العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة طه

توجيه القراءات في سورة طه


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة طه

مقدمات توجيه القراءات في سورة طه
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة طه). [معاني القراءات وعللها: 2/141]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة طه) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/27]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة طه). [الحجة للقراء السبعة: 5/217]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة طه). [المحتسب: 2/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (20 - سورة طه). [حجة القراءات: 449]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة طه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة طه). [الموضح: 828]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة وأربع وثلاثون في المدني وخمس في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (واختلف القراء في اثني عشر ياء):
{إني آنست نارًا لعلي ءاتيكم} [10] {إنني أنا الله} [14].
{إني أنا ربك} [2] {لذكري} [14] {ولي فيها} [18] {ويسرى لي أمرى} [26] {أخي أشدد} [30] {في ذكري * اذهبا} [42، 43].
{برأسى} [94] {حشرتني} [125]
فتحهن نافع إلا اثنين. قوله {أخي أشدد} [30] {ولي فيها} [18].
وفتحهن أبو عمرو أيضًا إلا اثنين {لم حشرتني} [125].
وأسكن ابن كثيرٍ خمسًا {ولي فيها}.
{ويسر لي أمرى} [26] {لذكرى إن الساعة} {على عيني} {ولا برأسي إني} [94].
وفتح عاصم في رواية حفص {ولي فيها}.
والباقون يسكنون كل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/58]

الياءات المحذوفة:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال ابن مجاهد، حذف من هذه السورة ياءان: {ألا تتبعن} وقد ذكرته و{بالواد المقدس} الوصل والوقف و{الواد} بغير ياء؛ وذلك أن الياء لما سقطت لفظًا لسكونها وسكون اللام سقطت خطأ. فالمقدس، المطهر. قيل في قوله: {الأرض المقدسة} {والواد المقدس}: فلسطين والأردن وقيل: دمشق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/59]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ياءان حذفتا من الخط: أحدهما: {أَلاَّ تَتَّبِعَنِي}، وقد ذكرناها. والثانية {إنَّكَ بِالْوَادِ}.
وقف عليها الكسائي ويعقوب بالياء، ووقف الباقون عليها بغير ياء.
وقد تقدم القول في مثلها). [الموضح: 859]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (39- فيها ثلاث عشرة ياء إضافة:
فقوله: {إني آنست نارًا} «10»، {إني أنا ربك} «12»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/108]
{إنني أنا الله} «14»، {لنفسي أذهب} «41، 42»، {في ذكري. اذهبا} «42، 43» قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في الخمس.
قوله: {لذكري إن} «14، 15»، {ويسر لي أمري} «26» و{وعيني إذ} «39، 40» و{برأسي إني} «94» قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح في الأربعة.
{لعلي آتيكم} «10» قرأها الكوفيون بالإسكان.
{ولي فيها} «18» قرأها ورش وحفص بالفتح.
{أخي. اشدد به} «30، 31» قرأها ابن كثير وأبو عمرو بالفتح.
{حشرتني أعمى} «125» قرأها الحرميان بالفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/109]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث عشرة ياءً غير التي حذفت من قوله {أَلاَّ تَتَّبِعَنِي}.
اختلفوا في هذه الياءات وهي {إنِّي آنَسْتُ}، {لَعَلِي آتِيكُم}، {إنِّي أَنَا}، {إنَّنِي أَنَا}، {لِذِكْرِي {ولِيَ فِيهَا}{ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، {أَخِي}، {عَلَى عَيْنِي}، {لِنَفْسِي}{فِي ذِكْرِي}، {بِرَأْسِي}{حَشَرْتَنِي}.
ففتحهن نافع إلا {أَخِي اشْدُدْ}فإنه أسكنها. واختلف عنه في {ولِيَ فِيهَا}.
وأسكن أبو عمرو {ولِيَ فِيهَا} و{حَشَرْتَنِي}وفتح الباقي.
وأسكن ابن كثير خمسًا وهن: {لِذِكْرِي}{ولِيَ فِيهَا}{ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}{عَيْنِي}{بِرَأْسِي}وفتح الباقي.
وفتح ابن عامر {لَعَلِي}وحده.
[الموضح: 858]
وفتح- ص- عن عاصم {ولِيَ فِيهَا}.
ولم يفتح حمزة [والكسائي] وعاصم- ياش- ويعقوب منهن شيئًا.
وقد مضى الكلام في نحوها). [الموضح: 859]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها زائدة: {ألا تتبعن} «93» قرأها ابن كثير بالياء في الوصل والوقف، وقرأها أبو عمرو ونافع بياء في الوصل خاصة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/109]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) }

قوله تعالى: {طه (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (طه)
قرأ ابن كثيرٍ وابن عامر وحفص والأعشى عن أبي بكر عن عاصم ويعقوب (طه) مفتوحة الطاء والهاء، وقرأها نافع بين الفتح والكسر، وروى الأصمعي عن نافع (طه) بقطعها، وروى يعقوب عن نافع (طه) كسرا، وقرأ أبو عمرو (طه) مفتوحة الطاء مكسورة الهاء، وقرأ حمزة والكسائي ويحيى عن أبي بكر (طه) بكسر الطاء والهاء.
قال أبو منصور: هذه الوجوه كلها أريد بها حروف الهجاء، وهي لغات كلها صحيح. وأحسنها قراءة نافع بن الكسر والفتح.
وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن سلمة عن الفراء قال: حدثني قيس عن عاصم عن زرٍّ قال: قرأ رجل على ابن مسعود (طه)، فقال له عبد الله (طه) قال له الرجل: يا أبا عبد الرحمن، أليس إنما أمر أن يطأ قدمه؟
قال فقال عبد اللّه (طه) هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[معاني القراءات وعللها: 2/141]
قال أبو منصور: هذا الحديث يدل على أنه أريد بالحرفين الهجاء.
وقال المنذريّ: أخبرني أبو العباس قال: قال الأخفش في قول الله " طه ": منهم من زعم أنهما حرفان مثل: (حم). ومنهم من يقول: له معنى (يا رجل) في بعض اللغات.
قال أبو العباس: لا يجوز (طه) لأن ابن مسعود روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (طه)، وهذا يدلّ على حروف التّهجي). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {طه} [1]
فيه سبع قراءات.
قرأ ابن عامر، وابن كثير وحفص عن عاصم. {طه} بتفخيم الحرفين.
وقرأ أهل الكوفة إلا حفصًا {طه} بإمالتهما، واحتجوا بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: حدثنا قيس عن عاصم عن زر أن رجلاً قرأ على عبد الله {طه} فقال: عبد الله {طه}، فقال: يا [أبا] عبد الرحمن أليس إنما أمر أن يطأ الأرض بقدمه؟ فقال: عبد الله: {طه}. كذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. وقرأ نافع {طه} بين الإمالة، والتفخم. وهو إلى الفتح أقرب.
وقرأ أبو عمرو {طه} فتح الطاء وكسر الهاء، قيل لأبي عمرو: ولم كسرت الهاء؟ قال: لئلا يلتبس بالهاء التي للتنبيه.
وقرأ بن عمر ضد قراءة أبي عمرو {طه} فكأن كره أن يجمع بين كسرتين. ففتح الهاء ليعتدل الكلام.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/27]
وروي الأصمعي عن نافع {ط هـ} الهاء مقطوعة من الطاء؛ لأن حروف التهجي كل حرف قائم بحياله. قال الشاعر:
اقبلت من عند زياد كالحرف = تخط رجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام الف
والقراءة السابعة {طه ما أنزلنا} بإسكان الهاء قرأ بها الحسن. وفسروه يا رجل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/28]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الطاء والهاء من طه [طه/ 1] فقرأ ابن كثير وابن عامر (طه) بفتح الطاء والهاء.
وقرأ نافع: (طه) بين الفتح والكسر، وهو إلى الفتح أقرب، كذلك قال خلف عن المسيّبيّ وقال ابن سعدان كان المسيبي إذا لفظ ب (ها)، فكأنه يشمّها الكسر، فقلت له: إنك قد كسرت، فيأبى إلا الفتح. وقال محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع: (طه) بفتح الطاء والهاء، وكذلك قال القاضي عن قالون: مفتوحتان.
وقال أحمد بن صالح عن قالون: الطاء والهاء وسط، وقال يعقوب بن جعفر عن نافع (طه) بكسر الطاء والهاء. وقال الأصمعي: (طه) كأنك تقطعها.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (طه) بكسر الطاء والهاء.
وقرأ أبو عمرو في غير رواية عباس (طه) بفتح الطاء وكسر الهاء. وروى عباس عن أبي عمرو: (طه) بكسر الطاء والهاء مثل حمزة. وقرأ عاصم في رواية حفص بالتفخيم.
[الحجة للقراء السبعة: 5/217]
قال أبو علي: قد قلنا في الإمالة في نحو (طه)، والتفخيم فيما تقدم، والتفخيم لغة أهل الحجاز، ولغة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم). [الحجة للقراء السبعة: 5/218]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الضحاك وعمرو بن فائد: [طاوى] مُبَيَّضٌ). [المحتسب: 2/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ أبو عمرو {طه} بفتح الطّاء وكسر الهاء قيل لأبي عمرو لم كسرت الهاء قال لئلّا تلتبس بالهاء الّتي للتّنبيه وإنّما فتح الطّاء لاستعلائها ولأنّها من الحروف المناعة
[حجة القراءات: 449]
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {طه} بكسر الطّاء والهاء وحجتهم صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أمال الطّاء والهاء عن زر قال قرأ رجل على ابن مسعود {طه} فقال عبد الله طه فقال له الرجل يا أبا عبد الرّحمن أليس إنّما أمر أن يطأ قدمه فقال له عبد الله {طه} هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وحفص {طه} بفتح الطّاء والهاء وهو الأصل العرب تقول طاء وهاء ومن العرب من يكسر). [حجة القراءات: 450]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم الاختلاف في الإمالة في قوله: {طه} «1» وعلة ذلك مذكور كله في الأصول في أبواب الإمالة، وكذلك تقدمت علة الإمالة والاختلاف فيما وقع في هذه السورة من ذوات الياء وغير ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {طه}[آية/ 1] بفتح الطاء والهاء:
قرأها ابن كثير وابن عامر و- ص- عن عاصم، ويعقوب- ح- و- يس-.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر وهو إلى الفتح أقرب.
وروى- أن- عن يعقوب بين بين، والطاء إلى الفتح، والهاء إلى الكسر.
وقرأ أبو عمرو «طه» بفتح الطاء وكسر الهاء.
وقرأ حمزة والكسائي و- ياش- عن عاصم {طه}بكسر الطاء والهاء.
وقد ذكرنا في سورة مريم أحكام حروف التهجي في الإمالة وتركها، وبينَّا أن ترك الإمالة أصل، وأن إمالة هذه الحروف جائزة؛ لأنها أسماء لهذه الأصوات المخصوصة وليست بحروف، وذكرنا أن مذهب نافع فيما جازت فيه الإمالة أن يقرأ بين الفتح والكسر، وأن ذلك يكون في حكم الإمالة؛ لأنه مجانبة عن إتمام الإمالة فراراً عن الياء، وكراهة أن يعود إلى الياء وقد فر منها). [الموضح: 828]

قوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)}

قوله تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)}

قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4)}

قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)}

قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)}

قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}

قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)}

قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فقال لأهله امكثوا)
قرأ حمزة (لأهله امكثوا) بضم الهاء، ومثله في القصص، وكذلك روى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع، وكسر الباقون الهاء في السورتين.
قال أبو منصور: من ضم الهاء فلضمة الألف من (امكثوا) غير موصولة، نقلت ضمتها إلى الهاء، كقراءة من قرأ (أو انقص منه قليلًا).
ومن قرأ (لأهله امكثوا) بكسر الهاء فلأن الأصل عنده: (لأهله)، ولما اتصل الهاء بالميم بطل حكم الألف الوصلية من (امكثوا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم)
فتح الياء ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو، وفتح ابن عامر (لعلّي آتيكم) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن سعدان عن إسحاق عن نافع وحمزة: (لأهله امكثوا) [طه/ 10] وكذلك في القصص [29]، بضم الهاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/220]
والباقون يكسرون الهاء فيهما.
وقد تقدم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا} 10
قرأ حمزة {لأهله امكثوا} بضم الهاء وكذلك في القصص على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول مررت به يا فتى
وقرأ الباقون بكسر الهاء وإنّما كسروا لمجاورة الكسرة وقد بينا في سورة البقرة). [حجة القراءات: 450]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لأهله امكثوا} قرأ حمزة بضم الهاء، ومثله في القصص وقرأهما الباقون بكسر الهاء.
وحجة من ضم أنه أتى بالهاء على أصلها موصولة بواو، للتقوية على ما قدمنا من العلل، فلقيت الواو وهي ساكنة الميم من {امكثوا} وهي ساكنة فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة تدل عليها.
2- وحجة من كسر أنه أبدل من ضمة الهاء كسرة للكسرة التي قبلها، فانقلبت الواو ياء، ثم حذفت لسكونها وسكون الميم بعدها، وبقيت الكسرة تدل عليها، وقد تقدم الكلام على هذه الهاء بأشبع من هذا، في باب هاء الكناية عن المذكر، والاختيار الكسر، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}[آية/ 10] مضمومة الهاء في الوصل:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في القصص.
والوجه أنه ضم الهاء على الأصل؛ لأن أصلها الضم، وإلحاق الواو بها كما سبق قبل، إلا أن القياس يقتضي أن تكسر لانكسار ما قبلها وتلحق بياء، لكن حمزة أجراها على الأصل من الضم والواو، ثم حذف الواو لالتقاء الساكنين، والقياس كسرها على ما ذكرنا، لكن الضم حسن ههنا لشيء آخر، وهو انضمام ما بعده، وذاك هو الكاف في {امْكُثُوا}وهم يثبتون في نحوه حركة الإتباع، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}مكسورة الهاء في السورتين.
والوجه أنه هو القياس الذي ذكرناه، وذاك أن هذه الهاء إذا انكسر ما قبلها كسرت وألحقت بها الياء نحو بهي، وقد مضى مثله). [الموضح: 829]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)

قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أنا ربّك)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أنّي أنا ربّك) مفتوحة الألف والياء، وقرأ الباقون (إنّي أنا ربّك) بكسر الألف.
أوقع النداء على (أنّي) وعلى موسى، ومن كسر الألف فعلى أن النداء واقع على موسى عليه السلام وحده.
قال أبو منصور: المعنى: نادى بأني أنا ربّك). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (طوًى)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (طوى. اذهب) غير مجراتين.
وقرأ الباقون (طوًى) منونًا في السورتين.
قال أبو إسحاق: من نوّن (طوًى) فهو اسم الوادي، وهو مذكر سمي بمذكر، اسم على (فعل)، نحو: نغرٍ، وصرد، ومن لم ينون ترك صرفه من جهتين:
إحداهما: أن يكون معدولاً عن (طاوٍ) إلى (طوًى) فيصير مثل: عمر المعدول عن عامر، ولا ينصرف كما لا ينصرف عمر.
والجهة الأخرى: أن يكون اسما للبقعة، وهي مؤنثة، كما قال: (في البقعة المباركة من الشّجرة).
وقال أبو إسحاق: من قرأ (أنّي أنا ربّك) فالمعنى: نودي بأني أنا ربك، وموضع (أنّي) نصا.
ومن قرأ (إنّي) بالكسر فالمعنى: نودي يا موسى فقال الله جلّ ثناؤه: (إنّي أنا ربّك) ). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله: (بالواد المقدّس) فقد اتفقوا كلّهم على أنه بغير ياء في وصل ولا وقف، إلا الكسائي فإنه وقف بياء، وكذلك الحضرمي. وكله جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/162]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {إني أنا ربك} [12].
فتح أبو عمرو وابن كثير الهمزة والياء، فموضعه نصب على هذه القراءة نودي أني أنا ربك وبأني أنا ربك.
وقرأ الباقون {إني} جعلوه مستأنفًا، فـ «أن» على هذه القراءة حرف نصب لا موضع له.
وقوله تعالى: {لأهله امكثوا} [10].
قرأ حمزة وحده ها هنا وفي (القصص): {لأهله امكثوآ} بضم الهاء. فمن ضم الهاء فعلى أصل الكلمة. ومن كسر فلمجاورة الكسرة، وقد أحكمنا ذلك في أول (البقرة).
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/28]
وقر الباقون بكسر ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله [تعالى]: {طوى} [12].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بالإجراء
{طوى (12) وأنا اخترتك} [12، 13].
وقرأ الباقون {طوى} غير مجراة. وكذلك في (النازعات) فمن أجرى {طوى} جعله اسم واد مذكرًا. ومن لم يجره جعله اسم أرض. كما أن حنينًا مصروف اسم جبل. وبعضهم ترك صرفه حيث جعله اسم أرض، قال الشاعر:-
نصروا نبيهم وشدوا ازره = بحنين يوم تواكل الأبطال
وحراء: اسم جبل، مصروف ممدود. والشاعر ترك صرفه حيث جعله اسم بقعة. ويقال: البقعة، وهو اجود وانشد:-
السنا أكرم الثقلين رحلاً = وأعظمه ببطن حراء نارا
وقال الأعشى:-
وتدفن منه الصالحات وإن يسيء = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
فلم يصرف، كبكب: وهو اسم جبل.
وقال آخرون: «طوى» لا ينصرف؛ لأنه معدول عن طاو مثل عامر وعمر. وليس في كلام العرب اسم معدول من فاعل إلى فعل من ذوات الياء إلا هذا. والاختيار عند أكثر النحويين ترك الصرف، لأنها رأس آية، وهي مع آيات غير منونة نحو {موسى} [9] و{استمع لما يوحى} [13] وكذلك {طوى}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء أن بعضهم كسر الطاء، وأجرى {طوى (12) وأنا اخترتك}.
قال أبو عبد الله: وقد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ: {طاوي وأنا اخترتك} فهذه تؤيد من زعم أنه معدول، وهي قراءة رابعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عز وجل: يا موسى إني أنا ربك [طه/ 11، 12].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أنّي) بفتح الألف والياء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إني بكسر الألف، وفتح نافع الياء.
من كسر فلأن الكلام حكاية، كأنه نودي فقيل: يا موسى إنّي أنا ربك، والكسر أشبه بما بعد مما هو حكاية، وذلك قوله: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، وقوله: وأنا اخترتك [طه/ 13]، فهذه كلّها حكاية، فالأشبه أن يكون قوله: إني أنا ربك كذلك أيضا.
ومن فتح كان المعنى: نودي بكذا، ونادى قد يوصل بحرف الجر، قال:
ناديت باسم ربيعة بن مكدم... أنّ المنوه باسمه الموثوق
وقال:
ونادى بها ماء إذا ثار ثورة المعنى: ونادى بندائها ماء، فقوله: ماء قد وقع النداء عليه، ومن الناس من يعمل هذه الأشياء التي هي في المعنى قول، كما يعمل
[الحجة للقراء السبعة: 5/218]
القول ولا يضمر القول معها، وينبغي أن يكون في نودي ضمير يقوم مقام الفاعل، لأنه لا يجوز أن يقوم واحد من قولك: يا موسى ولا إني أنا ربك مقام الفاعل لأنها جمل، والجمل لا تقوم مقام الفاعل، فإن جعلت الاسم الذي يقوم مقام الفاعل موسى، لأن ذكره قد جرى كان مستقيما). [الحجة للقراء السبعة: 5/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إجراء طوى [طه/ 12] وضمّ طائها.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (طوى وأنا) غير مجراة والطاء مضمومة وفي النّازعات [16، 17] مثله. وروى أبو زيد عن أبي عمرو: (طوى) وقال: هي أرض.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: طوى مجراة مضمومة الطاء.
حدّثنا الكندي، قال: حدثنا مؤمّل قال: حدّثنا إسماعيل عن ابن أبي نجيح قلت له: فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس، قال:
يقول: امض بقدميك إلى بركة الوادي، أظنه- يعني مجاهدا- طوى، مصروف وغير مصروف، فمن صرف فمن وجهين أحدهما:
أن يجعله اسم الوادي فيصرف لأنه سمّى مذكرا بمذكر. والوجه الآخر: أن يجعله صفة، وذلك في قول من قال: إنه قدّس مرّتين، فيكون طوى كقولك: ثنا، ويكون صفة كقولهم: مكانا سوى، وقوم عدى. وجاء في طوى الضم والكسر، كما جاء في قوله: (مكانا سوى) [طه/ 58] الكسر والضم، قال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/219]
أفي جنب بكر قطّعتني ملامة... لعمري لقد كانت ملامتها ثنا
أي: ليس هذا بأوّل ملامتها، وكذلك طوى وطوى. وقد أنشدوا:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم... وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
ثنانا مكسورة الثاء، أنشدناه محمد بن السري، وزعم أبو الحسن أن الضم في هذا لغة، وبالضم أنشد قول الشاعر: ترى ثنانا...
وقال: الثنى: هو الثاني.
قال أبو علي: ومعنى ثنى وثنى: الذين يثنى بهم بعد السادة، لأنهم قالوا للسيد: البدء، من حيث بدئ بهم فيما يهمّ من الأمور.
ومن لم يصرف احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون اسما لبقعة أو أرض، وهو مذكّر، فهو بمنزلة امرأة سمّيتها بحجر، ويجوز أن يكون معدولا كعمر. فإن قلت: إن عمر معدول عن عامر، وهذا الاسم لا يعرف عمّ عدل، بأنه لا يمتنع أن يقدر العدل عما لم يخرجوه إلى الاستعمال، ألا ترى أنّ جمع وكتع معدولتان عمّا لم يستعمل، وكذلك يكون طوى). [الحجة للقراء السبعة: 5/220]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يا موسى * إني أنا} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الهمزة، على إضمار حرف الجر، أي نودي بأنني أنا ربك، فـ «أن» في موضع نصب، فحذف حرف الجر، أو في موضع خفض، على إعمال الحرف لكثرة حذفه مع «أن» وقرأ الباقون بكسر الهمزة، لأنهم لما رأوا الكلام حكاية أضمروا القول، فكسروا «إن» بعد القول على الحكاية، تقديره: نودي موسى، فقيل له: إني أنا ربك، وقيل: إنه كسر على الاستئناف؛ لأن النداء، وقع على موسى، ثم استأنف {إني} فأما ما ذكرناه في التبصرة من {الواد} و{واد النمل} فالمفعول به لا يوقف عليه؛ لأنه غير تمام ولا قطع، فإن اضطر مضطر، فوقف عليه، وقف بغير ياء اتباعًا للمصحف، ويحمل الوقف على الوصل ولأنها لغة مشهورة، يقولون: هو القاضِ والغازِ. فيقفون بغير ياء، والاختيار الكسر في {إني} لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {طوى} قرأه الكوفيون وابن عامر بالتنوين، ومثله في النازعات وقرأهما الباقون بغير تنوين.
وحجة من نونه أنه جعله اسمًا لـ {الوادي} فأبدله له منه فصرفه في المعرفة والنكرة، لأنه سمى مذكرًا بمذكر.
5- وحجة لم ينونه أنه جعله اسمًا للبقعة والأرض، فيكون قد سمى مؤنثًا بمذكر، فلا ينصرف في المعرفة، لانتقاله من الخفة إلى الثقف وللتعريف، وقد يجوز أن يكون معدولًا كعمر، وإن كان لا يعرف عن أي شيء عدل كما أن «كُتَع وجُمَع» معدولان، ولم يستعمل ما عدلا عنه وقد قيل: إن {طوى} معدول عن «طاو» كعمر عن عامر، والقراءتان حسنتان غير أني أوثر ترك الصرف، لأن الحرميين وأبا عمرو عليه، واختار أبو عبيد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
التنوين، وخالفه ابن قتيبة، فاختار ترك التنوين، قال: لأنه اسم الوادي، وهو معدول كعمر وزفر، قال: ولأن بعض رؤوس الآي غير منونة، وهي رأس آية، فيجب أن تتبع رؤوس بعض الآي بعضًا على مثال واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أنِّي أَنَارَبُّكَ}[آية/ 12] بفتح الألف من {أنِّي}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن المعنى نودي بأني أنا ربك؛ لأن هذا الفعل يستعمل بالباء، يقال ناديت فلانًا بذلك، قال الشاعر:
[الموضح: 829]
87- ناديت باسم ربيعة ابن مكدم= أن المنوه باسمه الموثوق
وقرأ الباقون {إنِّي أَنَارَبُّكَ}بكسر الألف.
والوجه أنه على الحكاية؛ لأن النداء يتضمن معنى القول، والتقدير في نودي: وقيل له إني أنا ربك، فهو حكاية، كما أن ما بعده حكاية، وهو قوله: {وأَنَا اخْتَرْتُكَ} ). [الموضح: 830]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {طُوًى}[آية/ 12] غير منونة:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب، وكذلك في النازعات.
والوجه أنه اسم بقعة أو أرض فهي مؤنثة في المعنى، فلا تنصرف للتعريف والتأنيث، وهي من المؤنث الذي سمي باسم مذكر، نحو امرأة سميتها بحجر، فلا ينصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًى}معدولاً نحو عمر، فيكون الاسم معدولاً عن طاوٍ، وإن لم يستعمل ما عدل عنه، ألا ترى أن جمع وكتع
[الموضح: 830]
معدولتان وإن لم يستعمل ما عدلتا عنه.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {طُوًىً}بالتنوين.
والوجه أنه اسم لمذكر، وهو الوادي أو المكان فصرف؛ لأنه ليس فيه سببان من الأسباب المانعة من الصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًىً}صفة كقولهم: مكان سوى وسوى، أي بين موضعين، وهذا ثنى وثنى، أي مثنى، فمعنى {طُوًىً}على هذا: أنه قدس مرتين). [الموضح: 831]

قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنا اخترتك)
قرأ حمزة وحده (وأنّا اخترناك) بتشديد النون بالألف.
وقرأ الباقون (وأنا اخترتك) مخففًا بالتاء.
قال أبو منصور: ومن قرأ (وأنّا اخترناك) فالمعنى: ناداه الله بأنا اخترناك، على جمع (أنّا) كما أن الملك من ملوك العرب يقول: إنا فعلنا كذا وكذا بأنصاره.
ومن قرأ (وأنا اخترتك) فالاختيار لله وحده، لم يشرك في اختياره أحدًا). [معاني القراءات وعللها: 2/144]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وأنا اخترتك} [13].
قرأ حمزة وحده {وأنا اخترتك} واحتج بما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد عن الكسائي. قال: في حرف أبي: {وأني اخترتك} فمن قرأ {وأنا} فموضعه رفع بالابتداء، ومن قرأ {وأنا} فالأصل: أننا، فالنون والألف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
نصب بـ «أن»، و«أن» مع ما بعدها في موضع نصبٍ {نودي ......... أنا اخترنك} ولا أنا اخترناك.
وأما قراءة أبي «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «أن» فاعرف ذلك.
وقرأ الباقون: {وأنا اخترتك} على لفظ الواحد لقوله: {إني أنا الله} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/31]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والنون من قوله عز وجل: وأنا اخترتك [طه/ 13].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر والكسائي: وأنا خفيف اخترتك بالتاء بغير ألف.
وقرأ حمزة (وأنّا) النون مشددة (اخترناك) بألف ونون قال أبو علي: الإفراد زعموا أكثر في القراءة، وهو أشبه بما قبله من قوله: إني أنا ربك ووجه الجمع: أن نحو ذلك قد جاء نحو قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثم قال: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ 2]. وزعموا أنّه قراءة الأعمش، وزعموا أنه في حرف أبيّ: (وأنّي اخترتك) فهذا يقوي الوجه الأول). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {وأنا اخترتك} قرأه حمزة «وأنا اخترناك» على لفظ الجمع في الكمتين للتعظيم لله والمبالغة في الإجلال له، وقد مضى له نظائر، وقرأ الباقون بالتاء ولفظ {أنا} على لفظ الواحد، ردوه على ما قبله من لفظ التوحيد في قوله: {إني أنا ربك} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وأَنَا}بفتح الألف وتشديد النون، {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف [آية/ 13]:
قرأهما حمزة وحده.
والوجه أن قوله {وأَنَا}عطف على قوله تعالى {أنِّي أَنَارَبُّكَ}، والكل من صلة {نُودِيَ}، والمعنى نودي بأني أنا ربك وبأنا اخترناك.
[الموضح: 831]
وفي قراءة الأعمش {وأَنَي اخْتَرْتُكَ}بفتح الألف والياء.
وأما {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف على لفظ الجمع؛ فلأن المعنى في {اخْتَرْتُكَ} و{اخْتَرْنَاكَ}واحد في أن الفاعل هو الله تعالى، ومجيء هذا على لفظ الجمع بعد قوله تعالى {إنِّي أَنَارَبُّكَ}وهو على لفظ الوحدة جائز، كما استشهدنا به من قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}وقوله بعده {وآتَيْنَا}.
وقرأ الباقون {وأَنَا}مخففة {اخْتَرْتُكَ}بالتاء على الوحدة.
وهو أليق بما قبله من قوله {إنِّي أَنَارَبُّكَ}، ولهذا كانت القراءة به أكثر). [الموضح: 832]

قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّني أنا اللّه)
حرّك الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لذكري إنّ السّاعة)
فتح الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]

قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير، ورويت عن الحسن ومجاهد: [أَخْفِيهَا]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: أَخْفَيْت الشيءَ: كتمْته، وأظهرته جميعا وخَفَيْتُه بلا ألف: أظهرتُه البتة. فمن ذلك قراءة من قرأ: {أُخْفِيهَا}. قالوا: معناه أُظْهِرُها. قال أبو علي: الغرض فيه أزيل عنها خفاءها، وهو ما تلف فيه القربة ونحوها: من كساء، وما يجري مجراه، قال: وعليه قول الشاعر:
لَقَدْ عَلِمَ الأيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى ... تَزَجُّجَهَا مِنْ حَالِكٍ واكْتِحَالِهَا
قال: أراد الأيقاظ عيونا، فجعل العين كالخِفاء للنومِ؛ لأنها تستره، قال: مِن ألفاظ السلب: فأخفيتُه: سَلَبْتُ عنه خِفاءه، وإذا زال عنه ساتره ظهر لا محالة، ومثله من السلب: أشكيْتُ الرجل: إذا أزلتَ عنه ما يشكُوه، وقد سيق نحو هذا وحديثُ السلب في اللغة.
فأما [أَخْفِيهَا] بفتح الألف فإنه أُظهرها. قال امرؤ القيس:
[المحتسب: 2/47]
خَفَاهُنَّ مِن أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّما ... خَفَاهُنَّ وَدْقُ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلّب
فهذا إذًا أكاد أُظهرها، وقيل: أكادُ أخفيها من نفسي. وفي هذا ضرب من التصوف وقيل: أكاد أخفيها: أريد أخفيها، وأنشد أبو الحسن شاهدا له:
كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ ... لَوْ عَادَ مِن لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى
فكأنه قال: أرادت وأردت: لقوله: وتلك خير إرادة. وقيل: أكاد هنا زائدة. أي: أخفيها وأنشدوا فيه لحسان:
وتَكَادُ تَكْسَلُ أنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا ... فِي جِسْمِ خَرعَبَة وَحُسْنِ قَوَام
فإذا كان [أَخْفِيها] بالفتح أو {أُخْفِيها} بمعنى أظهرها فاللام في قوله: {لِتُجْزَى} معلَّقةٌ بنفس {أخفيها}، ولا يحسن الوقف دونها.
وإذا كان من معنى الإخفاء والستر فاللام متعلقة بنفس {آتية}. أي: إن الساعة آتية لِتُجْزَى كل نفس بما تسعى، أكاد أخفيها. فالوجه أن تقف بعد {أخفيها} وقفة قصيرة. أما الوقفة فلئلا يظن أن اللام معلَّقةٌ بنفس [أخفيها]، وهذا ضِد المعنى، لأنها إذا لم تظهر لم يكن هناك جزاء، إنما الجزاء مع ظهورها. فأما قصر الوقفة فلأن اللام متعلقة بنفس [آتية]، فلا يحسن إتمام الوقف دونها؛ لاتصال العامل بالمعمول فيه. وهذه الوقفة القصيرة ذكرها أبو الحسن، وما أحسنَها وألطفَ الصنعةَ فيها! ). [المحتسب: 2/48]

قوله تعالى: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (17) إلى الآية (23) ]
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}


قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)}

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولي فيها مئارب أخرى)
فتح الياء حفص والأعشى عن أبي بكر). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو -بخلاف عنهما: [هِيَ عَصَايِ] بكسر الياء، مثل غلامي.
[المحتسب: 2/48]
وقرأ: [عَصَايْ] ابن أبي إسحاق أيضا.
قال أبو الفتح: كسر الياء في نحو هذا ضعيف؛ استثقالا للكسرة فيها وهربا إلى الفتحة، [كَهُدَايَ] و[يابُشْرَايَ]، إلا أن للكسرة وجها ما.
وذلك أنه قد قرأ حمزة: [مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيِّ]، فكسر الياء لالتقاء الساكنين مع أن قبلها كسرة وياء، والفتحة والألف في [عصايِ] أخف من الكسرة والياء في [مصرخِيِّ]. وروينا عن قطرب وجماعة من أصحابنا:
قالَ لَهَا هَلْ لَكَ يَا تَافِيِّى
أراد "فِيّ"، ثم أشبع الكسرة للإطلاق، وأنشأ عنها ياء نحو منزلي وحوملي، وروينا عنه أيضا:
عَلَىِّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بَعْدَ نِعْمَةٍ ... لِوَالِدِهِ لَيْسَتْ بِذَاتِ عَقَارِبِ
وروينا عنه أيضا:
إنَّ بَنِيِّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ
وقول ابن مجاهد: مثل غلامي لا وجه له؛ لأن الكسرة في ياء [عصايِ] لالتقاء الساكنين، والكسرة في ميم "غلامي" هي التي تحدثها ياء المتكلم. أفترى أن في "عصايِ" بعد ياء المتكلم
[المحتسب: 2/49]
ياء له أخرى حتى يكون للمتكلم ياءان؟ وهذا محال، وإنما غرضه أن الياء في "عصايِ" مكسور كما أن ميم غلامي مكسورة، وأساء التمثيل على ما ترى). [المحتسب: 2/50]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة، [وَأَهُسُّ] بالسين.
وقرأ إبراهيم: [وَأَهِشُّ]، بكسر الهاء، وبالشين.
قال أبو الفتح: أما [أَهِشُّ]، بكسر الهاء، وبالشين معجمة فيحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون: أَمِيل بها على غنمي، إما لسوقها. وإما لتكسير الكلأ لها بها، كقراءة من قرأ: {أهُشُّ} بضم، الشين معجمة، يقال: هشَّ الخبزُ يهشُّ: إذا كان جافا يتكسر لهشاشته.
والآخر أن يكون أراد {أهُشُّ} بضم الهاء، أي أكسر بها الكلأ لها؛ فجاء به على "فَعَلَ يفْعِل" وإن كان مضاعفا ومتعديا. فقد مر بنا نحو ذلك، منه: هَرَّ الشيءَ يَهِرُّه: إذا كرهه، ومنه قول عنترة:
حَتَّى تَهِرُّوا الْعَوَالِيَا
أي: تكرهوها، وهو من قول قيس بن ذّرِيح:
نَهَارِي نَهَارُ الناسِ حَتَّى إِذَا بَدَا ... لِيَ اللَّيلُ هَرَّتْنِي إلَيْك الْمَضَاجِعُ
أي: كرهْتني، فنبَتْ بِي، وهزَّتْنِي بالزاي تصحيفٌ عندهم، ومثله: حَبَّ الشَّيءَ يَحِبُّه
[المحتسب: 2/50]
بكسر الحاء ألبتة. ولم يضموها، وغذّ العرقُ الدمَ يغِذُّه ويغُذُّه، وتمَّ الحديث يتِمُّه ويتُمُّه، وشَدَّ الحبل يشِدُّه ويشُدُّه. في أحرف سوى هذه. وكذلك يكون "أهش" كقراءة من قرأ: {أهُشُّ}، بضم الهاء، والشين معجمة.
وأما [أهُسُّ] بالسين غير معجمة فمعناه أسوق: رجل هساس. أي: سواق.
فإن قلت: فكيف قال: [أهسُّ بها على غنمي]؟، وهلا قال: أهسُّ بها غنمي. كقولك: أسوق بها غنمي؟
قيل: لما دَخَلَ السَّوقَ معنى الانتحاءِ لها والميل بها عليها استعمل معها "على"، حملا على المعنى، وقد ذكرنا من هذا فيما مضى صدرا صالحا. ومن ذلك قولهم: كفى بالله أي كفى الله. إلا أنهم زادو الباء حملا على معناه؛ إذ كان في معنى اكتف بالله. ولذلك قالوا حسبك به لما دخله معنى اكتف به. ولذلك أيضا حذفوا خبره في قولهم: حسبك لما دخله معنى اكتف، والفعل لا يخبر عنه, ونظائره كثيرة جدا). [المحتسب: 2/51]

قوله تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)}

قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)}

قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)}

قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)}

قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (24) إلى الآية (36) ]
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}
قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويسّر لي أمري (26)
فتحها نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]

قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)}
قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أخي (30) اشدد... (31)
حرّك ابن كثير وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)
قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32)
قرأ ابن عامر (أشدد) (وأشركه في أمري) بالألف فيهما، ألف المخبر عن نفسه، على جواب المجازاة.
وقرأ الباقون (أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32).
وهذا على الدعاء، كأنه قال: يا اللّه: اشدد بأخي أزري، وأشركه في أمري.
ومن قرأ (أشدد به أزري - واشركه في أمرى) فالمعنى أن تجعل لي أخي وزيرًا أشدد به أزري، وأشركه في أمري. على جواب الجزاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/144]
واختلف أهل العربية في (الأزر) فقال بعضهم: الأزر: الظهر، كأنه قال: اشدد به ظهري - وقيل: الأزر: القوة - المعنى: اشدد به قوتي). [معاني القراءات وعللها: 2/145] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {هارون أخي * اشدد} [30، 31].
قرأ ابن عامرٍ وحده {أشدد} بفتح الألف وقطعه.
{وأشركه في أمري} بضم الألف كأن موسى عليه السلام يخبر عن نفسه. والفعل له كما تقول: زرني أنفعك، وأكرمك. وإنما أنجزم الفعلان، لأن جواب الأمر جواب شرطٍ وجزاء مقدر.
فإن قيل: لم فتح الألف في {أشدد به} وضم في {أشركه}؟
فقل: إذا كان ثلاثيًا، كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا، وإذا كان الفعل رباعيًا كان الألف مضمومًا، ألا ترى أنك تقول: شد يشد وأشرك يشرك.
وقرأ الباقون {أخي آشدد} بوصل الألف، وإذا ابتدأت به قلت: {أشدد} بضم الألف تجعله دعاء. أي: يا رب أشدد أنت به أزري أي: ظهرى، وأشركه في أمرى بفتح الألف، كما تقول: أكرمه، والفعل الرباعي ألفه مفتوحة في الأمر، والثلاثي ألفه مضمومة ومكسورة نحو {اركب معنا}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/31]
{اضرب بعصاك} {ادخلوا مسكنكم} وهذا قد أحكمته في كتاب «الألفات».
وكان أبو عمرو وابن كثيرٍ يفتحان الياء في {أخي أشدد} والباقون يسكنون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/32]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن عامر وحده: (هارون أخي أشدد به) [طه/ 30، 31] مقطوعة مفتوحة، والياء ساكنة (وأشركه) الألف مضمومة على الجواب والمجازاة.
وقرأ الباقون: أخي اشدد به أزري. وأشركه في أمري مفتوحة على الدعاء، إلا أبا عمرو وابن كثير فإنهما فتحا الياء من أخي.
وقرأ نافع في رواية المسيبي وابن كثير: (وأشركهو في أمري) بزيادة واو في اللفظ.
[الحجة للقراء السبعة: 5/221]
وقرأ الباقون: وأشركه مضمومة الهاء من غير واو.
قال أبو علي: الوجه: الدعاء دون الإخبار، لأن ذلك معطوف على ما تقدّمه من قول: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري [طه/ 25، 26] فكما أن ذلك كلّه دعاء، فكذلك ما عطف عليه. وأما الإشراك فيبعد فيه الحمل على غير الدعاء، لأن الإشراك في النبوّة لا يكون إلا من الله سبحانه، اللهم إلا أن يجعل أمره شأنه الذي هو غير النبوة، وإنما ينبغي أن يكون النبوة، ألا ترى أنه قد جاء: اذهب إلى فرعون [النازعات/ 17] فقال: فأرسله معى ردءا يصدقني [القصص/ 34] فأما (أشدد به أزري) فحمله على الإخبار، وغير الدعاء أسهل، لأن الشدّ يكون من هارون لموسى.
وقال أبو عبيدة: اشدد به أزري أي: ظهري قال: يقولون آزرني أي: صار لي ظهرا، ويشبه أن يكون آزر لغة في وازر، كأكدت ووكدت، وآصدت وأوصدت وأرّخت وورّخت، ونحو ذلك، ولا يسوغ أن يحمل أشركه في أمري على غير السورة، لأنه قد جاء ما يعلم منه مسألة موسى لذلك، وذلك قوله: وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني، قال سنشد عضدك بأخيك [القصص/ 33، 34]. وقال:
بمحنية قد آزر الضّال نبتها... مضمّ جيوش غانمين وخيّب
[الحجة للقراء السبعة: 5/222]
كأن المعنى أن كلأها قد طال حتى صار في قوام الضال، ويدل على أن قول الجماعة غير ابن عامر أرجح أن قوله: كي نسبحك كثيرا [طه/ 33] كالجواب بعد هذه الأشياء التي سألها موسى ربّه، فينبغي أن يكون ذلك كلّه في جملة ما دعا به). [الحجة للقراء السبعة: 5/223]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {اشدد به أزري * واشركه} قرأ ابن عامر «أشدد» بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المخبر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم؛ لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، وقرأ {وأشركه} بضم الهمزة، جعلها ألف المتكلم أيضًا، في فعل رباعي، وهو مجزوم، عطف على {أشدد}، وقرأ الباقون «اشْدد» بوصل الألف، جعلوه طلبًا ودعاء، حملًا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غير معرب على مذهب سيبويه والبصريين، وقرؤوا بفتح الهمزة والقطع {وأشركه} على الطلب أيضًا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)

قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32)
قرأ ابن عامر (أشدد) (وأشركه في أمري) بالألف فيهما، ألف المخبر عن نفسه، على جواب المجازاة.
وقرأ الباقون (أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32).
وهذا على الدعاء، كأنه قال: يا اللّه: اشدد بأخي أزري، وأشركه في أمري.
ومن قرأ (أشدد به أزري - واشركه في أمرى) فالمعنى أن تجعل لي أخي وزيرًا أشدد به أزري، وأشركه في أمري. على جواب الجزاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/144]
واختلف أهل العربية في (الأزر) فقال بعضهم: الأزر: الظهر، كأنه قال: اشدد به ظهري - وقيل: الأزر: القوة - المعنى: اشدد به قوتي). [معاني القراءات وعللها: 2/145] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وأشركه في أمري} [32].
قرأ ابن كثيرٍ، والمسيبي عن نافع: {واشركهو} بواو بعد الهاء.
والباقون يختلسون الضمة. وقد رت عله ذلك فيما سلف فأغني عن الإعادة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/32]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {اشدد به أزري * واشركه} قرأ ابن عامر «أشدد» بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المخبر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم؛ لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، وقرأ {وأشركه} بضم الهمزة، جعلها ألف المتكلم أيضًا، في فعل رباعي، وهو مجزوم، عطف على {أشدد}، وقرأ الباقون «اشْدد» بوصل الألف، جعلوه طلبًا ودعاء، حملًا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غير معرب على مذهب سيبويه والبصريين، وقرؤوا بفتح الهمزة والقطع {وأشركه} على الطلب أيضًا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)

قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)}
قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)}
قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}
قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)}
قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)}
قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (على عيني (39) إذ (40)
حرّك الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولتصنع على عيني (39)
قرأ يعقوب وحده (ولتصنع عّلى عيني) مدغمة، ولم يدغم العين في العين إلا في هذا وحده،
وهو قول أبي عمرو إذا قرأ بالإدغام.
قال أبو منصور: القراءة المختارة (ولتصنع على عيني) بإظهار العين.
ومعناه ولتربّى بمرأى منّي). [معاني القراءات وعللها: 2/146]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: [وَلْتُصْنَعَ عَلَى] بجزم اللام والعين.
وقرأ: [ولِتَصْنَعَ]. بفتح التاء والعين. وكسر اللام -أبو نهيك.
قال أبو الفتح: ليس دخول لام الأمر هنا كدخولها في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن قرأها معه: [فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا] بالتاء. وفرق بينهما أن المأمور في [فلتفرحوا] مخاطب، وعرف ذلك وعادته أن يحذف حرف المضارعة فيه. كقولنا: قُمْ، وقعد، وخُذْ، وسِرّ، وبع، وأما "ولتصنع فإن المأمور غائب غير مخاطب. فإنما هو كقولنا: ولتعن بحاجتي. ولتوضع في تجارتك؛ لأن العاني بها والواضع فيها غيرهما. وهما المخاطبان. فهذا كقولك: ليضرب زيد ولتضرب هند.
[المحتسب: 2/51]
وأما قول الرجل لصاحبه: خذ طرفك ولآخذ طرفي، وقولهم: لنمش كلنا، ولنقم إلى فلان، ونحو ذلك فإنما جاء باللام لأنه لم يكدر أمر الإنسان نفسه، فلما قل استعماله لم يخفف بحذف اللام كما أمر المأمور الحاضر، فخفف نحو قم، سر، وبع، وخف، ونم.
وأما: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ففسره أحمد بن يحيى، أي: لتكون حركتك وتصرفك على عين مني، قال: ومعنى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، بضم التاء: لتربَّ وتغذى بمرأى مني). [المحتسب: 2/52]

قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (41) إلى الآية (48) ]
{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}


قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لنفسي (41) اذهب (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/145]
فتحها ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو.
وسائر القراء أرسلوهن، أعني الياءات). [معاني القراءات وعللها: 2/146]

قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}
قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)}
قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)}
قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيص: [أَنْ يُفْرَطَ] بفتح الراء:
قال أبو الفتح: هذا منقول من قراءة من قرأ: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا}، أي: يسبق ويسرع، فكأنه أن يفرطه مفرِط، أي: يحمله حامل على السرعة علينا وترك التأني بنا، فكأنه قال: أن يُحمل على العجلة في بابنا). [المحتسب: 2/52]

قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}
قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)}
قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة