العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:12 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة المنافقون [ من الآية (9) إلى الآية (11) ]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:14 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا أبو جنابٍ الكلبيّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: من كان له مالٌ يبلّغه حجّ بيت ربّه، أو يجب عليه فيه زكاةٌ، فلم يفعل، يسأل الرّجعة عند الموت، فقال رجلٌ: يا ابن عبّاسٍ، اتّق اللّه، فإنّما يسأل الرّجعة الكفّار؟ فقال: سأتلو عليك بذلك قرآنًا: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (9) وأنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق}، إلى قوله: {واللّه خبيرٌ بما تعملون} قال: فما يوجب الزّكاة؟ قال: إذا بلغ المال مائتين فصاعدًا. قال: فما يوجب الحجّ؟ قال: الزّاد والبعير.
حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن يحيى بن أبي حيّة، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه. هكذا روى سفيان بن عيينة، وغير واحدٍ هذا الحديث عن أبي جنابٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قوله، ولم يرفعه، وهذا أصحّ من رواية عبد الرّزّاق، وأبو جنابٍ القصّاب، اسمه: يحيى بن أبي حيّة وليس هو بالقويّ في الحديث). [سنن الترمذي: 5/275-276]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}.
يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {لا تلهكم أموالكم} يقول: لا توجب لكم أموالكم ولا أولادكم اللّهو عن ذكر اللّه، وهو من: ألهيته عن كذا وكذا، فلها هو يلهو لهوًا؛ ومنه قول امرئ القيس:
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضعٍ = فألهيتها عن ذي تمائم محول.
وقيل: عني بذكر اللّه جلّ ثناؤه في هذا الموضع: الصّلوات الخمس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ، عن ثابتٍ، عن الضّحّاك، {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه} قال: الصّلوات الخمس.
وقوله: {ومن يفعل ذلك} يقول: ومن يلهه ماله وأولاده عن ذكر اللّه {فأولئك هم الخاسرون} يقول: هم المغبونون حظوظهم من كرامة اللّه ورحمته تبارك وتعالى). [جامع البيان: 22/670-671]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 9 - 11.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} قال: هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة المفروضة الخمس). [الدر المنثور: 14/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت، فقال له رجل: يا ابن عباس اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكفار فقال: سأتلوا عليكم بذلك قرآنا {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} إلى آخر السورة). [الدر المنثور: 14/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} الآية قال: هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه ولم يحج منه ولم يعط حق الله منه يسأل الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكي قال الله: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها}). [الدر المنثور: 14/507-508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك في قوله: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} قال: عن الصلوات الخمس وفي قوله: {وأنفقوا من ما رزقناكم} قال: يعني الزكاة والنفقة في الحج). [الدر المنثور: 14/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء في قوله: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} قال: الصلاة المفروضة). [الدر المنثور: 14/508]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا أبو جنابٍ الكلبيّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: من كان له مالٌ يبلّغه حجّ بيت ربّه، أو يجب عليه فيه زكاةٌ، فلم يفعل، يسأل الرّجعة عند الموت، فقال رجلٌ: يا ابن عبّاسٍ، اتّق اللّه، فإنّما يسأل الرّجعة الكفّار؟ فقال: سأتلو عليك بذلك قرآنًا: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (9) وأنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق}، إلى قوله: {واللّه خبيرٌ بما تعملون} قال: فما يوجب الزّكاة؟ قال: إذا بلغ المال مائتين فصاعدًا. قال: فما يوجب الحجّ؟ قال: الزّاد والبعير.
حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن يحيى بن أبي حيّة، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه. هكذا روى سفيان بن عيينة، وغير واحدٍ هذا الحديث عن أبي جنابٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قوله، ولم يرفعه، وهذا أصحّ من رواية عبد الرّزّاق، وأبو جنابٍ القصّاب، اسمه: يحيى بن أبي حيّة وليس هو بالقويّ في الحديث). [سنن الترمذي: 5/275-276] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين (10) ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها واللّه خبيرٌ بما تعملون}.
يقول تعالى ذكره: {وأنفقوا} أيّها المؤمنون باللّه ورسوله من الأموال الّتي رزقناكم {من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول} إذا نزل به الموت: يا ربّ هلاّ أخّرتني فتمهل لي في الأجل إلى أجلٍ قريبٍ {فأصّدّق} يقول: فأزكّي مالي {وأكن من الصّالحين} يقول: وأعمل بطاعتك، وأؤدّي فرائضك.
وقيل: عنى بقوله: {وأكن من الصّالحين} وأحجّ بيتك الحرام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس وسعيد بن الرّبيع، قال سعيدٌ، حدّثنا سفيان وقال يونس: أخبرنا سفيان، عن أبي جنابٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما من أحدٍ يموت ولم يؤدّ زكاة ماله ولم يحجّ إلاّ سأل الكرّة، فقالوا: يا أبا عبّاسٍ لا تزال تأتينا بالشّيء لا نعرفه؛ قال: فأنا أقرأ عليكم في كتاب اللّه: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدق}. قال: أؤدّي زكاة مالي {وأكن من الصّالحين} قال: أحجّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي سنانٍ، عن رجلٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما يمنع أحدكم إذا كان له مالٌ يجب عليه فيه الزّكاة أن يزكّي، وإذا أطاق الحجّ أن يحجّ من قبل أن يأتيه الموت، فيسأل ربّه الكرّة فلا يعطاها، فقال رجلٌ: أما تتّقي اللّه، يسأل المؤمن الكرّة؟ قال: نعم، أقرأ عليكم قرآنًا، فقرأ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه}. فقال الرّجل: فما الّذي يوجب عليّ الحجّ؟ قال: راحلةٌ تحمله، ونفقةٌ تبلّغه.
- حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسديّ وفضالة بن الفضل، قال عبّادٌ: أخبرنا بزيعٌ أبو خازمٍ، مولى الضّحّاك وقال فضالة: حدّثنا بزيعٌ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله: {لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدق} قال: فأتصدّق بزكاة مالي {وأكن من الصّالحين}. قال: الحجّ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه}. إلى آخر السّورة: هو الرّجل المؤمن نزل به الموت وله مالٌ كثيرٌ لم يزكّه، ولم يحجّ منه، ولم يعط منه حقّ اللّه يسأل الرّجعة عند الموت فيزكّي ماله، قال اللّه: {ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه}. إلى قوله: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت}. قال: هو الرّجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مالٌ لم يزكّه ولم يحجّ منه، ولم يعط حقّ اللّه فيه، فيسأل الرّجعة عند الموت ليتصدّق من ماله ويزكّي، قال اللّه {ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {فأصّدّق وأكن من الصّالحين} قال: الزّكاة والحجّ.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {وأكن من الصّالحين} فقرأ ذلك عامّة قرأة أهل الأمصار غير ابن محيصنٍ وأبي عمرٍو: {وأكن} جزمًا عطفًا بها على تأويل قوله: {فأصّدّق} لو لم تكن فيه الفاء، وذلك أنّ قوله: {فأصّدّق} إذ لم تكن فيه الفاء كان جزمًا. وقرأ ذلك ابن محيصنٍ وأبو عمرٍو: (وأكون) بإثبات الواو ونصب (وأكون) عطفًا به على قوله: {فأصّدّق} فنصب قوله (وأكون) إذ كان قوله: {فأصّدّق} نصبًا.
والصّواب من القول في ذلك: أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/671-673]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: من كان له مالٌ يبلّغه حجّ بيت ربّه أو يجب عليه فيه زكاةٌ، فلم يفعل، سأل الرّجعة عند الموت، فقال رجلٌ: يا ابن عبّاسٍ، اتّق الله، فإنما يسأل الرجعة الكفّار، قال: سأتلو عليك بذلك قرآناً {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (9) وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين (10) ولن يؤخّر اللّه نفساً إذا جاء أجلها واللّه خبيرٌ بما تعملون} [المنافقون: 9- 11] قال: فما يوجب الزّكاة؟ قال: إذا بلغ المال مائتين فصاعداً، قال: فما يوجب الحجّ؟ قال: الزّاد والبعير. أخرجه الترمذي.
وفي رواية له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، قال: والأول أصح). [جامع الأصول: 2/394-395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأصدق} قال: أزكي {وأكن من الصالحين} قال: احج). [الدر المنثور: 14/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن عن عاصم أنه قرأ {فأصدق وأكن من الصالحين} قال: أحج). [الدر المنثور: 14/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعن الحسن عن عاصم أنه قرأ {فأصدق وأكن من الصالحين} بالواو). [الدر المنثور: 14/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال: القراءة سنة من السنن فاقرؤوا القرآن كما اقرئتموه (إن هذان لساحران) (سورة طه الآية 63) {فأصدق وأكن من الصالحين}). [الدر المنثور: 14/509]

تفسير قوله تعالى: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها}. يقول: لن يؤخّر اللّه في أجل أحدٍ فيمدّ له فيه إذا حضر أجله، ولكنّه يخترمه. {واللّه خبيرٌ بما تعملون} يقول: واللّه ذو خبرةٍ وعلمٍ بأعمال عبيده هو بجميعها محيطٌ، لا يخفى عليه شيءٌ، وهو مجازيهم بها، المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته). [جامع البيان: 22/673]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} حضهم الله على إدامة الذكر له وأن لا يضنوا بأموالهم فقال: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين}). [معاني القرآن: 5/177]

تفسير قوله تعالى:{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأصّدّق وأكن مّن الصّالحين...} يقال: كيف جزم (وأكن)، وهي مردودة على فعل منصوب؟فالجواب في ذلك أن -الفاء- لو لم تكن في أصدق كانت مجزومة، فلما رددت (وأكن)، ردّت على تأويل الفعل لو لم تكن فيه الفاء، ومن أثبت الواو ردّه على الفعل الظاهر فنصبه، وهي في قراءة عبد الله، "وأكون من الصالحين".
وقد يجوز نصبها في قراءتنا، وإن لم تكن فيها الواو؛ لأن العرب قد تسقط الواو في بعض الهجاء، كما أسقطوا الألف من سليمن وأشباهه، ورأيت في بعض مصاحف عبد الله: فقولا: فقلا بغير واو). [معاني القرآن: 3/160]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فيقول ربّ لولا أخّرتني} مجازها: هلا.
{فأصّدّق} نصبت على جواب بالفاء للاستفهام منصوب تقول: من عندك فآتيك، هلا فعلت هذه كذا وكذا فأفعل كذا وكذا ثم تبعتها {وأكن من الصّالحين} بغير الواو قال أبو عمرو: وأكون من الصالحين " وذهبت الواو من الخط كما يكتب أو جاد أبجد هجاء، قال آخرون: يجوز الجزم على غير موالاةٍ ولا شركة "وأكون " ولكنه أشركه في الكلام الأول كأنه قال "هلا أخرتني أكن"، فهذه الفاء شلاركة في موضع الفاء الأولى والفاء الأولى التي في " فأصدق " في موضع الجزم قال:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها = خطانا إلى أعدائنا فنضارب). [مجاز القرآن: 2/259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} أكثر القرّاء يقرؤون فأصدق أكن بغير واو. واعتلّ بعض النحويين في ذلك بأنها محمولة على موضع فأصّدّق، لو لم يكن فيه الفاء، وموضعه جزم، وأنشد:
فأبلوني بَلِيَّتكم لعلّي = أصالحكم وأستدرجْ نويّا
فجزم وأستدرج، وحمله على موضع أصالحكم لو لم يكن قبلها (لعلّي) كأنه قال: فأبلوني بليتكم أصالحكم وأستدرج.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: (فأصدق وأكون) بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو، كما تسقط حروف المد واللين في (كلمون) وأشباه ذلك.
وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها.
فإن كانت على مذاهب النحويين فليس هاهنا لحن بحمد الله.
وإن كانت خطأ في الكتاب، فليس على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم، جناية الكاتب في الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن، لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة المصحف من طريق التّهجّي: فقد كتب في الإمام: (إن هذان لساحران) بحذف ألف التثنية.
وكذلك ألف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان، مثل: قال رجلن و{فَآَخَرَنِ يَقُومَانِ } وكتبت كتّاب المصحف: الصلاة والزكوة والحيوة، بالواو، واتّبعناهم في هذه الحروف خاصة على التّيمّن بهم، ونحن لا نكتب: (القطاة والقناة والفلاة) إلا بالألف، ولا فرق بين تلك الحروف وبين هذه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (10- {لولا أخرتني}: هلا). [غريب القرآن وتفسيره: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين} أي من قبل أن يعاين ما يعلم معه أنه ميت.
{فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين} فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين وقرئت (فأصّدّق وأكون من الصالحين)، فجاء في التفسير أنه ما قصّر أحد في الزكاة أو في الحج إلا سأل الكرة؛ فمن قال (فأصّدّق وأكن من الصّالحين).(فأصّدّق) جواب (لولا أخّرتني) ومعناه هلّا أخّرتني.
وجزم (وأكن) على موضع (فأصّدّق)، لأنه على معنى إن أخرتني أصّدّق وأكن من الصالحين.
ومن قرأ وأكون فهو على لفظ (فأصّدّق) وأكون). [معاني القرآن: 5/177-178]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَوْلَا}: هلا). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:47 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألت الخليل عن قوله عز وجل: {فأصدق وأكن من الصالحين} فقال: هذا كقول زهير:

بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى = ولا سابقٍ شيئاً إذا كان جائيا
فإنما جروا هذا لأن الأول قد يدخله الباء فجاءوا بالثاني وكأنهم قد أثبتوا في الأول الباء فكذلك هذا لما كان الفعل الذي قبله قد يكون جزماً ولا فاء فيه تكلموا بالثاني وكأنهم قد جزموا قبله فعلى هذا توهموا هذا). [الكتاب: 3/100-101]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن قولك: أقسمت لأفعلن وأقسمت لا تفعل بمنزلة قولك: قلت: والله لا تفعل، وقلت: والله لتفعلن.
واعلم أنك إذا أقسمت على فعل ماضٍ، فأدخلت عليه اللام لم تجمع بين اللام والنون؛ لأن الفعل الماضي مبني على الفتح غير متغيرة لامه، وإنما تدخل النون على ما لم يقع كما ذكرت. فلما كانت لا تقع لما يكون في الحال كانت من الماضي أبعد. وذلك قولك: والله لرأيت زيداً يضرب عمراً، فأنكرت ذلك.
وإن وصلت اللام ب قد فجيد بالغ. تقول: والله لقد رأيت زيداً، والله لقد انطلق في حاجتك. وسنفسر الفصل بين الفعل ب قد وبين الفعل إذا لم تدخله.
أما قد فأصلها أن تكون مخاطبة لقوم يتوقعون الخبر. فإذا قلت: قد جاء زيد لم تضع هذا الكلام ابتداء على غير أمرٍ كان بينك وبينه، أو أمرٍ تعلم أنه لا يتوقعه. فإن أدخلت اللام على قد فإنما تدخلها على هذا الوجه.
فأما قولك: والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له فإنما تقديره: لقد؛ لأنه الأول إلى آخر القسم على غير محلوف عليه، فكان التقدير: {والليل إذا يغشى}، ثم ترك هذا، وابتدأ {والنهار إذا تجلى}. ولكنه بمنزلة قولك: والله ثم الله لأفعلن، وإنما مثلت لك بثم؛ لأنها ليست من حروف القسم.
واعلم أن القسم قد يؤكد بما يصدق الخبر قبل ذكر المقسم عليه، ثم يذكر ما يقع عليه القسم. فمن ذلك قوله عز وجل: {والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهود} ثم ذكر قصة أصحاب الأخدود توكيداً.
وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديدٌ} وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود}، وحذفت اللام لطول الكلام. وليس القول عندنا إلا الأول؛ لأن هذه الاعتراضات توكيد.
فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل.
ألا ترى أن النحويين لا يقولون: قام هند، وذهب جاريتك، ويجيزون: حضر القاضي اليوم امرأةٌ يا فتى، فيجيزون الحذف مع طول الكلام؛ لأنهم يرون ما زاد عوضاً مما حذف.
وتقول: وحق الله ثم حقك لأفعلن ثم حقك تحمله على الموضع، كان جائزاً كما قال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وعلى هذا قرئ {فأصدق وأكن من الصالحين}؛ لأنه حمله على موضع الفاء). [المقتضب: 2/336-337] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: إن زيداً منطلق وعمراً، وإن شئت: وعمرو.
فأما الرفع فمن وجهين، والنصب من وجه واحد، وهو أن تعطفه على الاسم المنصوب؛ كما قال:
إن الربيع الجود والخريفا = يدا أبي العباس والصيوفا
وهذا على وجه الكلام، ومجراه؛ لأنك إذا عطفت شيئاً على شيء كان مثله. وأحد وجهي الرفع وهو الأجود منهما: أن تحمله على موضع إن؛ لأن موضعها الابتداء. فإذا قلت: إن زيداً منطلق، فمعناه: زيد منطلق.
ومثل إن في هذا الباب لكن الثقيلة. ونظير ذلك قولك: ليس زيد بقائم ولا قاعداً، على الموضع. ومثله: خشنت بصدره وصدر زيد.
وعلى هذا قراءة من قرأ {فأصدق وأكن من الصالحين} حمله على موضع الفاء، ولم يحمله على ما عملت فيه.
وقرئت هذه الآية على وجهين: {إن الله بريء من المشركين ورسوله} بالنصب، والرفع في الرسول). [المقتضب: 4/111-112]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فمما جاء نعتاً على الموضع وهو ها هنا أحسن قول الله عز وجل: {ما لكم من إله غيره}. إن شئت كان غيره استثناء، وإن شئت كان نعتاً على الموضع، وإنما كان هو الوجه؛ لأن من زائدة لم تحدث في المعنى شيئاً ولا ليست كذلك؛ لأنها أزالت ما كان موجباً، فصار بها منفياً. فمن ذلك قوله:
ورد جازرهم حرفاً مصرمة = ولا كريم من الولدان مصبوح
والعطف يجري هذا المجرى. فمن جعل المعطوف على الموضع قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. حمل الثاني على الموضع.
ونظير هذا قوله:
فلسنا بالجبال، ولا الحديدا
حمل الثاني على الموضع، كأنه قال: فلسنا الجبال ولسنا الحديدا.
ومثله قول الله عز وجل: {فأصدق وأكن} لولا الفاء كان أصدق مجزوماً؛ كما أنه لولا الباء لكانت الجبال منصوبة لأنه خبر ليس.
ومثله قولك: إن زيداً منطلق وعمرو، وقول الله عز وجل: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} ). [المقتضب: 4/369-371] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (9) وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين (10) ولن يؤخّر اللّه نفساً إذا جاء أجلها واللّه خبيرٌ بما تعملون (11)
الإلهاء الإشغال بملتذ وشهوة، وذكر اللّه هنا عام في الصلاة والتوحيد والدعاء، وغير ذلك من فرض ومندوب، وهذا قول الحسن وجماعة من المفسرين، وقال الضحاك وعطاء وأصحابه: المراد بالذكر: الصلاة المكتوبة، والأول أظهر، وكذلك قوله تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم، قال جمهور من المتأولين: المراد الزكاة، وقال آخرون: ذلك عام في مفروض ومندوب). [المحرر الوجيز: 8/ 315]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وذكر اللّه هنا عام في الصلاة والتوحيد والدعاء، وغير ذلك من فرض ومندوب، وهذا قول الحسن وجماعة من المفسرين، وقال الضحاك وعطاء وأصحابه: المراد بالذكر: الصلاة المكتوبة، والأول أظهر،
وكذلك قوله تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم، قال جمهور من المتأولين: المراد الزكاة، وقال آخرون: ذلك عام في مفروض ومندوب.
وقوله: يأتي أحدكم الموت أي علاماته، وأوائل أمره، وقوله: لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ، طلب للكرة والإمهال، وفي مصحف أبي بن كعب: «آخرتن» بغير ياء، وسماه قريبا لأنه آت، وأيضا فإنما يتمنى ذلك ليقضي فيه العمل الصالح فقط، وليس يتسع الأمل حينئذ لطلب العيش ونضرته، وفي مصحف أبي: «فأتصدق»، وقوله: وأكن من الصّالحين ظاهره العموم، فقال ابن عباس هو الحج، وروي عنه أنه قال في مجلسه يوما: ما من رجل لا يؤدي الزكاة ولا يحج إلا طلب الكرة عند موته فقال له رجل: أما تتقي الله المؤمن بطلب الكرة؟ فقال له ابن عباس: نعم، وقرأ الآية، وقرأ جمهور السبعة والناس: «وأكن» بالجزم عطفا على الموضع، لأن التقدير: «إن تؤخرني أصدق، وأكن»، هذا مذهب أبي علي، فأما ما حكاه سيبويه عن الخليل فهو غير هذا وهو جزم «أكن» على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني، ولا موضع هنا، لأن الشرط ليس بظاهر، وإنما يعطف على الوضع حيث يظهر الشرط كقوله تعالى: من يضلل اللّه فلا هادي له [الأعراف: 186]، ونذرهم، فمن قرأ بالجزم عطف على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]، لأنه وقع هنالك فعل كان مجزوما، وكذلك من قرأ: «ونكفر» بالجزم عطفا على موضع فهو خير لكم، وقرأها أبو عمرو وأبو رجاء والحسن وابن أبي إسحاق، ومالك بن دينار وابن محيصن والأعمش وابن جبير وعبيد الله بن الحسن العنبري، قال أبو حاتم، وكان من العلماء الفصحاء: «وأكون» بالنصب عطفا على فأصّدّق، وقال أبو حاتم في كتبها في المصحف بغير واو، وإنهم حذفوا الواو كما حذفوها من «أبجد» وغيره، ورجحها أبو علي، وفي مصحف أبيّ بن كعب وابن مسعود: «فأتصدق وأكن»).[المحرر الوجيز: 8/ 315-316]

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: ولن يؤخّر اللّه نفساً إذا جاء أجلها، حض على المبادرة ومسابقة الأجل بالعمل الصالح، وقرأ السبعة والجمهور: «تعملون» بالتاء على المخاطبة لجميع الناس، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: «بما يعملون» بالياء على تخصيص الكفار بالوعيد). [المحرر الوجيز: 8/ 316]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة