} أمن لقوله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {المؤمن}، قال: المصدّق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {المؤمن} قال: {المؤمن}: المصدّق الموقن، آمن النّاس بربّهم فسمّاهم مؤمنين، وآمن الرّبّ الكريم لهم بإيمانهم صدّقهم أن يسمّى بذلك الاسم.
وقوله: {المهيمن} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: المهيمن: الشّهيد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {المهيمن} قال: الشّهيد.
وقال مرّةً أخرى: الأمين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {المهيمن} قال: الشّهيد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {المهيمن} قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ كتابًا فشهد عليه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {المهيمن} قال: الشّهيد عليه.
وقال آخرون: {المهيمن}: الأمين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {المهيمن}: الأمين.
وقال آخرون: المهيمن: المصدّق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {المهيمن} قال: المصدّق لكلّ ما حدّث، وقرأ: {ومهيمنًا عليه}. قال: فالقرآن مصدّقٌ على ما قبله من الكتب، واللّه مصدّقٌ في كلّ ما حدّث عمّا مضى من الدّنيا، وما بقي، وما حدّث عن الآخرة.
وقد بيّنت أولى هذه الأقوال بالصّواب فيما مضى قبل في سورة المائدة بالعلل الدّالّة على صحّته، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {العزيز}: الشّديد في انتقامه ممّن انتقم من أعدائه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {العزيز}: في نقمته إذا انتقم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {العزيز} في نقمته إذا انتقم.
وقوله: {الجبّار} يعني: المصلح أمور خلقه، المصرّفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {الجبّار} قال: جبر خلقه على ما يشاء.
وقوله: {المتكبّر} قيل: عني به أنّه تكبّر عن كلّ شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {المتكبّر} قال: تكبّر عن كلّ شرٍّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، قال: حدّثني رجلٌ، عن جابر بن زيدٍ، قال: إنّ اسم اللّه الأعظم هو اللّه، ألم تسمع يقول: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر}.
وقوله: {سبحان اللّه عمّا يشركون} يقول: تنزيهًا للّه وتبرئةً له عن شرك المشركين به). [جامع البيان: 22/550-555]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب). [تفسير مجاهد: 2/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} قال: السر والعلانية وفي قوله: {المؤمن} قال: المؤمن خلقه من أن يظلمهم وفي قوله: {المهيمن} قال: الشاهد). [الدر المنثور: 14/399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قي قوله: {عالم الغيب} قال: ما يكون وما هو كائن وفي قوله: {القدوس} قال: تقدسه الملائكة). [الدر المنثور: 14/400] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة في قوله: {القدوس} قال: المبارك {السلام المؤمن} قال: المؤمن من آمن به {المهيمن} الشهيد عليه {العزيز} في نقمته إذا انتقم {الجبار} جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء). [الدر المنثور: 14/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن زيد بن علي قال: إنما سمي نفسه {المؤمن} لأنه آمنهم من العذاب). [الدر المنثور: 14/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن محمد بن كعب قال: إنما تسمى {الجبار} أنه يجبر الخلق على ما أراده). [الدر المنثور: 14/400]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعرٍ عمّن سمع الشّعبيّ يقول: اسم الله الأعظم اللّه، ثمّ قرأ، أو قرأت عليه {هو اللّه الخالق البارىء المصوّر} إلى آخرها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 476-477]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.

يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق، الّذي لا معبود تصلح له العبادة غيره، ولا خالق سواه، البارئ الّذي برأ الخلق، فأوجدهم بقدرته، المصوّر خلقه كيف شاء، وكيف يشاء.
قوله: {له الأسماء الحسنى}. يقول تعالى ذكره: للّه الأسماء الحسنى، وهي هذه الأسماء الّتي سمّى اللّه بها نفسه، الّتي ذكرها في هاتين الآيتين. {يسبّح له ما في السّموات والأرض} يقول: يسبّح له جميع ما في السّموات والأرض، ويسجدون له طوعًا وكرهًا. {وهو العزيز} يقول: وهو الشّديد الانتقام من أعدائه {الحكيم} في تدبيره خلقه، وصرفهم فيما فيه صلاحهم). [جامع البيان: 22/555-556]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:28 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم (22)} هذا رد على أول السورة، على قوله: {سبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم}. {هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو} ). [معاني القرآن: 5/150]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" مهيمن " ومبيقر ومبيطر ومسيطر هذه الأربعة الأحرف صفات، لها أفعالٌ ووجدنا من الأسماء مالا ندري لعلها مصغرة مديبر اسم واد، ومجيمر ومبيقر). [مجاز القرآن: 2/256]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والله مؤمن: مصدّق ما وعده، أو قابل إيمانه. ويقال في الكلام: ما أومن بشيء مما تقول أي ما أصدّق به). [تأويل مشكل القرآن: 481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون}
(الملك القدّوس).والقدوس الطاهر ومن هذا قيل: بيت المقدس أي بيت المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب.وقوله: (السّلام).اسم من أسماء اللّه عزّ وجلّ، وقيل السلام الذي قد سلم الخلق من ظلمه.
