تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قومٌ منكرون} [الحجر: 62] : «أنكرهم لوطٌ»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاس لعمرك لعيشك وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ.
قوله قومٌ منكرون أنكرهم لوطٌ وصله بن أبي حاتمٍ أيضًا من الوجه المذكور.
تنبيهٌ: سقط هذا والّذي قبله لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/379]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قومٌ منكرون أنكرهم لوطٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوط المرسلون قال إنّكم قوم منكرون} (الحجر: 61، 62) لم يثبت هذا ولا الّذي قبله في رواية أبي ذر، والمراد بالمرسلين الملائكة الّذين جاؤوا أولا إلى إبراهيم عليه السّلام، وبشروه بغلام يرزقه الله إيّاه على كبره، ولما سألهم إبراهيم بقوله: {فما خطبكم أيها المرسلون. قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين} (الحجر: 57، 58) أرادوا بهم قوم لوط، ثمّ لما جاؤوا لوطاً أنكرهم فقال: {إنّكم قوم منكرون} (الحجر: 62) يعني: لا أعرفكم، وهو معنى قوله: أنكرهم لوط، يعني: ما عرفهم، وقصته مشهورة). [عمدة القاري: 19/7]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قوم منكرون} [الحجر: 62] أنكرهم لوط) قيل لأنهم سلموا ولم يكن من عادتهم وقيل لأنهم كانوا على صورة الشباب المرد فخاف هجوم القوم فقال هذه الكلمة يعني تنكركم نفسي وتنفر عنكم فقالت الملائكة ما جئناك بما تنكر بل جئناك بما يسرك ويشفي لك من عدوّك وهو العذاب الذي توعدتهم به فيمترون فيه وسقط قوله لعمرك إلى هنا لأبي ذر إلا في رواية المستملي). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنكم قوم منكرون أنكرهم نبي الله لوط). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنكم قوم منكرون} قال: أنكرهم لوط، وفي قوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال: بعذاب قوم لوط). [الدر المنثور: 8/634]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاء آل لوطٍ المرسلون (61) قال إنّكم قومٌ منكرون (62) قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أتى رسل اللّه آل لوطٍ أنكرهم لوطٌ فلم يعرفهم وقال لهم: {إنّكم قومٌ منكرون} أي ننكركم لا نعرفكم. فقالت له الرّسل: بل نحن رسل اللّه جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنّه نازلٌ بهم من عذاب اللّه على كفرهم به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قال إنّكم قومٌ منكرون} قال: " أنكرهم لوطٌ وقوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال بعذاب قوم لوطٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 14/86-87] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بل جئناك بما كانوا فيه يمترون قال: قالوا للوط بل جئناك بعذاب قومك قال وكان لوط قد أخبرهم أن العذاب نازل بهم فيكذبونه). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنكم قوم منكرون} قال: أنكرهم لوط، وفي قوله: {بما كانوا فيه يمترون} قال: بعذاب قوم لوط). [الدر المنثور: 8/634] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {بما كانوا فيه يمترون} قال: يشكون). [الدر المنثور: 8/634]
تفسير قوله تعالى: (وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأتيناك بالحقّ وإنّا لصادقون (64) فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل واتّبع أدبارهم، ولا يلتفت منكم أحدٌ، وامضوا حيث تؤمرون}.
يقول تعالى ذكره: قالت الرّسل للوطٍ: وجئناك بالحقّ اليقين من عند اللّه، وذلك الحقّ هو العذاب الّذي عذّب اللّه به قوم لوطٍ، وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هودٍ وغيرها، حين بعث اللّه رسله ليعذّبهم به.
وقولهم: {وإنّا لصادقون} يقولون: إنّا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط من أنّ اللّه مهلك قومك). [جامع البيان: 14/87]
تفسير قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واتبع أدبرهم قال أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا). [تفسير عبد الرزاق: 1/349]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل}. يقول تعالى ذكره مخبرًا عن رسله أنّهم قالوا للوطٍ: فأسر بأهلك ببقيّةٍ من اللّيل، واتّبع يا لوط أدبار أهلك الّذين تسري بهم، وكن من ورائهم، وسر خلفهم وهم أمامك، ولا يلتفت منكم وراءه أحدٌ، وامضوا حيث يأمركم اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا يلتفت منكم أحدٌ} " لا يلتفت وراءه أحدٌ، ولا يعرّج "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا يلتفت منكم أحدٌ} " لا ينظر وراءه أحدٌ ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم قال حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واتّبع أدبارهم} قال: " أمر أن يكون خلف أهله، يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل} قال: " بعض اللّيل {واتّبع أدبارهم} أدبار أهله "). [جامع البيان: 14/87-88]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله ولا يلتفت منكم أحد يقول لا ينظر وراءه). [تفسير مجاهد: 342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {واتبع أدبارهم} قال: أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا). [الدر المنثور: 8/634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {وامضوا حيث تؤمرون} قال: أخرجهم إلى الشام). [الدر المنثور: 8/634]
تفسير قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({دابر} [الحجر: 66] : «آخر»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لا توجل لا تخف دابر آخر تقدّم شرح الأوّل في قصّة إبراهيم وشرح الثّاني في قصّة لوطٍ من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/380] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {دابر} آخر
أشار به إلى قوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمران دابر هؤلاء مقطوع مصبحين} (الحجر: 66) وفسّر: دابر، بقوله: (آخر) ، وهذا أيضا لم يثبت في رواية أبي ذر. قوله: (وقضينا إليه) أي: أوحينا إلى لوط عليه السّلام، (بأن دابر هؤلاء) ، أي: قومه مقطوع أي: مستأصل. قوله: (مصبحين) أي: حال كونهم في الصّبح). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (دابر) في قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء} [الحجر: 66] أي (آخر) هؤلاء مقطوع مستأصل يعني يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد). [إرشاد الساري: 7/192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين (66) وجاء أهل المدينة يستبشرون}.
يقول تعالى ذكره: وفرغنا إلى لوطٍ من ذلك الأمر، وأوحينا {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين}. يقول: إنّ آخر قومك وأوّلهم مجذوذٌ مستأصلٌ صباح ليلتهم ".
وأنّ " من قوله: {أنّ دابر} في موضع نصبٍ ردًّا على الأمر بوقوع القضاء عليها وقد يجوز أن تكون في موضع نصبٍ بفقد الخافض، ويكون معناه: وقضينا إليه ذلك الأمر بأنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين. وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: ( وقلنا إنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين ).
وعنى بقوله: {مصبحين} إذا أصبحوا، أو حين يصبحون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين} يعني: " استئصالهم وهلاكهم مصبحين "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر} قال: " أوحينا إليه "). [جامع البيان: 14/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد {وقضينا إليه ذلك الأمر} قال: أوحينا إليه). [الدر المنثور: 8/634-635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {أن دابر هؤلاء مقطوع} يعني استئصالهم وهلاكهم). [الدر المنثور: 8/635]