قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ذلك الفوز العظيم) تام.
ومثله: (إلا بإذن الله) [11]، (وأنفقوا خيرا لأنفسكم) [16]).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/937]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فاحذروهم} كاف. {خيرًا لأنفسكم} تام. {ويغفر لكم} كاف). [المكتفى: 572]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({فاحذروهم- 14- ج} {فتنة- 15- ط} {لأنفسكم-16- ط} {ويغفر لكم- 17- ط}] {حليم- 17- لا} للبدل، لأن قوله: {عالم} بدل قوله: {حليم}).[علل الوقوف: 3/1021-1022]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (المؤمنون (تام) ومثله فاحذروهم وكذا غفور رحيم
فتنة (كاف)
عظيم (تام) روي أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي حذيفة بن اليمان يومًا فقال له عمر كيف أصبحت يا حذيفة فقال أصبحت أحبُّ الفتنة وأكره الحق وأقول ما ليس بمخلوق وأصلي بغير وضوء وأشهد بما لم أرو لي في الأرض ما ليس لله في السماء فغضب عمر فمضى حذيفة وتركه فأقبل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فرأى أثر الغضب في وجه عمر فقال له علي ما يغضبك يا أمير المؤمنين فقص عليه ما جرى له مع حذيفة فقال عليّ صدق حذيفة أليس أنَّه قال أحب الفتنة أصبح يحب المال والولد قال تعالى إنَّما أموالكم وأولادكم فتنة ويكره الموت وهو حق ويقرأ القرآن وهو ليس بمخلوق ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم على غير وضوء ويشهد أن لا إله إلاَّ الله
وهو لم يره وله في الأرض زوجة وبنون وليس لله تعالى زوجة ولا بنون
ما استطعتم (حسن) (تام) للابتداء بالشرط ومثله المفلحون
ويغفر لكم (كاف)
حليم (تام) إن جعل عالم مبتدأ وقوله العزيز خبره وكاف إن جعل خبر مبتدأ محذوف وكذا إن نصب بأغنى وليس بوقف إن جعل نعتًا لما قبله أو بدلاً منه أو خبرًا بعد خبر
آخر السورة (تام)). [منار الهدى: 395]
- أقوال المفسرين