{المؤمن} الذي وحّد نفسه بقوله: {شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلّا هو العزيز الحكيم}.
وقيل {المؤمن}: الذي أمن الخلق من ظلمه.
وقوله: {العزيز} أي الممتنع الذي لا يغلبه شيء.
{المهيمن} جاء في التفسير أنه الشهيد، وجاء في التفسير أنه الأمين، وزعم بعض أهل اللغة أن الهاء بدل من الهمزة وأن أصله المؤيمن، كما قالوا: إياك وهيّاك، والتفسير يشهد لهذا القول لأنه جاء أنه الأمين، وجاء أنه "الشهيد". وتأويل "الشهيد": الأمين في شهادته.
وقوله: {الجبّار} تأويله الذي جبر الخلق على ما أراده من أمره.
وقوله: {المتكبّر} الذي تكبر عن ظلم عباده.
{سبحان اللّه عمّا يشركون} تأويله تنزيه الله عن شركهم). [معاني القرآن: 5/150-151]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
وقد رويت رواية لا ينبغي أن تقرأ، رويت (البارئ المصوّر) بالنصب معناه الذي برأ آدم وصوّرة.
وقوله: {له الأسماء الحسنى} جاء في التفسير أنها تسعة وتسعون اسما، من أحصاها دخل الجنّة وجاء في التفسير أن اسم اللّه الأعظم اللّه، ونحن نبيّن هذه الأسماء واشتقاق ما ينبغي أن يبين منها إن شاء اللّه.
روى أبو هريرة الدوسي عن النبي عليه السلام قال: ((إن للّه مائة اسم غير واحد من أحصاها دخل الجنّة)). وهو الله الواحد الرحمن الرحيم الأحد الصمد الفرد السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العلى الكبير الغني الكريم الولي الحميد العليم اللطيف السميع البصير الودود الشكور الظاهر الباطن الأول الآخر المبدئ البديع الملك القدوس الذارئ الفاصل الغفور المجيد الحليم الحفيظ الشهيد الربّ القدير التّوّاب الحافظ الكفيل القريب المجيب العظيم الجليل العفوّ الصّفوح الحق المبين المعز المذل القوي الشديد الحنّان المّان الفتاح الرؤوف القابض الباسط الباعث الوارث الدّيّان الفاضل الرقيب الحسيب المتين الوكيل الزكي الطاهر المحسن المجمل المبارك السّبّوح الحكيم البرّ الرّزاق الهادي المولى النصير الأعلى الأكبر الوهاب الجواد الوفي الواسع الخلاّق الوتر.
جاء في التفسير أن اسم اللّه الأعظم اللّه.
قال سيبويه: سألت الخليل عن هذا الاسم فقال: الأصل فيه إله فأدخلت الألف واللام بدلا من الهمزة.
وقال مرة أخرى: الأصل لاه وأدخلت الألف واللام لازمة.
وأما الرحمن الرحيم فالرحمن اسم الله خاصة لا يقال لغير اللّه رحمن، ومعناه المبالغ في الرحمة وأرحم الراحمين - وفعلان من بناء المبالغة، تقول للشديد الامتلاء ملآن وللشديد الشبع شبعان، والرحيم اسم الفاعل من رحم فهو رحيم، وهو أيضا للمبالغة والأحد أصله الوحد بمعنى الواحد، وهو الواحد الذي ليس كمثله شيء.
والصّمد السيد الذي صمد له كل شيء، أي قصد قصده.
وتأويل صمود كل شيء للّه أن في كل شيء أثر صنعة اللّه.
السلام الذي سلم الخلق من ظلمه. وقد فسّرنا المؤمن المهيمن، وفسرنا الجبار المتكبر.
والبارئ الخالق، تقول برأ اللّه الخلق يبرؤهم أي خلقهم، والقيّوم المبالغ في القيام بكل ما خلق، وما أراد.
والولي المتولي للمؤمنين اللطيف للخلق من حيث لا يعلمون ولا يقدرون.
والودود المحب الشديد المحبّة.
الشكور الذي يرجع الخير عنده.
الظاهر الباطن الذي يعلم ما ظهر وما بطن.
المبدئ الذي ابتدأ كل شيء من غير شيء.
والبديع الذي ابتدع الخلق على غير مثال، القدوس قد رويت القدّوس بفتح القاف، جاء في التفسير أنه المبارك، ومن ذلك أرض مقدّسة مباركة، وقيل الطاهر أيضا.
والمذرئ -مهموز- الذي ذرأ الخلق أي خلقهم، والفاصل الذي فصل بين الحقّ والباطل.
والغفور الذي يغفر الذنوب، وتأويل الغفران في اللغة التغطية على الشيء ومن ذلك المغفر ما غطي به الرأس.
المجيد الجميل الفعال، والشهيد الذي لا يغيب عنه شيء.
والرّبّ مالك كل شيء والصّفوح المتجاوز عن الذنوب يصفح عنها.
الحنّان ذو الرحمة والتعطف المنّان الكثير المنّ على عباده بمظاهر النعم.
الفتاح الحاكم، الدّيّان المجازي، الرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
المتين الشديد القوة على أمره، الوكيل الذي يوكل بالقيام بجميع ما خلق.
والزكي الكثير الخير السّبّوح الذي بيّن عن كل سرّ، الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة، وكان الحلم على هذا تأخير العقوبة). [معاني القرآن: 5/151-153]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:29 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) }

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} قال: المؤمن: المصدق بالعبادة. والمهيمن: القاءم على كل شيء). [مجالس ثعلب: 222]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم (22) هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون (23) هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (24)
لما قال تعالى: من خشية اللّه [الحشر: 21] جاء بالأوصاف التي توجب لمخلوقاته هذه الخشية، و «الغيب» ما غاب عن المخلوقين، و «الشهادة» ما شاهدوه. وقال حرب المكي «الغيب»: الآخرة «والشهادة»: الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 274]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: «القدوس» بضم القاف، وهو فعول من تقدس إذا تطهر، وحظيرة القدس الجنة، لأنها طاهرة، ومنه روح القدس، ومنه الأرض المقدسة بيت المقدس، وروي عن أبي ذر أنه قرأ: «القدوس» بفتح القاف وهي لغة، والسّلام معناه: الذي سلم من جوره، وهذا اسم على حذف مضاف أي ذو «السلام»، لأن الإيمان به وتوحيده وأفعاله هي لمن آمن سلام كلها، والمؤمن اسم فاعل من آمن بمعنى أمن. قال أحمد بن يحيى ثعلب معناه: المصدق للمؤمنين في أنهم آمنوا. قال النحاس: أو في شهادتهم على الناس في القيامة. وقال ناس من المتأولين معناه: المصدق نفسه في أقواله الأزلية: لا إله غيره والمهيمن معناه: الأمين والحفيظ. قاله ابن عباس وقال مؤرج: المهيمن: الشاهد بلغة قريش، وهذا بناء لم يجئ منه في الصفات إلا مهيمن ومسيطر ومبيقر ومبيطر، جاء منه في الأسماء مجيمر: وهو اسم واد ومديبر. و: العزيز الذي لا يغلب والقاهر الذي لا يقهر يقال عزيز إذا غلب برفع العين في المستقبل. قال الله تعالى: وعزّني في الخطاب [ص: 23] أي غلبني، وفي المثل من عز بزّ أي من غلب سلب، والجبّار هو الذي لا يدانيه شيء ولا يلحق رتبه، ومنه نخلة جبارة إذا لم تلحق وأنشد الزهراوي: [الطويل]
أطافت به جيلان عند قطاعه = وردت إليه الماء حتى تجبرا
والمتكبّر معناه الذي له التكبر حقا، ثم نزه الله تعالى نفسه عن إشراك الكفار به الأصنام التي ليس لها شيء من هذه الصفات). [المحرر الوجيز: 8/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و: البارئ بمعنى الخالق، برأ الله الخلق أي أوجدهم، و: المصوّر هو الذي يوجد الصور، وقرأ علي بن أبي طالب: «المصوّر» بنصب الواو والراء على إعمال البارئ به، وهي حسنة يراد بها الجنس في الصور، وقال قوم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قرأ: «المصوّر» بفتح الواو وكسر الراء على قولهم الحسن الوجه وقوله تعالى: له الأسماء الحسنى أي ذات الحسن في معانيها القائمة بذاته لا إله إلا هو، وهذه الأسماء هي التي حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن الله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة»، وقد ذكرها الترمذي وغيره مسندة، واختلف في بعضها ولم يصح فيها شيء إلا إحصاؤها دون تعين، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 8/ 275]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم} أخبر تعالى أنّه الّذي لا إله إلّا هو فلا ربّ غيره، ولا إله للوجود سواه، وكلّ ما يعبد من دونه فباطلٌ، وأنّه عالم الغيب والشّهادة، أي: يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنّا فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض، ولا في السّماء من جليلٍ وحقيرٍ وصغيرٍ وكبيرٍ، حتّى الذّرّ في الظّلمات.
وقوله: {هو الرّحمن الرّحيم} قد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل التّفسير، بما أغنى عن إعادته هاهنا. والمراد أنّه ذو الرّحمة الواسعة الشّاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، وقد قال تعالى: {ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ} [الأعراف: 156]، وقال {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} [الأنعام: 54]، وقال: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} [يونس: 58]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 79]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك} أي: المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعةٍ ولا مدافعةٍ.
وقوله: {القدّوس} قال وهب بن منبّهٍ: أي الطّاهر. وقال مجاهدٌ، وقتادة: أي المبارك: وقال ابن جريجٍ: تقدّسه الملائكة الكرام.
{السّلام} أي: من جميع العيوب والنّقائص؛ بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
وقوله: {المؤمن} قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: [أي] أمّن خلقه من أن يظلمهم. وقال قتادة: أمّن بقوله: إنّه حقٌّ. وقال ابن زيدٍ: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به.
وقوله: {المهيمن} قال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيبٌ عليهم، كقوله: {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [البروج: 9]، وقوله {ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون} [يونس: 46].
وقوله: {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت} الآية [الرّعد: 33].
وقوله: {العزيز} أي: الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه؛ ولهذا قال: {الجبّار المتكبّر} أي: الّذي لا تليق الجبرّية إلّا له، ولا التّكبّر إلّا لعظمته، كما تقدّم في الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته".
وقال قتادة: الجبّار: الّذي جبر خلقه على ما يشاء.
وقال ابن جريرٍ: الجبّار: المصلح أمور خلقه، المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم.
وقال قتادة: المتكبّر: يعني عن كلّ سوءٍ.
ثمّ قال: {سبحان اللّه عمّا يشركون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 79-80]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هو اللّه الخالق البارئ المصوّر} الخلق: التّقدير، والبراء: هو الفري، وهو التّنفيذ وإبراز ما قدّره وقرّره إلى الوجود، وليس كلّ من قدّر شيئًا ورتّبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى اللّه، عزّ وجلّ. قال الشّاعر يمدح آخر
ولأنت تفري ما خلقت = وبعض القوم يخلق ثمّ لا يفري
أي: أنت تنفّذ ما خلقت، أي: قدّرت، بخلاف غيرك فإنّه لا يستطيع ما يريد. فالخلق: التّقدير. والفري: التّنفيذ. ومنه يقال: قدّر الجلّاد ثمّ فرى، أي: قطع على ما قدّره بحسب ما يريده.
وقوله تعالى: {الخالق البارئ المصوّر} أي: الّذي إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون على الصّفة الّتي يريد، والصّورة الّتي يختار. كقوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك} [الانفطار: 8] ولهذا قال: {المصوّر} أي: الّذي ينفّذ ما يريد إيجاده على الصّفة التي يريدها.
وقوله: {له الأسماء الحسنى} قد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة الأعراف"، وذكر الحديث المرويّ في الصّحيحين عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر". وتقدّم سياق التّرمذيّ وابن ماجه له، عن أبي هريرة أيضًا، وزاد بعد قوله: "وهو وترٌ يحبّ الوتر" -واللّفظ للتّرمذيّ-: "هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو، الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، الولي، المتعالي، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّارّ، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور".
وسياق ابن ماجه بزيادةٍ ونقصانٍ، وتقديمٍ وتأخيرٍ، وقد قدّمنا ذلك مبسوطًا مطوّلًا بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هنا .
وقوله: {يسبّح له ما في السّماوات والأرض} كقوله {تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44].
وقوله: {وهو العزيز} أي: فلا يرام جنابه {الحكيم} في شرعه وقدره. وقد قال الإمام أحمد:
حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا خالدٌ -يعني: ابن طهمان، أبو العلاء الخفّاف-حدثنا نافع ابن أبي نافعٍ، عن معقل بن يسارٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرّاتٍ: أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، ثمّ قرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، وكّل اللّه به سبعين ألف ملكٍ يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".
ورواه التّرمذيّ عن محمود بن غيلان، عن أبي أحمد الزّبيريّ، به، وقال: غريبٌ لا نعرفه إلّا من هذا الوجه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 80-81]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة