سورة الأحزاب
[ من الآية (4) إلى الآية (6) ]
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}
قوله تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (اللّائي تظاهرون (4)
قرأ ابن كثير ونافع ويعقوب: (اللّاء تظّهّرون) بهمزة مختلسة الكسرة.
وقرأ أبو عمرو (اللاي) بكسرة مختلسة ولا يهمز، وكذلك روى ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (اللائي) بياء بعد الهمزة، في وزن (اللاعى)، وكذلك قرءوا في المجادلة والطلاق.
قال الأزهري: هي لغات محفوظة عن العرب وأجودها وأتمها (اللائي) بياء بعد الهمزة.
ومن حذف الياء اكتفى بالكسرة، ومن همز فلأن مدتها همزة، ومن خفف الهمزة فلإيثاره التخفيف. وكل جائز.
[معاني القراءات وعللها: 2/277]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (تظّهّرون) بالتاء وتشديد الظاء والهاء بغير ألف -
وقرأ ابن عامر (تظّاهرون) بتشديد الظاء وألف بعدها مع فتح التاء.
وقرأ عاصم (تظاهرون) بضم التاء وتخفيف الظاء.
وقرأ حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة مفتوحة التاء بألف.
قال أبو منصور: هذه لغات صحيحة، ومعناها واحد.
يقال: تظاهر فلان من امرأته، وتظهّر منها، واظّاهر، واظّهّر، وظاهر بمعنى واحد.
وهو أن يقول لها: أنت عليّ كظهر أمي.
فمن قرأ (تظّهّرون) فالأصل (تتظهرون)، فأدغمت التاء الثانية في الظاء وشددت.
وكذلك من قرأ (تظّاهرون) فالأصل (تتظاهرون)، فأدغمت التاء في الظاء.
ومن قرأ: (تظاهرون) مخففا فالأصل فيه أيضًا (تتظاهرون)
فحذفت إحدى التاءين استثقالا للجمع بينهما.
قال البصريون: التاء المحذوفة تاء المخاطبة.
وقال غيرهم: بل المحذوفة تاء التفاعل ولكل حجة على ما قال). [معاني القراءات وعللها: 2/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: (اللائي تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع: (اللاء) ليس بعد الهمزة ياء كذلك، وقرأت على قنبل. وأخبرني إسحاق الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: (اللاء) يكسر ولا يثبت ياء مخففة بغير همز، ولا مدّ في كلّ القرآن، وكذلك أبو عمرو، وحدّثني محمد بن مضر عن ابن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 5/465]
بزّة عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو. قال ابن مخلد: عن ابن أبي بزّة [اللائي] مشددة مكسورة وهو غلط. وقال في الطلاق: (واللائي يئسن) [4] مثقلة، (واللائي لم يحضن) [الطلاق/ 4] مثلها.
وروى ورش عن نافع مثل قراءة أبي عمرو. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: اللائي بياء بعد الهمزة، وكذلك اختلافهم في [اللائي] قد سمع الله [المجادلة/ 2]، وفي الطلاق.
قال أبو علي: اللائي: وزنه فاعل مثل شائي فالقياس أن تثبت الياء فيه كما تثبت في الشائي، والنائي ونحوه. وقد حذفوا الياء من فاعل في حروف من ذلك قولهم: ما باليت به بالة، ومنه حانة، فكذلك إذا حذفت من اللائي يصير (اللاء) فإن خفّفت الهمزة فالقياس أن تجعل بين بين. وقد حكى سيبويه: حذف الياء من اللائى، فقال: من قال في (اللاء) قال (لاء) لأنّه يصير بمنزلة باب، صار حرف الإعراب العين، يريد: عين الفعل التي هي همزة من اللائي. فأمّا قبل الحذف من اللائي فإنّ اللّائي واللّاتي قال فيهما: إنهما بمنزلة شاري وضاري، ومن ردّ الفاء في «يضع» اسم رجل إذا صغّر،
[الحجة للقراء السبعة: 5/466]
فقال: «يويضع» ردّ اللّام هنا أيضا، فقال: لويىء، ومن لم يرد قال: لويىء مثل: لويع، فإن خفّفت الهمزة قلت: لويّ، وزنه من الفعل: فويع. ومن أمثلة التحقير: فعيل. وقال بعض أصحاب أحمد: يعني أنّ ابن كثير وأبا عمرو يقرءان: اللّاي يريد اللاء بهمزة ليس بعدها ياء ثم يخفّف الهمزة فتصير ياء ساكنة، وزعم أنّه كذلك ضبط، قال: وهو تخفيف إبدال على غير قياس، قال أبو علي: ومثل هذا البدل من الهمز لا يقدم عليه إلا بسمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/467]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (تظّهّرون) بفتح التاء والتثقيل. وفي المجادلة [2] مثله غير أن تلك بالياء. وقرأ عاصم: (تظاهرون) بألف، مضمومة التاء خفيفة، وقرأ حمزة والكسائي: هاهنا (تظاهرون) خفيفة الظاء بفتح التاء وألف بعد الظاء، وفي المجادلة بياء مشددة [الظاء] (يظاهرون)، وقرأهما ابن عامر بتشديد الظاء مع الألف.
[قال أبو علي]: (يظّهّرون) معناه: يتظهرون، فأدغم التاء في الظاء، وتقديره: يتفعّلون من الظهر، وفي المجادلة مثله، غير أنّ تلك بالياء، والذين يظّهّرون تقديره: يتظهّرون، فأدغم التاء في الظّاء.
وقول عاصم: (تظاهرون) بألف مضمومة التاء. خفيفة فهذا من ظاهر من امرأته. ويقوي ذلك قولهم في مصدر ظاهر: اظّهار، ولا يمتنع أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/467]
يقال: ظاهر لقولهم: الظّهار في مصدره وإن كان الظّهار قد جاء في نحو قوله: وأنزل الذين ظاهروهم [الأحزاب/ 26] وفي قوله: تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان [البقرة/ 85]، أي: تتعاونون، فلا يمتنع أن يستعمل في قولهم ظاهر من امرأته كالأشياء التي تتفق ألفاظها وتختلف معانيها، وكلّ ذلك من الظّهار. وقول حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة الظّاء، معناها: تتظاهرون، فحذفا تاء تتفاعلون التي أدغمها غيرهما.
وقولهما في المجادلة: (تظاهرون) أدغما في المجادلة التاء الّتي حذفاها من تظاهرون، والمعنى واحد.
وقول ابن عامر بتشديد الظّاء مع الألف (تظّاهرون)، مثل قول حمزة والكسائي في المجادلة، إنّما هو يتظاهرون). [الحجة للقراء السبعة: 5/468]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم} 4
قرأ أبو عمرو وورش عن نافع والبزي عن ابن كثير (اللاي) بغير مد ولا همز في كل القرآن وقرأ نافع والقواس عن ابن كثير اللاء مهموزا مقصورا وقرأ أهل الشّام (اللاء) والكوفة {اللائي} بهمزة بعدها ياء ووزنها فاعل
واعلم أن هذه الوجوه كلها جمع الّتي والعرب تجمع الّتي على اللّاتي واللائي ثمّ يجمعون الجمع فيقولون اللواتي قال الراجز
من اللواتي والّتي واللاتي ... زعمن أنّي كبرت لداتي
فمن قرأ {اللائي} على وزن اللاعي فهو القياس على الأصل وهو جمع الّتي على غير اللّفظ ومن قرأ (اللاء) على وزن اللاع فإنّه اكتفى بالكسرة على الياء لأن الكسرة تنوب عن الياء قال الشّاعر
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة
ولكن ليقتلن البريء المغفلا
[حجة القراءات: 571]
ومن ترك الهمز فإنّما تركه للتّخفيف وهذه لغات للعرب
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {تظهرون} بغير ألف وتشديد الظّاء وقرأ حمزة الكسائي {تظهرون} بفتح التّاء وتخفيف الظّاء وقرأ ابن عامر تظاهرون بالألف والتّشديد
والمعنى في تظهرون وتظاهرون وتظاهرون واحد أصله كله من الظّهر لأن الّذي يتظهر من امرأته إنّما قال لها أنت عليّ كظهر أمّي فمن قرأ {تظهرون} فالأصل تتظهرون فأدغم التّاء في الظّاء وإدخال الألف وإخراجها سواء والعرب تقول ضعفت وضاعفت وعقبت وعاقبت
وقرأ عاصم {تظاهرون} بالألف مضمومة التّاء مثل تقاتلون جعله فعلا من اثنين من ظاهر من امرأته مظاهرة وظهارا وحجتهم قوله في مصدر ظاهر الظّهار). [حجة القراءات: 572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {اللائي} حيث وقع قرأه البزي وابو عمرو بإسكان الياء، وقرأ ورش بكسر الياء، وقالون وقنبل بهمزة مكسورة من غير ياء بعدها، وقرأ الباقون بهمزة مكسورة وياء بعدها، وهي كلها لغات مسموعة، وأصله بهمزة وياء بعدها؛ لأنه بمنزلة «اللاتي» فالهمزة بإزاء التاء، فمن قرأ بهمزة من غير ياء، حذف الياء وأبقى الكسرة تدل عليها، كالقاض والغاز، لكنهم جعلوا الهمزة بعد الحذف حرف الإعراب، قال سيبويه: جعلوه بمنزلة «باب» والذين أسكنوا الياء خففوا الهمزة على البدل، فالياء منها ياء مكسورة، وأسكنوا الياء تخفيفًا لثقل الكسرة على الياء، ومن كسر الياء أتى بها على أصل البدل، والأصل في تخفيف هذه الهمزة أن تجعل بين الهمزة والياء، وقد كان يجب على قراءة ورش أن يجوز فيه المد وتركه، على ما ذكرنا من المد وتركه في قراءة قالون والبزي في: {هؤلاء إن كنتم} «البقرة 31» فمن مد أجراه على الأصل، فمد الهمزة لأن التخفيف عارض، ومن لم يمد ترك المد، لأن لفظ الهمزة، التي من أجلها وجب مد الألف، قد زال، فكذلك يجب في قراءة ورش، لكن لم أقرأ فيه إلا بترك المد، لعلة أنه لما زال لفظ الهمزة الذي من أجله وجب المد زال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]
المد فهو وجه، والمد أقيس فيه، لأن التخفيف عارض، لكن لم أقرأ به، ومن الناس من يقول: إن كسر الياء فيه لغة من لا يرى أن أصله الهمز، فعلى هذا يحسن ترك المد لورش، ومثله الاختلاف في المجادلة والطلاق، والعلة واحدة، والاختيار الهمز والياء بعد الهمزة، لأنه الأصل وعليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تظاهرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو بتشديد الظاء والهاء، من غير ألف، وأصله «يتظهرون» على وزن «يتفعلون» ثم أدغمت التاء الثانية في الظاء، فوقع التشديد لذلك، وحسن الإدغام لأنك تنقل حرفًا ضعيفًا، وهو التاء إلى لفظ حرف قوي، وهو الظاء، قرأ حمزة والكسائي بألف مخففًا، وأصله «تتظاهرون» ثم حذف إحدى التاءين كـ «تساءلون» وكـ «تظاهرون» في البقرة، وكذلك قرأ ابن عامر غير أنه شدد الظاء؛ لأنه أدغم التاء الثانية في الظاء، ولم يحذفها كـ «تساءلون وتظاهرون» في البقرة في قراءته، وقراءة عاصم بضم التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مخففًا على وزن «تفاعلون» والتاء للخطاب مثل «تقاتلون» بناه على «فاعل تفاعل» والتاء للخطاب، وهو كله بمعنى واحد مشتق من الظهر، وقولهم الظهار يدل على ضم التاء؛ لأنه مصدر «ظاهر» فأما قوله: {تظاهرون} و{تظاهرا} في البقرة والتحريم فهو من المظاهرة، وهي المعاونة وليس من الظهر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {اللَّاي} [آية/ 4] بلا مدّ ولا همز، وبعد الألف شمّة الياء:
قرأها ابن كثير في رواية البزي، ونافع –ش- وأبو عمرو.
[الموضح: 1023]
والوجه أن أصله اللاء بهمزة بعد الألف، فخففت الهمزة فصارت ياء ساكنة، وهو تخفيف إبدال، على غير قياس.
وقرأ يعقوب و-ل- عن ابن كثير و-ن- عن نافع {اللَّاءِ} بهمزة ليست بعدها ياء.
والوجه أن أصل الكلمة اللائي على وزن اللاعي بياء بعد الهمزة، فحُذفت الياء اكتفاء بالكسرة، ولأنهم قد حذفوا الياء التي هي اللام من فاعل في مواضع، منها قولهم: ما باليت بالة، ثم إنهم لما حذفوا الياء من اللاء تركوا الهمزة على حالها ولم يخففوها، إذ لو خففت لكان القياس يقتضي أن تُجعل بين بين.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {اللَّائِي} ممدودًا مهموزًا، وبعد الهمزة ياء، وكذلك اختلافهم في سورة المجادلة والطلاق.
والوجه أنه على الأصل؛ لأن أصل الكلمة: اللائي، على مثال شائي وجائي، فالقياس أن تثبت الياء فيه، كما تثبت في الشائي والجائي). [الموضح: 1024]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {تَظَّهَّرُونَ} [آية/ 4] بتشديد الظاء والهاء من غير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن أصله: تتظهّرون بتائين، فأدغمت التاء الثانية في الظاء، ووزنه تتفعلون من الظهر.
وقرأ ابن عامر {تَظَّاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مشددة الظاء، وكذلك (-ان-) عن يعقوب.
والوجه أن أصله تتظاهرون بالألف، فأُدغم التاء في الظاء، ووزنه تتفاعلون.
وقرأ حمزة والكسائي {تَظَاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مخففة الظاء.
والوجه أن أصله تتظاهرون بتائين على ما تقدم، فحُذفت إحدى التائين وهي الثانية التي أدغمها في الظاء من أَدغم، فبقي: تظاهرون مخففة، وهم قد يُخففون بالحذف كما يُخففون بالإدغام، وكلاهما فرار من اجتماع المثلين.
وقرأ عاصم {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء، وتخفيف الظاء، وبالألف، وكسر الهاء.
والوجه أنه من ظاهر الرجل من امرأته يُظاهر، على وزن فاعل يُفاعل، والمصدر المظاهرة والظهار، وهو أن يقول لها: أنت علي كظهرِ أمي، فقوله يُظاهرون وزنه يُفاعلون، وهي اللغة المشهورة في هذا المعنى، واللغات التي تقدمت مثلها في المعنى). [الموضح: 1025]
قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)}
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}